أخبار لبنان..الخماسية تنصح المعارضة بجلسة يدعو إليها بري..وبرودة في عين التينة..فرصة أخيرة لانتخاب رئيس للبنان..وإلا سيُرحَّل حتماً..خريطة طريق المعارضة اللبنانية للأزمة الرئاسية لا تغري «الثنائي الشيعي»..رسائل «حزب الله» لـ«اليوم التالي» للحرب لا تُطْمئن المعارضة اللبنانية..اغتيال المرافق الشخصي السابق لنصرالله..وجنرال إيراني!..«حزب الله» عازم على فتح «جبهة الجولان»..للتهرب من أعين إسرائيل..حزب الله يلجأ للهواتف الأرضية والبياجر..تمرين أولي: عشرة آلاف مقذوف تشلّ ثلث الكيان!..

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 تموز 2024 - 4:34 ص    عدد الزيارات 274    القسم محلية

        


الخماسية تنصح المعارضة بجلسة يدعو إليها بري..وبرودة في عين التينة..

تدخُّل رئاسي لمعالجة الكهرباء.. و40 صاروخاً رداً على اغتيال مرافق نصر الله

اللواء.....بين الثناء على أداء بعض الوزراء في حكومة تصريف الاعمال، والنأي عن الترويج لما وصفه الرئيس نجيب ميقاتي بـ«سيناريوهات لمفاوضات مفترضة لمرحلة ما بعد الحرب في الجنوب»، «لعدم دقته»، ونظراً لتشويشه على الموقف اللبناني المتمسك باستعادة الحقوق، تجاوز مجلس الوزراء جدول اعماله العادي، واعطى علماً بدراسة موضوع تصحيح الرواتب والاجور في القطاع العام، وانهمك بمحاولة انهاء الاشكالات التي تحول دون اصدار مرسوم قبول تلامذة ضباط في المدرسة الحربية، والعالقة بخلافات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون اللذين حضرا الى السراي، وشارك كل منهما منفرداً في الجلسة لبعض الوقت، كما انشغل بأزمة الكهرباء المفتعلة، والتي كادت ان تُحدث ازمة في مطار بيروت الدولي، قبل ان تضع المراجع الرئاسية يدها على الملف، ويتحدث الرئيس ميقاتي مع الرئيس نبيه بري بايجاد الحل عبر اتصالات مع الطرف العراقي. ليعلن وزير الاعلام في الحكومة زياد مكاري ان الرئيس ميقاتي الذي تحدث من داخل الجلسة مع نظيره العراقي، «لديه الثقة بأن موضوع ازمة الكهرباء سيحل قبل الخميس (يعني اليوم) مع الاشارة الى ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض حضر الى السراي الكبير، واجتمع مع رئيس الحكومة ولم يحضر الجلسة». ولئن كان الرئيس ميقاتي شدد على السعي الى عدم توسعة الحرب، استبشر وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بعد لقاء الرئيس بري «بأخبار طيبة بالنسبة للوضع في الجنوب، إن تم وقف اطلاق النار في غزة، لينسحب على جنوب لبنان». وكان الرئيس ميقاتي اعلن من دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان حرص دار الفتوى على الوحدة الوطنية، معرباً عن اطمئنانه بأن الطائفة السنية «عصية على اي تهميش» واكبر من ان تختصر.

الخماسية تسلمت خارطة طريق المعارضة

وسط هذه الضغوطات والاهتمامات، قفز تحرك نواب المعاركة الى الواجهة.. فقد اجتمع وفد منها ضم النواب: فؤاد مخزومي، وغسان حاصباني وميشال الدويهي والياس حنكش مع سفراء اللجنة الخماسية، التي اجتمعت في قصر الصنوبر بعد ظهر امس، وتسلم السفراء من الوفد نسخة عن خارطة الطريق الرئاسية التي اطلقوها من مجلس النواب، على ان تلتقي اللجنة خلال اليومين المقبلين الكتل النيابية للبدء بمشاورات جدية تؤدي الى انتخاب الرئيس. وأكد الوفد على عدم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مجدداً. وستعقد لجنة متابعة الملف الرئاسي من نواب قوى المعارضة سلسلة اجتماعات مع الكتل النيابية اليوم ابتداء من الساعة 9:30 في قاعة المكتبة بحسب الجدول مع اللقاء الديمقراطي، الاعتدال الوطني، لبنان القوي، التغييريين والمستقلين. في السياق، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عن لقاء نواب المعارضة مع سفراء الخماسية عبر mtv أن أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجد وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة وهم يسعون الى الحوار مع باقي الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح. وشارك في اللقاء الى جانب موسى سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والفرنسي هيرفيه ماغرو، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والاميركي ليزا جونسون.

ومبادرة المعارضة مبنية على الاقتراحين العمليين التاليين، كحل عاجل لوقف تعطيله وإنقاذ البلاد من أزمتها الدستورية:

الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على ان لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب. الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يوميا، دون انقطاع ودون اقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب. واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن طرح المبادرة من قبل المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي يتوقع له أن يتفاعل لاسيما أنه جاء واضحا ومقيدا بتوقيت معين ، ما يعني أن الجواب على هذا الطرح يجب أن يأتي سريعا. ولفتت المصادر إلى أن الحديث عن نجاح الطرح يتوقف عند بعض الأمور لعل ابرزها تجاوب فريق الثنائي الشيعي الذي يتمسك بالحوار الذي يختلف عن حوار أو تشاور المعارضة، ومن هنا تتظهر الصورة في الايام المقبلة ، داعية إلى ترقب ردة فعل الأفرقاء المسيحيين من هذا الطرح. إلى ذلك افادت مصادر وزارية أن موضوع دورة الضباط تخضع لسلسلة اتصالات يتولاها وسطاء من أجل تقريب وجهات النظر بين وزير الدفاع وقائد الجيش على أنه ليس معلوما ما إذا كان هناك حاجة لبت الأقتراح في مجلس الوزراء. وقلّلت مصادر التيار الوطني الحر من تحرك نواب المعارضة، في حين ان عين التينة ما تزال تتمسك بالحوار الذي يدعو اليه الرئيس بري لإيجاد حل لمعضلة انتخابات الرئيس. واعتبرت الاوساط ان تعدد المبادرات والاجتماعات لا يخدم الموضوع المتعلق بالعملية الانتخابية. وقالت اذا كانت دعوة رئيس المجلس للحوار عرفاً غير مقبول، فإن الاقتراحين اللذين تقدما بهما يشكلان اعرافاً غير مسبوقة ايضاً.

تلامذة الحربية

وكسر وزير الدفاع موريس سليم مقاطعته لمجلس الوزراء، وجاء الى السراي، وحضر جانباً من الجلسة، التي حضرها قائد الجيش العماد جوزاف عون للبحث بمصير مباراة الدخول الى الكلية الحربية. وطرح سليم ضم 55 تلميذ ضابط جديد الى الدفعة السابقة. وتريث مجلس الوزراء في اعطاء موقف قاطع، معطياً لنفسه مهلة اسبوع للاتصالات على ان يتولى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى تقريب وجهات النظر بين الاطراف.

الكهرباء

وأزمة الكهرباء، التي ينوء تحتها البلد منذ نهاية الاسبوع الماضي، جعلت اللبنانيين يتوجسون من صيف حارق، فيما الوزير فياض يتحدث عن الغباء العام بالكهرباء لجهة الجباية وغيرها من دون ان ينسى الاشارة الى بديهية قائلة ان «زيادة التغذية ضرورية». على ندرتها اليومية، تغيب ساعات الكهرباء كلياً منذ نحو 3 أيام، بسبب تأخُّر تفريغ شحنات الغاز أويل المستَبدَل من الفيول العراقي، حسب الاتفاقية الموقَّعة بين لبنان والعراق في العام 2021. والتأخُّر يعود إلى «الإشكالية المالية ما بين مصرف لبنان، الحكومة اللبنانية، والحكومة العراقية»، وفق بيان لمؤسسة كهرباء لبنان. وبسبب هذه الاشكالية غابت الكهرباء عن بعض المراكز الحيوية من بينها قصر العدل في بيروت، حيث افيد ان قصر عدل بيروت يعيش واقعا مأساويا وسط إنقطاع تام للكهرباء وإنعدام الإنارة والتهوية تزامناً مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة في لبنان. وكذلك في صيدا شلت عمل الادارات الرسمية في سرايا صيدا الحكومية. وكذلك الامر، تصاعدت الشكوى في طرابلس، واعتبر نواب المدينة ان التقنين القاسي تحول الى انقطاع للكهرباء مطالبين بتأمين التيار الكهربائي.

تحرك لاثارو

وعشية قرار مجلس الامن الدولي للتمديد ولاية جديدة لليونيفيل في الجنوب، تحرك قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللواء ارولدو لاثارو، والتقى صباحاً الرئيس ميقاتي، ثم زار عين التينة والتقى الرئيس بري، ثم زار اليرزة للبت في التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل، وما يمكن ان يقدم لتنفيذ القرار 1701.

الوضع الميداني

ميدانياً، طغت الحلقة الثانية للهدهد، بعد ان عادت الطائرة كاشفة مواقع استراتيجية عادت بها من الجولان. واستهدفت مسيرة معادية سيارة على طريق بيروت - دمشق، (جديدة يابوس) مما ادى الى استشهاد مرافق سابق للسيد نصر الله، يدعى ياسر كرنباش (من بلدة زوطر مواليد 1970) وقد نعاه حزب الله. واعلنت المقاومة الاسلامية عن قصف «مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح على دفعات بالكاتيوشا رداً على الاغتيال في الصورة. ورصد جيش الاحتلال الاسرائيلي اطلاق حوالى 40 صاروخاً من جنوب لبنان، نحو الشمال الاسرائيلي، ادى الى مقتل رجل وامرأة، من جراء سقوط صاروخ على سيارة كانت تسير في منطقة «مخيم نفح» وسط هضبة الجولان.

فرصة أخيرة لانتخاب رئيس للبنان..وإلا سيُرحَّل حتماً..

سفراء «الخماسية» يبدأون إجازة بانتظار وقف النار في غزة

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. موافقة «حزب الله» على عدم ربط جبهتَي غزة وجنوب لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية لا تعني، من وجهة نظر مصادر مواكبة للجهود التي تقوم بها لجنة سفراء «الخماسية» لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم، أن الطريق سالكة سياسياً لانتخابه، بمقدار ما أنه أراد إبعاد التهمة عنه بأنه يعطل إنجازه، ليس بسبب إصراره على دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية فحسب، وإنما لأنه يربط موقفه النهائي بإعادة ترتيب الوضع في منطقة الشرق الأوسط ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، وصولاً لحجز مقعد لحليفته إيران في التسوية في حال أدت الاتصالات إلى إنضاجها، خصوصاً في ضوء رغبتها في أن تطل على المجتمع الدولي بوجه إصلاحي بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية، مما يُسهم بتصويب وتصحيح علاقات إيران مع الخارج، بخلاف سلفه الراحل إبراهيم رئيسي، مما يعني أن إيصال بزشكيان إلى الرئاسة كان مدروساً بامتياز.

سفراء «الخماسية» إلى إجازة

وتلفت المصادر المواكبة لتحرُّك سفراء «الخماسية» إلى أن مهمتها بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية اصطدمت بعدم استعداد معظم الكتل النيابية للتلاقي في منتصف الطريق لإحداث خرق يمكنهم التأسيس عليه لوقف التمديد للشغور الرئاسي إلى أمد طويل، لا سيما أنهم على قناعة بأن الخيار الرئاسي الثالث يتقدم على غيره من الخيارات، ويشكل قاعدة للتوافق على تسوية رئاسية تمنع البلد من التدحرج نحو المجهول. وترى المصادر نفسها أن عدم تجاوب النواب مع مسعى «الخماسية» سيدفع معظم سفرائها للسفر إلى بلادهم لتمضية إجازاتهم الصيفية بانتظار التوصل إلى وقف للنار على جبهتي غزة والجنوب يكون حافزاً لهم لمعاودة نشاطهم في أوائل أغسطس (آب)، وتؤكد أن عضو «الخماسية»، سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، يستعد لمغادرة بيروت إلى الرياض في الساعات المقبلة للتشاور مع كبار المسؤولين السعوديين المعنيين بالملف اللبناني فيما آلت إليه الاتصالات التي أجرتها «الخماسية» لإحداث خرق من شأنه أن يفتح كوّة لإخراج انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي لا يزال يدور فيها، نظراً لانسداد الأفق أمام انتخابه. وتقول المصادر إن «الخماسية» على استعداد في أي لحظة لمعاودة تشغيل محركاتها في حال تبدّلت المعطيات الداخلية لمصلحة تسهيل انتخاب الرئيس، وترى أنها أعطت لنفسها إجازة تمتد إلى أوائل الشهر المقبل لاعتقادها أنها كافية لاختبار ما ستؤدي إليه الضغوط الأميركية على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وتلك المصرية والقطرية على قيادة حركة «حماس»، للتوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية التي يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان.

في انتظار نتائج زيارة نتنياهو الأميركية

وتضيف المصادر المواكبة أن وقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، وإن كان يشكّل أول محطة لاستقراء طبيعة المرحلة السياسية في اليوم التالي لعودة الهدوء إلى القطاع، فإن المحطة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى، وتتعلق بالمحادثات التي سيجريها نتنياهو في زيارته المرتقبة لواشنطن في 24 الحالي. وتؤكد أنه لا يمكن عزل انتخاب رئيس للجمهورية عن هاتين المحطتين، لما يمكن أن يترتب عليهما من مفاعيل وتداعيات على مجمل الوضع اللبناني، وتحديداً لجهة تمدُّد وقف النار في غزة إلى جنوب لبنان، ومدى استعداد إسرائيل للدخول في مفاوضات لتهدئة الوضع على امتداد الجبهة الشمالية، بخلاف ما أخذ يعلنه عدد من أركان فريق حزب نتنياهو بأن التهدئة لن تنسحب تلقائياً على الجنوب ما لم تكن مقرونة بالتوصل إلى تسوية شرطاً لعودة المستوطنين إلى أماكن سكنهم الأصلية. بكلام آخر، فإن إسرائيل، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، ليست في وارد التسليم بأن ينسحب وقف النار في غزة على جنوب لبنان بالعودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي عندما قرر «حزب الله» الدخول في مواجهة بمساندته لـ«حماس» في تصدّيها للاجتياح الإسرائيلي للقطاع.

فرصة قد لا تتكرر

وتؤكد المصادر نفسها أن الشهر المقبل يشكل فرصة قد لا تتكرر لانتخاب رئيس للجمهورية، يسبق انصراف إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن للتحضير للتجديد له لولاية رئاسية ثانية، هذا في حال أن الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه حسم أمره وقطع الطريق على من يطالب باستبدال مرشح آخر به، وترى أن الإطاحة بهذه الفرصة ستؤدي إلى ترحيل انتخاب الرئيس اللبناني إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، هذا في حال نجاح الجهود الدولية والعربية في التوصل إلى هدنة مديدة على الجبهة الغزاوية، امتداداً إلى جنوب لبنان.

هوكستين ينتظر بفارغ الصبر

وتلفت المصادر إلى أن الوسيط الأميركي آموس هوكستين، الموجود حالياً في اليونان، ينتظر بفارغ الصبر التوجه إلى بيروت فور التوصل لوقف النار في القطاع، لاستئناف جهوده لتثبيت التهدئة جنوباً بتهيئة الظروف السياسية والأمنية لتطبيق القرار الدولي 1701، مدعوماً بترسيم الحدود البرية بين البلدين عبر إيجاد الحلول للنقاط المتداخلة التي تحتلها إسرائيل حالياً ويصر لبنان على إعادتها كونها خاضعة لسيادته. وتكشف المصادر نفسها أن لبنان، على المستويين الحكومي والنيابي، مرتاح للضغوط الدولية على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب وإبقاء المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل تحت السيطرة، وتقول إن ألمانيا تلعب دوراً بتفويض أميركي في هذا الشأن، وإن تواصل نائب مدير المخابرات الألمانية مع نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ليس محصوراً بتهدئة الوضع فقط، وإنما يتخطاه للبحث في العناوين الرئيسة للتسوية التي تعيد الاستقرار بصورة نهائية على جانبي الحدود بين البلدين.

خريطة طريق المعارضة اللبنانية للأزمة الرئاسية لا تغري «الثنائي الشيعي»

أوساطه عدتها «أفكاراً مكررة»

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. لم تأتِ خريطة الطريق التي أعلنها نواب قوى المعارضة، الثلاثاء، بجديد من شأنه أن يُخرج الأزمة الرئاسية من عنق الزجاجة، إذ بدت أشبه بورقة تم فيها إعادة صياغة أفكار لطالما رددتها هذه القوى التي بقيت متمسكة برفضها الحوار أو التشاور الذي يرعاه ويدعو إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

اقتراحان للمعارضة

ولحظت الخريطة اقتراحين قالت إنهما يتوافقان مع الآليات الدستورية «بعيداً من تكريس أي أعراف جديدة من خارج الدستور تنسف الوفاق الوطني الذي تم في الطائف، وتنسف مبدأ فصل السلطات». ونصّ الاقتراح الأول على أن «يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة أو إطار محدد، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية، المنصوص عنها في الدستور اللبناني، على ألا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، دون إقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب». أما الاقتراح الثاني فنص على «دعوة رئيس مجلس النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقاً لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا إلى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة، وذلك إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب». ورسّخت هذه الخريطة التباعد الكبير بين رؤية المعارضة للحل ورؤية «الثنائي الشيعي»، الذي يرفض أن تتم الدعوة لجلسة انتخاب قبل تفاهم مسبق على اسم أو أكثر من اسم، يتم بعده التوجه إلى الهيئة العامة للتصويت لأحدها.

أفكار مكررة

وعدَّ النائب قاسم هاشم، عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن «ما طرحته المعارضة لم يحمل أي جديد، إنما أتى بإطار تكرار أفكار اعتدنا سماعها بشكل يومي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نأمل أن تكون هناك رؤية مختلفة تقرّب المسافات، إنما للأسف لم نر ونسمع إلا ما يعني الاستمرار في الدوران بحلقة مفرغة». وأشار هاشم إلى أن «طرح عقد جلسة مفتوحة يؤدي لتعطيل دور المجلس النيابي التشريعي بالكامل، علماً بأننا نمر بظروف استثنائية تفرض بقاء البرلمان فاعلاً. أما اقتراح تداعي النواب إلى المجلس ففيه تجاوز للأصول الدستورية»، مشدداً على أن «المخرج للأزمة الراهنة هو بالذهاب للتشاور المحدود زمنياً، ولمدة أسبوع كحد أقصى، وفق الآلية التي اقترحها الرئيس بري».

اجتماع مع «الخماسية»

وبدا نواب المعارضة وكأنهم يسعون من خلال هذه الخريطة لإبعاد التهم التي وجهها إليهم «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» في وقت سابق بأنهم يشاركون بتعطيل الانتخابات الرئاسية لرفضهم التشاور الذي يدعو إليه بري. لذلك أصروا على حمل هذه الخريطة إلى اللجنة الخماسية الدولية، بحيث التقى وفد منهم سفراء الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني (الولايات المتحدة الأميركية، المملكة العربية السعودية، فرنسا، قطر ومصر). وقال النائب في تكتل «الجمهورية القوية» غسان حاصباني، الذي كان ضمن الوفد المعارض الذي التقى السفراء: «وضعناهم في جو خريطة الطريق وشرحنا وجهة نظر المعارضة وأجبنا عن أسئلتهم». وعما إذا كانت اللجنة ستتبنى هذه الخريطة، أشار حاصباني في تصريح لـ «الشرق الأوسط»: «نحن نكرر طروحات وردت في البيان الأخير للجنة الخماسية، كما أنه يمكن الحديث عن تماهٍ بيننا وبين اللجنة، علماً بأننا نسعى لتوسيع مروحة الاقتراحات كي نتمكن من التلاقي مع باقي القوى على طرح معين». وأوضح حاصباني أنهم سيلتقون ابتداءً من غد ممثلين عن الكتل النيابية في المجلس النيابي، لوضعهم في جو الخريطة المقترحة، لافتاً إلى أنه تم طلب مواعيد، من ضمنها موعدان مع كتلتي «حزب الله» و«حركة أمل».

أعراف انقلابية

من جهته، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان الثلاثاء: «يقول البعض إن هناك 86 نائباً على استعداد للمشاركة في طاولة حوار رسمية يرأسها الرئيس نبيه بري. إذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لا يقرنون القول بالفعل بجلوسهم قدر ما يشاؤون حول طاولة برئاسة الرئيس بري؟». وشدد جعجع على أن «ما يهمنا على مستوى (القوات اللبنانية) والمعارضة هي المرحلة الثانية المتعلِّقة بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن المرحلة الأولى، بالنسبة إلينا، غير دستورية». وتابع: «لن نقبل، في أي حال من الأحوال، أن نكون في عداد من يشارك في خلق أعراف دستورية من خلال استيلاد طاولة حوار رسمية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. نحن في حالة حوار دائم مع بقية الكتل النيابية، ومن يريد طاولة استعراضية لحوار غير دستوري فليذهب للمشاركة فيها، ولكن يبقى الأهم دعوة الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية». ورأى جعجع أنه «لو تم التقيد بالدستور منذ البداية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وقد انحدرت أوضاع بلدنا وشعبنا بسبب استسهال خرق الدستور والتكيف مرة بعد أخرى مع أعراف انقلابية على الدستور، ولم يعد من المقبول ولا المسموح مواصلة هذا المسار الانحداري الذي حوّل الدولة إلى دولة شكلية والدستور إلى وجهة نظر والوطن إلى ساحة».

رسائل «حزب الله» لـ«اليوم التالي» للحرب لا تُطْمئن المعارضة اللبنانية

ترى أن امتلاكه السلاح يبقى مقوِّضاً لدور الدولة

«الشرق الأوسط»: كارولين عاكوم..يشغل «اليوم التالي» ما بعد الحرب، الأفرقاء اللبنانيين، لا سيما بعدما كرّست «جبهة المساندة» في الجنوب الانقسام في لبنان بشكل أكبر، بين «حزب الله» وحلفائه من جهة، ومعارضيه من جهة أخرى، وهم الذين يطلقون المواقف الرافضة لتفرده بقرار الحرب عبر منطق وحدة الساحات وإمساكه اليوم بقرار المفاوضات، وبالتالي هو الأمر الذي قد ينعكس على الواقع السياسي في لبنان بعد انتهاء الحرب. وبانتظار ما ستنتهي إليه مفاوضات الهدنة في غزة التي يربطها «حزب الله» بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، يبعث الحزب بـ«رسائل طمأنة» إلى الأفرقاء اللبنانيين، كان آخرها عبر قول النائب في كتلة الحزب حسن فضل الله: «بالنسبة لليوم التالي لما بعد وقف العدوان، هو يوم لبناني بامتياز، يحدده أهل لبنان والمعنيون بهذه المواجهة من جهات رسمية ومن المقاومة تحت سقف حماية السيادة، وتعزيز قوة الردع للبنان، ومنع العدو من تحقيق أهدافه، وعدم السماح له بأن يحصل بالسياسة على ما عجز عنه في الحرب، وبالوسائل القتالية وبالقصف والتدمير والاغتيالات». لكن لا يرى معارضو الحزب أن لهذه «التطمينات» فائدة ما دام الواقع السياسي والعسكري في لبنان لم يتبدّل، وتحديداً لجهة عدم تطبيق الدستور وتفرد الحزب بقرار الحرب والسلم، وفريقه السياسي بقرارات الدولة. وهو ما يعبّر عنه النائب في كتلة حزب «القوات اللبنانية» غياث يزبك بقوله: «كلام فضل الله مردود لأن ليس هكذا تدار الدول». ويؤكد أن «الدستور ينص على سيادة الدولة، وعلى أن يرعى رئيس الجمهورية المفاوضات والعلاقات الدولية بين لبنان والخصوم والحلفاء والأصدقاء، لكن ما دام هذا المنطق لا يسود على الحدود فكل ما يقوله (النائب) فضل الله وغيره من قيادات الحزب هو عملية ذرٍّ للرماد في العيون». والتوصيف نفسه الذي استخدمه يزبك عبّر عنه النائب السابق مصطفى علوش، معتبراً أنه لا يمكن التعويل على أي كلام من هذا النوع في ظل استمرار وجود سلاح خارج الدولة، مؤكداً أن المطلوب اليوم هو الاحتكام إلى الدستور لأن مجرد وجود السلاح يعني أنه مقوِّض لقرار الدولة ولو ادَّعى «حزب الله» عكس ذلك. وفي حين يشكّك يزبك بكلام فضل الله، يتحدث عن محاولات لخلق أعراف جديدة يقوم بها «حزب الله» وحليفه رئيس البرلمان نبيه بري، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «حتى قبل الوصول إلى اليوم التالي يقوم الحزب بعملية إبعاد وخلق عرف بأن لبنان يحكَم من دون رئيس للجمهورية، ومؤسسة المجلس النيابي بقيادة بري تدير المجلس بطريقة ملتوية يقتطع عبرها بري صلاحيات لا تعود له عبر إدارة شأن المجلس وصلاحيات مرتبطة بالرئاسة، فيما يبدو واجهة للانقلاب المتمادي الذي يقوم به (حزب الله) الذي يأخذنا إلى الحرب من دون سؤال، وإذا قلنا له: أنت تعود إلى البلد بالدمار، يقول: أنتم تتعرضون للمقاومة». ويعبّر علوش عن عدم الثقة بما يقوله مسؤولو «حزب الله» بناءً على تجارب عدة سابقة، منطلقاً في ذلك من «واقع أنهم يملكون السلاح ويستخدمونه في القرار السياسي بغضِّ النظر عن نتائج الحرب». ويسأل: «ماذا يعني القول إن قرار اليوم التالي سيكون لبنانياً بامتياز؟ هل يعني الاحتكام إلى الدستور أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة؟ أو ماذا؟ هذا الكلام هو ذرٌّ للرماد في العيون، لا سيما أنه يَصدر عمَّن لا يحترم حتى توقيعه على الوثائق، ومن ضمنها إعلان بعبدا الذي نصَّ على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والتزام القرارات الدولية بما فيها القرار 1701». ويذكِّر علوش أيضاً بتفرد الحزب بقرار الحرب وبامتلاكه قرار مفاوضات وقف إطلاق النار التي يفاوض باسمه فيها رئيس البرلمان نبيه بري، ويحمّل مسؤولية هذا الأمر الدول التي تتفاوض مع الحزب بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن بقي يمثل الدولة، أي رئيس الحكومة والوزراء الذي يسلّمون بهذا الواقع. من هنا يؤكد: «الحزب هو حزب عسكري له وجه سياسي وموقفه يتبدل وفقاً للوقائع لذا لا يمكن التعويل على أي كلام من هذا النوع لأنه يستند دائماً إلى موازين القوى العسكرية». وفي إطار السياسة التي يعتمدها «حزب الله» مع معارضيه، يشير يزبك إلى التهديد بالسلم الأهلي الذي يلجأ إليه «حزب الله» ضد معارضيه بمجرد مخالفتهم له، ويقول: «ما سُمح للحزب بأن يقوم به إضافةً إلى سطوة السلاح والاستقواء بالسوريين فيما مضى والإيرانيين اليوم، هي التسوية التي كان يفرضها على اللبنانيين الحريصين دائماً على لعب دور أُم الصبي، حمايةً للسلم الأهلي، بحيث إنه يرى دائماً أنه إذا رفضت مخالفة الدستور كما يريد يعني أنك تتلاعب بالسلم الأهلي مهوِّلاً بالحرب وهو ما أدى بنا إلى ما نحن عليه اليوم». ويتحدث كذلك عن «عملية تخدير المجتمع اللبناني كي يتمكن الحزب من الاستمرار بما يقوم به منذ التسعينات، وهو ما أدى بنا اليوم إلى فوضى وخراب اقتصادي وأمني ودبلوماسي». مع العلم أن «حزب الله» من جهته، يتّهم معارضيه ومعارضي الحرب بأنهم يريدون إضعاف موقف الدولة، وهو ما عبّر عنه فضل الله أخيراً بقوله: «إن بعض الأصوات المعروفة والمعروف تاريخها وموقفها من القضية الفلسطينية ليست لها وظيفة في الداخل اليوم إلا إضعاف موقف الدولة اللبنانية وموقف الشعب اللبناني في تصديهما للعدوان الإسرائيلي؛ لأنه من يريد أن يتحدث عن الدستور والدولة، عليه أن يلتزم موقف الدولة، الذي تعبّر عنه الجهات الرسمية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني».

اغتيال المرافق الشخصي السابق لنصرالله..وجنرال إيراني!..

«هدهد 2» لـ «حزب الله» فوق الجولان..عاد بـ «عيون إسرائيل»..

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الإعلام الإسرائيلي يتساءل عن عدد «إف - 35» اللازم لوقف طائرات «حزب الله»

بين الجولان السوري المحتلّ وطريق دمشق - بيروت، توزَّعت العدسات أمس، مع استعار «الحرب النفسية» التي مضى معها «حزب الله» في قَضْم الهيبة الإسرائيلية من أجواء الجولان المحتل، واستكمالِ تل أبيب عمليات الاغتيال المتسلسلة وكان آخِرها لمرافقٍ شخصي سابق للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. ومع بثّ «حزب الله» الحلقة الثانية من «الصيد الاستخباراتي» الموثَّق بالصورة الذي عادت به مسيّرة «الهدهد» هذه المرة من الجولان السوري المحتل والتُقط «على دفعات» وتحت «عيون اسرائيل» التي جاء وقعُ «صعقة 9 يوليو» بطول عشر دقائق صادماً أكثر لها من شريط «الهدهد 1» فوق حيفا الذي عُرض قبل 18 يوماً، بدا أن عمليةَ تحديث «توازن الردع» والرعب تَرْتقي على تخوم المفاوضات حول وقف النار في غزة والتي تقف أمام مفترقٍ دقيق فيما تستمرّ جبهة جنوب لبنان في مهبّ احتمالات مفتوحة على سيناريوين: الأول هدنة ستلفحها ما أن يُعلن بدء سريان اتفاقٍ حول القطاع وبما يفتح الطريق أمام «كاسحة الألغام» الأميركية لمحاولة إرساء تَفاهُم دائم حولها على مراحل. والثاني منحى تصعيدي على طريقة «آخِر الدواء الكيّ» لفرْض التهدئة ومع استبعادٍ حتى الساعة لحربٍ شاملة وترجيحِ «حرب ذكية» تعتقد تل أبيب أنها ربما لا تستدرج الانفجار الكبير. وتم التعاطي مع «شريط الجولان» الذي اشتمل على صور دقيقة لقواعد استخبارات ومقرات قيادية ومعسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي وتُعدّ مراكز إستراتيجية وتُعرف بـ «عيون الدولة»، على أنه جاء مدجّجاً برسائل برسْم تل أبيب، ليس بهدف إطلاق «عدّ تنازلي» لضغطٍ على زنادٍ لن يبادر إليه «حزب الله» في أي حال، لاعتباراتٍ وَضعت طهران «أسبابها الموجبة» الكبرى، بل لتأكيد أن أي صِدام كبير ستكون تكلفته على اسرائيل على جبهات عدة ومن كل الجبهات في «محور المقاومة»، إلى جانب إشارة «مشفّرة» في اتجاه سورية بأن الجولان سيكون في صلب أي مواجهة شاملة وأن مثل هذا الأمر سيجعل هذه الأرض المحتلة جزءاً من أي تسوية متعددة الساحة. وبعد يومين من استهدافه مركز استطلاع في جبل حرمون في الجولان في ما وصفه بأنه «أكبر عملية للقوات الجوية في الحزب» منذ 8 أكتوبر، كاشفاً أنه «أعلى هدف يتعرض للاستهداف منذ بداية طوفان الأقصى في جبهة لبنان (2230 متراً)»، بما اعتُبر امتداداً لمعادلة «الجولان مقابل بعلبك»، جاءت «مفاجأة الهدهد» أبعد من هذا الإطار وعكست اتجاهاً بدا أقرب إلى إعلان «إلى الجولان دُر» في إطار حرب الاستنزاف النفسية كما الاستخباراتية وإلى توسيع «الكماشة» حول إسرائيل في ملاقاة آخر فصول التفاوض حول غزة ورفد «حماس» بمقوياتٍ عن بُعد كما التهديدات للبنان. وبرز في الشريط تعمُّد إظهار صور تؤشّر إلى أنه حديث (مواقع ظهرت والثلج ذاب عنها)، وبعض المواقع «وقّع» الحزب تصويرها بـ «مسح أول» ومسح ثان، و«قبل الاستهداف» في إشارة الى مقرات سبق ان ضربها، في حين «انكشفت» أخرى لم تُستهدف بعد. كما لفت «توثيق» الحزب مدخل النفق المؤدي الى أسفل موقع التزلج الشرقي (استهدفه الأحد)، ومخابئ جنود، ومراكز إسعاف، وباصات نقل ضباط وجنود، اضافة إلى محطات إنذار مبكّر ومخازن أسلحة، والأهم مواقع القيادة والسيطرة التي تُعتبر عصَب الجيش الاسرائيلي. وأبرز ما «عاد» به «الهدهد» صور لـ «6 محطات استراتيجية للاستطلاع الإلكتروني على الاتجاه الشمالي والشرقي لكيان العدو (واحدة في مزارع شبعا المحتلة و5 في الجولان)»، وتقوم بمهمات «التنصت والاسترشاد والرصد البعيد المدى، والهجوم الإلكتروني على صعيد التشويش والتضليل» و«تحوي عقداً رئيسية للربط والاتصالات وتبادل البيانات، وتتموضع فيها قوات من وحدتي 8200 و9900 ووحدة الحرب الإلكترونية، وتحوي قوات لمهام تأمين القاعدة وتجهيزاتها وتأمين الخط الحدودي، ويطلق عليها «عيون الدولة». كما بُثت صور لـ 23 موقعاً وثكنة ومربضاً تم «تعليمها» بالأسماء وبعضها مستحدث بعد طوفان الأقصى، وبينها موقع أودم (موقع حدودي يحتوي على رادار سطع مدفعي «راز» ورادار جوي ثلاثي الأبعاد للإدارة الجوية» ومعسكر كيلع (قاعدة تدريب لقيادة المنطقة ومقر أساسي للقوات المتدربة في معسكر تدريب الجولان) وقد استهدفه الحزب بعد ظهر أمس، اضافة الى ثكنة غملا الجنوبية (معسكر تدريب وجهوزية للقوات البرية بحجم كتيبة ومكان تموضع لكتيبة المدرعات 77). وعكست ردود الفعل في اسرائيل حجم الإرباك الذي أصاب المنظومة السياسية والعسكرية جراء هذا الاختراق المدوي الذي حرص الحزب على أن ينْهيه بـ «وعد» بحلقة ثالثة ظهرتْ فيها مدينة تطلّ على البحر. ونقلت «القناة الـ 12» إنّ نشر الحلقة الثانية يُشير إلى أنّ حزب الله «يدير أيضاً حرباً نفسية إلى جانب الحرب التي تُدار في الشمال، فيما اعتبرت وسائل إعلام أخرى أنّ الجزء الثاني من سلسلة «الهدهد» يتضمن تصويراً جوياً نوعياً لمواقع مختلفة في الشمال»، حيث صوّرت مسيرة الاستطلاع «عشرات المناطق والمنشآت حساسة في إسرائيل، وتحديداً في الشمال، في 10 دقائق». وفي تعليق بارز، أفاد الإعلام الإسرائيلي بانّ الفيديو يُمثّل «توثيقاً جديداً مقلقاً للحزب، إذ إنّه توثيق لعيون إسرائيل»، مع إشارة إلى أن الحزب «نشر خرائط وصور للقواعد العسكرية التي هاجمها خلال الأشهر الـ 9 الماضية في الجولان»، ما يؤكّد أنّ «لديه قدرات أكبر»، وأنّه «يستطيع تحريك أسراب من المسيّرات، وسيقوم بذلك إذا اندلعت الحرب». ووسط اعتبار محللين أن تل أبيب عاجزة عن صدّ مسيَّرات «حزب الله» بالصواريخ لقدرتها على المناورة، تساءل الإعلام الإسرائيلي «كم عدد طائرات إف - 35 الإضافية التي يتعيّن علينا شراؤها حتى نتمكن من وقف طائرات حزب الله». في موازاة ذلك، برز استهداف الطيران الاسرائيلي سيارة على المقلب السوري من طريق دمشق - بيروت كانت تقل شخصين، سرعان ما تبيّن أن أحدهما هو ياسر قرنبش، المرافق الشخصي السابق لنصرالله، وأفادت مصادر «العربية - الحدث» بأنه «يتولى مسؤوليات بوحدة نقل الأفراد والسلاح إلى سورية». وفي حين ذّكر أن الاستهداف بمسيّرة حصل قرب حاجز للفرقة الرابعة على طريق يابوس في ريف دمشق، ذكرت معلومات أن قرنبش لم يعُد مرافقاً لنصرالله منذ نحو 10 سنوات، فيما تردد أن الشخص الآخر الذي سقط في الغارة هو جنرال إيراني، لم تكن حُسمت هويته.

«حزب الله» عازم على فتح «جبهة الجولان» وإسرائيل تغتال مرافقاً لنصرالله داخل سورية

الجريدة... طهران - فرزاد قاسمي و منير الربيع.. عزز شريط مصور عرضه «حزب الله» اللبناني، أمس، التقديرات بأن الحزب ومن خلفه إيران بصدد توسيع الجبهة ضد إسرائيل إلى الجولان السوري المحتل، بغض النظر عن رأي الرئيس السوري بشار الأسد بذلك، في حين اغتالت إسرائيل داخل الأراضي السورية قيادياً في «حزب الله» كان سابقاً مرافقاً شخصياً للأمين العام للحزب حسن نصرالله. وأظهر شريط فيديو مصور مدته نحو 10 دقائق، بثه الحزب ما قال إنها مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية بالجولان. وذكرت «قناة المنار»، الذراع الإعلامية للحزب، أن ذلك يأتي ضمن «الحلقة الثانية من الهدهد»، مشيرة إلى أن «مُسيّرة استطلاع الهدهد صوَّرت مناطق حساسة في إسرائيل، حيث جرى عرض مشاهد لـ6 مواقع استراتيجية، للاستطلاع الإلكتروني على الاتجاه الشمالي والشرقي». وكان «حزب الله» بثَّ في 18 يونيو الماضي مقطعاً مصوراً، قال إنه حصل عليه عبر طائرة مُسيّرة أطلق عليها «الهدهد» اخترقت الأجواء الإسرائيلية، والتقطت صوراً لمواقع استراتيجية وحساسة في حيفا، شمال إسرائيل. وتعليقاً على الشريط الجديد، وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تهديداً للأمين العام للحزب، قائلاً: «إذا لم تتوقف عن التهديد والعنف وتنسحب إلى نهر الليطاني فستكون المسؤول عن تدمير لبنان». وقُتل القيادي في «حزب الله» المدعو ياسر نمر قرنبش، الذي كان سابقاً مرافقا لنصرالله، وشخص آخر، أمس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة تابعة للحزب قرب حاجز أمني تابع لـ«الفرقة الرابعة» في الجيش السوري بمنطقة جديدة يابوس الحدودية بريف دمشق الغربي على الطريق الدولي الذي يربط بيروت بدمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت «القناة 14» الإسرائيلية إن المستهدف في الغارة هو عضو في قوّة الدفاع الجوي لـ«حزب الله». وفجراً استهدفت غارة جوية إسرائيلية إحدى النقاط في محيط مدينة بانياس الواقعة على الساحل السوري غرباً، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري. وبحسب المرصد السوري، فإن مستشارين عسكريين إيرانيين كانوا في المنطقة. وبعد اغتيال مرافق نصرالله، كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس الأول عن تقديرات إسرائيلية بأن ميليشيات موالية لإيران تخطط لفتح جبهة الجولان المحتل. وذكرت قناة «الآن 14»، أنه في أعقاب تقييم الموقف، خلُص الجيش الإسرائيلي إلى أن طهران ستحاول «تسخين» الحدود بين إسرائيل وسورية، مضيفة أن «لواء الجبال» في الجيش الإسرائيلي المختص بالعمل في ظروف جوية صعبة وتضاريس وعرة، بصدد تعزيز عملياته في تلك المنطقة لتقويض محاولات الميليشيات الإيرانية. ومن شأن فتح جبهة الجولان بشكل واسع، انتهاك اتفاق رعته روسيا بين سورية وإسرائيل يجبر إيران على إبعاد قواتها 40 كيلومتراً عن الحدود. وفي بيروت، أشارت المعلومات إلى أن الحزب نشر شريط «الهدهد 2» في سياق الردّ على كل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة حول شن حرب عسكرية كبرى ضد لبنان. وردّ على كل الدعوات لانسحابه من جنوب نهر الليطاني، أو على التهديدات الإسرائيلية بإقامة حزام أمني إسرائيلي في جنوب لبنان. وفي طهران، قال مصدر بالمجلس الأعلى للأمن القومي، إن المجلس عقد عدة اجتماعات أخيراً، وشهدت إجماعاً على ضرورة تجنب الدخول في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة، لكنه أضاف أن فتح الجبهة في الجولان والضفة الغربية هو مطلب المرشد الأعلى علي خامنئي منذ 6 سنوات. وحسب تقارير، رفض الرئيس الأسد سابقاً عدة مطالبات إيرانية بفتح جبهة الجولان ضمن ما تسميها إيران معركة «إسناد غزة». وكانت تقارير أشارت إلى أن وفاة مستشارة الأسد لونا الشبل الأسبوع الماضي في حادث سير غامض، هو جزء من صراع روسي ــ إيراني داخل سورية، حيث كانت الشبل معروفة بصلاتها القوية مع موسكو. جاء ذلك في حين واصلت وسائل إعلام مرتبطة بإيران و«محور المقاومة» توجيه اتهامات للأردن، وزعمت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية لـ«حزب الله» أن الأردن أرسل ضباطاً إلى الضفة الغربية لمساعدة قوات السلطة الفلسطينية «لقمع فصائل المقاومة الفلسطينية». كما زعمت الصحيفة نفسها أن هناك معلومات مؤكدة عن مساعدة الأردن لإسرائيل على التحايل على هجمات الحوثيين البحرية من خلال استيراد بضائع تحت اسم شركات أردنية تُفرغ شحناتها في ميناء العقبة، ثم تُنقل براً إلى إيلات لمصلحة شركات إسرائيلية.

للتهرب من أعين إسرائيل..حزب الله يلجأ للهواتف الأرضية والبياجر

دبي - العربية.نت.. في أعقاب مقتل قادة كبار من حزب الله اللبناني في غارات جوية إسرائيلية، لجأت الجماعة المدعومة من إيران لاستخدام بعض التقنيات القديمة، وحظرت الهواتف النقالة في ساحة المعركة، بهدف التخفي بعيداً عن أعين تل أبيب. فقد ذكرت مصادر مطلعة لرويترز أن جماعة حزب الله بدأت باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل. وبدأت الجماعة أيضا في استخدام التكنولوجيا الخاصة بها، منها الطائرات المسيرة، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية. وقالت ستة مصادر مطلعة على عمليات حزب الله لرويترز، طلبت عدم الكشف عن هوياتها لحساسية المسألة، إن حزب الله تعلم من خسائره وقام بتعديل تكتيكاته ردا على ذلك.

شبكة اتصالات أرضية خاصة.. ورسائل شفهية

كما قال اثنان من المصادر إن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها من ساحة المعركة واستبدالها بوسائل الاتصال القديمة، مثل أجهزة البيجر والسعاة الذين يبلغون الرسائل شفهيا. كما قالت ثلاثة مصادر إن حزب الله يستخدم أيضا شبكة اتصالات أرضية خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

كلمات مشفرة

وأفاد مصدر آخر مطلع على المسائل اللوجستية للجماعة بأنه في حالة سماع المحادثات، يتم استخدام كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات. كما تابع المصدر أن الكلمات المشفرة يتم تحديثها يوميا تقريبا وتسليمها إلى الوحدات عن طريق سعاة ينقلون الرسائل. وقال قاسم قصير المحلل اللبناني المقرب من حزب الله "نواجه معركة تشكل المعلومات والتكنولوجيا جزءا أساسيا فيها... لكن عندما تواجه بعض التقدم التكنولوجي، فإنك تحتاج إلى العودة إلى الأساليب القديمة.. الهواتف.. الاتصالات الشخصية... أيا كانت الطريقة التي تسمح لك بالتحايل على التكنولوجيا". من جانبه، قال المكتب الإعلامي لحزب الله إنه ليس لديه تعليق على تصريحات المصادر.

فعالة للغاية

ويقول خبراء أمنيون إن بعض الإجراءات المضادة التي تستخدم فيها تقنيات قديمة يمكن أن تكون فعالة للغاية ضد قدرات التجسس عالي التقنية. من جانبها، قالت إيميلي هاردينج، المحللة السابقة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أيه) والتي تعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "مجرد استخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN)، أو أفضل من ذلك، عدم استخدام الهاتف المحمول على الإطلاق، يمكن أن يزيد من صعوبة العثور على الهدف وإصلاحه". كما أوضحت "لكن هذه الإجراءات المضادة تجعل قيادة حزب الله أقل فاعلية بكثير في التواصل بسرعة مع قواتها".

تجنيد مخبرين.. واتصال بامرأة

ويعتقد حزب الله ومسؤولون أمنيون لبنانيون أن إسرائيل تقوم أيضا بتجنيد مخبرين داخل لبنان أثناء قيامها بمراقبة الأهداف. وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني، تلقت امرأة من جنوب لبنان مكالمة على هاتفها المحمول من شخص يدعي أنه مسؤول محلي، وفقا لمصدرين على علم مباشر بالواقعة. وقالت المصادر إن المتصل كان يتحدث بلغة عربية قوية، وسأل عما إذا كانت الأسرة في المنزل. أجابت المرأة: لا، موضحة أنهم سافروا إلى شرق لبنان. وقالت المصادر إنه بعد دقائق، ضرب صاروخ منزل المرأة في قرية بيت ياحون، ما أسفر عن مقتل خمسة من مقاتلي حزب الله، من بينهم عباس رعد، نجل أحد كبار نواب حزب الله وعضو في وحدة الرضوان. وذكرت المصادر لرويترز أن حزب الله يعتقد أن إسرائيل تعقبت المقاتلين إلى الموقع وأجرت اتصالا للتأكد مما إذا كان هناك مدنيون قبل الهجمة دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت إنه قصف عددا من أهداف حزب الله، منها "خلية إرهابية".

تحذير عبر الأثير

وفي غضون أسابيع، كانت جماعة حزب الله تحذر أنصارها علنا عبر أثير محطة إذاعة النور التابعة لها من عدم الثقة في المتصلين الذين يزعمون أنهم مسؤولون محليون أو عمال إغاثة، قائلين إن الإسرائيليين ينتحلون شخصياتهم للتعرف على المنازل التي يستخدمها حزب الله. وكانت تلك بداية سلسلة من الهجمات استهدفت أعضاء بارزين بحزب الله في لبنان وقُتل أيضا صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

كاميرات مراقبة

وقال مصدران مطلعان على نهج التفكير داخل الجماعة ومسؤول استخباراتي لبناني لرويترز إن جماعة حزب الله بدأت تشتبه في أن إسرائيل تستهدف مقاتليها عبر تتبع هواتفهم المحمولة وكاميرات المراقبة المثبتة على المباني في البلدات الحدودية. وفي 28 ديسمبر كانون الأول حث حزب الله سكان الجنوب في بيان نُشر على تيليغرام على فصل أي كاميرات مراقبة يمتلكونها عن الاتصال بالإنترنت. وبحلول أوائل فبراير شباط صدرت توجيهات أخرى لمقاتلي حزب الله بعدم استخدام هواتف محمولة في أي مكان قريب من ساحة المعركة. وقال مصدر لبناني كبير مطلع على عمليات الجماعة "اليوم، إذا وُجد أي هاتف مع أي شخص على الجبهة، فسيتم طرده من حزب الله". كما أكدت ثلاثة مصادر أخرى التوجيه الذي عممته الجماعة. وقال أحد المصادر لرويترز إن المقاتلين بدأوا يتركون هواتفهم عند تنفيذ عمليات.

عمليات تفتيش مفاجئة

وذكر المسؤول الاستخباراتي اللبناني أن حزب الله كان يجري أحيانا عمليات تفتيش مفاجئة على الوحدات الميدانية بحثا عن هواتف. وأوضح مصدران آخران أن كبار القادة السياسيين في حزب الله يتجنبون إحضار هواتف معهم إلى الاجتماعات، حتى في بيروت. وفي خطاب بثه التلفزيون في 13 فبراير شباط، حذر حسن نصر الله أنصاره من أن هواتفهم أكثر خطورة من جواسيس إسرائيل وقال إنهم يجب أن يكسروها أو يدفنوها أو يضعوها في صندوق حديدي.

خرق إسرائيلي

وأفاد مسؤول أمني لبناني سابق ومصدران آخران مطلعان على عمليات جماعة حزب الله بأن الجماعة اتخذت إجراءات لتأمين خطوط التواصل الهاتفي الخاصة بها بعد الاشتباه بخرق إسرائيلي. ووفقا لمسؤولين حكوميين آنذاك، فإن الشبكة الواسعة التي يزعم أنها ممولة من إيران أُنشئت قبل نحو عقدين باستخدام كابلات ألياف ضوئية ممتدة من معاقل حزب الله في الضواحي الجنوبية لبيروت إلى بلدات في جنوب لبنان وشرقها إلى وادي البقاع. وأحجمت المصادر عن تحديد زمن وكيفية الاختراق، لكنهم قالوا إن خبراء الاتصالات في حزب الله يعملون على تقسيمها إلى شبكات أصغر للحد من الأضرار في حالة اختراقها مجددا. وقال المصدر اللبناني الكبير لرويترز "كثيرا ما نغير شبكات الخطوط الأرضية لدينا ونقوم بتبديلها حتى نتمكن من تجاوز القرصنة والتسلل". إلى ذلك، تتباهى جماعة حزب الله بقدرتها على جمع معلومات استخباراتية خاصة بها عن أهداف إسرائيل ومهاجمة منشآت المراقبة الإسرائيلية باستخدام ترسانتها من الطائرات المسيرة الصغيرة محلية الصنع.

مخاوف من حرب شاملة

ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ أن دخلت حركة حماس، حليفة حزب الله في قطاع غزة، في حرب مع إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول. وفي الوقت الذي لا يزال فيه القتال على الحدود الجنوبية للبنان تحت السيطرة نسبيا، فإن تصاعد حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية يزيد من المخاوف من إمكانية تحوله إلى حرب شاملة. ومع تزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل بسبب هجمات حزب الله، سلط الجيش الإسرائيلي الضوء على قدرته على ضرب عناصر الجماعة عبر الحدود. وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورا حيويا في هذه الهجمات. وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه كاميرات مراقبة أمنية وأنظمة استشعار عن بعد على المناطق التي ينشط فيها حزب الله، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع مسيرة عبر الحدود للتجسس على خصمه. ويعتبر التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل، منه اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، على نطاق واسع من بين أكثر العمليات تطورا في العالم.

كيف يتجنّب «حزب الله» تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية المتقدمة بتقنيات قديمة؟

بيروت: «الشرق الأوسط».. قالت مصادر مطلعة لوكالة «رويترز» للأنباء، إنه في أعقاب مقتل قادة كبار في غارات جوية إسرائيلية كانت تستهدفهم، لجأت جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران لاستخدام بعض التقنيات القديمة مثل استخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل. وبدأت الجماعة أيضاً في استخدام التكنولوجيا الخاصة بها، منها الطائرات المسيرة، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية، فيما وصفه زعيم «حزب الله» حسن نصرالله بأنه استراتيجية «إعماء العدو وصم آذانه باستهداف التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد». يتبادل الجانبان إطلاق النار منذ أن دخلت حركة «حماس»، حليفة «حزب الله» في قطاع غزة، في حرب مع إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول). وفي الوقت الذي لا يزال فيه القتال على الحدود الجنوبية للبنان تحت السيطرة نسبياً، فإن تصاعد حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية يزيد من المخاوف من إمكانية تحوله إلى حرب شاملة. ونزح عشرات الآلاف من منازلهم من على جانبي الحدود. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 330 من مقاتلي «حزب الله»، ونحو 90 مدنياً في لبنان، وفقاً لإحصاءات «رويترز». وتقول إسرائيل إن الهجمات من لبنان أسفرت عن مقتل 21 جندياً و10 مدنيين. وقتل كثير من مسلحي «حزب الله» في أثناء مشاركتهم في الأعمال القتالية شبه اليومية، ومنها إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة على شمال إسرائيل. وأكد «حزب الله» أيضاً مقتل أكثر من 20 عنصراً، من بينهم ثلاثة من كبار القادة وأعضاء من وحدة قوات «الرضوان» الخاصة وعناصر من المخابرات، في غارات محددة الأهداف بعيداً عن الخطوط الأمامية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يرد على هجوم غير مبرر من «حزب الله»، الذي بدأ إطلاق النار على أهداف إسرائيلية في اليوم التالي لهجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، لـ«رويترز» إنه قصف أهدافاً عسكرية، واتخذ «الاحتياطات الممكنة من أجل تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين». وجاء في البيان: «نجاح هذه الجهود يعتمد على قدرة الجيش الإسرائيلي على جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات (حزب الله) وقادته والبنية التحتية الإرهابية للمنظمة وأماكن وجودهم وعملياتهم». ولم يُجب الجيش الإسرائيلي عن أسئلة حول جمعه للمعلومات الاستخبارية والإجراءات المضادة التي يتخذها «حزب الله»، مرجعاً ذلك «لأسباب تتعلق بأمن الاستخبارات». ومع تزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل بسبب هجمات «حزب الله»، سلط الجيش الإسرائيلي الضوء على قدرته على ضرب عناصر الجماعة عبر الحدود. وفي جولة في القيادة الشمالية لإسرائيل، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى صور من قال إنهم قادة «حزب الله» القتلى، وقال إن 320 «إرهابياً» قتلوا حتى 29 مايو (أيار)، منهم عناصر بارزة. وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دوراً حيوياً في هذه الهجمات. وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه كاميرات مراقبة أمنية وأنظمة استشعار عن بعد على المناطق التي ينشط فيها «حزب الله»، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع مسيرة عبر الحدود للتجسس على خصمه. ويعدّ التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل، منه اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر، على نطاق واسع من بين أكثر العمليات تطوراً في العالم. وقالت ستة مصادر مطلعة على عمليات «حزب الله» لـ«رويترز»، طلبت عدم الكشف عن هوياتها لحساسية المسألة، إن «حزب الله» تعلّم من خسائره وقام بتعديل تكتيكاته رداً على ذلك. وقال اثنان من المصادر إن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها من ساحة المعركة واستبدال وسائل الاتصال القديمة بها، مثل أجهزة البيجر والسعاة الذين يبلغون الرسائل شفهياً. وقالت ثلاثة مصادر إن «حزب الله» يستخدم أيضاً شبكة اتصالات أرضية خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وأفاد مصدر آخر مطلع على المسائل اللوجيستية للجماعة بأنه في حالة سماع المحادثات، يتم استخدام كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات. وقال المصدر إن الكلمات المشفرة يتم تحديثها يومياً تقريباً وتسليمها إلى الوحدات عن طريق سعاة ينقلون الرسائل. وقال قاسم قصير، المحلل اللبناني المقرب من «حزب الله»: «نواجه معركة تشكل المعلومات والتكنولوجيا جزءاً أساسياً فيها... لكن عندما تواجه بعض التقدم التكنولوجي، فإنك تحتاج إلى العودة إلى الأساليب القديمة... الهواتف... الاتصالات الشخصية... أيا كانت الطريقة التي تسمح لك بالتحايل على التكنولوجيا». وقال المكتب الإعلامي لجماعة «حزب الله» إنه ليس لديه تعليق على تصريحات المصادر.

إجراءات مضادة بتقنيات قديمة

ويقول خبراء أمنيون إن بعض الإجراءات المضادة التي تستخدم فيه تقنيات قديمة يمكن أن تكون فعالة للغاية ضد قدرات التجسس عالي التقنية. فإحدى الطرق التي أفلت بها زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل، أسامة بن لادن، من الاعتقال لما يقرب من عقد من الزمن، كانت من خلال قطع الاتصال بخدمات الإنترنت والهاتف، واستخدام السعاة بدلاً من ذلك. وقالت إيميلي هاردينغ، المحللة السابقة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والتي تعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «مجرد استخدام شبكة خاصة افتراضية (في بي إن)، أو أفضل من ذلك، عدم استخدام الهاتف المحمول على الإطلاق، يمكن أن يزيد من صعوبة العثور على الهدف». وأوضحت: «لكن هذه الإجراءات المضادة تجعل قيادة (حزب الله) أقل فاعلية بكثير في التواصل بسرعة مع عناصر الحزب». ويعتقد «حزب الله» ومسؤولون أمنيون لبنانيون أن إسرائيل تقوم أيضاً بتجنيد مخبرين داخل لبنان في أثناء قيامها بمراقبة الأهداف. وقالت ثلاثة مصادر إن الأزمة الاقتصادية في لبنان والمنافسة بين الفصائل السياسية خلقت فرصاً لعملاء إسرائيل بتجنيد أفراد في لبنان، لكن ليس كل المخبرين يدركون مع من يتحدثون. وفي 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، تلقت امرأة من جنوب لبنان مكالمة على هاتفها المحمول من شخص يدعي أنه مسؤول محلي، وفقاً لمصدرين على علم مباشر بالواقعة. وقالت المصادر إن المتصل كان يتحدث بلغة عربية قوية، وسأل عما إذا كانت الأسرة في المنزل. أجابت المرأة: لا، موضحة أنهم سافروا إلى شرق لبنان. وقالت المصادر إنه بعد دقائق، ضرب صاروخ منزل المرأة في قرية بيت ياحون، ما أسفر عن مقتل خمسة من مقاتلي «حزب الله»، من بينهم عباس رعد، نجل أحد كبار نواب «حزب الله» وعضو في وحدة «الرضوان». وذكرت المصادر لـ«رويترز» أن «حزب الله» يعتقد أن إسرائيل تعقبت المقاتلين إلى الموقع وأجرت اتصالاً للتأكد مما إذا كان هناك مدنيون قبل الهجمة دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت إنه قصف عدداً من أهداف «حزب الله»، منها «خلية إرهابية». وفي غضون أسابيع، كانت جماعة «حزب الله» تحذر أنصارها علناً عبر أثير محطة إذاعة «النور» التابعة لها، من عدم الثقة بالمتصلين الذين يزعمون أنهم مسؤولون محليون أو عمال إغاثة، قائلين إن الإسرائيليين ينتحلون شخصياتهم للتعرف على المنازل التي يستخدمها «حزب الله». وكانت تلك بداية سلسلة من الهجمات استهدفت أعضاء بارزين بـ«حزب الله» في لبنان. ومن بين القتلى وسام الطويل وطالب عبد الله ومحمد ناصر، القادة الذين لعبوا أدواراً أساسية في توجيه عمليات الجماعة في الجنوب. وقُتل أيضاً صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في أثناء حضور اجتماع في العاصمة بيروت. وقال مصدران مطلعان على نهج التفكير داخل الجماعة ومسؤول استخباراتي لبناني لـ«رويترز» إن جماعة «حزب الله» بدأت تشتبه في أن إسرائيل تستهدف مقاتليها عبر تتبع هواتفهم المحمولة وكاميرات المراقبة المثبتة على المباني في البلدات الحدودية. وفي 28 ديسمبر (كانون الأول)، حث «حزب الله» سكان الجنوب في بيان نُشر على «تلغرام» على فصل أي كاميرات مراقبة يمتلكونها عن الاتصال بالإنترنت. وبحلول أوائل فبراير (شباط)، صدرت توجيهات أخرى لمقاتلي «حزب الله» بعدم استخدام هواتف محمولة في أي مكان قريب من ساحة المعركة. وقال مصدر لبناني كبير مطلع على عمليات الجماعة: «اليوم، إذا وُجد أي هاتف مع أي شخص على الجبهة، فسيتم طرده من (حزب الله). وأكدت ثلاثة مصادر أخرى التوجيه الذي عممته الجماعة. وقال أحد المصادر لـ«رويترز»، إن المقاتلين بدأوا يتركون هواتفهم عند تنفيذ عمليات. وذكر المسؤول الاستخباراتي اللبناني أن «حزب الله» كان يجري أحياناً عمليات تفتيش مفاجئة على الوحدات الميدانية؛ بحثاً عن هواتف. وأوضح مصدران آخران أن كبار القادة السياسيين في «حزب الله» يتجنبون إحضار هواتف معهم إلى الاجتماعات، حتى في بيروت. وفي خطاب بثه التلفزيون في 13 فبراير (شباط)، حذر حسن نصرالله أنصاره من أن هواتفهم أكثر خطورة من جواسيس إسرائيل، وقال إنهم يجب أن يكسروها أو يدفنوها أو يضعوها في صندوق حديدي. وأفاد مسؤول أمني لبناني سابق ومصدران آخران مطلعان على عمليات جماعة «حزب الله»، بأن الجماعة اتخذت إجراءات لتأمين خطوط التواصل الهاتفي الخاصة بها بعد الاشتباه بخرق إسرائيلي. ووفقاً لمسؤولين حكوميين آنذاك، فإن الشبكة الواسعة التي يزعم أنها ممولة من إيران أُنشئت قبل نحو عقدين باستخدام كابلات ألياف ضوئية ممتدة من معاقل «حزب الله» في الضواحي الجنوبية لبيروت إلى بلدات في جنوب لبنان وشرقه إلى وادي البقاع. وأحجمت المصادر عن تحديد زمن وكيفية الاختراق، لكنهم قالوا إن خبراء الاتصالات في «حزب الله» يعملون على تقسيمها إلى شبكات أصغر للحد من الأضرار في حالة اختراقها مجدداً. وقال المصدر اللبناني الكبير لـ«رويترز»: «كثيراً ما نغير شبكات الخطوط الأرضية لدينا ونقوم بتبديلها؛ حتى نتمكن من تجاوز القرصنة والتسلل».

المراقبة باستخدام طائرات مسيرة

تتباهي جماعة «حزب الله» بقدرتها على جمع معلومات استخباراتية خاصة بها عن أهداف العدو ومهاجمة منشآت المراقبة الإسرائيلية باستخدام ترسانتها من الطائرات المسيرة الصغيرة محلية الصنع. وفي 18 يونيو (حزيران)، نشرت جماعة «حزب الله» مقطع فيديو مدته تسع دقائق قالت إنه التُقط فوق مدينة حيفا الإسرائيلية بواسطة طائرات مراقبة تابعة لها، وتضمن منشآت عسكرية وموانئ. وذكر سلاح الجو الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي رصدت الطائرة المسيرة، لكن القرار اتُخذ بعدم استهدافها؛ لأنها لا تمتلك قدرات هجومية، ولأن استهدافها قد يعرض السكان للخطر. وتضمن مقطع فيديو آخر نشرته جماعة «حزب الله» صوراً جوية قالت إنها جمعتها لمنطاد مراقبة إسرائيلي ضخم يُعرف باسم «سكاي ديو» في اليوم السابق لاستهدافه في هجوم بطائرة مسيرة في 15 مايو. ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحة الصور. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال في ذلك الوقت إن المنطاد المستخدم لرصد التهديدات الصاروخية أصيب في أثناء وجوده على الأرض في قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل. وأشار إلى عدم وقوع إصابات جراء الهجوم، وأنه لم يؤثر على «القدرة على رصد الوضع الجوي» في المنطقة. وتقول الجماعة إنها أسقطت أو سيطرت على ست من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من طرازات «هيرميس 450» و«هيرميس 900» و«سكاي لارك». ووفقاً لمصدرين، يقوم عناصر «حزب الله» بتفكيك الطائرات المسيرة لدراسة مكوناتها. وأكدت إسرائيل أن خمس طائرات مسيرة تابعة للقوات الجوية أُسقطت بصواريخ سطح – جو، بينما كانت تنشط فوق لبنان. ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن التصريحات الصادرة عن جماعة «حزب الله»، «يتعين التعامل معها بحرص»، قائلاً إن المجموعة تهدف إلى بث الخوف في نفوس الإسرائيليين. وقال نيكولاس بلانفورد، وهو مستشار أمني مقيم في بيروت ومؤلف كتاب يتناول تاريخ جماعة «حزب الله»، إن «يقظة وحذر» الجماعة من الخروق الأمنية عند أعلى المستويات على الإطلاق. وقال لـ«رويترز»: «تعين على (حزب الله) أن يشدد إجراءاته الأمنية أكثر مما فرضت عليه الصراعات السابقة». وقال شهود إن سيارة كانت تمر بعد ظهر الثالث من يوليو (تموز) عبر قرية ساحلية لبنانية تبعد بأكثر من 20 كيلومتراً عن شمال الحدود الإسرائيلية اشتعلت فيها النيران. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قتل محمد ناصر، الذي قال إنه كان يقود وحدة تهاجم إسرائيل من جنوب غربي لبنان. ولقي ناصر حتفه بعد أقل من شهر من هجوم قُتل فيه طالب عبد الله، الذي قاد عمليات الجماعة في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي. وأعلنت جماعة «حزب الله» مقتل الرجلين، وردّت بمجموعة من أكبر هجماتها على شمال إسرائيل منذ اندلاع الحرب.

إسرائيل تعلن مقتل شخصين في الجولان بصواريخ أطلقت من لبنان

فرانس برس.. أعلنت الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء مقتل شخصين في الجولان السوري المحتل من جراء سقوط صواريخ أطلقت من لبنان، في حلقة جديدة من مسلسل القصف المتبادل منذ أشهر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وأتى سقوط هذين القتيلين بعيد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل شخصين على الأقلّ في قصف إسرائيلي استهدف سيارة تابعة لحزب الله في سوريا. وبحسب مصدر مقرّب من حزب الله فإنّ أحد القتيلين اللذين سقطا بالضربة الإسرائيلية عمل سابقاً مرافقاً للأمين العام للحزب حسن نصر الله. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى "رصد إطلاق نحو 40 قذيفة صاروخية من لبنان نحو منطقة وسط هضبة الجولان حيث تم رصد سقوط عدد منها في المنطقة". وقال حاييم بيتون مدير مركز شرطة الجولان إنه "نتيجة لهذه الضربة قتل رجل وامرأة على الفور" إثر تعرّض سيارتهما لإصابة مباشرة. وأشار إلى أنّ فرق الإطفاء تعمل على إخماد حرائق عدة اشتعلت في المنطقة. من جهته، أعلن حزب الله في بيان أنّه "قصف على دفعات مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو على طريق دمشق – بيروت". وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس بـ"مقتل شخصين على الأقل وإصابة ثالث بجروح جراء قصف نفّذته مسيّرة اسرائيلية على سيارة تابعة لحزب الله في منطقة جديدة يابوس" الحدودية مع شرق لبنان. وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن اسمه، إنّ مرافقاً شخصياً سابقاً لنصرالله قضى في الضربة الإسرائيلية. وفي وقت لاحق، نعى حزب الله هذا القتيل. والثلاثاء نشر حزب الله تسجيل فيديو تضمّن مشاهد قال إنها التقطت بواسطة طائرة استطلاع وتظهر مواقع عسكرية وأمنية لإسرائيل في الجولان السوري المحتل. واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان في العام 1967 وضمتها إليها في العام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومن المقرر أن يتحدّث نصرالله عصر الأربعاء في حفل تأبين قيادي عسكري بارز من الحزب قتل الأسبوع الماضي بضربة اسرائيلية في جنوب لبنان.

الجيش الإسرائيلي يقصف مبنى في جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت مبنى في رب الثلاثين جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ على إسرائيل في وقت سابق من اليوم. وتقول صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» نقلاً عن الجيش الإسرائيلي إنه جرى إطلاق صواريخ عدة من منطقة رب الثلاثين صوب منطقة مسغاف عام شمال إسرائيل، وأضافت أن معظم الصواريخ أسقطتها الدفاعات الجوية، وأنه بعد وقت قصير من الهجوم الصاروخي، جرى رصد عنصرين تابعين لـ«حزب الله» يدخلان أحد المباني في البلدة، ثم قصفت طائرة مقاتلة الموقع.

تمرين أولي: عشرة آلاف مقذوف تشلّ ثلث الكيان!

الاخبار..ابراهيم الأمين....ملف جهوزية المقاومة لمواجهة أي حرب واسعة مع العدو لا يتعلق فقط بما تنشره المقاومة عن بنك أهدافها في الكيان، بل بما أظهرته تجربة الأشهر التسعة الماضية من قدرات. وبينما حفلت مرحلة ما بعد عدوان عام 2006 وصولاً إلى معركة «طوفان الأقصى» بتلميحات وإنذارات وجّهتها المقاومة إلى قادة العدو وجيشه ومستوطنيه، إلا أن احتمالات التصعيد القائمة الآن تفرض نمطاً مختلفاً من الرسائل الردعية.سابقاً، وإلى جانب خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن القدرات النوعية لحزب الله، بثّت المقاومة فيديو كان نادراً في مضمونه، إثر تهديد العدو بقصف مواقع قرب مطار بيروت، تضمّن إحداثيات مواقع عسكرية ومقارَّ أمنية وأجهزة خاصة نصبها العدو قرب مراكز سكنية وتربوية ومدنية. واختتم الفيديو بعبارة للسيد نصرالله يقول فيها إنه في حال ضربتم أهدافاً بين المدنيين عندنا، سنفعل الأمر نفسه عندكم. وخاطب السيد نصرالله جيش الاحتلال في أيلول 2018 بأن «المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومن الإمكانات التسليحية، ما يفرض على إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقّعهما في يوم من الأيام». ثم وفي صيف العام الماضي أعلن أن المقاومة «تحتاج فقط إلى بضعة صواريخ دقيقة لتدمير لائحة أهداف من بينها مطارات مدنية وعسكرية وقواعد لسلاح الجو ومحطات توليد الكهرباء ومحطات المياه مع مجموعة من البنى التحتية ومصافي النفط وأهمها مفاعل ديمونا». في كل حملته الردعية، كان الحزب يشهر بعض ما يعرفه العدو، نتيجة جهده الاستخباراتي الهائل، معلناً جهاراً نهاراً، عن قدرة الوصول إلى أهداف مركزية بالنسبة إلى الكيان، سواء العسكرية، أو البنى التحتية الاستراتيجية، أو مراكز الخدمات العامة. وكان الحزب يتدرّج في رفع مستوى الإنذار - التهديد، بما يتناسب مع جهد العدو ضد المقاومة وبناها البشرية واللوجستية، ولا سيما في مرحلة «المعركة بين الحروب» التي كان العدو يقوم خلالها بعمل مثلّث الأضلاع:

- السعي إلى ضرب ما يفترضه سلاحاً في طريقه إلى حزب الله من خلال غارات جوية.

- تنفيذ استخبارات العدو عمليات أمنية - عسكرية على طرق الإمداد.

- عمليات أمنية تخريبية في عمق لبنان، والأخيرة كانت الأكثر خطورة، وقد أظهرت عمليات كشف شبكات العملاء تفاصيل كثيرة عما قام به العدو أو ما كان يخطط له، خصوصاً أنه وجد نفسه في بعض الحالات «مضطراً» للقيام بأعمال استثنائية، مثل عملية المُسيّرات التي انفجرت فوق الضاحية الجنوبية في آب 2019، والتي سبقتها وتلتها محاولات فرق كوماندوس إسرائيلية الوصول إلى منشآت تخص المقاومة في أكثر من منطقة لبنانية، بهدف ضرب ما تعتبره إسرائيل مراكز تصنيع أسلحة متطورة، أو عمليات تحويل الصواريخ العمياء إلى صواريخ دقيقة، علماً أن جهد العدو الاستخباراتي في هذا المجال لم يقتصر على هذا النوع من العمليات بل قام بأمور أخرى كثيرة ربما تكشف المقاومة في وقت لاحق تفاصيلها. وبما أننا في قلب حرب قاسية، يمعن خلالها العدو في إجرامه ضد الفلسطينيين، وتتعاظم احتمالات التصعيد على الجبهة اللبنانية، حتى مع تراجع مؤشراته الأسبوع الماضي، تقوم المقاومة فعلياً بتعزيز الجهوزية لمواجهة شاملة. وهي قرّرت رفع مستوى رسائل التهديد لإفهام جمهور العدو، وقسم غير صغير من قياداته السياسية، وغالبية المتعاطين بالشأن العام، إلى جانب المستوى العسكري والأمني، بأن الحرب متى صارت شاملة، فإن لدى المقاومة برنامجها المغاير لكل التقديرات. وفي تمرين نظري وعملي لما يمكن أن تكون عليه الأمور، واستناداً إلى ما بثّته المقاومة من ثلاثة أفلام فقط، وهي «هدهد -1» و«هدهد –2» و«لمن يهمه الأمر»، يمكن افتراض الآتي:

عرضت المقاومة أكثر من مئة هدف حيوي، بين مواقع وثكنات عسكرية تقليدية أو مستحدثة، ومراكز عمل قوات العدو المدفعية والجوية وإدارة العمليات الحربية، ومراكز جمع المعلومات والحرب الإلكترونية، وأدوات التجسس على اختلافها، ومنظومات الرادارات والاستشعار والرصد والتعقب، إضافة إلى مراكز القيادة والإدارة، ومخازن الأسلحة والذخائر، ونقاط تموضع الدبابات والآليات الأساسية، إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي التي تشتمل على الرادارات ومنظومات التحكم ومنصات الإطلاق. كما عرضت أكثر من خمسين هدفاً تشمل البنى التحتية المركزية في كيان العدو، من المطارات والموانئ البحرية المركزية أو الفرعية، إلى محطات إنتاج وتوزيع الكهرباء وإدارة التحكم بمصادر المواد النفطية، لناحية الخزانات أو المصافي أو مصانع المنتجات البتروكيمياوية، وصولاً إلى المنشآت المدنية التي تشمل التجمعات السكنية (من كبار الموظفين ورجال الأعمال العاملين في الصناعات الخاصة في مناطق الشمال)، والتجمعات الاستيطانية (من الناس العاديين أو الحرفيين والمزارعين) التي قامت قبل قيام الكيان وبعده، وعدداً غير قليل من المراكز الخدماتية التي تخص هذه التجمعات المدنية، من مراكز تجارية ومصانع إنتاج مواد غذائية. وقامت المقاومة بمسح لمنطقة تشكل مركز شمال الكيان، تمتد من البحر غرباً حتى أقاصي شرق الجولان المحتل، وضمن مساحة تقارب 3650 كلم مربعاً، علماً أنها لم تعرض في الفيديوهات تفاصيل شديدة الحساسية تتعلق بالصناعات المتطورة التي تدرّ على كيان العدو وقطاعه الخاص مليارات الدولارات سنوياً، وهي القطاعات التي ستعرّضها الحرب الشاملة، ليس لخسائر مباشرة فقط، بل لتعطّل وعرقلة مشاريع عملاقة تعمل عليها بالتحالف والتعاون مع مؤسسات دولية في الشرق والغرب. وإذا ما استندنا إلى ما يسرّبه العدو، وتعيد تظهيره أجهزة استخبارات عالمية ومؤسسات بحثية تعمل معها، وإذا ما أضفنا، ما كشفت عنه المقاومة من أسلحة خلال الأشهر التسعة الماضية، وما برز بين أيدي فصائل وقوى من محور المقاومة في المنطقة، من أسلحة تُستخدم في البر أو البحر أو الجو، وما يمكن افتراضه من أسلحة باتت معلنة لدى الحرس الثوري في إيران، والتي يتعامل العدو على أن نسخاً منها صارت بيد حزب الله، فهذا يكفي للقول إن التمرين النظري البسيط، يشير إلى الآتي:

أولاً، إن طبيعة الإجراءات التي اتُّخذت من قبل جميع الأطراف المعنية بالحرب الواسعة، حرمت العدو من عنصر المفاجأة، وأي عملية عسكرية مباغتة، يشنها العدو على شكل حملة جوية أو حتى عمليات إغارة برية، لن تنجح في تعطيل القدرات النوعية للمقاومة أو تشلها أو تصيبها بشكل يخرجها من الخدمة.

لم تُعرض في الفيديوهات تفاصيل شديدة الحساسية تتعلق بالصناعات المتطورة التي تدرّ على كيان العدو مليارات الدولارات سنوياً

ثانياً، إن منظومات الدفاع الجوي لدى العدو، من القبب الحديدية إلى مقلاع داوود ومنظومات حيتس والباتريوت، والطيران الحربي والمروحي والمُسيّر الذي يمكن استخدامه لمواجهة المقذوفات في الأجواء، تملك من القدرات العملية المختبرة ما يسمح لها بمواجهة صلية أولى واسعة، مع نتائج لا تصل إلى أكثر من 50%، علماً أن قدرة العدو على إعادة تذخير منظومات الدفاع الجوي قد لا تكون ممكنة خلال ساعات قليلة، وأن استراتيجية التشتيت التي اختبرتها المقاومة في لبنان، لن تحتاج في أقسى الظروف إلى إطلاق أكثر من عشرة آلاف مقذوف متنوّع، من مُسيّرات (لا أحد يعرف أي نوع سيُستخدم في حالة الحرب الشاملة) إلى القذائف المدفعية (الشديدة الفعالية) إلى الصواريخ التقليدية وصولاً إلى الصواريخ المجنّحة أو الباليستية، أو حتى الصواريخ المجهولة النوع والمدى والسرعة والقدرة التدميرية. وهذه الكمية من المقذوفات كافية لتدمير وتعطيل كل الأهداف المشار إليها أعلاه، وستشكل عملية إغارة لم يواجهها العدو سابقاً، وتجعل المقاومة في موقع القادر على إعادة تنظيم جولات الإغارة اللاحقة، مع احتمال جدي بشن المقاومة عملية برية كبيرة في عمق الشمال المحتل. وستكون النتيجة الأولية دماراً هائلاً يصيب بنية العدو العسكرية والمدنية والاستراتيجية، مع نزوح أكثر من مليون ونصف مليون مستوطن، في ظل حالة فوضى لا تشبه أبداً حتى فوضى مستعمرات غلاف غزة صبيحة 7 أكتوبر. كل ذلك، ونحن نتحدّث عن عملية لا يزال نطاقها الجغرافي في الثلث الشمالي من كيان الاحتلال. لكنّ أحداً لا يمكنه الدخول في عقل المقاومة، لحسم ما إذا كانت البداية من الشمال حصراً، أو أنها قد تنطلق من مكان آخر، حيث مركز عصب الكيان، خصوصاً أن الجميع يعرف، أقله العدو، أن للمقاومة مسحها المعلوماتي الشامل لكل كيان الاحتلال، وهو مسح يحدث بصورة دائمة، بما يحقّق نتائج كبيرة لعمليات القصف القائمة الآن بواسطة الصواريخ أو المُسيّرات التي تنتمي إلى جيل يعود إلى أكثر من عقد على الأقل.

نصرالله: المقاومة ماضية حتى تحقيق الهدف

الأخبار.. أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أننا لا نتخلى عن مسؤوليتنا عندما نُهدّد بالحرب أو يرتقي منا الشهداء أو تُدمّر بيوتنا». وفي المجلس العاشورائي المركزي في مجمع «سيّد الشهداء» في الضاحية الجنوبية ليل أمس، شدّد نصرالله على أن المقاومة «ماضية في ما بدأته في 8 تشرين الأول حتى نصل إلى الهدف الذي نطمح إليه في لبنان وغزة، ولا يمكن لأي أخطار وتحديات أن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وثباتنا في هذه المعركة». وأضاف: «إذا كانت الأكثرية في العالم تسكت عن نصرة غزة وتؤيد إسرائيل فهذا لا يعني أنَّ ذلك حق، فليست العبرة بالأكثرية، بل في البحث عن الحق سواء كانت معه أكثرية أو أقلية».وأشار نصرالله إلى أنّ «جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق والإسناد السياسي مثل سوريا وإيران هي صورة مُفرحة تقابلها صورة محزنة من مواقف العالم العربي والإسلامي تجاه غزة»، متسائلاً: «أين الدول والشعوب التي لا تحرّك ساكناً لما يجري في قطاع غزة؟ وأين تُنفق أموال المسلمين، فيما مليونا مسلم في غزة يموتون جوعاً؟ ولمن تُكدّس الدبابات والطائرات والإمكانات الضخمة؟».

مواقع الجولان كافّة في مهداف المقاومة

الأخبار.... بعد حيفا وما فيها، كشف حزب الله أمس عن الجزء الثاني من رحلة «الهدهد» التي خُصّصت لـ«فك شيفرة» الجولان المحتل، وما فيه من قواعد استخبارية ومقارّ قيادية ومعسكرات مهمة.على مدى تسع دقائق وخمسين ثانية، بثّ الإعلام الحربي في حزب الله مشاهد ثابتة ومتحرّكة عالية الدقة لمواقع استراتيجية، أظهرت دقّة في رصد ومتابعة طرقات ونقاط مستحدثة لجيش العدوّ خارج المواقع، مثل «مركز طبي مستحدث خلال حزيران» الماضي. وبعد بث الشريط، انهالت تعليقات وسائل الإعلام العبرية، فوصفته صحيفة «معاريف» بأنه «مثير للقلق»، وقال المراسل العسكري لصحيفة «ماكور ريشون» نوعام أمير إن الفيديو «يدل على القدرات الاستخباراتية لحزب الله. لا يقتصر الأمر على رؤية إسرائيل من الأعلى والتصوير والتحليل فحسب، بل هناك معلومات استخباراتية عن المناطق التي ينتشر فيها الجيش، وهذا ما يفسر كيف تمكن نصر الله من ضرب المناطق التي يتجمع فيها الجنود وإحداث إصابات». وأضاف: «تسعة أشهر تتسلل فيها الطائرات إلى إسرائيل، وخلال هذه الفترة كان نصر الله يجمع المعلومات الاستخبارية ببساطة، وهو الآن يستخدمها لردع صنّاع القرار». وتهكّمت إذاعة الجنوب على المتحدث باسم جيش الاحتلال بالقول إن «هذا ما يصرح به المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على أنه إنذار كاذب». فيما قال المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال إن الفيديو الجديد يُظهر مواقع حساسة في هضبة الجولان، وأشار إلى أن العديد من القواعد التي ظهرت في التسجيل «هاجمها الحزب خلال الـ9 أشهر الماضية»، لافتاً إلى أنه «من خلال المشاهد، يمكن الملاحظة بأن الثلوج قليلة على جبال الجولان، وبالتالي فإن هذه المشاهد تم التقاطها خلال الفترة السابقة بعد انتهاء فصل الشتاء». وعلّق على الدقة العالية للتصوير بالقول «يمكنك رؤية الدبابات وخيام الجنود والمركبات العسكرية». وكشف المشاهد قواعد الاستخبارات والإنذار المبكر التي يُطلق عليها «عيون الدولة»، وهي 6 محطات استراتيجية للاستطلاع الإلكتروني على الاتّجاه الشمالي والشرقي للعدوّ (واحدة في مزارع شبعا و5 في الجولان): موقع التزلج الغربي (شلاغيم)، وموقع الرادار (أسترا)، وموقع شلاغيم الشرقي، وموقع الإنذار المبكر (يسرائيلي)، وموقع أبو الندي (أفيطال)، وموقع تل الفرس (تل فارس). وتقوم هذه المواقع بمهام التنصت والاسترشاد والرصد البعيد المدى، والهجوم الإلكتروني على صعيد التشويش والتضليل. وتضم عقداً رئيسية للربط والاتصالات وتبادل البيانات، وتتموضع فيها قوات من وحدتي 8200 و9900 ووحدة الحرب الإلكترونية. كما تضم قوات لمهام تأمين القاعدة وتجهيزاتها وتأمين الخط الحدودي. وكشف «الهدهد 2» مجموعة كبيرة من المقرات القيادية والمعسكرات والمواقع والثكنات، مثل «حبوشيت» وهو موقع تأمين حدودي تشغله سرية مركّبة (مشاة ومدرعات)، وثكنة «معاليه غولاني» وهي مقر القيادة للواء 810، ومقر قيادة قطاع كتائبي حدودي في حرمون شمل نقاطاً مستحدثة لقوات العدو خارج المواقع وطرقاً مستحدثة، ومربض الزاعورة، ومربض ثابت لبطارية مدفعية يتبع للواء 769 ويضمّ منصة قبة حديدية، وثكنة «كيلع» الجنوبية التي تضم منصات قبة حديدية، وقاعدة أو ثكنة «راوية» الجنوبية وهي مقر قيادة كتيبة المدرعات 71 لواء 188، وثكنة «راوية» الشمالية التي تضم مقر قيادة كتيبة المدرعات 74 لواء 188 ومخزن ذخيرة للدبابات ومدرج تفريغ احتياطياً للآليات، وقاعدة «نفح» وهي مقر قيادة الفرقة الإقليمية 210 وكتيبة الاتصالات التابعة لها 366 وتضم مقر قيادة اللواء الإقليمية 474 والكتيبة المدرعة 77 وملاجئ محصّنة للجنود للاحتماء، وأظهرت المشاهد رصد مبنى قيادي فيها ومركز طبي مستحدث خلال شهر حزيران، وقاعدة «تسنوبار» التي تضمّ معسكر تدريب للقوات البرية يشمل مشاغل صيانة ومخازن أسلحة، وثكنة «كتسافيا» التي تضم مقر قيادة اللواء المدرّع النظامي السابع ومحطة رادار سطح مدفعي على الاتّجاه السوري، وثكنة «غملا» الجنوبية وتضم معسكر تدريب وجهوزية للقوات البرية بحجم كتيبة وتموضعاً لكتيبة المدرعات 77، ومحطة التلفريك السفلية وهي نقطة استقرار قوات جيش العدوّ خلال طوفان الأقصى، ومربض «أودم» وهو مربض ثابت لبطارية مدفعية يتبع للواء 810، وموقع «أودم» الذي يحتوي على رادار سطح مدفعي ورادار جوي ثلاثي الأبعاد للإدارة الجوية، ومعسكر «كيلع» وهو قاعدة تدريب لقيادة المنطقة الشمالية ومقر أساسي للقوات المتدربة في معسكر تدريب الجولان، وثكنة «يوآف» وهي قاعدة كتيبة مدفعية وصواريخ لصالح جبهتي الجليل الجولان، ومزارع الهواء وهي مراوح إنتاج الطاقة الكهربائية، ومقر «شاعل» البديل للفرقة الإقليمية 210، وثكنة «عليقة» وهي مقر قيادة اللواء المدرّع النظامي 188، وتحتوي على مهبط مروحيات ومراكز تخزين وقود ومشغل صيانة، وثكنة «كيرين» وهي مكان تعسكر للوحدات البرية المتدرّبة في حقول الجولان، وثكنة «يردن» وهي مقر قيادي على مستوى فرقة في حالات الطوارئ وتضم مقر فوج المدفعية 209 ومقر كتيبة الجمع الحربي 595 ومخزن طوارئ للواء 679، إضافة إلى مطار ومعسكر «أوفيك». وعزّز حزب الله من خلال هذه المشاهد، صورة القدرة على الجمع المعلوماتي ومعرفة تفاصيل التموضع الإسرائيلي، بعيداً عن قدرة أنظمة الرصد والتتبّع الإسرائيلية على كشف مُسيّراته وإحباط مهامها، خصوصاً أن المشاهد أظهرت أن عمليات الرصد استمرت لفترات طويلة سابقة، وقد تستمر لفترات طويلة قادمة بحسب احتياجات المرحلة. وعَكَس حزب الله ذلك في الفيديو أمس عبر تعمّده التركيز على الجولان الذي كان قبل أيام مسرحاً لهجوم جوي نوعي بأسراب متتالية من المُسيّرات الانقضاضية التي طاولت ‏مركز الاستطلاع الفني والإلكتروني البعيد المدى (مرصد التزلج الشرقي) في ‏جبل حرمون في الجولان المحتل، والذي يوازي من حيث الأهمية قاعدة ميرون، ويرصد الاتّجاه الشرقي من سوريا إلى العراق والأردن وتبوك حتّى الحدود الإيرانية، ويضمّ تجهيزات إلكترونية وتجسسية واستخباراتية ومنظومات فنية من الأكثر تطوّراً. ويُعتبر المركز أعلى هدف يتعرض للاستهداف من قبل حزب الله منذ اندلاع جبهة المساندة في الثامن من تشرين الأول الماضي، إذ يقع على ارتفاع 2230 متراً.

دقّة في رصد ومتابعة طرقات ونقاط مستحدثة لجيش العدوّ خارج المواقع

إلى ذلك، استهدف حزب الله أمس موقع ‏المرج، والتجهيزات التجسسيّة المستحدثة المرفوعة على ونش في موقع حدب يارين بصاروخ موجّه ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها.‏ كما استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في ‏مستعمرة المنارة. ورداً على ‏الاغتيال الذي نفذه العدو في الصبورة على طريق دمشق - بيروت، قصف حزب الله ‏على دفعات مقر قيادة فرقة الجولان 210 ‏في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ‏وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط قتيلين جراء إصابة مركبة بصاروخ في الجولان. ولفتت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الضربات على الجولان أتت بعد ساعات من نشر حزب الله مقطع فيديو يظهر العديد من المواقع والقواعد العسكرية في هذه المنطقة بالضبط. ونعى حزب الله أمس، الشهيدين ياسر نمر قرنبش من بلدة زوطر الشرقية، وعلي حسين ويزاني من بلدة شقرا.



السابق

أخبار وتقارير..اتهامات متبادلة حول إصابة مستشفى للأطفال في كييف..قصف روسي دموي على كييف عشية قمة «الناتو» ومودي يزور موسكو..وأوربان يلتقي شي في «مهمة سلام»..تدريبات صاروخية روسية على حدود الصين..بايدن يتعهّد بـ«إجراءات جديدة» لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية..بايدن: حان انتهاء الجدل..أرفض الانسحاب..بايدن بين «الاتحاد» الديمقراطي خلفه ودعوات لتفعيل المادة 25 من الدستور..كير ستارمر يعلن من أيرلندا الشمالية عن «الرغبة في التهدئة»..فرنسا تواجه معضلة بناء غالبية «مجهولة المعالم»..ماكرون يواجه أزمة: حكومة تعايش مستحيلة أو أغلبية نسبية صعبة المنال..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل تضغط عسكرياً في غزة بمواكبة تقدم مفاوضات الهدنة..استشهاد 8941 طالباً فلسطينياً منذ بداية عدوان الاحتلال على غزة..أطفال غزة يموتون في «حملة تجويع» إسرائيلية.. 50 شهيداً بـ 3 مجازر جديدة..نتنياهو وعد بن غفير وأخلف: أنا لا أدير روضة أطفال.. مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة..29 قتيلاً بغارة على مدرسة في غزة والجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف "إرهابياً"..نزاع "سياسي" بين حزبين دينيين..هل اقتربت الانتخابات المبكرة في إسرائيل؟..ما مصير رصيف غزة؟ مسؤولون أميركيون يكشفون..الفجوة تضيق في مفاوضات «هدنة غزة»..الجيش الإسرائيلي يعتزم تجنيد اليهود «الحريديم» بدءاً من الشهر المقبل..

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,657,385

عدد الزوار: 7,586,668

المتواجدون الآن: 0