هل يكرر الغرب تجربة الحرب في العراق مع ايران؟

تاريخ الإضافة السبت 6 شباط 2010 - 6:31 ص    عدد الزيارات 875    التعليقات 0

        

الغارديان
 

هل يكرر الغرب تجربة الحرب في العراق مع ايران؟

 
 
     

 
شكرا لتصويت
       
\"\"
 (Alwatan)
 


 

 
بقلم - سوماس مايلن:
كان من المفترض بنا تعلم دروس الحرب في العراق فهذا ما جاءت من أجله تحقيقات لجنة شيلكوت البريطانية في المقام الاول على الاقل. لكن على الرغم من ذلك تبين المؤشرات الواردة من الشرق الاوسط ان مثل تلك الحرب يمكن ان تحدث ثانية.
فقد كشف المسؤولون الامريكيون الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة تصعد وتيرة الحشد العسكري في الخليج بتعزيز وجودها العسكري فيه وبتزويدها ما قيمته عشرات البلايين من الدولارات من أنظمة الاسلحة الحديثة للدول العربية الحليفة لها، والهدف بالطبع: ايران.
ورغم اصرار واشنطن على ان غاية الحشد العسكري هذا دفاعية ويستهدف ردع ايران وتهدئة اسرائيل وتطمين حلفاء امريكا يمكن القول ان تحول السياسة الامريكية بات واضحا تماما ففي الاسبوع الماضي حذر باراك اوباما بان ايران ستواجه عواقب كثيرة اذا لم توقف برنامجها النووي، ولم ينس اوباما ان يربطها ايضا مع كوريا الشمالية كما فعل جورج بوش في خطابه عن «محور الشر» في 2002.
وعندما جدد رئيس ايران محمود أحمدي نجاد موافقة ايران السابقة على شحن معظم ما لديها من يورانيوم مخصب الى الخارج من اجل اعادة معالجته، رفضت واشنطن ذلك.

العالم ضد نجاد
يبدو ان «يد أوباما الممدودة» قد تم سحبها الان، ولقد عبر عن هذا بالفعل جو بايدن نائب الرئيس بتأكيده ان زعماء ايران «يزرعون بأيديهم بذور تدميرهم».
كما زادت اسرائيل تهديداتها بشن حرب على حزب الله حليف ايران في لبنان، وعلى «حماس» في غزة. وصرح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز قائلا علينا ان نجند العالم كله لمحاربة أحمدي نجاد.
اذا، ان الاصداء التي سبقت الحرب على العراق باتت واضحة الان ولا تخطئها العين فكما حدث في 2003-2002، يقال لنا الان ان هناك دولة شرق اوسطية دكتاتورية تعمل سرا على تطوير اسلحة دمار شامل تتحدى قرارات الامم المتحدة تعيق عمل المفتشين، تهدد جيرانها وتدعم الارهاب.
لكن وكما حدث في الحالة مع العراق ليس ثمة دليل يؤكد كل تلك الاتهامات بل وذكر مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ان الوثائق التي جرى نشرها في صحيفة «التايمز» بخصوص اعتزام ايران اختبار جهاز تفجير نيوتروني لسلاح ذري كانت مزيفة. وهنا علينا ان نتذكر الراوية الكاذبة التي كانت قد تحدثت حول محاولات العراق شراء يورانيوم من النيجر.
واذا كان هناك من لا يدرك مثل هذا التماثل بين الحالتين العراقية والايرانية، فعليه العودة لتصريحات توني بلير عندما مثل امام لجنة التحقيق الخاصة بالعراق يوم الجمعة الماضي. فبدلا من اظهار الشعور بتأنيب الضمير حول الدماء التي سالت في حرب العراق، سمحت اللجنة لرئيس الحكومة السابق بتحويل عملية الاستجواب الى مناسبة للدعوة الى شن حرب اخرى على ايران. ففي تأكيد ان نزعة المحافظين الجدد لا تزال حية وموجودة في لندن حاول بلير استخدام ذريعة امتلاك ايران لاسلحة الدمار الشامل بنفس الاسلوب الذي استخدمه في الحالة العراقية، اي يكفي المتصور ان لدى ايران النية لامتلاك مثل تلك الاسلحة وان لديها قوة كافية كي تبرر اللجوء لشن الحرب عليها.

وسيلة وحيدة
غير ان بلير ليس وحيدا في توفير الذريعة لشن حرب على ايران فهناك ايضا شخص آخر من ابطال المحافظين الجدد من عهد ولاية بوش هو دانييل بايبس الذي كتب يقول في الاسبوع الماضي ان الوسيلة الوحيدة امام اوباما لانقاذ رئاسته هي قصف ايران وتدمير اسلحتها النووية.
بيد ان عواقب مثل هذا الهجوم ستكون مدمرة اكثر مما حدث خلال غزو العراق اذ لايران القدرة على شن رد انتقامي بشكل مباشر ومن خلال حلفائها لا يشمل المنطقة كلها فقط بل ويشل %20 من امدادات النفط المار عبر مضيق هرمز كما ان من شأن هذا الهجوم ان يلحق ضررا كبيرا بعملية التغيير الداخلي في ايران.
صحيح ان ايران دولة سلطوية تقمع المعارضة بقوة الان لكنها ليست دكتاتورية على غرار نظام صدام حسين.
وهي على عكس العراق، اسرائيل، الولايات المتحدة وبريطانيا لم تغز وتحتل اراضي جيرانها لكنها تواجه جنود قوتين نوويتين معاديتين على حدودها - بريطانيا وامريكا - ورغم كل تصريحات احمدي نجاد النارية، نجد ان واشنطن وتل ابيب هما من يحتفظ بخيار الهجوم على ايران على الطاولة وليس العكس.
كما لم تجد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اي دليل يشير الى ان ايران تحاول امتلاك اسلحة نووية. بل وتبين لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ان ايران اوقفت العمل في برامج اسلحتها عام 2003 ومن المتوقع ان تجري الوكالة تقييما جديدا لهذه المسألة الان.
ان المشكلة الحقيقية عند الحكومة الامريكية اليوم مماثلة لما كانت عليه خلال ادارة بوش فهي تتمثل في بروز قوة مستقلة - ايران - في واحدة من اكثر مناطق العالم حساسية.
لذا، تبدو المؤشرات الصادرة عن واشنطن مختلطة. ففي الوقت الذي اعلن فيه رئيس الاستخبارات القومية الامريكية ان لا شيء بمقدور الولايات المتحدة ان تفعله لمنع ايران من تطوير اسلحة نووية اذا ما اختارت القيام بذلك من الواضح ان تغيير نظام طهران هو الخيار المفضل الان.
اذا اردنا تجنب تكرار كارثة اخرى في المنطقة، علينا الضغط من اليوم لمنع الحرب مع ايران.

تعريب نبيل زلف
 

 

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,326,610

عدد الزوار: 7,754,465

المتواجدون الآن: 0