بناء الوحدة وهدمها

الميلاد في بيت لحم.......الأحمد: "حماس" ترفض ظهور "فتح" في القطاع بحجمها الحقيقي

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 كانون الأول 2012 - 7:54 ص    عدد الزيارات 1884    القسم عربية

        


 

الميلاد في بيت لحم
احتفلت مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة بعيد الميلاد للمرة الاولى بعد ادراج كنيسة المهد على لائحة اليونيسكو للتراث الانساني ومنح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة.
وأعلن بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال، اثناء توجهه إلى كنيسة المهد في بيت لحم أمس، ان عيد الميلاد هذا العام هو احتفال بميلاد السيد المسيح وبالدولة الفلسطينية.
وقال طوال للصحافيين عند معبر راحيل إن احتفالات عيد الميلاد هذا العام مضاعفة، ففي الوقت الذي يتم فيه الاحتفال بميلاد السيد المسيح يحتفل الفلسطينيون ايضا بميلاد الدولة الفلسطينية. أضاف ان هذه الدولة تحتاج إلى رجال وزعماء ونوايا طيبة ووحدة.
وغادر طوال البطريركية اللاتينية في القدس يرافقه قساوسة في موكب رمزي ثم رحب به حشد من الاف السائحين والزائرين ورجال الدين عند ساحة المهد خارج كنيسة المهد.
وككل عام انطلقت احتفالات شعبية واسعة مع وصول الزياح الى ساحة المهد في وسط المدينة حيث تجتذب هذه الانشطة قسما كبيرا من السياح الذين يفدون الى الضفة الغربية.
ومع حلول الظلام اضيئت في الساحة شجرة ميلاد هائلة مزينة بكرات حمراء امام كنيسة المهد، وحيث تجول الاف السياح الفلسطينيين والاجانب من مسيحيين ومسلمين.
وقالت الطالبة تغريد رشماوي (20 عاما) من بيت لحم لوكالة فرانس برس "انه وقت سعيد جدا بالنسبة لنا، الناس فرحون ومتحمسون خاصة هذا العام لانه يأتي بعد ان اعطتنا الامم المتحدة وضع دولة". وتابعت "هذا القرار اعطانا الامل ونشعر أن العالم يرانا الان كدولة".
وترأس طوال قداس منتصف الليل في كنيسة القديسة كاثرينا المجاورة لكنيسة المهد بحضور عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة.
وقال عباس في رسالة الميلاد "إننا نقاوم الظلم والطغيان في بيت لحم، مدينة المحبة، بالصمود والبقاء. كما أننا نجابه بحزم من خلال بناء مقومات الدولة الحديثة ومؤسساتها وبنيتها التحتية، ونجابه آلة الحرب والاحتلال الإسرائيلية التي تريد أن تفتك بمشروع دولتنا المستقلة".
(رويترز، أ ف ب)
 
الأحمد: "حماس" ترفض ظهور "فتح" في القطاع بحجمها الحقيقي
وصف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد أمس رفض حركة "حماس" إقامة مهرجان انطلاقة حركته في "ساحة الكتيبة" في مدينة غزة، بـ"أنها قضية سياسية بامتياز"، مضيفاً أن "حماس لا تريد أن تظهر حركة "فتح" في قطاع غزة بحجمها الحقيقي".
الأحمد وفي تصريح للإذاعة الرسمية الفلسطينية أمس، رفض "المخاوف الأمنية التي ساقتها "حماس" لرفض إقامة المهرجان استناداً لما حدث من قبل"، موضحاً أن "ما حدث في المهرجان الأخير لحركة "فتح" تسبب فيه هجوم عناصر من "حماس"، ولولا ذلك ما حدثت تلك المأساة".
وكان آخر مهرجان انطلاقة لحركة "فتح" في غزة عام 2007، قد شهد اشتباكات عنيفة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وتتخوف "حماس" أمنياً من عقد مهرجان فتح في ساحة الكتيبة.
وأشار الأحمد إلى اتصالات أجرتها مصر مع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ورئيس حكومة "حماس" المقالة، إسماعيل هنيه لاحتواء هذه الازمة، إلا انها لم تلق التجاوب. وأضاف "ان "حماس" طرحت على "فتح" أماكن صغيرة (غير ساحة الكتيبة حيث اقامت "حماس" مهرجانها) لا تتناسب مع شعبيتها في القطاع"، مشيراً إلى أن أحد مسؤولي "حماس" لم يذكر اسمه، قال: "لا نريد أن تعلو الرايات الصفراء (رايات "فتح") على الرايات الخضراء" في إشارة إلى رايات "حماس".
وتابع: "هناك قيادات في "حماس" من مصلحتهم ألا تظهر هذه الشعبية لحركة "فتح" التي تعبر عن الموقف الحقيقي لأهل قطاع غزة، وتريد قتل الأجواء التصالحية"، لافتاً إلى "التصريحات السلبية لبعض قادة "حماس" في غزة بعد زيارة مشعل إلى غزة".
واضاف: "هذه الزيارة أدت إلى بروز أجواء تصالحية خصوصاً بعد انتصار غزة وحصول فلسطين على عضوية مراقب في الامم المتحدة"، معرباً عن أمله في أن تحل هذه المشكلة والعودة إلى تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية، ومتوقعاً أن يلتقي الرئيس محمود عباس مشعل قريباً.
وكانت حكومة "حماس" في غزة وافقت مؤخرا على طلب لحركة "فتح" لإقامة مهرجان انطلاقتها الـ48، إلا أنها ترفض إقامته في ساحة الكتيبة (20 الف متر مربع)، وفي المقابل، سمحت السلطة الفلسطينية مؤخرا لحركة "حماس" بإقامة مهرجان انطلاقتها الـ25 في مدن عدة من الضفة الغربية.
(أش أ)
 
بناء الوحدة وهدمها
هشام دبسي()
تضيء حركة "فتح" شعلة الانطلاقة الثامنة والأربعين، مع غروب اليوم الأخير من كل عام، وتتجه الأنظار يوم الاثنين المقبل، إلى مدينة غزة، حيث من المفترض إحياء مهرجان انطلاقة "فتح" والثورة الفلسطينية هناك. ذلك، بعد أن شهدت مدينة نابلس في الضفة الغربية، احتفال حركة "حماس" بذكرى انطلاقتها مطلع هذا الشهر.
وكما هي ذكرى انطلاقة "فتح" مفعمة بالإنجاز الذي تجسّد في نيل الاعتراف بدولة فلسطين، عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، فإن ذكرى انطلاقة "حماس" كانت مشحونة بالإنجاز، الذي تجسّد في نيل الاعتراف الواقعي بها، والحصول على هدنة طويلة الأمد، بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
تستحضر هذه المناسبة، عادةً ذكريات وصورا، منذ البدايات، وأسماء كبيرة من جيل الآباء المؤسسين. أسماء غابت يعرفها الجميع لها حضورها الدائم، وأخرى لا يعرفها إلا المقربون منها فقط، والمحبون. وفي هذا السياق تتجلى ضرورة القراءة النقدية للمسارات المعمّدة بدماء غزيرة، ودموع وآمال وأحلام وتضحيات، لا تزال تشكل العنوان الأبرز للحقبة الفلسطينية المعاصرة.
إن مراجعة جدّية لمسارات النضال الفلسطيني، تتناول دراسة دور كِلا الحركتين القطبين "فتح" و"حماس" وتتبع تأثيرهما المباشر والبعيد، يحتاج لجهد كبير وأبحاث معمقة لا تنفع معها التعليقات الصحافية السريعة والمبتسرة. ولعل متابعة عمل وإنتاج المراكز الفلسطينية المتخصصة على قلتها، في الوطن والشتات، يظهر ميل نتاجها نحو تغليب أغراض الدعاية السياسية، لذلك تبقى هذه المهمة، مطروحة على عاتق النخب الفلسطينية حتى إنجازها، من أجل المساهمة في تشخيص واقع الحال وسُبل الخروج من مأزق الانقسام، فضلاً عن سُبل تحقيق الأهداف الوطنية.
إن نظرة سريعة لمسار حركة "فتح" بصفتها الحركة القومية الفلسطينية، يكشف كم كانت مجسدة للمصالح الوطنية، عبر مراحل الصراع ومن خلال الإنجازات الأساسية التالية:
أولاً: إعادة إحياء الكيانية والهوية الوطنية الفلسطينية على أسس مستقلة، في مواجهة الإلغاء الصهيوني والمصادر والإلحاق المغلف بالدعوة "القومية" شكلاً والقطرية الضيقة مضموناً.
ثانياً: في سياق إحياء الهوية الوطنية جرى بناء المؤسسات السياسية والنقابية، والاتحادات الشعبية، وتأمين الاعتراف الرسمي بها في المحافل العربية والدولية، فلم ينته عقد السبعينيات من القرن الماضي، حتى استكملت مكونات الشخصية الوطنية الفلسطينية، وحققت عبر نشاطها الدؤوب نجاحاً ملحوظاً في جذب أوسع القطاعات الشعبية للمساهمة في عملية البناء الكبيرة لصرح منظمة التحرير الفلسطينية.
ثالثاً: حملت حركة "فتح" العبء الأساسي في تطوير الوعي السياسي الفلسطيني، وتدرجه البطيء من المرحلة "الرومانسية الشعاراتية"، إلى التماس هلال "البرنامج المرحلي"، وصولاً لإنضاج "خيار الدولتين"، وهذا ما ساعد على تصحيح مسار النضال الوطني عبر نقل الصراع إلى الجغرافيا الفلسطينية، ليظهر الحق الفلسطيني من خلال مراكمة الوقائع الفلسطينية الملموسة في ميدانها الفعلي على أرض الوطن هذا ما تحقق بفضل "اتفاق اوسلو" الذي ما زالت حركة "فتح" تدفع أثمانه من المعترضين عليه على اختلاف مشاربهم وتباين أهدافهم.
رابعاً: لقد دفعت حركة "فتح" بقواها البشرية والمادية كافة في مشروع بناء السلطة الوطنية، نواة جهاز الدولة الفلسطينية وحققت إنجازات ضخمة في حقول التعليم والصحة والبنية التحتية وبناء الهيكلية الشاملة لأسس الدولة المستقلة. وأياً تكن النواقص والمشكلات فإن الثمين في هذه التجربة الأولى لشعبنا هو مضمونها الديمقراطي، حيث نشأت السلطة الوطنية كنتاج للنظام السياسي وليد الانتخابات الحرة "البلدية والتشريعية والرئاسية". لقد حظي شعبنا لأول مرة في تاريخه بديمقراطية فلسطينية وسلطة منتخبة ومؤسسات قابلة للتطور يمكن إخضاعها للرقابة والمساءلة والإصلاح.
ومن دون الاستطراد في قضايا أخرى ذات أهمية، يمكن القول ان على الطرف الآخر، نمت حركة "حماس" بعيداً من الإجماع الوطني وفي مواجهته سياسياً وتنظيمياً وصاغت سياساتها وحركتها الجماهيرية عبر بناء هياكل بديلة للمؤسسات القائمة (طلاب، عمال، مهندسين، أطباء...الخ) وأنصب جهدها التحريضي والعسكري لإفشال العملية السياسية برمتها تحت شعار "إسقاط اتفاق اوسلو"، لكن المفارقة أن لحظة قبولها تحدي الاحتكام للانتخابات، كانت لحظة قبولها لمفاعيل "اتفاق اوسلو" الذي حاربته. على هذا المسار جرى تفكيك وهدم إنجاز"فتح" ووحدة الشعب ومركزيته، حتى حصلنا على شعب تحت الاحتلال يعيش في ظل نظامين سياسيين مختلفين قابلين لأن يتطورا إلى حالتين لا يمكن الجمع بينهما، إذا لم يتم تجاوز مأزق الانقسام راهناً وبأسرع وقت. وهذا ليس بالأمر البسيط والسهل، لأن الانقسام أبعد من خلاف سياسي.
إن الواقع الراهن يحمل في طياته احتمالات خطرة لانتعاش المصالح المحلية الضيقة، على حساب المسألة الوطنية الشاملة. وعلى دعاة الوحدة في حركة "حماس"، حسم خيارهم قبل أن تطيح بدعوتهم تطورات جديدة، فالمسألة ليست احتفالاً في نابلس، أو مهرجاناً في غزة، على أهمية الأمر وضرورته.
() كاتب فلسطيني

المصدر: جريدة المستقبل

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,727,451

عدد الزوار: 7,040,431

المتواجدون الآن: 101