أرقام مقلقة

في لبنان هناك مؤسسة رسمية إسمها (إدارة الإحصاء المركزي) وهي من المؤسسات المغمورة لكن المنتجة، وهي أنجزت أخيراً دراسةً عن الأحوال المعيشية للأُسر في لبنان فشكَّلت الأرقام التي خَلُصت إليها الدراسة (ناقوس خطر) وتصلح لأن تكون (برنامج عمل) للحكومة المقبلة الطالعة من الإنتخابات النيابية، من أجل معالجة (الهوة الإجتماعية) التي يعيشها الشعب اللبناني.

* * *
في الدراسة أن التأمين الصحي في لبنان لا يشمل إلا نحو 48 في المئة من مجموع المقيمين.

* * *
أي إن نصف الشعب اللبناني من دون تأمين صحي، وبالتأكيد فإن هذه النسبة ليست من الأثرياء والميسورين بل من الطبقة التي تكافح لتأمين ربطة الخبز فكيف بالدواء?

* * *
ومن الأرقام المبكية وليست المضحكة في الدراسة إن نحو عشرة في المئة من الأُسَر تستخدم الصهاريج لتأمين المياه فيما 26 في المئة من الأسر تلجأ إلى غالونات مياه مكررة لتأمين مياه الشرب، (المفارقة في الموضوع إنني وبينما كنت أكتب هذا المقال كانت الأمطار تهطل بغزارة في عزِّ نيسان لترفع من نسبة المياه الذاهبة الى... البحر وليس إلى الخزانات أو السدود).

* * *
وفي الدراسة أيضاً ان نحو 82 في المئة من الأُسر تلجأ إلى طاقة إضافية أو بديلة كمولِّد كهربائي خاص أو الإشتراك في مولِّد، وتُقدَّر نسبة المساكن التي تعتمد المصدَرَين (الشبكة العامة للكهرباء والمولِّدات) 61 في المئة.

* * *
جهدٌ مشكور قامت به إدارة الإحصاء المركزي لكنه ليس من (أسرار الدولة)، فهو معروف وإن لم يكن بالأرقام الدقيقة، يبقى أن يطّلع المرشحون على هذه الأرقام بدل التلهي بأرقام الإحصاءات عن شعبيتهم، هذا إذا وُجِدت.