على أوباما وضع كل ثقله لإصلاح الامم المتحدة

تاريخ الإضافة الخميس 30 كانون الأول 2010 - 5:24 ص    عدد الزيارات 932    التعليقات 0

        


 

على أوباما وضع كل ثقله لإصلاح الامم المتحدة

 


 

تقرير خاص عن صحيفة الإيكونومست
 
تعهد الرئيس باراك اوباما بأن تقدم الولايات المتحدة الدعم لاصلاح مجلس الامن التابع للامم المتحدة ومنح الهند مقعدا دائما فيه ·

ومن خلال دعمه للهند، أثبت الرئيس أن أميركا تصنف الهند كقوة عالمية، فضلاً عن أنه ساعد على وضعها وجهاً لوجه أمام الصين التي تعارض، لكن بهدوء، عضوية الهند الدائمة·

كما أنه نظراً لأن إصلاح الأمم المتحدة ما يزال يتعرض للعرقلة منذ أمد طويل من جانب المتنافسين الإقليميين والبلدان القوية ،تستطيع أميركا أن تكون متأكدة من أنه لا شيء يمكن أن يخرج عنه يمكن بأن تخسره ·

وكان تعهد السيد أوباما مفعماً بالقوة لأن خطاب سياسته الخارجية كسب زخماً بفعل القواعد ولإجماع الدولي· وسيعمل إذكاء نار طموح الهند غير العملي، على سكب الوقود على نار الشعور بأن أرفع هيئة في الأمم المتحدة تفشل في تمثيل العالم كما هو في واقع الحال· ومن شأن ذلك أن لا يسدي أي شيء جيد للأمم المتحدة على الإطلاق·

ولتخفيف فرصة أن تأتي سياسته الخاصة بالهند على حساب سياسته الخاصة بالأمم المتحدة، على أوباما بأن يكون عند كلمته، بحيث يضع أميركا بكل ثقلها وراء إصلاح الأمم المتحدة· وسيكون الإصلاح عادلاً، فهو مستحق منذ وقت وسيجعل عمل الأمم المتحدة أفضل· ومن الممكن أن يكون حتى قابلاً للإنجاز·

يتفق الجميع كثيراً جداً على أن العضوية الدائمة لمجلس الأمن، التي تضمن حق ?الفيتو? إنما تعكس عصراً ولى عندما كان من المهم تمييز من كسب الحرب العالمية الثانية·

ويتحدث مجلس الأمن سيئ التمثيل، على نحو متزايد، والمنطوي على مفارقة تاريخية، بصلاحية متضائلة· وهو أقل قدرة في مناقشة القضايا التي تهم لأن اللاعبين المهمين قد يكونون غير موجودين· كما أنه أقل قدرة على تقديم الآراء التي تهم لأن تلك الآراء لا تحمل خاتم القوى الكبرى في العالم· وسواء كنت تعتقد أن الأمم المتحدة تستطيع إنجاز القليل أو الكثير، فإن مجلس أمن أفضل يستطيع إنجاز الأكثر·

لسوء الطالع، فإن الإجماع ينتهي هناك· ومن بين الأعضاء الدائمين اليوم، تبدي فرنسا وبريطانيا قلقاً بخصوص نفوذهما المتآكل· ومن جهتها، تعترض الصين على دخول اليابان عضواً دائماً· وكذلك هو موقف المكسيك والأرجنتين من البرازيل· وتعترض إيطاليا على دخول ألمانيا عضواً دائماً في مجلس الأمن· ولا تستطيع الدول الإفريقية، في الغضون، الاختيار بين جنوب إفريقيا ونيجيريا· وهل تريد دولة مسلمة؟ وإذا كان كذلك، فمن هي؟

إن الوضع عبثي، وما يزال مطروحاً على بساط البحث منذ أعوام دون أن يثمر· ويدير الدبلوماسيون أعينهم وهم يقولون إن الحديث عن الإصلاح مضيعة للنفس· لكن الحكم الدولي يستطيع أن يتغير في نهاية المطاف -وما عليك إلا أن تسأل صندوق النقد الدولي، حيث تعطي أوروبا أخيراً بعضاً من هالتها· أو سل القادة الذين اجتمعوا في سول مؤخراً لعقد قمة مجموعة الـ20 التي كسفت مجموعة السبع·

لعل أي إصلاح، يمكن أن يلقى الإطراء للأمم المتحدة، يبدأ مع تقديم الحل الوسط· ويحتاج مجلس الأمن إلى أن يكون ضخماً، على نحو كافٍ، ليكون ممثلاً وصغيراً إلى الحد الذي يمكنه من إنجاز الأعمال· ويجب عليه أن يعكس القوة الفعلية في العالم، وأن يرمي إلى عدم مكافأة السلوك المعادي للمجتمع· وعليه بأن يناضل من أجل أفضل مجلس للوقت الحاضر، لكنه لا يستطيع البدء بصفحة نظيفة لأن العضوية الأصيلة تضبط الإصلاح بمقتضى القواعد الأصلية· وإن من شأن بسط العضوية الدائمة أن ينطوي على مساعدة المجلس، لكن منح حق النقض -الفيتو- لكثير من الدول الجديدة ينطوي على المجازفة بجعل هذا الحق غير فعال·

إن هذه الأفكار تساعد على صياغة خطة· وفي الأثناء، تحتاج الدول الناجمة إلى إسماع صوتها أكثر· وتحظى البرازيل بكونها أكثر مرشح من أميركا اللاتينية يلقى إطراءً، كما أكد وزير الخارجية البريطانية مؤخراً· وفي إفريقيا، تبقى نيجيريا هي الأكثر فوضوية رغم حجمها وتزويدها بجنود لقوات حفظ السلام· وتعد جنوب إفريقيا أفضل منها· ومن ناحية مثالية، يجب أن يكون للاتحاد الأوروبي مقعد واحد وحسب، لكن بريطانيا وفرنسا ستستخدمان عندها حق <الفيتو>، وعليه ستعمد ألمانيا إلى التخلف· وكقوة اقتصادية لا كقوة جيو-سياسية، بالكاد تخطو اليابان نحو الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي رغم أن الولايات المتحدة كانت قد وعدتها بدعمها· وسيضفي دخول بلد مسلم عضواً دائماً في المجلس إلى صبغ المجلس بهالة· والأفضل منها هي تركيا أو إندونيسيا اللتان تريان نفسيهما، على نحو متزايد، كقوتين عظميين· لكن السيد أوباما على حق، فالهند تتمتع بقصب السبق من بين الجميع·

إن قضية الإصلاح تبدو غامرة، وتبدو لحظة أحادية القطب لصالح أميركا وأنها قد ولت· وفي عالم تتنقل فيه القوة، فإن القوانين تجدي بلا شك· وكلما طال أمد انتظار بريطانيا وفرنسا، كان موقفاهما التفاوضي أضعف· وربما تستطيع روسيا على الأرجح أن تتعايش مع الإصلاح، طالما كانت تتمتع بالفيتو، ولو وجهت الصين بجبهة موحدة، فإنها قد تسير قدماً ولو بتردد· ولا يعتقد أحد أن تصميم أمم متحدة جديدة سيكون أمراً يسيراً، لكن البديل هو أمم متحدة متداعية في عالم فوضوي وغير مرتبط ببعضه بعضا· ولن يكون ذلك بدوره شأناً يسيراً·

 

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,399,064

عدد الزوار: 7,756,195

المتواجدون الآن: 0