الأسد يسعى لفك «عزلته الدبلوماسية» باستقبال سياسيين «منبوذين» في أوروبا.. الجامعة العربية والمعارضة السورية تبحثان تداعيات «التغييرات الميدانية»...

باريس تحذر من «وضع يد» إيران على سورية..كيري ـ هيغ: مصممون على مساعدة المعارضة لإنقاذ سوريا.....«صن»: روسيا وإيران أرسلتا عشرات آلاف الجنود والخبراء إلى سورية وقرار أميركي حاسم بـ «قلب الموازين» في سورية قبل نهاية الصيف

تاريخ الإضافة الجمعة 14 حزيران 2013 - 5:46 ص    عدد الزيارات 1770    القسم عربية

        


 

باريس تحذر من «وضع يد» إيران على سورية
باريس - رندة تقي الدين
لندن، نيويورك - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - كررت باريس امس تحذيرها من مخاطر «زحف» قوات الرئيس بشار الأسد و «حزب الله» إلى مدينة حلب «ووضع إيران يدها على سورية»، مشددة على أهمية «استعادة التوازن في الوضع على الأرض» لتسهيل انعقاد مؤتمر «جنيف-2».
في غضون ذلك، واصل مقاتلو المعارضة «هجوماً مضاداً» على مواقع عسكرية في ريف حلب وفي شمال شرقي سورية وشمالها الغربي، في مقابل تقدم قوات النظام وموالين لها بـ «حذر» في مدينة حمص وسط البلاد، بينما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن العنف المتصاعد في مرتفعات الجولان السورية المحتلة يعرض للخطر وقف إطلاق النار القائم بين سورية وإسرائيل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقناة «فرانس-2» امس: «تنبغي استعادة التوازن في ميزان القوى على الأرض في سورية، لأنه في الأسابيع الأخيرة استعادت قوات (الرئيس) بشار (الأسد) وخصوصاً قوات «حزب الله» والإيرانيين مع الأسلحة الروسية، جزءاً كبيراً من الأرض. لذلك ينبغي أن نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب لأنها الهدف المقبل لـ «حزب الله» والإيرانيين».
واضاف: «إذا تعذر علينا إعادة التوازن العسكري، لن يكون هناك مؤتمر جنيف-٢ لحل سلمي، لأن المعارضة السورية لن توافق على المشاركة. هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى حل سياسي، ولذا علينا التمكن من وقف قوات بشار للذهاب إلى مؤتمر جنيف» الشهر المقبل.
وتابع فابيوس: «ينبغي أن يمتلك مقاتلو المعارضة السورية الأسلحة لمنع تقدم قوات بشار، التي تملك طائرات ومدافع، والتي استخدمت السلاح الكيماوي. علينا أن نوقف هذا»، لافتاً إلى امتلاك المعارضة «بعض الأسلحة المقدمة من عدد من الدول العربية». وأشار إلى قرار رفع الحظر الأوروبي، الذي يعني أنه ابتداء من مطلع آب (أغسطس) المقبل «يمكن تزويد (المعارضة) السلاح الثقيل. حتى الآن لم يتم القرار بعد. والأميركيون ينظرون فعلاً في الأمر، وواشنطن في طور البحث في الموضوع».
ولفت الوزير الفرنسي إلى أن «الصراع» في سورية بات «دولياً» ويؤثر في الدول المجاورة. وأضاف: «لا أحد يفكر في تدخل عسكري مباشر. لكن هناك أيضاً قضية صدقية. إذا تعذر منع ايران من وضع اليد على سورية، أيُّ صدقية ستكون لنا في مطالبتنا ايران بالتخلي عن السلاح النووي. كل الأمور مرتبطة».
وجاءت محادثات وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ مع نظيره الأميركي جون كيري امس، في وقت اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أنه سيبحث ملف سورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لندن عشية انعقاد اجتماع مجموعة الثماني في إرلندا الإثنين والثلثاء المقبلين.
وقال كامرون في مجلس العموم: «علينا أن نستغل قمة الثماني لمحاولة الضغط على كل الأطراف لعقد مؤتمر سلام والتقدم خطوة نحو تشكيل حكومة انتقالية في سورية». غير أنه قال إن بلاده لم تزود المعارضة بالسلاح، موضحاً: «لا نمد المعارضة بالسلاح. نحن نمدهم بالمساعدة الفنية والمعدات غير الفتاكة. لم نتخذ أي قرار بتزويد المعارضة السلاح».
ميدانياً، أعطى القائد الميداني لعملية اقتحام مطار «منغ» العسكري في شمال شرقي حلب «مهلة أخيرة» لعناصر قوات النظام كي يسلموا أنفسهم، بعد تقدم الكتائب المقاتلة إلى داخل المطار. وحصلت مواجهات في معرة الأرتيق في ريف حلب الغربي، حيث دمر مقاتلو «الجيش الحر» عربتين مدرعتين وقتلوا عدداً من عناصر النظام.
وفيما استمرت الاشتباكات في محيط الفرقة 17 في الرقة في شمال شرقي البلاد، بدأ مقاتلو المعارضة عملية لاقتحام مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة. وواصلت كتائب معارضة عملياتها لاقتحام حواجز للنظام ومواقع عسكرية أساسية بين إدلب وبلدة بنش في شمال غربي البلاد.
في المقابل، جددت القوات النظامية قصفها بقذائف المدفعية والهاون على أحياء حمص القديمة ومناطق في حي وادي السايح الذي يسعى النظام إلى السيطرة عليه باعتباره يفتح الطريق للتقدم في حيي الخالدية وحمص القديمة، اللذين يعتبران معقلين للمعارضة. وأشارت مصادر إلى أن قوات النظام تتقدم بـ «حذر» في حمص بسبب وجود قناصة من «الجيش الحر» في وادي السايح، وذلك تحت غطاء من القصف الجوي.
وفي نيويورك، قال بان كي مون في تقرير إلى مجلس الأمن إن العنف المتصاعد في مرتفعات الجولان السورية المحتلة يعرض للخطر وقف إطلاق النار القائم بين سورية وإسرائيل منذ أربعة عقود. وأوصى بإجراء تعديلات على قوة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (أندوف)، من بينها تحسين قدرتها على الدفاع عن النفس، بما في ذلك «زيادة عديدها إلى حوالى 1250 فرداً وتحسين معداتها الخاصة بالدفاع عن النفس».
 
«الجيش الحر» يواصل «هجوماً مضاداً» في الشمال... والنظام يتقدم بـ«حذر» في حمص
لندن - «الحياة»
واصل مقاتلو المعارضة امس «هجوماً مضاداً» في شمال غربي سورية وشمالها الشرقي بعد وصول تعزيزات الى ريف حلب حيث حشد النظام قواته استعداداً لعملية عسكرية كبرى. وتقدمت قوات النظام وانصارها بـ «حذر» في احياء في حمص لاستعادة السيطرة على وسط البلاد.
وأعلن القائد الميداني لعملية اقتحام مطار «منغ» العسكري في شمال شرقي حلب، انه أعطى «مهلة أخيرة» لعناصر قوات النظام كي يسلموا انفسهم، ووعدهم بأن «يسلمهم الى لواء الفتح لمبادلتهم مع أسرى» للمعارضة في أيدي الجيش النظامي.
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على مواقع عسكرية داخل المطار واقتربوا من مقر قيادته. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «كتائب المهاجرين والانصار» انسحبت امس من المطار بعدما سيطرت على «اجزاء واسعة» منه، وقتل ستة معارضين اثر سقوط قذيفة دبابة عليهم داخل المطار. وقصف قوات النظام بصاروخ أرض – أرض محيط «منغ» المحاصر لوقف تقدم المعارضة.
وفي شمال غربي حلب، دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في معرة الأرتيق حيث دمر مقاتلو «الجيش الحر» عربتين مدرعتين وقتلوا عدداً من عناصر النظام. واستهدف مقاتلو المعارضة بعدد من الصواريخ تجمعات القوات النظامية في بلدتي نبّل والزهراء، اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية. وقصفوا ايضاً قرية الزعلانة، التابعة لمدينة السفيرة في الريف الشرقي وترددت أنباء عن سقوط جرحى.
وتابع «المرصد السوري» ان طائرات مروحية قصفت مناطق تمركز الكتائب المسلحة للمعارضة في محيط الفرقة 17 في الرقة في شمال شرقي البلاد، وسط معلومات عن اصابات في صفوف الكتائب المقاتلة. ودارت مواجهات عنيفة عند مدخل مطار الطبقة العسكري أسفرت عن قتلى من الطرفين.
وشنت طائرات حربية غارتين على قرية الحوايج القريبة من مدينة الميادين وقرية المحكان في الريف الشرقي لمدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد، ما ادى الى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل. وقصفت القوات النظامية منطقة الحويجة في دير الزور، وسط تحليق للطيران المروحي في سماء المدينة، إضافة إلى اندلاع اشتباكات لدى محاولة الكتائب المقاتلة السيطرة على حاجز الجميان. وأفاد «المرصد» ان طائرات حربية قصفت امس مدينة الشدادي وقرية مخروم في ريف الحسكة قرب حدود العراق.
وفي شمال غربي البلاد، واصلت كتائب معارضة عملياتها لاقتحام حواجز للنظام ومواقع عسكرية اساسية بين ادلب وبلدة بنش شرقاً. وبث نشطاء صورة تدمير مقاتلي المعارضة دبابة في «موقع الاسكان» قرب إدلب. فيما، قصفت قوات النظام المنطقة الواقعة بين قريتي دير الغربي ومعراتا وبلدة الرامي وبلدات وقرى في جبل الزاوية، بعد قصف بلدة كفرلاته قرب اريحا ليل الثلثاء - الاربعاء.
وفي وسط البلاد، جددت القوات النظامية قصفها بقذائف المدفعية والهاون على أحياء حمص القديمة ومناطق في حي وادي السايح. وأفادت وسائل اعلام قريبة من النظام ان الجيش النظامي سيطر على وادي السايح. لكن «المرصد السوري» قال امس ان الاشتباكات استمرت في حيي الخالدية ووادي السايح وسط القصف على حي الخالدية ما ادى الى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل، لافتاً الى ان النظام يسعى الى السيطرة على «كامل المدينة» التي تضم احياء محاصرة منذ سنة. وأشار «المرصد» الى ان قوات النظام وانصاره يتقدمون بـ «حذر» في المدينة تحت غطاء من القصف الجوي بسبب وجود قناصة من «الجيش الحر» في وادي السايح الذي يفصل بين حيي الخالدية وحمص القديمة، المعقلين الاساسيين للمعارضة في حمص.
وفي ريف حمص، تعرضت منطقة الحولة لقصف جوي، في وقت سجلت اشتباكات في محيط سجن تدمر العسكري تحت غطاء من القصف الجوي طاول ايضاً المنطقة المحيطة بالمركز الثقافي في مدينة تلبيسة والطريق الواصل بين مدينة تلبيسة والزعفرانية. وأشار «المرصد» الى ان قوات النظام اقتحمت بلدة سوحا في ريف حماة الشرقي و «قامت بحملة سرقة واحراق للمنازل في البلدة».
وفي دمشق، نفذت طائرات حربية غارات على حيي القابون وبرزة البلدة رافقها تصاعد لأعمدة الدخان في سماء الحيين شمال العاصمة، وطاول القصف مناطق في مخيم اليرموك وحي الحجر الاسود وبلدة الذيابية في الطرف الجنوبي لدمشق. ووصلت دائرة القصف الى مزارع السقي في مدينة النبك بين دمشق وحمص ومناطق في الجبال الشرقية في القلمون قرب حدود لبنان، اضافة الى مدينة حرستا عند بوابة دمشق الشمالية.
وأفاد «المرصد السوري» ان في جنوب غربي دمشق، قصفت قوات النظام مدينة المعضمية. وعثر على جثة شخص قتل بعد ان اعتقلته القوات النظامية في المدينة قبل يومين. وتجددت الاشتباكات في مدينة داريا ليل الثلثاء - الاربعاء، حيث ترددت معلومات عن سقوط قتلى في صفوف عناصر النظام.
وحصلت مواجهات امس شرق بلدة انخل في ريف درعا بين دمشق وحدود الاردن في جنوب البلاد، وسط غارات للطيران الحربي على مناطق في انخل وبلدة جاسم.
 
الأردن يغلق معابر غير شرعية مع سورية... وآلاف النازحين عالقون في ظروف سيئة
الحياة...عمان - تامر الصمادي
يشهد الأردن منذ 4 أيام تراجعاً كبيراً في أعداد السوريين الهاربين من لهيب حرب أهلية طال أمدها، فيما أكد مسؤولون أردنيون لـ «الحياة» اتخاذ حكومتهم قراراً غير معلن، بإغلاق عشرات نقاط العبور غير الشرعية بين البلدين و «تقنين» حركة الدخول عبر نقاط أخرى.
وقال موظفو إغاثة أردنيون وسوريون وقيادات عسكرية تتبع قوات المعارضة السورية لـ «الحياة» إن بعض نقاط العبور يغص بآلاف اللاجئين «بعدما رفضت السلطات الأردنية إدخالهم من دون أن تبدي أسباباً واضحة». وأضافوا أن القرار الأردني «تسبب بكارثة إنسانية على الحدود»، وإن من بين أفواج العالقين «جرحى مدنيين ونساء وأطفالاً، إلى جانب طاعنين في السن، يعانون نقص الغذاء والدواء».
وأظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها «الحياة» مشاهد صادمة لأمهات وأطفال يفترشون أرضاً قاحلة قرب الحدود السورية مع الأردن، بعدما منعوا من دخول مخيمات اللاجئين المشيدة داخل قرى المملكة الشمالية. وقال علي الدرعاوي (45 سنة) من قرية حيط لـ «الحياة» عبر الهاتف «منذ 4 أيام ونحن عالقون قرب الحدود السورية - الأردنية، هرباً من موت محتم. أهينت كرامتنا ونفد غذاؤنا وشرابنا ومنعنا العبور من دون إبداء السبب».
وتساءل آخر يدعى محمد الرفاعي (60 سنة) إلى أين سيذهب، مضيفاً انه سينتظر «الفرج». وتحدثت سيدة طاعنة بصوت متهدج: «هربنا من ظلم (الرئيس السوري) بشار (الأسد) إلى ظلم أهلنا وإخواننا. أرجوكم ساعدونا».
وقال مقاتلون يتبعون قوات المعارضة السورية يتولون تأمين عبور اللاجئين إلى الحدود الأردنية، إنهم أجروا اتصالات مكثفة مع ضباط أردنيين، لمعرفة أسباب المنع من دون جدوى. وأوضح القائد في «الجيش الحر» محمد الحريري لـ «الحياة» إن قرار غلق بعض نقاط العبور وتقييد عدد الداخلين عبر نقاط أخرى، أدى إلى «تكدس مجاميع كبيرة من اللاجئين، خصوصاً داخل منطقة تل شهاب التابعة لدرعا»، لافتاً إلى صعوبة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها النازحون جراء نقص الإمدادات الغذائية والطبية وانقطاع مادة الطحين. وأضاف: «أبلغنا ضباط أردنيون قبل يومين بأن الإغلاق سببه الاحتفالات بعيد الجيش». وتابع: «الوضع داخل القرى الحدودية صعب للغاية. البيت الواحد يستقبل أكثر من عائلة. وتغص المساجد والمدارس والكهوف بآلاف اللاجئين». واستطرد: «حتى المدنيين الذين يسعون للعلاج أعيدوا، باستثناء المصابين بجروح خطرة».
من جهته، قال زايد حماد رئيس جمعية «الكتاب والسنة» الأردنية التي تعنى بإغاثة نحو 200 ألف لاجئ سوري، إنه لا يملك معلومات رسمية عن منع عبور اللاجئين. لكنه أوضح أن عدد السوريين على الأرض الأردنية بات يناهز المليون، وسط نقص الإمدادات والمساعدات الدولية، قائلاً: «لسنا مع إغلاق الحدود مطلقاً، لكن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته».
وتشهد قرى درعا الحدودية، لا سيما المحررة منها منذ أسابيع، نزوحاً هائلاً للهاربين من مدن سورية أخرى. ويصل هؤلاء يومياً إلى قرى نصيب وتل شهاب وحيط القريبة من الحدود الأردنية. وأغلق الأردن الشهر الماضي نحو 45 نقطة حدودية تربطه بجارته الشمالية، لأسباب أمنية. وكان الأردن يستقبل قبل القرار الأخير قرابة 1500 لاجئ يومياً في المتوسط.
ونفى مسؤولون أردنيون وجود قرار بإغلاق بعض نقاط الحدود، وقال الناطق الحكومي باسم اللاجئين السورين أنمار الحمود لـ «الحياة» إن بلاده «لم تغلق الباب بوجه أحد. لقد استقبلنا يوم الثامن من الشهر الجاري قرابة 179 سورياً، وفي اليوم التاسع 76».
وعن تراجع حدة اللجوء، أجاب: «لسنا من يسأل عن ذلك، وظيفتنا تتمثل فقط باستقبالهم». لكن موظفين اشترطوا عدم ذكرهم، قالوا لـ «الحياة» إن الحكومة اتخذت قراراً غير معلن بغلق بعض نقاط العبور غير الشرعية، لضبط عمليات التدفق التي لم يعد بمقدور الأردن تحملها. وأكد هؤلاء سعي بلادهم إلى تقنين العبور اليومي من دون غلق النقاط الحدودية كافة، لتفادي مواجهة محتملة مع المؤسسات الدولية.
وأكد أحد المساعدين أنه لا يعلم إن كانت عمان ستصر على هذه الخطوة حتى النهاية. لكنه اعتبر أنها توضح عدم قدرة المملكة التي تفتقر إلى الموارد وتعتمد على المساعدات الخارجية استيعاب مزيد من النازحين.
وقال ناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة الأمم المتحدة قبل أيام إن معاناة اللاجئين المتزايدة تؤكد وجوب تكثيف الدعم داخل سورية، عبر إنشاء ممرات إنسانية، لتخفيف الضغط عن المملكة.
 
"لوفيغارو" الفرنسية تقول إن الولايات المتحدة تستعد حالياً لتسليح الثوار في سوريا
باريس تشدد على ضرورة "وقف تقدم" قوات الأسد و"حزب الله" إلى حلب
المستقبل..(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، أحرار برس)
دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الأسرة الدولية الى وقف تقدم قوات النظام السوري المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني نحو حلب تمهيداً لهجوم كبير على هذه المدينة الواقعة في شمال البلاد.
وقال فابيوس رداً على أسئلة الشبكة التلفزيونية الفرنسية الثانية "يجب أن نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب. إنه الهدف المقبل لحزب الله والإيرانيين في آن".
وتابع "يجب تحقيق إعادة توازن (بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة) لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات (الرئيس السوري) بشار الأسد وخصوصاً حزب الله والإيرانيين تقدماً هائلاً بواسطة الأسلحة الروسية".
وردد مرة جديدة أن "بشار (الأسد) استخدم الأسلحة الكيميائية بشكل مشين".
وأضاف "يجب أن نوقفه لأنه إن لم تحصل إعادة توازن للقوى على الأرض، لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف لأن المعارضة لن توافق على الحضور في حين ينبغي تحقيق حل سياسي".
وسيطرت قوات النظام مدعومة بآلاف العناصر من "حزب الله" قبل أقل من أسبوع على بلدة القصير في ريف حمص على الطريق الى حلب، بعدما شكلت لأكثر من عام معقلاً أساسياً لمقاتلي المعارضة.
وقال فابيوس "خلف المسألة السورية هناك المسألة الإيرانية. وإن لم نكن قادرين على منع إيران من الهيمنة في سوريا، كيف يمكن أن تكون لنا مصداقية حين نطالبها بعدم حيازة السلاح الذري؟ كل شيء مترابط إذاً".
وشدد فابيوس على ضرورة أن "يتمكن المقاومون (السوريون) من الدفاع عن أنفسهم، من امتلاك أسلحة". وأضاف "علينا أن نحترم القواعد التنظيمية الأوروبية التي تقول إنه اعتباراً من الأول من آب/أغسطس سيكون من الممكن إرسال أسلحة قوية. لم نقرر شيئاً بعد في الوقت الحاضر".
ولفت الى أن "الأميركيين يراجعون مواقفهم" موضحاً أنه تباحث هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري الثلاثاء.
وقال "هناك في الإدارة الأميركية مواقف مختلفة. كان الأميركيون يودون البقاء جانباً لكن النزاع لم يعد محلياً، إنه نزاع إقليمي، بل دولي".
وكتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أمس أن الولايات المتحدة تستعد حالياً لتسليح المتمردين في سوريا. وأشارت إلى أنه انطلاقاً من القلق حيال النكسات التي لحقت بخصوم بشار الأسد، فإن الرئيس الأميركي على وشك أن يرفع الحظر المفروض على الأسلحة" لمساعدة الثوار السوريين. وأضافت أن الإدارة الأميركية تشعر بقلق بالغ بعد تقدم قوات بشار الأسد بمساعدة كبيرة من روسيا وإيران و"حزب الله"، وبالتالي وضعت تلك التطورات على قائمة المشاورات الداخلية هذا الأسبوع.
وكان موضوع تسليح المعارضة مدار بحث أمس في واشنطن بين كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ.
ويأتي هذا اللقاء بين البلدين الحليفين في وقت طلب فيه الرئيس باراك أوباما هذا الأسبوع من "فريقه في مجلس الأمن القومي" في البيت الأبيض "درس كل الخيارات الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق أهدافنا لمساعدة المعارضة" أي إرسال أسلحة للمعارضة، حسب ما ذكرت المتحدثة.
وقد أرجأ كيري زيارة الى الشرق الأوسط هذا الأسبوع من أجل المشاركة في اجتماعات حول سوريا تعقد في واشنطن وسط تقارير تشير الى أن إدارة أوباما تفكر في العدول عن رفضها تسليح المعارضة السورية.
وفي لندن قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمس إن بريطانيا تنوي استغلال دورها كدولة مضيفة لقمة مجموعة الثماني الأسبوع القادم لمحاولة الجمع بين طرفي الصراع في سوريا لحضور مؤتمر سلام.
وقال كاميرون أمام البرلمان "علينا أن نستغل قمة الثماني لمحاولة الضغط على كل الأطراف لعقد مؤتمر سلام.. عملية سلام واتخاذ خطوة نحو تشكيل حكومة انتقالية في سوريا". وأضاف أنه من المقرر أن يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى لندن يوم الأحد لإجراء محادثات بشأن سوريا قبل القمة التي تعقد في ايرلندا الشمالية.
ميدانياً، وفي دمشق قصف الطيران الحربي التابع لنظام الأسد المنطقة الصناعية بحي القابون وجوبر. ودارت مواجهات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد في حي برزة، وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة. كما قصف الطيران الحربي مدينة النبك وأطراف مدينة قارة بمنطقة جبال القلمون في ريف دمشق الغربي، فيما قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات ببيلا وحرستا ودوما ومعضمية الشام وخان الشيح وحزة في الريف الشرقي، وسط اشتباكات في محيط معضمية الشام. وتمكن لواء شهداء الإسلام من استعادة السيطرة على أبنية عدة في داريا كانت بحوزة قوات الأسد في المنطقة الشرقية للمدينة وقتل جميع العناصر بداخلها، وسط قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
وفي حمص، تجدد القصف بالمدفعية على أحياء المدينة القديمة، وسط اشتباكات عنيفة في محيطها بين الثوار وقوات الأسد على عدة جبهات. وقصف بالطيران الحربي على بلدة القريتين في ريف حمص، بينما قصفت المدفعية الثقيلة والدبابات على مدينة تلبيسة وبلدة الدار الكبيرة.
وشنت قوات الأسد حملة دهم واعتقالات طالت العديد من المدنيين في حي التوحيد في مدينة حماة. وتعرضت بلدة كفرنبودة في ريف حماة لقصف بطيران نظام الأسد.
وفي حلب، تمكن الثوار في الليرمون من قتل 7 عناصر من قوات الأسد وجرح آخرين إثر محاولتهم التسلل إلى الحي. وقصفت قوات الأسد حي الراشدين بالمدفعية الثقيلة، وسط اشتباكات عنيفة. وتعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف بالطيران الحربي، وسط مواجهات عنيفة. وتمكن الثوار من قتل أكثر من 20 عنصراً من حزب الله وقوات الأسد وإحراق دبابتين في جبل معارة الأرتيق في ريف حلب، بعد أن قاموا باقتحام مبانٍ عدة بالمنطقة، كما تمكنوا من تدمير عربتي "بي إم بي" وقتل جميع عناصرهما خلال نقلهم لجثث وجرحى شبيحة الأسد. وتمكن الثوار ايضا من تدمير عربة "بي إم بي" خلال مواجهات مع قوات الأسد في منطقة جبل شويحنة. وقصف الثوار معاقل "حزب الله" وقوات الأسد في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب بوابل من راجمات الصواريخ، وحققوا إصابات مباشرة.
وفي درعا البلد، جرت اشتباكات في محيط حاجز السكن الشبابي، وسط قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف معظم أحياء المدينة. وقصفت المدفعية الثقيلة التابعة لقوات الأسد بلدات كفرشمس والنعيمة وقرى وادي اليرموك في ريف درعا. وتعرضت مدينة انخل، التي سيطر عليها الثوار بشكل كامل أول من أمس، لقصف بالطيران الحربي وبراجمات الصواريخ وسط اشتباكات عنيفة في محيط المدينة. وفي جاسم، تمكن الثوار من تحرير حاجز القطاعة العسكري بعد معارك عنيفة استمرت 5 أيام على التوالي حيث تم خلالها استهدافهم بقذائف الهاون ومضادات الدروع.
وفي مدير الزور، سجل قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء المدينة المحررة، وسط اشتباكات عنيفة في حي الصناعة. وتمكن الثوار من تفجير أحد مقرات قوات الأسد في حي الراشدين وقتل جميع عناصره. وقصف بالطيران الحربي قرية محكان في ريف دير الزور، بينما قصفت راجمات الصواريخ وقذائف الهاون بلدة حطلة.
أما في محافظة إدلب. فقد جرت اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد في محيط مقر الإسكان العسكري وعدد من الحواجز المحيطة بالمدينة. وتمكنت حركة أحرار الشام من تفجير دبابة تابعة لقوات الأسد على طريق إدلب ـ الإسكان. وقصفت قوات الأسد مدينة سرمين بالمدفعية الثقيلة.
وتعرض محيط الفرقة 17 في الرقة لقصف بالطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة داخل الفرقة بين الثوار وقوات الأسد.
وفي محافظة القنيطرة، اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة القحطانية بين الثوار وقوات الأسد، وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة يستهدف المنطقة.
 
اشتباكات عنيفة في حلب ودمشق.. وواشنطن تخفف عقوباتها عن مناطق الثوار
كيري ـ هيغ: مصممون على مساعدة المعارضة لإنقاذ سوريا
المستقبل...لندن ـ مراد مراد ووكالات
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماعه في واشنطن أمس مع نظيره البريطاني وليام هيغ، التصميم "على القيام بكل ما في وسعنا من أجل مساعدة المعارضة كي تكون قادرة على إنقاذ سوريا"، في تزامن مع تخفيف الولايات المتحدة عقوباتها التجارية على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا.
ولم يكن نظيرهما الفرنسي لوران فابيوس بعيداً من هذا التوجه، إذ أعلن من باريس أمس، أن "الهدف التالي لـ"حزب الله" والايرانيين هو حلب، وعلينا ان نوقف هذا التقدم قبل المدينة"، التي يجري في ريفها قتال عنيف بين قوات المعارضة من جهة، وقوات الأسد "حزب الله" من جهة ثانية، التي تتهيأ عسكرياً في محاولة للهجوم على المدينة التي تشهد وحمص والعاصمة وإدلب والرقة معارك عنيفة.
ففي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، ان الولايات المتحدة تجري محادثات بشأن ما يمكن أن تفعله لمساعدة المعارضة السورية في حربها ضد الحكومة، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وأبلغ كيري الصحافيين في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني وليام هيغ "نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا من أجل مساعدة المعارضة كي تكون قادرة على.. انقاذ سوريا. وتابع "الناس يتحدثون عن الخيارات الأخرى التي يمكن أن نلجأ اليها هنا.. لكن لا شيء لدينا نعلنه في هذه اللحظة".
أما الوزير البريطاني فقال ان على بريطانيا ان تكون "مستعدة للقيام بالمزيد" مع حلفائها لانقاذ الارواح في سوريا.
وأضاف أن بلاده "تعتقد ان الوضع بات يفرض مقاربة قوية منسقة وحازمة من قبلنا ومن قبل حلفائنا"، مضيفاً ان ليس لديه عناصر جديدة حول ارسال اسلحة الى المعارضين السوريين.
ولكن اجمع الوزيران على انه لن يكون هناك منتصر في المعارك الدائرة في سوريا وان الحل الوحيد سواء اقصر زمن الازمة ام طال هو الحل السياسي التوافقي. واكدا على ان تركيز جهود البلدين الآن ينصب على انجاح مؤتمر جنيف 2 لتطبيق الاتفاق الذي توصل عليه الغرب مع روسيا في جنيف 1 وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية تملك صلاحيات كاملة لحكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية الى حين اجراء انتخابات ديموقراطية في البلاد.
وانتقد الطرفان بشدة تدخل حزب الله وايران مباشرة في الصراع، واكد كيري ان "الولايات المتحدة موقفها ثابت ان ايران لا يجب ان تمتلك سلاحا نوويا".
ورداً على سؤال حول ما اذا كان الثوار بعد هزيمة القصير لا يزالون قادرين على الانتصار في هذه الحرب بدون مساعدات عسكرية اميركية وبريطانيا، قال كيري "في هذه الحرب لن ينتصر احد من الطرفين، الشعب وحده يخسر وسوريا كبلد تخسر. الحل الوحيد لوقف الدماء هو الحل السياسي وهذا ما نأمل التوصل اليه لكن المشكلة ان النظام السوري يصعب هذا الامر بعد تدخل حزب الله وايران الى جانبه بشكل واضح. والآن هناك تغيير في الواقع الميداني يصعب اجراء جنيف 2. ولكننا ندرس الخيارات المتاحة لدعم موقع المعارضة.
وأشار هيغ الى انه تطرق وكيري الى الخيارات المتاحة لدعم موقف المعارضة خلال المؤتمر من اجل اجبار النظام السوري على تقديم تنازلات تمكن المؤتمر من الانعقاد والخروج بالنتائج المرجوة. ولكن الواضح من كلام هيغ ان القرار الاميركي في النهاية بيد الرئيس الأميركي باراك اوباما "الذي ننتظره للقدوم الى المملكة المتحدة للمشاركة في قمة الثماني، ولا شك ان الازمة السورية ستكون القضية الخارجية الابرز التي سنتطرق اليها ليس معه فحسب، بل ايضا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وانتقد هيغ بشدة تدخل حزب الله في الصراع وندد بالهجمات التي يشنها نظام الاسد داخل حدود سوريا وخارجها واعرب عن اعتقاده ان النظام يقوم بهذه الهجمات العنيفة الآن عمدا كي يفشل الحل السياسي المرتجى من جنيف. واشار الوزير البريطاني الى ان "ايا من الطرفين مهما قصر زمن الازمة ام طال لن يكون قادرا على التغلب على الآخر وبسط سيطرته عسكريا على كامل البلاد، ولهذا فإن الحل عاجلا ام آجلا سيكون حلا تفاوضيا سياسيا.
وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي لن يرأس اليوم أو يشارك في اجتماع خاص بشأن سوريا كما روجته بعض التقارير الصحفية، مشيرا إلى أنه يقوم بزيارة إلى بوسطن بولاية ماساشوستس.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني على متن الطائرة التي أقلت الرئيس أوباما إلى بوسطن أمس: "نحن نقيم الوضع في سوريا باستمرار وجميع الخيارات مفتوحة أمام الرئيس فيما يتعلق بتشجيع العملية الانتقالية في سوريا.. لا يوجد ما يتم إعلانه اليوم (أمس) بشأن سوريا.. ولا يوجد اجتماع خاص بشأنها اليوم".
وفي ما يتعلق بالقلق من توسع وامتداد دور إيران في سوريا، قال كارني: "لا شك أن بشار الأسد لديه صديقان واضحان في المنطقة، وهما حزب الله وإيران وهذا يوضح كل شيء يريد أن يعرفه أي انسان بشأن بشار الأسد ونظامه الاستبدادي".
وأعلنت الولايات المتحدة أمس تخفيف عقوباتها التجارية ضد سوريا، لا يشمل الا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وبموجب هذه الاجراءات الجديدة فانه سيكون بامكان الصناعيين الاميركيين حالة بحالة، الحصول على تراخيص لتصدير معدات تهدف الى "تسهيل اعادة اعمار المناطق المحررة"، بحسب ما اعلنت الخارجية الاميركية في بيان.
وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان الاجراءات التي اتخذتها وزارات الخارجية والخزانة والتجارة تتيح تقديم الكثير من التجهيزات مثل مولدات الكهرباء وتجهيزات صحية وزراعية واخرى لمعالجة المياه "الى المناطق التي تشرف عليها المعارضة". وينص اجراء اخر على منح تراخيص خاصة من اجل المبادلات النفطية "لحساب المعارضة".
وقالت فرنسا أمس، إن من المرجح أن تقاطع المعارضة السورية محادثات السلام المقترحة مع حكومة بشار الاسد ما لم توقف قواته زحفها نحو حلب معقل مقاتلي المعارضة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقناة فرانس 2 التلفزيونية "علينا ان نوقف هذا التقدم قبل حلب. هذا هو الهدف التالي لحزب الله والايرانيين. ويجب أن نمنع هذا لأنه اذا لم تتم استعادة التوازن في الوضع على الأرض فإنه لن يكون هناك مؤتمر في جنيف. لن توافق المعارضة على الحضور."
وأضاف أن باريس ستحترم اتفاقا داخل الاتحاد الأوروبي على عدم تسليح مقاتلي المعارضة قبل الاول من آب وذكر أنه تحدث الى وزير الخارجية الأميركي أول من أمس بشأن هذه المسألة.
وأضاف "لا أحد يتحدث عن إرسال جنود على الارض ولكن يجب أن يتمكن مقاتلو المقاومة من الدفاع عن أنفسهم."
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقرير لمجلس الامن الدولي أمس، ان تطاير شرر الحرب الأهلية في سوريا الى مرتفعات الجولان المحتلة يعرض للخطر وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل المستمر منذ أربعة عقود.
واوصى بان بتحسين القدرات الدفاعية لبعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة بما في ذلك "زيادة عدد القوة الى نحو 1250 فردا وتحسين معداتها الخاصة بالدفاع عن النفس." وقال بان "الانشطة العسكرية الجارية في منطقة فض الاشتباك يمكن ان تزيد التوتر بين اسرائيل والجمهورية العربية السورية وتهدد وقف اطلاق النار بين البلدين."
ميدانياً، ذكرت شبكة "احرار برس" أمس، أن الثوار أمطروا أمس، معاقل حزب الله وقوات الأسد في بلدتي نبل والزهراء المواليتين لنظام الأسد في ريف حلب بوابل من راجمات الصواريخ، وحققوا إصابات مباشرة، وفقاً لشبكة "أخبار درعا وحوران".
وذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة تل رفعت بريف حلب، كما قتل عناصر من حزب الله بعد استهداف رتل لقوات الأسد في السفيرة في ريف حلب، وتمكن الثوار من قتل 7 عناصر من قوات الأسد وجرح آخرين إثر محاولتهم التسلل إلى حي الليرمون.
وفي جبل معارة الأرتيق، تمكن الثوار من قتل أكثر من 20 عنصراً من حزب الله وقوات الأسد وإحراق دبابتين بعد أن قاموا باقتحام عدة مباني بالمنطقة، كما تمكنوا من تدمير عربتي "بي إم بي" وقتل جميع عناصرهما خلال نقلهم لجثث وجرحى شبيحة الأسد.
وشهد حي جوبر بالعاصمة دمشق إشتباكات عنيفة أمس بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
 
قرار أميركي حاسم بـ «قلب الموازين» في سورية قبل نهاية الصيف
الرأي... واشنطن - من حسين عبدالحسين
فجأة، لم يعد الحديث عن ضربة عسكرية ضد اهداف تابعة للرئيس السوري بشار الاسد محظورا في العاصمة الاميركية، بل اصبح موضوع نقاش جدي.
ففي الوقت الذي وصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في زيارة مستعجلة الى واشنطن، امس، وفي الوقت الذي كان المسؤول البريطاني يعقد لقاء مع نظيره الاميركي جون كيري، كان ممثل عن الحكومة الفرنسية يلتقي قيادة «الجيش السوري الحر» في تركيا، ويناقش تفاصيل تسليم شحنة من السلاح الى من تطلق عليهم واشنطن تسمية «الفئات المعتدلة» من الثوار.
هذه اللقاءات المتسارعة لم تأت من باب المصادفة، بل جاءت في سياق الاهتمام الاميركي غير المسبوق الذي استحوذت عليه الازمة السورية، على مدى الاسبوع الماضي، خصوصا بعد نجاح قوات الاسد و«حزب الله» في إلحاق هزيمة بالثوار في بلدة القصير السورية، ما دفع كيري الى الغاء معظم ارتباطاته، بما فيها رحلة كانت مقررة الى المنطقة هذا الاسبوع، وتخصيص اهتمامه للتباحث في تزويد الثوار السوريين بالسلاح المتطور، وتوجيه ضربة عسكرية اميركية الى اهداف قوات بشار الاسد.
وكان كيري قد التقى عددا كبيرا من الخبراء، الخميس الماضي، لاستطلاع رأيهم، ومما نقله هؤلاء عن المسؤول الاميركي اعتقاده ان تزويد الثوار بالسلاح وحده قد يكون اصبح «قليلا جدا... ومتأخرا جدا» من اجل قلب الموازين على الارض السورية، ما يحتم ضرورة «توجيه ضربة عسكرية تــؤدي الى شلل امكانات الاسد العسكرية».
وقال الخبراء ممن التقوا كيري انهم سمعوا منه، نقلا عن الرئيس باراك اوباما، قرارا حاسما بنية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا «قلب الموازين في سورية لمصلحة الثوار»، في مهلة لا تتعدى نهاية الصيف الحالي.
وعلمت «الراي» ان النقاش في واشنطن شمل الاسباب التي ستستند اليها هذه الدول عند اعلانها الضربة، وان الاتجاه الارجح هو الاستناد الى تقرير «لجنة التحقيق المستقلة» التابعة للامم المتحدة، والتي اصدرت تقريرا، الاسبوع الماضي، جاء فيه ان النظام السوري يشن هجمات منظمة وعن قصد ضد اهداف مدنية، وان هذه الهجمات ترقى الى كونها «جرائم ضد الانسانية» و«جرائم حرب» و«خرق فاضح للقانون الدولي لحقوق الانسان».
كذلك اورد المسؤول السابق عن الملف السوري والخبير حاليا في «مركز رفيق الحريري» في «مجلس الاطلسي» فريدريك هوف مطالعة اعتبر فيها انه في ظل اغلاق روسيا والصين مجلس الامن، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الاستناد الى المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، والتي تجيز للدول الاعضاء استخدام القوة العسكرية «الى ان يتسنى لمجلس الامن اتخاذ الاجراءات الضرورية للحفاظ على السلام الدولي والامن».
وقال هوف ان ايران و«حزب الله» سيفعلان ما بوسعهما من اجل انقاذ «حليفهما الاصغر»، اي الاسد، وان على واشنطن ألا تعتقد ان توجيهها ضربة الى الاسد سيؤدي الى ردة فعل غير متوقعة، «فإيران في عهدة حكامها الحاليين ليست صديقة للولايات المتحدة، وحزب الله عدو معلن، ورؤيتهما ينهزمان في سورية يجب ألا تثير الحزن في نفس اي اميركي».
بدورها، اعتبرت الخبيرة آن ماري سلوتر، وهي سبق ان عملت رئيسة دائرة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية، ان التدخل العسكري الاميركي في سورية صار ضروريا، على الاقل من ناحية «انسانية».
سلوتر، وهي من الخبراء الذين التقوا كيري الخميس، كتبت في مقالة: «كم حرب يجب ان تحدث حتى نفهم ان القتل يجر القتل... والناس الذين يشاهدون اولادهم واهاليهم يذبحون، ويشاهدون اغتصاب زوجاتهم وبناتهم واخواتهم، وتدمير منازلهم وحياتهم، لا ينسون، ويحملون الثأر في قلوبهم من جيل الى جيل، حتى يتم تحقيق شيء من العدالة».
وقالت سلوتر، وهي رئيسة مركز ابحاث «نيو اميركا فاوندايشن» اليساري المقرب من اوباما والديموقراطيين، ان «الديبلوماسية من دون تهديد حقيقي باستخدام القوة هي كلام فارغ». وتابعت ان اوباما يرغب في ان يعول على القوة المدنية اكثر من العسكرية في السياسة الدولية، «وهذا صحيح»، ولكن «استراتيجية اوباما في سورية تعني ان الولايات المتحدة وضعت جانبا واحدة من ابرز ادواتها في السياسة الخارجية، ما ادى الى خلق حافز لدى الحكومة السورية ومؤيديها بالاستمرار في القتال حتى يصبحوا في افضل وضع لهم من اجل التفاوض على تسوية، هذا اذا ما كان لديهم حافز للتفاوض اصلا».
وبينما يتصاعد النقاش حول كيفية التعامل مع الوضع في سورية، عقدت الوكالات الحكومية المعنية بالامر سلسلة لقاءات على مستوى كبار المسؤولين، هذا الاسبوع، وسرت انباء عن ان التقديرات الأولية لتكلفة العمل العسكري في سورية من المتوقع ان تبلغ نصف مليار دولار، وان تستغرق الضربة بين يـــــوم وثلاثـــــة ايــام.
كما يتكون شبه اجماع على ان الولايات المتحدة لن تعمل على تدمير الدفاعات الجوية للأسد، ومن ثم شن غارات متكررة، بل ان السيناريو الارجح هو اطلاق عدد من صواريخ «توما هوك» ضد اهداف الاسد، التي صار من شبه المؤكد انها ستشمل مقاتلاته، ومروحياته العسكرية، ومدارج الطائرات كافة، ومراكز القيادة العسكرية السورية ومراكز اتصالاتها، والتحصينات العسكرية، واماكن تمركز القوات.
وقال احد المحللين: «يتم تصميم الضربة الصاروخية بشكل انه بعدما ينجلي الغبار، ستــكون قوات الاسد قد تلقت ضربة موجعة جدا ادت الى شلل كل نقـــــاط تفوقـــــــها على الثوار، ما سيسمح للثوار بالتقدم وتسديد الضربات الموجعة على الارض».
فرنسا تدعو الأسرة الدولية إلى «وقف تقدم» النظام إلى حلب
باريس - ا ف ب - دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس الاسرة الدولية الى وقف تقدم قوات النظام السوري المدعومة من ايران و«حزب الله» نحو حلب تمهيدا لهجوم كبير على المدينة.
وقال فابيوس ردا على اسئلة الشبكة التلفزيونية الفرنسية الثانية: «يجب ان نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب. انه الهدف المقبل لحزب الله والايرانيين في آن».
وتابع: «يجب تحقيق اعادة توازن (بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة) لانه في الاسابيع الاخيرة حققت قوات بشار الاسد وخصوصا حزب الله والايرانيين تقدما هائلا بواسطة الاسلحة الروسية». وردد مرة جديدة ان «بشار استخدم الاسلحة الكيماوية بشكل مشين»، مضيفا: «يجب ان نوقفه لانه ان لم تحصل اعادة توازن للقوى على الارض، لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف لان المعارضة لن توافق على الحضور في حين ينبغي تحقيق حل سياسي».
وقال فابيوس: «خلف المسألة السورية هناك المسألة الايرانية. وان لم نكن قادرين على منع ايران من الهيمنة في سورية، كيف يمكن ان تكون لنا مصداقية حين نطالبها بعدم حيازة السلاح الذري؟ كل شيء مترابط اذا».
وشدد فابيوس على ضرورة ان «يتمكن المقاومون (السوريون) من الدفاع عن انفسهم، من امتلاك اسلحة».
واضاف: «علينا ان نحترم القواعد التنظيمية الاوروبية التي تقول انه اعتبارا من الاول من اغسطس سيكون من الممكن ارسال اسلحة قوية. لم نقرر شيئا بعد في الوقت الحاضر».
ولفت الى ان «الاميركيين يراجعون مواقفهم» موضحا انه تباحث هاتفيا مع نظيره الاميركي جون كيري اول من امس.
وقال: «هناك في الادارة الاميركية مواقف مختلفة. كان الاميركيون يودون البقاء جانبا لكن النزاع لم يعد محليا، انه نزاع اقليمي، بل دولي».
 
«صن»: روسيا وإيران أرسلتا عشرات آلاف الجنود والخبراء إلى سورية
لندن - يو بي آي - ذكرت صحيفة «صن» البريطانية، أمس، أن روسيا أرسلت عشرات الآلاف من جنودها إلى سورية وأن ايران أوفدت آلاف المدربين والمقاتلين إلى هناك، لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين ان موسكو «أرسلت أيضاً مستشارين عسكريين وخبراء تقنيين إلى سورية حيث يتولى الكثير منهم ادارة أنظمة دفاعاتها الجوية»، فيما حذّر قادة الدفاع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من حرب باردة جديدة مع روسيا.
وأضافت أن وجود القوات الروسية في سورية «يعني أن خطة كاميرون لتسليح المتمردين السوريين ستؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الرئيس فلاديمير بوتين».
ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الحكومة البريطانية قولها إن «سورية هي الآن عش الأفاعي، ونحن لا نواجه قوات الأسد فقط، ولذلك سيكون تسليح المعارضة السورية الخطوات الأولى في حرب بالوكالة مع روسيا وكذلك ايران، وتم اعلام رئيس الوزراء بذلك».
وقالت «صن» إن تحرك كاميرون إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لتسليح المعارضة السورية تعثر بعد أن أبدى أكثر من 80 نائباً من حزب المحافظين الذي يتزعمه قلقهم من هذا التوجه وحذّروا من وقوع الأسلحة بأيدي المتطرفين الذين يُقاتلون قوات النظام السوري.
من جهة ثانية، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر «جنيف-2» حول سورية.
وقال لافروف في ختام مباحثاته مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا في ريو دي جانيرو إن «موقف المعارضة السورية يتلخص في أنها لن تحضر المؤتمر إلا بعد استعادة التوازن العسكري على الأرض»، مضيفا: «لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار، فلن يعقد هذا المؤتمر أبدا». وأضاف: «أعتقد أن التساهل مع طلبات المعارضة بتسليحها حتى تسيطر على أي مناطق إضافية يعني العمل على منع عقد المؤتمر».
وتابع: «من الغريب أن نسمع ممثلين أميركيين يقولون إن الهدف الوحيد هو حضور وفد الحكومة إلى جنيف ويكون من اختصاصاته تسليم السلطة للمعارضة (...) يقلقنا ذلك كثيرا، لأن ذلك يعمل في الواقع على إفشال فكرة المؤتمر التي طرحناها مع وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته إلى موسكو» في 7 مايو.
 
الأسد يسعى لفك «عزلته الدبلوماسية» باستقبال سياسيين «منبوذين» في أوروبا.. في تكرار لتجربة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين

لندن: «الشرق الأوسط» بروكسل: عبد الله مصطفى ... يعاني الرئيس السوري بشار الأسد «عزلة دبلوماسية» فرضها أسلوب تعامله مع المطالبين بإصلاحات سياسية في بلاده، إذ خلفت العمليات العسكرية في عموم البلاد مقتل ما لا يقل عن 90 ألف سوري وتشريد نحو 6 ملايين، فضلا عن تدمير البنية التحية والنسيج الاجتماعي في معظم المدن السورية. وباستثناء زيارة بعض الوفود العربية وبعض الشخصيات الغربية، لم يزر العاصمة السورية دبلوماسيون رفيعو المستوى منذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس (آذار) 2011.
وسعيا لكسر هذه «العزلة الدبلوماسية» استقبلت دمشق أول من أمس، وبدعوة شخصية من الأسد، كلا من النائب في البرلمان الأوروبي وزعيم الحزب القومي البريطاني نيك غريفن، وزعيم حزب فلامز بيلانغ (المصالح الفلمنكية) البلجيكي المتشدد فيليب ديوينتر. وأقل ما يوصف به كلا الرجلين في بلدهما هو أنهما «منبوذان» سياسيا.
وتأتي زيارة غريفن إلى دمشق بعد أيام من «ثنائه» على حزب الله وأدائه في سوريا، ونقلت صحيفة «التايمز» اللندنية في عددها الصادر أمس عن غريفن قوله: إن «الجناح العسكري لحزب الله، والذي تسعى الحكومة البريطانية لتصنيفه كمنظمة إرهابية، قد قامت بأداء أفضل من الشرطة البريطانية فيما يخص التعاطي مع الجهاديين قاطعي الحناجر في سوريا». ويعرف عن غريفن في أوساط الجالية المسلمة في بريطانيا بأنه الرجل الذي يصف الإسلام بـ«دين الأشرار» وقد كان من بين قادة مظاهرة «متحدون ضد الإسلام» في وليتش بلندن، والتي أعقبت مقتل جندي بريطاني في ذات الحي.
من جانبه، قال ديونتر، الذي يزرو سوريا مع زميله في الحزب البرلماني فرانك كريلمان، للإذاعة البلجيكية «راديو 1» إنهما لا يؤيدان نظام الأسد وإنما جاءا إلى سوريا للحصول على المعلومات والتعرف على الأوضاع على أرض الواقع. وأضاف ديونتر أنه لا يثق في كل التقارير الإعلامية الأوروبية حول ما يحدث في سوريا، ولمح زعيم الحزب اليميني البلجيكي في تصريحات لوسائل إعلام في بروكسل، أن الحرب في سوريا يتم تصديرها إلى أوروبا بسبب السياسات المتراخية لحكومات الدول الأوروبية، وحذر ديونتر مما يعرفون باسم الجهاديين البلجيكيين، الذين يقاتلون الآن إلى جانب الثوار ضد النظام السوري، وأضاف أن الحكومة السورية أبلغته بأنها اعتقلت عددا منهم وأنه سيتم محاكمتهم أولا في سوريا قبل إعادتهم إلى بلادهم.
ويرى كثيرون أن ما يقوم به الرئيس السوري هو «إعادة إنتاج» لما كان يقوم به الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين حين كان يستقبل «أصدقاءه» السياسيين «مثيري الجدل» كرئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير فولفوفيتش جيرينوفسكي، أو الزعيم النمساوي اليميني المتطرف يورج هايدر، أو رئيس الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرف جان ماري لوبان. فمعروف عن جيرينوفسكي، روسي الجنسية، مثلا تصرفاته الصبيانية والتهريج، إذ ألقى بكوب من العصير في وجه منافسه بوريس نيمتسوف واشتبك معه بالأيدي في إحدى المناظرات التلفزيونية في التسعينات. وبلغ به الأمر إلى حد جذب سيدة عضو في مجلس الدوما من شعرها وطرحها أرضا في إطار شجار داخل قاعة المجلس. لكنه رغم ذلك لا يخفي إعجابه بشخصيات هتلر وصدام حسين، وهو من المطالبين بالتوسع العسكري والجغرافي، حتى لو كلف الأمر استخدام القوة النووية، وقد أبدى استعداده للدفاع عن الرئيس العراقي حين تم اعتقاله إبان الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
 
الجامعة العربية والمعارضة السورية تبحثان تداعيات «التغييرات الميدانية»... الائتلاف السوري يتسلم أسماء 15 ممثلا عن «الجيش الحر»

القاهرة: سوسن أبو حسين بيروت: «الشرق الأوسط» .... قالت مصادر في المعارضة السورية، أمس، إن الجامعة العربية من جانب، و«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» من جانب آخر، يبحثان تداعيات المعارك في سوريا، في وقت علمت فيه «الشرق الأوسط» أن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث العربي الأممي المشترك بشأن الأزمة السورية، والموجود حاليا في القاهرة، التقى الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، الشيخ معاذ الخطيب، أمس.
ولكن المصادر لم تفصح عن فحوى اللقاء بين الجانبين واكتفت بالإشارة إلى أنهما تناولا المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سوريا، وكذلك مخاطر وتداعيات المعارك الدائرة بين نظام الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة حاليا، بالإضافة إلى موضوع التدخلات الخارجية.
ومن جانيه، قال القيادي في الائتلاف السوري، هيثم المالح، لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة السياسية للمعارضة سوف تعقد اجتماعا لها في القاهرة قريبا.
ومن المعروف أن الهيئة تضم كلا من رئيس الائتلاف ونوابه والأمين العام و6 شخصيات أخرى. وقال المالح: «تجرى مشاورات بين الجامعة العربية والائتلاف لبحث وتقييم الموقف في سوريا على كل الجبهات». وأفاد بأن الجامعة ليس لديها مانع من استضافة اجتماعات «الهيئة العامة للثورة السورية» التي تضم 50 شخصية من قوى الحراك الثوري المختلف. وردا على سؤال حول تأجيل انعقاد مؤتمر «الهيئة العامة للثورة السورية»، أوضح المالح أن بعض الشخصيات ليست لديها جوازات سفر للخروج من سوريا، ومن ثم قد يكون الاتجاه عقد الاجتماع في إسطنبول بدلا من القاهرة، وبعد نحو أسبوع أو 10 أيام من الآن.
وحول ما أعلنه وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، من دعم للمعارضة، قال المالح: «قدمنا للخارجية المصرية عددا من المطالب الداعمة لنا، من بينها الحصول على مكاتب في مراكز ومنافذ الوصول للسوريين في مصر، سواء عبر الطرق البرية أو البحرية أو الجوية، لاستقبال السوريين (النازحين من بلادهم)». وأضاف قائلا: «أتوقع أن توافق الخارجية المصرية على الطلب».
وحول الدعم المتوقع من المجتمع الدولي خلال الفترة المقبلة، قال المالح إنه «لا يوجد مجتمع دولي»، و«كنا ننتظر من واشنطن والدول الغربية سحب السفراء من سوريا احتجاجا على حروب الأسد ولم يحدث أي تجاوب». وتساءل: «ماذا ننتظر منهم إذا كانوا قد خذلونا في الدعم الدبلوماسي، وكذلك بالنسبة لموسكو التي تدعم نظام الأسد بالسلاح والدعم اللوجيستي لقتل الشعب السوري ماذا ننتظر منها؟!»، مشيرا إلى أنه «حتى إيران التي تشارك في سوريا بحرب طائفية، لم يمنعها أحد من ذلك».
في غضون ذلك، سلمت هيئة أركان الجيش السوري الحر، أمس، أسماء 15 ممثلا عنها في الائتلاف المعارض، بعد تحفظها على تدني نسبة التمثيل التي أقرها الائتلاف خلال اجتماعه الأخير لتوسعة صفوفه. وقال المنسق السياسي والإعلامي في «الجيش الحر» لؤي المقداد، وهو من الأعضاء الذين تم اعتمادهم في الائتلاف عن كتلة «الجيش الحر»، لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس الأعلى قد فوض رئيس الأركان اللواء سليم إدريس تسمية الأعضاء الذين سيمثلون صوت الحراك العسكري في (الائتلاف الوطني)». وكان «الائتلاف الوطني» قد وسع قاعدة أعضائه بإدخال 43 عضوا جديدا، نهاية الشهر الماضي، توزعوا على الشكل التالي: 15 عضوا من هيئة الأركان، و14 عضوا من الحراك الثوري، و14 عضوا من «الكتلة الديمقراطية» التي يرأسها المعارض السوري البارز ميشيل كيلو.
وأشار المقداد إلى أن «المكون العسكري في الثورة المتمثل بـ(الجيش الحر) قد سهل عملية التمثيل، مكتفيا بالتحفظ على النسبة القليلة التي أعطيت له من دون أن يعطل توسعة الائتلاف». وأضاف: «وجود ممثلين عن (الحر) داخل الائتلاف سيسهل إيصال صوت العسكر إلى المحافل الدولية، كما سيساعد على تضييق الفجوة بين الشق العسكري والشق السياسي».
وأصدرت هيئة أركان «الجيش الحر» بيانا حددت فيه أسماء الأعضاء الذين اعتمدتهم كممثلين عن «الجيش الحر» في «الائتلاف الوطني»؛ وهم: سليمان عبيد، ولؤي المقداد، وممدوح راكان الطحان، وعبد السلام نجيب، وإبراهيم الحمود، ويامن وليد الجوهري، وعمار الكلوت، وسيبان حكمت أحمد، وفؤاد علوش، ومهند عيسى، ومصطفى سخطة، وأحمد جفال، ومحمد الشعار، ومصطفى أحمد شلش، وخالد علي.
بدوره، قال عضو الائتلاف و«المجلس الوطني» سمير نشار، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(الجيش الحر) يستحق نسبة أكبر من تلك التي حددت له نتيجة التضحيات التي يقدمها على الأرض في سبيل نجاح الثورة»، مشيرا إلى أن «نسبة تمثيل العسكر في الائتلاف جاءت بعد مشاورات واتفاقات بين كافة الكتل، أفضت إلى التوافق على هذه النسبة». واعتبر نشار أن «إعطاء نسب كبيرة للكتل المشاركة حديثا في الائتلاف، سواء (الجيش الحر) أو الحراك الثوري أو (الكتلة الديمقراطية)، ستؤدي إلى تزايد العدد وترهل جسم المعارضة، في حين أن المهم هو تحقيق التنوع والتمثيل الصحيح داخل (الائتلاف الوطني)».
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,721,259

عدد الزوار: 7,001,471

المتواجدون الآن: 69