أخبار وتقارير...الهند تطلق أكبر انتخابات الاثنين.. والقوميون الهندوس الأوفر حظا...جزء كبير من فصول الانتخابات الأفغانية كتب في باكستان ... أفغانستان تستعد لأول عملية انتقال ديمقراطي للحكم اليوم

مقتل 4 عسكريين روس بتفجير في الشيشان....«الأرملة البيضاء» تهدّد أفريقيا مجدداً...الجيش التركي يرد على اطلاق نار من سورية....«إيبولا» تصل إلى مالي وتعبئة في غرب أفريقيا لمواجهتها.....الفقر وتفاوت مستويات الدخل قد يعيقان النمو الاقتصادي الآسيوي....نيجيريا على وشك ان تصبح اكبر اقتصاد في افريقيا

تاريخ الإضافة الأحد 6 نيسان 2014 - 6:41 ص    عدد الزيارات 2107    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

نيجيريا على وشك ان تصبح اكبر اقتصاد في افريقيا
الحياة....لاغوس - أ ف ب
قد تصبح نيجيريا في نهاية هذا الاسبوع اكبر اقتصاد في القارة الافريقية وتحتل مكانة جنوب افريقيا وذلك لمناسبة نشر ارقام اجمالي الناتج الداخلي التي اعيد احتسابها وفقا لأسس جديدة.
واوضح المكتب الوطني للاحصاءات ان هذه الارقام التي ستكشف الاحد ستدفع الدولة الاكثر تعدادا للسكان في القارة الافريقية، الى مرتبة اول اقتصاد افريقي.
ويوصي اختصاصيون في شؤون الاحصاء في الامم المتحدة الدول بتعديل طريقة احتساب اجمالي ناتجها الداخلي كل خمسة اعوام لتاخذ في الحسبان تطورات الانتاج والاستهلاك، لكن نيجيريا لم تعدل طريقة هذا الاحتساب منذ 1990.
وستأخذ الارقام الجديدة في الاعتبار ظهور تطور سريع في قطاعات جديدة وصناعات جديدة وخصوصا الاتصالات والصناعة المحلية للسينما، نوليوود.
وسجلت نيجيريا، احد ابرز الدول المنتجة والمصدرة للنفط في افريقيا، معدلات نمو قوية في السنوات الاخيرة واصبحت اكثر جذبا لاستثمارات الشركات الاجنبية.
وبلغت نسبة النمو السنوي ما معدله 6,8 في المئة بين 2005 و2013 وتشير توقعات النمو لهذه السنة الى 7,4 في المئة، بحسب ارقام صندوق النقد الدولي.
وعلى سبيل المقارنة، سجلت جنوب افريقيا معدل نمو اعلى بشكل طفيف من 5 في المئة بين 2005 و2008-2009، وتواجه منذ ذلك الوقت صعوبات لتجاوز الـ3,5 في المئة.
الا ان المحللين حذروا انه في حال اصبحت نيجيريا بالفعل القوة الاقتصادية الاولى في افريقيا، فإن هذه الارقام لا تعكس بالفعل الوضع الفعلي لصحة البلاد.
فإجمالي الناتج الداخلي للفرد اعلى بشكل كبير في جنوب افريقيا، واقرت الحكومة النيجيرية بأن البطالة تبقى مشكلة رئيسية بالنسبة اليها على غرار توزيع الثروات ايضا.
وعلى رغم من وجود اثرياء كبار، الا ان غالبية النيجيريين الذين يقدر عددهم بـ170 مليون نسمة، تعيش بدولارين في اليوم، كما ان مستوى الخدمات الاساسية مثل مياه الشفة والكهرباء ما دون المتوسط.
 
الفقر وتفاوت مستويات الدخل قد يعيقان النمو الاقتصادي الآسيوي
كوالالمبور - الحياة
اظهرت دراسة نشرت نتائجها ان عاملي انتشار الفقر وتفاوت مستويات الدخل قد يعيقان اقتصادات الدول الآسيوية التي شهدت نموا قويا خلال العقدين الماضيين.
وذكرت الدراسة التي اعدها قسم التقييم المستقل في البنك الآسيوي للتنمية ومقره الفلبين بعنوان "دعم بنك التنمية الآسيوي لتحقيق نمو شامل" ان نحو 750 مليون شخص في دول آسيا لا يزالون يعيشون على اقل من 1.25 دولار اميركي في اليوم.
وبينت ان تفاوت مستويات الدخل في تلك الدول ارتفع الى اكثر من 20 في المئة خلال السنوات العشرين الماضية مؤكدة ان هذه المستويات قد تعيق تحقيق مزيد من التقدم والنمو الاقتصادي في السنوات المقبلة وقد تهدد أيضا بعدم الاستدامة والاستقرار الاقتصادي مالم تخفض مستويات الفقر.
وقالت ان النمو الاجمالي فشل في تحسين مستويات المعيشة في دول آسيا موضحة ان من احد مؤشرات البنك التي دلت على ان النمو الاقتصادي لا يصل الى شريحة واسعة من المجتمع هو الضعف النسبي في الاستهلاك العائلي.
واشارت الى ان مؤشر الاستهلاك العائلي نما بنسبة 5.7 في المئة بشكل سنوي في التسعينيات وسجل نسبة 5.5 في المئة في الألفية الجديدة وهو ما يعتبر اقل بكثير من نمو الناتج الإجمالي المحلي بواقع تسعة في المئة و8.2 في المئة في العقدين الماضيين.
وأكدت الدارسة أن بإمكان البنك الآسيوي للتنمية بذل جهود كبيرة لدمج النمو الشامل في استراتيجية انمائية موضحة ان البنك يستهدف النمو الشامل ضمن جدول اعماله الاستراتيجية منذ عام 2008 ويسعى الى توحيد الجهود لتحقيق هذه الشمولية.
ودعت جميع الدول في آسيا الى تحسين عمليات التنسيق مع المنظمات الإنمائية فيها وذلك لتطبيق نظرية الشمولية حسب احتياجات تلك الدول.
 
«إيبولا» تصل إلى مالي وتعبئة في غرب أفريقيا لمواجهتها
المستقبل.. أ ف ب
شهدت دول عدة في غرب افريقيا تعبئة امس للتصدي لانتشار الحمى النزفية التي نجمت لدى بعض المصابين عن فيروس إيبولا وتسببت في وفاة اكثر من ثمانين شخصاً في غينيا غداة الاعلان عن الاشتباه باولى الاصابات في مالي بعد ليبيريا وسيراليون.
وكشفت مالي الواقعة على الحدود مع غينيا مساء الخميس انها تشتبه باصابة ثلاثة اشخاص بالمرض، وضعوا في الحجر الصحي.
واكدت الحكومة المالية ان العينات التي اخذت منهم «ارسلت للتحليل في المختبر المرجعي لمركز الوقاية من الامراض ومراقبتها في اتلانتا في الولايات المتحدة». ووعدت باعلان النتائج فور توافرها.
واكد وزير الصحة المالي عثمان كونيه ان «المرضى الثلاثة الذين يشتبه باصابتهم اصبحوا في حالة افضل صباح اليوم (امس)«، موضحا انه «لم يسجل لديهم نزيف» يعد من عوارض إيبولا.
واوضح الطبيب عمر سانغاري من الادارة الوطنية للصحة ان المرضى الثلاثة ماليون، موضحا انهم «كانوا يعملون في منطقة حدودية بين مالي وغينيا ورصد كل على حدة عند وصولهم برا الى الاراضي المالية الى باماكو او عند مدخل باماكو».
ونصحت السلطات المالية المواطنين «بالامتناع عن التنقل في مناطق الوباء الا في حال الضرورة».
وسجل العدد الاكبر من الاصابات بالمرض في غينيا حيث بلغ 137 حالة منذ كانون الثاني، معظمهم في الجنوب بحسب آخر حصيلة للحكومة الغينية.
وتأكد ان 45 من هذه الاصابات ناجمة عن فيروس إيبولا المعدي جدا ولا لقاح او علاج له. لكن الحكومة الغينية ذكرت الخميس انه «نلاحظ شفاء اشخاص واكدت ذلك تحاليل لشخصين اصيبا بايبولا في كوناكري».
ويشكل ذلك بارقة امل صغيرة بينما تقول منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية الناشطة جدا على الارض في غينيا انه «وباء لا سابق له»، موضحة ان انتشار الاصابات على الاراضي «يعقد الى حد كبير» مهمة منع انتشار المرض.
وفي الايام الاخيرة، اشتبهت سلطات ليبيريا وسيراليون باصابة عدد من الاشخاص بالمرض، توفي بعضهم بسبب تلوث مصدره غينيا المجاورة. لكن التحاليل اثبتت اصابة شخصين في ليبيريا لكن ليست هناك اي اصابة في سيراليون.
واعلنت وزارة الصحة الليبيرية الخميس اكتشاف اصابة جديدة مشبوهة في منطقة غابات بالقرب من منطقة نيمبا (شرق)، لكنها، خلافا للحالات الاخرى، ليست مرتبطة بغينيا.
وقالت بيرنيس دان المسؤولة في وزارة الصحة الليبيرية انه «صياد لم يتعامل مع اي شخص يشتبه بانه يحمل الفيروس «ايبولا« ولم يذهب يوما الى غينيا».
ويجري نقل عينات اخذت من الصياد الى غينيا لتحليلها. واضافت دان «بانتظار نتائج التحاليل طلبنا من السكان الا يلمسوا اي لحوم لحيوانات برية في جميع انحاء البلاد».
ورسميا سجلت اصابة 14 شخصا بالحمى النزفية في ليبيريا توفي منهم سبعة بمن في ذلك الصياد. وباستثناء هذا الرجل، كلهم كانوا على اتصال مباشر او غير مباشر مع اشخاص مصابين في غينيا ثم توجهوا الى منطقة لوفا شمال ليبيريا.
وتثير هذه التطورات قلق غرب افريقيا التي تواجه للمرة الاولى انتشارا بهذا الحجم للمرض، خلافا لافريقيا الوسطى التي شهدت وفاة 1200 شخص بسبب ايبولا خلال اخطر اوبئة منذ اكتشاف هذا الفيروس في 1976 في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
ونشرت الدول المجاورة لغينيا فرقا في المناطق الحدودية واتخذت سلسلة تدابير لمواجهة اي احتمال في البلدان التي لم يصل اليها المرض. وفي الدول التي سجلت فيها اصابات تعمل السلطات وشركاؤها على الحد من انتشار المرض وتوعية السكان.
ولم تنجح الاجراءات والتطمينات الرسمية في تهدئة القلق في باماكو. وقال المؤذن مامادو سيلا: «اشعر بالخوف فعلا».
واضاف انه قبل الاعلان عن الاشتباه باصابات «ذهبت الى المركز الصحي في حينا الاربعاء ولما وصل رجل مريض تصور الجميع انه مصاب بإيبولا وفروا».
 
الجيش التركي يرد على اطلاق نار من سورية
أنقرة - أ ف ب
أعلن الجيش التركي ان مدفعيته ردت الجمعة على اطلاق نار من الاراضي السورية من دون تسجيل وقوع اصابات او اضرار.
وجاء في بيان صادر عن قيادة اركان القوات المسلحة التركية "سقطت ست قذائف على يايلاداغي في محافظة هاتاي من دون ان توقع اضراراً". واضاف البيان "طبقاً لقواعد الاشتباك قصفت المدفعية التركية المنطقة التي انطلقت منها النيران من الاراضي السورية". وترد تركيا عادة على كل اطلاق نار مصدره الاراضي السورية. وكان الطيران التركي اسقط في الثالث والعشرين من آذار (مارس) طائرة عسكرية سورية بعد ان اتهمها بـ"خرق الاجواء التركية". وتقف تركيا الى جانب المعارضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
 
«الأرملة البيضاء» تهدّد أفريقيا مجدداً
لندن - يو بي آي -
أفادت صحيفة «ديلي ميرور» أمس، بأن سامنتا ليثويت المعروفة بـ «الأرملة البيضاء» بعد تنفيذ زوجها جيرمين ليندسي مع ثلاثة آخرين هجمات انتحارية في شبكة مواصلات لندن عام 2005، تخطط لشن هجمات إرهابية انتقاماً لمقتل معلمها القيادي في تنظيم «القاعدة» الشيخ أبو بكر شريف أحمد، الذي يُعتقد بتجنيده مئات من المتطوعين البريطانيين، بينهم سامنثا وجيرمين غرانت المتهم بالتورط في مؤامرات تفجير، ومايكل أديبولاجو قاتل الجندي البريطاني لي ريغبي.
وأردي الشيخ أحمد بالرصاص خلال عملية نفذتها وحدة كينية متخصصة بعمليات الاغتيال دربتها قوات خاصة إسرائيلية، في مدينة مومباسا الكينية الثلثاء الماضي، بعد دقائق من ظهوره علناً لدعم خمسة شبان اتُّهموا بالانتماء إلى حركة الشباب الصومالية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية خشيتها من شن «الأرملة البيضاء»، البالغة 29 من العمر، وهي أم لأربعة أطفال، هجمات على أهداف غربية في أنحاء أفريقيا، علماً بأنها اتُّهمت بتخطيط هجوم بالمتفجرات على سياح بريطانيين في منتجع كيني، وآخر على مركز «ويست غايت» التجاري في نيروبي العام الماضي.
على صعيد آخر، تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اتخاذ إجراءات سريعة لمنع سيطرة متطرفين من «القاعدة» على مدارس في مدينة برمنغهام، وقال: «لن نسمح بحدوث ذلك في بلدنا، وتملك هيئة الرقابة على المدارس (أوفستيد) كل صلاحيات التدخل والتحقيق لمعرفة مكامن الخطأ».
 
مقتل 4 عسكريين روس بتفجير في الشيشان
موسكو - رويترز -
قتل 4 عسكريين روس وجرح 7 آخرون في انفجار قنبلة لدى مرور موكبهم في جمهورية الشيشان المضطربة بمنطقة شمال القوقاز.
وأفاد مصدر أمني بأن «المجموعة نفذت مهمة استطلاع هندسي قرب قرية ياندي التي تبعد نحو 45 كيلومترا عن جنوب شرقي العاصمة الإقليمية غروزني، حين انفجرت العبوة».
وتقاتل روسيا جماعات إسلامية مسلحة في شمال القوقاز تعود أصولها إلى حربين مع انفصاليين في الشيشان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ويقع إطلاق نار وانفجارات في شكل شبه يومي بالمنطقة، بينما تندر أعمال العنف نسبياً في الشيشان.
 
أفغانستان تستعد لأول عملية انتقال ديمقراطي للحكم اليوم ورئيسة لجنة الدفاع في البرلمان لـ «الشرق الأوسط»: للمرة الأولى لا نعرف مسبقا الفائز المحتمل

كابل: محمد الشافعي .. تجري الانتخابات الرئاسية في أفغانستان اليوم في مستهل أول عملية انتقال ديمقراطية للبلاد من رئيس لآخر. ويدخل الحلبة ثمانية مرشحين على مقعد الرئاسة، يتقدمهم زلماي رسول وزير الخارجية الأسبق المقرّب من الرئيس الحالي حميد كرزاي، وعبد الله عبد الله زعيم المعارضة وزير الخارجية السابق، وأشرف غاني الخبير السابق بالبنك الدولي.
ومنذ الإطاحة بنظام طالبان في عملية عسكرية قادتها الولايات المتحدة عام 2001، ظل الرئيس حميد كرزاي حاكما للبلاد؛ أولا رئيس للحكومة المؤقتة، ثم رئيسا للبلاد لفترتين، حيث انتخب عام 2004 ثم 2009. ووفقا للدستور، يحظر على كرزاي الترشح لولاية ثالثة. وكثفت الإجراءات الأمنية المشددة في شوارع العاصمة كابل منذ الخروج من «ميداني هوائي بين المللي كابل» أو مطار كابل الدولي، عبر الخطوط التركية، كان الأبرز في المشهد هو طائرات قوات التحالف الغربية الرابطة على أرض المطار، تقول للزائر إن القوات الأجنبية ما زالت موجودة، وطالبان أيضا تضرب في جنبات العاصمة الأفغانية بحثا عن ضجة إعلامية، لكن الإجراءات الأمنية غير المسبوقة، ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان بشوارع العاصمة كابل، وكذلك الأمطار الغزيرة التي بللت شوارع العاصمة الخالية من المارة بسبب عطلة يوم الجمعة كانت أيضا ضمن المشهد العام قبل يوم الانتخابات الحاسم».
تقدم ثمانية مرشحين بأوراقهم لخوض السباق الرئاسي، لاختيار خليفة لكرزاي. ومن الواضح أن العامل الأمني والتودد العرقي يسيطران على مشهد الانتخابات الرئاسية، فحتى قبل ساعات من وصولي إلى كابل كانت طالبان تضرب من جديد بتفجير انتحاري أمام مقر وزارة الداخلية، أدى إلى مقتل ستة شرطيين، وجاء هذا الهجوم في اليوم الأخير من حملة الدعاية للانتخابات، التي تمثل أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان، وعقب هجومين سابقين فاشلين على المقر الرئيس، للجنة العليا للانتخابات، أما التحالفات العرقية فحدِّث ولا حرج، فيمكن أن تلاحظها أيضا في السفارة الأفغانية في العاصمة البريطانية، لمجرد أن تشير إلى أن هناك ترتيبا ما لإجراء مقابلة مع عبد الله عبد الله زعيم المعارضة وزير الخارجية الأسبق المرشح الرئاسي، فستجد تعطيلا من نوع ما في أوراق تأشيرة الدخول، وعلى الجانب الآخر عقب الوصول إلى كابل، في شارع شهرانو، الذي خلا تقريبا من المارة، باستثناء رجال الأمن المنتشرين في كل مكان يفتشون السيارات والأشخاص بحثا عن أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة.
وشارع شهرانو يقع وسط العاصمة الأفغانية، وهو قريب من حي وزير أكبر خان، أو حي السفارات، الذي كانت تقطنه قيادات «القاعدة» في زمن طالبان، والشارع مزدحم بوجهات البوتيكات الملونة، والفنادق في العاصمة الأفغانية لا تتحدث إلا بالدولار واليورو، تجد صورا وملصقات ممزقة للمرشح الرئاسي عبد رب الرسول سياف أمير الحرب المتشدد، الذي يتحدث العربية بطلاقة، وهو من خريجي الأزهر، ثم كلية الشريعة بجامعة كابل، فسرها لي حارس الفندق عبد الحي وهو من عرق الطاجيك، بأنه ربما في إتلاف ملصقات سياف الدعائية في كابل، وكذلك مدن باميان ومزار شريف التي تهيمن عليها أقلية الهزارة في أفغانستان، انعكاس للماضي الذي عاد ليطارده بوصفه أحد أمراء الحرب. فخلال الحرب الأهلية الأفغانية في مطلع التسعينات من القرن الماضي، قتلت ميليشيا سياف عشرات الآلاف من الهزارة الذين يتبعون المذهب الشيعي ويعتبرهم المتشددون السنة من قوات سياف كفارا. أمراء الحرب الذين لهم ماضٍ عنيف مثل سياف لعبوا دورا في التأثير في السياسة الأفغانية، منذ أن ساعد التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الإطاحة بحركة طالبان عام 2001.
وقالت السيدة شكرية باركزاي رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الأفغاني التي التقتها «الشرق الأوسط»، أمس، عقب الوصول إلى مطار كابل: «إنها المرة الأولى التي لا يعرف أحد مَن الفائز في الانتخابات مقدما، لكن في انتخابات عامي 2004 و2009، كنا على يقين أن حميد كرزاي سيصل إلى الرئاسة، لأسباب كثيرة معروفة في الشارع الأفغاني، أما اليوم قبل ساعات لا نعرف إن كان أشرف غاني الخبير الدولي الذي عمل في البنك الدولي أو زلماي رسول وزير الخارجية الأسبق المقرب من حميد كرزاي، أو عبد الله عبد الله زعيم المعارضة». وأعربت باركزاي عن حزنها الشديد لمقتل صحافية ألمانية وإصابة أخرى كندية في ولاية خوست، قبل ساعات من انطلاق سباق الرئاسة. ويشار إلى أنه لن تكون هناك أي قيمة لهذه الانتخابات ما لم يتمتع الناخبون بحق الانتخاب الفعلي، وما لم يكونوا على وعي بالبرامج والأهداف التي يدافع عنها كل واحد من المرشحين. وهذا ما يتطلب إجراء حوار جاد وواضح بين جميع المرشحين من جهة، وبينهم وبين الشعب الأفغاني من الجهة الأخرى.
ودعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في خطاب تلفزيوني، أمس، المواطنين في أرجاء البلاد للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة قائلا: «إن مستقبل البلاد يعتمد على أصواتكم». وقال كرزاي: «انتخبوا رئيسكم المقبل وأعضاء مجالس المحافظات بحرية». وأضاف: «يتعين على الرجال والنساء في شتى أنحاء البلاد أن يشاركوا في الانتخابات»، مضيفا أن يوم الانتخابات سيكون «يوما حاسما لهذا البلد». وقال إن مشاركة الشعب في المؤتمرات الانتخابية للمرشحين يعكس إيمانهم بالنظام السياسي. ورأى كرزاي أن «مشاركة الشعب في الانتخابات ستمثل ردا قويا على أولئك الذين يعتقدون أنه بمقدورهم النيل من تصميمنا من خلال استخدام العنف».
وعشية الاقتراع الرئاسي، قتلت مصورة صحافية ألمانية تعمل لصالح وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، وأصيب زميلة لها كندية، برصاص شرطي في إقليم خوست (شرق). وقال مسؤول الشرطة في المنطقة باريالان راوان إن ضابط شرطة أطلق النار على أنجا نيدرينغاوس، وهي مصورة ألمانية، وكاثي غانون وهي صحافية كندية، تعملان لدى وكالة «أسوشييتد برس»، بمنطقة تاناي. وأكدت الوكالة أن ضابط شرطة أفغاني فتح النار عندما كانت الاثنتان في سيارتهما، مضيفة أن غانون أصيبت بجراح وأن حالتها مستقرة، لكنها تتلقى رعاية طبية. وأكدت الوكالة مقتل نيدرينغاوس. وقالت الشرطة إن سائقهما لم يُصَب بأذى. من جهة أخرى، نفت طالبان أي علاقة لها بهذا الهجوم، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: «لم يكن لمقاتلي الحرية يد في هذا الهجوم. قد يكون الأمر مسألة شخصية». وبدورها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن سفارتها في كابل «تحاول بإصرار الحصول على توضيح»، بشأن مقتل المصورة الصحافية نيدرينغاوس. وكانت الصحافيتان توجهتا إلى مدينة خوست مع قافلة تحمل بطاقات اقتراع. وقال راوان إنهما توجهتا بعد ذلك إلى منطقة تاناي القريبة على الحدود مع باكستان، حيث يعتقد أن طالبان تتمركز هناك.
وشهدت أفغانستان تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ بدء الحملات الانتخابية، ولكن لم تؤثر الحوادث على ما يبدو في عزم الناخبين على المشاركة في الانتخابات. وكان مئات الآلاف من المواطنين الأفغان قد شاركوا في مسيرات بقيادة العديد من المرشحين في أنحاء البلاد. وانتهت الحملات الانتخابية الأربعاء. ويشارك أكثر من 12 مليون ناخب في عملية التصويت التي ستجري في 6400 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد.
ودعا كرزاي، الذي يعيش آخر أيامه في السلطة، المرشحين إلى «قبول نتائج الانتخابات من منطلق المصلحة الوطنية».
كما طالب المسؤولين الحكوميين بالالتزام بالحياد، وحث المراقبين المحليين والأجانب على مراقبة الانتخابات بـ«نزاهة».
وكان ثلاثة مرشحين انسحبوا من السباق، بينهم اثنان أعلنا مساندتهما للمرشح الرئاسي زلماي رسول المقرب من الرئيس كرزاي، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، ويُنظر إليه حاليا على أنه من بين أوائل المرشحين المؤهلين للفوز. وانسحب المرشح الرئاسي السابق قيوم، وهو شقيق الرئيس كرزاي من السباق، ليدعم المرشح رسول، الأمر الذي أثار كهنات بأن رسول هو الاختيار المفضل لدى الرئيس الحالي المنتهية ولايته.
وواصل المرشحون الثمانية طوال الشهرين الأخيرين خطب ود شيوخ القبائل والزعماء الدينيين والشخصيات المحلية القوية، وهم يسيطرون جميعا على كتل تصويتية كبيرة.
وأعلنت جماعة طالبان، التي تشن عمليات تمرد منذ عام 2001، أنها تعتزم شن هجمات ضد المرشحين والناخبين والعاملين بمراكز الاقتراع. وتزايدت معدلات أعمال العنف في أنحاء البلاد، خاصة في العاصمة كابل، إلى حد كبير، منذ بدء الحملة الانتخابية. ولقي 15 شخصا، على الأقل، حتفهم في أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات، وفقا لما أعلنته اللجنة الانتخابية المستقلة التي تعرضت هي نفسها لهجومين في غضون أسبوع. وقالت اللجنة إنه سيجري نشر 352 ألف عنصر من قوات الأمن الأفغانية يوم الانتخابات، يدعمهم 50 ألفا من المجندين المؤقتين، في حين أعلنت القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان أنها ستدعم القوات المحلية إذا طُلب منها ذلك.
ورغم أن عدد المقيدين في الجداول الانتخابية يصل إلى نحو 12 مليونا، فإنه جرى توزيع أكثر من 18 مليون بطاقة انتخابية حتى الآن، وفقا لما ذكره المسؤولون، مما يعرِّض العملية الانتخابية للتزوير. وحتى العام الماضي، جرى إصدار 3.5 مليون بطاقة انتخابية جديدة، بلغت حصة النساء منها 35 في المائة.
وقال نور محمد نور المتحدث باسم اللجنة الانتخابية المستقلة إنه جرى نقل المواد والأدوات المتعلقة بالانتخابات من 34 عاصمة إقليمية إلى 398 مركزا، بينها بعض المناطق غير الآمنة تماما. وأضاف أن السلطات استأجرت 3200 من البغال والحمير لنقل صناديق الاقتراع والمواد الأخرى الخاصة بالانتخابات إلى بعض المناطق النائية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها أفغانستان انتخابات من دون مساعدة أجنبية مباشرة للعملية الانتخابية، ويمكن أن تتعرض مليارات الدولارات من المعونة الأجنبية للخطر حال عدم إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأعلن المسؤولون أن 6423 مركزا انتخابيا «ستظل مفتوحة وتعمل» يوم الانتخابات، في حين سيغلق أكثر من 700 مركز أبوابه أمام الناخبين لأسباب أمنية. وسيجري تمويل نفقات العملية الانتخابية من جانب المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة، حيث يقدر أن تبلغ التكلفة أكثر من 130 مليون دولار.
وسيكون بوسع الناخبين الإدلاء بأصواتهم في أي مركز للاقتراع في أنحاء أفغانستان، ولتجنب التزوير، سيغمس كل ناخب أدلى بصوته إصبعه في نوع من الحبر لا يمكن إزالته. وسيجري نشر نحو 13 ألف حارسة أمن لتفتيش الناخبات يوم الانتخابات. ومن المقرر أن تبدأ عملية فرز الأصوات في اليوم التالي للاقتراع، وتستمر حتى 20 أبريل (نيسان) الحالي، وفي حال حصول أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة، من المتوقع أن تجري اللجنة الانتخابية جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من أصوات الناخبين، وذلك يوم 28 مايو (أيار) المقبل.
وكانت النتيجة النهائية لانتخابات عام 2009 جرى تأجيلها لعدة أسابيع، بسبب ما تردد حول حدوث عمليات تزوير.
ومن المقرر أن يجري في الوقت نفسه انتخاب أعضاء المجالس المحلية، وجرى تخصيص 20 في المائة من مقاعد المجالس المحلية، التي تصل إجمالا إلى 458 في 34 ولاية، للنساء. ويبلغ عدد المرشحين للمجلس المحلية 2713 مرشحا، بينهم 2406 رجال و308 نساء. وأوضحت اللجنة الانتخابية أن أعمار نحو 70 في المائة من المرشحين للمجالس المحلية دون الـ30، ويُذكر أن أكثر من ثلثي عدد السكان في أفغانستان، دون الـ35.
وشاب الغش على نطاق واسع كل الانتخابات الأفغانية منذ سقوط الحركة الأصولية، بينما تلوح منذ فترة طويلة احتمالات تكرار ذلك خلال الغد، وحتى قبل فترة طويلة من بدء المرشحين حملاتهم الانتخابية.
وفي استطلاع لمنتدى «انتخابات حرة ونزيهة في أفغانستان»، توقع ربع المواطنين فقط أن تكون عملية التصويت نظيفة، ويتفق المنظمون والدبلوماسيون والمراقبون على أن شراء الأصوات والترهيب، مشكلات قد تتكرر هذه المرة أيضا.
ويخشى كثيرون أن يستخدم المرشحون الرشى إذا خسروا معركتهم الانتخابية، أو محاولة عرقلة العملية الانتخابية عبر حض الناخبين على عدم التصويت أو تشويه سمعة العملية الانتخابية بأكملها. وتُعدّ الانتخابات الحالية في أفغانستان حاسمة، فهي الثالثة منذ سقوط طالبان عام 2001، لكنها الأولى التي تبشّر بانتقال سلمي للسلطة في البلاد على الرغم من التساؤلات الكثيرة حول القدرة على تطبيق السلام الحقيقي، بعد سلسلة من الهجمات لحركة طالبان على أهداف سهلة في العاصمة كابل. وفي السنوات الخمس الأخيرة منذ العام 2009، جرى استبعاد أكثر من مليون صوت، وأدخلت مجموعة من التدابير جعلت الغش أكثر صعوبة.
وإذا ما أردنا قراءة التحديات من على الأرض، فإن هناك العديد من القضايا الصعبة التي تواجه النخبة السياسية الأفغانية، ومنها على سبيل المثال: كيف يمكن للرئيس المقبل أن يبني قوات جيش وأمن وطنية يحترمها الأفغان، بعد انسحاب القوات الأجنبية بعد شهور من الآن، ويُعوّل عليها في توفير الأمن والنظام؟ وهل يمكن لثروات البلاد ومواردها أن تُستغلّ في خدمة أهداف التنمية والاستثمار على نحو مسؤول وخاضع للمساءلة والمحاسبة؟ وكيف يمكن تعليم وتدريب الشباب الذين يمثلون رأس المال البشري الذي تحتاجه أفغانستان للمضي قدما للأمام؟ ثم ما السياسات التي يمكن تبنيها بهدف تشجيع عودة المتمردين الذين يعلنون نبذهم للإرهاب واستخدام القوة ضد النظام، إلى جانب إعلان قبولهم واحترامهم للدستور الأفغاني؟ وما أفكار كل مرشح من المرشحين عن حكم بلادهم؟ مثلا: كيف يمكن تطوير مجالس المحافظات المحلية، بحيث تكون معبرة تعبيرا حقيقيا عن أصوات الناخبين؟ ثم كيف للمجتمع الدولي أن يقيم علاقة شراكة أفضل مع أفغانستان بهدف توطيد السلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم؟
* المرشحون الأوفر حظاً لخلافة كرزاي
* زلماي رسول: كان رسول (70 عاما) حتى اكتوبر تشرين الاول الماضي وزيرا للخارجية قبل ان يتنحى عن المنصب لخوض حملة انتخابية. يتحدر رسول من الباشتون وهو قريب من كرزاي فقد كان مستشاره للامن القومي في 2003 و2010، ويعتبره العديد من المراقبين مرشح الحكومة المنتهية ولايتها. ونجح رسول في الاسابيع الماضية بكسب تحالف مرشحين اخرين من بينهما قيوم كرزاي الاخ الاكبر لكرزاي، إلا أن افتقاره للحضور القوي يمكن ان يجعله يخسر بعض الاصوات. يتقن رسول الفرنسية والانجليزية والايطالية والعربية، وتابع دروسا في الطب في باريس، وكان امينا عام للملك الاخير لأفغانستان محمد ظاهر شاه خلال إقامته في المنفى بروما.
* عبد الله عبد الله: حل عبد الله عبد الله الذي ولد لاب من الباشتون وام من الطاجيك، اكبر اتنيتين في البلاد، بعد حملة انتخابية ناجحة في المرتبة الثانية في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية ل2009، مع اكثر من 30% من الاصوات.
انسحب من الدورة الثانية بعد ان ندد على غرار عدد كبير من المراقبين بعمليات التزوير الواسعة النطاق مما ادى الى اعادة انتخاب كرزاي بحكم الامر الواقع. قاد حملة نشطة هذا العام وردد مرارا ان التزوير وحده يمكن ان يحول دون فوزه في الانتخابات.
وكان عبد الله عبد الله (53 عاما) المسؤول في المعارضة وطبيب العيون السابق الذي يحظى بتاييد مسؤولين غربيين، متحدثا باسم القائد احمد شاه مسعود الذي اشتهر بمقاومته للاحتلال السوفياتي ولنظام طالبان واغتيل في التاسع من ايلول/سبتمبر 2001 قبل ان يعين وزيرا للخارجية في الحكومة الاولى لكرزاي.
* أشرف غني: استقال غني الحائز على شهادة جامعية وخبير الاقتصاد المعروف عالميا من مهامه كرئيس للجنة الانتقالية وهي هيئة حكومية مكلفة مراقبة العملية الانتقالية الديمقراطية في أفغانستان لخوض الحملة الانتخابية.
غني (64 عاما) من الباشتون ومعروف بطبعه المتمرد وكان حل في المرتبة الرابعة في الدورة الاولى من انتخابات 2009 مع 2، 94% فقط من الاصوات. لكن وخلافا للانتخابات السابقة حيث بدا غني هامشيا، خاض هذه المرة حملة قوية ادلى فيها بخطابات حماسية خلال تجمعات شهدت اقبالا شعبيا كبيرا.
وشغل غني الذي ليس لم يكن زعيم حرب او سياسيا محترفا، منصب وزير للمالية في حكومة كرزاي بين 2002 و2004. وكان تخرج من جامعة كولومبيا في نيويورك وشغل منصب مسؤول في البنك الدولي. إلا أنه أثار جدلاً عندما اختار مرشحاً ثانياً على قائمته هو عبد الرشيد دستم المتهم بالسماح بقتل مئات الاسرى من حركة طالبان في 2001.
* عبد رب الرسول سياف: يعد عبد رب الرسول سياف من أبرز زعماء الحرب الأفغان. برز سياف وهو من الباشتون خلال الحرب ضد الاحتلال السوفياتي (1979-1989) قبل أن ينضم الى تحالف الشمال بقيادة أحمد شاه مسعود خلال الحرب الاهلية (1992-1996). وأثار تقرير للامم المتحدة الشكوك حول دور الميليشيات بزعامته في مجزرة استهدفت مئات الشيعة من الهزارة في كابل في 1993. كما ان تقرير اللجنة الاميركية حول اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أشار إلى أن سياف كان بمثابة «مرشد» لخالد الشيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 2001 كما يقول. ومع أن سياف لا يتمتع بحظوظ كبيرة في الفوز الا انه يمكن ان يلعب دورا مهما في المفاوضات المحتملة في حال اجريت دورة ثانية.
 
جزء كبير من فصول الانتخابات الأفغانية كتب في باكستان ومطابع بيشاور لبت بالكاد كل طلبيات الملصقات الدعائية للمرشحين

بيشاور: «الشرق الأوسط» ... يافطات وصور طامحين للرئاسة معتمرين عمامات ونظراتهم ترنو إلى المستقبل هنا وهناك. هكذا ظل أصحاب المطابع في باكستان يستفيدون خلال الفترة الماضية من الانتخابات الأفغانية المقررة اليوم، فيما كانت إسلام آباد تتابع باهتمام هذا الاقتراع لدى الجار الاستراتيجي.
وفي بيشاور، كبرى مدن شمال غربي باكستان، ظلت وتيرة النشاط عالية في حي المطابع المعروف باسم «موهالا جانجي»، والذي يبعد أقل من ستين كيلومترا عن الحدود الأفغانية. يسحب محمد ساجد من مطبعته العصرية الكبيرة يافطة صنعت من البلاستيك تعبق منها روائح سامة، وقد رسمت عليها مجموعة من الشعارات بالفارسية وصورة زلماي رسول أحد المرشحين البارزين للانتخابات الرئاسية، إضافة إلى أشرف غاني وعبد الله عبد الله. ويقول محمد القابع في محله أمام ساحة مزدحمة «نكاد ننهار لكثرة العمل. لقد طلب مرشح محلي 200 ألف ملصق». ويؤكد عبد الوهاب الذي يعمل في مجال الدعاية بحي موهالا جانجي «إنه موسم جيد بالنسبة إلينا. زلماي رسول هو أكثر من قدم طلبيات».
وتتهم باكستان منذ أمد بعيد بالتدخل في شؤون جارتها أفغانستان باسم سياسة «عمق استراتيجي» يستهدف بالأساس التصدي للهند خصمها اللدود. وفي تسعينات القرن الماضي عملت باكستان على تفريخ طالبان أفغانستان، وكانت إحدى الدول النادرة التي اعترفت بنظام طالبان (1996 - 2001). ورغم أن باكستان تحالفت مع الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، فإن أجهزتها السرية بقيت على الدوام موضع اشتباه بقربها من طالبان التي لجأ قسم من أعضائها إلى باكستان بعد الإطاحة بنظامهم. وتتهم كابل بانتظام إسلام آباد بالوقوف وراء هجمات طالبان الدامية مثل الاعتداء على فندق فخم بالعاصمة الأفغانية في 20 مارس (آذار) الماضي والذي خلف تسعة قتلى. وأثناء الانتخابات الرئاسية في 2009 لم يخف مسؤولون باكستانيون دعمهم للرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي رغم تصريحاته ضد باكستان. لكن في هذه المرة تؤكد إسلام آباد أنها ليس لديها مرشح مفضل. وقال المحلل الباكستاني امتياز غل إن زلماي رسول هو «المفضل لدى (حميد) كرزاي» الذي يرتبط مع باكستان بعلاقات عاصفة. أما عبد الله عبد الله فإنه يمثل الشمال الأفغاني الذي ليس له تاريخيا علاقات جيدة مع إسلام آباد، كما أن أشرف غاني لا يرتبط بـ«علاقات» خاصة مع الباكستانيين. وأضاف أن النتيجة غير المحسومة سلفا للاقتراع تبرر أكثر حالة الانتظار لدى باكستان. وتبقى باكستان لاعبا مهما في الاقتراع على الأقل بسبب توعد طالبان أفغانستان بعرقلته. ويضاف عامل آخر بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسلام آباد وطالبان باكستان. فقد أوقف الجيش الباكستاني قصفه لوزيرستان الشمالية أهم مقر قيادة لطالبان باكستان حليفة القاعدة وأيضا القاعدة الخلفية لشبكة حقاني الجناح القوي في طالبان أفغانستان.
وأشار الجنرال الباكستاني السابق طلعت مسعود إلى أن «حقاني يستفيد من وقف إطلاق النار» الذي يمنحه «هامش مناورة أكبر» للتحضير لهجمات في أفغانستان. وحقاني هو أحد أبرز المشتبه بهم في الهجوم على فندق «سيرينا». لكن إذا كان قسم من الأجهزة السرية الباكستانية يبقى متهما بالقرب من طالبان فإن الكثير من المراقبين في باكستان يتفقون على أن الزمان تغير. ويقول هؤلاء إن إسلام آباد تريد تفادي رؤية أفغانستان تغرق مجددا في الفوضى التي يمكن أن تكون معدية وستدفع طالبان أفغانستان باتجاه الانخراط في عملية سلام أو على الأقل العودة إلى الامتثال.
ويؤكد تسنيم إسلام، المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، أن «السلام في أفغانستان هو بوضوح في مصلحتنا»، مشيرا إلى سبب آخر، ففي حال الفوضى «فإن موجة جديدة من اللاجئين ستتدفق على باكستان وهذا ما لا يسعنا احتماله».
وفي باكستان ما لا يقل عن 1.6 مليون لاجئ أفغاني مسجل، مثل الحاج جمعة غل الذي يعيش في جالالا على بعد 50 كيلومترا من الحدود في «أفغانستان مصغرة». ويقول هذا الأب لنحو 16 طفلا، ذي اللحية السوداء الكثة والعمامة «إذا تدهور الوضع أكثر في أفغانستان سيفر أناس آخرون إلى إيران أو باكستان وسيصبحون لاجئين مثلنا». وقد يكون الجيران هذه المرة أقل حفاوة.
 
الهند تطلق أكبر انتخابات الاثنين.. والقوميون الهندوس الأوفر حظا ودعوة 814 مليونا للتصويت.. والاقتراع ينظم على تسع مراحل

نيودلهي: «الشرق الأوسط» ... تعطي الهند إشارة الانطلاق بعد غد الاثنين لأكبر انتخابات تشريعية تنظم في العالم، يعد فيها زعيم المعارضة القومية الهندوسية ناريندرا مودي الأوفر حظا للفوز في مواجهة حزب «المؤتمر» الذي تقوده عائلة غاندي. وبعد عشر سنوات في السلطة، تتوقع استطلاعات الرأي خسارة حزب «المؤتمر» بسبب سلسلة من قضايا الفساد وتباطؤ النمو وارتفاع التضخم. وخاض مودي مرشح الحزب القومي الهندوسي باراتيا جاناتا لمنصب رئيس الوزراء، حملته تحت شعار الإنعاش الاقتصادي واعدا بالمزيد من الاستثمارات والوظائف. وقال مودي خلال تجمع انتخابي أول من أمس «منذ عشرة أشهر وأنا أجوب الهند لكي أتحدث عن تغيير مستقبل الهند والتنمية وتأمين وظائف للشبان واحترام النساء». لكن رئيس حكومة ولاية غوجارات (غرب) منذ 2001 شخصية مثيرة للانقسام في الهند منذ الاضطرابات الطائفية التي أوقعت أكثر من ألف قتيل عام 2002 في هذه الولاية وخصوصا من المسلمين. ولم يجر اتهامه أمام القضاء لكن عدم تحرك قوات الأمن أثار انتقادات شديدة.
إلا أن محللين يشيرون إلى ضرورة التريث أمام الأرقام التي تقدمها استطلاعات الرأي في الهند، وذلك بسبب صعوبة طرح أسئلة على عينة تمثيلية. وتشير الاستطلاعات منذ مدة إلى تقدم الحزب القومي الهندوسي لكنها تتوقع حصوله على الغالبية المطلقة من المقاعد الـ543 التي يجري التنافس عليها. ومثل هذا الاحتمال سيرغم الحزب على تشكيل تحالف مع عدة أحزاب إقليمية.
والماراثون الانتخابي الذي يشكل تحديا لوجستيا سيجري على تسع مراحل وصولا حتى 12 مايو (أيار) المقبل لإفساح المجال أمام الناخبين بالإدلاء بأصواتهم في نحو مليون مكتب اقتراع في البلاد، من أعالي الهيملايا إلى الجنوب الاستوائي. ودعي نحو 814 مليون شخص للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات أي أكثر من مائة مليون مقارنة مع 2009 فيما نصف الناخبين تقل أعمارهم عن 25 عاما. واحتسبت صحيفة «تايمز أوف إنديا» أن الهند تضم عددا من الناخبين أعلى من أكبر خمس ديمقراطيات مجتمعة. وستكون ولايتا أسام وتريبورا في شمال شرقي البلاد أول من يصوت الاثنين. أما النتائج فستعلن يوم 16 مايو المقبل. وتركزت الحملة الانتخابية على الأداء الاقتصادي في الهند التي شهدت تباطؤا كبيرا للنمو منذ عام 2012 وتراجع عملتها بسبب هروب رؤوس أموال أجنبية. وشهدت الهند المعتادة على ارتفاع إجمالي الناتج الداخلي ما بين 8 في المائة و10 في المائة على مدى عقد، تراجع نموها الاقتصادي إلى ما دون 6.2 في المائة في 2011 - 2012 و5 في المائة في 2012 - 2013.
وحدد مودي أولويته بتطوير القطاع الصناعي وتحسين البنى التحتية في بلد يواجه فيه الشباب صعوبات متزايدة سنويا في إيجاد عمل. كما وعد بمكافحة الفساد بعد سلسلة من الفضائح التي طالت حكومة رئيس الوزراء مانموهان سينغ في ولايتها الثانية. وقال سانجاي كومار مدير مركز دراسة المجتمعات النامية بأن الناخبين «يعتقدون عموما أن الأمور ستتحسن مع حكم مودي».
وفي حال وصول مودي إلى السلطة فإن الهند يمكن أن تصبح أكثر تصلبا في خطابها مع القوى الخارجية الأخرى كما يرى محللون مع الاعتقاد في الوقت نفسه بأن القوة الاقتصادية الثالثة في آسيا الحريصة على استئناف نموها، تريد إرساء الاستقرار في علاقتها مع الولايات المتحدة.
وبعد الاضطرابات في 2002 أصبح ناريندرا مودي شخصية غير مرغوب فيها في أوروبا والولايات المتحدة. لكن بعدما أصبح الأوفر حظا بالفوز في الانتخابات، استأنفت الدول الغربية الاتصالات معه. وزارته السفيرة الأميركية في غوجارات في فبراير (شباط) الماضي.
وفي مواجهة مودي، رشح حزب المؤتمر راهول غاندي (43 عاما) وريث سلاسة نهرو - غاندي الذي يخوض أول معركة انتخابية له على المستوى الوطني في ظروف صعبة. ولم يشغل راهول، الشخصية المتحفظة، أبدا منصب وزير وكان لفترة طويلة بعيدا عن الساحة السياسية. وسيكون أمامه عمل شاق في هذا الاختبار الأول الواسع النطاق له، حيث توقع البعض له أسوأ نتيجة تسجل لحزب المؤتمر. وقال راهول خلال تجمع انتخابي يوم الثلاثاء الماضي بأن الائتلاف الحاكم برئاسة حزب المؤتمر «نجح بشكل لافت ولم يضلل نفسه بوعود متهورة». وآخر عنصر في هذه الانتخابات يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات هو النتيجة التي سيحققها حزب عام آدمي (الإنسان العادي) الناشط ضد الفساد والذي يقول: إنه يريد الفوز بمائة مقعد.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,834,498

عدد الزوار: 7,044,655

المتواجدون الآن: 96