"مشهد دمشق" يطغى على الحوار ويثير مسألة إدخال لبنان المحاور

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 آذار 2010 - 5:01 ص    عدد الزيارات 3501    القسم محلية

        


تبلغ عدد من المسؤولين ان معاودة المحادثات على المسار الفلسطيني – الاسرائيلي بالواسطة "Proxytalks" متوقع اوائل نيسان المقبل، اي بعد الدعم المرتقب من القمة العربية في دورتها السنوية العادية التي تعقد في ليبيا في 27 آذار الجاري لمدة 48 ساعة.
وأفادت مصادر وزارية أنه اذا لم يطرأ ما يعرقل معاودة المفاوضات على هذا المسار، فانها ستبدد التشنجات التي تظلّل سماء المنطقة بفعل التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، ودخول ايران على خط الدفاع، والانضمام الى أي معركة يمكن ان تقع ضد لبنان او سوريا او الدولتين معا.
ورأت أن "مشهد دمشق" الذي ضم الرئيسين السوري بشار الاسد والايراني محمود احمدي نجاد والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ذكرى المولد النبوي في دمشق الاسبوع الماضي، يجب عدم التقليل من أهميته لأنه عكس التزاما ثلاثيا لمواجهة اي عدوان اسرائيلي، اذا تعرض له أي طرف من الاطراف الثلاثة.
ولفتت الى أن التعاون كان قائما بين سوريا وايران والحزب قبل الصورة الثلاثية، لكنه بالصورة الاولى من نوعها، كرس الحلف الاستراتيجي الثلاثي للتصدي لاي عدوان اسرائيلي على الحزب او دمشق او طهران، اي ان الحزب لن يترك وحده يقاتل اسرائيل كما كانت الحال في حرب تموز على لبنان عام 2006.
وأشارت الى ان هذا المشهد جعل تل ابيب تستنفر واشنطن التي بدأت اتصالات عاجلة بسوريا، بواسطة أكثر من دولة بينها قطر وتركيا، بهدف التهدئة ووقف الاعلان عن الاستعدادت لمواجهة عسكرية، لان استمرارها لن يقتصر على الاطراف الثلاثة بل قد يشعل حربا اقليمية وربما دولية تستوجب تدخل الدول الكبرى لوقفها.
وتوقفت عند التركيز الاميركي والاسرائيلي على أمرين، الاول: تدفق الاسلحة الى الحزب وانه يشكل خطرا على تل أبيب. اما الآخر فهو أن طهران تدفع سوريا والحزب الى فتح النار في اتجاه اسرائيل.
 وقالت: لقد خاب أمل الولايات المتحدة الاميركية ازاء ما كانت تطلبه من سوريا لجهة البدء بالابتعاد عن ايران لتسوّي العلاقات معها، واذ بالتحالف الاستراتيجي بينهما يزداد رسوخا مضافا اليه الحزب الذي لم يعد يتلقى السلاح من طهران وتتولى دمشق امراره الى مخازن الذخيرة فحسب، بل ارتقى في موقعه الى استراتيجية الدولتين. وهذه رسالة قوية موجهة الى اهل الحوار قبل أن يجلسوا مجددا حول الطاولة الثلثاء المقبل، وبالتالي فان المرجع في أي مواجهة سيكون الحزب وقيادته وليست حكومة لبنان.
ونبّهت الى انه لا يجوز اعتبار "مشهد دمشق" بمثابة اعلان حرب على اسرائيل، بل يرى بعض القادة الحزبيين والعسكريين العكس لانه في نظرهم يبعد الحرب، اذ ان هذا التحالف يعني قوة عسكرية ضاربة لا يمكن اسرائيل ان تستهين بها، ولديها، المعلومات الاستخباراتية الكافية لنوعية الاسلحة والترسانة الصاروخية التي ستستعمل ضدها وما ستؤدي اليه من اضرار وتهجير. وتجربة تموز 2006 مع الحزب لا يمكن قيادتها العسكرية أن تنساها وهي تشكل امثولة لها في القتال العالي الاحتراف، فكيف اذا انضمت ايران وسوريا الى المواجهات العسكرية؟
ولم تستبعد أن يطرح "مشهد دمشق" في أول جلسة للحوار لدى معاودتها. وتشير المعلومات الى ان هناك من يستعد من القادة، لانتقاد "المشهد" لانه في راي بعض الفاعليات السياسية، يعرض لبنان لاخطار تدميرية مجددا لم يعد في وسعه تحملها.
كذلك سيثيرون موضوع تغييب اي تمثيل او اشراك للدولة في ما اتفق عليه بين الاسد ونجاد ونصرالله وادخال لبنان في محاور اقليمية لا تؤيدها فئات كبيرة من الشعب، وان السلاح تخطى وظيفته وهي تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال بلدة الغجر.

 

كتب خليل فليحان     


المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,258,121

عدد الزوار: 6,984,463

المتواجدون الآن: 69