احتمالات الحرب على لبنان تتزايد..

احتمالات الحرب على لبنان تتزايد..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

ينشر بالتزامن مع مجلة الامان..

تتضارب المعلومات كما وجهات النظر حول احتمال ان تشن اسرائيل عدواناً واسعاً على لبنان..بعض القادء الصهاينة من سياسيين وامنيين يرفعون من وتيرة ونبرة تصريحاتهم المنادية باعلان الحرب وضرب ميليشيا حزب الله، وبعض القادة العسكريين، يتحدثون عن انهاك الجيش الصهيوني وعدم قدرته على مواصلة الحرب المشتعلة منذ 9 اشهر على جبهة غزة، وبالتالي اشعال نار حربٍ جديدة على الجبهة الشمالية مع لبنان..

حزب الله من ناحيته، اعلن اكثر من مرة ان ما يقوم به مجرد مناوشات وتحت سقف قواعد الاشتباك رغم خرقها من قبل اسرائيل، وان لا رغبة كما لا نية لديه لتوسيع المواجهات لتشمل كافة الاراضي في البلدين..

حيث صرّح نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله اللبناني، الثلاثاء أن السبيل الوحيد المؤكد لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو الوقف الكامل لإطلاق النار في غزة. وقال قاسم في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" إنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، فسوف يتوقف حزب الله دون أي نقاش عن قصف إسرائيل. وأضاف قاسم أن مشاركة حزب الله في الحرب بين إسرائيل وحماس كانت بمثابة "جبهة إسناد" لحليفته حركة حماس،

الا ان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال إن بلاده ترى «زخماً» نحو الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني رغم الجهود المبذولة لتجنب مثل هذا الصراع. وأضاف وزير الخارجية الأميركي: «من ناحية، لا أحد يرغب في الحرب حقاً، ولكن من ناحية أخرى، توجد قوات ويوجد زخم قد يؤدي إلى هذا الاتجاه ونحن مصممون على محاولة منعها».

لكن يبقى ان حركة المبعوثين الدوليين والعرب الى لبنان كانت لافتة وتشير الى ارتفاع منسوب المخاطر التي تتهدد لبنان..فقد افاد عدد من التقارير عن زيارات قام بها مسؤولون ألمان إلى "الحزب"، قابلها تحريك ألمانيّ قضائيّ لملفّ "الحزب" داخل ألمانيا. واوفدت ألمانيا السبت الماضي نائب مدير المخابرات إلى الضاحية الجنوبية، حيث التقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وبحثا في ما يمكن فعله لتفادي الحرب الشاملة، بحسب ما كتبت" الاخبار". وذكرت «البناء» ان سبب زيارة وزيرة الخارجية الألمانية الى لبنان، هو إحياء خطوط التفاوض مع حزب الله وأن الوزيرة الألمانية اصطحبت معها ضابطاً ألمانياً رفيعاً للقاء قيادات في الحزب.

كما زار لبنان حسام زكي الامين العام المساعد للجامعة العربية، والتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة.. محمد رعد.. رغم القطيعة بين الجامعة العربية وقيادة حزب الله، واسفرت الزيارة عن اطلاق سجال واسع حول تصريحات حسام زكي التي تباينت بين اعادة الاعتبار لحزب الله وسحب تصنيفه على لائحة الارهاب.. ثم اعادة التصريح بأن هذا الامر لم يحدث بعد..

ولكن ما يعنينا.. هو ان الالمان ورغم التصعيد القضائي مع حزب الله داخل المانيا.. حيث تم ادانة المانيين من اصل لبناني، بالانتماء لحزب ارهابي وهو حزب الله.. في سابقة..لم تشهدها المحاكم الالمانية.. وزيارة الموفد العربي رغن تصنيف حزب الله ارهابياً.. هذه الزيارات تؤكد خطورة الوضع وارتفاع احتمال اندلاع حرب على لبنان..والا لما تمت هذه الزيارات التي تخالف طبيعة العلاقات ومسار التوقعات..

التسريبات التي رشحت عن مضمون هذه الزيارات.. واستناداً الى ما قاله الرئيس بري حول تحذيرات الموفد الاميركي (هوكستاين).. تتطابق التحذيرات التي تتضمن تحديد مهلة زمنية لالتزام حزب الله بتطبيق مضمون القرار 1701.. كاملاً بكافة مندرجاته وبنوده ومضمونه.. قبل نهاية شهر تموز/يوليو..من هذا العام.. والا فإن لبنان سوف يتعرض لحربٍ مدمرة لفرض تطبيق هذا القرار الاممي.. وزيارة نتنياهو الى واشنطن لالقاء كلمة امام الكونغرس في 24 تموز/يوليو من هذا الشهر.. سوف تشكل مفصلاً حقيقياً في تطور الاحداث ومصير الاستقرار في لبنان...

وفي نفس الوقت لا يمكن تجاهل ان الولايات المتحدة التي سبق وعلقت ارسال القنابل الثقيلة لاسرائيل، عادت لارسال هذه القنابل، واكدت الادارة الاميركية انها سوف تقف الى جانب اسرائيل في حال اندلاع حربٍ مع حزب الله، رغم انها لا تشجع عليها.. وتفضل الحل السامي بدلا من الحرب..

اي خيار ينتظر لبنان.. خلال الايام والاسابيع المقبلة مع تصاعد وتيرة القصف وارتفاع منسوب التصريحات والتهديدات..

وهل الداخل اللبناني يتحمل حرب مدمرة تشنها اسرائيل..؟؟؟؟