السوريون يتحدون قصف النظام بمظاهرات جمعة «واثقون بنصر لله»...المظاهرات تعم سوريا مجددا.. وتجاذبات دولية عشية «جنيف»

تاريخ الإضافة الأحد 1 تموز 2012 - 4:17 ص    عدد الزيارات 2132    القسم عربية

        


 

المظاهرات تعم سوريا مجددا.. وتجاذبات دولية عشية «جنيف»
مسؤول سعودي لـ «الشرق الأوسط»: لسنا متفائلين بنتائج الاجتماع اليوم > مجازر في دوما وخنق أحياء في حمص > الجيش الحر يأسر اثنين من كبار ضباط الأمن
واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة بروكسل: عبد الله مصطفى
خرج آلاف السوريين في جمعة «واثقون بنصر الله» إلى الشارع، رغم تصاعد أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد، مطالبين بإسقاط النظام، وووجهت بعض المظاهرات بإطلاق نار واعتقالات.
وبينما سارت المظاهرات من حلب شمالا وإدلب، إلى حمص في وسط البلاد ودرعا، وصولا إلى أحياء العاصمة دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «المظاهرات عمت أحياء دمشق على الرغم من الحصار الأمني الكبير للأحياء الثائرة». وفيما أعلن الجيش الحر أسر اثنين من كبار ضباط الأمن، أحدهما سبق له أن ظهر خلال مجزرة سجن صيدنايا التي ارتكبها النظام السوري ضد مساجين عام 2008, بث ناشطون أمس مقاطع فيديو لما وصفوه بـ«المجزرة»، تظهر فيه صور عشرات الجثث بينهم أطفال ونساء قتلوا في دوما. كما تعرضت مدينة حمص وريفها للقصف العنيف، وسط أشرس هجمة عسكرية منذ انطلاق الثورة مع حصار خانق على أحياء المدينة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن «الحملة الدموية التي يشنها جيش النظام على دير الزور استمرت لليوم الثامن على التوالي».
وبينما تتعلق أنظار العالم بما سيسفر عنه اجتماع جنيف اليوم، طغت تجاذبات دولية حول خطة كوفي أنان المبعوث الدولي - العربي، عشية انعقاد اجتماع جنيف لمجموعة العمل، بعد التصريحات الروسية المتناقضة وما عد تراجعا من موسكو عن القبول بخطة أنان للوصول إلى حل سياسي. إلا أن المبعوث الدولي أعرب عن تفاؤله بأن تسفر الاجتماعات عن نتيجة مقبولة. وقال أنان أمس لدى وصوله إلى جنيف للاشتراك في المناقشات التحضيرية «نأمل أن تكون الاجتماعات نقطة تحول في الأزمة السورية»، وردا على سؤال من «الشرق الأوسط»، قال أسامة نقلي رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية، إن بلاده غير متفائلة بنتائج الاجتماع في ظل التصريحات غير الإيجابية للمسؤولين السوريين. وأضاف «عموما السعودية عضو في الجامعة العربية، والجامعة ممثلة في الاجتماع بأمينها العام ورئيس المجلس الوزاري وأيضا رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية», بينما طلب قادة الاتحاد الأوروبي من مجلس الأمن الدولي تبني خطوات مشددة وعقوبات تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد النظام السوري.
 
أنان يبدي تفاؤله بقدرة اجتماع جنيف على الخروج بنتائج مقبولة، بان كي مون: لا بد قبل أي شيء أن نناقش تحقيق وقف كامل للعنف

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.. تتعلق أنظار العالم بما سيسفر عنه اجتماع جنيف اليوم، وقدرة المشاركين في الاجتماع على التوحد حول وضع خطة لحل الأزمة السورية وتحقيق توافق في الآراء حول مسألة الانتقال السياسي قبل أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية تهدد استقرار المنطقة.
ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، إضافة إلى تركيا والعراق وقطر والكويت والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وشهدت مدينة بطرسبورغ الروسية اجتماعات بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف للتفاهم حول المرحلة الانتقالية في سوريا.
وعبر المبعوث الدولي كوفي أنان عن تفاؤله أن تثمر الاجتماعات عن نتيجة مقبولة، وقال أمس لدى وصوله إلى جنيف للاشتراك في المناقشات التحضيرية «أعتقد أننا سنعقد اجتماعا جيدا، وأنا متفائل أن القوى العالمية والإقليمية ستصل إلى نتيجة مقبولة». بينما أشار أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي أنان، إلى أن الاجتماعات التحضيرية تتم وفق الجدول المحدد لها والمحادثات تسير في مسارها بشكل جيد.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يأمل أن يمثل الاجتماع في جنيف «نقطة تحول» في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاضطرابات، مشيرا إلى أنه لا يريد استباق نتائج الاجتماع ولا إصدار أحكام مسبقة عليه. وقال مون للصحافيين عقب الجمعية العامة بشأن نتائج مؤتمر ريو للتنمية المستدامة الخميس «لا بد قبل أي شيء أن نناقش كيف يمكننا تحقيق وقف كامل للعنف، وهو البند الأول من خطة كوفي أنان، ويحدوني الأمل أن ننتهز قوة الدفع في هذه اللحظة لدفع الأمور إلى الأمام وتنفيذ جميع النقاط الست الواردة بخطة المبعوث المشترك».
وأضاف أن المبعوث الدولي أنان «يضطلع بمهمة شديدة التعقيد لكن يحدوني الأمل أن يصبح اجتماع جنيف بمثابة نقطة تحول في الأزمة السورية».
وأكد عدد من مسؤولي الأمم المتحدة أن كل المشاركين في الاجتماع وافقوا على الخطوط العريضة التي اقترحها أنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية وقدمها في مسودة من ثلاث ورقات تحمل عنوان «خطوط عامة ومبادئ لتحقيق انتقال يقوده السوريون».
وتسمح الخطة لبعض أعضاء النظام الحالي بالبقاء في أماكنهم والمشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة التي تضم رموزا من المعارضة، حيث تنص على «تأسيس حكومة وطنية انتقالية تمهد للمرحلة الانتقالية وتعمل بصلاحيات تنفيذية كاملة وتضم عناصر من الحكومة الحالية والمعارضة». وتستبعد الخطة مشاركة من لهم تأثير مدمر لعملية الانتقال السياسي ويلحق وجودهم ضررا بمصداقية العملية الانتقالية ويهدد الاستقرار (من دون أن تسميهم).
وأكدت مقترحات أنان على ضرورة مشاركة جميع الطوائف والتيارات السياسية في سوريا، في عملية الحوار الوطني والتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لتأمين وقف دائم للعنف، والاستجابة لتطلعات الشعب السوري في بناء دولة تعددية ديمقراطية تسمح بالتنافس السياسي وتتقيد بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان واستقلال القضاء وتؤمن فرصا متساوية للمواطنين من دون تمييز. وتطالب مقترحات أنان بالتوصل إلى حل للنزاع وإنهاء إراقة الدماء من خلال حوار سلمي مع احترام سيادة واستقلال ووحدة سوريا وأراضيها، ووضع إطار زمني لأي تسوية ذات خطوات محددة للعملية الانتقالية، كما يؤكد على استعداد المجتمع الدولي لدعم تطبيق الاتفاق الذي يتوصل إليه السوريون. وقال دبلوماسيون إن روسيا اقترحت يوم الخميس إجراء تعديلات على خطة أنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا بعد أن وافقت عليها في البداية، لكن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رفضت التعديلات، وهدد عدد من وزراء الخارجية بعدم التوجه إلى جنيف إذا كان الاجتماع لا يؤدي إلى اعتماد خطة الانتقال السياسي. وكانت التعديلات المقترحة تتعلق برفض موسكو اتخاذ خطوات تؤدي إلى إجبار الأسد على التخلي عن منصبه. وقال الدبلوماسيون إن روسيا أعطت موافقتها على مقترحات أنان ثم عادت وطلبت إجراء بعض التعديلات عليها بما أعطى انطباعا لدى الدول الغربية بأن الروس يتراجعون عن موقفهم. وأشار الدبلوماسيون إلى أن موسكو تعترض على الطلبات المتزايدة المتعلقة بملاحقة حكومة بشار الأسد قضائيا لمساءلته عن انتهاكات حقوق الإنسان.
تجاذبات دولية حول خطة أنان عشية انعقاد اجتماع جنيف لـ«مجموعة العمل»، مصادر غربية: يتعين متابعة ما يصدر عن لقاء كلينتون ولافروف لقياس نسبة نجاح المؤتمر أو فشله

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم ... ساد الغموض، أمس، العواصم الغربية بخصوص مصير مؤتمر جنيف لـ«مجموعة العمل» حول سوريا بعد التصريحات الروسية المتناقضة، وما عد تراجعا من موسكو عن القبول بخطة المبعوث الدولي العربي، كوفي أنان، للوصول إلى حل سياسي يعتمد، في خطوطه العريضة، على تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من النظام والمعارضة في سوريا.
وأعربت مصادر دبلوماسية أوروبية عن دهشتها وعن «عدم فهمها» لما حصل في الفترة الفاصلة بين رد موسكو المبدئي الإيجابي على «ورقة» أنان التي وزعها على الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن المدعوة إلى جنيف، وتصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف بعد ظهر أول من أمس، الخميس، التي أحبطت الآمال المعلقة على الاجتماع. وأفادت هذه المصادر بأنها «عاجزة» عن معرفة ما إذا كان أنان قد «تسرع» في اعتبار أن موسكو وافقت على ورقته أم أنه قد استوعب «بشكل خاطئ» الجواب الروسي وفسره «على طريقته». وقال لافروف شيئين؛ الأول أن بلاده «لا يمكن أن تدعم حلا مفروضا من الخارج»، مما يعني عمليا ترك السوريين يتقاتلون في ما بينهم وإطلاق يدي النظام في تصفية الانتفاضة بالطريقة التي يراها، والثاني أنه «ليس هناك مشروع متفق عليه» للحل في سوريا، الأمر الذي ينسف جذريا جهود أنان ويعيد المفاوضات في جنيف إلى المربع الأول.
ولخصت مصادر دبلوماسية فرنسية، أمس، موقف الدول الغربية من اجتماع جنيف بقولها إن هذه الدول قبلت الذهاب إلى جنيف لأنها «رأت فيه فرصة للتقدم نحو الحل السياسي أما في حال غاب هذا الاحتمال فلا نرى فائدة من الاجتماع». وبعد أن أكدت باريس، أول من أمس، مشاركة لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسية، في اجتماع جنيف إلى جانب الوزيرة الأميركية، هيلاري كلينتون، والوزير البريطاني، ويليام هيغ، فقد بدت أمس «متحفظة» إزاء هذه المشاركة. ودعت هذه المصادر إلى متابعة ما سينتج عن لقاء الوزيرة الأميركية ونظيرها الروسي لافروف في سان بطرسبرغ (مساء أمس) وما قد يتوصلان إليه من «تفاهمات» بشأن مستقبل سوريا، وخصوصا الضمانات التي يمكن أن توفرها واشنطن لموسكو بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في باريس إن موسكو «تقصدت» صب ماء بارد على الغربيين عشية وصول كلينتون إلى سان بطرسبرغ بغرض «رفع الثمن» الذي تطلبه و«الإمساك بورقة إضافية للتفاوض» مع الجانب الأميركي والغربي.
ويبدو الخلاف الغربي - الروسي قويا حول «توصيف» ورقة أنان. فمن جهة، يرى الغربيون أن مضمون الورقة يمثل «الغائية» التي من المفترض أن يسعى المؤتمر للوصول إليها عبر خطوات «عملية» تقود من خلال مراحل متلاحقة إلى تحقيق الهدف المنشود أي التغيير السياسي في سوريا. وفي المقابل، فإن الجانب الروسي ينظر إليها على أنها «قاعدة» أو نقطة انطلاق للمفاوضات، مما يعني من جهة ترك الأمور «مفتوحة» ومن جهة أخرى تلافي «الحشر» في زاوية التغيير السياسي كما يفهمه الغربيون.
وأمس، استقبل لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، ليبحث معه أمرين؛ الأول: اجتماع جنيف، والثاني: مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، الذي دعت إليه فرنسا 153 دولة وهيئة ومنظمة، والذي سيعقد يوم السادس من يوليو (تموز) المقبل. وشدد الناطق باسم الخارجية، برنار فاليرو، أمس، على أهمية حضور المعارضة التي ستكون مبعدة عن اجتماع جنيف وأهمية توفير الدعم والمساندة لها. غير أن الخارجية لم تكن قادرة على تحديد ما إذا كان المجلس الوطني السوري وحده سيكون حاضرا في باريس أم أن هناك أطرافا أخرى من المعارضة السورية ستدعى إليه.
ولا تزال باريس ترغب، إذا ما تبين أن روسيا جاهزة لتليين موقفها في جنيف، في العودة إلى مجلس الأمن الدولي من أجل وضع خطة أنان تحت الفصل السابع، مما يفتح الباب أمام فرض عقوبات اقتصادية على الجهات الممانعة. وردا على الحجة القائلة إن تحقيق تقدم في جنيف ينفي الحاجة إلى قرار جديد في مجلس الأمن، أعربت المصادر الفرنسية عن تمسكها باستصدار قرار ملزم «لأنه ليس من المؤكد أن النظام السوري سينفذ آليا ما قد ينتج عن اجتماع جنيف، حتى وإن حظي بدعم روسي». ولذا، فإن ثمة حاجة لوجود «أداة ردعية» من شأنها حمل النظام السوري على الانصياع وقبول تنفيذ الخطة الدولية.
زعماء الاتحاد الأوروبي يجددون الدعم لخطة أنان ومطالبة المعارضة بالتوحد، موسكو تؤكد أهمية الحوار بعيدا عن التدخل الخارجي

جريدة الشرق الاوسط... بروكسل: عبد الله مصطفى موسكو: سامي عمارة ... طلب قادة الاتحاد الأوروبي من مجلس الأمن الدولي تبني خطوات مشددة وعقوبات ضد سوريا تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وجدد الاتحاد دعمه لخطة أنان ببنودها الستة الرامية لإيجاد حل للأزمة في سوريا. جاء ذلك في مسودة بيان ختامي لاجتماعات القادة الأوروبيين التي انطلقت ببروكسل أول من أمس، واستغرقت يومين. وعلى الرغم من انشغال القمة بالقضايا الاقتصادية فإن القادة خصصوا حيزا من المناقشات لتطورات الأوضاع في سوريا عشية اجتماعات جنيف.
وحول هذا الصدد وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت رئيسة ليتوانيا داليا جيرباوسكايتي «السيدة أشتون مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ستذهب إلى جنيف، وكلنا نساند إيجاد تسوية للأزمة في أقرب وقت ممكن لأن الوضع سيئ على أرض الواقع، وأتمنى من كل دول الاتحاد وروسيا والولايات المتحدة أن تتوصل في النهاية إلى الحل». فيما قال هانز سوبود، رئيس مجموعة الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي «هناك أمور غير واضحة لنا، فهناك خلافات بين قوى المعارضة السورية، ومنهم من يريد السلاح، ومنهم من يطلب أشياء أخرى، ونحن في البداية تعاملنا بشكل جدي مع الأزمة وكان علينا أن نفعل المزيد، وأعتقد أن التدخل في الوقت الحالي صعب للغاية، وسنكون سعداء إذا شاركت روسيا في الحل وأقنعت النظام السوري بإيجاد تسوية». وعشية اجتماعات جنيف حول سوريا، جاءت مناقشات قادة أوروبا للوضع السوري وانتهت إلى تجديد إدانة أعمال العنف والقتل التي يتعرض لها المدنيون السوريون. وشدد زعماء أوروبا على ضرورة إجراء تحقيقات دولية، مستقلة وشفافة، في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة. وعبر القادة عن دعمهم للجهود الدبلوماسية التي يبذلها كوفي أنان، لدى الأطراف الدولية الفاعلة، من أجل السماح بالشروع في عملية سياسية في هذا البلد.
وجدد الاتحاد دعمه لخطة أنان بكل بنودها، وبعد أن طلب القادة من مجلس الأمن الدولي تبني إجراءات مشددة وعقوبات ضد سوريا، رحب زعماء أوروبا بما تم إقراره من عقوبات أوروبية سابقة على سوريا، وأكدوا أن هذه العقوبات «ستبقى خاضعة للمراجعة والتقييم بشكل دائم»، وحث الزعماء الأوروبيون كل أطراف ومجموعات المعارضة السورية على التوافق على وثيقة مبادئ شاملة ومنظمة من أجل تأمين مرحلة انتقالية سلمية في سوريا. وبعد أن شدد زعماء أوروبا على ضرورة وقف العنف من قبل كل الأطراف، أكدوا على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.
إلى ذلك, عادت موسكو إلى تأكيد تمسكها بالحوار سبيلا رئيسيا إلى التوصل إلى تسوية سياسية للأوضاع الراهنة في سوريا. وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس حول لقاء ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية مع ليهو إي سفير الصين في العاصمة موسكو إلى أن الجانبين تبادلا الآراء حول جدول أعمال مؤتمر جنيف الذي يبدأ أعماله اليوم لبحث الأزمة السورية، فيما خلصا إلى التأكيد على «تطابق الآراء في مواقف موسكو وبكين من ممارسة الإملاءات الخارجية في الشؤون السورية، والتشديد على ضرورة تحويل الأحداث في سوريا من مجرى المواجهة إلى الحوار الوطني والعملية السياسية». وكانت موسكو أعلنت أن جدول أعمال لقاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون يتضمن نفس الموضوعات إلى جانب المسائل المتعلقة بملف البرنامج النووي الإيراني والعلاقات الثنائية من منظور الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما على هامش قمة «العشرين» في منتجع «لوس كابوس» المكسيكي في منتصف يونيو (حزيران) الجاري.
المعارضة السورية تؤكد رفض أي حل لا يضع تنحي الأسد بندا أوليا، سمير النشار لـ «الشرق الأوسط»: هناك تحركات روسية ـ إيرانية للمحافظة على مصالحهما وإبقاء أركان النظام في السلطة

بيروت: كارولين عاكوم .. قبل أيام معدودة من انعقاد ثلاثة مؤتمرات حول الأزمة السورية، الأول الاجتماع الوزاري في جنيف والثاني مؤتمر المعارضة في القاهرة والثالث مؤتمر أصدقاء سوريا في فرنسا، ينشط رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي على خط الحراك العربي والدولي بهدف استباق ما قد يعلن في مؤتمر جنيف والتأكيد على رفض أي طرح أو حل لا يكون فيها تنحي الأسد بندا أوليا. مع العلم أن صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أشارت إلى أن «الحكومات الغربية قد تبقي الأسد في السلطة لمدة عامين في محاولة لإيجاد بديل لإمدادات النفط إلى القارة الأوروبية والتي تمر عبر سوريا في الوقت الحالي»، لافتة إلى أن «الأميركيين والروس والأوروبيين يعملون على إعداد هذه الصفقة مقابل بعض التنازلات لإيران والسعودية في كل من لبنان والعراق».
وأوضح التقرير أن «الغرب مستعد لوضع المجازر التي تجري في سوريا وانتهاكات حقوق الإنسان على أراضيها مقابل رؤية (الصورة الكبرى) وهي كالعادة النفط والغاز»، وأضافت أن «الدول الغربية ستتحمل الأسد في الوقت الراهن حتى نهاية الأزمة عوضا عن المطالبة بأن رحيله هو بداية النهاية».
وهذا ما لفت إليه سمير النشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، الذي رافق سيدا في زيارته الأخيرة إلى العراق قبل أن ينتقل إلى فرنسا للقاء وزير خارجيتها، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: يبدو أن هناك تحركات روسية - إيرانية لإيجاد تسوية إقليمية دولية من خلال طرح حلول وسط حفاظ على مصالحهما والإبقاء على أركان النظام السوري وبالتالي تأجيل التفاوض حول مصير الأسد إلى وقت لاحق أي بعد تشكيل الحكومة، مضيفا «لذا نخشى لأسباب عدة، أن يخرج مؤتمر جنيف بتوصيات تصب في خانة هذه الاقتراحات بهدف الضغط علينا وعلى مقررات مؤتمر القاهرة في بداية يوليو (تموز) المقبل، وتحركاتنا اليوم هي بهدف الإعلان عن مواقف متقدمة لقطع الطريق أمام أي محاولات كهذه».
وأكد النشار «أن القضية الأساسية التي يعمل عليها المجلس في هذه الفترة ولا سيما قبل انعقاد مؤتمر جنيف، هي التأكيد أن الحد الأدنى الذي نقبل به لحل الأزمة السورية هو تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ورفض أي اقتراحات أو مبادرات قد تعمل كل من روسيا وإيران عليها في محاولة منهما لخلط الأوراق وإحراج المعارضة، على غرار ما أعلن حول تشكيل حكومة انتقالية تجمع المعارضة وشخصيات من النظام»، وعن ردود فعل الدول التي يلتقي بها أعضاء المكتب التنفيذي تجاه قرار كهذا، قال النشار «لا نطلب مواقف هذه الدول، بل ما نقوم به هو شرح موقفنا وأولويات المعارضة والشعب السوري الذي لن يقبل بدوره بأي عملية سياسية لا يكون فيها تنحي الأسد بندا أولا، تاركين لكل دولة اتخاذ القرار الذي تراه مناسبا».
وفي حين تخوف النشار من احتمال قبول هيئة التنسيق الوطنية بطرح المبعوث الدولي كوفي أنان تشكيل حكومة انتقالية، اعتبر رئيس هيئة التنسيق الوطنية، أن القبول بخطة أنان يعني تطبيق كامل بنودها سلة متكاملة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: و«بالتالي القول بتشكيل حكومة انتقالية يجب أن يكون بعد تطبيق بنود خطة أنان، والأهم تسليم السلطة إلى نائبه».
من جهته، حذر تيار التغيير الوطني السوري مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بسوريا من مغبة طرح أي حلول جديدة لوقف حرب الإبادة التي يشنها النظام السوري على الشعب لا تتضمن تنحي بشار الأسد وخاصة المساعي الرامية حاليا لتشكيل حكومة وحدة يدفع المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان باتجاهها.
وأكد تيار التغيير في بيان له أنه «لا توجد جهة وطنية سورية شريفة يمكن أن تقبل بمثل هذا الحل، فضلا عن عدم وجود جهة مخولة من الشعب السوري لإتمام صفقة تمثل بحد ذاتها اعتداء صارخا جديدا على ثورة الشعب السوري».
وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن في بيان له أن وفدا من أعضائه برئاسة عبد الباسط سيدا التقى في العاصمة الفرنسية باريس، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وذلك بهدف الطلب من فرنسا التحرك على كل الصعد وخاصة الأوروبي والدولي بصفتها عضوا دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، لوقف «المجازر التي يرتكبها النظام السوري بشكل يومي بحق المدنيين العزل في سوريا، وعرض موقف الشعب السوري من التحركات السياسية الدولية وخاصة لقاء جنيف ومقترحات كوفي أنان، والاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في باريس».
وكان وفد من المجلس الوطني السوري برئاسة سيدا قد زار العراق، وأجرى لقاءات مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وقادة الإقليم، أسفرت عن توافق على دعم تطلع الشعب السوري للخلاص من حكم الطغيان والاستبداد، وتقديم الرعاية للاجئين السوريين في شمال العراق، على أن ينتقل رئيس المجلس وأعضاء المكتب التنفيذي إلى القاهرة غدا الأحد، للقاء المسؤولين المصريين، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمشاركة في اللقاءات المخصصة لتوحيد رؤى جميع قوى المعارضة السورية تجاه دعم وانتصار الثورة السورية ومستقبل سوريا «ما بعد سقوط النظام الأسدي».
العقيد الكردي لـ «الشرق الأوسط»: النظام هو من يعرقل سيارات الإسعاف ويعتقل الأطباء ويعذبهم، مصدر في «الخارجية» السورية يتهم «مجموعات إرهابية» بإفشال اتفاق لإخراج الجرحى من حمص

بيروت: ليال أبو رحال..... اتهم النظام السوري «مجموعات إرهابية مسلحة بإفشال الجهود التي بذلها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري والسلطات المحلية في مدينة حمص للمرة الخامسة على التوالي لإخراج الجرحى والمرضى والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من مخلب العنف والدمار»، وفق ما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن المصدر قوله إن «ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة هذه تشير إلى طبيعتها اللاإنسانية ووحشيتها التي لا وجود لها، وأصبح واضحا أن كل همها هو الانتقام من هؤلاء الأبرياء واتخاذهم رهائن ودروعا بشرية لممارستها القتل والإرهاب». وأكد أن «الحكومة السورية قد قدمت للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري كل التسهيلات اللازمة من أجل إخلاء هؤلاء المواطنين الأبرياء وتقديم الدواء والغذاء والأمان لهم».
وجاء الموقف السوري غداة إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس فشل الجهود لإجلاء المدنيين والمصابين من مدينة حمص مجددا بعد تعذر دخول فريق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة. وأشارت بياتريس ميجيفاند روجو، رئيسة عمليات الصليب الأحمر الدولي في منطقة الشرق الأوسط والأدنى، إلى أنه «كان هناك اتفاق مع السلطات السورية والمعارضة كي يقوم فريق الصليب الأحمر بعملية إجلاء يوم الأربعاء، لكن لم يتم الالتزام به، ولم يتمكن أعضاء الفريق من العمل».
وشدد قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» على «أننا كمعارضة وجيش حر أحوج ما نكون إلى المساعدة والسماح بدخول الصليب الأحمر الدولي لإخلاء المدنيين وإسعاف الجرحى سواء أكانوا من عناصرنا أو من الناشطين والمدنيين»، متهما «النظام السوري بأنه من يعرقل سيارات الإسعاف وعمل المسعفين، ومن يعتقل الأطباء ويعذبهم ويقتلهم ويقوم بكل أشكال الانتهاكات».
وقال «حاولنا أكثر من مرة التفاوض لإنقاذ الجرحى وإجلاء جثث شهدائنا والقتلى من الجانبين، لكن النظام بادر إلى الرفض دائما»، مؤكدا أن «الالتزامات يجب أن تقدّم من النظام وليس المعارضة المبادرة دائما إلى الالتزام بكل ما يحمي المدنيين ويضمن سلامتهم».
وأحجم المتحدث باسم لجنة الصليب الأحمر في جنيف بيجان فارنودي عن تقديم تفاصيل أو تحميل مسؤولية فشل الجهود لأي من الطرفين، فيما أشارت اللجنة إلى أنها و«الهلال الأحمر العربي السوري هما المنظمتان الوحيدتان فعليا اللتان تعملان في المناطق الأكثر تضررا في البلاد»، مشددة على أن «حرية الوصول بشكل آمن ومن دون إعاقة أمر جوهري لعملهما، وأن فرقهما تتعرض لأخطار كبيرة أثناء قيامها بمهامها».
 
مود يغادر دمشق والنظام يرتكب مجازر في دوما ويخنق أحياء حمص المتمردة، السوريون يتحدون قصف النظام بمظاهرات جمعة «واثقون بنصر لله»


لندن: «الشرق الأوسط»... رغم سقوط أكثر من 180 قتيلا يوم أول من أمس، خرجت مظاهرات يوم أمس، والتي سميت «واثقون بنصر الله» في مختلف أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة في محافظات حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وحمص (وسط) وريف دمشق واللاذقية (غرب) ودير الزور (شرق) وفي العاصمة دمشق.
وبينما بث الناشطون صورا للقتلى بنار قوات الأمن والجيش النظام في ريف دمشق ودير الزور وغيرها من مناطق، خلال يومي الخميس والجمعة كانت وسائل الإعلام الرسمية تبث تقاريرها حول نتائج العمليات العسكرية الشرسة والتمكن من قتل «إرهابيين في دوما وحمص ودير الزور»، وفي وقت غادر فيه رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود دمشق إلى جنيف للمشاركة في الاجتماع لـ«مجموعة العمل حول سوريا» ومن المقرر عقده اليوم، وبث ناشطون يوم أمس مقاطع فيديو لما وصفوه بـ«المجزرة» وتظهر صور عشرات الجثث بينهم أطفال ونساء قتلوا في دوما جراء القصف العنيف المتواصل على المدينة منذ أكثر من أسبوع، وقالت مصادر محلية في مدينة دوما لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام يرتكب مجازر في مدينة دوما، وأن هناك أكثر من خمسين جثة بينهما حالات ذبح وإعدام ميداني بالرصاص، ولفتت إلى أن عائلة السليك أحد عشر شخصا كانت تحاول الهرب من القصف إلى أحد الملاجئ حين داهمتهم قوات النظام وطلبت منهم الاتجاه إلى الجدار ثم رمتهم بالرصاص وقتلتهم جميعا، وهم جدة وولداها وزوجتهما وأطفالهما بالإضافة إلى ابنة اختهما مهندسة» وتابعت المصادر أن قوات النظام «تشن حملة مداهمات للمنازل وتقوم بعمليات قتل انتقامية متوحشة» حيث تم قتل «22 شخصا أغلبهم من عائلة طعمة تواجدوا في أحد الأقبية بينهم أطفال ونساء وذلك لأن أحد أبناء الأسرة شاهدته القوات النظامية يقوم بتصوير القصف» وأظهر مقطع فيديو أطفالا قتلى وما تزال الألعاب بأيديهم، وأكدت المصادر وجود نحو «أربع عشرة جثة في الشارع عند صالة الشيخ بكري جامع زين لم يتم التعرف عليها» في إشارة إلى أنه لم يتم إحصاء جميع القتلى الذين تم التعرف على 71 قتيلا، هذا ناهيك عن عشرات الجرحى بينها حالات خطيرة.
وقال ناشطون إن الممرضة رجاء اليوسف طوزان قتلت في دوما يوم أمس أثناء إسعافها جرحى القصف قرب منزلها، وتواصلت الحملة العسكرية التي يشنها النظام في مدينة دوما وسط قصف عنيف وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «الأجهزة الأمنية المختصة واصلت يوم أمس الجمعة ملاحقتها للمجموعات الإرهابية في دوما ومداهمة أوكارها» وإن الاشتباكات أسفرت عن «مقتل العشرات من الإرهابيين وإصابة واعتقال عدد كبير منهم»، ونقلت (سانا) عن مصدر رسمي قوله: إن «الاشتباك أسفر أيضا عن تدمير مقرات رئيسية للمجموعات الإرهابية المسلحة ومراكز اتصالات وعربات مجهزة برشاشات تم العثور عليها خلال مداهمة أوكار الإرهابيين على سجون كانت تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة لتعذيب المخطوفين والتنكيل بهم وقتلهم. كما عثر على مشاف ميدانية تحوي أجهزة طبية مسروقة من بعض المراكز والمقرات الصحية التي سطت عليها المجموعات الإرهابية» من جانبها قالت (الدنيا) الموالية للنظام نقلا عن مصادر خاصة أن «حملة استئصال الإرهابيين في دوما بريف دمشق تعتمد على نظرية العمل الجراحي وهي مستمرة على قدم وساق»، وبينما خرجت مظاهرات في عدة أحياء في مدينة دمشق وأكبرها كانت في مخيم اليرموك من جامع الحبيب المصطفى وتم رفع علم الثورة السورية والعلم الفلسطيني، وأطلقت قوات النظام الرصاص لتفريق المتظاهرين وجاءت هذه المظاهرة بعد يومين من اغتيال المسؤول العسكري لحركة حماس كمال غناجة في قدسيا في ريف دمشق، وما زال الغموض يلف ظروف اغتياله.
وشوهد تحليق للطيران الحربي فوق حي برزة، مع سماع دوي انفجارات وقصف على منطقة البساتين ببرزة، في وقت تواصل فيه القصف العنيف على مدينة حرستا القريبة من دوما، وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر المروحيات تقصف مدينة حرستا، وسمعت أصوات القصف في أحياء دمشق القريبة من حرستا، وقال ناشطون إن طائرة حربية حامت فوق حي الحدائق والجسرين جيئة وقامت بقصف الأراضي والمزارع في محيط حرستا ، كما شوهد طيران مروحي فوق حيي بابا توما والميدان وجرت اشتباكات عنيفة في عين ترما ظهر يوم أمس. جرى بعدها محاصرة عين ترما وتم قصفها بالمدفعيات. كما قصفت معضمية الشام والضمير في ريف دمشق، وقالت مصادر محلية في معضمية الشام إن قوات النظام «استهدفت المحال التجارية والمنازل والسيارات وكل شيء يتحرك كما شوهد تحليق للطيران وتدمير الكثير من المنازل والمحال التجارية جراء إطلاق الرصاص الكثيف بالقرب من الكازية على الشارع العام».
وقال الجنرال مود ظهر يوم أمس قبل مغادرته دمشق «أنا ذاهب إلى جنيف للمشاركة مع اللاعبين الفاعلين المجتمعين هناك والذين سيبذلون ما بوسعهم من أجل إيجاد طريق سلمي للخروج من الأزمة في سوريا»، وأضاف مود «رؤساء الدول والمنظمات الدولية موجودون هناك وأنا أحمل معي الصوت من دمشق الصوت من الأرض ووجهة نظر بعثتي، للمشاركة في إيجاد حل وللتحرك نحو الأمام فيما يخدم تطلعات ومصالح الشعب السوري»، وتشارك في هذا الاجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (أميركا، فرنسا، بريطانيا، الصين، وروسيا)، تركيا، الاتحاد الأوروبي، قطر، الكويت والعراق.
وكانت وقعت اشتباكات فجرا في مدينة النبك في منطقة القلمون، مع استمرار تعرض مدينة حمص وريفها للقصف العنيف، قصف مدفعي عنيف على حي جورة الشياح في مدينة حمص وسط إطلاق نار كثيف من رشاشات جيش النظام الثقيلة، في محاولة لاقتحامهما حيث استمرت الاشتباكات العنيفة هناك، وما تزال عشرات العائلات عالقة في تلك الأحياء تعيش حالة حصار قاتلة مع انعدام وصول المواد الغذائية والإغاثية، حيث فشلت منظمة الصليب الأحمر مجددا في إخراج تلك العائلات، وجدد المرصد السوري مناشدة «كافة المنظمات والهيئات ومنظمتي الهلال والصليب الأحمر إرسال طواقم طبية بشكل عاجل إلى مدينة حمص» حيث توجد نحو 1000 عائلة محاصرة. وجاء في البيان «تتعرض مدينة حمص لأشرس هجمة عسكرية منذ انطلاق الثورة مع حصار خانق على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص وكافة أحياء حمص القديمة منذ ما يقرب الشهر، الأمر الذي جعل من الوضع الإنساني كارثيا على كافة الصعد».
وأشار إلى «نقص أكثر من حاد في الاحتياجات الأساسية للمعيشة وخصوصا الخبز، إذ يضطر الأهالي إلى استهلاك الخبز اليابس والقديم»، إضافة إلى انقطاع المياه والكهرباء والنقص في المحروقات والأدوية والمشافي. وأشار إلى أن العائلات المحاصرة «تواجه خطرا حقيقيا ولا يتوافر لهم أي شيء»، مطالبا بوقف «حملة الإبادة الشرسة التي تطال ما بقي من سكانها الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مجزرة جماعية».
وخرجت مظاهرات في مدينة حمص وريفها في حي الملعب وفي القصير، وتجدد القصف العنيف على القصير وتلبيسة والحولة.
وفي مدينة دير الزور، استمر القصف على أحياء عدة لليوم الثامن على التوالي وسقطت القذائف على أحياء الحميدية والعرفي والجبيلة والعمل، وقالت مصادر محلية في دير الزور إن قوات الأمن والشبيحة قاموا بنهب المحلات والبيوت في المناطق التي يسيطر عليها الجيش النظامي، ورغم ذلك خرجت مظاهرات حاشدة في أحياء: المطار - الجبيلة – الجورة – العمال، في منطقة العرضي اكتفى المتظاهرون بالتكبير داخل المسجد بعد أن حذرهم الجيش الحر من التجمع خشية القصف المستمر على الحي.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن «الحملة الدموية التي يشنها جيش النظام على المدينة استمرت لليوم الثامن على التوالي بقصف عنيف على معظم أحيائها، وسقط أكثر من مائة وثمانية وخمسين شهيدا بينهم نساء وأطفال والطبيب المسعف بشار اليوسف في الهلال الأحمر الذي استشهد، برصاص قناصة في الرأس، وأكثر من 2000 جريح بين مشاف ميدانية ومشاف خاصة وتردي الأوضاع الصحية بسبب نقص الكوادر الطبية والأدوية وعدم التمكن من إجراء عمليات جراحية في ظل القصف وتهدم عدد كبير من المنازل والمحال التجارية جراء استمرار القصف العشوائي».
 
ليس للأسد إلا إيران

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط.... أول أيام الثورة السورية قال بشار الأسد لأحد زواره من المسؤولين العرب إنه أيقن أن من يجلس على كرسي الحكم في دمشق لا يمكن له أن يكون وثيق الصلة بإيران وبعيدا عن محيطه العربي، ولذا يلاحظ ندرة استقبال الأسد علنا لمسؤولين إيرانيين، لكن اليوم، وبعد قرابة ستة عشر شهرا من عمر الثورة السورية نجد أن الأسد يعطي حوارا مطولا للتلفزيون الرسمي الإيراني!
ومعنى هذا أن الأسد بات يشعر بحرج موقفه، وموقف نظامه، خصوصا أن حديثه للتلفزيون الرسمي الإيراني يأتي في توقيت نجد فيه أن المجتمع الدولي بات بنقاش محموم الآن حول انتقال السلطة بسوريا، وسواء فشل الأمر أم نجح، فالأهم أن الحديث لم يعد حول إعطاء فرص جديدة للأسد، وإنما كيفية التخلص منه. كما يأتي حديثه للتلفزيون الإيراني الرسمي في وقت نلمس فيه تطورا نوعيا ملحوظا بطبيعة عمل الجيش السوري الحر ميدانيا، سواء اعتقال ضابطين كبيرين من ضباط نظام الطاغية، أو نوعية الهجمات على القوات الأسدية، ناهيك عن تزايد وتيرة الانشقاقات العسكرية بصفوف قوات الطاغية، وعلى أعلى الرتب. وبالطبع يأتي حديث الأسد للتلفزيون الإيراني في الوقت الذي تتحرك فيه القوات التركية تجاه الحدود مع سوريا، وكل ذلك يعني أن طاغية دمشق يدرك أن ملاذه الأخير هو إيران، وليس أحدا آخر، بمن فيهم السوريون، فالأسد لم يوجه حديثه للسوريين من خلال إعلامه الرسمي، أو للعرب من خلال الإعلام العربي، أو الغرب من خلال الإعلام الغربي، بل عبر الإعلام الإيراني الرسمي!
حديث الأسد ليس دليلا على استشعاره لمرحلة الخطر وحسب، لكنه دليل على أنه لا يزال يمارس غروره المعتاد، ويستخدم أساليب الأمس لحل أزمة اليوم، فهو يتحدث عما يدور في سوريا وكأنه يتحدث عن إدارة أزمة بلبنان، كما تعود! فالأسد يقول، مثلا: ليس كل الحكومة التركية ضده. وهذا ما كان يقوله دائما عن السعودية بالحالة اللبنانية، حيث يقسم السعودية إلى أجنحة وتوجهات، مما يعني أن الرجل لم يستوعب أي درس من الثورة الدائرة بسوريا.
والحقيقة أن واقع الحال في سوريا اليوم يقول إن الأسد، وإن مارس المماطلة والتسويف، فإنه بات يدرك خطورة الأوضاع بالنسبة لحكمه، وها هو يلجأ للإيرانيين، وفي الوقت الذي نجد فيه أن كثرا من ضباطه باتوا يعتبرون التحرك العسكري التركي، والحديث الدولي عن انتقال السلطة بدمشق، وكذلك التطور النوعي لعمليات الجيش الحر، بمثابة المؤشر على قرب تداعي نظام الأسد مما سارع من وتيرة الانشقاقات العسكرية، وهذا بالطبع يثبت ما كنا نقوله، وقاله غيرنا، بأنه بمجرد فرض مناطق عازلة أو آمنة على الحدود التركية السورية، أو الحدود الأردنية السورية، فإن من شأن ذلك أن يعجّل بانهيار نظام الطاغية بدمشق، وهو أمر ممكن، بل إن الجيش الحر بات يكرسه يوميا، خصوصا ونحن نرى قدرة الأسد تتداعى بالسيطرة على كامل الأراضي السورية، فها هو برهان غليون يظهر من داخل سوريا، بينما الجيش الحر يتحرك بحرية في كثير من الأراضي السورية. والأهم من كل هذا هو أن الأسد بات يلجأ للإيرانيين علنا، حيث لم يبق له إلا طهران!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,907,623

عدد الزوار: 7,007,829

المتواجدون الآن: 77