مصدر قريب من "حزب الله": تم تضليل حماس.. أكثر من حليف أوهمها أن إسرائيل ليست بوارد شن هجوم عسكري....

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 كانون الثاني 2009 - 4:23 م    عدد الزيارات 841    التعليقات 0

        

محمد الضيقة
إذا كان من المبكر توقع تداعيات حرب غزة فلسطينيا لجهة تأثيرها سلبا أم ايجابا على الخلافات الفلسطينية، واذا كان من المبكر توقع تداعياتها اقليميا بعد انتفاضة الشارع العربي على مدى أيام من المواجهات، الا أن مصدرًا قريبًا من "حزب الله" دعا الى "عدم المراهنة كثيرا على الهبّات الشعبية التي شهدتها الكيانات العربية في إحداث تغييرات جذرية بشأن العلاقة بين الأنظمة العربية والشارع"، وقال ان "قوى السلطة العربية مقتنعة تماما بأن حركة الشارع سواء كانت كبيرة أم صغيرة سلمية أم يشوبها بعض العنف لن تتجاوز في أهدافها أكثر من الاحتجاج". ويضيف المصدر ان "الهوة كبيرة بين الشارع والأنظمة، الا ان غياب قوى سياسية حية من أحزاب وحركات تحمل مشروعا واضحا باتجاه احداث تغيير الواقع السياسي العربي يُفقد حركة الشارع فعاليتها، وبالتالي فان حركة الاحتجاج بدلا من أن تدفع النظام الرسمي الى اعادة حساباته السياسية وتغيير بعض مواقفه التي لا يرضى عنها الشارع كما حدث في حرب غزة وقبلها في حرب تموز، تدفعه أكثر الى التمسك بمواقفه باعتبار ان هذه الحركة الاجتماعية لا تلبث أن تتبدد وتزول مع انتهاء المعارك، ويعيد غياب الأحزاب القادرة على تأطير وتنظيم الحركات الشعبية الأمور الى سابق عهدها". ويتابع المصدر القريب من "حزب الله" انه "لا يتوقع إحداث خلل في التوازنات القائمة بين الشارع العربي وسلطاته الرسمية كنتيجة طبيعية لحرب غزة". ويؤكد في هذا السياق أنه "يفهم ان حرب تموز لم تحدث مثل هذه التغييرات لاعتبارات لها علاقة بايديولوجية حزب الله وعلاقته مع ايران، الا أنه لا يفهم حتى الآن لماذا لم تحدث حرب غزة أي تأثير في حركة الشارع ودفعها لأخذ مواقف جدية في مواجهة النظام الرسمي، إذ إن حركة حماس هي تنظيم اسلامي له علاقاته الوثيقة مع تنظيمات الاخوان المسلمين المنتشرة في العالمين العربي والاسلامي، و ما حدث في غزة سواء لجهة المحرقة التي نفذتها اسرائيل أو لجهة الصمود البطولي للشعب الفلسطيني المحتضن لمقاومته، كان من المتوقع أن نشهد شيئا غير مألوف للمشهد الذي رأيناه خلال حرب تموز، لكن كما يبدو فإن الشارع قدم أقصى ما يملك". وإذ اعتبر أنه "من الطبيعي أن تتحرك القوى السياسية لتفعيل حركة المجتمع في مواجهة الساطات القائمة"، الا أنه لفت إلى أن "عدم ورود مثل هذه الخطوة في أجندات الأحزاب والحركات العربية كما الاسلامية، يبقى الأمور تراوح مكانها، وبالتالي اذا لم تحدث محرقة غزة تغييرا جذريا في المنطقة، فان حرب غزة ستكون آخر الحروب في المنطقة كما اعتبرت حرب تموز آخر الحروب بين لبنان واسرائيل". ويتابع المصدر القريب من "حزب الله" تحليله ان "تحقيق انتصار هنا في لبنان وانتصار هناك في فلسطين لن يحدث قفزة الى الأمام في المواجهة المستمرة مع الكيان الصهيوني منذ عام 1948 حتى الآن، فكل الانتصارات التي حققتها قوى المقاومة في الماضي والحاضر والتي قد تحققها في المستقبل لم تتمكن من تثميرها على المستوى احداث تغيير شامل في المنطقة، بل على العكس كرست الواقع القائم، لأن قوى المقاومة أخفقت في تثمير انتصاراتها من أجل تكريس وتجذير مشروعها التغييري في حين تمكنت الأنظمة في استخدام هذه الانتصارات كأوراق على طاولات المفاوضات من أجل تحصين مواقفها التفاوضية الهادفة الى اجراء تسوية للصراع العربي الاسرائيلي"، بحسب تعبير المصدر القريب من "حزب الله" الذي قال إنّ "هذا الخلل يعود الى عدم وجود رؤية واحدة لحركات المقاومة في مسألة الصراع مع اسرائيل، كما أنّ اختلاف الايديولوجيات لهذه الحركات له تأثيره أيضا خصوصا ان هذه الحركات باتت أسيرة للكيانات ولم تتحرر من وطنيتها باتجاه العالمين العربي والاسلامي الواسع، بمعنى غياب الأجندة الواحدة والأهداف المشتركة باستثناء المعلن وهو محاربة اسرائيل".
وعما إذا يرى انه تم توريط "حركة حماس" في معركة لم تحضر لها جيدا، ودفعها الى عدم القبول بتجديد التهدئة ووضعها الشروط الصعبة من أجل الحوار مع السلطة الفلسطينية، أكد المصدر القريب من "حزب الله" انه بالفعل "تم تضليل حركة حماس حيث أوهمها أكثر من طرف حليف ان اسرائيل ليست في وارد شن هجوم عسكري عليها" مضيفًا "يبدو ان حماس تصرفت وفقا للتطمينات التي سربت لها وواصلت تنفيذ برامجها ومن ضمنها حفل تخريج الضباط الذي قصفته اسرائيل بداية حربها ما أدى الى استشهاد مئات الكوادر العسكرية للحركة"... و ختم المصدر القريب من "حزب الله" بالقول إنه "اذا لم نشهد تداعيات فعلية لحرب غزة عربيًا واسلاميًا في ظل الحديث عن عقد مؤتمر دولي للسلام، فان الانتصار الذي تحقق في غزة سيرتد سلبًا على الملف الفلسطيني وقد نشهد استئناف الصراعات الفلسطينية- الفلسطينية التي بدأت ملامحها تظهر بشأن اعادة اعمار غزة وبشأن الطرف الذي سيتابع هذا الملف (السلطة أم الحكومة التي يرأسها اسماعيل هنية) وكذلك الأمر فيما يتعلق بمسألة تشكيل حكزمة وفاق أو اتحاد وطني، إضافة إلى مسألة انتهاء الولاية الرئاسية لمحمود عباس".

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,388,963

عدد الزوار: 7,756,022

المتواجدون الآن: 0