برّي في مؤتمر «المسلمون والمسيحيون والتحولات»: من يمكنه أن يعطي كلمة تطمئن الأقليات في المنطقة... 26 ضحية تستعيد فاجعة العجز في الأشرفية والحصيلة مفتوحة على 10 مفقودين.. حداد غداً وعائلة تقضي وسط الركام

تايلاند تتهم عتريس حسين التابع لـ"حزب الله" بالإرهاب بعد اعتقاله واعترافه بتخزين المواد المتفجّرة...ماذا ينتظر لبنان والمنطقة في آذار المقبل؟...«سوق السلاح» يشتعِل والتهريب في كلّ الاتّجاهات

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 كانون الثاني 2012 - 5:31 ص    عدد الزيارات 2176    القسم محلية

        


 

 
تايلاند تتهم عتريس حسين التابع لـ"حزب الله" بالإرهاب بعد اعتقاله واعترافه بتخزين المواد المتفجّرة
 موقع 14 آذار..    
اعلنت الشرطة في تايلاند انه تم توجيه الاتهام الى لبناني تابع لـ"حزب الله" يشتبه في محاولته التخطيط لاعتداء في بانكوك بعد العثور على مواد كيميائية قابلة للانفجار، وذلك بعد بضعة ايام على اصدار السفارة الاميركية في بانكوك تحذيران من هجوم ارهابي محتمل.
وصرح نائب قائد الشرطة بانسيري براباوات "لقد اتهم بانتهاك القانون بشأن السلاح"، موضحاً ان المشتبه به الذي اوقف الخميس لديه على ما يبدو علاقات مع "حزب الله"، قاد الشرطة الى منزل في منطقة ساموت ساخون القريبة من العاصمة.
وعثرت الشرطة في المكان على كميات كبيرة من الاسمدة الكيميائية ومن نترات الامونيوم. وغالبا ما يستخدم نترات الامونيوم في الزراعة مثل الاسمدة لكن يمكن استخدامه لصنع قنابل. ولا بد لامتلاكه من الحصول على ترخيص من السلطات في تايلاند.
وتابعت الشرطة ان المشتبه به اوضح انه تم استئجار المكان قبل عامين لاستخدامه كمستودع لبضائع قبل ارسالها الى الشرق الاوسط. فيما كانت اعلنت الشرطة السبت انه اقر خلال الاستجواب بان مجموعة خططت لتنفيذ هجوم في تايلاند لكنه تم الغاء المشروع.
وكانت السفارة الاميركية في بانكوك اصدرت الجمعة تحذيرا الى مواطنيها من هجمات محتملة يمكن ان ينفذها "ارهابيون اجانب" في الاماكن السياحية للعاصمة. والرسالة لا تزال موجودة الاثنين على الموقع الالكتروني للسفارة. فيما حاولت السلطات التايلاندية منذ ذلك الحين طمأنة السكان.
وفي التفاصيل، عثرت الشرطة التايلانديّة على أكثر من 3004 كيلوغرامات من "أسمدة اليوريا" المركزة وغيرها من المواد التي تستخدم في صنع المتفجرات في مبنى في حي "Samut Sakhon's Muang"، بعد إلقاء القبض على عتريس حسين العنصر في "حزب الله"، بحسب ما قال رئيس الشرطة الوطنية Priewpan Damapong لصحيفة "شانغهاي بوست".
وكانت داهم أكثر من مئتي عنصر من الشرطة مبنى تجارياً من ثلاث طوابق في منطقة "Mahachai"، بعد أن تم توقيف عتريس حسين، وهو لبناني يحمل جواز سفر سويدي، للاشتباه بعلاقته بـ"حزب الله"، في مطار "Suvarnabhumi" مساء الجمعة. اعترف عتريس حسن بمكان وجود المتفجرات، حسبما قال"Priewpan Damapong".
كما أفاد Damapong أن 4380 كيلوغراماً من "أسمدة اليوريا" المركزة، و260 ليتراً من نترات الأمونيوم، و400 مروحة كهربائية كانت موجودة في الطابق الثاني من المبنى. واكتشفت الشرطة أيضاً عدة أزواج من الأحذبة وأوراق طباعة قياس A4، و400 مروحة للطاولات في الطابق الأرضي.
واعترف "الإرهابي" المشتبه به (بحسب ما وصفته الصحيفة) للمحققين أن المجموعة الإرهابية لم تكن تعتزم شن هجمات في تايلاندا، بل أرادت فقط إخفاء المكونات في تايلاندا، ليتم بعد ذلك إخفاءها داخل صناديق المراوح وشحنها إلى بلدان أخرى، حسبما قال Pol Gen Priewpan.
وكان المشتبه به استأجر المبنى من شخص يدعى Kritsana Promchana في أول كانون الثاني 2010، وتم إخفاء المواد المتفجرة في المبنى منذ بعض الوقت. وبتاريخ 16 كانون الثاني عرضت شرطة Royal Thai صورة تظهر عتريس حسين، عنصر في "حزب الله"، لبناني يحمل الجنسية السويدية، بعد إلقاء القبض عليه في بانكوك، تايلاندا، في 13 كانون الثاني 2010.
وقال رئيس الشرطة: "أراد السيد عتريس أن يطمئن الناس بألا يقلقوا على الإطلاق، بشأن هجمات إرهابية في تايلاندا". فيما أكّد مساعد رئيس الشرطة Charamporn Suramanee أن سيتم الاحتفاظ بـ"أسمدة اليوريا" المركزة و"نترات الأمونيا" في قسم مستودعات تموين الجيش لمزيد من الاستقصاء.
كما أفاد الجنرال Gen Charamporn أن حيازة هذه المواد تعرّض صاحبها للسجن لمدة خمس سنوات ولغرامة تبلغ 50 ألف بات تايلاندي (حوالى 1565 دولاراً أميركياً).
أما رئيس مكتب شرطة العاصمة Winai Thongsong فقد أشار إلى أن "السيد عتريس سيبقى موقوفاً لدى الشرطة وسوف يتخذ رئيس الشرطة الوطنية القرار المناسب بشأن المسائل المتعلقة بتسليمه وترحيله".
«حزب الـله» الهدف التالي بعد سوريا
جريدة الجمهورية...جورج سولاج
خلافاً لما يحاول "حزب الله" الإيحاء به انه مطمئن ومرتاح الى المستقبل، وأنه على مسافة معينة من الأحداث في سوريا، يعيش الحزب مرحلة قلق وترقّب وكأنه ينتظر عاصفة معيّنة لا يدرك من أين ستهبّ عليه ومتى، وقد أقام خلية أزمة لمتابعة مسار الاضطرابات في سوريا أوّلاً بأوّل، لأنه معني بها مثله مثل القيادة السورية تماماً، لأنّ النتائج، أيّاً تكن، ستطاوله في شكل مباشر.
ويدرك الحزب أنّ اختلال موازين القوى في منطقة الشرق الاوسط لمصلحة إيران، خلط الأوراق كلها، ووضع النظام السوري في دائرة الضغط والحصار، لأنّ الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها لن يقبلوا بتحوّل طهران من قوة مؤثرة الى قوة مهيمنة، من أفغانستان الى البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالعراق وسوريا ولبنان، فكان قرار العمل على تغيير النظام السوري كخطوة أساسية أولى لقلب موازين القوى في المنطقة.
والحرب على إيران بدأت فعلاً.
أولاً: هناك حرب استخبارات سرّية تجري خلالها عمليات مطاردة واغتيال علماء نوويين، وحرب الكترونية لضرب برامج تخصيب الوقود النووي وتعطيلها.
ثانياً: هناك العقوبات وحظر التعامل مع قطاع النفط والبنك المركزي الإيراني، ما يشكّل ضغطاً اقتصادياً كبيراً في إطار الحرب على طهران.
ثالثاً: ما نراه في سوريا اليوم يشكّل المرحلة الأولى من الحرب على إيران. وفيما يرى سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف انّ الغرب يصعّد ضغوطه على النظام السوري، ليس بسبب قمعه للمعارضة فحسب، بل لأنّ دمشق لم تبدِ استعداداً لقطع علاقاتها مع إيران، يعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي توم دانيلون ان نهاية نظام الرئيس بشار الأسد من شأنها ان تعيد إيران الى حجمها الطبيعي في المنطقة، وأن تشكّل انقلاباً استراتيجياً لموازين القوى في الشرق الأوسط.
وفيما ذكر باتروشيف ان بعض الدول الخليجية والناتو يريدون تكرار السيناريو الليبي في سوريا بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه، وان الأتراك والأميركيين ينظرون في عدد من الخيارات لتحديد منطقة حظر الطيران، تمهيداً لجعل هذه المنطقة قاعدة لتمركز المجموعات المسلحة المعارضة، كشفت مجلة "فورين بوليسي" أنّ إدارة أوباما بدأت التحضير للتدويل.
ويشكل اجتماع وزراء الخارجية العرب في 22 الجاري محطة مهمة في مسار الأحداث، إذ إنّ الجامعة العربية ستبحث التقرير النهائي لبعثة المراقبين في سوريا، إضافة الى اقتراح طرحته قطر بإرسال قوة حفظ سلام عربية الى سوريا.
وأيّاً تكن نتائج هذا الاجتماع، فإنّ الأزمة السورية تسير نحو النهاية المرسومة لها، وعنوانها واحد: هناك قرار كبير بتغيير النظام لفرط "الهلال الشيعي"، وتحجيم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، لأنه إذا نجا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو متماسِك حتى الآن، فإنّ طهران ستكون الرابح الأكبر.
أمّا ما هي الارتدادات على لبنان؟
يشير تقرير لوكالة "ستراتفور" الاستخبارية الى ان المعركة على سوريا لا يمكن ان تتم من دون ان يكون لها امتداد على لبنان. وفي هذا الصدد، يواجه لبنان سنة صعبة في ظلّ اشتداد المعارك بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية في المشرق العربي".
و"حزب الله" يعرف انه سيكون المستهدف التالي بعد سوريا، خصوصا انه اكثر ارتباطاً بطهران، عقيدة وفكراً وتنظيماً وتسلّحاً وتمويلاً. فالعاصفة اذا نجحت في ضرب سوريا، لن توفّر "حزب الله" في لبنان، بل ستكمل عليه حتى تسليم سلاحه مهما كلّف الأمر. واذا لم تنجح في تغيير النظام السوري، فإنّ اسرائيل ستتولّى شَن حرب جديدة على الحزب، لأنها لن تتحمّل وجود عشرات آلاف الصواريخ الجاهزة للإطلاق الى العمق الاسرائيلي. إذا كان بان كي مون قلقاً من سلاح الحزب، فإنّ الحزب أكثر قلقاً من أي يوم مضى على سلاحه ومصير جناحيه العسكري والامني.
 
بعد عشاء العريضي: لقاء قريب بين نصرالله وجنبلاط
لا تنفي أيّ جهة سياسيّة أنّ استياءً عارماً يحوط بعلاقة الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله بالنائب وليد جنبلاط، وتحديداً بعد المواقف التي أطلقها الأخير حول سوريا وقطع الخطوط معها نهائيّاً بحسب المُطّلعين على أجواء الزعيم الجنبلاطي.
جريدة الجمهورية...فادي عيد
وثمّة تباين في المواقف الجنبلاطيّة مع "حزب الله" حول الشأن الحكومي و"قَبّة الباط" التي يتقنها الحزب مع حليفه العماد ميشال عون، وتالياً هناك من يقول إنّ جنبلاط طلب موعداً للقاء نصرالله منذ فترة ولم يحدّد له حتى الآن، في حين لا تنفي أوساط جنبلاط أو تؤكّد هذا الشأن، وتكتفي بالقول إنّ جنبلاط لم يطلب موعداً حتى الآن.
ودحضاً لكلّ ما يجري على صعيد هذه العلاقة كان العشاء العلني في دارة الوزير غازي العريضي في تلّة الخياط بغية تأكيد استمرار العلاقة الاشتراكيّة مع "حزب الله" ولا سيّما أنّ هذا العشاء جاء في ظلّ حديث عن توتّرات حصلت في بعض مناطق الجبل ومخاوف من تناوبها، الأمر الذي حمل جنبلاط الذي يركّز في هذه المرحلة على الاستقرار في الجبل الى استمرار التواصل مع "حزب الله"، إضافة الى أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وبحسب أجواء عليمة، يقوم بدور بعيد عن الأضواء لإبقاء العلاقة قائمة بين السيّد نصرالله وجنبلاط، ويلعب دوراً أساسيّا في التقارب نظراً للعلاقة الوطيدة التي تربطه بالأخير، الى كونه يدرك المخاطر السلبيّة لأيّ توتّرات قد تنجم، إذا ما ساءت هذه العلاقة، في وقت أنّ رئيس حزب "التوحيد" وئام وهّاب والذي التقى جنبلاط أخيراً، هو من المشجّعين على استمرار هذا التواصل، وإنّ إقامة شبكة علاقات بين سائر مكوّنات الجبل السياسيّة والحزبيّة من أجل ترسيخ الاستقرار والهدوء، وهذا ما يقوم به وهاب مع المعنيين في هذا الإطار.
أمّا لماذا العشاء في دارة العريضي الذي تربطه علاقات وثيقة بـ"حزب الله" عموماً وبأمينه العام تحديدا؟ تجيب أوساط مواكبة أنّ ذلك يأتي بناء على حرص جنبلاط على تحييد الجبل عن أيّ حدث قد ينجم عن التطوّرات السوريّة، وهو من المتخوّفين من افتعال إشكالات أمنيّة في الساحل والجبل على غرار ما حصل في المرحلة الأخيرة. ومن هنا تناول المشاركون في هذا العشاء الذي جمع وزراء الاشتراكي و"حزب الله" والنائب أكرم شهيّب ومسؤول الارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا سلسلة مسائل أبرزها المتابعة الميدانيّة لأمن الجبل لكي يبقى مستقرّاً بمعزل عن أيّ خلافات سياسيّة، كذلك وكبادرة حسن نيّة للطرفين للتأكيد على تواصلهما، فقد تمّ عرض مسألة التنسيق في قضايا أُخرى اقتصاديّة واجتماعية وضمن الحكومة، الامر الذي من شأنه أن يفعّل علاقتهما خصوصا في التنسيق الإنمائي والتنموي، حيث يولي العريضي الجنوب وبعلبك عناية خاصة، في وقت، وكدلالة لتفاعل هذه العلاقة، أشاد جنبلاط بمهنية وزير الزراعة الحاج حسين الحاج حسن وحرفيته، وهنا لا تستبعد الأوساط عينها أن يُعقَد لقاء قريب بين نصرالله وجنبلاط، خصوصا وأنّ جنبلاط وبعد هجومه على سوريا، وفي سياق مواقفه السياسية يحيّد "حزب الله" وسلاح المقاومة، حتى إنّه لم يزل عند رأيه القائل بضرورة إعادة التواصل بين نصرالله والرئيس سعد الحريري لتنفيس الاحتقان المذهبي وإشاعة أجواء استقرار.
ويبقى أخيرا أنّ جنبلاط وبعد هجومه على سوريا بقي متمسّكاً ببقائه في الحكومة وضمن هذه الشراكة التي تجمعه مع قوى 8 آذار، الأمر الذي يريح "حزب الله" حيث يعتبر أنّ استمرار جنبلاط في الحكومة يعني أنّ الاكثرية لن تهتزّ، وهذا ما يريده في هذه المرحلة، خصوصاً في ظلّ الاحداث السوريّة وانعكاسها على لبنان والمنطقة.
جنبلاط: لم أطلب موعدا من نصرالله
حذّر رئيس «جبهة النضال الوطني»، النائب وليد جنبلاط، من أنّ «استمرار النزف في سوريا قد يؤدّي الى الانزلاق نحو الحرب الأهليّة التي ستكون نتائجها مدمّرة»
وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الانباء» التي يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي: «صحيحٌ أنني لم أطلب موعداً من السيّد حسن نصرالله، وربما كان من الأفضل تفادي تلك الهفوة الكلاميّة، خصوصاً أنني ناديتُ وسأبقى أنادي بالحوار بين اللبنانيين في كل الظروف والخروج من حال القطيعة السياسيّة بينهم؛ إلّا أن ذلك لا يلغي تمسّكنا بالمقاومة والوظيفة الدفاعيّة التي تؤدّيها في مواجهة العدو الاسرائيلي، بما يتلاءم مع المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة، مع تأكيد ضرورة التوَصّل توافقيّاً الى خطة دفاعيّة وطنيّة شاملة، وعدم استخدام السلاح في الداخل».
على صعيد آخر، شدّد جنبلاط على أنّ «ثورات الشعوب العربية هي حركة تتقدم الى الامام ولا تعود الى الوراء»، معتبرا أنّ «المحاولات المستمرة لتسويق نظريّات الارهاب والمجموعات الارهابيّة المسلحة أيضاً لم تعد تقنع الشعوب الغاضبة، وإذا كانت هناك من عصابات تُنعَت بأنها إرهابيّة تستغلّ حالات الفوضى التي تثيرها الحلول الأمنيّة والقمعيّة التي يمارسها النظام، فذلك لا يُلغي أن هناك شعوبا تريد تحقيق حريتها وديموقراطيتها وعزّتها وكرامتها».
واكد جنبلاط أنّ «استمرار النزف في سوريا قد يؤدّي الى الانزلاق نحو الحرب الأهليّة التي ستكون نتائجها مدمّرة، أو ربما تُتخذ خطوات للهروب الى الأمام تدفع الأمور نحو التفجير في ساحات أخرى بعواقب وخيمة تُخرج كل الأحداث عن السيطرة»، داعياً الى «التنفيذ الحرفي للمبادرة العربيّة بحذافيرها، لأنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة وبناء سوريا جديدة معافاة، ديموقراطيّة، متنوعة، ومتعددة»..
 
ماذا ينتظر لبنان والمنطقة في آذار المقبل؟
يوحي الوضع السائد في لبنان وعلى مساحة المنطقة هذه الأيام أن الجميع يستعدون لـ«حدث ما كبير» أو أكثر سيحصل، وأن كل ما يجري من تحركات في مختلف الإتجاهات غايتها التحضير لمواجهة تداعياته أو للإستثمار في نتائجه.
جريدة الجمهورية..طارق ترشيشي
ويبدو أن نقطة الارتكاز لهذا الحدث المتوقع، أو المنتظر، هو الوضع السوري، الذي تنقسم النظرة لبنانياً واقليمياً ودولياً الى مستقبله بين قائل بأنه آيل الى تغيير في النظام أو للنظام، وآخر مستبعد ذلك ومتوقعاً ان يستعيد هذا النظام زمام المبادرة في ضوء المواعيد الاصلاحية التي اعلنها الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير.
والواقع ان التطورات الجارية على الجبهتين الاقليمية والدولية توحيان بأن ثمة مخاوف جدية من نشوب حرب، أو حروب اقليمية، ربما يراد استثمارها انتخابياً وسياسياً في استحقاقات عدة ستتزاحم ابتداء من مطلع آذار المقبل:
ـ لبنانياً، يستحق انتهاء صلاحية العمل ببروتوكول المحكمة الدولية والذي بدأ يدور جدل قانوني وسياسي حول ديمومتها، أو لزوم التجديد له من عدمه.
ـ سورياً، يستحق موعد الإستفتاء على الدستور الجديد والذي ستُجرى في ضوئه الانتخابات النيابية وتأليف حكومة جديدة.
ـ روسياً تستحق الانتخابات الرئاسية التي يُرجح ان يفوز فيها رئيس الحكومة فلاديمير بوتين، مهندس العلاقة الروسية ـ الايرانية، وكذلك العلاقة الروسية ـ السورية.
ـ فرنسياً، تدخل باريس في إستحقاق انتخاباتها الرئاسية، حيث يطمح رئيسها الحالي نيكولا ساركوزي الى الفوز خلالها بولاية جديدة. وهذه الانتخابات ستجري بعد أقل من مئة يوم.
ـ اميركياً، ستدخل الادارة الاميركية في مدار التحضير لانتخاباتها الرئاسية في أواخر السنة، حيث يطمح رئيسها باراك أوباما الى الفوز خلالها بولاية جديدة.
ـ عربياً، يستحق انتقال رئاسة القمة العربية من قطر التي تتخذ موقفا معارضا للنظام السوري على كل المستويات، الى العراق الذي يؤيد هذا النظام ويشارك في مبادرات حلول للأزمة السورية.
وفي ضوء هذه الاستحقاقات مجتمعة، والى جانب ما يمكن ان يطرأ من استحقاقات ليست معلومة حتى الآن، أو ربما تكون مكتومة، فإن الوضع في لبنان والمنطقة مفتوح على احتمالات شتى:
اولاً- في لبنان سيكون مصير الحكومة مطروحاً بقوة لدى البحث في بروتوكول المحكمة، على رغم ما يقال من أن تجديد العمل به لا يحتاج الى قرار حكومي، إذ أن معارضي تجديده او الداعين الى تعديله، وهم فريق فاعل ومؤثر في الوضع الحكومي، يدرسون الآن الخيارات التي يمكن أن يلجأوا اليها، ومنها بقاء الحكومة أو تطييرها، ويبحثون في هل ان بقاءها مفيد سياسياً لهم ولمشروعهم السياسي في ضوء الازمة السورية وبقية المتغيرات العربية، أم انه غير مفيد، وهل ان تطييرها وترك البلد بلا حكومة في ظل الاوضاع المحلية والاقليمية القائمة مفيد أم لا؟
وفي المقابل فإن فريق المعارضة يُغرّد في السرب الإقليمي والدولي المعارض لدمشق، أو المتوقع سقوط النظام السوري، حيث يتصرف على أساس ان "تغييرا جذريا" سيحصل في سوريا، مستندا الى معطيات تركية واقليمية ودولية توافرت لديه في هذا الصدد، وهو في ضوء ذلك بدأ يعد العدّة "لمرحلة ما بعد نظام الأسد"، متوقعاً ان يكون المستقبل السياسي اللبناني والعربي لمصلحته، خصوصا وان البلاد مقبلة على إستحقاق الانتخابات النيابية في ربيع 2013.
ثانيا- في سوريا، يخوض النظام الآن غمار تحد كبير في اتجاه تنفيذ الاصلاحات وفق البرنامج الزمني الذي اعلنه الرئيس السوري، وذلك في موازاة سعيه الى استيعاب حركة الاحتجاج القائمة ضده وتأطيرها بهذا البرنامج، وفي الوقت نفسه مواجهة الجماعات المسلحة في مختلف المناطق السورية التي ترفض هذه الاصلاحات وتعمل وفق اجندة خاصة تدعمها قوى اقليمية ودولية تريد للنظام السوري ان يسقط.
ثالثا- في تركيا، فشلت أنقرة حتى الآن في الحصول على تغطية اقليمية ودولية لتدخل عسكري مباشر في الأزمة السورية، وبدأت تشعر بمخاطر يمكن ان ترتد عليها كلما طالت هذه الأزمة ويعكس ذلك التناقض في مواقفها وتصريحاتها، وكذلك احجامها المستمر عن الانخراط في أي عملية سياسية لمعالجة الازمة السورية سواء في اطار جامعة الدول العربية التي نشرت مراقبيها على الاراضي السورية، أو في غيرها.
وقيل ان انقرة تلقت تحذيرات "شديدة اللهجة" من المثلث السوري ـ العراقي - الايراني تدعوها الى اعادة النظر في موقفها من الوضع السوري، تحت طائلة غض الطرف عن الشأن الكردي وشؤون أخرى تتصل بمصالح تركية حيوية على المستوى الاقليمي.
رابعا ـ روسياً وصينياً، ثمة تقاطع مصلحي وسياسي، وربما استراتيجي، على وجوب وضع حد للتفرد الاميركي في قيادة العالم، وهذا التقاطع بدأ منذ "الفيتو الثنائي" الشهير الذي اتخذته موسكو وبكين في مجلس الامن الدولي قبل أكثر من شهرين ضد مشروع القرار الاميركي ـ الغربي الشهير الذي أراد اتاحة التدخل العسكري الدولي في سوريا على غرار التجربة الليبية.
والبعض يقول ان "الدب الروسي" بالتعاون مع "التنين الصيني" غيرا بهذا "الفيتو" قواعد اللعبة في السياسة الدولية التي بدأت اثر إنهيار منظومة الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات من القرن الماضي لمصلحة الآحادية الاميركية في قيادة العالم، وربما أنهما وضعا العالم الآن امام معادلة جديدة ستكون كفيلة بمنع حصول أي حروب جديدة، بحيث يكون ما جرى في ليبيا "مسك الختام" في هذا المضمار.
ويقول مطلعون في هذا المجال أن الأزمة، بل الازمات الاقتصادية التي تضرب اوروبا والولايات المتحدة الاميركية حالياً، لا يمكن ان تسمح لأي من الجانبين التفكير في خوض أي حروب جديدة، وأن كان البعض يقول ان الأزمات الإقتصادية غالبا ما تفجّر حروباً تكون الغاية منها اقتصادية من خلال إنعاش تجارة السلاح في المناطق التي تحصل فيها هذه الحروب وجوارها.
خامسا- اميركياً واسرائيلياً واوروبياً، تدل المؤشرات على ان هذا المحور ربما يرغب بقوة في توجيه ضربة عسكرية لايران. وبعض التقارير يتحدث عن أن اسرائيل "تطحش" بقوة في اتجاه واشنطن للحصول على تغطية لضربة من هذا النوع، ولكن الجواب الاميركي حتى الآن هو الرفض المبرر بأن أي حرب في الظروف الراهنة ستكون نتيجتها الفشل الذريع.
والبعض يقول انه قد تكون هناك مصلحة سياسية وانتخابية لدى كل من اوباما وساركوزي واسرائيل بتوجيه مثل هذه الضربة لايران لتقويض برنامجها النووي ومنع صعودها العلمي والتكنولوجي المتنامي. ولكن طهران تبدو متيقظة لمثل هذه الحرب، ولهذا فإنها تستمر في مناوراتها البحرية والبرية والجوية منذ أشهر، وتهدد باغلاق مضيق هرمز ردا على العقوبات النفطية وغير النفطية المطروحة ضدها. لكن هذا البعض يعتقد في الوقت نفسه ان موسكو وبكين قد لا تقفا مكتوفتين، وخصوصا روسيا، التي تعتبر أن ايران تقع ضمن نطاق أمنها الاقليمي والقومي، فضلاً عن ان كثيرين يعتقدون ان توجيه أي ضربة لإيران يمكن أن يكون معروفاً حجمها، ولكن لن يكون معروفاً مسبقاً ما سيكون عليه حجم ردة الفعل الايرانية عليها، بل يتخوفون ان تؤدي هذه الحرب الى إشعال المنطقة برمتها.
ولذا بدأ يسود الأوساط المتابعة اعتقاد بأن التهديدات الاميركية والغربية والاسرائيلية لايران لا تتخطى حتى الآن حدودها الاعلامية، وان العمليات الامنية التي تستهدف علماء نوويين ايرانيين من حين الى آخر، تدل في وضوح على أن واشنطن وتل ابيب وحلفائهما الغربيين ليسوا بقادرين على شن حرب على ايران، ولذلك لجأوا الى مثل هذه العمليات اعتقادا منهم ان من شأنها ان تقوض البرنامج النووي الايراني عبر تفريغه من طاقمه العلمي.
ولكن على رغم من كل ذلك، فان إيران لا تسقط من حسبانها إحتمال الحرب وتأخذ التهديدات التي تتعرض لها على محمل الجد، وفي الوقت نفسه فإن دمشق التي تؤكد أنها بدأت تقترب من السيطرة على الأزمة لا تسقط هي الأُخرى من حسبانها احتمال تعرضها لحرب خارجية، سواء من البوابة التركية، أو من البوابة الاسرائيلية. ويعكس هذا الحذر السوري الاستنفار الدائم في صفوف المقاومة في لبنان لمواجهة أي طارىء اسرائيلي يمكن ان يحصل، سواء ضعفت دمشق أمام الأزمة أم استوعبتها. ذلك أن في حسابات حزب الله الدائمة ان مقاومته مستهدفة في أي وقت، أياً كان الوضع الذي ستؤول سوريا إليه.
 
«سوق السلاح» يشتعِل والتهريب في كلّ الاتّجاهات
أكّدت معظم التقارير الواردة إلى عدد من الأجهزة الأمنيّة، عودة تجارة السلاح وتهريبه وانتعاش هذه التجارة بفضل التطوّرات والأحداث الأمنيّة التي تشهدها سوريا والمنطقة، وأشارت إلى أنّ عمليّات التهريب والتجارة والبيع يشارك فيها الجميع ومن جنسيّات مختلفة، كونها تجارة مربحة وتؤمّن الكسب المادّي السريع
جريدة الجمهورية...صبحي منذر ياغي
أنعشت تطوّرات الأوضاع الامنيّة في المنطقة، وعودة موجة التسلّح الى لبنان، الروح في "سوق السلاح"، بحيث عاد تجّاره لاستئناف نشاطهم وتحرّكاتهم، وصارت "بضاعتهم" في متناول الجميع، ومن دون تمييز، لأنّهم "أمميّون" لا حدود لساحات عملهم - كما قال مصطفى.ط. (تاجر سلاح): "نحن نفتش عن رزقنا حتى نطعم عائلاتنا، ولا علاقة لنا بالمواقف السياسية، ونتمنّى أن يبعدونا عن صراعاتهم، فنحن مثل التجّار كلّهم، أصدقاء للجميع".
وأكّد "أبو الغضب" الذي كان منهمكا في تنظيف قطعة سلاح من نوع "كلاشينكوف" - وهو يُعتبر وفق تجّار السلاح (شيخ المهرّبين في منطقة البقاع الشرقي، وصدرت بحقّه عشرات مذكّرات التوقيف): "إذا كان لبنان يصدّر اسلحة مهرّبة وذخائر، فإنّه في الوقت نفسه يعتبر من المستوردين ايضا. وفي السنوات الخمس الماضية، زادت نسبة الاستيراد على نسبة التصدير بسبب تردّي الوضع الامني في لبنان، ثمّ عادت هذه النسبة لتزيد في الاشهر الماضية بعد اندلاع الثورات العربية، وخصوصا في سوريا...".
مصدر السلاح
وأضاف "ابو الغضب": "مصدر السلاح المتدفّق الى لبنان هو من ثلاثة بلدان: تركيا والعراق والاردن. وبات لكلّ سوق اختصاصه، فمن تركيا المسدّسات واسلحة الصيد، ومن الاردن ذخائر المسدّسات من عيار 9 ملم وقذائف صاروخية، إضافة الى اسلحة رشّاشة معيّنة، وهناك ذخائر المسدّس 10,5 ملم التي تأتينا من بلاد الصرب عبر تركيا فلبنان مرورا بسوريا".
عمليّات التهريب
ولكن كيف تتمّ عمليّات التهريب في ظلّ ما يشبه الحصار الامني على المعابر الحدودية؟ قال (أ.ش) (تاجر سلاح من الشمال): "أودّ ان تعلم انّ تجارة السلاح وتهريبه "مصلحة" يستفيد منها الجميع من مهرّبين وباعة وتجّار وغيرهم. والسلاح المستورد يصلنا عبر الطرقات الحدودية البرّية من خلال مهرّبين من جنسيّات سورية وفلسطينية وحتى تركية، فنقصد نقاطاً حدودية برّية معينة مُتّفق عليها، واحيانا نبيت ليلتين او اكثر في غير مكان، في انتظار وصول "البضاعة" التي تتأخر أحيانا لظروف أمنية، منها مثلا ملاحظة حركة كثيفة لعناصر الهجّانة (حرس الحدود)، او دوريات وكمائن".
كلمة سر... وتمويه
وأضاف: "بعد اللقاء في النقاط المتعارف عليها، وبعد لفظ كلمة السر بين المهرّبين، تجري عملية التسلم والتسليم، والدفع في هذه التجارة "كاش"، وممنوع الدين بالمطلق لأن لا احد يضمن الآخر او يضمن بقاءَه على قيد الحياة او خارج السجن. والمهربون يعمدون في كلّ مرة الى تغيير نقاط التلاقي لضرورات أمنية، واحيانا يشقّون طريقا ترابية للتمويه بأنّها طريق للتهريب، او يتركون فضلات طعام، وبضعة طلقات، وعلب ادوية، في احد الاماكن من باب التمويه وتضليل دوريات حرس الحدود".
واللافت، وحسب ما رواه عدد من المهرّبين، أنّ تجّار ومهرّبي السلاح في لبنان وسوريا والعراق، وحتى تركيا، يعرفون بعضهم بعضا وعلى تواصل وتنسيق دائم، ولكن لكلّ تاجر اسم وهمي، او لقب، حتى لا يضطر ايّ مهرّب يتمّ القبض عليه الكشف عن زملائه. وقال ابو خطار ممازحا: "لا ينقصنا إلّا ان نؤسس نقابة تدافع عن حقوقنا".
وينقل السلاح والذخائر في سيارات 4x4 رباعية الدفع، او شاحنات صغيرة من نوع بيك - اب، تسلك ليلا معابر وطرقات غير شرعية شقّها المهرّبون بين لبنان وسوريا، او بين سوريا والعراق، او بين سوريا وتركيا... أمّا البغال والحمير، فتستخدم لنقل كمّيات صغيرة من الذخائر ولمسافات قريبة. والطريقة نفسها المتّبعة ما بين مهرّبي لبنان وسوريا، تُتّبَع بين مهرّبي سوريا والعراق، او سوريا وتركيا او الاردن..."
أخطار "المهنة"
وعن مخاطر هذه التجارة وصعوبتها، قال "أبو رزاق" - (وهو لقب لتاجر سلاح من منطقة دير العشائر في البقاع الغربي): "المهرّبون يحملون دمهم على كفهم، ولعلّ صعوبات العيش وقلّة الحال والعوز تدفعهم الى هذه التجارة، وقد قُتل عدد كبير من المهرّبين برصاص حرس الحدود والامن والجمارك، ولو أردتُ ان اعدد لك أسماء عائلات فقدت أبناءها لما انتهيت. ونحن نتمنّى ان نعمل في تجارة شرعية، ولو تمكّنا لوفّرنا على أنفسنا القتل والتشرّد والسجون، في الوقت الذي تجد فيه أنّ مردود هذه التجارة ليس كما يتصوّره البعض، لأنّ أرباحنا قليلة بعد ان يتوزّع المال ما بين رشاوى تدفع لعناصر الهجانة والجمارك وغيرهم، وللسماسرة، ثمّ إنّ الكثير من المهرّبين يبيعون بضاعتهم لتجّار السوق المحلّيين الذين يتحكّمون احيانا بالاسعار، واحيانا يتأخّرون بالدفع..."
عيون الناس تنام إلّا عيوني
وتشارك زوجة "ابو رزاق"، المنهمكة في تحضير القهوة على "مدفأة الحطب"، في الحديث: "نتمنّى لو يتأمّن ابو رزاق بوظيفة تكفينا حاجاتنا ونستطيع من خلالها تربية اولادنا، فأنا اقضي الليالي ساهرة وقلقة كلّما غادر المنزل لاستلام البضاعة او إرسالها، فعيون الناس تنام الّا عيوني، وكثير من الليالي أظلّ ساهرة حتى الصباح اتوقّع حصول الأسوأ". وأكملت متأففة: "انّها لقمة مغمّسة بالدم والعذاب..."
ويعتبر المهرّبون أنّ إدخال السلاح الى سوريا يصطدم بصعوبات كثيرة بسبب التشديد الامني السوري والمراقبة والرصد، ما يضطرّهم احيانا لدفع مبالغ عالية للسماسرة، بعكس إدخال السلاح الى الاراضي اللبنانية، بسبب فلتان الحدود وغضّ النظر من قبل الاجهزة الامنية والحدودية السورية التي لا يعنيها إغراق السوق اللبنانيّة بالسلاح والذخائر من جهة، وكون هذا الموضوع يدرّ عليها المال والمنافع من جهة اخرى، في الوقت الذي لا توجد فيه مراقبة أمنيّة فاعلة للمعابر الحدودية.
السلاح... وسوريا
إضطرابات الوضع في سوريا والتطوّرات المتسارعة دَبّت الروح في سوق السلاح، فارتفعت الاسعار، ووصل سعر بندقية الكلاشينكوف الروسية الى حوالى 1000 دولار، وبندقية ام 16 الى 2000 دولار، في حين وصل سعر قذيفة ب7 الى 200 دولار، فيما سعر القاذف قدّر بحوالى 1000 دولار. أمّا أسعار طلقات الاسلحة المعروفة (روسي 9 ملم، 7 ملم، م 16) على انواعها، فتتراوح بين الـ 1000 و1500 ليرة لبنانية للطلقة الواحدة.
ويقول تاجر سلاح: إنّ هناك تجارة واسعة في بيع الأسلحة في لبنان، وإنّ السلاح المتدفّق على سوريا مصدره ايضا العراق وتركيا، وأكثر الأسلحة رواجًا هي الكلاشنكوف وأنواع من أم ـ 16. ويبلغ سعر الكلاشنكوف الجيّدة 1600 دولار بزيادة 400 دولار على سعرها قبل شهر. وفي عام 2006 كان سعرها لا يزيد على 500 إلى 600 دولار. وتكلّف بندقية الاقتحام الأميركية أم 4 المجهّزة بقاذفة صاروخيّة 15 ألف دولار. ومن الأسلحة التي شهدت إقبالاً وطلباً بندقيّة كلاشنكوف 47 (ماسورة قصيرة المعروفة محلّيًا بلقب "بن لادن") لأنّها كانت دائما تظهر في التسجيلات المصوّرة لزعيم تنظيم القاعدة. وتكلّف هذه البندقية (بن لادن) 3750 دولاراً بزيادة 20 في المئة تقريباً على سعرها في الشهور الماضية، وتجارة السلاح ليست محصورة فقط مع سوريا بل بين اللبنانيّين أيضاً، وخصوصا عصابات الجريمة المنظّمة والمهرّبين".
وكانت السلطات السورية اعلنت قبل شهرين عن مصادرة الجمارك السوريّة شاحنة مبرّدة كانت محمّلة بالاسلحة والقاذفات الصاروخية وبنادق القنص ونواظير الرؤية الليليّة دخلت الأراضي السوريّة من العراق، وبحسب وكالة الأنباء السوريّة "سانا"، أنّ السائق ادّعى انّ عراقيّا دفع له 20 ألف دولار لإيصال الشحنة.
معابر للتهريب
تعدّدت معابر التهريب في الماضي بين سوريا ولبنان، لا بل إنّه تمّ استحداث معابر جديدة أكثر تطوّراً وأكثر سهولة. وإذا كانت وسائل نقل البضائع المهرّبة الى البلدين اقتصرت في الماضي على الدواب والبغال والحمير، فإنّها وفي زمن تطوّر النقل والمواصلات صارت تعتمد على الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي.
ويحدّد أحد الضالعين في عمليّات التهريب هذه المعابر كما يأتي: معبر بئر الحديد: يتمّ الوصول اليه عبر طرق ترابية غير معبّدة، صالحة لمرور الآليات والسيارات، وتمتد بطول نحو 6 كلم ابتداءً من ساحة بلدة قوسايا، وتنحرف جنوباً فوق جرود بلدتي عين كفرزبد وكفرزبد، وتتفرّع في منتصفها الى خطّين، الاوّل يتّجه مباشرة الى المعبر، والثاني يؤدّي الى "موقع الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ــ القيادة العامّة"، فمناطق بئر المعيصرة، عين السبع، جران الكلاب، بيادر العدس، أمّا القسم الثاني من الطريق المذكورة فيعتبر طريقاً عسكريّة تستخدمه عناصر "القيادة العامّة". وضمن الأراضي السوريّة توجد طريقان، الأولى تؤدّي الى منطقة معدر، فجديدة يابوس، أمّا الطريق الثانية فتؤدّي الى منطقة الزبداني، معبر وادي الأعوج، معبر وادي النور.
وثمّة معابر في شتورة منها: معبر وادي عنجر معبر الصويري ــ المصنع، معبر من وادي العمود نحو سهلات عيتا الفخار ــ برك الرصاص ــ جديدة يابوس، طريق وادي المنارة ــ الصويري طريق عيتا الفخار ــ ينطا ــ باب الزراب، بيادر العدس ــ ينطا ــ محلّة وادي أبو الأسود ــ وبقرب هذه الطريق موقع لـ"فتح الانتفاضة" وفي آخرها موقع لحرس الحدود السوري (الهجانة)، بيادر العدس ــ ينطا ــ حلوى ــ محلّة المدافن ــ (وهذه الطريق تجاور مخيّمين لفتح ــ الانتفاضة)، وطرقات جبليّة في ينطاــ أقفل الجيش اللبناني عدداً منها بسواتر ترابية، والبعض الآخر لا يزال مستخدماً... طريق الكسارات في كفرقوق، وتتّجه شرقاً الى موقع شعاب المعيصرة ــ خربة مشمش ــ منقع التفّاحة ــ خلة الواسعة ــ حيث تتمركز قوات الجيش السوري باتّجاه بلدة رخلة السوريّة، طريق المقاطع ولها مسارب عدّة من البلدة، بلدات عيحا ــ طريق المرامل ــ بلدة رخلة السورية، بلدة راشيا ــ طريق الفاقعة شرق البلدة ــ بلدة عين عطا ــ باب العقبة ــ جنعة ــ شبعا، طريق اليابسة ــ جرود جبل الشيخ، بلدة عين عطا ــ محلّة المقاطع ــ باب ابو معيقل ــ سطح جرد جبل الشيخ ــ شبعا الجنوبية ــ بلدة عرنة السورية.
معابر بعلبك
في نطاق بعلبك ــ الهرمل يوجد مخفر القصر (الهرمل) وتتبع له قرى حدودية عدة منها بلدة حوش السيّد علي، وبلدات القصر، وقنافر وداخلها معبر للمشاة، جرماش ــ وادي العرايس، وكلّها في الاراضي السورية، راس بعلبك ــ عرسال ــ يونين ــ وفيها معابر غير شرعيّة، ويوجد على امتدادها ساتر ترابي يعمد بعض المهرّبين الى فتح ثغر فيه لتسهيل مرور بضائعهم، وجرود بلدة الفاكهة ضمن نطاق رأس بعلبك، ووادي مرطبيا ــ العقبة ــ عقبة حليمة ــ القبو ــ وادي جريجير ــ وادي الزمراني ــ عقبة القصيرة ــ وادي العونية الكدش ــ وادي الاعوج ــ المعرة... وهناك الامتداد الحدودي في بعلبك، بحيث تتلاقى الحدود اللبنانيّة ــ السورية في هذه المنطقة عند بلدة نحلة، وهي بلدة حدودية مع الأراضي السورية، ومحاذية لبلدات الجبّة والمعرة والفليطة السورية، وفيها عدد من المعابر غير الشرعية. وهناك معابر طليا ــ النبي شيت وتدخل في اطارها محلّة الشمرة الواقعة في خراج بلدة جنتا، ومعابر معربون وهي من البلدات المحاذية للحدود السورية.
دور فلسطيني
عمليّات تهريب السلاح من وإلى سوريا أو حتّى العراق، تشارك فيها ايضا عناصر تابعة لتنظيم فلسطيني من خلال مراكزه الموجودة على الحدود السورية اللبنانية، وعبر أنفاق من داخل مواقعه العسكرية تصل الى عمق الاراضي السوريّة، ويؤكّد مسؤول امنيّ انّ تقارير ومعلومات اثبتت مشاركة عدد من الناشطين الفلسطينيّين من هذا التنظيم في عمليّات تهريب سلاح الى داخل سوريا لصالح المعارضة لقاء عمولات ماليّة مغرية، وأشار تاجر سلاح يدعى "محمود.ن" من البقاع إلى أنّ كمّية من السلاح الخفيف ابتاعها من مسؤول فلسطيني لقبه "جراح" وجرت عملية التسليم في مرتفعات جردية في منطقة بريتال. وأكّدت الاوساط انّ الاجهزة الامنية السوريّة فوجئت أنّ معظم السلاح الذي عثرت عليه لدى من تسمّيهم بـ"المندسّين" و"الإرهابيّين"، مصدره مستودعات لتنظيمات وأحزاب حليفة لسوريا في لبنان، وأثبتت ذلك الأرقام التسلسليّة لقطع الاسلحة المصادرة.
وتابعت الأوساط: "منذ مدّة تردّدت معلومات عن سرقة أسلحة وذخائر وقنابل من مستودعات لحركة فتح في مخيّم عين الحلوة، في منطقة بستان اليهودي، وقامت قيادة التنظيم بتشكيل لجنة تحقيق ليتبيّن أنّ المسؤول عن هذه السرقة فرَّ وأنّه جرى بيع السلاح لتجّار فلسطينيّين قاموا ببيعها لجهات مجهولة. وفي نفس السياق ذكرت الاوساط قيام نائب لبناني سابق بمحاولة جمع السلاح من أنصاره كان سبق أن وزّعه عليهم، فتبيّن له أنّ حوالى 85% من هذا السلاح جرى بيعه لتجّار لبنانيّين وفلسطينيّين.
وذكرت الاوساط "أنّ الأجهزة الأمنية السوريّة صادرت كمّيات من الأسلحة منذ أشهر، تبيّن أنّها مسروقة من مخازن لحزب بارز في البقاع، وأنّ نجل أحد مسؤولي هذا الحزب هو المسؤول عن بيعه لتجّار سلاح، وأُجريت تحقيقات مكثّفة في هذا المجال وجرى وضعها في إطار من السرّية المطلقة. يبقى القول إنّ تهريب السلاح إلى لبنان، هو الأكثر خطورة، لأنّه ربّما يندرج في إطار المعلومات التي تتحدّث عن عمليّات تسليح وتدريب تجري في أكثر من منطقة، ربّما بانتظار الآتي... والآتي اعظم.
برّي في مؤتمر «المسلمون والمسيحيون والتحولات»: من يمكنه أن يعطي كلمة تطمئن الأقليات في المنطقة...عدم المبادرة للإصلاح أطلق الشعوب من قمقمها
اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر «المسلمون والمسيحيون في مناخ التحولات الكبرى» في الكورال بيتش الذي تنظمه المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان والفريق العربي للحوار الإسلامي – المسيحي، ان «شعوب المنطقة التي تنتمي بسوادها الأعظم إلى المسيحيين والمسلمين هي ذاتها تقع على منظار التصويب لمشروع الحرب المتواصلة الهادفة إلى أخذ ثروات المنطقة تحت مشروع يحمل اسم «الشرق الاوسط الجديد» بعناوين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان».
اضاف:»هذه العناوين هي حاجة لشعوبنا، ومن نافل القول إن القوى المنخرطة في هذا المشروع الاستعماري تقوم بخلق فتن بهدف تبديد امال الشعوب، وأخطر ما في المشروع استفادة اسرائيل منه وجعلها تأخذ موقعها كدولة في المنطقة، وزيادة ثقلها السياسي».
ودعا الى «تعزيز عناصر الحوار المسيحي-الاسلامي» مذكرا ان «مفهوم لبنان الرسالة الذي اطلقه الباب يوحنا بولس الثاني يؤكد على الطبيعية الايمانية للبنان وهذا ما يجعلنا نتشرف لجعل لبنان مركزا للحوار الاسلامي-المسيحي».
وقال:» ندعو اليوم الى تعزيز ثقافة الوحدة داخل اقطارنا ونؤكد وحدة الشعب والمؤسسات، وندعو الى حوار هادف حول حقوق الانسان وتأسيس شرعة لحقوق الانسان العربي ارتكازا الى خطط وطنية لحقوق الانسان والانطلاق من تعزيز الحوار الاسلامي الاسلامي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ان التقارب يحتاج اليوم الى جهد مركزي لمواجهة اصابع اعداء الامة التي تحاول ان تشعل نار الفتنة، وهذا الامر يحتاج الى وسائل يومية موجهة الى المواطن للتأكيد على الوحدة.وتمنى على «المرجعيات الروحية في الازهر والنجف وقم توسيع ابواب الحوار بين المذاهب الاسلامية».
وعن لبنان قال بري: «الاوضاع التي تحيط بعالمنا ترخي بواقعها علينا، بما يشدد علينا الاسراع بوضع استراتيجة ترتكز الى الحوار وبناء التفاهمات بما يحصن لبنان كرسالة للمحبة والتسامح ودوره كي يبقى ساحة للتفاعل بين الاديان وحوار الحضارات، لاتخاذ موقف حذر حيال ما يجري من تحولات ومن تطورات لكثرة ما تحمله بداخلها من تناقضات دون ان يثنينا ذلك عن تأييد كل عملية للانتقال الهادئ الى الديموقراطية». اضاف: «اننا وبغياب استخلاص الدروس من الثورات العربية نقول نعم، ولا يوجد من يمكنه ان يعطي كلمة تطمئن الاقليات في المنطقة بانتظار ان تنتبه قوى الثورات الى اهمية وجود الاقليات وهذا الامر يؤدي الى اطمئنان المواطن العربي بغض النظر عن هويته الى الدولة». وتابع: «احدى التحديات واحد الانعكاسات التي تصيب لبنان هي ما يطرح من خطر امرار مشروع التوطين، وتبدو صورة حركة المشروع اكثر تعقيدا على ضوء انسحاب اميركا من العراق والتحضر للانسحاب من افغانستان. هذا الامر نلاحظه في سوريا وفي العراق، المحتل يحاول ادخال سوريا والعراق في حرب اهلية، كما ان مصر التي تحاول جاهدة الانتصار لشعارات الثورة تتعرض لضغوط عناصر الفتنة الطائفية، وقد وصل العبث الامني الى درجة غير مسبوقة لاشعال حروب طائفية ومذهبية ونرى مشاهده في نيجريا، الا يستدعي ما يجري اليوم، الانتباه الى مشروع الشرق الاوسط، وعود على بدء الى السودان الذي عانى من الحروب وبعدها من انقسام، فهل ترانا اليوم امام المزيد من الانهيارات؟».
وقال بري:» لقد اصابت الشيخوخة نظامنا دون ان نبادر الى الاصلاحات وهو امر اطلق مارد الشعوب من قمقمها وليس بالامكان تعليق الاصلاح، وبناء على ذلك نرحب بعصرنة النظام وتحديثه وضمان حقوق الانسان وصولا الى انظمة ديمقراطية، ويجب التنبه الى ان هذه التبدلات تدعم الاندفاع الكبير للقوى الخارجية عبر الدعم الذي يقدم للتسلح بشعار طرح التغيير بالقوة.اننا هنا لا نتحدث عن مشروع مؤامرة او نختلق مشروعا لتحويل انتباه شعوبنا عن الازمات او لتبرير الوقائع والتوترات المتنوعة التي يراد منها ان تستدرج مختلف انواع التدخلات الخارجية، اننا هنا نتحدث عن مشروع يتحرك على مساحة المنطقة ويحاول ان يصل الى تحييد الصراع مع اسرائيل.ابرز الاخطار لهذا المشروع هو موقع اسرائيل وجعلها تأخذ موقعها كدولة اقليمية مركزية منسجمة مع نسيج الشرق الاوسط بما يمكنها من ترتيب اوضاع المنطقة». وختم: «من نافل القول ان القوى المنخرطة في هذا المشروع الاستعماري تقوم بمحاولة اثارة فتن طائفية ومذهبية على امتداد مساحة المشروع لتبديد قوة الدول».
26 ضحية تستعيد فاجعة العجز في الأشرفية
تعويضات وتحقيق وكشف لـ20 ألف مبنى
 
الحصيلة مفتوحة على 10 مفقودين.. حداد غداً وعائلة تقضي وسط الركام
 مجلس الوزراء يصرف 30 مليون ليرة لكل عائلة وهيئة الاغاثة تباشر اجراءات الإيواء
جريدة النهار...
في استعادة لكارثة تحطم الطائرة الاثيوبية قبل سنتين تماما، مطلع كانون الثاني 2010، بدا لبنان أمس تحت وطأة فاجعة جديدة مع ارتفاع حصيلة الضحايا لانهيار المبنى المنكوب في حي فسوح بالاشرفية الى 26 قتيلا حتى ليل أمس، فيما ظلت هذه الحصيلة مفتوحة على مزيد. ولم تقتصر استعادة الكارثة على عدد الضحايا، وبينهم أفراد عائلة بكاملها، بل طاولت أمس الانكشاف المتكرر للقدرات التي تمتلكها الاجهزة المختصة في مثل هذه الكوارث والعجز المتمادي والفاضح عن استدراك هذا التقصير المزمن والمتراكم على رغم الجهود الهائلة التي تبذلها فرق الانقاذ وفي مقدمها الدفاع المدني "باللحم الحي" وبآليات تقليدية وبعناصر بشرية محدودة.
وتواصلت أعمال الانقاذ طوال الليل والنهار وتحت المطر، فيما كان أهالي المفقودين والضحايا يتجمهرون حول المبنى ويتوزعون على المستشفيات لمعرفة مصير أهلهم وأقربائهم. وحتى المساء كانت انتشلت 26 جثة، 13 منها للبنانيين و8 لسودانيين و2 لمصريين و3 لفيليبينيين، ولا يزال عشرة أشخاص في عداد المفقودين. وفيما تستمر أعمال الانقاذ صباح اليوم، على ما أكد المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار الى حين انتهائها، دعا نواب الاشرفية الى الاقفال غدا من الظهر الى الثالثة بعد الظهر تزامنا مع تشييع احدى الضحايا الفتاة آن ماري عبد الكريم في كنيسة السيدة بالاشرفية، فيما تنتظر العائلات الاخرى التعرف على جثث أقربائها وأبنائها الموزعين على عدد من المستشفيات.
ومع توالي التصريحات المستنكرة لمأساة الاشرفية، كان مدويا ما قاله لـ"النهار" أمس رئيس لجنة الاشغال العامة النيابية النائب محمد قباني بعد اجتماع استثنائي للجنة من ان "20 الف بناية مماثلة يمكن ان تلقى المصير نفسه لمبنى فسوح". وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول الجهات المخولة الكشف على هذه المباني وتحديد مصيرها، والعمل على تفادي كوارث مماثلة، خصوصا ان هذا الحادث كما قال قباني سبقته فاجعتان في بياقوت والمزهر. كذلك طرحت مسألة التجهيزات التي تملكها الاجهزة المختصة لاجراء عمليات الانقاذ بمنهجية.
وأرخت كارثة انهيار المبنى ومضاعفاتها بذيولها على الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء مساء في قصر بعبدا فاحتلت الحيز الأوسع من مناقشاته ومقرراته، بينما أرجئ البحث في مواضيع كان مقررا اثارتها من خارج جدول الاعمال ولا سيما منها تصحيح الاجور.
وأبلغ رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المجلس ان الهيئة العليا للاغاثة باشرت التحضير لاجراءات مساعدة سكان المبنى المنهار من حيث الضحايا والجرحى والاسكان في موازاة السير بالاجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين، اضافة الى اجراءات اسكان قاطني المبنى الملاصق حرصا على سلامتهم الى حين صدور التقرير الفني عن وضع هذا المبنى.
وعرض ميقاتي للمجلس تقريرا أوليا تفصيليا عن أسباب الكارثة ونتائجها، داعيا الى تأليف لجنة فنية تكون مهمتها اعداد تقرير تفصيلي ونهائي عن اسباب انهيار المبنى وتحديد المسؤوليات عن الانهيار، اضافة الى تقديم الاقتراحات اللازمة في شأن وضع المباني القديمة التي قد تكون معرضة للانهيار.
واتخذ مجلس الوزراء جملة قرارات من أبرزها تكليف الهيئة العليا للاغاثة مساعدة عائلات الضحايا والجرحى اللبنانيين وغير اللبنانيين وفقا للآلية المعتمدة لدى الهيئة، ومنها تأمين سكن موقت لقاطني المبنى المنهار والمبنى الملاصق له الى حين صدور التقرير الفني النهائي عن أهلية هذا المبنى، وتشكيل لجنة لاجراء التحقيق اللازم لتبيان الأسباب التي أدت الى انهيار المبنى وتقديم الاقتراحات اللازمة في شأن وضع المباني القديمة التي قد تكون معرضة للانهيار، وتقديم اقتراحات لتزويد مديرية الدفاع المدني المعدات والآليات والتجهيزات الخاصة بمعالجة انهيارات المباني والهزات الأرضية والزلازل، الى تكليف البلديات ولا سيما منها بلدية بيروت اجراء كشف فني فوري على المباني القديمة للتثبت من أهليتها للسكن.
وعلم أن مجلس الوزراء قرر تعويض كل من عائلات ضحايا الانهيار بمبلغ 30 مليون ليرة مع تأمين السكن الموقت لهم ولسكان المبنى الملاصق وكذلك تعويض العمال الأجانب بنسبة أدنى.
الى ذلك، ناقش مجلس الوزراء سبعة مشاريع قدمها وزير السياحة فادي عبود وأقر ستة منها، فيما شكل المجلس لجنة وزارية لدرس تمديد عقد استثمار مرفق مغارة جعيتا. وأوضح عبود لـ"النهار" انه رفع هذه القضية الى مجلس الوزراء بعدما تبين لهيئة التشريع والاستشارات التي طلب رايها ان تمديد هذا العقد تم عام 1997 ثم عام 2007 من دون المرور في مجلس الوزراء، وطلب من المجلس تحمل المسؤولية فتقرر احالة الملف على لجنة وزارية لدرسه في غضون شهر. ومن المشاريع البارزة التي تمت الموافقة عليها تشغيل مطار رينيه معوض في انتظار تقرير من وزارة الأشغال بعدما وافق الجيش على ذلك، وكذلك تشغيل مطار رياق في انتظار موافقة الجيش.
توقيف صاحبَي المبنى المنهار رهن التحقيق
واتجاه إلى تعيين لجنة فنية تحدد الأسباب
فتح القضاء العدلي تحقيقاً في انهيار المبنى في الاشرفية الذي ادى الى مقتل 19 لبنانياً واجنبياً وجرح 12 آخرين، فيما لا تزال اعمال رفع الانقاض جارية بحثاً عن عدد من المفقودين. ويشرف النائب العام الاستئنافي في بيروت جورج كرم مباشرة على التحقيقات الاولية التي تجريها فصيلة الاشرفية منذ تبلغ حصول الحادث. وفي المعلومات ان شخصين على صلة بملكية العقار المشيّد عليه المبنى المنهار يخضعان للتحقيق، على ان يتخذ القضاء قراره في صددهما لجهة التوقيف او عدمه خلال 48 ساعة من التحقيق طبقاً للقانون. في غضون ذلك تستمر عملية رفع الانقاض، التي سيساعد انتهاؤها في انارة التحقيق. واستبعدت اوساط متابعة العثور على أحياء بين المفقودين، إلا بمعجزة، نظراً الى تداعي المبنى افقياً وتراكم الحطام في بقعته ومرور وقت على الحادث. وباتت جميع الفرضيات التي تداولتها العامة عن اسباب الانهيار في متناول التحقيق. وفي اطار الحادث، تابع وزير العدل شكيب قرطباوي مأساة الانهيار مع القاضي كرم الذي كان عاين مكان الحادث فور وقوعه مساء اول من امس. ويتولى احد المحامين العامين شخصياً التحقيق في القضية. وكان كرم انتقل الى مكان الحادث وأجرى كشفاً على المبنى وعاين الجرحى في المستشفيات. كذلك نسّق النائب العام التمييزي سعيد ميرزا وكرم في التحقيقات الجارية في الحادث.

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,097,160

عدد الزوار: 7,054,745

المتواجدون الآن: 77