بين منزلتين

تاريخ الإضافة الخميس 22 كانون الثاني 2009 - 7:12 ص    عدد الزيارات 859    التعليقات 0

        

زيان
كان نابوليون بونابرت يقول، عندما تحاصره المكائد من كل صوب: فتّش عن المرأة. وأحياناً كان يقصد امرأة بذاتها.
بالنسبة الى المصالحة العربيَّة، وما بدأ يعترضها، ويحاصرها، ويُدبَّر لها من هذا الصوب أو ذاك، يقول بونابرت، وتقول غزة، وتقول فلسطين، وتقول العروبة: فتٍّش عن المتضرّرين لا عن المرأة.
وقد يكون عن هؤلاء وهذه معاً.
فالمتضرّرون من المصالحة التي قادها الملك عبدالله بن عبد العزيز فوجئوا. وفجعوا. وارتبكوا. ذلك ان المطلوب حالياً ودائماً هو مزيد من الاختلافات والانقسامات والافتراقات، لا جمع الشمل العربي، وتسوية النزاعات التي تعصف بالعرب من المحيط الى الخليج.
وكان واضحاً ومتوقعاً ان هؤلاء لن يناموا على "الضيم" وعلى هذه "الضربة" الموفقة التي من شأنها لخبطة برامجهم ومخططاتهم القائمة أصلاً وفصلاً على قاعدة فرّق تسد.
وخصوصاً فوق أشلاء غزة، وفوق الكارثة المأسوية التي اصابت أهل القطاع، وعلى امتداد هذه الرقعة الفلسطينيّة التي تشكّل حصرمة في العين الاسرائيليّة.
لكن ذلك لا يعني ان المصالحة قد فشلت أو أُجهضت في اليوم التالي، وحين طُرحت المأساة الغزاويَّة على بساط البحث، والتفكُّر في السبل الأسرع والأنجع لمساعدة أهلها.
وحين تبيَّن أن المتضرّرين لم يتمكنوا من ابتلاع وصفة المصالحة، أو التنحّي لها كي تتقدَّم على كل ما عداها من "أولويات" بالنسبة الى الوضع الاقليمي وأزماته المتداخلة حتى مع جروح غزة وأطلالها.
فالمصالحة لا تزال قائمة. ولا يزال في امكان الجهود الذكية التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربيَّة عمرو موسى أن تُؤتى ثمارها، ولو بعد حين. وعلى الأقل الحفاظ على ما "أنجز" لجهة ازالة حواجز الجليد والمقاطعة بين بعض القيادات العربية، ولو من حيث الشكل والشكليّات، واستمرار الابتسامات والمصافحات التي بقي الملوك والرؤساء والامراء محافظين عليها... عندما تلتقي الوجوه والأعين.
لم يقل واحد أحد ان المصالحة طوت صفحة الماضي بكل ما تحوي من خلافات وتناقضات ومقاطعات، وفتحت صفحة جديدة طافحة بالتفاهم والتوافق والتعاون، بعيداً من المطبَّات والقُطب المخفيَّة.
فالجميع يعرفون حجم الدور الايراني في تطورات المنطقة العربيَّة وأزماتها، ويدركون حتماً ان طهران لن تسكت عن مصالحة لا تكون شريكة فاعلة فيها، هذا ان لم تكن على حساب نفوذها.
من هنا، ربما، كانت مفاجأة اليوم الثاني، لدى الدخول في تفاصيل القضايا الأساسيَّة والبيان الختامي.
ومن هنا كانت طلائع الحملة في بيروت على المصالحة والمصالحات. وعلى أساس لا نجاح ولا فشل.

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,388,444

عدد الزوار: 7,756,010

المتواجدون الآن: 0