قمة سورية - قطرية - تركية في دمشق اليوم لإحياء التسوية ··· وساركوزي يقترح <مجموعة إتصال>

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 كانون الثاني 2011 - 6:05 ص    عدد الزيارات 2331    القسم محلية

        


 

قمة سورية - قطرية - تركية في دمشق اليوم لإحياء التسوية ··· وساركوزي يقترح <مجموعة إتصال>
15ك2 2011: إستعادة لمشاهد ما قبل الإغتيال عشية قرار بيلمار
الإستشارات: واشنطن على الخط ··· ونصر الله لمواجهة حكومة تحمي <شهود الزور> ولغز جنبلاط اليوم

بين بيروت ودمشق ولاهاي وعواصم مجموعة الاتصال التي اعلن الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي اقتراح تشكيلها مساء امس، موضوع واحد يحرك الاهتمام وهو منع انحدار لبنان الى ازمة بعد الازمة السياسية الراهنة، تهدد الامن والاستقرار، وسط مخاوف قائمة من امتداد هذه الازمة الى ما وراء الحدود.

وبين اليوم وغداً يثقل الوضع اللبناني باستحقاقات كلها تحمل أزمات، ما خلا الرهان المتجدد على قمة دمشق الثلاثية بين الرئيس بشار الاسد وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التي تعقد اليوم، والتي تبحث الازمة اللبنانية من زاوية ارساء الاستقرار والامن في المنطقة.

وكشف مصدر دبلوماسي عربي لـ<اللواء> ان الشيخ حمد واردوغان سيبحثان مع الرئيس الاسد في الدور الذي يمكن ان تلعبه دمشق في اعادة احياء مبادرة السين- سين واعادة وصل ما انقطع بين دمشق و<بيت الوسط>.

وقال المصدر ان اهمية القمة تأتي في ظل توقيت لبناني بالغ التعقيد، فمن جهة هناك القرار الاتهامي الذي يسلمه المدعي العام الدولي دانيال بيلمار الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين اليوم، ومن جهة ثانية، هناك انكشاف الاستشارات النيابية على اتفاق المعارضة على عدم تسمية الرئيس سعد الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، في اول اشتباك من نوعه حول شخصية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة العتيدة، لا سيما بعد ترشيح كتلة <المستقبل> النيابية الرئيس الحريري ودعم دار الفتوى لهذا الترشيح، وغليان في الشمال والبقاع الغربي وبيروت وصيدا رفضاً لفيتو المعارضة على رئيس تيار <المستقبل>.

هكذا بدا المشهد ليل امس، أقرب الى ان يكون قاتماً، معيداً الى الذاكرة الاجواء التي سادت في البلد في الاشهر الاخيرة من سنة 2004 التي انتهت الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

وفي محاولة لتجاوز هذا الوضع، جرت اتصالات ليل امس بين عين التينة وبعبدا وبيت الوسط بعد زيارة النائب وليد جنبلاط للرئيس نبيه برّي وإلغاء اجتماع كتلة اللقاء الديمقراطي، حول احتمال تأجيل الاستشارات المقررة اليوم بهدف إفساح المجال أمام قمّة دمشق المدعومة من كل من باريس وواشنطن، لكن الموقف سيتقرر اليوم.

وليلاً نسبت محطة L.B.C إلى مصادر في 14 آذار أن قيادات هذه الحركة عقدت اجتماعاً ليل أمس للتفاهم على ترتيبات الاستشارات المقررة اليوم وما يحيط بها من اتصالات للارجاء حتى لا يتفاقم الانقسام بين 14 آذار التي تتمسك بشكل قاطع بالحريري و8 آذار التي هبط اليها الوحي ليلاً بتسمية الرئيس عمر كرامي، الذي يخشى من التقاط كرة النار، مع إدراك الجميع أن البلد دخل في النفق، ما لم تفلح اتصالات ربع الساعة الأخير من انتشاله منه.

كما تردّد ليلاً أن قيادات المعارضة اجتمعت من دون أن تكشف المصادر أين، وإن كان العماد ميشال عون قال أن هذه القيادات ستجتمع صباح اليوم.

ولئن كان الفريقان، ولا سيما المعارضة كانا قد رميا بكل الأسلحة المتاحة من إعلامية وسياسية وتحالفات في الميدان، حيناً لكسب الأكثرية في تسمية الرئيس المكلف، وحيناً في إقامة الحسابات لتطورات الساعات المقبلة في حال لم تتمكن القمة الثلاثية زائد مجموعة الاتصال من اجتراح معجزة تسوية توفق بين المواقف المتناقضة والمتباعدة إلى حد الصراع.

ولوحظ في هذا السياق، أن كلا الفريقين تركا الأبواب مفتوحة أمام احتمالات العودة إلى التسوية، وأن كانت بشروط جديدة، أو بشروط كل طرف، فكتلة <المستقبل> النيابية التي اجتمعت مساء في بيت الوسط برئاسة الرئيس الحريري، أبقت اجتماعاتها مفتوحة، بعد إعلان ترشيحها للرئيس الحريري، من دون ان تعلن احجامها عن الاشتراك في حكومة برئاسة شخص غير الحريري، كما ان الأمين العام <لحزب الله> السيّد حسن نصر الله، الذي أعلن في كلمة متلفزة له مساء أن المعارضة مجمعة على عدم ترشيح الرئيس الحريري، لم يعلن بدوره عدم اشتراكه في حكومة برئاسة الحريري، مكتفياً بالاشارة إلى أن الحزب <لن يسكت على حكومة تحمي شهود الزور وتُدير الفساد المالي> من دون أن يقفل الأبواب أمام الحوار والتلاقي والتعاون، فاصلاً بين مسار الاستشارات النيابية الذي سيشارك فيها، وبين مسار القرار الاتهامي، <الملفّق من أوله إلى آخره>.

وأوضحت مصادر نيابية في كتلة <المستقبل> أن الرئيس الحريري أبلغ أعضاء كتلته في ظروف انسحاب المملكة العربية السعودية من الجهود السعودية - السورية المشتركة، موضحاً بأن لا صحة لما رددته المعارضة عن مطالب شخصية له، بل أن مطالبه حيال هذا التفاهم هي مطالب وطنية وهي مقررات الحوار وبناء الدولة، وفق ما أعلنه في بيانه يوم الجمعة بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان.

كما جرى التطرق إلى المبادرة الفرنسية التي أعلن عنها الرئيس ساركوزي بتشكيل مجموعة اتصال، مؤكداً تجاوبه معها وضرورة إعطائها فرصة.

وتحدثت معلومات أن مدير مكتب الحريري نادر الحريري توجه أمس الى الدوحة لمواكبة قمة دمشق.

أما في شأن الاستشارات النيابية اليوم فقد لاحظت مصادر الكتلة، أن نتيجتها تعتمد على وضعية النائب جنبلاط الذي أعلن مساء أمس أن أصوات كتلته النيابية (11 نائباً) ستكون في اتجاه واحد، وأن موقفه سيعلنه عند خروجه من الاستشارات في الرابعة والربع من بعد ظهر اليوم.

وأكد جنبلاط، في مداخلة عبر تلفزيون المنار، أن موقفه سيكون على قاعدة تبني المبادرة السورية - السعودية وهو الأساس في تهدئة الوضع في لبنان، مشدداً على أن التآمر الدولي لا يعالج إلا من خلال التأكيد على حكومة وفاق وطني، داعياً إلى حكومة شراكة وطنية تعالج كل الارتدادات، مستبعداً وجود أزمة حكومية في الأفق، مشيراً إلى أن كلام نصر الله بالفصل بين القرار الظني وتأليف الحكومة، يترك أملاً كبيراً، واصفاً إياه بأنه <عالي المسؤولية>.

وكان جنبلاط قد عاد أمس الأول من دمشق بعد لقاء الرئيس لأسد، وزار أمس كلاً من الرئيسين بري والحريري.

تحرك أميركي وبالتزامن مع حركة اجتماعات الكتل والمواقف، أعلن أمس في قصر بعبدا، أن الرئيس سليمان تلقى مساء أمس الأول اتصالاً من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في وقت زارت فيه السفيرة الأميركية مورا كونيللي الرئيس الحريري في بيت الوسط، بعد زيارة لافتة للنائب نقولا فتوش في زحلة.

وفيما كررت كونيللي دعوتها كل المجموعات السياسية الى الهدوء وضبط النفس في هذه الفترة الدقيقة، والتزام الحوار البناء والابتعاد عن زيادة اجواء التوتر، مشيرة الى أن المحكمة عملية قضائية دولية مستقلة وعملها لا يتأثر بأي اتجاه سياسي، اوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان الوزيرة كلينتون اعربت للرئيس سليمان عن وقوف الولايات المتحدة الى جانب لبنان في الظرف الراهن، وفقا لما يقرره اللبنانيون بأنفسهم.

واكد الرئيس سليمان من جهته ان التطورات الاخيرة في لبنان لها طابع سياسي بامتياز وتتم معالجتها وفقا للدستور وبالطرق الديمقراطية، لافتا الى ان اللبنانيين سيتمكنون من تلافي الوصول الى ازمة، وايجاد الحلول عن طريق اعتماد نهج الحوار والتوافق والاحتكام الى الاصول الدستورية والى الميثاق الوطني.

يشار الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح مساء امس تشكيل <فريق اتصال> بين البلدان المستعدة لبذل الجهود لمساعدة لبنان على تخطي الأزمة الحكومية، بحسب ما اكد بيان صادر عن قصر الاليزيه.

واوضح البيان ان <الرئيس الفرنسي اجرى عددا من الاتصالات حول الوضع في لبنان في الأيام الأخيرة خصوصاً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان والامير القطري حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الاميركي باراك اوباما>.

قمة دمشق وفي أنقرة اعلن المتحدث باسم الخارجية التركية امس ان اجتماعا سيعقد اليوم في دمشق بين قادة تركيا وسوريا وقطر لبحث الازمة السياسية في لبنان.

وقال الناطق سلجوق اونال ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيتوجه الى دمشق حيث سيجتمع مع الرئيس السوري بشار الاسد وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. واوضح اونال ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو كان اول من اعلن عن هذه القمة امس من بغداد متحدثا للصحافيين المرافقين له في زيارته.

وفي دمشق اعلنت وكالة الانباء السورية( سانا) ان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيقومان بزيارة إلى دمشق اليوم للقاء الرئيس الأسد والبحث معه في تطورات الأوضاع في المنطقة.

ووذكرت (سانا) ان الأسد كان بحث وأمير قطر في الدوحة في كانون الأول من العام الماضي الأوضاع المستجدة على الساحتين العربية والإقليمية والجهود التي تقوم بها سورية وقطر لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وأكدا أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين وخدمة قضاياهما العادلة.

وكان الرئيس سعد الحريري بحث مع اردوغان الجمعة المسالة اللبنانية في اجتماع مغلق استمر ساعتين في انقرة. وفي كلمة امام مسؤولي حزبه، حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي، قال اردوغان ان تركيا <تلعب دورا فعالا> للتوصل الى تسوية سلمية للازمة الحكومية في لبنان.

وقال في تصريحات نقلتها وكالة الاناضول <لا يمكن ان نقبل بانزلاق لبنان من جديد الى اضطراب سياسي>، موضحا ان تركيا ستقوم بخطوات لدى سوريا وايران . وتخشى تركيا شأنها شأن دول أخرى بالمنطقة أن يؤدي تزعزع الاستقرار في لبنان الى حدوث تداعيات في المنطقة بأكملها.

نصر الله ولوحظ أن نصر الله، تجنّب في كلمته عبر قناة <المنار> التطرق إلى الجهود الدولية، لكنه انتقد بقوة الاستنفار الدولي لإعادة تكليف الحريري واصفاً اياه بالتدخل الدولي والإقليمي، كما لاحظ أن هناك ظروفاً معقدة لدى بعض الكتل، قد تحول دون تمكن المعارضة من المجيء بالشخص الذي سترشحه من دون أن يعلن عنه، مشيراً إلى ان المعارضة مجمعة على عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، مشدداً على اننا امام مرحلة جديدة سواء تمت تسمية الحريري او غيره، كما أشار الى اننا، وعلى ضوء صدور القرار الظني سنتصرف وندافع عن كرامتنا ووجودنا وسمعتنا ولن نسمح أن تمس كرامتنا أو ان يلبسنا أحد دم الرئيس الشهيد ظلماً وعدواناً ولو ظناً.

ورأى الأمين العام لحزب الله أن توقيت تسليم القرار الظني الذي أبلغ رسمياً انه سيكون الاثنين <فضيحة اسوأ> من الحركة الدولية التي قامت بعد استقالة الحكومة اللبنانية وتزامنه مع الاستشارات النيابية يهدف إلى الضغط لتسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة.

وأشار إلى أن المكملين بالمشروع الغربي المستهدف للمقاومة حساباتهم خطأ.

وفي توضيحه لبعض معالم المرحلة الجديدة قال السيّد نصر الله: من الآن أي حكومة تحمي شهود الزور لن نسكت عنها واي حكومة تحمي الفساد المالي ولا تتحمل مسؤوليتها لمعالجة قضايا النّاس لن نسكت عنها وأي حكومة تتآمر على المقاومة لن نسكت عنها.

حرب التسجيلات في غضون ذلك، حفلت الساحة الإعلامية أمس، بحرب من نوع آخر لتشويه صورة الرئيس الحريري واتهامه بعلاقة مع <شهود الزور> وفي مقدمهم الشاهد السوري محمّد زهير الصديق، وذلك من خلال شريط تسجيل بثه تلفزيون <الجديد> بعنوان <حقيقة ليكس>، عن مقابلة جرت بينه وبين مساعد رئيس لجنة التحقيق الدولية غيرهارد ليمان والعقيد وسام الحسن في حضور الشاهد الصديق، أكد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، ان المقابلة جرت في اطار استدراج الصديق للعودة الى بيروت للمثول أمام المدعي العام الإستثنائي سعيد ميرزا، وانها تمت بناء لطلب لجنة التحقيق الدولية.

ومساء أعلن المكتب الإعلامي أن مواصلة محطة <الجديد> بث مسلسل الإفادات المسجلة للحريري، لدى لجنة التحقيق الدولية، هي مسلسل مخابراتي بإمتياز، لا تخفى اهدافه على احد.

وأكد المكتب الإعلامي، أن هذه الإفادة المسجلة، تعود الى سنوات عدة، وهي ادليت في ظروف سياسية معروفة، وتناولت عددا من الشخصيات والوجوه البارزة التي يعتز الحريري بصداقتها، وبالعلاقة المتينة التي بناها معها خلال السنوات الأخيرة.

وإذ توجه المكتب الإعلامي بالإعتذار الشخصي من كل الاصدقاء، الذين طاولهم حديثه خلال تلك السنوات، أكد ان المحاولات الجارية لدق الأسافين بينه وبين من يعتبرهم في صلب الدفاع عن قضية الحقيقة والعدالة، ستؤول الى الفشل، ولن تتمكن من تحقيق أهدافها.

وفي هذا الصدد، أجرى الحريري إتصالات شملت الأمير الوليد بن طلال، رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، النائب نهاد المشنوق والصحافي سمير منصور.


 

تقرير إخباري
من مشهد الجريمة إلى مسرح المواجهة من يصبّ ماء الشتاء على لَهب القرار الإتهامي؟!
خلال أقل من شهر، يكتمل نصف عقد على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومنذ تلك السنوات إلى اليوم، وبعده من سنوات غير مقدَّرة، بقي لبنان وسيبقى، تحت وطأة حدث ضخم من نوع اغتيال <الرئيس الشهيد>·

ومهما قيل عن الجريمة، أنها سياسية، مع إضافة كلمة (بامتياز) التي باتت من أكثر المفردات المستحدثة استخداماً، فإن الحدث الإجرامي الهائل، وخارج التوصيف، بعباراته القانونية، والسياسية والاجتماعية، جاء في سياق (Galanie) أو مجرّة من الأحداث الدامية، ذات الأبعاد الاستراتيجية الكبرى، في الصراع على أرض العرب والمسلمين·

وليس من قبيل <التهتك> في إدراج الأحداث ضمن سياق تاريخي حاسم في دلالاته كمشروع ضخم، في حقبة قُدِّر لها أن تشكّل دفعاً لحقبة ما بعد <موت الشيوعية> من زاوية أن الأفكار هي التي تموت، وليس مؤسسوها، جاء غزو أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول 2001، وإسقاط حكومة طالبان <الأصولية> ذات الارتداد الفقهي التاريخي، والمنازلة الدولية مع <القاعدة> <كتنظيم إرهابي> (بالمعايير الأميركية)، ثم تلاه غزو العراق، وإسقاط نظام صدام حسين ذي <الإنتماء البعثي العربي>، وللمناسبة (كان كلا النظامين على عداء مع إيران، الجمهورية، والدولة الإسلامية بعد العام 1979)··

كان العالمان العربي والإسلامي، مذهولين، برؤية الأحداث تتفاعل، في بلد إسلامي، وبلد عربي إسلامي، في رؤية بلدين يتدمران، بأشدّ الأسلحة فتكاً، وأحدث تقنيات الحرب في مستهل القرن الحادي والعشرين، ونيران قوات <إيساف> (الحلف الأطلسي) بمظلة دولية، أي قرار من مجلس الأمن، وقوات <التحالف> وهي أميركية - بريطانية - أسترالية، ومن بعض بلدان أوروبا الشرقية السابقة، تُسقط البلد وتقسّمه، قبل ترتيبات ما قبل الخروج النهائي، بدءاً من هذا العام والأعوام التي تليه··

كان كل بلد عربي، يسعى إلى <درء الخطر> عنه بأية وسيلة··

ومن الثابت أن لبنان، ومعه الدول الداعمة لإستقراره، لم يكن بمنأى عن الزلازل الإقليمية، المتحركة على أرض الشرق الأوسط الكبير من كشمير في أفغانستان، إلى إيران، مروراً بتركيا والدردنيل، إلى المملكة العربية السعودية والبحر الأحمر، فأفريقيا الشمالية العربية والسودان·· فكان الحدث - الزلزال - الجريمة التي أودت بأحد صانعي استقرار لبنان، وإعادته إلى الخارطة العربية والإقليمية رفيق الحريري··

قبل تحديد الجهة التي نفّذت الجريمة الكبرى، لا يمكن النظر إلى التداعيات الجارية الآن، خارج السياقات الكبرى للزلزال الكبير، الذي لم يفلح حتى الآن، في ضرب وحدة لبنان المجتمعية، وإن كان أحدث شرخاً، تتضافر جهود من الخارج لضرب الجهد العربي في إلحاق البلد - وهنا مكمن المخاوف - ممّا يجري لبلدان أخرى، منذ أن تقرّر وضع <الصدام الثقافي> مع العالم الإسلامي، ومع النظم العربية الصاعدة على جدول الأعمال··

هذا في الخلفية· أمّا في المجريات اليومية، فلائحة الأحداث تتزاحم <بطريقة إلكترونية>، ففي كل لحظة، وربّما ثانية خبر من هنا، وآخر من هناك·

تجمّعت في سماء البلد الصغير منذ الإثنين الماضي <رزمة من التطورات>، كاد الحدث التونسي بالزور أن يغطي عليها·

من غير الممكن التحدّث عن مجريات، بلا مقدّمات·· لكن الزمن القصير، اقترب من أن يختصر المشهد الكبير في بحر الساعات المقبلة··

أُسقطت حكومة <الوحدة الوطنية> (بالثلث + 1)، فصارت تصريف أعمال، إحتدم الحدث: المعارضة ترفض عودة سعد الحريري، رئيس التكتل النيابي الأكبر من العودة إلى <لعبة البرلمان> في تأليف الحكومة· 14 آذار ترفض إلاّ عودة الحريري الإبن إلى الرئاسة الثالثة، وترى أن عدم عودته <نذير فتنة> وتحذّر من اللعب <بالاعتبارات الميثاقية> في بلد هشّ التركيبة الطائفية، مذكّرة بأن هذه الإعتبارات وفّرت العودة لنبيه بري للعودة إلى رئاسة المجلس في العام 2005، وفي العام 2009··

القرار الإتهامي غداً قد تُعلن أسماؤه، واليوم، يتسلّم قاضي الاجراءات التمهيدية دانييل فرانسين·· السيّدة هيلاري كلينتون، وضعت أو كادت تضع اللمسات على ترتيبات الإجماع الدولي والعربي حول المحكمة الخاصة بلبنان··

بعد مسرح الجريمة·· الآن مسرح المواجهة، بكل أنواع الأسلحة المتاحة، من الإعلام، إلى الاستشارات، فالدستور، فالتحالفات، فوليد جنبلاط، والساحة الطرابلسية إلى البقاع الغربي··

إسرائيل تُراقب، الحياة اليومية تتكرّر في لبنان، البلد المضطرب، الواقف بدءاً من ساعات بعد ظهر اليوم وغداً على خط النار·· ولا أحد يستعدّ لوضع الماء على اللهب المتوقّع، ولو في عزّ الشتاء؟!

 

 

بعد شغور المنصب منذ 2005  السفير الأميركي الجديد بدمشق
وصل سفير الولايات المتحدة الجديد روبرت فورد الى دمشق بعد ظهر امس بعد شغور المنصب منذ 2005 في خطوة قال محللون سياسيون ان من شأنها دفع الحوار الصعب بين دمشق وواشنطن·

وقال مصدر في السفارة الاميركية في دمشق انه <من المتوقع ان يقدم السفير روبرت فورد اوراق اعتماده الى الرئيس السوري بشار الاسد خلال هذا الاسبوع>·

واشار المصدر الى <ان السفير الجديد لن يقوم باي اجتماع رسمي قبل ذلك>·

وياتي تسلم هذا الدبلوماسي المحنك مهامه في دمشق في حين يغرق لبنان في ازمة سياسية اثر استقالة 11 وزيرا من الحكومة اللبنانية بينهم وزراء حزب الله وحلفائه ما ادى الى انهيارها، على خلفية المحكمة الدولية التي انشئت للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط 2005·

وجاء في بيان اصدرته السفارة الاميركية في دمشق عقب وصول السفير ان تعيينه <يعكس تحركا اميركيا ملموسا نحو محاولة إيجاد مصالح مشتركة بين سورية والولايات المتحدة من خلال المزيد من المناقشات المنتظمة والمباشرة مع الحكومة السورية والشعب السوري>·

وبقي منصب السفير الاميركي في سوريا شاغرا منذ ان استدعت واشنطن سفيرتها مارغريت سكوبي في دمشق بعد ايام من اغتيال الحريري عام 2005 والذي وجهت اصابع الاتهام حينها الى سوريا رغم نفيها علاقتها بذلك·

واشار مصدر في السفارة الاميركية في دمشق ان هذا الاجراء <يبين ان اوباما يرغب بالعمل مع سوريا وان كنا لسنا متفقين على بعض المسائل>·

واكد المصدر <سيسلم فورد بعض الرسائل الى الحكومة السورية وستعقد اجتماعات على اعلى المستويات>· واضاف <ان سوريا والولايات المتحدة لهما مصالح مشتركة ونحن نعتقد ان لسوريا دور حيوي في التوصل الى سلام شامل> في الشرق الاوسط·

(ا·ف·ب)

 

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,908,398

عدد الزوار: 7,007,852

المتواجدون الآن: 93