لجنة عقوبات مجلس الأمن: سورية منشأ لشبكات إرهابية عربية أوروبية...اتفاق على نشر «خلاصة» المحادثات بين بوش وبلير ...وزعها ناشطون علويون معارضون لنظام آل الأسد... مناشير لمقاطعة الانتخابات السورية في اللاذقية....نائب رئيس الائتلاف السوري: الانتخابات غير شرعية وتقدم عسكري قريب للمعارضة السورية....مسؤول إيراني يشبه ثورة الخميني ببعثة النبي محمد...."الحيرة" تتحكّم باللحظة السياسية في العراق المالكي وحلفاؤه في مواجهة خصوم كثر

‎أكدت الأمم المتحدة أن سورية تشكل أحد المعاقل الأساسية للتنظيمات المرتبطة بـ»القاعدة» التي تهدد قدراتها اللوجستية والتنظيمية هناك بتشكيل شبكات إرهابية عابرة للحدود بين الدول العربية والأوروبية.

وقال رئيس لجنة العقوبات على تنظيم «القاعدة» في مجلس الأمن السفير الأسترالي غاري كوينلن في تقرير دوري قدمه للمجلس إن «آلاف المقاتلين الأجانب يقاتلون في هذه التنظيمات في سورية» وإنهم «يشكلون تهديداً جدياً خارج سورية بعد عودتهم إلى دولهم أو مغادرتهم إلى دول أخرى».

وأضاف كوينلن في تقرير لجنة العقوبات المنشأة بموجب القرارين ١٢٦٧ و١٩٨٩ أن التنظيمات المرتبطة بـ»القاعدة» عززت قدرة «تجنيد المقاتلين الأجانب من خلال الوسائط الاجتماعية المتقدمة ما مكنها من الوصول إلى مستوى التهديد الدولي، والإفادة من النزاعات المحلية أو حيث للدولة سلطة محدودة، وهو ما يظهر جلياً في سورية».

وأوضح أن لجنة العقوبات في مجلس الأمن توصلت إلى نتائج استقصائية بأن «انخراط آلاف المقاتلين الأجانب في القتال في سورية إلى جانب المقاتلين السوريين قد يؤدي إلى إيجاد شبكات عابرة للحدود في الدول العربية والأوروبية».

وقال إن «القاعدة والتنظيمات المرتبطة بها تزداد شباباً» من خلال تولي شباب متوسطي الأعمال مراكز القيادة الوسطية فيها «وهو ما يعزز قدراتها التقنية ويعمق الميول المتطرفة وانخفاض مستوى التسامح فيها».

وأضاف أن «القادة الإرهابيين الجدد» هم في أعمار الثلاثين أو الأربعين «ما يؤدي إلى تحول في فلسفة عملهم وقدرات تنظيماتهم التقنية”. وأشار إلى أن مثال ازدياد تطرف تنظيم «بوكو حرام في شمال نيجيريا إذ أن قياداته الشابة تزيد من التطرف وتقلل من مستوى التسامح».

وأكد أن المعلومات التي جمعتها لجنة العقوبات الدولية تدل على أن «القيادات الوسطية في التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في أفريقيا وآسيا تطور تقنيات معرفية وتركز على التخطيط لهجمات محددة»، وأنها «أكثر مهارة في تجنيد المقاتلين عبر الوسائط الاجتماعية المتطورة وهو ما يجعل التنظيمات أكثر متانة وارتباطاً بالمستويات المحلية”.

وقال كوينلن إن «التنظيمات المرتبطة بالقاعدة تعمم إرشادات وأساليب صناعة العبوات والمتفجرات لتسليح ما يعرف بالذئب الوحيد، من الإرهابيين». وأكد أن اللجنة تكثف اتصالاتها مع الحكومات والشركات المصنعة للمواد ذوات الاستخدام المزدوج لتقوية نظم العقوبات الدولية على هذه التنظيمات.

وأشار كوينلن إلى خطورة تفرع مراكز القرار في تنظيم «القاعدة» والتنظيمات المرتبطة به مشيراً إلى تغيرات جوهرية في عملها مقارنة بمرحلة التسعينات من القرن الماضي «إذ أنها لم تعد تتحرك بتوجيهات قيادة مركزية”.

وأكد أن مقاتلي تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» نقلوا تمركزهم «من مالي والجزائر إلى جنوب ليبيا وهو ما يتطلب أن يعمل نظام العقوبات ضد القاعدة من خلال مقاربة عالمية مع تقويم وإعادة تقويم دائمين للتهديدات».

ودعا كوينلن الدول كافة إلى تعزيز تعاونها مع لجنة العقوبات ضد «القاعدة» في مجلس الأمن وتبادل المعلومات معها والإبلاغ الفوري عن التهديدات الناشئة عن أنشطتها.

الى ذلك، (أ ف ب) أفاد تقرير صدر من الامم المتحدة يغطي النصف الأخير من العام المنصرم، بأن ثلاثة أرباع السوريين اصبحوا من الفقراء، وأكثر من نصف السكان (54.3 في المئة) يعيشون في فقر شديد. ويوضح ان الاسوأ هو معيشة حوالى 20 في المئة من السكان في فقر مدقع، اذ «بالكاد يملكون الوسائل لتلبية أبسط احتياجاتهم الغذائية»، فيما يعاني السكان في مناطق النزاع المحاصرة من نقص الغذاء وسوء التغذية.

وارتفع معدل البطالة بشكل ملحوظ من 10.3 في المئة العام 2011 الى 54.3 في المئة في نهاية العام 2013، بعد ان فقد 2.67 مليون شخص عملهم خلال السنوات الثلاثة الماضية بعد نشوب الازمة، الامر الذي ادى الى فقدان المصدر الرئيسي لدخل 11 مليون شخص.

وبلغت اضرار القطاع العام الصناعي حوالى 1.2 بليون دولار اميركي، وفق بيان لوزارة الصناعة.

وكان الاتحاد الاوروبي أعلن انه سيمدد حتى 1 حزيران (يونيو) 2015 العقوبات التي يفرضها على سورية والتي تشمل خصوصاً حظراً نفطياً وتجميد اصول مقربين من نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وهذه الاجراءات تشمل حالياً 179 شخصاً و53 كياناً بينهم البنك المركزي السوري كما أعلن المجلس الاوروبي في بيان.

 

لندن: «الشرق الأوسط» ... قالت «لجنة تشيلكوت» البريطانية التي تحقق في ظروف وملابسات الحرب على العراق، إنه جرى التوصل إلى اتفاق يجري بموجبه نشر «خلاصة» فقط للمحادثات التي دارت بين رئيس الحكومة البريطانية توني بلير والرئيس الأميركي جورج بوش (الابن) قبيل الغزو الأميركي - البريطاني للعراق في 2003.

فقد حصلت اللجنة على موافقة السير جيريمي هايوود، كبير السلك الحكومي البريطاني، على المبادئ العامة لتسليم الوثائق ذات العلاقة.

ولكن لن يجري نشر الوثائق والتسجيلات الكاملة. وقد تأخر موعد نشر التقرير النهائي لـ«لجنة تشيلكوت» بسبب الخلافات حول الوثائق التي ينبغي اطلاع الرأي العام عليها.

وقال رئيس اللجنة السير جون تشيلكوت في رسالة إنه يجري «التفكير بروية» في المعلومات التي ينبغي نشرها، حسبما أعلن الموقع العربي لـ«بي بي سي».

وقال تشيلكوت في رسالته إن اتفاقا قد جرى التوصل إليه حول المبادئ التي ستحكم نشر المحادثات التي جرت بين بوش وبلير. وتشتمل الوثائق على 25 رسالة وجهها رئيس الحكومة البريطانية الأسبق إلى بوش، وأكثر من 130 تسجيلا لأحاديث بينهما في الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003.

وكان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير، قد اعترف في وقت سابق بأن حياة العراقيين اليومية لم ترق إلى ما كان يتمناه، عندما قرر غزو العراق قبل عشر سنوات. وقال في برنامج تلفزيوني بمناسبة ذكرى غزو العراق، على قناة «بي بي سي»، إن «تحسنا ملحوظا» طرأ في العراق، إلا أن الوضع «ليس على مستوى التطلعات»، مشيرا إلى الهجمات «الإرهابية» المتكررة. ولكنه ألح على أن الوضع تحت حكم صدام حسين كان أسوأ بكثير.

وأضاف بلير أنه: «على الرغم من أن العالم ليس أكثر أمنا مما كان عليه قبل عشر سنوات، فإن وجود صدام حسين كان سيجعل العالم اليوم أقل أمنا». وقال إن الثمن الذي دفعته بريطانيا من الجنود والعتاد غال، ولكنه أشار إلى عدد الذين عانوا تحت حكم صدام حسين، وعدد الذين قتلهم نظامه في المناطق الكردية، وخلال الحرب العراقية - الإيرانية.

وقال بلير إنه يفكر في أولئك الذين ماتوا وفي معاناة عائلاتهم، ولكنه أضاف: «رئيس الوزراء ينتخب لاتخاذ مثل هذه القرارات». وتابع: «والسؤال هو: لو فرضنا أنني اتخذت القرار المعاكس؟ فالقرارات السياسية ترمى أحيانا بالنفاق والتلفيق وغيرها من التهم، وفي بعض الأحيان تكون أمام خيارات كلها صعبة وبشعة، وهو ما حدث بشأن العراق». واستطرد بقوله: «لو أننا لم نزح صدام حسين عن السلطة، ما الذي كان سيحدث لو أن هذه الثورات العربية قائمة، وصدام حسين يحاول قمع انتفاضة في العراق، مع العلم بأنه أسوأ من بشار الأسد في سوريا 20 مرة». وأضاف: «فكر فقط في الذي كان سيحدث لو أن نظام صدام حسين كان لا يزال قائما».

وقال الرئيس الأسبق للحكومة البريطانية: «عندما تسألونني: هل كنت تفكر في خسائر 2003؟ طبعا أفكر، وإلا كنت عديم الإنسانية، ولكن فكر فيما كان سيحدث لو أنه (صدام حسين) بقي في السلطة».

واعترف بلير بأن قضية العراق تبقى خلافية، قائلا: «لقد اقتنعت منذ مدة بعدم جدوى محاولة إقناع الناس بأن القرار الذي اتخذناه كان صائبا». وأضاف: «فهم تعقيدات القرار له أهمية بالغة، لأن العالم يواجه اليوم مشكلات مماثلة بشأن سوريا وإيران»، موضحا: «ما أحاول أن أقنع به الناس اليوم هو فهم مدى صعوبة اتخاذ القرار. فإذا لم نفهم، فلا يمكننا أن نتخذ القرار الصائب بشأن جملة من المشكلات المشابهة ستثار في الأعوام القليلة المقبلة، فلدينا واحدة في سوريا اليوم، وأخرى في إيران غدا، والقضية هي كيف نجعل العالم أكثر أمنا».

 

أسقط المتمردون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا أمس مروحية للجيش الاوكراني، فقتل جنرال و11 جندياً في حصيلة قاسية تتكبدها القوات النظامية التي تحاول منذ شهرين وضع حد لحركة التمرد الانفصالية، فيما طالبت موسكو الحكومة الأوكرانية بوقف عمليتها العسكرية ضد الانفصاليين المؤيدين لروسيا وحضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الضغط على كييف لتجنب "كارثة" في الجمهورية السوفياتية سابقاً.

أعلن الرئيس الاوكراني الموقت أولكسندر تورتشينوف أمام البرلمان ان المروحية كانت تنقل جنرالاً وجنوداً من قوات وزارة الداخلية وأسقطتها قذيفة من قاذفة صواريخ أرض - جو محمولة روسية. وتحدث أول الامر عن سقوط 14 قتيلاً، قبل ان يفيد الحرس الوطني انهم 12 الى جريح في حال الخطر.

وقال تورتشينوف الذي سيخلفه مطلع حزيران الفائز في الانتخابات الرئاسية الاحد بترو بوروشنكو: "أنا على يقين ان قواتنا المسلحة... ستنجح في التخلص من الارهابيين. والمجرمون الذين تمولهم روسيا سيقضى عليهم او يصيرون في قفص الاتهام".

وهذه الخسارة الاقوى يتكبدها الجيش الاوكراني منذ بداية عملياته ضد المتمردين في شرق البلاد، وفي 22 ايار قتل 17 عسكرياً، 16 في مدينة فولنوفاخا بمنطقة دونتسك وواحد في هجوم شنه المتمردون على منطقة لوغانسك المجاورة.

وفقدت منظمة الامن والتعاون في أوروبا الثلثاء الاتصال بفريق من أربعة مراقبين هم دانماركي واستوني وتركي وسويسري.

وأمس، أقر الانفصاليون للمرة الاولى بأنهم يحتجزون المراقبين وتحدثوا عن احتمال الافراج عنهم. كذلك احتجز فريق مراقبين آخر من 11 شخصاً الاربعاء فترة قصيرة في منطقة دونتسك. واعتبرت منظمة الامن والتعاون في اوروبا احتجاز مراقبيها عمل "تخريب للجهود الدولية" الرامية الى وضع حد للازمة والمعارك.

موسكو

وفي موسكو، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه ان "العملية المسلحة التي تشنها السلطات الاوكرانية تتسبب بسقوط مزيد من الضحايا". وقالت: "نكرر دعوة شركائنا الغربيين الى استخدام نفوذهم لدى كييف لمنع انزلاق أوكرانيا الى كارثة وطنية". وأضافت ان "المجموعة الدولية تنتظر من كييف وقفاً فورياً للنشاطات العسكرية في شرق البلاد وسحب قواتها. ومن دون هذا الامر، لن يكون تحقيق السلام في اوكرانيا ممكناً". وأبدت "قلقها الشديد من تصعيد اضافي للوضع في شرق اوكرانيا". واتهمت سلطات كييف بقصف مدن وأهداف مدنية مستخدمة الطائرات والمدفعية في عملية عسكرية "تسببت بألم ومعاناة لمواطنين مسالمين". وأكدت أن "بين الجرحى مسنين وأطفالاً". وختمت: "مرة اخرى ندعو سلطات كييف الى وقف الحرب الاخوية وبدء حوار وطني فعلي مع كل القوى وممثلي مناطق البلاد بحثا عن سبل تخرج اوكرانيا من هذه الازمة العميقة".

على صعيد آخر، ترى السلطات الاوكرانية الموالية للغرب بوادر"حرب غاز" مع روسيا بينما تتمسك كل من موسكو التي تطالب بمليار دولار متأخرة منذ الخميس وكييف التي تشترط ضمانات لخفض السعر، بمواقفهما. واذا لم يتم التوصل الى اتفاق، قد يقطع عملاق الغاز "غازبروم" اعتباراً من الثلثاء امداداته، الأمر الذي قد يتسبب بوقف امداد بعض الدول الاوروبية بالغاز الروسي عبر أوكرانيا.

وقررت "غازبروم" أمام تراكم الديون الاوكرانية (3,5 مليارات دولار في المجموع) الانتقال الى نظام الدفع المسبق اعتباراً من حزيران.

في غضون ذلك، أقرت روسيا وبيلاروسيا و قازاقستان انشاء اتحاد اقتصادي اوروبي – آسيوي، وهو المشروع الذي يتطلع اليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كثيرا بحثا عن استعادة نفوذ موسكو في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.

وصرّح الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو بأن اوكرانيا ستنضم "عاجلاً أم آجلاً" الى هذا الاتحاد.

وقد وقع بوتين ولوكاشنكو والرئيس القازاقي نور سلطان نزارباييف معاهدة إنشاء الاتحاد في اجتماع عقدوه أمس في عاصمة قازاقستان استانة.

 

تحولت أوكرانيا جمرة نار بالنسبة الى اوروبا، لا يستطيع الاوروبيون التخلي عنها وتركها نهائيا للروس، ولا قدرة لهم على تلبية طموحات كييف الى التحول فرداً من العائلة الاوروبية. وتبدو القيادات الاوروبية متفقة على هذا التوصيف ومقتنعة بأن جلّ ما يمكن القيام به هو اصدار بيانات يومية داعمة لـ"أوكرانيا الغربية" ومنددة بالدور الروسي في الشرق ومواصلة التهديدات بفرض حظر على موسكو، الى أن جاءت الانتخابات الرئاسية الاوكرانية التي وجدت فيها أوروبا فرصة مواتية للتخلص من عبأي التردد في اتخاذ قرارات عملية، والخوف من تداعيات مستقبيلة على الاقتصاد الاوروبي في حال تصعيد الموقف مع موسكو.

لم تنتظر أوروبا طويلا، وبعد ساعات من وصول بترو بوروشنكو الى الرئاسة، وجهت اليه رسالة واضحة، تنصحه بالقيام فورا بخطوات عملية من أجل مباشرة حوار جدي مع المعارضة الموالية لروسيا في الشرق من جهة، وتوجيه رسائل تطمين الى موسكو تعبر عن استعداد كييف لاقامة علاقات بناءة مع الجار الروسي.

وبدا واضحا من النصائح الاوروبية لكييف أن حلم أوكرانيا بدخول النادي الاوروبي تبخر، علماً أنه لم يكن يوما على جدول اهتمامات بروكسيل، وحلّت محله معادلة أوروبية جديدة تقوم على بناء "شركة استثنائية" تعكس استعداد اوروبا للمساعدة من غير أن يؤدي ذلك الى استفزاز موسكو. وفي المقابل، تمهد كييف لعلاقة "بناءة" مع جارها الروسي تبدأ بالتوصل الى مخرج لأزمة فقدان ثقة الموالين لروسيا بسلطات كييف الجديدة، مع مراعاة خصوصية الاقلية الناطقة الروسية وامكان منحها بعض الحقوق التي تطمئنها، من غير أن يعني ذلك انفصالها وخروجها عن السيادة الأوكرانية.

ولكن ما هي فرص نجاح "النصائح" الاوروبية؟

أوساط ديبلوماسية أوروبية في بروكسيل قالت لـ"النهار" إن هذه النصائح تنطلق من منطق "أنقذ ما يمكن انقاذه"، أي أن ثمة اعترافا ضمنيا بنهائية انضمام القرم الى روسيا وأن علينا انقاذ الشرق الاوكراني من سيناريو مماثل للقرم. وفي الوقت عينه، رأت هذه الاوساط أن تلك "النصائح" ليست سوى تمنيات وهي تعبّر فقط عن وجهة نظر أوروبية خاصة، وأوروبا "ليست اللاعب الأهم أو الوحيد" في الأزمة الاوكرانية، ومعروف أن للولايات المتحدة الاميركية رؤية مختلفة للأزمة تنطلق من حسابات أشمل وأوسع للأزمات الدولية وصراع النفوذ مع موسكو.

ولفتت الاوساط الديبلوماسية الاوروبية الى البيان الاوروبي الذي صدر بعد فوز بوروشنكو بالرئاسة وعدم تضمينه أي اشارة الى الآمال الاوروبية لكييف ووضعه السقف الأعلى للعلاقة بين الطرفين في المرحلة الحالية في اطار منح المواطنين الاوكرانيين حق دخول أوروبا من دون تأشيرة مسبقة، وحتى هذا الأمر يبقى مرتبطا بتطبيق اوكرانيا لائحة الشروط الاوروبية في هذا المجال.

كما فسرت الاوساط عينها الموقف الاوروبي الجديد بأنه "مخرج" ملائم يرضي جميع الأطراف ويضع حدا للخلافات في وجهات النظر بين الاوروبيين أنفسهم في شأن التعامل مع الازمة الاوكرانية، وخصوصاً بين فرنسا التي تفضل الاضطلاع بدور الصقر في هذه الأزمة كما في "الأزمة السورية أيضاً"، وألمانيا التي كانت ولا تزال مع حلٍ للأزمة بالتعاون الايجابي مع موسكو. وجدير بالذكر أن فرنسا هي اقل دول أوروبا الغربية اعتمادا على الغاز الروسي (12%) وألمانيا أكثرها (40%).

وفي البيان أيضاً، حدد الاتحاد الاوروبي مطلبه الأهم من أوكرانيا أي التوصل الى اتفاق مع موسكو على امدادات الغاز الروسي الى أوكرانيا (واستطرادا الى أوروبا)، الأمر الذي يكفل استمرار تدفق الغاز ومنع تأثير الازمات السياسية عليه. وبدا واضحاً خلال جلسة الدردشة التي شاركت فيها "النهار" مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بروكسيل أن الهدف الاوروبي في السنوات المقبلة هو تحقيق "اكتفاء ذاتي" في موضوع الطاقة وخفض نسبة الارتباط بالخارج. لكن الاوروبيين مقتنعون بأن الحدّ من الاعتماد على الطاقة الخارجية وتحديداً على الغاز الروسي لن يكون في متناول اليد في المستقبل القريب، لذلك كان لا بد من بعض رسائل التهدئة الى موسكو.

وفي تصريحه الاعلامي، تحدث هولاند عن وجود فرصة حقيقية اليوم لتخفيف التوتر بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، وتستند النظرة الايجابية للأوروبيين الى ابداء موسكو استعدادها للتعامل مع السلطات الاوكرانية الجديدة وسحب موسكو جزءاً من قواتها المرابطة على الحدود مع شرق أوكرانيا، والواضح ان اللهجة التي استخدمها الرئيس الفرنسي في حديثه عن العقوبات على روسيا التي ستناقشها قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) توحي بأن استمرار التهديد بها بات من باب رفع العتب وأن وقفه ينتظر اشارة تهدئة من الجانب الروسي. وأعلن هولاند أنه يعوّل والاوروبيين على حوار سيجري في باريس مع الرئيس الروسي على هامش مشاركته في الاحتفال بذكرى انزال قوات الحلفاء في النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية.

 

وزع ناشطو الثورة السورية في مدينة جبلة في اللاذقية مناشير تدعو السوريين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، ووصلت المناشير إلى حي الحبيبات ذات الغالبية العلوية.

حيان الهاجري: تسير نيران الحرب وحمى الانتخابات الرئاسية في خطين متوازيين بالهشيم السوري. إلا أن الأمر لا يخلو من مفاجآت، لا تسر النظام السوري، الذي يتصرف مع العالم أجمع وكأن الانتخابات، التي ستعيد بشار الأسد إلى قصر المهاجرين في دمشق، عرس ديمقراطي بامتياز. فقد فوجئ أهالي مدينة جبلة في ريف اللاذقية بمناشير تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها في 3 حزيران (يونيو) القادم، ممهورة بتوقيع لجان التنسيق المحلية.

ونقلت التقارير الصحافية عن ناشطة علوية تأكيدها أنها شاركت في توزيع هذه المنشورات، "على الرغم من خطورة العمل الثوري في مدينة مخترقة، ومحاطة بالشبيحة من كل الجهات".

قدرت هذه الناشطة، التي لم ترد ذكر اسمها، عدد المناشير التي تم توزيعها في المدينة بالمئات، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية على صفحتها بأن عدد نسخ المناشير بلغ 300 منشور. ووصفت هذه اللجان عملية توزيع المنشورات بأنها من أقوى وأخطر الحملات التي تم تنفيذها في جبلة.

ورفضت هذه الناشطة مقولة إن الأسد نجح بتحويل الثورة إلى حرب طائفية، "والدليل على ذلك توزيع المناشير في حي الجبيبات في المدينة، الذي تسكنه الطائفة العلوية بأغلبية ساحقة، وقد قام بذلك ناشطون علويون من أبناء الحي ذاته، مع الاعتراف بأن التوزيع في الحي ركّز على الشوارع بالدرجة الأولى، بسبب خطورة توزيعها على المنازل، التي يدين معظم قاطنيها بالولاء للأسد".

لم تنكر الناشطة أن النظام حقق نجاحًا لا يُستهان به في تخويف غالبية العلويين، خصوصًا في جبلة، من سنية الثورة، معتمدًا سياسة العزل والحصار لمؤيدي الثورة من العلويين أمنيًا واجتماعيًا، ما أدى إما إلى تغيير مواقفهم بالفعل أو الانكفاء والتراجع عن أي نشاط ثوري مدني أو عسكري.

واضافت الناشطة بثقة: "يعتقد آل الأسد أنهم ضمنوا الطائفة إلى الأبد، لكنهم يدركون في الوقت نفسه أن نزيف الشباب العلوي دفاعًا عن نظام العائلة وترسخ اقتناع الطائفة أكثر بأنها تورطت بحرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، سيجعلان منهم بركانًا لن يطول انتظاره حتى ينفجر".

 

قال فاروق طيفور، نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، لـ"ايلاف" إن المعارضة متجهة نحو الأفضل، وأن الدعم الأميركي آتٍ.

بهية مارديني: مقل في تصريحاته الصحافية، وعلاقته مع الاعلام لا تحمل الكثير. لا يتحدث كثيرًا، لكنه قد يكون من أهم الشخصيات السياسية السورية، نظرًا لتاريخه الحافل ولمناصبه الحالية. فهو قيادي في جماعة الاخوان المسلمين، وقيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض، وابتسامته المطمئنة المطبوعة على وجهه شجعت "ايلاف" على طرح العديد من الاسئلة أثناء لقاء معه.

قال فاروق طيفور، نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، لـ"ايلاف" إن الضوء الأخضر الاميركي في التعاطي مع المعارضة السورية حصل، "وسنلمس نتائجه على مختلف الاصعدة بما فيها العسكرية، كمّا ونوعا".

وأضاف: "الأجواء في اجتماع اصدقاء سوريا الاخير في لندن كانت ايجابية، كما أن التقارب السعودي القطري بالنسبة للملف السوري سينعكس ايجابًا".

وأوضح طيفور أنه بعد زيارة رئيس الائتلاف الاخيرة إلى الولايات المتحدة، حصلت مستجدات على المسرح السياسي والانساني والعسكري، خصوصًا أن الزيارة توجها لقاء الرئيس باراك اوباما، و١٧ مؤسسة معنية بالقرار الاميركي، واصفًا الزيارة إلى واشنطن بالتاريخية، "ونقلة في مجال العلاقات مع الدول ومع الولايات المتحدة الاميركية".

حول الموضوع الداخلي والانتخابات القادمة في الائتلاف لمنصبي الرئاسة والأمانة والنواب، أجاب طيفور: "نحن ذاهبون نحو التوافق الداخلي، هذا ما حصل في الانتخابات الاخيرة في الهيئة السياسية، وهو ما سيحصل في الانتخابات القادمة في الهيئة العامة في شهر تموز (يوليو) القادم".

وعبّر عن تفاوله بشكل عام، وقال: "الامور تتجه نحو الافضل، نحو صعود واضح للمعارضة وتقدم نوعي وواسع على الساحة السورية، كذلك بالنسبة إلى الحكومة المؤقتة، اذ سوف تاخذ حيزًا غير قليل من الدعم لتقدم خدماتها للشعب السوري" .

وحول الانتخابات الرئاسية التي يجريها بشار الأسد، رأى طيفور: "انها غير شرعية، بالنسبة للمعارضة كما بالنسبة للشعب السوري".

وأضاف: "على هامش قمة الكويت، قال الروس إن رشح الأسد نفسه تكون حساباته خاطئة على نحو كبير، ولن تحقق له أية مكاسب، وبكل أسف يقدمون له الدعم في انتخابات غير شرعية، سيكون اثرها سلبيًا في ظل رفض المجتمع الدولي لها".

وعن ايران، قال طيفور إن حكومة طهران هي العدو الأول بالنسبة للسوريين، "وهي المحرض الرئيس للنظام والداعم الاول علنًا، وهم يفخرون بذلك في تصريحاتهم، ولولا تحالف ايران وحزب الله والميليشيات العراقية لما بقي النظام حتى الآن يقتل السوريين".

 

شبه نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني ثورة الخميني في العام 1979 ببعثة النبي محمد، لأنها "كسرت السلاسل وحطمت القيود" المفروضة على البشرية.

بيروت: قال العميد حسين سلامي، نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، إنه بات من المستحيل إجراء أي توازن أمني أو سياسي في الدول الإسلامية من دون الحصول على موافقة إيران، "فالثورة التي قادها مؤسس النظام الإسلامي في إيران روح الله الموسوي الخميني تماثل بعثة النبي محمد".

وفي كلمة ألقاها خلال مراسم تجديد ميثاق كوادر مؤسسة تعبئة المستضعفين، أشار سلامي إلى ذكرى بعثة النبي محمد التي تقيمها إيران هذه الأيام، فاعتبر أن "الثورة الكبرى" التي قادها الخميني تماثل البعثة النبوية الشريفة، "حيث وضعت الأغلال وكسرت السلاسل وحطمت القيود التي فرضها الطواغيت على البشرية".

أضاف سلامي: "عظمة ثورة الخميني تمثلت في أنها استطاعت التغلب على أعتى امبراطورية في تاريخ البشرية".

ولفت إلى الحظر الذي فرضته أميركا على إيران قائلًا: "المعركة الاقتصادية التي يقودها الاعداء ضد إيران اليوم لا نظير لها في التاريخ، والحظر لو فرض على أميركا لما استطاعت الصمود أكثر من شهر".

ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن سلامي قوله: "أي مكان في العالم الاسلامي لن يعبّد تحت اقدام المسؤولين الاميركيين، والزيارة غير المعلن عنها مسبقًا للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أفغانستان تؤكد النهاية القريبة لأكبر امبراطورية في العالم، بعدما قرر الرئيس الأميركي القيام بها من دون إعلام نظيره الأفغاني".

وأضاف الضابط الإيراني: "تجتاز إيران الطريق وتتغلب على العقبات بسرعة لتكون قوة دفاعية واقتصادية تترك تأثيراتها وخصوصياتها على الصعيد العالمي"، مؤكدًا أن الثورة الاسلامية في إيران قلبت الموازين العالمية، "فأي توازن أمني أو سياسي في العالم الاسلامي اليوم غير ممكن من دون رضى إيران".

 

لعل "الحيرة" السياسية أفضل عنوان يمكن وضعه للمرحلة الفاصلة بين انتخابات 30 نيسان الماضي، ولحظة المصادقة النهائية على النتائج المتوقعة خلال الأسبوعين المقبلين وما بعدها، إذ انتهت فترة الطعون المقدمة أمس، وسوف تتم المصادقة النهائية في غضون أسبوعين. ومنذ ظهور النتائج النهائية في 19 أيار الجاري والكتل السياسية الفائزة تخوض حرب تصريحات نفسية في ما بينها، أطرافها الرئيسيون ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي حصل على اكبر عدد من مقاعد 92 مقعداً من جهة، وخصومه الكثر من جهة اخرى ممثلين بتحالفات "المواطن" بزعامة عمار الحكيم، و"الاحرار" بزعامة مقتدى الصدر، و"الوطنية" بزعامة اياد علاوي، الى جانب "التحالف الكردستاني" والقوائم السنّية "متحدون" بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي و"العربية" بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك.

جبهة المالكي وحلفاؤها من القوائم الصغيرة التي لا يتجاوز عدد مقاعدها الثمانية، متمسكة بولاية ثالثة للمالكي، فيما ترفض " الجبهة المضادة" جملة وتفصيلا هذه الولاية الثالثة. وفي ضوء مسار التمسك والرفض تبدو البلاد كأنها رهينة منصب رئاسة الوزراء العتيد.

ولعل ما يضاعف حيرة التحالفات السياسية المناوئة للمالكي، الأريحية العددية التي حصل عليها داخل مجلس النواب، اذ يحتكم المالكي حتى الآن على نحو 100 مقعد وهناك أحاديث كثيرة عن تمكنه من استمالة بعض الفائزين ممن يسمون "سنّة المالكي" في إشارة الى بعض الشخصيات السنّية التي يعتقد انها مستعدة للتحالف معه في حال التلويح لها ببعض المغانم الحكومية. وفي مقابل ذلك يستند خصوم المالكي الشيعة، مثل كتلة "الاحرار" الصدرية الحاصلة على 34 مقعداً وائتلاف "المواطن" بزعامة الحكيم الحاصل على 31 مقعداً، على علاقاتهم الجيدة بـ"التحالف الكردستاني" المناهض للمالكي والذي حصل على نحو 65 مقعداً، إضافة الى ثقتهم بعلاقاتهم الجيدة بالسنّة العرب مجتمعين ولهم ما لا يقل عن 50 مقعداً، الى قربهم من ائتلاف علاوي الحاصل على 21 مقعداً.

في أي حال، ثمة معادلة ترتكز على "أريحية برلمانية" تميل الى المالكي ، تقابلها "أريحية قبول بقية الاطراف السياسيين" تميل لمصلحة تحالف الصدر - الحكيم.