الغرب خسر الشرق الأوسط

تاريخ الإضافة الأحد 6 شباط 2011 - 5:34 ص    عدد الزيارات 896    التعليقات 0

        

الغرب خسر الشرق الأوسط
إيران لم تكن متدخلة فيما يحدث، وتنظيم القاعدة لم ينفذ أي عملية، وحتى أنه لم ينشر شريطاً مسجلاً، وحتى حزب الله لم يكن في مركز الصورة· ومع كل ذلك، وبعد شهر من أحداث الشغب في منطقتنا، اتضحت الصورة، وتبين بأن المعسكر الموالي لأميركا في الشرق الأوسط قد تلقى ضربة قوية·

في الحقيقة ينبغي دائماً أن نكون حذرين من النبوءات التي تتحدث عن الشرق الأوسط، حيث تبين بأن المؤيدين لمبارك قد بدأوا حرباً شعواء ضد المتظاهرين، ولو كان ثمن ذلك إراقة الدماء، ولكن إذا أردنا أن نضع إجمالاً مرحلياً لما حدث يمكننا القول إنه خلال بضعة أيام سقط عدد من الحكام الذين كانت لهم علاقات جيدة جداً مع البيت الأبيض الأميركي·

أول من فقد كرسيه كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي حافظ على علاقات جيدة مع الأميركيين، واستضاف وفداً كبيراً من قبل وزير الخارجية الإسرائيلي، وحتى أنه نشر في بلاده العلمانية والثقافة، لكن مشاعر الغضب والإحباط بين رعاياه أدت إلى سقوطه وفراره من البلاد·

والذي جاء دوره بعده كان رئيس مصر حسني مبارك، الذي حدد في خطابه الذي ألقاه منذ أيام وبشكل نهائي على ما يبدو أنه على الغالب سينزل خلال أشهر من على المنبر· الرئيس المصري منذ سنة 1981 لم يدر ظهره للولايات المتحدة أبداً (على الرغم من علاقاته التي كانت مزعزعة مع جورج بوش الابن) وحتى أنه أرسل قواته لكي تحارب إلى جانب الأميركيين خلال حرب الخليج الأولى، وحافظ طوال الوقت على اتفاقية السلام مع إسرائيل، بالرغم من الحروب والمواجهات التي حدثت في منطقتنا·

والزعيم التالي الذي قرر دفع الثمن كان رئيس اليمن علي عبد الله صالح· لقد اختار وحزم أمره قبل أن تبدأ ضده معارضة حقيقية· الرئيس اليمني الذي يحكم في بلاده منذ حوالي 32 سنة أعلن اليوم بأنه لا ينوي الترشيح لفترة رئاسية أخرى في الانتخابات القادمة بعد حوالي سنتين· وقد فعل ذلك في أعقاب خروج مظاهرات ضده في بلده على خلفية الصراع القاسي الذي يديره ضد عناصر قبيلة (الحوثي) الشيعيين المؤيدين للقاعدة في اليمن· وقد ادعى المعارضون له بأنه يتعاون مع الولايات المتحدة وإذا أضفنا إلى ذلك الاحتجاجات التي تحدث على خلفية الأحداث التي تجري في كل من مصر وتونس تظهر أمامنا صورة غير سليمة للرئاسة·

وهكذا خلال أقل من شهر أنهى وبصورة رسمية أو شبه رسمية ثلاثة من الحكام الذين لهم علاقات جيدة مع واشنطن، أيام حكمهم·

والمتظاهرون في كل بلد من هذه البلاد سعوا للإشارة إلى حقيقة كون الحاكم <متعاوناً> مع الولايات المتحدة أو/و مع إسرائيل· ومهما يكن النظام الحاكم الذي سيأتي بعد ذهاب نظامه، فإن الوضع لا يبشر بالخير، لأن تحديد اللهجة السائدة حالياً في الشرق الأوسط يأتي من طهران الخامنئي وأحمدي نجاد، أو من أنقرة أردوغان، وهما الدولتان اللتان كانتا في الماضي صديقتين للولايات المتحدة ولإسرائيل· الأرجوحة التي مالت إلى الجانب الأميركي مع نهاية حرب يوم الغفران تميل الآن بالاتجاه المعاكس، في الوقت الذي يراقب فيه الغرب الأحداث مع عدم قدرته ورغبته للتدخل فيما يحدث·

إن معظم الأنظار تتجه حاليا ًنحو الهدف القادم المحتمل أن تحدث فيه ثورة (الأردن)، حيث يجلس هناك ملك له علاقات جيدة مع الغرب، كما تتجه أيضاً نحو سوريا· في الواقع الحالي، عدد ليس بقليل يعتبرون الرئيس السوري أنه الأقل سوءاً· فهل ينجح الأسد في كبح موجة الغضب العارمة في المنطقة؟ وهل سيتمكن من خوض المواجهة مع الأعمال التي تطالب بتنحية الرؤساء؟

مطلوب وريث: قبل أن نبكي على ما ينتظرنا في المستقبل، علينا أن نذكر بأن القرعة لم تقع على أحد بشكل نهائي· صحيح أن ثلاثة رؤساء قد أنهوا أو ينهون فترة ولايتهم، ولكن لم يتمكن حتى الآن أي شخص من أخذ مكانهم، والصراع الحقيقي يدور حول طبيعة من سيأتي بدلاً عنهم، وحول طبيعة نظام حكمه، في مصر يدور صراع حقيقي حول هوية النظام، وهل سيأتي البديل من داخل الحزب الوطني الديمقراطي الحزب الحاكم في مصر، أم من الإخوان المسلمين·

مبارك يفضل أن يكون البديل النائب الجديد له عمر سليمان، ولكن لا يمكنه رفض أحد احتمالين آخرين وهما أن يأتي مرشح ضعيف يتم الاتفاق عليه أو مرشح من الإخوان المسلمين· وهذان الاحتمالان يشيران إلى حد معين إلى ابتعاد حقيقي إلى درجة المعاداة تجاه إسرائيل· وفي تونس لم يتضح حتى الآن، من الذي سيرث بن علي في الوقت الذي يدير السلطة حالياً أصدقاؤه القدامى، ولا يزال أمام الرئيس اليمني مدة سنتين من أجل إعداد وتهيئة الوريث·

إلى أين يتجه الشرق الأوسط الجديد؟ هذا ما يمكن أن يحدده الصراع الذي يديره حالياً الرئيس المصري حسني مبارك، وكذلك بناءً على ردود الفعل التي ستأتي من واشنطن· إذا نجح مبارك في البقاء خلال الأشهر المتبقية من رئاسته، فإن من المحتمل أن ينجح في المهمة التي أخذها على نفسه، أي أن ينقل السلطة إلى عمر سليمان أو إلى شخص آخر يرشحه الحزب·

حتى الآن علينا أن نعترف بأن الردود الصادرة عن الشارع المصري ليست مشجعة في هذا المجال·

وعلى المجال الأوسع يبدو أن المعسكر المعتدل قد تلقي ضربة قوية· والدليل على ذلك هو أنه في إيران وجدوا صعوبة هذا الأسبوع في إخفاء ابتساماتهم، وهناك يعدّون الأيام المتبقية لرحيل مبارك الذي فتح ضدهم جبهة علنية·

إن ميزان الغرب في هذه المرحلة في منطقة الشرق الأوسط لا يبدو جيداً، ولكن من المهم أن نؤكد أنه مجرد ميزان مرحلي فقط· في عمان والرياض وحتى في دمشق يأملون كثيراً بأن لا يكون هذا الميزان أكثر كآبة، وفي مصر لا يزال مبارك يعتقد بأن النتائج ليست نهائية·

روعي نحمياس يديعوت احرونوت


 

 

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,418,523

عدد الزوار: 7,756,624

المتواجدون الآن: 0