بلا تدخل خارجي

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 شباط 2009 - 1:55 م    عدد الزيارات 885    التعليقات 0

        

ساطع نور الدين
الحشد الشعبي كان أكبر بكثير مما كان متوقعاً. وكذا التعرض له كان أخطر بكثير من كونه شغباً مألوفاً في شوارع بيروت، او استكمالاً لأحداث السابع من ايار الماضي التي اخضعت العاصمة اللبنانية، لكنها استنفرت عصبيات طائفية ومذهبية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب الأهلية اللبنانية.
أعلن مهرجان الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري أن الغالبية الشعبية لا تزال في مكانها، بل لعلها ازدادت رسوخاً واستقراراً، وهي لم تعد وليدة الانفعال او التعاطف او حتى الخوف، بل صارت كتلة سياسية متماسكة يفترض ان يحسب لها حساب داخلي وخارجي مختلف عن كونها مجرد جنازة لراحل كبير، تقاطعت او استفادت من مواقف عربية وغربية مشجعة او داعمة.
تجمع الحشد من دون ادنى تدخل من الخارج. التعبئة كانت محلية جداً، من دون تغطية ظاهرة من جانب السعودية او مصر او غيرهما، ومن دون مباركة فرنسا جاك شيراك، او من دون مؤازرة أميركا جورج بوش، او غيرهما من الدول التي ساهمت في إطلاق تلك الانتفاضة الشعبية السلمية، ثم تركتها في منتصف الطريق تواجه مخاطر وتهديدات أمنية بلغت أبواب بيوت زعمائها وقادتها.
وأطلق الحشد عناوين لم تكن كلها مطروحة لحظة اغتيال الحريري، لكنها تبلورت خلال السنوات الاربع الماضية، وتحولت الى جدول اعمال سياسي محدد، يهدف الى ابقاء سوريا خارج الحدود اللبنانية، وإبعاد إيران عن العمق اللبناني، والتزام الهدنة مع اسرائيل، واحتواء المقاومة بهدف إقفال الجبهة الجنوبية وتعديل الخلل في موازين الجبهة الداخلية، والمضي في بناء الدولة ومؤسساتها الأمنية والسياسية.. مع ما يعنيه كل ذلك من أحلام وأوهام!
كان مهرجاناً انتخابياً من الدرجة الاولى، سواء في رؤيته ام في خطابه ام في تلاوينه الطائفية والسياسية، وهو ما لا يعيب الذكرى ولا يمس الراحل الكبير الذي لم يكن ليمانع في تشكيل مثل هذه الجبهة العريضة المرشحة للصمود طويلاً، والمؤهلة على الأرجح للاحتفاظ بالغالبية النيابية بعد السابع من حزيران المقبل، ولو بفارق بسيط في المقاعد. لا يمكن لأي قوة في الداخل او في الخارج ان تتجاهل بعد الآن ذلك الجمهور اللبناني، وتلك المواقف التي جرى التعبير عنها، والتي لا يمكن ان تنسب بعد الآن الى مخطط اميركي او اسرائيلي معاد للبنان، ولا يمكن أن تظلم بتصنيفها، كرد عصبي فقط على احداث السابع من ايار الماضي، او بتوتر شعبي استمد زخمه من اقتراب موعد إطلاق المحكمة الدولية.... ثمة جبهة سياسية تشكلت من جديد، تمثل أكثر من نصف اللبنانيين، وتضع الباقين منهم في حالة استنفار للدفاع عن مواقعهم ومواقفهم المناقضة تماماً لكل ما قيل في مهرجان ساحة الشهداء، وهي حالة لا تحتمل الانتظار حتى فتح صناديق الاقتراع في السابع من حزيران المقبل.. بدليل ما فعلته المعارضة في شوارع بيروت.

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,348,977

عدد الزوار: 7,755,301

المتواجدون الآن: 0