ألعاب تكتيكية في صراع استراتيجي

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 كانون الثاني 2009 - 4:33 م    عدد الزيارات 881    التعليقات 0

        

رفيق خوري (الأنوار)
الحوار ليس بوليصة ضمان للنجاح، وإن كان النجاح من دونه مستحيلاً. لا فقط بالنسبة الى حل الخلافات السياسية التي تُدار في إطار الصراع على السلطة بل أيضاً بالنسبة الى رسم استراتيجية دفاعية ضمن أفق المصلحة الوطنية العليا وبناء مشروع الدولة. هذا، مع الأسف، ما تؤكده جلسات الحوار الوطني في القصر الجمهوري. فالوقت يمر، من الصيف الى الخريف الى الشتاء، من دون تقدم، إلا إذا كان تأليف لجنة خبراء تقدماً وليس نوعاً من ملء الوقت الضائع بين جلسة وأخرى بتمارين ذهنية. وكل بيان يكرر تأكيد الالتزامات السابقة حول ما جرى الاتفاق عليه وبقي حبراً على ورق. وكلما اقتربنا من الانتخابات النيابية يصبح التفاهم أصعب بمقدار ما يصير الخلاف حول الاستراتيجية الدفاعية مادة في المعركة الانتخابية.
ذلك أن ما نراه هو سلسلة ألعاب تاكتيكية تحت عنوان استراتيجي. بعضها للحفاظ على سلاح المقاومة. وبعضها الآخر للتخلص منه. فالغائب هو حجر الأساس في أية استراتيجية: تحديد سياسة لبنان الدفاعية ثم ترك تطبيقها العملي والمرن والسري للجيش. والحاضر هو أحادية البحث، برغم الخلافات، في استراتيجية حرب دائمة يلعب فيها الوطن الصغير دوراً بالاصالة وأدواراً بالوكالة في صراعات إقليمية ودولية. صحيح أنه لا أحد يعرف متى تصل المنطقة أو كانت ستصل الى تسوية شاملة للصراع العربي - الاسرائيلي. لكن الصحيح أيضاً أنه لا أحد يستطيع أن يتجاهل هذا الاحتمال المتوقف على تطورات خارج ارادتنا والمؤثر في أية استراتيجية قبل الحديث عن القرار1701 .
أكثر من ذلك، فإن السؤال ليس مقاومة أو لا مقاومة بل أية مقاومة. وليس السلاح أو اللاسلاح بل مَنْ يقرر استخدامه ومن ضمن حسابات وطنية أو إقليمية. فالحجة الشائعة حالياً بعد حرب غزة وقبلها حرب لبنان الثانية هي أنه لا استراتيجية سوى استراتيجية المقاومة، ولا شيء يحمي لبنان من العدو الاسرائيلي سوى المقاومة. وهي حجة تأخذ بوجه واحد للتجربة وتتجاهل الوجه الآخر. إذ الصمود شيء ومنع العدو من العدوان شيء آخر. والصواريخ، ولو تساقطت على الداخل الاسرائيلي، لا تردع اسرائيل عن العدوان ولا تمنعها من تدمير البشر والحجر بوحشية.
وبالتالي، فإن ما نحتاج اليه هو المقاومة وشيء آخر. شرط المقاومة هو أن تكون وطنية لا في يد طرف واحد. وشرط الشيء الآخر هو استخدام كل القوى الرسمية وغير الرسمية ومعها القوة السياسية والديبلوماسية ضمن القرار الوطني عبر الشرعية. والباقي صراعات لا تحمي وطناً ولا تبني دولة ولا تصنع استراتيجية دفاعية.

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,388,792

عدد الزوار: 7,756,018

المتواجدون الآن: 0