في دراسة لـ"مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي:

تزايد فرص الحرب بين إسرائيل و""حزب الله""

تاريخ الإضافة الجمعة 16 تموز 2010 - 6:45 ص    عدد الزيارات 3325    القسم دولية

        


في دراسة لـ"مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي:
تزايد فرص الحرب بين إسرائيل و""حزب الله""
وعلى واشنطن اغتنامها لتوسيع عملية السلام

أوصت دراسة صادرة عن "مجلس العلاقات الخارجية" الحكومة الاميركية بالعمل الديبلوماسي الحثيث لمنع نشوب ما سمته "حربا لبنانية ثالثة" بين اسرائيل و""حزب الله""، لان فرص نشوب مثل هذه الحرب قد ازدادت في الاسابيع والاشهر الاخيرة، مع ما تحمله من امكان شمول حرب كهذه سوريا، على رغم اعتراف الدراسة التي وضعها السفير الاميركي السابق في مصر واسرائيل دانيال كيرتزر بان قدرة الولايات المتحدة على منع مثل هذه الحرب محدودة نظرا الى انعدام العلاقات بينها وبين ايران و""حزب الله""، وضعف نفوذها في سوريا.
كما اوصت بزيادة الضغوط على سوريا لوقف تسليح "حزب الله"، بما في ذلك محاولة استصدار قرار جديد من مجلس الامن لمعاقبة سوريا. وفي مؤشر للاحتمالات العالية لنشوب الحرب ربما بمبادرة من اسرائيل التي تقترب من اعتبار اعادة تسلح "حزب الله" من ايران وسوريا بات يشكل خطرا استراتيجيا عليها، اوصت الدراسة واشنطن بان تحضر نفسها لمثل هذه الحرب وان تبدأ بالتفكير والاعداد لان تؤدي نتائج مثل هذه الحرب في حال نشوبها "الى اضعاف "حزب الله" وفتح الباب لاجراء دولي لتطبيق قرار مجلس الامن 1701" وكذلك "التحضير لامكان طرح مبادرات ديبلوماسية بعد الحرب... وامكان استغلال النزاع في لبنان للاعلان عن مبادرة لتوسيع عملية السلام" في المنطقة.
   وتأتي هذه الدراسة القصيرة ( 8 صفحات) في سياق دراسات يصدرها "مركز الاجراءات الوقائية" التابع لـ"مجلس العلاقات الخارجية"، عن الازمات الدولية المرشحة للانفجار وتقديم التوصيات لصانعي القرار والباحثين المعنيين بهذه النزاعات والحض على استخدام الديبلوماسية لمنع انفجار تلك الازمات. ويعتبر "مجلس العلاقات الخارجية" الذي يتخذ نيويورك مقرا له من ابرز مراكز الابحاث الاميركية، وتصدر عنه دورية "فورين افيرز".
  ويتطرق كيرتزر، الذي يدرّس في جامعة برينستون، الى تطورات الاشهر الاخيرة التي شهدت تصعيدا ملحوظا في لهجة التهديدات من اسرائيل و"حزب الله"، والى التقارير التي تحدثت عن ازدياد وتيرة تسليح الحزب بالصواريخ المتطورة من ايران وسوريا، بما في ذلك احتمال حصوله على صواريخ ارض- أرض من طراز "سكود" وصواريخ سورية الصنع من طراز "أم-600"، وصواريخ ارض-جو من طراز أس-300 التي يمكن ان تضر كثيرا بالتفوق الجوي الاسرائيلي، كما يتطرق الى المناورات العسكرية الاسرائيلية تحضيرا لمثل هذه الحرب، وتحديدا المناورات الكبيرة في شباط الماضي التي سميت Firestone 12. كما يتطرق الى عدد من السيناريوات التي يمكن ان تؤدي الى نشوب الحرب، ومنها مبادرة "حزب الله" لاسباب داخلية الى الهجوم، أو تحت ضغط ايراني. ومع ان كيرتزر يشير الى ان "حزب الله" يمارس ضبط النفس في وجه استمرار تحليق الطائرات الاسرائيلية فوق لبنان، الا انه يضيف انه لا يمكن الافتراض ان ضبط النفس سيستمر، او ان "حزب الله" لن يخطئ مرة اخرى في حساباته.
  وبعد ان يشير الى ان اسرائيل يمكن ان تبدأ الحرب مباشرة او بجر حزب الله الى القتال لتدمير قدراته، او بتوجيه ضرباتها الى قوات الحزب لحرمان ايران فتح جبهة ضدها اذا هاجمت المنشآت النووية الايرانية، يرى ان السيناريو الثاني (ان تبدأ اسرائيل الحرب) هو السيناريو "المرجح" لان "حزب الله" ربما اخترق ما تعتبره اسرائيل حدود المقبول. ويقول ان الهجوم الاسرائيلي قد يبدأ بأكثر من طريقة وان يكن الاسلوب المرجح هو ما يسميه "الفرصة العملانية" أي مهاجمة القوافل التي تنقل السلاح او الصواريخ للحزب من سوريا. وهذا الاحتمال يشمل تدمير ليس فقط الشاحنات التي تحمل الاسلحة او مستودعات هذه الاسلحة في لبنان بل ايضا "مستودعات الاسلحة في سوريا التي تدعي ان "حزب الله" يستخدمها".
ومع ان كيرتزر يرى ان حصول نزاع عسكري لا يصاحبه وقوع خسائر مدنية كبيرة او تدمير واسع للبنية التحتية اللبنانية قد تكون نتائجه مفيدة لاميركا لانه سيؤدي الى اضعاف "حزب الله"، الا انه يرى ايضا ان حصول مثل هذه النتيجة "ضئيل"، وتالياً فان نتائج الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" لن تؤدي الى "نتائج ايجابية للولايات المتحدة".
ومع ان واشنطن ايدت الادعاءات الاسرائيلية عن حصول الحزب على صواريخ "سكود"، فان أي هجوم اسرائيلي بصرف النظر عن فاعليته او نجاحه "سيؤدي الى تهييج الشارع العربي ويعقد جهود الدول العربية المعتدلة لدعم الاهداف الاميركية في المنطقة".
وفي رأيه ان من المستبعد ان تشارك سوريا في القتال، الا انها يمكن ان تعاود دعمها لهجمات المتمردين في العراق ضد القوات الاميركية، كما ان الحرب ستؤدي الى تجميد احياء مفاوضات السلام.
بيد ان كيرتزر يعتقد ان قدرة واشنطن على لجم اسرائيل او منعها من شن مثل هذه الحرب محدودة، لاكثر من سبب، منها نفوذ اصدقاء اسرائيل في الولايات المتحدة، ولذلك فانه يقترح اعتماد خيارات تشمل احياء "فريق المراقبة الاسرائيلي – اللبناني" الذي كان ينشط أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي لتخفيف التوتر بين لبنان واسرائيل، كما يفترض تعاون ادارة الرئيس اوباما مع شركاء واشنطن في مجلس الامن والاتحاد الاوروبي والعالم العربي لتكثيف "الضغط الدولي على سوريا لمنعها من تزويد حزب الله الاسلحة المتطورة واقفال خطوط امدادات الاسلحة الى سوريا". ويلاحظ ان سوريا تتحرك عادة تحت الضغوط كما فعلت عندما سحبت قواتها العسكرية من لبنان في 2005. لكنه يعترف بان الضغط على سوريا لوقف تسليح "حزب الله" يجب ان يصاحبه التهديد بتطبيق اي اجراء عقابي، وهذا ليس أمرا مرجحا.
ويطرح كيرتزر نظريا امكان تفاوض اميركا مع "حزب الله" مباشرة أو عبر طرف ثالث، لكنه يستدرك بان ذلك ليس وارداً لان ادارة اوباما ستتعرض لضغوط داخلية قوية بما في ذلك من داخل الحزب الديموقراطي، ويعترف بانه ليس لدى الولايات المتحدة ما يمكن ان تقدمه للحزب حافزاً او ان تهدده بطريقة "تقنعه بتخفيف نشاطاته الارهابية".
ويتحدث ايضا عن امكان ان تشجع اميركا اسرائيل، كمحاولة لتفادي نزاع عسكري واسع، بتوجيه ضربات وقائية محددة الى خطوط امداد "حزب الله" او الى مراكز تدريبه في سوريا او مستودعات الصواريخ البعيدة المدى التي يملكها والموجودة في مستودعات سورية.
ومع انه لا يقول ان الحرب الثالثة بين "حزب الله" واسرائيل حتمية، الا انه وضع تحليله وكأنه مبني ضمنا على هذه الفرضية.
ويضيف في اشارة تعكس عجز لبنان الرسمي ان "الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني ليسا في الواقع لاعبين في هذه الدراما المفتوحة". ونظرا الى احتمال نشوب الحرب، يوصي بتعزيز النشاط الاستخباراتي الاميركي في المنطقة والتعاون الاستخباري الاميركي – الاسرائيلي، لضمان حصول المسؤولين الاميركيين على افضل المعلومات في حال نشوب الحرب، كما يوصي "بتكثيف التبادل الاستخباري الاميركي – الاسرائيلي عن سوريا ولبنان وحزب الله".
ويوصي كذلك بان تعيد اميركا علنا تأكيد دعمها "لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وان تبدي قلقها من معاودة تسليح حزب الله". وذكر ان لاسرائيل "قلقاً امنيا شرعيا بسبب نشاطات حزب الله وسوريا وايران في لبنان". ويشدد على ضرورة التركيز على الاخفاق الدولي في تطبيق القرار 1701.
وفي سياق حديثه عن تكثيف الضغوط الدولية على سوريا لوقف تسليح "حزب الله" وتجنيد فرنسا وبعض الدول العربية في هذا المجال، يقول انه في حال اخفاق مثل هذه المساعي الدولية في اقناع سوريا، عندها يمكن اللجوء الى مجلس الامن والتهديد باستصدار قرار عقابي ضد سوريا. ومع اعترافه بأن اعتماد مثل هذا القرار ليس مرجحاً، الا انه يرى ان التحركات الديبلوماسية في هذا الشأن في نيويورك "سوف تبعث برسالة قوية الى دمشق".
ويخلص الى ان على واشنطن بعد نشوب الحرب الثالثة ان "توفر القيادة التي تقلص فترة الحرب ومداها، وان تترجم ذلك الى رأس مال ديبلوماسي اميركي لتحريك مفاوضات السلام" في المنطقة.

واشنطن - هشام ملحم     


المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,902,803

عدد الزوار: 7,007,707

المتواجدون الآن: 70