تقارير واخبار...مركز كارتر: دستور سوري جديد خلال 18 شهرًا بعد الحكومة الانتقالية..."ملكة المحاربين"... هجرت زوجها لكي تطيح بالأسد....«حقنة اربيل القاتلة» تفتك بعيون 30 شخصاً والحكومة تحمي المتورطين بالمعلومات.....إسرائيل اختبرت "العصا السحرية" لاعتراض صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى

بين واشنطن والرباط أكثر من رباط!...صراع محتمل على أبواب الصحراء الغربية..."الصفقة" إذا حصلت تتضمّن حتماً خروج إيران من الصراع مع إسرائيل...واشنطن: تقدم ملحوظ نحو اتفاق أمني مع كابول ... ولا اعتذار عن الأخطاء...تركيا تسعى لحجز «مقعد» في «الشرق الأوسط الجديد»

تاريخ الإضافة الجمعة 22 تشرين الثاني 2013 - 6:33 ص    عدد الزيارات 2198    القسم دولية

        


 

تركيا تسعى لحجز «مقعد» في «الشرق الأوسط الجديد»
الرأي.. واشنطن - من حسين عبدالحسين
ليس كل حلفاء واشنطن واصدقائها منزعجين من امكان المصادقة على اتفاق جنيف النووي بين مجموعة دول «خمس زائد واحد» وايران. ففيما تسعى كل من اسرائيل واحدى الدول العربية، كل على طريقتها، الى نسف الاتفاق الذي لا تثقان بأن طهران ستلتزم بنوده، تحاول حليفة واشنطن الثالثة الكبرى، اي تركيا، الدخول كشريك في الاتفاقية الاميركية - الايرانية المزمع عقدها، في حال حصلت اختراقات ديبلوماسية بعد جنيف.
الوفد التركي نفسه لم يحاول اخفاء هدف زيارة وزير الخارجية داود اوغلو الى واشنطن ولقائه نظيره الاميركي جون كيري.
تقول مصادر رفيعة مواكبة للزيارة ان «انقرة هي احدى القنوات التي تسعى الى التوصل الى تسوية بين اميركا وايران»، وان السعي التركي ليس مستجدا، بل يعود الى اعوام خلت، من قبيل ذلك المبادرة التي اطلقتها تركيا - بالاشتراك مع البرازيل في مايو 2010 - من اجل نقل اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 20 في المئة الى خارج ايران.
منذ ذلك الوقت والعلاقة التركية - الايرانية «ما زالت ممتازة، بل تعززت، رغم التباين في بعض الشؤون الاقليمية»، حسب احد اعضاء الوفد التركي.
وكان التقارب التركي - الايراني بلغ ذروته العام الماضي، حتى في وسط الخلاف حول سورية، عندما سربت الاستخبارات التركية لطهران اسماء عشر ايرانيين كانوا يعملون لمصلحة الموساد الاسرائيلي في التجسس على ملف ايران النووي. وادت تلك الخطوة التركية الى غضب اسرائيلي واميركي عارم، وقام الكونغرس بوقف شحنة من 10 طائرات تجسس من دون طيار كانت في طريقها الى تركيا لاستخدامها في مراقبة الحدود التركية مع العراق ومع سورية.
اذا، يمكن لانقرة التي تتمتع بعلاقات ممتازة في الوقت نفسه مع طهران وواشنطن ان تلعب دور وساطة بينهما، وان «تحجز لنفسها مقعدا في الشرق الاوسط الجديد» الذي سينشأ اثر التقارب الاميركي - الايراني الذي قد ينتج عن اتفاقية جنيف، حسب المصادر.
ما هي المصالح التركية المطلوب مراعاتها في اي اتفاق اميركي - ايراني؟ تؤكد المصادر ان اوغلو قال لكيري ان «اي تسوية في المنطقة يجب ان تتضمن ترتيبات جديدة خصوصا في سورية والعراق». وتضيف المصادر ايضا ان اوغلو قال لكيري ان «الايرانيين ليسوا متمسكين بأحد، وانهم مستعدون للنظر في ترتيبات جديدة وحكام جدد في دمشق».
ربما تخلي ايران عن الاسد هو ما يريد ان يسمعه كيري، الذي كرر في مقابلة مع «بي بي سي» البريطانية»، انه «لا يعرف مدى انعكاس اتفاقية جنيف على الوضع في سورية». لكن ما لم يقله كيري سبق لمسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية ان رددوه على مسامع الصحافيين في الجلسات المغلقة التي سبقت جولة جنيف الاولى هذا الشهر.
ومع ان السفير الاميركي في سورية روبرت فورد استبعد في مقابلة، امكان مشاركة ايران في مؤتمر جنيف حول سورية، معتبرا انها طرف في الصراع، وان قواتها تقاتل في سورية وكذلك المجموعات التي تمولها مثل «حزب الله» اللبناني، الا ان ما يقوله مسؤولو الخارجية الاميركية في السر يختلف عن العلن، ومن ذلك ان واشنطن تتوقع، في حال التوصل الى اتفاق حول النووي الايراني، الى التوصل الى تسويات مع الايرانيين حول ملفات اخرى في المنطقة، تتصدرها سورية.
ولا شك ان الاميركيين يعتقدون انه بامكان طهران التخلي عن الاسد، وهو ما أكده اوغلو امام كيري، الا ان «العبرة تبقى في التنفيذ»، وهو ما سمعه اوغلو من كيري.
ويعتقد بعض معارضي الاتفاق الدولي مع ايران، ان الاخيرة تقدم وعودا كثيرة، وانها لا تنوي الوفاء بمعظمها، وان هذه الوعود تتضمن امكانية تخليها عن الاسد.
موضوع آخر، وان اقل تعقيدا، تقول المصادر ان اوغلو اثاره مع الايرانيين وحمل اجابتهم الى واشنطن هو ضرورة رحيل رئيس حكومة العراق نوري المالكي عن السلطة. في هذه الحالة، تبدو ايران اقل تمسكا بالمالكي منها بالاسد، وتبدو اكثر استعداد للتخلي عنه، كما الولايات المتحدة، في حال كان ذلك مطلبا يرضي تركيا، التي تعمل بدورها على رعاية تحالف كردي - شيعي بمشاركة السنة، يطيح بالمالكي.
وكانت الاسابيع الماضية شهدت زيارة أوغلو الى النجف، ولقائه كبار مراجعها مثل آية الله علي السيستاني، وزعيم التيار الصدري رجل الدين مقتدى الصدر المعارض الشرس للمالكي. ووعد اوغلو بافتتاح قنصلية تركيا في النجف الجنوبية، على غرار قنصليتها في اربيل في الشمال.
وفي الوقت نفسه، اطل رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والمغني الكردي المعروف شيفان، وهما بالزي الكردي التقليدي، لتأكيد متانة علاقة انقرة بالكرد العراقيين والاتراك.
على مدى الايام الماضية، كانت واشنطن مسرحا لترتيبات وتسويات لشرق اوسط جديد مبني على اتفاقيات عدة، يتصدرها اتفاق بين اميركا وايران تحاول بعض الدول الانضمام اليه حتى لا يفوتها قطار التسوية.
وحدها اسرائيل والدول العربية خارج الاتفاق، على الاقل حتى الآن.
 
إسرائيل اختبرت "العصا السحرية" لاعتراض صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى
النهار..رام الله – محمد هواش
أجرى الجيش الاسرائيلي امس تجربة قال إنها ناجحة لصاروخ من المنظومة الدفاعية الجوية الجديدة "العصا السحرية"، ومن المتوقع ان تدخل هذه المنظومة العمل السنة المقبلة، استنادا الى موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأوضح الموقع أن "هذه المنظومة يجري تصنيعها بالتعاون بين الصناعات العسكرية الاسرائيلية والولايات المتحدة، وهي تعتبر وفقا لسلاح الجو الاسرائيلي منظومة متطورة تضاف الى الدفاعات الجوية الاسرائيلية الأخرى، وتستطيع التصدي للصواريخ الثقيلة البعيدة المدى، كما للطائرات من دون طيار وباقي الصواريخ".
ومع دخول هذه المنظومة العمل ضمن الدفاعات الجوية الاسرائيلية، "ستكون اضافة نوعية كبيرة في رأي سلاح الجو الاسرائيلي، خصوصا ان منظومة صواريخ "القبة الحديد" أثبتت فاعلية كبيرة الى جانب منظومات صواريخ "حتس، باتريوت".
ونقل الموقع عن ضابط كبير في سلاح الجو الاسرائيلي انه "اذا تعرضت اسرائيل لأي هجوم خلال الاشهر المقبلة فإنها سوف تتسلم جزءا من هذه المنظومة الجديدة"، كذلك ستتلقى على الفور بطارية اضافية من منظومة القبة الحديد".
وأشاد رئيس الاركان الاسرائيلي اللفتنانت بيني غانتس بـ"الجيش والصناعات الامنية عقب التجربة الناجحة على منظومة العصا السحرية". وقال لدى زيارته مركز تجنيد تل هشومير ان "هذه مرحلة مهمة في تعزيز القدرات الدفاعية للجيش"، مؤكدا ان "الجهود في هذا المجال ستتواصل".
توغل إسرائيلي محدود
ميدانياً، توغلت قوات من الجيش الإسرائيلي، مسافة محدودة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما رد ناشطون فلسطينيون بإطلاق قذائف هاون على القوة المتوغلة.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذيفة هاون في محيط المجلس الإقليمي أشكول في النقب الغربي من دون وقوع اصابات أو أضرار.
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شن ليل الثلثاء سلسلة غارات جوية على جنوب قطاع غزة وشماله، طاولت مزرعة دواجن ومناطق خالية ومواقع للمقاومة من دون أن يسجل سقوط إصابات في الأرواح.
ليبرمان يرى استحالة سلام مع الفلسطينيين قبل إنجاز تسويات إقتصادية وأمنية
رام الله - "النهار"
في اشارة الى رفض معظم اعضاء الحكومة الاسرائيلية التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، صرح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بانه يستحيل التوصل الى تسوية امنية او سياسية مع الجانب الفلسطيني من دون تحقيق تحسن ملموس في الاوضاع الاقتصادية للسلطة الفلسطينية".
وقال في مؤتمر سديروت: "لا يعقل قلب الامور رأسا على عقب بحيث تناقش التسوية السياسية قبل النظر في انجاز تسويات اقتصادية وأمنية".
وجدد التشكيك في شرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلا: "ان لدى عباس مشكلة في ما يخص الشرعية لانه لم ينتخب داخل المناطق (الاراضي الفلسطينية المحتلة) ولا يمثل سكان قطاع غزة".
الى ذلك، رفض وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر من تكتل "ليكود" تجميد خطة الحكومة "اقامة حديقة وطنية على سفوح جبل المشارف شرق القدس". وقال في جلسة امام الكنيست الاسرائيلية ان "مخطط المشروع سينتهي في غضون شهر ونصف شهر".
وكان وزير البيئة الاسرائيلي عمير بيرتس من (الحركة) قد اعترض على اقامة الحديقة، لكن ساعر اصر على موقفه.
وفي المقابل، صرحت مسؤولة الاعلام والثقافة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي "ان الحكومة الاسرائيلية تعمل بكل جهد على استفزاز الجانب الفلسطيني، ودفعه الى الانسحاب من المفاوضات الجارية، وتمعن في غطرسة القوة متحدية العالم والولايات المتحدة بمضيها قدما في سياستها التصعيدية".
 
المناعي: الحوار واجب ديني وليس ترفاً
الحياة...لندن - محمد المكي أحمد
عقدت في لندن جولة جديدة من «الحوار بين المسلمين والمسيحيين واليهود»، نظمها معهد وولف في جامعة كيمبردج، بمشاركة «مركز إسهامات المسلمين في الحضارة» في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة ممثلاً بالدكتورة عائشة يوسف المناعي، وهي عميدة كلية الشريعة.
قالت المناعي لـ» الحياة» قبيل مخاطبتها عدداً من الأساتذة والعلماء إن دعوتها للحديث في لندن عن قضايا مهمة «خطوة إيجابية». واعتبرت «الحوار ليس ترفاً، بل واجب ديني تقتضيه مصالح البشرية، وهذا يستلزم أن يكون طريق الحوار مفتوحاً بين جميع الأطراف، بدلاً من الصراع والصدام والإقصاء»، مشيرة إلى وجود «كثيرين ينكرون التعددية الدينية، ويصدرون الأحكام ضد من ليس على دينيهم». وأوضحت أن «ذلك مخالف لدعواتنا إلى الديموقراطية التي لا يمكن لها أن تعيش وتستقر وتنمو إلا بالإيمان بتعددية البشر وبحرياتهم، وهذا الإيمان يستلزم الإيمان بتضارب المصالح أحياناً وبطغيان الأنانية والعصبية أحياناً أخرى».
ودعت إلى «التحاور والتشاور والتنازل والاحترام والتعاون كي يتمكن الجميع من البناء والعيش بسعادة وسلام»، وحضت على «نقل الحوار من هذه الجدران المغلقة إلى الخارج، فلا يمكننا أن نظل ننظّر ونتحدث كثيراً في مسائل الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وفي الخارج إخوتنا يتصارعون ويتقاتلون».
ونبهت إلى وجود معوّقات «كثيرة ومحرجة لنا جميعاً نحن (دعاة الحوار) الإسلامي المسيحي اليهودي، بينها أن ظهور نظرية صدام الحضارات كنظرية سياسية في العلاقات الدولية شكّل خطورة على علاقة الغرب بالعالم الإسلامي، والتعصب للطائفية والمذهب والدين والفكر، وضيق الأفق والفهم المغلوط لمفهوم الحوار عند المسلمين وغيرهم على أن هذا الحوار يؤدي إلى تخريب العقيدة والدين، وعدم الاعتراف بحق الاختلاف».
ودعت إلى معالجة «عدم الثقة والشك المستمر بين الأطراف، فمثلاً عند بعض المسلمين رفض مستمر لكل ما هو غربي، وعند كثير من الغربيين أن الإسلام دين عنف وإرهاب وكره للآخرين»، وقالت «هناك عائق كبير يعوّق الحوار بين الإسلام والمسيحية من جانب واليهودية من جانب آخر، وهذا كثيراً ما يرتكز على فكرة عند المسلمين والمسيحيين حول عداوة الصهيونية ومحاولة إقصائها لغير اليهود عن المسجد الأقصى، وما تقوم به تجاه الفلسطينيين من ظلم وعدوان، الأمر الذي جعل عند الطرف الآخر نوعاً من عدم الثقة والخوف من اليهود الذين لا نجد عندهم قبولاً للآخر ولا لحواره».
 
«حقنة اربيل القاتلة» تفتك بعيون 30 شخصاً والحكومة تحمي المتورطين بالمعلومات
الحياة..أربيل - موفق محمد
لم تكن السيدة الكردية زكية رسول، تدرك انها ستخسر عينيها الاثنتين وتحصل على وجه مشوه ومحجرين خاويين، لمجرد انها وثقت بنظام صحي يكلف حكومة كردستان العراق أكثر من ربع بليون دولار سنوياً ووافقت على تلقي جرعة من «حقنة اربيل القاتلة» في أشهر وأكبر مستشفى حكومي في كردستان.
غاب عن الحاجة زكية رسول ومعها 29 مواطناً كردياً اقتلعت عيون ثمانية منهم على أيدي أطباء ألمان، كما يقول الناشط المدني سربست محمود، انهم راهنوا بحياتهم ونور عيونهم على قطاع صحي متهالك يعتمد في توفير متطلبات مواطنيه العلاجية، على مهربين جشعين يوردون مئات الأطنان من الادوية الفاسدة والمقلدة الى اجساد مواطني اقليم كردستان في كل عام.
بدأت حكاية الحاجة زكية رسول ومواطنيها الـ29، حين تلقوا في إحدى صالات مستشفى رزكاري الحكومي يومي 3 و4 نيسان (أبريل)، جرعة في العين من عقار افاستين (avastin) الذي اشترته وزارة الصحة الكردستانية من مهرب تركي يورد الأدوية لشركة هوز المتعاقدة مع الحكومة، بعد اشهر من تأكيدات حكومة الاقليم بتحقيق نقلة نوعية في واقع الاقليم الصحي.
يقول سرو عمر، وهو ابن أحد ضحايا الحقنة القاتلة، انه عاد مع والده الى المستشفى بعد ساعات من تلقيه الحقنة بعد ان بدأ والده بالصراخ من ألم عينيه، لكنه فوجئ بالعشرات من الضحايا الذين تلقوا الحقنة مع والده وهم يصرخون من الألم وعيون بعضهم تنزف دماً.
يتذكر عمر أن الارتباك كان يسود المكان والأطباء يتنقلون بين المصابين في محاولة لايقاف الآلام والنزيف بعلاجات مسكنة، من دون ان يجرأوا على الاجابة عن اي سؤال حول ما حدث لعيون الضحايا.
منذ ذلك اليوم، كما يقول عمر، بدأت رحلة الآلام التي عاشها الضحايا بدءاً من مستشفى رزكاري في مدينة اربيل مروراً بمستشفى ويست آي التركي، وليس انتهاء بمستشفى هايدل بيرك الالماني، وهو المستشفى ذاته الذي خير فيه الاطباء الالمان تسعة من الضحايا بين اقتلاع اعينهم، او انتظار تداعيات خطيرة فيما لو سرت العدوى البكتيرية من عيونهم الى باقي اجزاء اجسادهم.
أحد هؤلاء، كان عامل البناء عمر حسن الذي اقتلع الأطباء عينه اليمنى فيما توشك اليسرى ان تفقد آخر بصيص للضوء خلال الأشهر القليلة المقبلة. حسن لا يعرف حتى الآن كيف انتهى الأمر به هكذا، فهو لم يفعل شيئاً سوى انه وثق بأطباء مستشفى رزكاري حاله حال الملايين من ابناء كردستان العراق.
حين التقاه كاتب التحقيق، كانت دموعه تنهمر بلا توقف من عينه الوحيدة، قال «أصبحت الآن أقل من نصف انسان، بوجه مشوه وبعين واحدة ضعيفة».
لم تكن قضية «حقنة اربيل القاتلة» هي الأولى من نوعها في كردستان العراق، فقبلها اثارت حوادث وفاة او تشوه مرضي بسبب تلقيهم أدوية فاسدة مهربة، ردود أفعال غاضبة أجبرت الحكومة على تكرار وعودها بإخضاع الادوية لفحوصات مخبرية من قبل شركة (FDAS) البريطانية المتخصصة، قبل السماح باستعمالها في الصيدليات والمستشفيات.
كشفت فضيحة حقنة اربيل القاتلة، في شكل مؤكد، كما يقول الناشط المدني جمال خيلاني، ان النظام الصحي في كردستان ليس أكثر من «قلعة من الورق المقوى يمكن ان تنهار في اية لحظة»، مبيناً أن أكثر من ستة اشهر مرت على الحادثة «لم تعلن الى اليوم اي جهة رسمية سبب تلك الكارثة، بل ان وزارة الصحة اعلنت سلامة ذلك العقار المهرب واكتفت بتأكيد استمرار التحقيقات مع المتورطين في عملية التهريب والشراء غير القانوني لتلك الحقن، والذين خرجوا جميعاً من السجن بكفالات».
يشير خيلاني الى اعتراف وزير الصحة في اقليم كردستان ريكوت حمة رشيد خلال مؤتمر صحافي عقده بعد خمسة ايام من الحادثة، بأن هناك سلسلة من الخروقات والمخالفات حدثت في عملية شراء العقار الطبي الذي يحمل الاسم التجاري التركي (بيفاسيزوماب Bevacizumab)، والذي تسبب في الحادثة.
الوزير حمة رشيد أقر بأن شحنة الافاستين تم تهريبها من تركيا عبر معبر ابراهيم الخليل، وان من قام بعملية التهريب هو تاجر تركي يعمل لحساب شركة مرخصة في الاقليم هي شركة هوز. ويضيف الوزير ان دائرة صحة اربيل قامت بشراء الحقن من الشركة من دون القيام بعملية الفحص، وان وجبة الدواء احتوت على 73 حقنة من هذا العقار، وبسعر 80 مليون دينار (66.5 الف دولار).
ولم يوضح الوزير أسباب حصول تلك التجاوزات واستسهال خرق القوانين في توريد ادوية خطيرة، لكن مسؤولاً (أ.ز) في شركة متخصصة بشراء الادوية، قدم الاجابات لكاتب التحقيق، مبيناً ان ذلك يعود لسببين «الأول تأخر صدور نتائج فحص الأدوية التي تتطلب أحياناً اشهراً، والثاني لارتفاع كلفة عمليات الفحص، وهو امر تشكو منه معظم الشركات الموردة للأدوية»، منبهاً الى ان ذلك يشجع عمليات التهريب.
وينبه الصيدلاني عمر فتاح، الى الأرقام التي طرحتها وزارة الصحة عن قيمة الشحنة، فهي تشير صراحة الى تورط الوزارة نفسها بالسماح لأنواع رديئة من المنتجات الطبية بالتداول داخل مستشفياتها، فالسعر المعروف عالمياً لحقنة الافاستين لعبوة الـ400 ملغم، بحسب فتاح، يصل الى 2500 دولار للحقنة الواحدة التي تباع النسخة التركية منها في الاقليم بسعر 1100 دولار، فيما تباع عبوة الـ100 ملغم في اسواق الاقليم بسعر 380 دولاراً. هذا يعني كما يقول فتاح، ان الوزارة اشترت شحنة من 73 حقنة قيمتها لا تتعدى 25 الف دولار، بفارق اكثر من 40 الف دولار.
و «حقنة اربيل القاتلة» التي تسببت بالكارثة، كانت عبارة عن نسخة مقلدة من منتج آفاستين الأميركي المخصص لمعالجة بعض الأورام السرطانية والذي اثبتت التجربة العملية صلاحيته لمعالجة بعض امراض شبكية العين بنجاح من دون ان يرخص باستخدامه.
 دواء غير مرخص
وعلى رغم ان المنتج الأصلي الذي تكفي عبوة من فئة 100 ملغرام لتأمين 40 جرعة لمرضى العيون لا تكلف الواحدة منها 60 دولاراً، وهو ثمن زهيد قياساً بالعقار المرخص عالمياً (لوسينتيس) والمخصص للعيون حصراً فهو يكلف قرابة 1500 دولار للجرعة الواحدة. وفق فتاح وصيادلة آخرون التقى بهم كاتب التحقيق، الا ان حكومة اقليم كردستان فضلت ان تستورد لمواطنيها حقنة مقلدة زهيدة وغير مخصصة للعيون بدلاً من العقار الاصلي.
وجاء توريد تلك الحقنة من تركيا، في وقت حذرت الوكالة الأميركية للأدوية في الفترة نفسها من استخدام منتج افاستين التركي الذي يحمل أسم (ALTUZAN) بسبب ظهور عبوات مزورة من العقار في اسواق الولايات المتحدة مصدرها تركيا. ما يضع احتمالاً ان تكون بعض الحقن التي وصلت الى مستشفيات الاقليم مزورة ايضاً.
 اعتراف بسلسلة الخروقات
اعتراف الوزير الكردستاني بالخروقات التي حصلت جاء كما يعتقد سيروان عمر، وهو ناشط مدني تابع القضية منذ البداية وساهم مع آخرين في تأسيس حركة «العين هي العين»، كان خاضعاً للجو العام الذي انتشر آنذاك في كردستان، نتيجة التغطية الاعلامية الكبيرة للحادثة والمخاوف التي انتشرت بين صفوف مواطني كردستان من ان تكون كل الادوية التي يتلقونها في المستشفيات على شاكلة حقنة اربيل القاتلة. وكما يبدو، كما يقول (س. ج) وهو ابن احد الضحايا المصابين بالعمى، فإن الحكومة التي وعدت بمحاسبة جميع المتورطين، بدأت بالتراجع عن اعترافاتها ومسؤوليتها عن الكارثة تدريجاً، فمرة تقول إن المتسبب هو التاجر التركي بكر، ومرة تقول انها شركة هوز، ومرة تقول إن الأمر يتعلق بملابسات طبية غامضة.
اعترف المهرب، او «التاجر بكر التركي» كما يعرف نفسه وتعرفه وزارة الصحة، امام وسائل الاعلام بعد ان اطلقت السلطات الكردية سراحه بكفالة، بأنه حصل على وجبة حقن الافاستين التي طلبتها منه شركة هوز في شكل عاجل، من طريق التجوال على الصيدليات التركية لشراء قطعتين او ثلاثة من كل صيدلية، ضماناً لعدم كشف امره من السلطات التركية التي تمنع المتاجرة بالأدوية على هذه الطريقة. على امل توريدها لاحقاً الى شركة هوز التي اتفقت سلفاً على بيعها لوزارة الصحة الكردستانية.
المهرب بكر التركي، اعترف ايضاً انه قام بنقل الشحنة المهربة في احدى الشاحنات وعبر معبر ابراهيم الخليل الذي يربط كردستان بتركيا. وهذا يعني كما يؤكد الصيدلاني أنور مجيد، وهو ايضاً باحث يحمل شهادة الماجستير في الصيدلة، أن هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون الآثار السيئة للعقار ناتجة من سوء التخزين. خصوصاً ان شروط خزن حقن الافاستين أمر غاية في الدقة والخصوصية، اذ انها يجب ان تبقى مبردة (2 - 8 درجات مئوية) كحد اقصى، مع تجنب رجها، أو تجميدها، أو تعريضها للضوء.
لم ينفِ مسؤول في دائرة صحة اربيل المعلومات المتعلقة بأن الوزارة كانت تلجأ الى توفير الادوية الملحة بهذه الطريقة لتغطية حاجة المستشفيات، لكنه برر الأمر بأن استيراد بعض الادوية المهمة من دون فحوصات هو امر قانوني وفقاً لتعليمات مديرية سيطرة واستيراد الادوية والمستلزمات الصحية، فهي تجيز استيراد بعض الادوية السرطانية عند الحاجة الملحة من دون اخضاعها للفحوصات، كونها تستخدم بكميات محدودة في المستشفيات الحكومية. بشرط ان تكون الادوية معتمدة من هيئة الادوية العراقية، وموافقاً عليها من قبل لجنة الاستلام في الدوائر الصحية.
لكن مسؤولاً رفيعاً آخر، ناقض ما ذكره زميله بالقول إن هذه التعليمات قديمة وتعود الى عام 2010 ولم يعد يعمل بها الآن.
في كل الاحوال، لا يقارن حجم التناقض في احاديث مسؤولي وزارة الصحة بشأن تعليمات إدخال الادوية المهمة، بالتناقضات الحادة التي اعقبت حادثة «الحقنة القاتلة»، خصوصاً بعد ان اعلن وزير الصحة اعتقال السلطات للمهرب بكر التركي واحالة شركة هوز للقضاء، ثم الاعلان لاحقاً عن اطلاق سراح الجميع والتوجه لمتابعة امكانية ان يكون سبب الكارثة «خطأ طبياً».
الدكتور سامي متي، قال لكاتب التحقيق ان عقار الافاستين تم استخدامه لفترة طويلة في مستشفيات كردستان من دون ان يتسبب بأية مشاكل. لكن، قياساً الى الطريقة الخاصة المطلوبة لتخزين هذا العقار من حيث درجات الحرارة المنخفضة والحفظ بعلب خاصة، والتي تختلف في الكثير من تفاصيلها عن بقية الادوية، يمكن ان يكون جهل المورد التركي الذي نقل العقار بالشاحنة هو ما تسبب بإتلاف شحنة الادوية، او بعضها على الأقل.
مسؤول بارز في شركة هوز التي استلمت شحنة الحقن من المهرب التركي بعد نقلها من تركيا الى كردستان داخل شاحنة عادية تعرضت للتفتيش عدة مرات، يرفض الاعتراف بتقصير شركته من حيث مطابقة موادها الكيماوية للمواصفات او سوء النقل والتخزين، فهو يؤكد أن «الفحوصات التي أجريت للعقار من قبل الشركة البريطانية المتخصصة، أثبتت ان العقار ذو نوعية جيدة ومطابقة للمواصفات، وهذا ما يخلي مسؤولية الشركة في شكل كامل»، اما المتبقي، كما يقول المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله بالتصريح «فهو يقع على عاتق الوزارة لوحدها». في إشارة واضحة الى ان الخطأ حدث اثناء استعمال الحقنة وليس اثناء النقل او التخزين.
 * انجز التحقيق بدعم من شبكة الصحافة الاستقصائية العراقية (نيريج) وبإشراف سامان نوح ومحمد الربيعي.
 
 
واشنطن: تقدم ملحوظ نحو اتفاق أمني مع كابول ... ولا اعتذار عن الأخطاء
الرأي.. كابول، واشنطن - وكالات - أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي انه تم تحقيق تقدم ملحوظ في اتجاه التوصل إلى اتفاق أمني بين أميركا وأفغانستان ينظم العلاقة بين الجانبين بعد انسحاب معظم القوات الاميركية من افغانستان في العام 2014.
وذكرت بساكي خلال مؤتمر صحافي ان «تقدماً أحرز في ما يتعلق بحل القضايا العالقة، وأعتقد ان هذه الأخبار ليست مفاجئة نظراً لكوننا اقتربنا من المراحل النهائية لتوقيع الاتفاق».
وأوضحت انه «لم يتم التوصل بعد إلى الاتفاق، وليست لدي تفاصيل محددة... لكن من الواضح ان تقدماً ملحوظاً أحرز».
ولفتت إلى ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث هاتفياً، أول من أمس، مع الرئيس الأفغاني حامد كرزي، «ونحن نعمل بشكل وثيق مع الأفغان».
من جانبها، قالت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس، إن الولايات المتحدة لن تعتذر إلى أفغانستان عن أخطاء ارتكبها جنود أميركيون في البلاد، بموجب الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه.
وأضافت رايس: «على العكس، لقد قدّمنا تضحيات ودعمنا تقدّمهم الديموقراطي ومحاربة مسلّحي القاعدة. لذا (رسالة الاعتذار) ليست على الطاولة».
وكان الناطق باسم كرزي، قال بعد اتصال بين الرئيس الافغاني وكيري، إن «الرئيس باراك أوباما سيكتب رسالة رسمية يؤكد فيها أن الولايات المتحدة لن تكرر الأخطاء الماضية التي أدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين».
على صعيد اخر، اعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة، أمس، ان 11 مرشحا سيشاركون في الانتخابات الرئاسية الافغانية في الخامس من ابريل المقبل، في مقابل نحو اربعين في الانتخابات السابقة في 2009.
وقال نائب رئيس اللجنة عبد الرحمن هوتاك في مؤتمر صحافي في كابول ان «احد عشر مرشحا قد سجلوا في اللائحة النهائية للانتخابات الرئاسية».
ميدانياً، قُتل قائد شرطة مقاطعة مرجة في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، أمس، بكمين نفّذه مسلّحون من حركة «طالبان» في الولاية.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «خاما» الأفغانية عن مسؤول أمني محلي في هلمند، أن «مسلّحين من طالبان كمنوا لسيارة قائد الشرطة، حاجي توريالي، ما أدّى إلى مقتله وإصابة مساعده».
وفي السياق، قتل 9 من «طالبان»، في عمليات مشتركة نفّذتها القوات الأمنية الأفغانية، و«قوات المساعدة الدولية» في أفغانستان (إيساف) خلال 24ساعة في مناطق مختلفة من البلاد.
ميدانيا، أعلن مسؤول أن رئيس شرطة منطقة مارجاه الافغانية قُتل خلال اشتباك مع متمردي «طالبان» في إقليم هلمند جنوب أفغانستان.
وقال الناطق باسم حاكم هلمند، عمر زوياك انه «خلال معركة بالاسلحة بين متمردي طالبان والشرطة، قُتل القائد توريالاي في منطقة مارجاه».
وفي واقعة أخرى عُثر على جثة المسؤول الحكومي، الذى تم اختطافه منذ أسبوعين في شمال أفغانستان.
وذكر الناطق باسم حاكم إقليم قندوز عناية الله خاليق انه «عثر على جثة شفيق الله الاميار، مدير إدارة التنمية الريفية في إقليم قندوز شمال البلاد في إقليم باجلان المجاور». وأضاف ان «متمردي طالبان كانوا قد اختطفوا الاميار من باجلان».
 
 
"الصفقة" إذا حصلت تتضمّن حتماً خروج إيران من الصراع مع إسرائيل
النهار...جهاد الزين
بسبب صعوباته وتعقيداته البالغة وخصوصا أنه يعني، إذا حصل، تغييرا نوعيا في البيئة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط فإن "الاتفاق" بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران لن يكون "مكتوباً" سوى في بعض بنوده. فهو من ذلك النوع من الاتفاقات التي إذا حصلت يكون المعلَن فيها أقل من غيرالمعلن. هنا محاولة لفهم "منطق" غير المعلن...
البند المكتوب الاستراتيجي هو طبعا الاتفاق المتعلّق بطبيعة الطاقة النووية التي تملكها إيران. لكن "البنود" الأخرى غير المكتوبة هي التفاهمات الفعلية على المكاسب والتنازلات بين الطرفين وهي، كي نتذكّر دائما حدود "الاتفاق"، مكاسب وتنازلات بين القوة الدولية العظمى الأولى وبين قوة إقليمية سياسية ونفطية نافذة في بعض أقاليم الشرق الأوسط.
لهذا فإن "الاتفاق" الإيراني الأميركي إذا حصل فسيكون عبارة عن "صفقة" غير المكتوب فيها كثيفٌ جدا وفقا لحساب كلٍّ من الطرفين لمصالحه ومستقبلها ولذلك لها على الأرجح السمات التالية:
1 - سمة تدرّجية أي لن تعتمد فقط على وقائع قائمة بل على تغيير وقائع قائمة أيضا في المنطقة الجغراسية التي تتعلّق بها. هذا يجعلها، إذا حصلت، من الاتفاقات التي ستقرّر وتغيّر أدوارا لقوى أصغر.
2 - سمة غير ثنائية بمعنى أنها باتت لا تتعلّق بتوازن طرفين متفاوضين فقط بل أساسا، ويجب أن لا ننسى ذلك مطلقا، تتعلق بثلاثة أطراف أساسية هي إلى طهران وواشنطن، طرف دولي- إقليمي هو روسيا. فروسيا بحكم تطوّرِ معطيات المنطقة بعد موجات "الربيع العربي" وتحديدا بعد الانفجار السوري، هي طرف داخلي في الاتفاق وليس خارجيا لأنه بات هناك تحالف حقيقي بين موسكو وطهران.
3 - سمة استراتيجية. فالاتفاقات الجزئية البراغماتية بين طهران وواشنطن تمّت في العراق وأفغانستان بعد العام 2001 وقد ظهرت مؤخّرا مقالات معلوماتية هامة منها في مجلة "نيويوركر" لديكستر فيلكينز و صحيفة "النيويورك تايمز" للسفير الأميركي السابق ريان كروكر حول طبيعة التفاوض السري وتفاهماته الجزئية وانهياراته السابقة لكن العلاقة الصراعية الحادة بقيت بينهما أيديولوجيا وسياسيا وأمنيا.
في رصد المعاني الجوهرية لـ السمة الاستراتيجية في "صفقة" من هذا النوع يمكن القول أنها لا يمكن أن تحصل، إذا حصلت، بدون أن تعني "انسحابا" إيرانيا تدريجيّا وإنما عميق من الصراع مع إسرائيل. هذا الصراع الذي أقحم النظام الإيراني نفسه فيه منذ لحظة ولادته عام 1979 وتحوّل ليس فقط إلى "إقحام ذاتي" بل إلى اقتحام ناجح للصراع العربي الإسرائيلي ولاسيما عبر الاستثمار الأمني والسياسي الذي مثّله "حزب الله"، إلى حد أن الوافد وهو إيران، ولو عبر تحالفات مع أطراف عربية، حلّ بصورة ما مكان الأصيل وهو العرب في هذا الصراع؟! لقد انطبع الصعود الإيراني في العالم العربي بهذا الدور الإيراني الذي كان النظام السوري قاعدته الجغراسية الكبرى.
إذا كان لـ"الصفقة" أن تحصل فسيجري تأريخُها ( الهمزة على الألف الأولى) مستقبلاً، على الأرجح، من يوم تسليم السلاح الكيميائي السوري. ولهذا تنشأ حاليا مفارقة هي أن الطرف الكبير القلق والمتوجّس من احتمال "الصفقة"، أي إسرائيل، هو أول المستفيدين منها، بينما الطرف الكبير الآخر المتوجّس بل الخائف، وهو السعودية، يتحسّس احتمال خسائره في سوريا. فالتنازل الروسي الإيراني السوري يكون مع تسليم السلاح الكيميائي قُدِّم إلى إسرائيل! و حول هذا الملف يجب أن نصدّق الرئيس بشار الأسد حين قال لمدير "قناة الميادين" غسان بن جدّو قبل فترة أن هذا السلاح الكيميائي كان الوسيلة الوحيدة المتاحة لقدر من التوازن مع السلاح النووي الإسرائيلي.
إذا كانت هذه هي البداية فهل يعقل أن لا تكون "فلسفة" أي صفقة شاملة مع إيران هي من وجهة نظر واشنطن إنهاء الدور الإيراني في الصراع مع إسرائيل؟
الطريف أن أول من أثار هذا الموضوع حول انعكاس الاتفاق بين طهران وواشنطن على الصراع مع إسرائيل كان حسن نصرالله أمين عام "حزب الله". فعلى طريقته في تأكيد النفي أو في نفي التأكيد قال بما معناه أن هناك من باتوا ينتظرون الاتفاق الإيراني الأميركي لكي يشهدوا نهاية "حزب الله". وفي تصدّيه لفكرة تسليم إيران لورقة "حزب الله" في أي اتفاق مع واشنطن، قال نصرالله في انفعال يتقنه أن "حزب الله" سيصبح أقوى بعد هذا الاتفاق.
هذا صحيح. ولكن أقوى أين؟
أقوى في السياسة اللبنانية وفي النظام السياسي اللبناني ولكن سيزول دوره الذي بات تقليديا عل الجبهة مع إسرائيل... إذا حصلت "الصفقة". فإذا كان "حزب الله" الآن يكابر في موضوع نفي معنى انسحاب إيران من الصراع مع إسرائيل في "الصفقة" فإن أخصام "حزب الله" لاسيما اللبنانيين منهم عليهم أن يفهموا أن التخلي الإيراني عن دور "حزب الله" العسكري حيال إسرائيل ليس تخلّيا عن دوره في المعادلة الداخلية اللبنانية. بل إن الثمن التعويضي عن انتهاء دور "المقاومة ضد إسرائيل" ( أيّاً يكن شكل الانتهاء) "يُقبض" في بيروت. فالأميركيون و الإسرائيليون لا يعترضون على دوره في الحياة السياسية اللبنانية الداخلية خصوصا أنه بات قوة شعبية تسيطر على البيئة الشيعية اللبنانية وتقيم بالتحالف مع حركة "أمل" نوعا من "نظام حكم" في مناطق الطائفة تعرف الطائفيّات اللبنانية كيف تقيمه بأشكال مختلفة مثلما كان الأمر خلال الحرب الأهلية في المناطق المسيحية ومثلما هو حاليا في مناطق الدروز ( الحزب الجنبلاطي) وبعض مناطق السُنّة ( الحزب الحريري).
تنخرط القوى الأساسية في الطائفتين الشيعية والسنية انخراطا عسكريا مباشرا و خدماتيا في الحرب الأهلية السورية. ومع أن الانخراط السُنّي اللبناني المعلن سبق الانخراط الشيعي اللبناني، فقد كانت لإعلان "حزب الله" المشاركة في القتال في سوريا دلالة قد تصبح هائلة مستقبلاً: إنها تاريخ تحوّل الدور العملي لـ"الحزب" من الجبهة الجنوبية مع إسرائيل إلى دور جديد على الجبهة الشمالية هو الدور داخل سوريا.
... إنها الكيمياء السياسية التي تعيد إنتاج دلالات الماضي من المستقبل. شيء ما عميق حصل في هذا الانتقال من الجنوب إلى الشمال بدون "الصفقة"... فكيف إذا حصلت؟ ستكون بدايتها عندها في هذا الانتقال!
 
 
أنشأت لواءً نسائياً للقتال في الخطوط الأمامية
"ملكة المحاربين"... هجرت زوجها لكي تطيح بالأسد
إيلاف....أشرف أبو جلالة
خولة أو "ملكة المحاربين"، ثائرة سورية من طراز خاص، طلّقت زوجها الذي خيّرها بين النضال ضدّ الأسد أو الاستقرار، وقاتلت برفقة لواء نسائي أسسته، في الصفوف الأولى ضدّ جند بشار.
القاهرة: شهرة واسعة باتت تحظى بها أم سورية لسبعة أبناء، قررت الانفصال عن زوجها، للتفرغ للمساعدة في العمليات التي تهدف إلى تخليص بلادها من حكم الرئيس بشار الأسد.
لواء نسائي
تلك المواطنة، التي اختارت لنفسها اسم خولة بعد بدء الانتفاضة في سوريا، باتت تعرف بـ"ملكة المحاربين"، وقامت في شباط/ فبراير عام 2012 بإنشاء لواء قتالي قوامه 40 امرأة، كلهنّ حاربن بالبنادق على الخطوط الأمامية للإطاحة بالأسد.
بيد أن تلك المرأة، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، قد أجبرت على ترك لوائها الذي أطلق عليه اسم "لواء خولة بنت الأزور"، وهي تعيش الآن كلاجئة في مدينة إربد الأردنية، التي تبعد بحوالي 20 كيلومتراً عن الحدود السورية.
لم تكن ثورية !
واللافت في الأمر هو أن خولة لم تكن تدعم الانتفاضة في بدايتها، ولم تكن تصدق الأخبار التي تتحدث عن مقتل متظاهرين عزل رمياً بالرصاص في الشوارع.
لكن موقفها تغيّر بعدها بشهر حين حضرت جنازة طبيب تم قتله بالرصاص أثناء معالجته مدنيين مصابين.
وقالت خولة بهذا الخصوص: "شاهدت الجثمان في الكفن وانضممت للثورة منذ تلك اللحظة، وبدأت أشارك في التظاهرات منذ ذلك اليوم". لكن انشغالها بالشأن السياسي لم يرق لزوجها، الذي تزوجته منذ أن كان عمرها 15 عاماً في مدينة الحراك.
الثورة قبل الزوج
وحين خيَّرها زوجها بينه وبين القضية السياسية، اختارت أن تواصل جهادها مع اللواء الذي قامت بتأسيسه وبالفعل انفصل الزوجان.
ونجحت خولة في استغلال كونها أنثى للمساعدة في تحرير رجال محليين بسبب قلة استهداف السيدات عند قيامهن بزيارات لقواعد عسكرية ونقاط تفتيش، وقد ساعدت بالفعل في تحرير 15 رجلاً.
نضالات خولة
ورغم إلقاء القبض عليها ذات مرة واحتجازها عدة أيام، إلا أنها لم تستسلم أو تخشَ شيئاً، بل كانت عازمة على مواصلة نضالها وكفاحها ضد نظام بشار الأسد.
وبدأت خولة مطلع 2012 في تهريب أسلحة عبر نقاط التفتيش، وذلك بعدما فقدت الأمل في قوة التظاهرات السلمية نتيجة لتزايد وتيرة عمليات سفك الدماء بحق المدنيين.
وعن اللواء الذي أسسته، قالت خولة: "تعلمنا طريقة استخدام البنادق في المدرسة كجزء من برنامج تدريب شبابنا عسكرياً. وعرفنا طريقة استخدام الكلاشينكوف وكذلك طريقة إلقاء القنابل اليدوية بشكل صحيح، ولهذا لم يكن الأمر صعباً بالنسبة لنا".
الرحيل إلى الأردن
وغادرت خولة البلاد العام الماضي نظراً لعدم وجود أحد يرعى أطفالها. وهم يعيشون الآن في مخيم للاجئين، رغم شعورها بالحنين للعودة مرة أخرى للوائها.
واعترفت بصعوبة الحياة في المخيم أكثر من صعوبتها على الخطوط الأمامية في سوريا، موضحةً أنها ستعود عند انتهاء سفك الدماء، وإن كانت تخشى على مستقبل البلاد.
 
 
بعد انطلاق التنقيب عن النفط
صراع محتمل على أبواب الصحراء الغربية
إيلاف...أ. ف. ب.
انطلقت قبالة مياه الصحراء الغربية، في خطوة غير مسبوقة، أعمال للتنقيب عن البترول من قبل كونسورتيوم من شركات نفط عالمية، ما قد يثير برأي المحللين موجات مد وجزر يمكنها افساد ما تبقى من فرص لحل النزاع.
الرباط: ولا تزال الصحراء الغربية منطقة متنازعا عليها بين المغرب الذي ضمها الى اراضيه منذ ما يقرب من 40 عاما في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وجبهة جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو).
وظل موضوع استغلال المغرب للموارد الطبيعية لهذه المنطقة، قضية رئيسية في النزاع مع جبهة البوليساريو التي قادت نزاعا مسلحا من أجل الحصول على الاستقلال، حتى إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين سنة 1991 برعاية الأمم المتحدة.
 واهتماما منه بالثروات المحتمل إيجادها في المياه الإقليمية للصحراء الغربية، إلى جانب كلفة فواتير الطاقة المرتفعة التي لم يعد الاقتصاد يتحملها، أعطى المغرب الضوء الأخضر لشركات دولية من أجل التنقيب عن النفط باعتبار توفير مصادر الطاقة ضمن أولوياته الاقتصادية.
وهذا الخيار المغربي، حسب النشطاء قد يهدد بتأجيج التوترات بين الجانبين، خاصة إذا تم الإعلان عن أي اكتشافات مهمة في المستقبل.
 وأعلنت الشهر الماضي كل من شركة "تكساس كوزموس إينيرجي" وشركة "كيرن إنيرجي" البريطانية عن خطط للتنقيب عن النفط ابتداء من العام المقبل قبالة شواطىء مدينة بوجدور في الصحراء الغربية.
 وقالت الشركة البريطانية ان الترخيص الممنوح لها من طرف السلطات المغربية، ممثلة في "المكتب الوطني للهيدروكاروبورات والمعادن"، يشمل مساحة تقدر ب50 كيلومترا (30 ميلا) من "مياه المغرب".
 فيما تصر شركة كوزموس الأميركية التي يوجد مقرها في دالاس، على ان أنشطة التنقيب التي تقوم بها في الصحراء الغربية تتفق مع القانون الدولي.
 لكن إيريك هاغن الذي يرأس "مرصد مراقبة ثروات الصحراء الغربية" (ويستيرن صحارا ريزورس ووتش)، وهي مجموعة ضغط دولية، يصف في حديثه لفرانس برس انطلاق أعمال التنقيب عن البترول في المنطقة ب"التطور المثير جدا للقلق جدا".
 وبالنسبة لهاغن "فإن كل ما تقوم به شركات النفط هو جعل حل النزاع أمرا مستحيلا"، موضحا ان "المغرب لن تكون له أية مصلحة أو حافز لمواصلة المحادثات داخل أروقة الأمم المتحدة إذا ما اكتشف البترول في المنطقة".
 والوجه الآخر لهذا التطور الجديد في الملف انه ما من شيء غير قانوني بخصوص أنشطة تراخيص استكشاف النفط التي منحها المغرب لهذه الشركات، بحكم الأمر الواقع الذي تفرضه الإدارة المغربية لهذه المنطقة منذ عقود، لكن يمكن لهذا الأمر ان يتغير حسب هاغن.
 ويقول مسؤول دبلوماسي لفرانس برس انه "إذا تم العثور على النفط في المنطقة، فإن هذا الاكتشاف سيثير الكثير من الأسئلة حول كيفية استغلال هذه الثروة وكيفية ضمان استفادة شعب الصحراء الغربية منها".
 وتتعهد الرباط في أفق 10 سنوات القادمة، عبر ما أسمته "نموذج تنمية أقاليم الجنوب" (الصحراء الغربية)، تم عرضه في الرباط قبل عشرة أيام، باستثمار 140 مليار درهم (حوالي 17 مليار دولار) في هذه المنطقة، مع مضاعفة الناتج الداخلي الخام، وخلق 120 ألف فرصة عمل جديدة، وتخفيض نسبة البطالة إلى النصف بالنسبة إلى الشباب والنساء.
 وعن الجدل القانوني بخصوص حق المغرب في استغلال موارد وثروات المنطقة، التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه، صدر سنة 2002 رأي قانون بهذا الخصوص من طرف الأمم المتحدة.
 وطلب من مجلس الأمن الدولي تقديم رأي قانوني ردا على عقدين للتنقيب عن النفط في الصحراء الغربية، وقعتهما السلطات المغربية مع كل من شركة "كير ماكجي" الأميركية وشركة "توتال" الفرنسية.
 وخلص الرأي القانوني الأممي الى ان أنشطة الاستكشاف والاستغلال ان تمت "دون مراعاة لمصالح ورغبات شعب الصحراء الغربية، فإنها ستكون انتهاكا لمبادئ القانون الدولي".
 وتقول شركة كوزموس الأميركية إنها تعمل بشكل أخلاقي في المنطقة، معللة الأمر بكون تنمية موارد المنطقة سيخلق فوائد كبيرة للشعب الصحراوي وموضحة أن أنشطتها تحترم الرأي القانوني الصادر عن الأمم المتحدة.
 وبالنسبة لفرانشيسكو باستالي، رئيس البعثة الاممية لإجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، فإن له رأيا مخالفا حول الموضوع.
 ويقول باستالي إن "المغرب شرع باستغلال الفوسفات ثم صيد الأسماك، والآن يريد استغلال النفط في ممارسة غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو ما يؤكده رأي 2002"، الصادر عن الأمم المتحدة.
 وحسب باستالي "فإن شركات النفط بدلا من الاستثمار الآن في التنقيب عن النفط، وهو أمر غير أخلاقي بصراحة، ينبغي عليها ربما الضغط على حكومات بلدانها لبذل جهد حقيقي لإيجاد حل لمشكل الصحراء الغربية".
 ويعتبر باستالي أنه ليس من حق المغرب أو شركائه التقرير فيما إذا كان استغلال موارد هذه المنطقة سيعود بالفائدة على الشعب الصحراوي أم لا، ما دامت بعثة الأمم المتحدة ترعى استفتاء حول تقرير المصير.
 ويعتبر المغرب أول مصدر عالمي للفوسفات كما يمتلك 75% من الاحتياط العالمي، بحيث يعد استخراج "المكتب الشريف للفوسفات" المملوك للمغرب، لهذه المادة من منطقة بوكراع في الصحراء الغربية، أهم نشاط اقتصادي في المنطقة.
 وقال نزار بركة، وزير المالية السابق ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في حوار قبل أسبوع مع فرانس برس ان "المغرب يستثمر في هذه المنطقة عشر مرات أكثر من عائداتها اقتصاديا"، موضحا ان "معظم أرباح المكتب الشريف للفوسفات يتم توجيهها لفائدة دعم سكان الصحراء".
 لكن مصطفى النعيمي، عالم الانتربولوجيا والباحث في شؤون الصحراء في جامعة محمد الخامس في العاصمة الرباط، والعضو السابق في المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، ينفي ذلك ويقول ان المغرب نهب احتياطيات الفوسفات، وينتقد غياب الشفافية في هذه الصناعة.
 وعلى الرغم من بعض الاستثمارات، يرى النعيمي ان التنمية الإقليمية كانت "غير متكافئة للغاية"، و قال إن الدولة فشلت في كسب ثقة الصحراويين وإقناعهم ب"مغربية الصحراء".
 ومع ذلك، يرى جون ماركس الخبير في شؤون المغرب العربي ومحلل الطاقة، استنادا الى المصالح الاقتصادية بصفة عامة، واستنادا الى التكنولوجيا الجديدة للتنقيب البحري عن النفط، إضافة الى ارتفاع الأسعار الدولية لهذه المادة، كلها عوامل يمكن ان تكون في صالح المغرب، في ظل عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات السلام في أروقة الأمم المتحدة.
 
 
بين واشنطن والرباط أكثر من رباط!
إيلاف..
العلاقة الأميركية المغربية متجذرة في إطار رسمي مؤسسي لا يتغير مع المتغيرات، هو الحوار الاستراتيجي الذي يتيح للبلدين مواجهة التحديات في المنطقة وتدعيم مصالحهما المشتركة.
إيلاف، واشنطن: اطلق المغرب والولايات المتحدة الحوار الاستراتيجي في 13 ايلول (سبتمبر) 2012، من بين زهاء 24 اتفاقًا ساريًا كهذا، وهو الوحيد في شمال افريقيا. وبقيادة الملك محمد السادس والادارات الاميركية الثلاث الأخيرة، تقدمت العلاقة المغربية ـ الاميركية على الجبهات الاقتصادية والسياسية والأمنية. ويشكل هذا الحوار الاستراتيجي معلمًا بارزًا في العلاقة المغربية ـ الاميركية التي تمتد أكثر من قرنين.
 إطار مؤسسي
والحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة اطار رسمي، يوفر وسيلة لتعميق التعاون الثنائي بشأن قضايا استراتيجية واهداف ذات أولوية عليا. ومن خلال المشاورات المنتظمة بين كبار المسؤولين المغاربة والاميركيين، يصبح التعاون بين البلدين تعاونًا مستندًا إلى ركيزة مؤسسية، بحيث لا يتأثر التقدم والعمل من اجل الاهداف المشتركة بالتغيرات التي تحدث في الإدارة والقيادة.
ويتيح الحوار الاستراتيجي للولايات المتحدة أن تنسق مصالح سياستها الخارجية تنسيقا أوثق مع المغرب، وأن تفيد من خبرة المغرب وأهميته الاستراتيجية في المنطقة. ويعترف الحوار الاستراتيجي رسميًا بأهمية العلاقة المغربية ـ الاميركية، والتقدم المتحقق انطلاقًا من هذه العلاقة خلال العقد الماضي، بما في ذلك توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين وحساب تحدي الألفية، واعتبار المغرب حليفًا كبيرًا للولايات المتحدة غير عضو في حلف شمال الأطلسي.
 الحليف القوي
عمل المغرب في الآونة الأخيرة مع ثلاث إدارات اميركية لتعزيز العلاقات الثنائية، وتنفيذ رؤية البلدين المستقبلية المشتركة للشرق الأوسط وشمال افريقيا. ويوفر الحوار الاستراتيجي فرصة للبلدين لمواجهة تحديات جديدة وتدعيم مصالح وقيم مشتركة في المنطقة.
وتبين الانتفاضات الأخيرة والغليان الناجم عن الربيع العربي أن الولايات المتحدة تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى حليف قوي موثوق، واسع النفوذ في المنطقة. والمغرب، بوصفه حليفًا كهذا، ومن خلال دوره الحالي كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، شريك مهم للولايات المتحدة في السعي لإيجاد حلول سلمية لنزاعات قائمة مثل الصراع في سوريا والأزمة في مالي.
 ومن خلال اللقاءات المنتظمة على مستويات عليا، يحدد المغرب والولايات المتحدة المجالات الأكثر أهمية للتعاون وتطوير وتنفيذ خطط عمل، هدفها خدمة أهداف السياسة الخارجية لكل من البلدين، مثل التعاون في مكافحة الارهاب، وتدعيم الديمقراطية، والتنمية الاقتصادية الاقليمية، وتمكين المجتمع المدني، وحل قضية الصحراء الغربية. 
 
مركز كارتر: دستور سوري جديد خلال 18 شهرًا بعد الحكومة الانتقالية
إيلاف...بهية مارديني
أعد مركز جيمي كارتر الاميركي تقريرًا بعنوان "خيارات التحول السياسي وتوضيح بيان جنيف" بعد لقاءات مع مسؤولين ومعارضين سوريين في أكثر من عاصمة من عواصم العالم.
لندن: حصلت "إيلاف" بشكل حصري على دراسة أعدها معارضون سوريون حول الدستور السوري، الذي يمكن اعتماده في المرحلة الانتقالية، واعتمده مركز جيمي كارتر كخيار ثالث في تقريره. وأعطت الدراسة خيارات منطقية لما يمكن العمل عليه لاحقًا لقوانين سورية ودستور فاعل ضمن مرحلة محددة وواقعية.
18 شهرًا
وأكدت الدراسة أنه في المرحلة الانتقالية، هناك امكانية لاعتماد دستور 1950 كما هو مرحليًا لمدة ثلاثة أشهر، وخلال الشهر الثاني، يجري العمل على انتخاب لجنة تأسيسية من 100 عضو، ومن الممكن أن تسمى جمعية تأسيسية.
وتلفت الدراسة إلى انه يمكن، بدءًا من الشهر الرابع، أن تبدأ اللجنة التأسيسية بوضع مسودة الدستور الدائم، وتنهي عملها خلال خمسة عشر شهرًا، وبهذا خلال الثمانية عشرة شهرًا يتم اقتراح مسودة دستور جديد لعرضه على الاستفتاء في نهاية الثمانية عشر شهرًا.
أضافت الدراسة: "في الشهر الثالث عشر، تتم الدعوة لانتخابات برلمانية، وتتم الانتخابات البرلمانية ما بين الشهر السادس عشر والثامن عشر، فتكون مجمل عملية الانتقال إلى دستور جديد موضوع من قبل لجنة تأسيسية منتخبة ديمقراطيا هو 18 شهرًا، تبدأ من اليوم التالي لتشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا".
خيارات ثلاثة
تطرقت الدراسة إلى أن القوانين السورية النافذة حاليًا قد تم ادخال العديد من التعديلات عليها عن طريق مراسيم تشريعية خارج سلطة البرلمان، وقد تمت المصادقة عليها في البرلمان بشكل روتيني. وفي كثير من الاحيان، تم ادخال تعديلات على التعديلات بحيث اصبحت القوانين متضاربة أو مشوهة.
وبررت الدراسة أن هذا ما دعاها إلى البحث عن قانون يمكن أن يتوافق مع القانون السوري قبل التشويه، ومع مبادىء العدالة الانسانية. وكان مركز كارتر قد اقترح ثلاثة خيارات في المرحلة الانتقالية المبكرة، وتم الحديث عن اعتماد مزيج من الخيارات الثلاث مهمتها الاولى وضع مبادىء دستورية تؤمن انتقالًا سياسيًا وفق مبادىء العدالة الانتقالية المتوافق عليها.
الخيار الاول يتعلق بـاصلاح الدستور الحالي، الصادر العام الماضي، والقوانين الأخرى ذات العلاقة، بما يسمح لعناصر بيان جنيف الاول بالمضي قدمًا في تنفيذ ما يتطلب اجراء تغييرات دستورية وقانونية جوهرية في أربعة أمور أساسية، تتعلق بـالصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية، بما يتطلب تعريفًا جديدًا للفصل بين السلطات.
الحل وسط
كما أن عددًا من الصلاحيات الحالية للرئيس تتطلب أن تنقل إلى الجهاز الحكومي الانتقالي بصلاحيات كاملة وفق بيان جنيف-1. ولفت إلى ضرورة توفير اهتمام خاص للاصلاح القضائي، وتغيير قوانين الاعلام والاحزاب السياسية والانتخابات، وإلغاء عدد من المراسيم التي تعطي صلاحيات جوهرية للاجهزة الامنية والمحاكم الخاصة.
أما الخيار الثاني فتعلق بتوصل الاطراف السورية في مؤتمر جنيف-2 إلى دستور موقت خلال المرحلة الانتقالية، يتضمن مبادئ عامة وآليات حكم لمنع أي تناقض بين الدستور القائم والموقت، بحيث يكون الهدف من ذلك اقامة هيكلية حكم موقتة تتناول المرحلة الانتقالية فقط، مع ضمان عدم استغلال السلطة وإلغاء القوانين.
الخيار الثالث فيمكن أن يكون ما اقترحته المعارضة، أي العودة إلى دستور العام 1950 باعتباره الاكثر ديموقراطية. واعتبر مركز كارتر انه عندما يلتقي وفدا النظام والمعارضة في جنيف، سيبدآن من الصفر إذ أن ممثلي الحكومة سيصرون على تغييرات محدودة في النظام القائم، فيما ستصر المعارضة على قطيعة تامة مع الوضع الراهن.
وخلال المفاوضات، الحل سيكون في الوسط، ويتضمن سلة متكاملة من اصلاح الدستور القائم والقوانين الحالية مع تأسيس مؤسسات انتقالية، وربما ترتيبات دستورية موقتة.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

الأردن: محاكمة سوريين حاولا تصدير أسلحة....مصرع صحافي يمني بانفجار سيارة مفخخة في صنعاء ومقتل قائد عسكري بارز في عملية أمنية ضد «القاعدة» بحضرموت....الفيضانات والانفجارات تجتاح مدن العراق المالكي يحمّل نظام صدام تَبِعَة تردّي الخدمات!

التالي

دستور مصر في «241 مادة».. 39 منها مستحدثة وعمرو موسى: صياغة الوثيقة الدستورية الحالية لا تعبر عن مطالب فئوية أو طائفية...انقسام في واشنطن إزاء القاهرة: الخارجية تتجاهل البيت الأبيض وكيري: الإخوان المسلمون سرقوا الثورة المصرية....القاهرة: لا اتفاقات مع موسكو لإقامة قاعدة بحرية روسية...انتحاريان بسيارة مفخخة يقتلان 11 جندياً في سيناء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,711,438

عدد الزوار: 7,001,114

المتواجدون الآن: 58