وثيقة: تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي عن حرب لبنان الثالثة (1/2)

تاريخ الإضافة الجمعة 23 تموز 2010 - 6:42 ص    عدد الزيارات 879    التعليقات 0

        

وثيقة: تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي عن حرب لبنان الثالثة (1/2)
بقلم: دانييل سي· كورتزر

 


 
 مجلس العلاقات الخارجية (سي إف آر) منظمة غير حزبية مستقلة وهي خزان فكري وناشر مكرّس لأن يكون مصدراً لأعضائه والمسؤولين الرسميين والمدراء التنفيذيين والصحافيين والمثقفين والطلبة والقادة الدينيين والمدنيين وغيرهم من المواطنين المهتمين بغية مساعدتهم على تفهم أفضل لخيارات العالم والسياسة الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة والدول الأخرى·

أنشئ المجلس عام 1921 وهو يقوم بمهمته بالحفاظ على عضوية متنوعة مع برامج خاصة لتشجيع الاهتمام وتطوير الخبرة في الجيل المقبل لقادة السياسة الخارجية وهو يعقد اجتماعاته في مقراته في نيويورك وواشنطن ومدن اخرى حيث يجتمع كبار موظفي الحكومة وأعضاء الكونغرس والزعماء الدوليين والمفكرين المشهورين مع أعضاء المجلس لمناقشة مختلف القضايا الدولية الرئيسية وتدعيم برنامج دراسات تشجع البحث المستقل وتمكين اساتذة المجلس من انتاج مقالات وتقارير وكتب وإقامة طاولات مستديرة من شأنها تحليل قضايا السياسة الخارجية وتقديم توصيات متماسكة· كما ينشر مجلة، <فورن افيرز، التي تتناول القضايا الدولية وسياسة اميركا الخارجية ويتبنى قوى مستقلة فاعلة تنتج تقارير مع اكتشافات ووصفات سياسية لأهم مواضيع السياسة الخارجية وتقديم احدث المعلومات والتحليلات حول احداث العالم وسياسة اميركا الخارجية على شبكتها في الكومبيوتر·

يسعى مركز العمل الوقائي، سي بي آي، الى المساعدة في منع واخماد او حل نزاعات مهلكة حول العالم وتوسيع جماعة المعرفة حيال منع النزاع· وهو يفعل ذلك بخلق منبر يمكن أن يجتمع فيه ممثلو الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والمجتمع المدني لتطوير استراتيجيات عاملة في الوقت المناسب من أجل الترويج للسلام في حالات صراع معينة· ويركز على نزاعات في داخل او مناطق تؤثر على مصالح الولايات المتحدة لكن ربما يتغاضى عنها بطريقة اخرى حيث يبدو فيها المنع ممكناً وعندما يمكن لمصادر مجلس العلاقات الخارجية ان تحدث فارقاً· ويفعل المركز ذلك بـ:

- إصدار تقارير مجلس العلاقات الخارجية الخاصة في تقييم والاستجابة بسرعة لحالات النزاع المتطورة وصياغة توصيات سياسية متماسكة في الوقت المناسب بحيث يمكن للولايات المتحدة والاسرة الدولية والممثلين المحليين استخدامها لحصر العنف المميت المحتمل·

- إشراك الحكومة الاميركية ووسائل الاعلام في جهود منع النزاع ويلتقي موظفو المركز الوقائي مع المسؤولين الاداريين وأعضاء الكونغرس لاطلاعهم على ما حصل عليه المركز والتوصيات وتسهيل الاتصالات بين المسؤولين في الولايات المتحدة والممثلين المحليين المهمين والخارجيين ورفع الوعي بين الصحافيين في نقاط الوميض المحتملة حول العالم·

- بناء شبكات مع منظمات ومؤسسات دولية لتكملة فعالية نفوذ المجلس المؤسس في ميدان سياسة الولايات المتحدة وزيادة تأثير توصيات مركز العمل الوقائي·

- تقديم مصدر خبرة حول منع النزاع ليشمل دراسة قضايا وابحاث ودروس مستخلصة من نزاعات سابقة بحيث يمكن لواضعي السياسة والمواطنين استخدامها لمنع او تخفيف نزاعات مهلكة مستقبلاً·

كان لبنان نقطة وميض للعنف العربي - الإسرائيلي والمواجهات العسكرية منذ اواسط السبعينات· نظامه السياسي ضعيف والجهات الخارجية تستمر في المنافسة على تحقيق فوائد سياسية كجزء من نزاع اقليمي اوسع· سوريا وايران خاصة يقدمان الدعم للمجموعة الاسلامية المقاتلة، حزب الله، كمصدر قوة ضغط استراتيجية على اسرائيل· ويسيطر حزب الله الآن على معظم جنوب لبنان في حين طوّر جناحه السياسي وجوداً قوياً في البرلمان اللبناني· في تموز وآب 2006 اشتبكت إسرائيل وحزب الله في حرب عرفت بـ <الحرب اللبنانية الثانية> أدت الى مقتل ونزوح آلاف الاشخاص ودمرت الكثير من البنية التحتية اللبنانية·

ومنذ ذلك الحين اعاد حزب الله تسليح نفسه باطراد خلافاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يدعو الى <نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان، ومتابعة لقرار الحكومة اللبنانية في 27 تموز 2006 لن يكون هناك سلاح او سلطة في لبنان غير سلطة الدولة اللبنانية>، و<لن تكون هناك مبيعات او تجهيزات للسلاح والمواد المتعلقة به في لبنان باستثناء ما تجيزه الحكومة>· إن ترسانة حزب الله اكثر فعالية من حيث الكمية والنوعية اليوم مما كانت عليه عام 2006· ومع ان المنطقة الحدودية بين اسرائيل ولبنان هادئة اكثر من اي وقت في العقد الماضي، ثمة تكهنات تتصاعد من ان حرباً ثالثة ستقع في الـ 12 الى 18 شهراً المقبلة· تستطيع اسرائيل ان تقرر التهديد الامني الذي يمثله حزب الله والذي وصل الى مستويات لا تحتمل وأن تتخذ عملاً عسكرياً استباقياً· حزب الله الذي يظهر ظاهرياً عدم اهتمامه في مواجهة اسرائيل في هذا الوقت ربما يختار لأسباب مختلفة او بضغط من ايران لثني قدراته العسكرية الجديدة· ومثلما حدث عام 2006 فحتى اشتباكات عسكرية على نطاق ضيق وذات اهداف محدودة يمكن ان تتوسع لتصبح نزاعاً رئيسياً· مهما كانت الاسباب المفاجئة، فإن نشوب نزاعاً جديداً في لبنان ستكون له مضاعفات هامة على سياسة الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة·

الحادث غير المتوقّع هناك سيناريوان اثنان مقبولان ظاهرياً للحرب في لبنان· اولها ان حزب الله يمكن ان يبادر بالاعمال العدائية· وفاة رجل الدين الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله وهو مستشار روحي لحزب الله ورجل له اعداء كثيرين داخل وخارج لبنان يمكن ان يثير نزاعاً في لبنان حيث يمكن لحزب الله ان يقرر مهاجمة اسرائيل كوسيلة لتوحيد مؤيديه· وبالتبادل يمكن لإيران ان تدفع حزب الله لمهاجمة اسرائيل كوسيلة لحرف الضغط الدولي عليها حول برنامجها النووي وفي كلتي الحالتين يتوقع ان يجادل حزب الله بالقول انه يرد على التحليقات الجوية الاسرائيلية او حادث يقع على الحدود ينجم عنه اصابات لبنانية·

أظهر حزب الله حتى الآن ميلاً قليلاً لأن يفعل ذلك فهو تجاهل إطلاق اسرائيل مؤخراً انوار الاشارة خلال وقوع حادث على الحدود ولم يتفاعل مع التحليقات الجوية الاسرائيلية المستمرة· ان اثارة حزب الله اعمال عنف سيكلفه دعم العالم العربي كما حدث عام 2006 ويمكن ان يوحد الاسرة الدولية في تأييد الانتقام الاسرائيلي·

لكن استمرار حزب الله في ضبط النفس لا يمكن ان يفترض، كما لا يمكن استبعاد سوء تقديره، مثلاً، لهجوم محدود يثير رداً اسرائيلياً كبيراً·

السيناريو الثاني ان اسرائيل يمكن ان تهاجم حزب الله او اغرائه في حرب بغية تدمير قدراته التي تهدد امنها، ويمكن ان تقرر اسرائيل ايضاً تقليص قدرات حزب الله بقصد حرمان ايران القدرة في توجيه <ضربة ثانية> اذا ما قررت اسرائيل مهاجمة منشآت ايران النووية· ويمكن كذلك ان تستخدم اسرائيل نزاعاً مع حزب الله كعامل مساعد وغطاء لهجوم على منشآت ايران النووية· اي واحد من هذه الظروف يمكن ان تقنع اسرائيل بأن توجيه ضربة عسكرية وقائية ضد حزب الله هي في صالحها·

يمكن القول ان السيناريو الثاني اكثر توقعاً ربما تجاوز حزب الله حدود ما تعتبره اسرائيل سلوكاً مقبولاً، ان مجرد ارقام الصواريخ ونوعيتها المعززة التي حصل عليها حزب الله في السنوات القليلة الماضية يقلق مخططي الدفاع والامن الداخلي الاسرائيلي مثل جهود الحزب للحصول على صواريخ بعيدة المدى وصواريخ ارض ارض اكثر دقة·

خلال النزاع عام 2006 ارغم نحو مليون مدني اسرائيلي على ترك منازلهم في شمال اسرائيل نتيجة هجمات حزب الله الصاروخية· وفي حرب مستقبلية سيرتفع ذلك العدد بالتأكيد بسبب صواريخ حزب الله البعيدة المدى والاسلحة الجديدة الدقيقة التي يملكها· وتنظر اسرائيل الى امتلاك حزب الله لصواريخ سكود (بعض الانواع يمكن ان يصل الى اهداف اسرائيلية بعيدة تنطلق من شمال لبنان) او صواريخ ام - 600 السورية (يمكن ان تحمل رأساً حربياً يزن 500 باوند لمسافة 155 ميلاً بنظام توجيه متقدم) على انها تهديد استراتيجي·

هناك خط اسرائيلي احمر ثان وهو امتلاك حزب الله صواريخ ارض جو متقدمة مثل إس - 300 من شأنها تقليص تفوق اسرائيل الجوي فوق لبنان· وتنظر اسرائيل الى تحليقاتها الجوية الاستطلاعية فوق لبنان على انها خطيرة في ضوء اخفاق الاسرة الدولية وقوات اليونيفيل في تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701· كما تنظر ايضاً بحرج الى قدرتها في تأسيس سيطرة جوية في حال نشوب حرب اخرى· ان جمع هذه العوامل الثلاثة، حجم ونوعية قائمة الصواريخ والامتلاك المحتمل للصواريخ بعيدة المدى والدقيقة واحتمال رفع قدرة صواريخ ارض جو لحزب الله من شأنها ان تغيّر التوازن على الارض الى درجة تعتبرها اسرائيل مهددة لها·

توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية الى حزب الله يمكن ان يتجلى بعدة طرق، اكثر السيناريو توقعا هو ان تستغل اسرائيل ما يعتبره مخططوها العسكريين <فرصة عاملة>، اي هجوم على قافلة تحمل اسلحة بعيدة المدى او ضد موقع للخزن في لبنان· وبالتبادل، قد تختار اسرائيل الهجوم على مرافق ومواقع خزن السلاح في سوريا التي تدّعي ان حزب الله يستخدمها· الضربة التي وجهت في ايلول 2007 ضد موقع مفاعل نووي في سوريا يظهر ان اسرائيل راغبة وقادرة على القيام بمثل هذا الهجوم· وإذا هاجمت اسرائيل مواقع حزب الله في سوريا فيمكن للحزب ان يرد عبر الحدود الاسرائيلية - اللبنانية وبتلك يعجل بحرب اوسع·

وبالتبادل يمكن ان تقوم اسرائيل بحملة جوية اوسع ضد حزب الله مهاجمة اهداف عبر لبنان كما فعلت عام 2006· واعتماداً على مدى ما تحققه هذه الحملة من اهداف، يمكن ان يعقب ذلك غزو ارضي ما يعني توسيع النزاع اكثر·

ليس من الواضح ما اذا كان هجوم اسرائيل الاخير على اسطول الحرية الى غزة وما نجم عنه من ضغط دولي على اسرائيل يمكن ان يكبح اعمالاً اسرائيلية محتملة في لبنان· اسرائيل قد تتردد الآن في اختبار رد الفعل الدولي· مع ذلك ليس هناك دليل على هذا العامل يجري دراسته في السياق اللبناني، وهكذا يفترض هذا السيناريو اتخاذ اسرائيل قرارها في التركيز في تفكير منفرد على حزب الله والتهديدات المتوقفة على قرائن· كما من غير المتوقع ان تقوم اسرائيل بمهاجمة ايران خلال ازمة حزب الله اذ ان ضربة محتملة ضد ايران تتطلب اقصى تركيز للمصادر من قبل اسرائيل والمخططون الاسرائيليون لن يكونوا راغبين التورط على الارض في لبنان في وقت تقود فيه مهمة خطرة ومعقدة ضد ايران·

مؤشرات وتحذير المؤشرات وايماءات التحذير في حرب حتمية واضحة لكن تحتاج الى مراقبتها من جهة تغييرات نوعية وكمية· هذه الدلائل تشمل الآتي: - زيادة الكلام المنمق لحزب الله ضد اسرائيل، في الرابع من حزيران ألقى الشيخ حسن نصر الله، امين عام حزب الله وزعيمه خطاباً ملتهباً رداً على حادث اسطول غزة· لقد هاجم نصر الله اسرائيل بعبارات قوية لكنه توقف في عدم التهديد بالرد· مع ذلك حذر اسرائيل علناً ان الهجمات التي تشن ضد لبنان ستقابل بهجمات مماثلة مستهدفة ضد اسرائيل مشيراً بأن لحزب الله القدرة في ضرب مثل تلك الاهداف الاستراتيجية· ومع ان نصر الله اعترف عام 2006 بأن حزب الله لن يكون قد بدأ الحرب لو عرف بالرد الاسرائيلي فإنه لم يخجل من الاحتفاظ بكلامه المنمق على درجة عالية·

- زيادة البيانات الرسمية الإسرائيلية والتعليقات العامة حول حزب الله وايران: في نيسان 2010 اتهمت اسرائيل سوريا بنقل صواريخ سكود الى حزب الله واعلن رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو لاحقاً ان مقاتلي حزب الله يعملون في قاعدة سرية في سوريا حيث يتدربون على صواريخ سكود· (من الواضح ان اسرائيل لا تملك معلومات تشير ان سكود سلمت فعلاً الى حزب الله في لبنان)· وقد كذب المسؤولون السوريون الاتهامات الاسرائيلية المتعلقة بحزب الله· ومنذ الاعلان الاسرائيلي تناقش وسائل اعلام اسرائيل ما اذا كان يجب على اسرائيل ان تتصدى لشحنات اسلحة الى لبنان، كما فعلت في تشرين الثاني 2009 عندما صادرت حمولة الباخرة، فرانكوب، التي تحمل علم انتغوا، على بعد مئة ميل من الساحل اللبناني وهي تحمل مئات الاطنان من الاسلحة الى حزب الله· ان روايات وسائل الاعلام حول الامور الدفاعية في اسرائيل غالباً ما تكون نتيجة خلفيات قصيرة للمراسلين العسكريين حصلوا عليها من مصادر داخل قوات الدفاع الاسرائيلية التي تقترح ان هذه المسألة يجري مناقشتها في المؤسسة الدفاعية· ومناقشات مماثلة موجّهة على ايران تكون لها مضامين تحذيرية في احتمال توجيه ضربة استباقية على حزب الله·

- استعدادات على مستويات عسكرية عالية ودفاعات مدنية·

تعيين اللواء الركن غابي اشكينازي، رئيس اركان جيش الدفاع الاسرائيلي عام 2006 جعل الجيش الاسرائيلي يكرّس وقتاً كبيراً في التدريب والممارسة للتعامل مع التهديد الذي تمثله سوريا وحزب الله· ويؤكد اشكينازي ان جيش الدفاع الاسرائيلي مستعد للدفاع اكثر بكثير في توجيه ضربة صاعقة ضد حزب الله· هذه الاستعدادات الاسرائيلية تخدم كعائق ضد المبادرات العسكرية لحزب الله وكذلك اعداد جيش الدفاع الاسرائيلي للحرب· في شباط الماضي، اكد تمرين <فاير ستون 12> لجيش الدفاع الاسرائيلي على ادخال انظمة تسليح جديدة الى لبنان من شأنها تهديد امن اسرائيل مثل صواريخ بعيدة المدى وانظمة دفاع جوي متقدمة· اضافة الى ذلك قام فرع الامن الوطني لجيش الدفاع الاسرائيلي بمناورة دفاعية مدنية على نطاق واسع في ايار 2010، حتى ولو انها حدث سنوي فقد استغلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية كإشارة الى حزب الله على استعداد اسرائيل للحرب· سيكون لدى الولايات المتحدة تحذير قليل على قرب هجوم على حزب الله· ان الولايات المتحدة لن ترى تعبئة الاحتياطي الاسرائيلي او تحرك كبير لوسائط النقل العسكرية الا بعد بداية الحرب· هذا يعني انه لن يكون هناك وقت بالمرة لآخر دقيقة في <الدبلوماسية المانعة> من قبل الولايات المتحدة لدراسة اقناع اسرائيل ضد الحرب· والواقع ان قرار وتوقيت ضربة اسرائيلية ضد حزب الله تبدو ضمن نطاق رؤية اسرائيل·

تورط الولايات المتحدة يعد حزب الله قريباً من قمة قائمة اميركا لأخطر المنظمات الارهابية· اذا كانت المواجهة الاسرائيلية - حزب الله المقبلة تؤدي الى هبوط حاد في قدرات حزب الله العسكرية ولا ترافقها اصابات كبيرة للمدنيين او تدمير البنية التحتية المدنية للبنان، تكون النتيجة مفيدة لصالح الولايات المتحدة· مع ذلك فإن مثل هذه النتيجة ضئيلة· اكثر ما يتوقّع ظهوره من تلك الحرب الا تؤدي الى نتائج ايجابية بالنسبة للولايات المتحدة التي تركّز على ثلاث اولويات في الشرق الاوسط: محاولة ابطاء او وقف برنامج ايران النووي وسحب القوات المقاتلة من العراق ومساعدة مباحثات السلام في الشرق الاوسط على النجاح· ومع ان الولايات المتحدة ايّدت اساساً ادعاءات اسرائيل بتسليم صواريخ سكود الى حزب الله، فإن اي هجوم اسرائيلي مهما كان ناجحاً او فعالاً سيثير <الشارع> العربي ويعقّد جهود الحكومات العربية المعتدلة في دعم اهداف الولايات المتحدة في المنطقة·

وفي حين من غير المتوقّع ان ترد سوريا عسكرياً على هجوم اسرائيل على حزب الله، فإنها قد تستأنف اسنادها للمتمردين العراقيين في الهجوم على القوات الاميركية· ويتوقّع ان تحسب سوريا ان الولايات المتحدة لن ترد على تأييدها للمتمردين العراقيين بل ستلوم اسرائيل على زيادة الخطر على القوات الاميركية في المنطقة·

والمتوقع ان تدخل مفاوضات سلام الشرق الاوسط مرحلة تجميد اخرى عميقة· وكما في المواجهات العسكرية السابقة في لبنان سيجد الفلسطينيون انه من المتعذر ابقاء المفاوضات في وقت يحارب فيه العرب اسرائيل في لبنان·

ترجمة: جوزف ملكون

 

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,334,833

عدد الزوار: 7,754,828

المتواجدون الآن: 0