استعادة نقاط في محيط الشيخ بدرعا وصد هجوم في ريف حماه.. كمائن الثوار في ريف اللاذقية توقع قتلى من قوات الأسد ...ضابط سوري: أوامرنا إيرانية ...موسكو تتحدّث عن «مهمّة إنسانية» وتوافق على تواجد عسكري «مفتوح» في سوريا

سوء تغذية حادّ في مضايا ووفاة 32 شخصاً في شهر والأمم المتحدة تطالب بوقف «التكتيك الوحشي».. «علي» هيكل عظمي بلا نبض... لقد رحل!

تاريخ الإضافة السبت 16 كانون الثاني 2016 - 4:58 ص    عدد الزيارات 1647    القسم عربية

        


 

منظمات إنسانية تروي مشاهداتها في مضايا والمعارضة تستعيد مناطق بالشيخ مسكين
موسكو تتحدّث عن «مهمّة إنسانية» وتوافق على تواجد عسكري «مفتوح» في سوريا
(«اللواء» - وكالات)
انهمكت الطواقم الطبية في معاينة السكان المحاصرين في بلدة مضايا السورية التي باتت رمزا لمعاناة المدنيين مع انضمام فتى الى قائمة المتوفين جراء سوء التغذية، في وقت تحث الدول الغربية الامم المتحدة على التحرك لرفع الحصار.
وعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا عاجلا امس للمطالبة برفع الحصار عن المدن السورية، في وقت اكدت موسكو ان الوجود العسكري لقواتها في سوريا «مفتوح» بموجب اتفاق بين الطرفين.
وغداة ادخال دفعة ثانية من المساعدات الى بلدة مضايا المحاصرة بشكل محكم منذ ستة اشهر، دخلت امس «عيادة نقالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية والهلال الاحمر السوري الى البلدة لمعالجة حالات سوء التغذية»، وفق ما قالت مسؤولة وحدة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة رنا صيداني.
واوضح مدير العمليات في منظمة الهلال الاحمر العربي السوري تمام محرز ان العيادة «عبارة عن حافلة مجهزة بسرير للفحص والمعدات اللازمة لتقديم الرعاية الاولية من قبل طاقم طبي مؤلف من طبيب مختص وممرض».
وقال انها غادرت مضايا «بعد ظهر اليوم وعادت الى دمشق بعد معاينة عدد من الاشخاص».
وتعمل المنظمة وفق محرز، على تأسيس مركز طبي في بلدة بقين المحاذية لمضايا لتقديم الخدمات الطبية لسكان البلدة والمناطق المجاورة، موضحا ان المركز في طور التجهيز لكن موعد افتتاحه لم يحدد بعد. ومن المقرر دخول فرق طبية جديدة الى مضايا غدا وفق الامم المتحدة.
ويأتي دخول الطاقم الطبي الى مضايا بالتزامن مع اعلان منظمة يونيسف امس اسفها لموت فتى يدعى علي ويبلغ 16 عاما في مستشفى ميداني في مضايا بحضور مندوبيها الذين دخلوا البلدة.
وروت ممثلة المنظمة في سوريا هناء سنجر بتأثر بالغ كيف شهدت وفاة علي. وقالت «اخذونا الى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث كان طفلان، جسداهما اشبه بهيكلين عظميين، يتشاركان سريرا واحدا».
واوضحت ان طبيبة من المنظمة اقتربت لمعاينة علي، ووجدت انه «ما من نبض فبدأت بانعاشه. مرة مرتان ثلاث مرات، ثم نظرت الي وقالت «لقد رحل» قبل ان تقدم على اغماض عينيه».
 ولم يقو افراد عائلة علي الجالسين في الغرفة ذاتها على التعبير عن حزنهم وفق سنجر جراء الارهاق الذي يعانون منه الى درجة «انهم لم يكونوا قادرين على الحزن اكثر. كانوا يبكون بصمت... عاجزين».
وعلي هو واحد من نحو ثلاثين شخصا توفوا جراء سوء التغذية منذ مطلع شهر كانون الاول نتيجة الحصار.
وقالت سنجر «يتسول الاطفال للحصول على قطعة من الخبز. بعضهم يأتي ويعتذر منك بعد السؤال لمرات عدة (عن الخبز) واجابتك بأنه ليس بحوزتك شيء».
وتؤوي مضايا نحو 42 الف شخص، بينهم عشرون الف طفل، وفق منظمة يونيسف التي اكدت انه «من غير الممكن قبول حدوث كل هذا في القرن الحادي والعشرين». ويعمل طبيبان فقط في البلدة.
ولم يحصل الأطفال الصغار في مضايا على التلقيح ضد شلل الأطفال أو الحصبة أو الأمراض الأخرى منذ نحو عشرة أشهر.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) امس ان الفحوصات التي اجراها فريق منها ومن منظمة الصحة العالمية الخميس «اظهرت علامات سوء التغذية المتوسطة والحادة على 22 طفلا» من 25 تم فحصهم.
كما ظهرت على ستة من اصل عشرة اطفال وفتيان آخرين تتراوح أعمارهم بين ستة و18 عاما «علامات سوء التغذية الحاد»، وبينهم فتى (17 عاما) في «حالة تجعل حياته مهددة، وهو بحاجة ماسة الى الإجلاء الطبي الفوري».
وتحدثت عن امرأة حامل في شهرها التاسع «تعاني من عسر في الولادة وبحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي الفوري».
كما أكدت يونيسف أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في مضايا، حيث سجل عمال إغاثة محليون 32 حالة وفاة بسبب الجوع في الشهر المنصرم.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن عيادة متنقلة وفريقا طبيا من الهلال الأحمر العربي السوري في الطريق إلى مضايا بعد أن وافقت الحكومة على طلب عاجل. وأضافت أنه يجري التخطيط أيضا لحملة تطعيم الأسبوع المقبل.
وقالت المنظمة «يونيسف... يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال» بعد أن دخلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر البلدة يومي الاثنين والخميس لتوصيل مساعدات للمرة الأولى منذ أكتوبر تشرين الأول.
وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم يونيسف في إفادة صحفية في جنيف إن عاملين في يونيسف ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر تمكنوا من فحص 25 طفلا دون الخامسة يعانون سوء التغذية و22 آخرين تظهر عليهم أعراض سوء تغذية من متوسط إلى حاد. ويتلقى جميعهم العلاج الآن.
وأضاف أن عشرة أطفال آخرين تتراوح أعمارهم من ست سنوات إلى 18 عاما جرى فحصهم وإن ستة ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية الحاد.
وقال بوليراك إن عاملين في يونيسف شاهدوا أيضا وفاة صبي عمره 16 عاما بعد معاناة من سوء التغذية الحاد في مضايا وشاهدوا أيضا صبيا آخر عمره 17 عاما في «حالة تهدد الحياة» وامرأة حبلى في حالة مخاض متعسر وتحتاج إلى إجلاء.
وقالت بيتينا لوشر المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن لجنة إغاثة محلية في مضايا قدمت أرقاما عن حجم المجاعة لكن لم يتسن التحقق منها.
وأضافت «خبيرنا في مجال التغذية يقول إنه من الواضح أن الحالة الغذائية سيئة للغاية ويبدو الكبار في حالة هزيلة جدا. وفق أحد أعضاء لجنة الإغاثة لقي 32 شخصا حتفهم جوعا في فترة الثلاثين يوما الماضية».
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إفادة صحفية «يمكن أيضا أن تكون جريمة ضد الإنسانية. لكن سيعتمد الأمر كثيرا جدا على الظروف وتكون قوة الأدلة دائما صعبة للغاية في الجرائم ضد الإنسانية (أكثر من جريمة الحرب)».
كما وصف مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دومينيك ستيلهارت، حصار مضايا والمناطق السورية الأخرى بالتكتيك العائد إلى القرون الوسطى، في إشارة إلى الظروف السيئة التي شهدتها المنظمة الدولية في مضايا، والحصار الخانق المفروض على مناطق سورية من قبل ميليشيات حزب الله والأسد وداعش.
وتأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يمهد إدخال المساعدات إلى بلدات مضايا وكفريا والفوعة لرفع الحصار عن مناطق أخرى.
ويحاصر النظام وحلفاؤه أيضا معضمية الشام ومخيم اليرموك الفلسطيني ومدينة داريا وبلدة كناكر، ومن الزبداني المحاذية لبلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية، وفي الغوطة الشرقية يتشدد الحصار على مدينة دوما.
وعلى طريق القلمون يحاصر حزب الله والنظام بلدة التل، كما تحاصر ميليشيات حزب الله والنظام مدن الحولة وتلبيسة والرستن والوعر في حمص.
أما تنظيم داعش فيشارك النظام حصار بلدتي جيرود ورحيبة في القلمون الشرقي، كما تعاني أحياء في دير الزور من حصار مطبق.
فيما أشارت صحيفة «تلغراف» إلى وجود أكثر من مليون سوري عرضة للمجاعة في عشرات المناطق المحاصرة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد وصف التجويع الذي يعانيه المحاصرون بجريمة الحرب.
الوضع الميداني
ميدانياً، استعادت المعارضة السورية امس عدة نقاط بالأحياء الشرقية والشمالية لمدينة الشيخ مسكين في ريف درعا جنوبي سوريا، في وقت نزحت مئات العائلات من بلدتين بريف حماة الجنوبي هربا من الاشتباكات بين المعارضة وجيش النظام.
وذكرت وكالة مسار برس أن مقاتلي المعارضة أجبروا قوات الجيش السوري على الانسحاب من داخل اللواء 85 شمالي الشيخ مسكين، كما استعادوا نقاطا في الأحياء الشرقية للمدينة التي تعتبر مركز مواصلات محافظات الجنوب السوري.
وأضافت مسار برس أن كتائب المعارضة في الشيخ مسكين تجمعت في إطار غرفة عمليات واحدة، وتضم أغلب فصائل الجبهة الجنوبية بما فيها جبهة النصرة وأحرار الشام وحركة المثنى الإسلامية.
وكانت المعارضة قتلت اول أمس عددا من الجنود النظاميين بينهم ضابط برتبة عميد عندما استهدفت بصاروخ غرفة عمليات الشيخ مسكين، وفجرت عناصر المعارضة مزرعة قريبة من بلدة كفر شمس بريف درعا كانت تستخدمها قوات النظام لعمل كمائن، واندلعت في المنطقة اشتباكات عنيفة بين الجانبين استمرت ساعات وقتل فيها اثنان من قوات النظام.
من جانب آخر، نزحت مئات العائلات من بلدتي حربنفسه ودير الفراديس بريف حماة الجنوبي باتجاه الحولة في ريف حمص الشمالي، وذلك نتيجة كثافة الغارات والقصف، واشتداد وتيرة الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام. وتعيش عشرات العائلات النازحة وضعا إنسانيا صعبا بسبب عدم توفر السكن الملائم وقلة المواد الغذائية والمحروقات.
«عمليات انسانية» روسية
في هذا الوقت، اعلنت قيادة اركان الجيش الروسي الجمعة بدء تنفيذ «عمليات انسانية» في سوريا لمساعدة المدنيين في البلدات التي استعادتها القوات الموالية للنظام السوري من تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال قائد العمليات في قيادة الاركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي «تمت استعادة 217 بلدة من تنظيم الدولة الاسلامية».
واضاف خلال اجتماع نقله التلفزيون «السكان يعودون تدريجيا الى هذه البلدات (لهذا) فان المهمة الجديدة للقوات الجوية الروسية في سوريا هي القيام بعمليات انسانية».
 ومضى يقول «بشكل عام المساعدات الانسانية مخصصة للمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين حيث يستولي المتطرفون على قسم كبير منها»، مؤكدا استخدام «قوافل مساعدات انسانية» مرات عدة كذريعة لارسال اسلحة او ذخيرة.
ولم يحدد رودسكوي طبيعة المساعدات الروسية ولا كيفية التنسيق لها لكنه اشار الى ان بلدة دير الزور (شرق) هي المعنية الاولى.
واشار الى ان «القسم الأكبر من المساعدات يتم ارساله حاليا الى دير الزور التي يحاصرها ارهابيو تنظيم الدولة الاسلامية منذ فترة».
واضاف ان طائرة عسكرية من طراز «اليوشين-76» تابعة للجيش السوري اوصلت 22 طنا من المساعدات الانسانية سيتم توزيعها «بمساعدة السلطات المحلية».
وكانت موسكو كشفت في وقت سابق امس انها وقعت مع دمشق في آب الماضي اتفاقا يقضي بمنح موسكو الضوء الاخضر لتواجد عسكري «مفتوح» في سوريا.
وتم التوقيع على الاتفاق في دمشق في 26 آب 2015 قبل اكثر من شهر من بدء روسيا حملة عسكرية دعما لنظام الرئيس بشار الاسد تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من «الارهابيين».
ونشرت الحكومة الروسية الخميس نص الاتفاق الذي يتحدث عن «فترة غير محدودة في الزمن» للتدخل العسكري.
 وبموجب بنود الاتفاق، نشرت روسيا طائرات وجنودا في قاعدة الحميميم الجوية في اللاذقية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وتم التوصل الى الاتفاق للدفاع عن «سيادة وامن ووحدة اراضي روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية».
وذكر المحلل العسكري الكسندر غولتس ان الاتفاق مع روسيا يناسب مصالح روسيا. وصرح ان «روسيا يمكن ان توقف عملياتها في اي وقت، ولذلك فليس عليها اية مسؤوليات امام سوريا».
وأضاف «في الوقت ذاته يمكن لروسيا ان تبقى هناك المدة التي ترغب بها. وهذا امر يعود الى السلطات الروسية».
 
دي ميستورا يريد «اختراقاً إنسانياً»
باريس - رندة تقي الدين { نيويورك، لندن - «الحياة» 
أعلن الجيش الروسي أمس بدء تنفيذ «عمليات إنسانية» في سورية لمساعدة المدنيين في بلدات استعادتها قوات النظام، فيما أكد ناشطون أن طائرة شحن عسكرية ألقت فعلاً مساعدات بالمظلات على أحياء في مدينة دير الزور يحاصرها تنظيم «داعش» في شرق البلاد. وجاء التدخل «الإنساني» الروسي فيما أرسلت هيئات طبية في شكل عاجل عيادة نقالة إلى بلدة مضايا التي يحاصرها النظام في ريف دمشق والتي تحولت رمزاً لمعاناة المدنيين في سورية، وذلك غداة تأكيد منظمة «يونيسف» أن طفلاً يعاني من سوء التغذية وتحوّل إلى ما يُشبه الهيكل العظمي توفي الخميس أمام مندوبيها في البلدة بدون أن يكون في مقدروهم فعل شيء لإنقاذه.
في غضون ذلك، علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع على الملف السوري، أن مفاوضات جنيف التي كان من المقرر أن تبدأ في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري باتت في حكم المؤجلة، إلا إذا تم إيجاد صيغ ما لتجاوز العقبات الكثيرة التي تعترض بدء المفاوضات بين النظام والمعارضة. وجاءت هذه المعلومات في أعقاب اجتماع المديرين السياسيين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومبعوثي الدول الأوروبية لسورية مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، الذي اعتبر أن موعد مفاوضات جنيف في 25 الجاري «مؤجل» لأنه لا يمكن الدخول في مفاوضات إذا كانت «ستفشل بعد ٢٤ ساعة» من بدئها.
في غضون ذلك، من المقرر أن يقدم دي ميستورا الإثنين إحاطة الى مجلس الأمن «ليطلب فيها دعم المجلس التوصل الى إجراءات بناء ثقة» بين الأطراف السوريين «قبل انطلاق مفاوضات جنيف». وهو يسعى إلى تحقيق «خرق ميداني» في إيصال المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة، انطلاقاً من تجربة البلدات الثلاث، مضايا وكفريا والفوعة، «ضمن إطار أوسع من إجراءات بناء الثقة» التي أعد ورقة في شأنها وطرحها على الأطراف المعنيين.
ولم يكن واضحاً حتى مساء أمس «المدى والحجم» الذي سيبلغه تساهل الحكومة السورية والميليشيات المقاتلة في فلكها، والمجموعات المعارضة، في إيصال المساعدات، إلا أن دي ميستورا، مدعوماً من اتصالات مكثفة يساهم فيها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتمان، «سيتمكن من تحقيق خرق ذي معنى» في السياق الإنساني «قبل انطلاق المفاوضات بين الأطراف السوريين» في جنيف، وفق مصادر ديبلوماسية مطلعة.
وتُرجم دور فلتمان في دعم توجه دي ميستورا لتحقيق «اختراق إنساني» في التصريح القوي للأمين العام للأم المتحدة بان كي مون الخميس، الذي وجّه إصبع الاتهام بالأسماء الى مرتكبي «جرائم الحرب»، وفق ديبلوماسيين. وقال بان إن «استخدام الطعام سلاحاً للحرب هو جريمة حرب، وكل الأطراف، بمن فيهم الحكومة السورية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية السوريين، يرتكبون هذه الجريمة وأفعالاً أخرى محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني».
وكان منتظراً أن يعقد مجلس الأمن مساء أمس جلسة للاطلاع على الوضع الإنساني في مضايا وكفريا والفوعة، بطلب من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، «تأكيداً على الإصرار على ألا تكون المساعدات التي دخلت حتى الآن سوى بداية لآلية رفع الحصار عن المدنيين، يجب أن تستمر»، وفق ديبلوماسي معني.
وأعد دي ميستورا بالتعاون مع فريق عمل فلتمان ٣ أوراق إنسانية وعسكرية وسياسية حتى الآن «لتطرح في أجندة المفاوضات» المرتقبة بين الأطراف السوريين توزعت بين «المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار وخياراته وآلية مراقبته، وكيفية إجراء الانتخابات».
وتوقع ديبلوماسي مطلع على الاستعدادات للمفاوضات بين السوريين أن «تبقى مسألة تحديد المجموعات الإرهابية عالقة بسبب تشابك مواقف الدول ذات النفوذ وتضاربها».
ورُجح سيناريو إعلان «المجموعة الدولية لدعم سورية» لائحة «أولية» من عدد صغير من المجموعات الإرهابية المتوافق على تصنيفها إرهابية «على أن ترفق ببند ملزم يقضي بإدراج المنظمات التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار ضمن هذه اللائحة بشكل مرحلي». كما توقع ديبلوماسيون أن «تُلزم المجموعات المتحاربة النأي بنفسها عن تنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة» لتجنب إدراجها في لائحة التنظيمات الإرهابية.
ووجهت الحكومة السورية أمس رسالة الى مجلس الأمن أكدت فيها «استمرارها في القيام بواجباتها تجاه مواطنيها والعمل الإنساني، وتعاونها وتنسيقها مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تعزيز العمل الإنساني وإيصال المساعدات الغذائية والطبية الى كل المواطنين السوريين».
مفاوضات جنيف «مؤجلة» في انتظار حل عقدها
الحياة...باريس - رندة تقي الدين 
علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع على الملف السوري، أن مفاوضات جنيف التي كان من المقرر أن تبدأ في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري باتت في حكم المؤجلة، إلا إذا تم إيجاد صيغ ما لتجاوز العقبات الكثيرة التي تعتبر بدء المفاوضات بين النظام والمعارضة. وجاءت هذه المعلومات في أعقاب اجتماع المدراء السياسيين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومبعوثي الدول الأوروبية لسورية مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، الذي اعتبر أن موعد مؤتمر جنيف في 25 الشهر الجاري «مؤجل» لأنه لا يمكن الدخول في مفاوضات إذا كانت «ستفشل بعد ٢٤ ساعة» من بدئها.
واعتبر المصدر أن هذا القرار «صائب»، مشيراً إلى أن المعارضة السورية تطالب -قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات- برفع كلي للحصار الإنساني الذي يفرضه النظام على المدن المحاصرة والإفراج عن السجناء المدنيين وتحديداً النساء والأطفال ووقف قصف المدنيين واستهدافهم. وأوضح المصدر أن هذا المطلب ينطبق أيضاً على الروس الذين قصفوا -مثل النظام- مدارس وأهدافاً مدنية، على رغم النفي المتكرر الذي يصدر عن موسكو بأنها لا تستهدف المدنيين.
ويتم منذ أسبوع في الرياض العمل على بناء فريق للمفاوضات باسم المعارضة، علماً أن ما تم تشكيله في العاصمة السعودية سابقاً كان عبارة عن فريق من خمسين معارضاً ينبغي أن يتم اختيار ١٥ من بينهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام. ويصر دي ميستورا والبريطانيون على تواجد نسبة معينة من النساء في وفد المعارضة التفاوضي.
وقال المصدر الفرنسي المطلع لـ «الحياة»، إن النظام السوري قال لدي ميستورا إنه لن يجلس إلى طاولة مفاوضات مع وفد من المعارضة إذا ما ضم «عسكريين إرهابيين» (في إشارة إلى المعارضة المسلحة التي يتهمها النظام بالإرهاب)، موضحاً أن الطريقة التي اختارها دي ميستورا لتجاوز هذه العقدة كانت التحضير لما يُعرف بـ proximity talks (المفاوضات غير المباشرة) حيث لا يكون أحد الوفدين في وجه الآخر، ولكن يتولى دي ميستورا الانتقال من قاعة إلى أخرى ناقلاً الأفكار والمقترحات إلى الوفدين ومنهما. وتابع المصدر أن المعارضة تريد الجلوس وجهاً لوجه في مواجهة النظام، وأن باريس مقتنعة بأنه إذا أراد دي ميستورا أن تسير المفاوضات إلى الأمام فينبغي عليه وضع الوفدين وجهاً لوجه وأن يكون هناك شقان، أحدهما سياسي والآخر عسكري أو أمني أو «مناهض للإرهاب» -كما يريد الموفد الدولي تسميته- على أن يتم التفاوض على هذين الشقين في شكل متواز.
وأشار المصدر إلى أن دي ميستورا يقول عن مسألة رفع الحصار إنها ينبغي في البداية أن تتم على شكل مفاوضات لرفع الحصار عن أربع مدن (منها اثنتان سنيتان إحداهما مضايا واثنتان شيعيتان)، لكن المعارضة لا ترى جدوى من رفع الحصار عن أربع مدن أو بلدات فقط في حين أن هناك ما لا يقل عن ٤٠٠ ألف سوري يعيشون في مناطق محاصرة ويعانون من مجاعة وأوضاع بائسة.
والتقى دي ميستورا في بروكسيل أمس، رياض حجاب منسق هيئة التفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض السوري لمتابعة مناقشة سبل تذليل العقبات التي تعترض مفاوضات جنيف، بما في ذلك تشكيلة وفد المعارضة.
وقال المصدر الفرنسي إن الإدارة الأميركية تعطي الانطباع بأنها تلتحق بالخط الروسي في شأن مفاوضات جنيف، إذ يقول الجانب الأميركي إن مجرد بدء المفاوضات يخلق ديناميكية إيجابية، وهذا تقويم يختلف معه الجانبان الفرنسي والبريطاني اللذان يسيران على الخط نفسه ويصران على وضع جدول أعمال واضح للمفاوضات. ويقول الفرنسيون والبريطانيون إن وضع الوفدين وجهاً لوجه غير مجد إذا لم يُحدد مسبقاً ما هي المواضيع التي ستتم مناقشتها.
ووفق المعلومات المتوافرة، فإن الإدارة الأميركية تعتقد أن السعودية تسعى إلى حل عسكري وليست مقتنعة بالحل السياسي في سورية، في حين أن باريس ترى أن واشنطن مخطئة في هذا التقدير وأن السعودية تبحث فعلاً عن حل سياسي لسورية. ويرى المصدر الفرنسي أن الجانب الروسي غير راغب في دفع النظام السوري إلى المشاركة في المفاوضات وأنه يحاول تخريب المعارضة بمحاولة فرض شخصيات في عضويته، مثل هيثم مناع وقدري جميل وصالح مسلم (رئيس الاتحاد الوطني الكردي). وتابع أن روسيا أبلغت دي ميستورا قبل أيام إصرارها على أن يتضمن الوفد المعارض هؤلاء، لكن المعارضة ترفضهم لأنها تعتبر بعضهم قريباً من النظام في دمشق، مضيفاً أن «دي ميستورا محرج في مواجهة الروس». وتقول الإدارة الأميركية في هذا الإطار، إن هذه الإشكالية يمكن أن تُثار في وقت لاحق وتقترح عدم إشراكهم حالياً في مفاوضات جنيف مع إمكان حصول ذلك لاحقاً، علماً أن الأكراد يساعدون الأميركيين في ضرب «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي.
وقفات احتجاجية من أجل مضايا في دول العالم ودعوة إلى هيئة شعبية لمراقبة المفاوضات السورية
إيلاف..بهية مارديني
بهية مارديني: بينما تستمر النقاشات الدولية لتذليل العقبات أمام التفاوض وتستعد الهيئة العليا للمفاوضات للسفر إلى جنيف تحت صفة مراقبين للوفد المفاوض، دعا المعارض السوري المستقل كمال اللبواني إلى تأسيس هيئة شعبية من أجل المفاوضات من ضمن عملها تشكيل مجموعة عمل تواكب التفاوض الدولي، وتشرح قضية الشعب السوري، ويتزامن عملها مع نشاطات وفعاليات الحواضن الشعبية في الداخل والمخيمات وفي الشتات.
وقال اللبواني لـ"إيلاف" "من يظن أن كسر الجيش الحر بجيوش الدول العظمى سيطوع الشعب السوري ويجعله يرضخ لنظام الوصاية فهو واهم لأننا سنتابع بكل ما توفر من أشكال النضال".
وأشار إلى أن "نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل، إرادة الشعب من ارادة الله وقوته لن تهزم إنشاء الله، سنتابع العمل وسنتابع ثورتنا حتى نهاية الطغيان".
وأضاف "لا نستطيع البقاء صامتين بينما تجتمع الجيوش علينا قتلا وتهجيرا وتجويعا، ويقرر مصير بلدنا الدول بينما يقوم وكلاؤها الذين فرضوا علينا في شرعنة انتداب وتقسيم سوريا والتلاعب بمصير وطننا".
وأوضح بيان التأسيس "تمر الثورة السورية هذه الأيام بأخطر مراحلها، وإلتزاما منّا بالواجب والمسؤولية تجاه ثورتنا التي سقط فيها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وكان من نتيجة اجرام النظام ملايين المهجرين.لذلك ندعو جميع من يهمهم مصير الوطن وثورة شعبه إلى تفعيل حضورهم بأشكاله كافة في الميدان السياسي الذي نخشى التلاعب الدولي والإقليمي فيه، في وقت يعاني شعبنا أقسى أشكال الحصار والدمار والقتل الجماعي، و رجال الفصائل الثورية وشبانها الأبطال يدافعون عن الأرض بأجسادهم وارواحهم في مواجهة قوى عظمى".
ودعا البيان "شعبنا للتنبه والتيقظ لما يحاك لثورته ومستقبل وطنه"، كما دعا أيضا "الحراك المدني الثوري إلى تشكيل هيئة متابعة شعبية كهيئة تطوعية تواكب الأحداث والاستحقاقات السياسية، وتعبر عن رأيها بحرية وتشرح قضية الشعب السوري بكافة الوسائل التي تراها مناسبة، وتتخذ مواقفها الصارمة تجاه المفرطين والمتساهلين".
رحيل الأسد
وشدد في هذا الصدد على الثوابت التالية: "رحيل بشار الأسد المجرم وعصابته هو شرط لأي حل سياسي يطرح، إضافة إلى محاربة الإرهاب بكل أشكاله بدءا من النظام الذي صنعه وغذاه والتأكيد على وحدة سوريا أرضا وشعبا".
واعتبر البيان "تحقيق العدالة هو الأساس لعودة السلم الاجتماعي في سوريا و التأكيد على إعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية".
هذا البيان كان بمثابة نداء ودعوة مفتوحة لكل السوريين لتشكيل هيئة ناظمة لنشاطاته تنسق الجهود بعيداً عن الحزبية والمحاصصات، داعين الجميع للتفاعل معها، بتوقيع الإعلان والمشاركة في اللجان المنبثقة عنها، وذلك سيبقى مفتوحا لكل الأفراد والمنظمات الاهلية والمدنية.
واقترح البيان أن يكون تركيزها الحالي على "تشكيل مجموعة عمل تواكب التفاوض الدولي، وتشرح قضية الشعب، تمثل وتتزامن مع نشاطات وفعاليات الحواضن الشعبية في الداخل والمخيمات وفي الشتات و التي يجب أن تشارك في تقرير مصير وطنها. والبدء بتشكيل لجان رقابة شعبية متخصصه وخبيره على عمل كافة المؤسسات عملا بمبدأ الشفافية والمشاركة".
كسر الحصار
من جانب آخر أطلقت مجموعة شباب سوري وعربي حملة "اليوم العالمي لرفع الحصار عن سوريا" من، وأعلنت الخروج يوم السبت 16 كانون الثاني (يناير)، للاعتصام في مختلف عواصم العالم، بهدف "كسر الحصار عن المدن التي يجوعها ويحاصرها نظام بشار الأسد، بمساعدة حزب الله اللبناني وإيران وروسيا".
واليوم العالمي هو يوم غضب داخل سوريا وخارجها، ووقفات احتجاجية عالمية ضد سياسة التجويع التي يعتمدها النظام تجاه المدنيين في عدد من المدن والقرى السورية. وأشاروا في الحملة إلى أنه "حان الوقت لنقف ونقول كفى، ففي سوريا اليوم، هناك من يموت جوعاً. الشعب السوري وأصدقاؤه يناشدون ضمائر العالم والمؤسسات الدولية، لرفع حصار الجوع عن المدنيين في سوريا".
واليوم العالمي لرفع الحصار، حملة مدنية تهدف إلى لفت أنظار العالم والرأي العام العالمي نحو الموت السوري جوعاً تحت الحصار.
 
مساعدات بالمظلات لأحياء النظام في دير الزور والجيش الروسي يُعلن «عمليات إنسانية»
لندن - «الحياة» 
فيما أعلنت قيادة أركان الجيش الروسي الجمعة بدء تنفيذ «عمليات إنسانية» في سورية لمساعدة المدنيين في بلدات استعادتها القوات الموالية للنظام، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) أن طائرة شحن روسية ألقت مساعدات على أحياء في مدينة دير الزور يحاصرها «داعش» في شرق البلاد.
وأوضح المرصد أن طائرة الشحن الروسية أنزلت مساعدات بواسطة مظلات كبيرة على الأحياء التي يسيطر عيها النظام في مدينة دير الزور، وأن هذه الطائرة كانت محمية بطائرات حربية ترافقها. لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن طائرة الشحن سورية، وأنها نقلت المساعدات في إطار العملية الإنسانية الروسية.
وكان المرصد نشر أول من أمس تقريراً عن حصار «داعش» لمدينة دير الزور منذ أكثر من عام، قائلاً إن هناك نحو 250 ألف مدني سوري في الأحياء المحاصرة «في ظل صمت جزء من المجتمع المحلي السوري، وصمت كامل للمجتمع الدولي».
ومنذ مطلع العام 2015، يفرض «داعش» حصاراً مشدداً على أحياء الجورة والقصور وهرابش والبغيلية التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة دير الزور. وبدأ حصار التنظيم لهذه الأحياء، بحسب المرصد، بمنع دخول المواد التموينية والغذائية والطبية والإغاثية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار هذه المواد التي تكاد تنفد من الأسواق وما بقي يُباع بأسعار جنونية. وأضاف المرصد أنه أمام هذه الأسعار المرتفعة لجأ بعض التجار إلى عمليات تهريب المواد الغذائية إلى الأحياء المحاصرة والخاضعة لسيطرة قوات النظام، بواسطة زوارق عبر نهر الفرات، أو عبر منطقة عياش، من خلال معابر وحواجز تسيطر عليها قوات النظام والدفاع الوطني، فيما عمد التنظيم إلى تشديد حراسته على ضفاف الفرات. وأشار المرصد إلى مقتل 16 موطناً على الأقل حاولوا إدخال مواد غذائية إلى هذه الأحياء.
ولفت التقرير نفسه إلى أن التيار الكهربائي مقطوع عن مدينة دير الزور منذ منتصف آذار (مارس) 2015، حيث يتم استخدام المولدات التي تغذّي المدينة لساعات محدودة، فيما يعاني المواطنون من عدم القدرة على تشغيل هذه المولدات بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي يعتمد النظام فيها على خزانات «سادكوب» أو عبر جلبها إلى المدينة بطائرات مروحية، إضافة إلى الاعتماد على بئر نفطية عند محطة المهاش، وتكرير النفط المستخرج منها بواسطة مصافي بدائية وحرّاقات. ورصد التقرير أيضاً «تطوّع عشرات الشبان والرجال في قوات الدفاع الوطني وصفوف المسلحين الموالين للنظام بسبب ضيق الحال وانعدام الدخل وارتفاع الأسعار، الذي دفع بهؤلاء الشبان والرجال إلى التطوع بغية الحصول على الراتب الذي يصل إلى 30 ألف ليرة سورية».
وأدخل الهلال الأحمر السوري دفعتين من المساعدات إلى الأحياء المحاصرة في نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو) العام الماضي، وكانت عبارة عن رز وسمنة في الدفعة الأولى وصابون ووعاء لملء المياه في الدفعة الثانية، بحسب المرصد الذي أكد أن ما لا يقل عن 21 شخصاً بينهم أطفال ماتوا نتيجة انعدام دخول المساعدات إلى هذه الأحياء ونفاد المواد الغذائية وارتفاع أسعارها وضعف القدرة الشرائية للمواطن.
وفي موسكو (أ ف ب)، أعلنت قيادة أركان الجيش الروسي الجمعة بدء تنفيذ «عمليات إنسانية» في سورية لمساعدة المدنيين في بلدات استعادها النظام. وقال قائد العمليات في قيادة الأركان الجنرال سيرغي رودسكوي: «تمت استعادة 217 بلدة من تنظيم داعش». وأضاف خلال اجتماع نقله التلفزيون: «السكان يعودون تدريجياً إلى هذه البلدات (لهذا) فإن المهمة الجديدة للقوات الجوية الروسية في سورية هي القيام بعمليات إنسانية». وتابع: «بشكل عام المساعدات الإنسانية مخصصة للمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين حيث يستولي المتطرفون على قسم كبير منها»، مؤكداً استخدام «قوافل مساعدات إنسانية» مرات عدة كذريعة لإرسال أسلحة أو ذخيرة.
ولم يحدد رودسكوي طبيعة المساعدات الروسية ولا كيفية التنسيق لها، لكنه أشار إلى أن مدينة دير الزور (شرق) هي المعنية الأولى. وقال إن «القسم الأكبر من المساعدات يتم إرساله حالياً إلى دير الزور التي يحاصرها إرهابيو تنظيم داعش منذ فترة». وأضاف أن طائرة عسكرية من طراز «اليوشين-76» تابعة للجيش السوري أوصلت 22 طناً من المساعدات الإنسانية سيتم توزيعها «بمساعدة السلطات المحلية». وأكد رودسكوي «لن نتوقف وسنقدم كل مساعدة ممكنة للشعب السوري عندما سيحين موعد تحرير البلاد من المتطرفين وإعادة بناء حياة سلمية».
وكانت موسكو كشفت أول من أمس أنها وقعت مع دمشق في آب (أغسطس) الماضي اتفاقاً يقضي بمنحها الضوء الأخضر لتواجد عسكري «مفتوح» في سورية التي تشهد حرباً مستمرة منذ حوالى خمس سنوات. وتم توقيع الاتفاق في دمشق في 26 آب 2015 قبل اكثر من شهر من بدء روسيا حملة عسكرية دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد تقول إنها تستهدف «داعش» وغيره من «الإرهابيين». ونشرت الحكومة الروسية الخميس نص الاتفاق الذي يتحدث عن «فترة غير محدودة زمنياً» للتدخل العسكري.
وبرر الرئيس فلاديمير بوتين الحملة التي أطلقها في أيلول (سبتمبر) والتي تعتبر أكبر تدخل روسي عسكري منذ غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان في 1979، بقوله إن على روسيا أن تستهدف مقاتلي تنظيم «داعش» قبل أن يعودوا إلى روسيا.
النظام يتقدم مجدداً شرق حلب ويحاول السيطرة على «كامل ريف حماة الجنوبي»
لندن - «الحياة» 
وسّع النظام السوري مجدداً نطاق سيطرته في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، وتقدم إلى قرى جديدة انسحب منها تنظيم «داعش» الذي بات النظام على بُعد كيلومترات عدة فقط من معقله في مدينة الباب.
وذكر «الإعلام الحربي» الذي يوزّع الأخبار العسكرية لقوات النظام وحلفائه أن «‏الجيش السوري تابع تقدمه على جبهة مطار ‏كويرس في ريف حلب الشرقي وفرض سيطرته على قرية العبودية جنوب شرقي قرية ‏عين البيضة» التي سيطر عليها قبل أيام. وأشار أيضاً إلى «انسحاب مسلحي داعش من قريتي ‏الملتفة والعاجوزية نتيجة الضربات المباشرة في صفوفهم».
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا)، من جهته، تقدم النظام في هذه المناطق، وأشار إلى اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وبين عناصر «داعش» على محاور عدة في ريف حلب الشرقي «وسط تقدم للنظام وسيطرته على قرية العبودية وقريتين أخريين قريبتين منها».
ولفت إلى أن تقدم النظام ترافق «مع قصف مكثف من طائرات حربية يُرجح أنها روسية» على مواقع التنظيم المتشدد شملت أيضاً مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي وبلدة ماير بريف حلب الشمالي. كذلك أشار المرصد إلى قصف جوي روسي على حي بني زيد شمال حلب، وحي السكري جنوب غربي حلب. أما في ريف حلب الجنوبي، فقد تحدث المرصد عن مقتل إثنين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وعنصر من قوات النظام خلال اشتباكات «في محيط بلدة خان طومان إثر محاولة جديدة من قوات النظام التقدم في المنطقة». وكانت المعارضة قد شنت قــــبل يومين هجوماً استعادت فيه منطقة المزارع القريبة من خان طومان.
وفي محافظة حماة (وسط)، قال المرصد إن قوات النظام قصفت العمقية والسرمانية بسهل الغاب في الريف الشمالي الغربي، كما تمكنت مدعّمة بمسلحين موالين لها «من بسط سيطرتها الكاملة على قرية الفراديس بريف حماة الجنوبي عند الحدود الإدارية مع ريف حمص الشمالي، عقب اتفاق بينها وبين أهالي القرية، سبقته اشتباكات شهدها محيط القرية ومناطق أخرى بالريف ذاته مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ترافق مع قصف جوي».
وبعدما لفت إلى استمرار «الاشتباكات العنيفة عند أطراف قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي على الحدود الإدارية مع ريف حمص الشمالي... في محاولة جديدة من النظام لاقتحام القرية»، أشار إلى أن قوات الحكومة «تسعى إلى التقدم وبسط سيطرتها على كامل الريف الجنوبي المتاخم لريف حمص الشمالي».
وترافق هجوم النظام مع «اشتباكات في محيط بلدة معان بريف حماة الشمالي الشرقي بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجند الأقصى من طرف آخر».
وفي محافظة حمص (المجاورة) قال المرصد إن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على قرية تيرمعلة بالريف الشمالي، بينما تجددت الاشتباكات في منطقة الدوة غرب تدمر بريف حمص الشرقي بين تنظيم «داعش» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، إثر هجوم ينفذه النظام «بغية معاودة التقدم في المنطقة» تحت غطاء غارات عنيفة تنفذها طائرات حربية يُعتقد أنها روسية.
وفي جنوب سورية، تحدث المرصد عن شن طائرات حربية يُرجّح أنها روسية أكثر من 11 غارة استهدفت حي طريق السد ومحيطه وأماكن أخرى في منطقة غرز عند أطراف مدينة درعا، «في حين تستمر الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة مدعمة بجبهة النصرة من جهة، وقوات النـــــظام مدعمة بضباط إيرانيين وضباط من حزب الله اللبناني بالإضافة لمسلحين موالين لها من جهة أخرى، في بلدة الشيخ مسكين وأطرافها بريف درعا الشمالي، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما».
وفي غرب البلاد، أشار المرصد إلى غارات جديدة شنتها طائرات روسية في جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وإلى غارات أخرى على مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.
«علي» هيكل عظمي بلا نبض... لقد رحل!
بيروت - أ ف ب
روت ممثلة منظمة يونيسف في سورية هناء سنجر بتأثر بالغ كيف شهدت الخميس وفاة علي، وهو فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، داخل مستشفى ميداني في بلدة مضايا المحاصرة منذ ستة أشهر نتيجة معاناته من سوء التغذية.
وقالت سنجر التي كانت في عداد بعثة الأمم المتحدة إلى مضايا لوكالة «فرانس برس» الجمعة: «أخذونا إلى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث كان طفلان، جسداهما اشبه بهيكلين عظميين، يتشاركان سريراً واحداً».
وأوضحت أن طبيبة من المنظمة اقتربت «لمعاينة» علي، ووجدت أنه «ما من نبض فبدأت بإنعاشه. مرةً مرتين ثلاث مرات ثم نظرت إلي وقالت «لقد رحل» قبل أن تُقدم على إغماض عينيه».
وأضافت سنجر أن الطفل الذي كان يشارك علي السرير ذاته بدأ يكرر سؤالاً بإلحاح «هل مات؟ هل مات؟»، قبل أن تحاول الطبيبة طمأنته بأن عليه الاهتمام بنفسه وسيكون بخير.
ولم يقو افراد عائلة علي الجالسون في الغرفة ذاتها على التعبير عن حزنهم وفق سنجر نتيجة الإرهاق الذي يعانون منه إلى درجة «انهم لم يكونوا قادرين على الحزن أكثر. كانوا يبكون بصمت... عاجزين».
وعلي هو واحد من نحو ثلاثين شخصاً توفوا نتيجة سوء التغذية منذ مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) نتيجة الحصار المحكم على البلدة التي تؤوي نحو 42 الف شخص، بينهم عشرون الف طفل، وفق منظمة يونيسف.
وقالت سنجر «ما يمكن لمسه بوضوح هو حجم الجوع. كل من تسأله يجيب انه يعيش على تناول الحساء مع الماء والبهارات ويقتات من اوراق الشجر والعشب». وأكدت أن «قوافل المساعدات لا يمكنها الايفاء بالغرض في وضع مماثل»، مكررة الدعوة إلى رفع الحصار بالكامل عن المناطق كافة في سورية. وأضافت: «يتسوّل الأطفال للحصول على قطعة من الخبز. بعضهم يأتي ويعتذر منك بعد السؤال لمرات عدة (عن الخبز) واجابتك بأنه ليس بحوزتك شيء». وختمت: «يقولون «عذراً خالتي» فقط لسؤالهم عن قطعة خبز».
ضابط سوري: أوامرنا إيرانية
 (الهيئة السورية للإعلام)
كشف الضابط في قوات الأسد أحمد محمد حسان، الذي أُسر مؤخراً على يد الثوار في ريف حلب، أن عناصر قوات النظام كانوا يتلقون الأوامر خلال الاشتباكات من قائد ميداني إيراني عبر جهاز اللاسلكي، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول امس.

وقال حسان إن «النظام استقدم مؤازرات إلى المناطق الجنوبية الغربية من ريف حلب، تضم ميليشيا «حزب الله« اللبناني وميليشيات أفغانية وعراقية لقتال الثوار«، مضيفاً أن قوات الأسد لا تقاتل جنبا ًإلى جنب مع عناصر الميليشيات، ويمنع عليها الاقتراب منهم، كما أن الميليشيات كانت تخفي عن عناصر النظام أخبار قتلاها.

وأشار حسان إلى أنه كان يتقاضى راتباً قدره 25 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل 62 دولاراً)، في حين كان عناصر الميليشيات العراقية والإيرانية و«حزب الله« يتقاضون ألفي دولار شهرياً، أي أن رواتب عناصر الميليشيات أعلى من رواتب مقاتلي النظام بنحو 32 ضعفاً.
سوء تغذية حادّ في مضايا ووفاة 32 شخصاً في شهر والأمم المتحدة تطالب بوقف «التكتيك الوحشي»
 (رويترز، أ ف ب، الحرة، «المستقبل»)
طالبت الأمم المتحدة بالوقف الفوري لحصار المدن السورية من قبل أطراف النزاع في هذا البلد، منددة بما أسمته «التكتيك الوحشي». وقالت مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة كيونغ وا كانغ أمام مجلس الأمن الذي انعقد في جلسة طارئة، «لا يوجد سبب ولا تفسير ولا عذر مقبول، لمنع تقديم المساعدة لأشخاص هم بحاجة اليها». وأضافت «أنه انتهاك خطير للقانون الدولي ويجب أن يتوقف فوراً«.

وطالبت بتمكين العاملين الإنسانيين من العمل «الكامل وبدون عراقيل ولا شروط مسبقة وبشكل مطول» في سوريا، مشيرة الى أن «الوضع في بلدة مضايا ليس حالة فريدة» وأن 400 ألف مواطن سوري يتعرضون لحصار تنظيمات المعارضة المسلحة وقوات بشار الأسد في سوريا.

وقالت إن الأمم المتحدة طالبت النظام بإخلاء تسعة من سكان مضايا الى مكان آمن للعلاج «الذي يحتاجون اليه بشكل عاجل». وتم إجلاء تسعة سكان منذ تمكنت فرق النجدة من الوصول الى البلدة التي يحاصرها الجيش السوري منذ أشهر.

كما تقدمت الأمم المتحدة هذا الأسبوع بطلبات لتنظيم قوافل أخرى الى بلدات محاصرة وقالت المسؤولة إن هذه الطلبات «يجب أن تُلبى بلا تأخير».

وبعد أن ذكرت بأن من مسؤولية مجلس الأمن حماية المدنيين، حثت سفراء الدول الأعضاء في المجلس الـ15 «على عدم السماح بموت المزيد من الأشخاص» في البلدات المحاصرة.

وطالب السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر الذي طلب عقد الجلسة الطارئة، «الرفع الفوري لكافة الحصارات» وتمكين العاملين الإنسانيين من وصول حر الى مختلف المناطق المحتاجة للتدخل في سوريا. وبعد أن أشار الى «مسؤولية النظام» قال السفير الفرنسي إن «وصول فرق الطوارئ لا يمكن أن يعتبر منة أو تنازلاً من النظام السوري»، لكنه «واجب مطلق» بناء على القانون الدولي.

وقبل ساعات من مباحثات السلام السورية في جنيف اعتبر ديلاتر «إنه لن يكون هناك مسار سياسي ذا صدقية من دون تحسن فوري للوضع الإنساني».

وقال مساعد ممثل بريطانيا في المجلس بيتر ويلسون إن «مضايا ليست إلا القسم الظاهر من كتلة الجليد» وإنه يتعين تأمين الوصول الى المدنيين المحاصرين.

وقال السفير النيوزيلندي جيرار فان بوهيمان إنه «لا يجب أن يستخدم المدنيون مثل البيادق»، داعياً الحكومة السورية الى «منح فوري للتراخيص لإجلاء طبي للمرضى». واقترح أن تدرس الأمم المتحدة إمكانية القيام بإلقاء مساعدة إنسانية، معتبراً «أن الوضع بلغ حداً من الخطورة يتعين معه بحث كافة أشكال تقديم المساعدة».

وروت ممثلة منظمة «يونيسيف« في سوريا هناء سنجر بتأثر بالغ كيف شهدت أول من أمس وفاة فتى يبلغ من العمر 16 عاما، داخل مستشفى ميداني في بلدة مضايا المحاصرة منذ ستة اشهر جراء معاناته من سوء التغذية، وكيف أن أطفال مضايا كانوا يعتذرون ثم يسألون أعضاء الوفد الدولي، أن يعطوهم كسرة خبز.

وأكدت «يونيسيف» أمس أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في بلدة مضايا السورية المحاصرة حيث سجل عمال إغاثة محليون 32 حالة وفاة بسبب الجوع في الشهر المنصرم.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن عيادة متنقلة وفريقا طبيا من الهلال الأحمر السوري في الطريق إلى مضايا بعد أن وافقت الحكومة على طلب عاجل. وأضافت أنه يجري التخطيط أيضا لحملة تطعيم الأسبوع المقبل.

ووصلت قافلتان تحملان إمدادات هذا الأسبوع إلى البلدة التي يقطنها 42 ألف شخص يعانون حصارا مستمرا منذ شهور.

وقالت الأمم المتحدة إن ثمة خطة لقافلة مساعدات أخرى إلى مضايا التي تحاصرها قوات موالية للحكومة وقريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل فصائل المعارضة المسلحة في إدلب الأسبوع المقبل وإن هناك حاجة لدخول تلك المناطق بشكل منتظم.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة في بيان «يونيسيف.. يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال» بعد أن دخلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر البلدة يومي الاثنين والخميس لتوصيل مساعدات للمرة الأولى منذ تشرين الأول.

وقال المتحدث باسم «يونيسيف« كريستوف بوليراك في إفادة صحافية في جنيف أمس إن عاملين في المنظمة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر تمكنوا من فحص 25 طفلا دون الخامسة يعانون سوء التغذية و22 آخرين تظهر عليهم أعراض سوء تغذية من متوسط إلى حاد. ويتلقى جميعهم العلاج الآن.

وأضاف أن عشرة أطفال آخرين تراوح أعمارهم من ست سنوات إلى 18 عاما جرى فحصهم وإن ستة ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية الحاد.

وقالت بيتينا لوشر المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي: «خبيرنا في مجال التغذية يقول إنه من الواضح أن الحالة الغذائية سيئة للغاية ويبدو الكبار في حالة هزيلة جدا. وفق أحد أعضاء لجنة الإغاثة لقي 32 شخصا حتفهم جوعا في فترة الثلاثين يوما الماضية«.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة روبرت كولفيل في إفادة صحافية أمس «يمكن أيضا أن تكون جريمة ضد الإنسانية. لكن سيعتمد الأمر كثيرا جدا على الظروف وتكون قوة الأدلة دائما صعبة للغاية في الجرائم ضد الإنسانية (أكثر من جريمة الحرب)«.

وقالت هناء سنجر التي كانت في عداد بعثة الامم المتحدة الى مضايا أمس: «اخذونا الى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث كان طفلان، جسداهما اشبه بهكيلين عظميين، يتشاركان سريرا واحدا». واوضحت ان طبيبة من المنظمة اقتربت «لمعاينة» الفتى واسمه علي، ووجدت انه «ما من نبض فبدأت بانعاشه. مرة مرتين ثلاثا ثم نظرت الي وقالت «لقد رحل« قبل ان تقدم على إغماض عينيه».

واضافت سنجر ان الطفل الذي كان يشارك علي السرير ذاته بدأ يكرر سؤالا بالحاح «هل مات؟ هل مات؟»، قبل ان تحاول الطبيبة طمأنته بان عليه الاهتمام بنفسه وسيكون بخير.

ولم يقو افراد عائلة علي الجالسون في الغرفة ذاتها على التعبير عن حزنهم وفق سنجر جراء الارهاق الذي يعانون منه الى درجة «انهم لم يكونوا قادرين على الحزن اكثر. كانوا يبكون بصمت... عاجزين».

وقالت سنجر «ما يمكن لمسه بوضوح هو حجم الجوع. كل من تسأله يجيب انه يعيش على تناول الحساء مع الماء والبهارات ويقتات من اوراق الشجر والعشب».

وأكدت ان «قوافل المساعدات لا يمكنها الايفاء بالغرض في وضع مماثل»، مكررة الدعوة الى رفع الحصار بالكامل عن المناطق كافة في سوريا.

وأضافت «يتسول الاطفال للحصول على قطعة من الخبز. بعضهم يأتي ويعتذر منك بعد السؤال لمرات عدة (عن الخبز) وإجابتك بأنه ليس بحوزتك شيء». وختمت «يقولون «عذرا خالتي« فقط لسؤالهم عن قطعة خبز».

وتوجهت امس «عيادة نقالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية والهلال الاحمر السوري لمعالجة حالات سوء التغذية»، وفق ما قالت مسؤولة وحدة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة رنا صيداني.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير جون كيري سيسافر إلى زوريخ في 20 من الشهر الجاري لمناقشة قضايا سوريا وأوكرانيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل أن يتوجه إلى دافوس لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي. وأضافت الوزارة في بيان أن كيري سيقوم بعد سويسرا بزيارة السعودية في 23 من الشهر الجاري لإجراء محادثات مع مسؤولين سعوديين ووزراء خارجية من مجلس التعاون الخليجي.
استعادة نقاط في محيط الشيخ بدرعا وصد هجوم في ريف حماه.. كمائن الثوار في ريف اللاذقية توقع قتلى من قوات الأسد
المستقبل... (الهيئة السورية للإعلام، كلنا شركاء، سوريا مباشر)
نفذت فصائل للثوار عملية نوعية، مساء الخميس، تمكنوا خلالها من قتل عدد من عناصر الأسد في محيط بلدة سلمى بريف اللاذقية والتي احتلتها قوات الأسد مؤخراً.

وبحسب ناشطين فإن مجموعة من الثوار تسللت إلى منطقة الفرز على تخوم بلدة سلمى، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين المجموعة وقوات الأسد، أسفرت عن مقتل خمسة جنود على الاقل وجرح آخرين.

وأضاف الناشطون أن الثوار تمكنوا من تدمير سيارتين عسكريتين لقوات الاسد داخل البلدة، إحداهما مليئة بالجنود، وقتلوا وجرحوا العديد من عناصر الاسد.

وشن الطيران الروسي غارات جوية مكثفة على منطقة الفرز إثر العملية الناجحة التي قام بها الثوار.

وكانت كتائب الثوار في ريف اللاذقية، نفذت في وقت مبكر من يوم الخميس كميناً أسفر عن مقتل ثلاثة ضباط بينهم عقيد بين قريتي المريج، والمارونيات غرب بلدة سلمى التي تشهد معارك عنيفة بين الثوار وقوات الاسد المدعومة بميليشيات طائفية.

وفي محافظة درعا حقق ثوار الجبهة الجنوبية تقدماً في سياق معركة الشيخ مسكين ضد قوات النظام والمليشيات الحليفة له وبينها «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، وسيطروا على عدة نقاط في محيط الشيخ مسكين.

وتواصلت الاشتباكات أمس بين كتائب الجبهة الجنوبية وقوات الأسد بمحيط الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، وسط قصف جوي مكثف من طيران الاحتلال الروسي ومروحيات النظام.

وتمكنت كتائب الجنوبية من استعادة عدة نقاط على تخوم الأحياء الشرقية والشمالية للمدينة، بعد ساعات على احتلال قوات الاسد لها.

وسقط العديد من عناصر قوات الاسد بين قتيل وجريح في اثناء الاشتباكات مع كتائب الجنوبية على عدة محاور، وتراجعت قوات الاسد نحو مؤخرة اللواء 82 في محيط الشيخ مسكين، بعد ان حاولت التقدم إلى داخل المدينة.

وكانت كتائب الجبهة الجنوبية، ألحقت خسائر بشرية بقوات الاسد بينهم ضابط برتبة عميد، الخميس، بعد استهداف غرفة عمليات النظام بصاروخ موجه .

كما تمكنت كتائب الجنوبية أمس من تدمير أحد المواقع القريبة من بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي الغربي، كانت تستخدمها قوات الأسد لعمل كمائن، حيث اندلعت اشتباكات بين الجانبين، وقُتل خلالها عنصران على الاقل للأسد.

وفي درعا البلد، شهد حي المنشية اشتباكات بين كتائب الجنوبية وقوات الأسد، حيث قصفت الأخيرة احياء درعا البلد المحررة بصواريخ ارض ـ ارض، ما أوقع شهيدا مدنيا وجرحى .

وشن الطيران الروسي غارات جوية على احياء مدينة درعا ومدينة داعل، ما تسبب بوقوع عشرات الجرحى المدنيين ودمار واسع بالممتلكات.

وتصدى الثوار لمحاولة قوات النظام اقتحام قريتي حربنفسه ودير الفرديس في ريف حلب الجنوبي، وكبدوا القوات المهاجمة خسائر في الأرواح والمعدات.

واستمرت لليوم الثالث على التوالي، قوات النظام المدعومة بالميليشيات الموالية بعملياتها العسكرية في ريف حماة الجنوبي، في محاولة منها للسيطرة على عدد من القرى الخاضعة لسيطرة كتائب الثوار في المنطقة.

وبعد اقتحام قوات النظام وميليشياته من القرى الموالية قرية جرجيسة منذ أيام، تحاول قوات النظام السيطرة على قرى (حربنفسة وطلف ودير الفرديس) في المنطقة الواقعة غربي الأوتوستراد الدولي حماة ـ حمص.

وسقط قتلى وجرحى جراء قصف الطيران عدداً من مدن وبلدات الغوطتين الشرقية والغربية، فيما تركز القصف الصاروخي والمدفعي من جيش النظام على مدينة دوما بريف دمشق.

وأفادت مصادر ميدانية بمقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 15 آخرين بقصف بتسعة صواريخ عنقودية على الأحياء السكنية في مدينة دوما، حيث سارع عناصر الدفاع المدني إلى مكان سقوطها واسعاف الجرحى إلى النقاط الطبية و انتشال ونقل جثث القتلى.

وقصفت مدفعية الأسد بلدة دير العصافير إثر خروج المصلين من صلاة الجمعة في الغوطة الشرقية الأمر الذي تسبب بسقوط عدد من الجرحى.

وقتل سبعة مدنيين جراء قصف مدفعي من جيش النظام على بلدة حمورية، تزامن مع شن الطيران الحربي أربع غارات جوية على منطقة المرج التي تشهد اشتباكات بين كتائب الثوار وجيش النظام.

أما في الغوطة الغربية وتحديداً في مدينة داريا فقصفت مروحيات جيش النظام 12 برميلاً متفجراً على الأحياء السكنية والجبهة الغربية للمدينة، فيما تمكنت سرية القناصين في لواء شهداء الاسلام من قنص خمسة عناصر لجيش النظام ومليشياته على الجبهه الغربيه للمدينة، مع إفشال تقدم الاخير في تلك الجبهة، والتي يهدف جيش النظام في حال سيطرته عليها لفصل مدينة داريا عن معضمية الشام.

في غضون ذلك، خرج أهالي مدينة قدسيا في الشمال الغربي من ريف دمشق في مظاهرة حملوا فيها علم الثورة السورية، ونادوا بفك الحصار عن المدينة وبتوحد قادة فصائل المعارضة السورية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,357,873

عدد الزوار: 6,988,263

المتواجدون الآن: 68