النازحون السوريون إلى عكار 110 عائلات

تبدّلت رياح دمشق فتفرّق عشاق التأليف

تاريخ الإضافة الأحد 15 أيار 2011 - 5:53 ص    عدد الزيارات 2628    القسم محلية

        



 

تبدّلت رياح دمشق فتفرّق عشاق التأليف
وضع اليد على الحقائب الأمنية استفز الداخل والخارج

غابت أمس عن الرؤية أية لقاءات بين اطراف الاكثرية الجديدة لتأليف الحكومة وحلت محلها مواقف عكست انتقاداً للتأخر في عملية التأليف التي تحولت كرة يتقاذفها الاطراف المعنيون في ما بينهم من دون تقديم معطيات شافية عن هذا التحول الذي قلب الاجواء بين ليلة وضحاها من تفاؤل الى تشاؤم.

أوساط ميقاتي
وعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي الذي حمّل قبل ثلاثة ايام ممثلي الرئيس نبيه بري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون خمسة أسئلة لينطلق على اساسها قطار التأليف، انتظر أول من أمس الجواب من دون طائل ولم يحضر الى مكتبه ممثلو الاطراف الثلاثة.
واكدت اوساط ميقاتي ان النقاش لم يبلغ بعد مرحلة تسمح بالقول ان ولادة الحكومة في طور الانجاز وقالت ان مسار الحوار القائم يوحي بأن هناك من يرغب، عن قصد او عن غير قصد، في استمرار المراوحة وكأن البلد يعيش في حال من الاستقرار الثابت بما يسمح بالترف السياسي.
ورأت ان المطلوب ترجمة الرغبات المعلنة في ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة بسلوك يرتقي الى مستوى المسؤوليات الوطنية في ظل التطورات الجارية في المنطقة العربية.
ودعت الاوساط الى عقلنة الرغبات لتتناغم مع الممكن وتأتي بما يتفق والمصلحة الوطنية العليا والقواعد الدستورية. واضافت: "المشكلة الاساسية تتجاوز مسألة الشروط القديمة والمستجدة الى المنطلق الاساسي في عملية تأليف الحكومة، لان كل طرف يريد حكومة تحت سقف خياره السياسي".
ثم قالت: "كفى حديث عن ضغوط لعدم تأليف الحكومة من جهة او عن انتظار بايعاز اقليمي، لان ذلك لا يخدم لبنان. نحن علينا ان نقوم بواجباتنا لحماية البلد داخليا بالتفاهم والاتفاق. فهل المطلوب من الحكومة ان تكون على قطيعة مع اشقاء لبنان واصدقائه؟".
واستغربت "ما يشاع في بعض الاوساط عن تنازل الرئيس ميقاتي عن هذه الحقيبة او تلك او تمسكه بهذه الوزارة او تلك، لان المسألة بالنسبة اليه هي في نهج عام يرتكز على الدستور والاعراف المعمول بها، وعلى اقتناع بضرورة ان تكون الحكومة فريق عمل متجانساً ومنتجاً، لا يتفرد فيها أي طرف بحق التقرير، واستطراداً التعطيل".
في المقابل، تساءلت أوساط بارزة في الاكثرية الجديدة عن أجواء التشاؤم التي بدأت تظهر وتوحي بأن ثمة عرقلة في تأليف الحكومة. وفي رواية هذه الاوساط أن "التصويب كان يتم سابقا في اتجاه العماد ميشال عون لمطالبته بوزارة الداخلية. لكن عون، الذي يريد حلا للداخلية، طرح لائحة بثلاثة اسماء للوزارة في الاجتماع الذي انعقد عند الرئيس المكلف وحضره الوزير جبران باسيل والخليلان الذين طالبوا بجواب، مشترطين التكتم على الاسماء المقترحة كي لا تحرق، ومنها اسم العميد مروان شربل المعروف بعلاقته برئيس الجمهورية. رفع ميقاتي اللائحة الى رئيس الجمهورية ولكن في اليوم التالي لم يصل الجواب. فتحرك الرئيس نبيه بري وحزب الله والنائب وليد جنبلاط للتعجيل في الخطوات الحكومية. ثم جاء جواب رسمي تبلغه باسيل والخليلان بأن سليمان وافق على شربل".
وتضيف الرواية أنه "بعد هذا الجواب بدأ البحث في توزيع الحقائب، بعدما كان اتفق في بداية مراحل التأليف على عدد الوزراء وتوزعهم". وتوضح أن الاكثرية فوجئت أمس بأجواء اعلامية وسياسية تتحدث عن عدم رضى وتسريبات توحي وكأن ثمة مستجدات تعرقل التأليف. مع العلم ان توزيع الحقائب الاساسي بات شبه محسوم، فالسنّة احتفظوا بالمال والتربية، والشيعة بالخارجية والصحة والزراعة ("حزب الله") والدفاع سليمان فرنجية، والاتصالات والطاقة لعون، والاشغال لجنبلاط. وكان البحث يتركز حاليا على انهاء كل الحقائب".
وتؤكد هذه الاوساط أن "الاكثرية الجديدة كانت تتهم بالعرقلة، لكنها قدمت كل التسهيلات، ولو لم تكن لديها الرغبة في الحل لما أعطى عون اسما يوافق عليه سليمان. فهم كانوا يقولون لتحل عقدة الداخلية فتنتهي كل الامور. أما وقد حلت الداخلية فلا نعرف ما هي الاسباب التي تمنع التأليف".

أسباب
وعلمت "النهار" من مصادر مواكبة للتأليف ان الضوء الاخضر الذي تبلغه  المعنيون من دمشق في الآونة الاخيرة من أجل انطلاق تأليف الحكومة ونجح في مرحلة أولى في ترتيب مخرج لحقيبة الداخلية، تبدّل فجأة الى أصفر، مما فرمل التحركات الداخلية. وترافق هذا التطور مع برودة كاملة لدى أوساط عربية بارزة في تلقيها نبأ المسعى لتأليف حكومة بدا انها ستكون حكومة اللون الواحد مع تفرّد حلفاء "حزب الله" بالسيطرة على الحقائب الامنية وسواها من حقائب رئيسية، مما أسقط موقع رئيس الحكومة وسليمان معا".
وترافقت هذه المعطيات مع تحركات دولية وأميركية وأوروبية حذّرت سلفاً من فرض واقع حكومة تكون موسومة بسيطرة "حزب الله" لما لذلك من انعكاسات سلبية على لبنان على كل المستويات.

سليمان
وقد لفت الرئيس سليمان، في احتفال تدشين حرم الابتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف امس، الى "استهلاك اكثر من تسعة اشهر في عملية تشكيل ثلاث حكومات متتالية، وقد باتت الصعوبة في تأليف الحكومة الحالية تشكل عبئاً اضافياً ضاغطاً على اكثر من صعيد". وأبرز أهمية موقع وزير الداخلية "الذي من المفترض فيه ان يكون على مسافة واحدة من كل الاطراف (…) وقد كان لنا في هذه الوزارة تجربة ناجحة نعتز بها ويتوجب علينا الاقتداء بها".
ولفتت أوساط سياسية الى ان اشارة رئيس الجمهورية الى موقع وزير الداخلية يعكس عدم رضاه عن المخرج الذي جرى تداوله اخيراً لحقيبة الداخلية. وقال هؤلاء ان كلمة سليمان مستوحاة من بيان بكركي بعد القمة الروحية وخطاب القسم ولم يأت على ذكر المقاومة مستبدلاً بها عبارة "شباب لبنان الذي تمكن من تحرير معظم أراضيه من الاحتلال الاسرائيلي".
وكانت لوزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود مواقف حمل فيها على "واقع يتصدر منابره عقل ميليشيوي إلغائي للآخر".
وبما يعكس الاجواء المتبدلة، اتهم النائب وليد جنبلاط "الطبقة السياسية" بالاعاقة لعجزها عن "تشكيل الحكومة... والبلاد على مشارف الهاوية".

لقاء تضامني مع المصريين الأقباط
المسيحيون ليسوا جالية غريبة في الشرق

جانب من اللقاء التضامني مع المصريين الاقباط. (حسن عسل)
كان يمكن للقاء التضامني مع المصريين الاقباط رفضاً للعنف الذي يتعرضون له، ان يتحول منبرا لانفلات الهواجس التي تعتمل في نفوس قسم كبير من اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بنتيجة ما جرى في العراق وما يجري في مصر وسوريا، لكن وجود ممثل للسفارة المصرية ووجوه معروفة من كل الطوائف ادى حكماً الى تلطيف الاجواء وتبريد الرؤوس الحامية.
اللقاء الذي دعا اليه رئيس اتحاد الرابطات المسيحية في لبنان حبيب افرام، يضاف الى سلسلة طويلة من لقاءات التضامن التي دأبت "الرابطة السريانية" على تنظيمها مع مسيحيي العراق الذين كثرت الاعتداءات عليهم وتفاقمت اسوة بكل مكونات الشعب العراقي. لكن المريب في لقاء الامس ان وسائل الاعلام المسيحية المرئية والمسموعة لم تغطّ النشاط ولم ترسل مندوبين عنها لاسباب غير معروفة، وكأن الشأن المسيحي لا يعني هذه المحطات، في حين حضرت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله". ويقول حبيب افرام عن هذا الموضوع بحسرة: "لا يهتمون بمعاناة المسيحيين المشرقيين ولا يكترثون لأمرهم، وتلك مصيبة كبرى".
المشاركون في اللقاء التضامني الذي عقد في النادي السرياني في سد البوشرية قسمان: ضحايا التوتر المصري، اي الاقباط الذين حضر عنهم ناشطون يتقدمهم رئيس الطائفة القبطية في لبنان الاب رويس الاروشليمي الذي تحدث عن كنيسة الاقباط وتاريخ شعبها من عهد الفراعنة، ليخلص الى السؤال: "اين اصبحت مصر الان؟". واشار الى "ان الساكت عن الحق شيطان اخرس، وان الكنائس القبطية تتعرض للاعتداءات لانها رفضت التطبيع مع اسرائيل، وكل من يعتدي على الاقباط عميل اسرائيلي".
اما الناشطان القبطيان ادوار بيباوي وادمون بطرس فاوضحا "ان ثمة 166 جريمة ارتكبت ضد المسيحيين وسجلت لدى وزارة الداخلية المصرية، وان الصراع الطائفي شوكة في خاصرة الثورة"، وقالا ان الاقباط "يتوقون الى دولة الحرية والمساواة والعيش المشترك(...)".
اما القسم الثاني من المشاركين فهم المتعاطفون والقلقون من اللبنانيين المتفقين جميعاً على ادانة ما يجري "لاننا بالهوا سوا". واعتبر الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح في كلمة، "ان ما يحكى عن فتنة في مصر امر مستنكر من المصريين"، كاشفاً عن اجتماعات مكثفة بين الازهر والاقباط.
وأعرب الوزير السابق وديع الخازن عن خشيته من "انحراف الثورة عن اهدافها".
وتكلم ممثلو الرابطة المارونية، و"التجمع اللبناني الارثوذكسي" و"جبهة الحرية" والكتائب و"المردة" ونقابة المحررين عن اهمية التمسك بالعيش المشترك ورفض الارهاب والقمع. وطرح حبيب افرام سؤالاً عما اذا كان المطلوب السكوت على ما يجري والموت بصمت.
وقدم ممثل السفير المصري في الندوة الدكتور احمد ابو الحسن، عرضاً لما قال انه "ملاحظات على الوضع في مصر"، معتبراً ان الكلام عن فتنة طائفية في مصر "امر مبالغ فيه، وان المجتمع المصري متماسك وما يحصل ليس سوى جرائم يلاحقها القانون". وشدد على ان الحكومة الجديدة والمجلس العسكري "اعادا بناء الكنائس التي تعرضت للتخريب، وان المسلمين والاقباط يعيشون معاً في طول مصر وعرضها”. واشار الى ان الثورة المصرية ستكرس مبدأ المواطنة لان المجتمع المصري متسامح ويؤمن بالعيش الواحد، ولان الدولة المصرية قوية وعادلة، وما يجري ليس سوى احداث عادية، ويمكن تجاوزها". وخلص المجتمعون في البيان الختامي الى اعلان "رفض الفتنة الطائفية والمذهبية في اي من بلدان المنطقة وخصوصاً ضد الاقباط، وتحميل الدولة مسؤولية حماية كل مواطن، وطلب وقف خطب التحريض والحقد عبر وسائل الاعلام والتمسك بلبنان مساحة حرية وعيش واحد".
اللقاء حضره ممثلون للرؤساء امين الجميل ونبيه بري وروابط وهيئات مسيحية وبعض قوى المجتمع المدني والهيئات المستقلة، وغابت عنه الكنائس المسيحية اللبنانية الكاثوليكية والارثوذكسية وممثلو قوى مسيحية اساسية مثل "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وغيرهما.

بيار عطاالله     

 


 

النازحون السوريون إلى عكار 110 عائلات
معظمها يحل في منازل أقرباء وأصدقاء

معبر جسر قمار الشرعي امس. امرأة تعبر بأطفالها من البقيعة السورية الى البقيعة اللبنانية عند الجسر الغربي امس. (ميشال حلاق)
عكار - "النهار":
تتضارب المعلومات بإزاء عدد العائلات السورية التي وفدت الى لبنان عبر منطقة وادي خالد الحدودية نتيجة طول الحدود البرية الشمالية (مئة كيلومتر تقريبا) وتداخل هذه الحدود بما يسمح بعبور الافراد سيرا بين القرى والبلدات اللبنانية والسورية الواقعة على جانبي الحدود على رغم الوجود الامني الكثيف في هذه المنطقة من الجانبين. وفي ظل غياب اي احصاء رسمي، يبقى المصدر الابرز لهذه المعطيات مخاتير القرى والبلدات المطلعون على حركة وفود العائلات التي بالقسم الاكبر منها يستقبله انسباء وأقرباء.
وتبعا لهذه المعطيات، ووفق عدد من مخاتير منطقة وادي خالد، فإن عدد العائلات السورية الموجودة في قرى وادي خالد والبلدات والقرى القريبة منها يتجاوز المئة عائلة بقليل، اي نحو 500 شخص جلّهم من النساء والاولاد والاطفال.
وخلال جولة على عدد من المعابر الحدودية الشرعية إن في العبودية او العريضة او جسر قمار والمعابر غير الشرعية ولا سيما منها معبر الجسر الغربي في منطقة البقيعة، بدت الحركة اعتيادية ولوحظ دخول عدد من العائلات الى لبنان، بينما عادت عائلات الى البلدات التي وفدت منها.
وأفادت مصادر حدودية ان عدد العائلات التي وفدت ابتداء من بعد ظهر يوم الخميس الماضي وطوال أمس الجمعة لم يتعدَ الـ 70 عائلة. أما على معبر الكنيسة غير الشرعي ايضا في اعالي منطقة وادي خالد وحيث الحدود اللبنانية – السورية متداخلة ولا يفصل بينها الا ساتر ترابي أقامته السلطات السورية لضبط الحدود، فإن عدد العائلات التي وفدت ومعظمها من مدينة حمص والبلدات المحيطة بها بلغ نحو 40 عائلة ليصبح العدد الاجمالي للعائلات خلال هذين اليومين، وفق احصاء غير دقيق ، نحو 110 عائلات موزعة على قرى الرامة والعماير والكنيسة ورجم خلف ورجم حسين والبقيعة والعوادة والمقيبلة وخط البترول والفرض والهيشة ومشتى حسن ومشتى حمود وعيدمون. كما ان بعض هذه العائلات اتجه نحو مدينة طرابلس حيث لها أقرباء.
أما بالنسبة الى المساعدات الانسانية والرعاية الصحية لهذه العائلات، فذكر ان ثمة تعاوناً بين عدد من فاعليات المنطقة ووجهائها وعدد من الجمعيات الاهلية يهدف الى تقديم ما امكن لمساعدة العائلات المضيفة والوقوف الى جانبها، على ان تعقد هذه الفاعليات اجتماعا عاما لها للبحث في هذه الامور وتنسيق عملها.
ويشار الى ان وفودا تابعة لهيئات انسانية محلية وأجنبية وممثلين لجمعيات اهلية تقصد وادي خالد للوقوف على حقيقة ما هو قائم. وفي هذا السياق اوفدت لجنة حقوق الانسان في لبنان فريق عمل الى منطقة وادي خالد حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من المخاتير والفاعليات في محاولة للوقوف على حقيقة ما يجري وأعداد العائلات السورية الوافدة واحتياجاتها.

 

خلوة معراب فتحت أبوابها للإعلاميين
"القوات" الجديدة شعارها "إنسان، غد، حرية"

فتحت خلوة المؤتمر العام لحزب "القوات اللبنانية" ابوابها امس للإعلام. لـ40 دقيقة، تسللت الكاميرات والاقلام الى إحدى قاعات معراب. هناك، في طبقة ارضية احاطت الصخور احدى واجهاتها الزجاجية، التأم نحو 100 عضو بينهم رئيس الحزب سمير جعجع لمواصلة مناقشة النظام الداخلي. على  جدران زيتية كستها اعلام الحزب ولبنان، شعاران اختزلا التوجهات الجديدة: " حزب ديموقراطي رائد في لبنان والمنطقة"، و..."انسان، غد، حرية".

ربما هي المرة الاولى التي يظهر فيها رئيس الحزب بمظهر مدير جلسة. كانت تنقصه المطرقة. خلف نظارات سوداء قاتمة راح يتلو البنود المعروضة للنقاش والتعديلات المقترحة، قبل ان يفصل بين "المتخاصمين"، في الرأي طبعا. مادتان شكلتا "بوصلة" المواجهات الكلامية . المادة 74 ، والتي تناولت طريقة الانتساب الى الحزب والتصويت، وسط احتمالات عدة في هذا الشأن، منها ان يحصل الانتساب  وفقا للقطاع الذي يعمل فيه المحازب، او مسقط رأسه. فيما ركزت المادة 76 على آلية وضع قواعد عامة لاجتماعات الحزب بحسب نوعها. وبين هذه وتلك، سلسلة رسائل سعى الحزب الى ايصالها، وتولى بلورتها نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان.
أولاها ان "القوات" تعد نظاما قابلا للتطبيق. فالمعيار، كما قال مرارا، ليس فقط حداثة التشريعات بقدر ما يتمثل في القدرة على التزام تطبيقها. وفي معرض تعداده لامثلة حية في هذا الشأن، أبرز أهمية انتخاب رئيس المركز كل سنتين، وانتخاب الرئيس ونائبه كل 4 سنوات من القاعدة، وكذلك اعضاء الهيئة التنفيذية، عازياً "الدقة المتناهية" في الإعداد الى التطلع الى حزب يخضع للرقابة ويؤمن بأسس تداول السلطة.
ثانية هذه الرسائل بدت في سعي الحزب الى التمثل بالانظمة الحديثة المتبعة في الاحزاب المتطورة، وسط ترجيحات بأن يباشر انتخاباته بين الشهرين الأول والثالث من السنة المقبلة. ويتوقع ان يسبق الخطوة فتح باب الانتساب، بعد اقرار الهيئة العامة للنظام الجديد وتعديلاته، علما ان نسخة من هذا النظام ستودع وزارة الداخلية.
ثالثتها، وبالتزامن مع الحلة القانونية ، يبرز حرص الحزب على اضفاء بعد جديد على توجهاته من خلال تركيزه على شعاري "انسان، غد، حرية" والريادة الديموقراطية في لبنان والمنطقة. وفي موازاة التحولات التي تشهدها المنطقة مع الانتقال المتواصل من حكم الاشخاص والديكتاتوريات الى مشاركة الناس بالاعداد والادارة،  يعد عدوان بأن تراعي "القوات" هذه القواعد، مشددا على اهمية ان يشعر الانسان في الحزب والوطن بانسانيته هذه. وفي بلورة لهذه المقاربة يقول: "الانسان بلا حرية يفقد انسانيته كما ان لا قيمة لانسان وعمل قيادي سياسي دون رؤية. مشكلتنا ان معظم الطبقة السياسية تغرق في مشكلات الماضي".
يتوقع القواتيون ان تنعكس ارتدادات النظام القواتي الجديد على بقية الاحزاب التي ستبدو في اعتقادهم مرغمة على سلوك التوجه نفسه على مستوى الممارسة، اقله للحفاظ على مواقعها. كما ان لبنان سينال قسطا من هذا النجاح، وسط احتمال ان ينقل عدوى التجربة الى انحاء اخرى.  
أما مسألة اجتذاب مناصرين من خارج اطار الطائفة التي يدور الحزب في فلكها، فتبقى في رأيهم رهن التفاصيل التي لم يخض فيها الحزب، ولو انهم  يعترفون بأن المناخ لا يبدو مهيأ لها اليوم. ويعلق عدوان:  "نريد حزبا لكل لبنان ولكل اللبنانيين. واذا كنت صادقا، اقول ان الوقت الفعلي لذلك ربما لم يحن بعد.  ففي ظل الاصطفافات المذهبية، من السابق لاوانه ان نضع تفاصيل دقيقة في هذا الشأن ونراعيها. "
يتحدث عدوان عن ثلاث مراحل اساسية طبعت تاريخ الحزب: "قوات" ما  قبل التسعينات غير القوات في الفترة الفاصلة بين 1990 و2005، كما اننا دخلنا بعد الـ 2005 حقبة جديدة، حقبة العمل السياسي بكل ما للكلمة من معنى. منذ قرابة 4 اعوام و"نحن نتعرض لحملات تتناول السلاح والامن. اسقطناها بالممارسة. واليوم ايضا، سنكرس الديموقراطية التي ننشدها عبر هذا النظام بالممارسة. لكل مرحلة مقتضياتها."
عملياً، وضع الحزب مجموعة اهداف لعمله المستقبلي. في مقدمها، السير نحو الدولة. وفيما يعد عدوان بتقويم كل عمل انطلاقا من خدمته اهداف هذه المسيرة، يكرر ان "المدخل الكبير في نظرنا قيام الدولة. هذه أولويتنا." ويبقى ان الأطر الجديدة التي يدرج الحزب نفسه فيها لا تعكس، في رأي قيادييه، "قطيعة" بين قوات الامس واليوم. ويوضح عدوان: "دافعنا عن مجموعة مبادئ منذ 1975 وما زلنا، مجملها يتجسد في قيام الدولة. نمثل مسارا تاريخيا عمره 1500 عام". ويختم: "يجب ان نجد في كل مرحلة الطريق والشعارات والسبل الأفضل لتحقيق ما نصبو اليه".

 


المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,545,439

عدد الزوار: 6,954,346

المتواجدون الآن: 55