أخبار لبنان..يومان حاسمان قبل الهدنة..وخطة الطوارئ عجز مكشوف..حلف باسيل ـــ حزب الله يطيح بعون.. وكتلة جعجع تتحرك في الفراغ.."وضع اليد" على قيادة الجيش: السلطة تُطلق المسار وبكركي تتصدّى..قائد الجيش اللبناني عيّنه ميشال عون ويسعى باسيل للإطاحة به..إسرائيل: البرازيل أحبطت عملية لـ«حزب الله» ضد أهداف إسرائيلية ويهودية..فرنسا: حزب الله يلعب لعبة خطرة وعليه وقف إطلاق النار نحو إسرائيل..نزوح واسع من جنوب «الليطاني»..أجانب لبنان بين تحذيرات سفاراتهم وتعلُّقهم بـ «وطن الأرز»..

تاريخ الإضافة الخميس 9 تشرين الثاني 2023 - 4:15 ص    عدد الزيارات 458    التعليقات 0    القسم محلية

        


يومان حاسمان قبل الهدنة..وخطة الطوارئ عجز مكشوف..

حلف باسيل ـــ حزب الله يطيح بعون.. وكتلة جعجع تتحرك في الفراغ..

اللواء..لم يحمل رقم 33 يوماً من المعارك الضارية في غزة بين اسرائيل مدعومة بجسر جوي وبحري وحاملات طائرات وبارجات وغواصات قبالة شواطئ المتوسط، والمقاومة الفلسطينية، وفي مقدمها حركة «حماس» توقفاً للعمليات الحربية، ولا حتى هدنة او هدن انسانية، او وقفاً للنار، يواجه رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، مع الاشارة الى ان المعلومات الدبلوماسية تتحدث عن اتجاه لهدنة ايام تسبق القمة العربية الاستثنائية في الرياض بعد غد السبت، والتي تليها قمة الاحد لمنظمة التعاون الاسلامي للبحث في وقف الحرب على غزة، ومرحلة ما بعد انتهاء هذه الحرب. وعشية هذين الاستحقاقين المؤثرين على ما يجري في غزة وصولاً الى لبنان، توجه وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب الى الرياض للمشاركة في الاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة العربية. وبالتزامن، ومع دخول جبهة الجنوب يومين حاسمين، على وقع اتصالات الهدنة التي يجري السعي اليها في غزة، أوضحت مصادر سياسية أن الكلمة المرتقبة للأمين العام لحزب الله بعد ظهر السبت المقبل قد تحمل معها مواقف مرتفعة السقف بناءً على ما استجد على جبهة الجنوب،على أنها قد تكون المؤشر اما للتصعيد أو إبقاء الأمور على ما هي عليه.

الانقلاب على عون

وفيما ينأى حزب الله عن المسائل الداخلية، ويحصر اهتمامه بالمعارك الطاحنة في غزة والمواجهات في جنوب لبنان، يتولى التيار الوطني الحر تظهير المواقف، لا سيما في ما يتعلق بالفراغ غير المرغوب فيه في قيادة الجيش. ورداً على ما جرى تداوله من ان حزب الله والتيار الوطني الحر اتفقا على الانقلاب، على قيادة العماد جوزاف عون وابعاده عن الاستمرار على رأس المؤسسة العسكرية، بالتمديد له بعد انتهاء ولايته بحكم بلوغ السن القانوني، اوضحت مصادر في التيار والحزب ان لا صحة لانقلابات، بل هناك خيارات، وأن حزب الله يلتقي مع النائب جبران باسيل بعدم التمديد للعماد عون. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جولة كتلة الجمهورية القوية على الكتل النيابية لاستمزاج رأيها بشأن اقتراح القانون المعجل تأجيل تسريح قائد الجيش تستكمل وإن هناك رغبة منها في تأمين غطاء نيابي واسع لعقد جلسة تشريعية ببند وحيد يتصل بالتمديد للعماد جوزاف عون. وأوضحت المصادر أن هذا الموضوع قيد البحث وإن ما قاله الرئيس ميقاتي أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة هو تأكيد صريح أن الحاجة ملحة لأن يطبخ على نار هادئة، معلنة في الوقت نفسه أن المعارضة ستضغط في الشهر المقبل بالتحديد من أجل بت الملف قبل أي شغور مرتقب في المؤسسة العسكرية وإن موقفها يتوافق مع ما قاله البطريرك الماروني مؤخرا.

لجنة المال

نيابياً، اجتمعت لجنة المال والموازنة، في جلسة عقدتها برئاسة رئيسها ابراهيم كنعان، لمناقشة المواد المتعلقة بتعديل قانون ضريبة الدخل على ان تعود للاجتماع الاثنين والاربعاء لمتابعة اقرار بنود موازنة العام 2029. وقال كنعان: «في وضعنا الذي يتسم بالانهيار الاقتصادي والمالي المقترن بأزمات مصرفية حادة، ورحيل رأس المال البشري والموارد، ينبغي أن تكون هذه التشريعات الضريبية تحفيزية وجذابة من خلال الابتعاد عن التهديدات غير المجدية التي تشجع ما تبقى من اصحاب الرساميل المتوسطة والكبيرة على البحث عن اقامة في مناطق اكثر جاذبية».

ابراهيم: زيارة هوكشتاين

وفي سياق متصل بما يجري على جبهة غزة والمساعي للافراج عن رهائن اجانب عند حماس مقابل هدنة انسانية، كشف المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان «زيارة هوكشتاين عنوانها التأكيد على ضرورة بقاء حزب الله خارج الحرب والجيش يقوم بدوره على الحدود والدولة تستطيع لجم الفصائل التي تحاول ادخال لبنان بالصراع الخارجي». وقال ابراهيم: اسرائيل خرقت القرار 1701 وحزب الله موجود على ارض الجنوب، بصفته مقاومة شرعية، واذا اعتدت اسرائيل على لبنان بطريقة اكثر عنفاً، ولم يتدخل الحزب فحينها سألقي اللوم عليه، واصفاً تصرف حزب الله على الصعيد العسكري بأنه واعٍ، وهو ليس قاصراً ومسؤول عن قراره في لبنان. واعرب عن اعتقاده ان رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، لن يأتِ الى لبنان، وعن زيارته الى روما قال: زيارتي الى روما لها ابعاد انسانية وليس سياسية. وحول الوساطة بين اسرائيل وحماس، قال: حماس لم تطلب توسطي، بل انا اتصلت بهم وسألتهم حول المطالب للافراج عن بعض الاسرى. واوضح: ذهبت الى قطر، وهذا ينفي ما يتم تداوله عن رفض قطر تدخلي بملف الحرب في غزة، وسبب الاشاعات اننا في لبنان، وليس في قطر، وهناك اجتمعت مع هنية، مؤكداً: نحن امام الساعات الاخيرة قبل الاعلان عن هدنة انسانية في غزة.

33 يوماً

وفي اليوم الـ33 لمعارك غزة، بقي التصعيد عند الحدود الجنوبية على حاله.

وكانت مدفعية جيش العدو الاسرائيلي اطلقت ثلاث قذائف على أحراج السنديان في المنطقة الواقعة بين بليدة ومزرعة حلتا والسلامية في قضاء حاصبيا.كما تعرضت اطراف الناقورة ومنطقة اللبونة لقصف مدفعي اسرائيلي. وطال القصف المدفعي خراج بلدة رميش. وافيد عن إستهداف منزل وسط بلدة حولا بقذيفتين في وقت سقطت قذيفة في وسط البلدة من دون ان تنفجر، كما سقطت قذائف بجانب الملعب لكن لم يسجل وقوع إصابات بل اندلاع حرائق. وسقطت قذائف مدفعيّة وقنابل مضيئة على أطراف بلدة راشيا الفخار- العرقوب وعلى أحراج بلدة حلتا وخراج بلدة كفرشوبا وسط تحليق لطيران الإستطلاع الإسرائيلي.  وتعرضت بلدتا ميس الجبل وبليدا لقصف معاد عنيف. كما قصف العدو بالقذائف الفوسفورية أطراف بلدة عيتا الشعب.واطلق قنابل مضيئة فوق كفرشوبا بغية حرق الاراضي الزراعية، وقصف حلتا وبسطرة. وشنت الطائرات الاسرائيلية غارات متتالية على نقاط عدة في بلدة ياطر، كما قصفت وادي هونين. وقتل مستوطن في كريات شمونة، وهو مدني، وهذا يعني تثبيت معادلة «مدني مقابل مدني» حسب اوساط حزب الله. وليلاً، دوت صفارات الانذار في الجليل الاعلى تخوفاً من مسيرات يطلقها حزب الله باتجاه الداخل الاسرائيلي. وعلى صعيد خطة الطوارئ الحكومية لتقديم المساعدات في حال حدوث اوضاع امنية صعبة، او حرب واسعة، تبين ان ما هو مرصود يكشف عن عجز فاضح، لجهة الامكانيات المتوافرة. وعقد اجتماع في مكتب الخدمات الاجتماعية لحركة امل، حضره رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، جرى البحث بتنسيق المساعدات للعائلات التي نزحت الى صور والجبل والمناطق البعيدة عن الحدود.

غارات للطيران الإسرائيلي وهجمات صاروخية ومسيّرات لـ"حزب الله"

"وضع اليد" على قيادة الجيش: السلطة تُطلق المسار وبكركي تتصدّى

نداء الوطن...ما كشفته «نداء الوطن» أمس عن «انقلاب» لوضع اليد على قيادة الجيش، تفاعل سياسياً واعلامياً. وما كشفته ردود الفعل أكد فعلاً وجود مثل هذا «الانقلاب». وفي هذا الإطار، فإن مصادر وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم المحسوب على «التيار الوطني الحر»، أفصحت أمس بصورة غير مباشرة عن وجود مثل هذا «الانقلاب» بقولها إنها «لا تحبّذ حصر التعيين برئيس الأركان، بل يجب أن يتعداه إلى المجلس العسكري، ولا سيما قائد الجيش». وهذا بالفعل جوهر مخطط وضع اليد على المؤسسة العسكرية. وفي هذا السياق، توافرت معلومات جديدة حول تفاصيل الاقتراح الذي قدمه وزير الدفاع باسم رئيس «التيار» النائب جبران باسيل الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهو يتضمن الآتي: ايلي عقل لقيادة الجيش (ماروني)؛ حسان عودة (قائد اللواء 11) لرئاسة الأركان (درزي)؛ رياض علاّم (مساعد مدير المخابرات) مديراً للإدارة (شيعي)؛ ومنصور نبهان مفتشاً عاماً (أرثوذكسي). وفي انتظار جلاء موقف ميقاتي، ترددت معلومات أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري رفض طرح باسيل، انطلاقاً من «أن التعيينات (العسكرية) تكون حصراً في يد رئيس الجمهورية. كما أنّ ما طبّق في مصرف لبنان والأمن العام، يجب أن يطبّق في قيادة الجيش». وأفادت المعلومات، أنّ ميقاتي في اجتماعه ببري طرح عرض باسيل الذي حاول فيه المقايضة بين التعيينات العسكرية التي تهدف الى قطع الطريق على بقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في منصبه، وبين عودة «التيار» الى مجلس الوزراء وانهاء مقاطعة جلساته. وفي المقابل، شددت أوساط بكركي على «رفضها أي تعيين في منصب قائد الجيش قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وكشفت عن اتصالات تجرى على أعلى المستويات «لمنع وضع اليد على قيادة الجيش». وأتى موقف بكركي تأكيداً على الموقف الذي أعلنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد. وفي موازاة موقف بكركي، علمت «نداء الوطن» أنّ مرجعاً سياسياً وصف محاولة «التيار» الانقلابية بالتوافق مع «حزب الله» بأنها «خطرة للغاية» في ظل حرب غزة، وتحت وقع «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وفي ظل وضع الرأي العام المشلول، والانهيار غير المسبوق». وقالت هذه الأوساط: «هناك من يعتقد أنّ بامكانه الذهاب في اتجاه تهريب سلة تعيينات يضع من خلالها اليد على المؤسسة العسكرية في لحظة مفصلية ودقيقة. لكن الهدف الفعلي، بعد وضع اليد على المؤسسة العسكرية، إفراغ موقع رئاسة الجمهورية. وعندما سينتخب رئيس جديد للجمهورية، سيكون هناك قائد للجيش مفروض على الرئيس الجديد، علماً أن إحدى صلاحيات رئيس الجمهورية الأساسية، تعيين قائد للجيش. وهذا يعني ان هناك توجهاً لوضع اليد على المؤسسة العسكرية». وأضافت: «من أجل ان تتحقق هذه التهريبة، لا يكفي ان يكون هناك توافق بين «حزب الله» وجبران، إذ يجب تمريرها عند الدرزي ورئيس الحكومة والثنائي الشيعي، فضلاً عن البطريرك الماروني». وأشارت الى عدم نسيان الموقف الاميركي، إذ سبق للسفيرة دوروثي شيا أن أبلغت ميقاتي «ان أي مسّ بالتراتبية العسكرية معناه وقف المساعدات»، لكن الأميركيين «يعملون في النهاية على طريقة الأمر الواقع فيواصلون دعم المؤسسة العسكرية». وحذرت أوساط المرجع السياسي من «أن وضع اليد على المؤسسة العسكرية، يعني ان لبنان دخل عملياً مرحلة أمنية. وهذا ما حصل سابقاً، عندما أراد النظام السوري تركيب الدولة فوضع يده على كل المؤسسات، ما جعل الرئاسات بلا سلطة على المؤسسات الأمنية خصوصاً». وخلصت الى القول: «ما يجري اليوم هو تركيب هذه المؤسسات تحت عنوان الانفجار واللحظة العسكرية، فيتم من خلال تهريب التعيينات العسكرية، الإمساك بالمؤسسات أمنياً من خلال «حزب الله»، ومصلحياً من خلال باسيل». ومن ملف المؤسسة العسكرية، الى ملف جبهة الجنوب، إذ بقيت وتيرة التصعيد في المواجهات على حالها، كما الحال مساء كل يوم. وهذا ما حصل امس حيث شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على القطاع الأوسط مقابل هجمات صاروخية نفذها «حزب الله» في القطاع الشرقي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنّ «صفّارات الإنذار دوّت في أفيفيم وبرعام في الجليل الأعلى، تخوّفاً من تسلّل مسيّرات من لبنان، فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان 3 بلدات حدودية إلتزام الملاجئ».

قائد الجيش اللبناني عيّنه ميشال عون ويسعى باسيل للإطاحة به

رئيس «التيار» يضغط لمنع التمديد للعماد جوزيف عون

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. بات قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي سماه في هذا المنصب رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، والذي كان محسوباً عليه خلال فترة خدمته العسكرية، هدفاً أساسياً لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل يسعى للإطاحة به سواء من خلال معركة رفض تمديد ولايته، أو من خلال سعيه لضرب أي جسر قد يسمح بوصوله رئيساً للجمهورية إلى قصر بعبدا. فمنذ تعيينه على رأس المؤسسة العسكرية في عام 2017 حتى اليوم، مرت العلاقة بين جوزيف عون وجبران باسيل بالكثير من المطبات، علماً بأن مطلعين عن كثب على مرحلة تعيين عون أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن باسيل منذ البداية لم يكن يريد عون في قيادة الجيش، وكان لديه مرشح آخر للمنصب، إلا أن ميشال عون أصر على اسمه. ويشير القيادي السابق في «التيار الوطني الحر» المحامي أنطوان نصر الله، إلى أن «عدة عوامل تؤدي لاختيار شخصية معينة لقيادة الجيش، أبرزها الموقف الأميركي، كما موقف (حزب الله)، وكان واضحاً أن الطرفين لم يمانعا الاسم الذي اقترحه ميشال عون». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «جوزيف عون وقبل تعيينه قائداً للجيش تعرض خلال مسيرته العسكرية للاضطهاد كغيره من الضباط الذين كانوا محسوبين على ميشال عون، وأتى اختياره للانتقال إلى اليرزة (مقر قيادة الجيش) بمثابة مكافأة له على تضحياته، كما لأن الرئيس عون كان يحبه ويثق به». وظل استياء باسيل من تعيين عون مضبوطاً، «إلا أنه أخذ يتنامى لرفض الأخير إطاعة أوامره»، على حد تعبير نصر الله الذي يعد أن «مشكلة باسيل لم تكن مع جوزيف عون وحده، إنما مع أي شخصية مقربة من ميشال عون كانت ترفض الامتثال لأوامره أو لطريقة التعاطي الفوقية معها». ولطالما حاول الرئيس عون ضبط إيقاع الخلاف المتنامي بين صهره وقائد الجيش إلى أن اندلع ما يُعرف بـ«انتفاضة» 17 تشرين 2019. عندها اعتبر باسيل أن جوزيف عون انقلب على ميشال عون من خلال سماحه بإقفال الطرقات، واتهمه وقتها بالانصياع لأوامر أميركية باعتباره مقرباً جداً من واشنطن. ويعد نصر الله أن «الجرة انكسرت بين جوزيف عون وميشال عون بعدما عمل باسيل ومقربون من الرئيس عون وقتها على إقناعه بأن قائد الجيش نفذ انقلاباً عليه لمحاصرة العهد وإضعافه وإسقاطه، علماً بأن الجيش كان يقوم بواجباته على أكمل وجه». وقد طال هذا الصراع أيضاً وزير الدفاع إلياس بو صعب الذي تولى الوزارة في يناير (كانون الثاني) 2019؛ إذ شهدت هذه المرحلة كباشاً عنيفاً بينه وبين قائد الجيش. وهو ما لا تزال تعيشه وزارة الدفاع بين عون والوزير الحالي موريس سليم المقرب من باسيل. ويرد مقربون من باسيل الخلافات بين جوزيف عون ورئيس التيار، كما وزراء الدفاع المتعاقبين، لكون قائد الجيش «غير متعاون ويسعى لفرض آرائه بالقوة، ولكونه يسعى لإرضاء الأميركيين للوصول لسدة رئاسة الجمهورية». ولم يعد خافياً أن الخلاف الشخصي بين جوزيف عون وجبران باسيل أصبح يتخذ بُعداً جديداً بعد فراغ سدة الرئاسة قبل نحو عام، باعتبار أن الرجلين يُعدان مرشحين للرئاسة، ولذلك يخوض باسيل اليوم بشراسة معركة عدم تمديد ولاية قائد الجيش؛ لعلمه بأن خروجه من اليرزة يقلص حظوظه الرئاسية. ويعد نصر الله أن «باسيل، وباستبعاد قائد الجيش رئاسياً، يعتقد أنه سيبقى يتنافس على موقع الرئاسة مع سليمان فرنجية حصراً، وأنه إذا انتهت معركة غزة إلى نوع من التعادل، فذلك يعززه حظوظه»، مضيفاً: «للأسف الموارنة في لبنان يفقدون مراكزهم ودورهم بفضل سياسة النكايات... كما أنه لأول مرة منذ 100 عام لا يكون للمسيحيين دور يلعبونه لا في الداخل ولا على مستوى المنطقة».

نتنياهو يزعم إحباط هجوم لحزب الله على أهداف يهودية في البرازيل

الأخبار .. ادّعى العدو الإسرائيلي اليوم أنه ساهم في إحباط هجوم لحزب الله على أهداف إسرائيلية ويهودية في البرازيل. وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن «الموساد» الإسرائيلي تعاون مع أجهزة الأمن البرازيلية ووكالات دولية أخرى لإحباط هجوم على أهداف إسرائيلية ويهودية في البرازيل خطّط له حزب الله. وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لوكالة «رويترز» إن الشرطة الاتحادية البرازيلية اعتقلت اليوم شخصين في مجموعة يشتبه في تمويلها من حزب الله وكانت تجهّز لهجمات محلية. وأعلنت الشرطة الاتحادية، في بيان، أنها اعتقلت شخصين، لم تذكر اسميهما، بتهم تتعلق بالإرهاب في ساو باولو. ونفّذت الشرطة أيضاً عمليات تفتيش ومصادرة في ولايات ساو باولو وبرازيليا وميناس جيرايس. ولم يذكر بيان الشرطة حزب الله.

إسرائيل: البرازيل أحبطت عملية لـ«حزب الله» ضد أهداف إسرائيلية ويهودية

القدس: «الشرق الأوسط».. ال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن البرازيل أحبطت بالتعاون مع الموساد والأجهزة الأمنية الإسرائيلية وأجهزة أمنية دولية عملية خَطّط «حزب الله» لتنفيذها ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في البرازيل. ووفق وكالة أنباء العالم العربي، أضاف جندلمان على منصة «إكس»، أن السلطات البرازيلية اعتقلت خلية تابعة لـ«حزب الله» في البرازيل كانت تعمل بتوجيهات وتمويل من النظام الإيراني، مشيراً إلى أن «الحديث يدور عن شبكة إرهابية واسعة النطاق تعمل أيضاً في دول أخرى في العالم»، حسب تعبيره. ولم يقدم المتحدث الإسرائيلي تفاصيل عن هذه الشبكة.

فرنسا: حزب الله يلعب لعبة خطرة وعليه وقف إطلاق النار نحو إسرائيل

العربية.نت.. أكد مصدر دبلوماسي فرنسي في تصريحات خاصة لـ"العربية" أن حزب الله يلعب لعبة خطرة وعليه وقف إطلاق النار نحو إسرائيل. وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن وقف إطلاق النار في غزة لا يمكن أن يكون أحادي الجانب وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرر رسائل لنتنياهو حول ضرورة وقف انتهاكات المستوطنين. وأكدت مصادر قناتي العربية والحدث أن مسيرات انطلقت من جنوب لبنان عبرت، مساء اليوم الأربعاء، إلى الأجواء الإسرائيلية، وقصفت مستوطنات براعم وأفيفيم في الجليل الأعلى، وسط دوي صفارات الإنذارات في شمال إسرائيل. وردت المدفعية الإسرائيلية عبر قصف مواقع في جنوب لبنان، كما تعمل الدفاعات الجوية الإسرائيلية على صد الهجمات بالمسيرات التي أطلقتها حزب الله، بحسب المصادر. وفي وقت سابق من اليوم كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن إصابة اثنين من جنوده بجروح طفيفة ومتوسطة، في عملية نفذها عناصر من حزب الله. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن حزب الله أطلق قذائف هاون على مواقع للجيش قرب قرية دوفيف، ورد الجنود بإطلاق النار على المواقع التي انطلق منها الهجوم. وأضاف البيان بأنه "تم تسجيل إطلاق صاروخين في وقت سابق باتجاه مستوطنتي شتولا وإيفتا، وأطلقت دبابات ومدفعية الجيش الإسرائيلي النيران على المناطق التي انطلقت منها الصواريخ". ويسود التوتر منذ الصباح في جنوب لبنان حيث أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي عدة قذائف على مناطق عديدة في جنوب لبنان. كذلك، أفيد عن إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وسماع دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل. من جهته أعلن حزب الله أنه استهدف قبل ظهر اليوم قوة مشاة إسرائيلية في موقع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأكد أنه تم استهداف هذه القوة "بالأسلحة المناسبة" في محيط قاعدة شوميرا، مضيفاً أنه أوقع فيها "إصابات مؤكدة". وتشهد المنطقة الحدودية في لبنان تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الله وإسرائيل غداة شن حركة حماس في السابع من أكتوبر عملية غير مسبوقة على إسرائيل التي ترد بقصف مركز على غزة. ويقصف حزب الله يومياً مواقع إسرائيلية حدودية، كما نفذت حركتا حماس والجهاد الفلسطينيتان عمليات تسلل وإطلاق صواريخ عدّة من لبنان. وترد إسرائيل بقصف بلدات وقرى حدودية. وأسفر التصعيد عن مقتل 83 شخصاً في الجانب اللبناني، بينهم 61 مقاتلاً في حزب الله و11 مدنياً على الأقل، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس". من جهته أحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.

إسرائيل تقصف أهدافاً في سوريا وتهاجم مواقع تابعة لحزب الله في لبنان

العربية.نت... قصف الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، مواقع جنوبي سوريا، فيما هاجم مواقع في لبنان قال إنها تابعة لحزب الله، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جنديين من قواته بجروح طفيفة ومتوسطة، من جراء إطلاق صاروخ مضاد للمدرعات في منطقة "دوفيف" الحدودية مع لبنان. وأفادت وكالة الأنباء السورية، اليوم الخميس، بوقوع غارة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في جنوب البلاد. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري قوله: "حوالي الساعة 50: 22 من مساء الأربعاء نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه بعلبك بلبنان مستهدفا بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية". وأشار المصدر إلى وقوع ما وصفه بـ"بعض الخسائر المادية"، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الإسرائيلية استهدفت نقاطا للجيش السوري في محافظة السويداء الجنوبية. وأضاف المركز أن الضربات الإسرائيلية ترافقت مع دوي 3 انفجارات في محيط العاصمة دمشق، نتيجة قصف لعقربا في منطقة مطار عسكري يبعد أكثر من 10 كيلو مترات غرب مطار دمشق الدولي، جنوب غرب ريف دمشق، ما أدى لمقتل 3 مقاتلين موالين لإيران، وإصابة 3 آخرين بجروح كحصيلة أولية. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن رئيس المرصد رامي عبد الرحمن قوله: "قتل ثلاثة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران في قصف إسرائيلي على مزارع ومواقع أخرى تابعة لحزب الله قرب عقربا والسيدة زينب"، مضيفا أن إسرائيل قصفت أيضا مواقع دفاع جوي سورية في جنوب البلاد.

ثكنة دوفيف

وكان حزب الله قد أعلن، الأربعاء، في بيان، "استهداف بالأسلحة المباشرة قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف ‏وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح"، وذلك ردا "على الجوم الإسرائيلي الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة ‏الإسلامية وفق البيان. وكانت قد أشارت تقارير عربية إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف مواقع جنوبي لبنان بقنابل تسبب حرائق بالأحراش، وكذلك تم استهداف بلدات ميس الجبل وبليدا ومحيبيب. وكان قد دوت صافرات الإنذار في قرية عرب العرامشة في منطقة الجليل الغربي، صباح الأربعاء، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه كان "إنذارا خاطئا". وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري مساء اليوم الأربعاء: "هاجمت طائرات مقاتلة قبل وقت قصير البنى التحتية الإرهابية لمنظمة حزب الله في لبنان، ردا على إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة الماضية". وأضاف: "من بين الأهداف التي تم الهجوم عليها مباني ومواقع عسكرية كان يعمل فيها إرهابيو التنظيم، وعدد من الوسائل التكنولوجية التي استخدمت لتوجيه الإرهاب ضد دولة إسرائيل"، على حد تعبيره. وتابع: "كما هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي قبل قليل خلية إرهابية في الأراضي اللبنانية كانت تعمل بالقرب من منطقة بيرنيت"، قرب الحدود بين إسرائيل ولبنان. ومنذ شهر، تشهد المناطق الحدودية جنوبي لبنان، قصفًا متبادلا ومتصاعدا بين الجيش الإسرائيلي من جهة و"حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، وذلك على وقع الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي بدعم غربي مطلق، خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

لبنان: نزوح واسع من جنوب «الليطاني»

هدوء في الضاحية الجنوبية لبيروت

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... منذ 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، غادر معظم سكان قرى جنوب لبنان الحدودية بلداتهم التي تتعرض لقصف يومي وتبادل لإطلاق النار بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية، فيما يفرض استهداف السيارات المدنية في المنطقة حظر تجوّل للمدنيين على الطرقات القريبة من الحدود، لدرجة أن من يضطر للتوجه إلى قريته لا يتركها بعد الظهر «خوفاً من استهداف أي سيارة عائدة». ويختبر سكان الجنوب النزوح، وإخلاء المنازل، وإغلاقاً شبه كامل للمدارس والمؤسسات التجارية. وتعاني القرى من «عزلة» وتوتّر. ومع أن القصف لا يطال أكثر من 7 كيلومترات داخل العمق اللبناني، فإن معظم السكان على مسافة 15 كيلومتراً أخلوا البلدات الحدودية، بعضهم لأسباب وقائية خوفاً من تمدد رقعة القصف فجأة، والبعض الآخر للابتعاد عن أصوات القصف المتكرر والانفجارات، وقد وصلت تردداتها إلى مسافة تقارب الـ40 كيلومتراً في الليل. وبينما لا تزال التوترات محصورة في القرى الحدودية والمناطق الواقعة في جنوب نهر الليطاني، يتقلص القلق بدءاً من مدينة صور شمالاً، ومدينة النبطية شرقاً. وتعيش المناطق الواقعة في شمال الليطاني هدوءاً نسبياً كبيراً، وينسحب الهدوء على الضاحية الجنوبية لبيروت التي تشهد ازدحاماً بفعل حركة النزوح من الجنوب إليها....

جنوب لبنان في قلب الحرب والحراك الدبلوماسي لتجنّب توسعها

قرى شبه فارغة في جنوب الليطاني… وحركة طبيعية في بيروت والضاحية

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا... يسخر أهالي جنوب لبنان لدى سؤالهم عن احتمال اندلاع الحرب. «ماذا تسمون ما نعيشه؟»، يسأل علي (43 عاماً) الذي ترك منزله قبل شهر في بلدة كفركلا، ولم يجرؤ على التوجه إلى البلدة مرة أخرى لجمع محصوله من الزيتون. منذ 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، غادر معظم سكان القرى الحدودية بلداتهم على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل. تتعرض البلدات لقصف يومي وتبادل لإطلاق النار بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية. لا تفارق المسيّرات الإسرائيلية أجواء المنطقة، ولا تنطفئ القنابل المضيئة التي يطلقها الجيش الإسرائيلي على طول المنطقة الحدودية ليلاً، فيما فرضت عدة استهدافات لسيارات مدنية في المنطقة، حظر تجوّل للمدنيين على الطرقات القريبة من الحدود، لدرجة أن من يضطر للتوجه إلى قريته، لا يتركها بعد الظهر «خوفاً من استهداف أي سيارة عائدة».

إخلاء إلى 15 كيلومترا

ينظر أهالي الجنوب إلى هذه الوقائع بكثير من الألم، كونها تحصل للمرة الأولى منذ حرب يوليو (تموز) 2006... ويحاججون من يناقش في توسّع الحرب: «ألسنا من اللبنانيين الذين يعانون؟ وماذا يقصدون بتوسع الحرب؟»، يقول علي الذي يؤكد: «إننا نعيش الحرب بكامل تفاصيلها وآلامها وقلقها، وعلى الخائفين من اندلاع حرب أن يشرحوا لنا ما الحرب التي يتوقعون؟». يختبر سكان الجنوب الآن النزوح، وإخلاء المنازل، واغلاقاً شبه كامل للمدارس والمؤسسات التجارية. تعاني القرى من «عزلة» وتوتّر، في ظل غياب أي أفق لنهاية التطورات الأمنية على إيقاع الحرب في غزة. ومع أن القصف لا يطاول أكثر من 7 كيلومترات داخل العمق اللبناني، فإن معظم السكان على مسافة 15 كيلومتراً أخلوا البلدات الحدودية، بعضهم لأسباب وقائية منعاً لتمدد رقعة القصف فجأة، والبعض الآخر للابتعاد عن أصوات القصف المتكرر والانفجارات التي تدوي في السماء، وقد وصلت تردداتها إلى مسافة تقارب الـ40 كيلومتراً في الليل.

في قلب الحرب

يُستفزّ عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم لدى سؤاله عن الحرب. يقول النائب المتحدر من شبعا الحدودية في جنوب لبنان، «إننا نعيش الحرب منذ 8 أكتوبر بينما البعض يتعاطى وكأنه غير معنيّ»، مضيفاً أن الكلام عن مخاوف من الحرب «ينم عن غياب عن الإدراك وتجاهل للحقائق»، لكنه يعد أن هذا الأمر «ليس جديداً، وهو مستمر منذ عام 1948 حيث نعيش هنا على الحدود في حالة حرب دائمة، فيما كل لبنان كان ينعم بالهدوء والاستقرار وكأن شيئاً لم يكن». يقول هاشم: «إننا، في المنطقة الحدودية في العرقوب، نتعاطى مع ما يجري بواقعية، منذ وجود العدو على حدودنا الجنوبية والحرب قائمة، وبات القصف اليوم ضمن روتين اعتدنا عليه نحن سكان المنطقة الحدودية من أعالي سفوح جبل الشيخ إلى الناقورة غرباً»، لافتاً إلى نقاط أكثر سخونة من أخرى، وأكثر خطراً من مواقع أخرى، حسب البُعد الجغرافي عن المواقع الإسرائيلية، وأخرى تتعرض لنيران مباشرة منها «ما يمنع الوصول إلى الكثير من الحقول»، مشيراً إلى أن «أكثرية المزارعين لم يصلوا إلى حقول زيتونهم في العرقوب»، فيما «يعاني السكان من نقص في الأمور الحياتية» مثل تضرر شبكات الكهرباء بفعل القصف، و«تعمل فرق الصيانة دون انقطاع لإصلاحها ضمن الإمكانات المتواضعة بمواكبة من الجيش واليونيفيل»، إلى جانب «خطر القصف الدائم وفي أي لحظة الذي يعيشه المدنيون ومزودو الخدمات في المنطقة».

توسّع الحرب

هذه الوقائع لا تظهر تماماً في النقاشات الإعلامية. تتكرر المخاوف من توسع الحرب في الأروقة السياسية، وتمتد إلى وسائل الإعلام والزيارات الدبلوماسية. في زيارات الموفدين، ثمة تركيز على عدم توسع الحرب، وإبقائها ضمن إطارها الجغرافي الذي تقع فيه، حسبما تقول مصادر نيابية مواكبة للتحركات الدبلوماسية، لكن ذلك «لا يعني بأي شكل من الأشكال إنكاراً للتوتر القائم في الجنوب»، لافتة إلى أن المطلوب حسب زيارات الموفدين كمرحلة أولى «منع توسع الحرب، ثم إخماد التوتر بالكامل وتثبيت الاستقرار الذي اختبره الجنوب على مدى 17 عاماً». والمقصود بتوسع الحرب، هو أن يشمل القصف سائر المناطق على كامل الخريطة اللبنانية، كما كان الوضع في حرب تموز 2006، حيث دمر القصف الإسرائيلي الجسور، ونفذ أهدافاً في البقاع في شرق لبنان، وفي ساحل كسروان عندما استهدف جسر كازينو لبنان. ويقول النائب قاسم هاشم إن توسع الحرب «ليس بيد لبنان ولا أي فريق داخلي أو دولي، هو موضوع تفرضه الظروف والمستجدات، فنحن لا نعيش بمعزل عن غزة وفلسطين التي نعدها قضية الأمة جمعاء وتعني الجميع على المستوى الإنساني»، مضيفاً: «من يسع لعدم توسع الحرب وحماية لبنان، كما يقول الزائرون الأجانب، فعليه أن يذهب إلى غزة وإيقاف العدوان. هناك البداية والنهاية».

حياة طبيعية شمال الليطاني

وبينما لا تزال التوترات محصورة في القرى الحدودية والمناطق المحيطة بها الواقعة في جنوب الليطاني، يتقلص القلق بدءاً من مدينة صور شمالاً، ومدينة النبطية شرقاً. تعيش المناطق الواقعة في شمال الليطاني، هدوءاً نسبياً كبيراً، وينسحب الهدوء على الضاحية الجنوبية لبيروت التي تشهد ازدحاماً بفعل حركة النزوح من الجنوب إليها، ولم يتغير واقعها باستثناء الأيام الثلاثة الأولى للحرب، حيث كان السكان يتخوفون من امتداد التوتر إلى حرب واسعة. وكانت الضاحية مساء الاثنين، تشهد زحمة كبيرة بالتزامن مع معرض «أرضي» الذي افتتحه «حزب الله» في الأسبوع الماضي، لبيع المنتجات الغذائية البلدية. أما بيروت، فشهدت طوال الأيام الماضية حركة طبيعية، حيث لا تخلو المطاعم من زوارها، كما لم تخلُ أماكن السهر ليل الجمعة والسبت من روادها.

ميقاتي يسعى لانتزاع ضمانات دولية تجنّب لبنان خطر الحرب

سيستكمل جولته الخارجية بعد القمّة العربية

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رؤساء وقادة دول عربية ومسؤولين دوليين، موقف لبنان الرسمي والشعبي الرافض لامتداد الحرب القائمة في غزّة إلى لبنان، لكنه لم يتمكّن حتى الآن من انتزاع ضمانات دولية، بمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية قد تفجّر الجبهة الجنوبية على نطاق واسع. وكشف مصدر مقرب من رئيس الحكومة عن أن الأخير «سيستكمل جولته الخارجية بعد القمّة العربية المقررة في الرياض السبت المقبل». وكان ميقاتي أجرى، الأسبوع الماضي، لقاءات شملت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمّان. وشدد رئيس الحكومة على «أولوية التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ووقف سياسة الأرض المحروقة، والعمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان»، مؤكداً أن «لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي رقم 1701، وبالتنسيق مع (اليونيفيل)، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية على أرضه وسيادته براً وبحراً وجواً». ومع اشتداد وتيرة العمليات العسكرية في الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» يستمرّ التحذير الدولي من توسيع الحزب نطاق عملياته حتى لا تنزلق الأمور إلى حرب واسعة. وأوضح مصدر مقرّب من ميقاتي أن رئيس الحكومة «ركّز خلال زياراته إلى كلّ من مصر والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة، على شرح موقف لبنان من مجمل الأحداث، وضرورة الوصول إلى إنهاء الحرب في غزّة حتى لا تمتدّ نارها إلى كلّ المنطقة». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «أهمية زيارات رئيس الحكومة أنها أعادت لبنان إلى الخريطة العربية والدولية، بعد تغييبه عن القمّة العربية الدولية التي انعقدت في القاهرة منتصف الشهر الماضي». وقال: «نجح (ميقاتي) في توظيف علاقاته مع دول القرار، وأصرّ على ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على جنوب لبنان؛ لأن التصعيد الحاصل على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، هو نتيجة العدوان الإسرائيلي المتكرر، وهناك تفهم للموقف اللبناني المطالب بردع إسرائيل». بموازاة الجهود السياسية والدبلوماسيّة لتجنّب شبح الحرب، تستعدّ الحكومة اللبنانية لأي طارئ، وتتلاحق الاجتماعات الوزارية لإعداد خطّة تواجه أي حربٍ محتملة، عبر توفير الكميات اللازمة من المواد الغذائية والقمح والأدوية والمحروقات، وقال المصدر المقرب من رئيس الحكومة إن «الأولوية تكمن في تحييد لبنان وإبعاد النيران عنه، فالبلد لا يتحمّل تداعيات حرب جديدة، وهناك تفهّم دولي لذلك»، لكنه أشار إلى أن رئيس الحكومة «سيستكمل جولته العربية والدولية بعد مشاركته في القمّة العربية وقمّة مجلس التعاون الإسلامي في الرياض، في الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الحالي». واعتبر مصدر في الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) أن «جهود رئيس الحكومة مقدّرة من كل القوى السياسية، ومواقفه تمثّل الموقف الرسمي اللبناني». وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كل الاتصالات واللقاءات التي أجراها في الخارج كانت منسقة مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأن هذا الجهد مطلوب في هذه المرحلة، خصوصاً أن رئيس الحكومة هو رأس السلطة التنفيذية، ويؤدي دوراً أساسياً في هذه المرحلة الدقيقة». ويعتبر مراقبون أن المهمة التي قام ويقوم بها رئيس الحكومة هي «أضعف الإيمان». ورأى الوزير السابق رشيد درباس، أن «جولة رئيس الحكومة الخارجية لاقت استحساناً لدى أصحاب القرار، لكن ميقاتي سبق وأعلن أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الدولة اللبنانية». وقال درباس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المهم كيف يتحاور رئيس الحكومة مع من بيدهم قرار الحرب والسلم في الداخل (حزب الله)، وهل يبقى هؤلاء مقيدين بقواعد الاشتباك أم تذهب الأمور أبعد في ضوء الخسائر التي تقع على الجانب اللبناني؟». وأضاف: «نثمن غالياً حركة ميقاتي الخارجية، لكنها حركة ناقصة ما لم يتبلور موقف وطني داخلي يستدرك المخاطر المحدقة بلبنان». ورأى أن المطلوب «موقف من كل القوى السياسية والحزبية والوصول إلى تسوية تجنّب لبنان الكارثة الكبيرة». ولا تزال حرب إسرائيل على غزّة ترخي بثقلها على الوضع اللبناني برمته، وتعمّق من أزمة الدولة وتراخي تأثيرها السياسي والأمني، خصوصاً مع ظهور تنظيمات مسلّحة جديدة، واعتبر درباس أن «الإعلان عن ولادة تنظيمات مسلّحة في جنوب لبنان وإن كانت تحت عنوان المقاومة، يشكّل انقلاباً على اتفاق الطائف الذي قضى بنزع سلاح كل الميليشيات». وسأل: «إذا سمحت الدولة لهذه التنظيمات أن تعمل وتتحرّك بحرية، فماذا يمنع أحزاباً أخرى أن تتسلّح تحت ذريعة المقاومة وغيرها؟». وشدد درباس على أن «التضامن اللبناني مع غزّة بلا حدود، لكن ستبقى غزّة تدفع الثمن لأن المسرح الدولي منحاز كلياً لمصلحة إسرائيل، بدليل الوجود غير المسبوق للقوات الأميركية وحلف (الناتو) في المنطقة، لتغليب المصلحة الإسرائيلية»، سائلاً: «هل نفتح الباب لإسرائيل لكي تدمّر لبنان؟». ولفت إلى أن المطلوب «جبهة عربية وإسلامية كبيرة بوجه الانحياز الأميركي لصالح إسرائيل، كما أن المطلوب موقف لبناني موحّد، يوفّر قواسم مشتركة ويعطي الحكومة صلاحية واسعة، ويجب على ميقاتي أن يضرب يده على الطاولة ويقول الأمر لي».

المنشآت الزراعية والمدنية في جنوب لبنان ضمن أهداف إسرائيل

الجبهة الجنوبية تحافظ على سخونتها

بيروت: «الشرق الأوسط».. دخلت المنشآت المدنية والزراعية في جنوب لبنان، على قائمة الأهداف الإسرائيلية، إثر تبادل القصف المتواصل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي منذ شهر، تكثف فيها الاعتماد على الغارات الجوية في الأيام الأخيرة، في حين يعلن «حزب الله» عن استهداف تجمعات عسكرية على الضفة الثانية من الحدود. ودخلت التوترات الحدودية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي شهرها الثاني، قُتل خلالها 63 مقاتلاً من «حزب الله»، وأسفرت عن نزوح القسم الأكبر من سكان نحو 40 قرية حدودية، ولا يزال الحزب مستنفراً في المنطقة، ويواصل عملياته العسكرية التي يساهم فيها بالضغط على الجيش الإسرائيلي الذي يقاتل على جبهة غزة، وتعهد بعدم وقفها قبل انتهاء الحرب في غزة وتكشفت صباح الأربعاء، آثار 7 غارات إسرائيلية نفذتها طائرات حربية مساء الثلاثاء، وسُمع دويها على مسافات كبيرة، وتبين أن الغارات استهدفت مخازن أعلاف للحيوانات في سهل الخيام، ومنزلاً مدنياً في بلدة ياطر. وقالت وكالة «رويترز»: إن الغارة في سهل الخيام الواقع على تخوم مستعمرة المطلة «أحدثت حفرة كبيرة وأحرقت وأتلفت كل ما كان في المخزن، ولم يتم الإعلان عن وقوع أي إصابات بشرية». وتقول إسرائيل: إنها استهدفت مخزناً للذخيرة تابعاً لـ«حزب الله»، بينما قال الحزب: إنها منشأة مدنية. وتظهر اللقطات مخزناً للعلف والتبن والقمح في مزرعة بوسط سهل الخيام. وأفاد حسن حلاوي الذي يعمل في المزرعة، بأن الغارة حصلت قبيل منتصف الليل، وقال: «كنا نسهر في الخارج وسمعنا الغارة الإسرائيلية التي ضربت هنا، الصوت الذي أحدثته قوي جداً، كنا نجلس قرب خيمة إلى جانب الماشية، طارت الخيمة من فوق رؤوسنا من شدة الانفجار». وقال حلاوي: إن المستودع الذي تم قصفه يحتوي على كميات كبيرة من علف الحيوانات، مثل التبن والقمح والشعير. وفي ياطر الواقعة في القطاع الأوسط، أظهرت لقطات فيديو تناقلها ناشطون من المنطقة، أن غارة جوية استهدفت منزلاً مدنياً في المنطقة، وأفاد مندوب الوكالة الوطنية بعد دخوله إلى بلدة ياطر عن أضرار جسيمة لحقت بالمنزل الذي استُهدف بغارة جوية إسرائيلية ليلاً، حيث نجا 23 شخصاً، معظمهم من التابعية السورية. بدورها، أفادت وسائل إعلام لبنانية عن قذيفة مباشرة أطلقتها دبابة ميركافا صباح الأربعاء، واستقرت في أحد منازل بلدة حولا دون أن تنفجر، كما أدى إطلاق عدد مماثل لهذه القذائف إلى إشعال حريق قرب ملعب البلدة. ومساءً، أفادت قناة «إم تي في» التلفزيونية بأن الجيش اللبناني فجّر الصاروخ الذي ألقاه الجيش الإسرائيلي من طائرة مسيّرة على بلدة حولا بالقرب من الملعب البلدي والمنازل ولم ينفجر. وحافظت الجبهة الجنوبية، الأربعاء، على سخونتها، حيث أعلن «حزب الله» في ثلاثة بيانات منفصلة، أن مقاتليه استهدفوا موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة، كما استهدفوا «بالأسلحة المناسبة قوة مشاة صهيونية في محيط قاعدة شوميرا، وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة»، حسبما جاء في بيان آخر للحزب. وفي بيان ثالث، قال الحزب: إن مقاتليه «استهدفوا بالأسلحة المباشرة قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف، وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح»، وذلك «رداً على العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية»، في إشارة إلى سيارة نقل مصابين تعرضت لاستهداف إسرائيلي صباح الأحد في القطاع الغربي، وأسفرت عن إصابة أربعة مسعفين. وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي، بدوره، هجوم «حزب الله»؛ إذ أعلن «إصابة جنديين في إطلاق صاروخ مضاد للدروع على منطقة دوفيف قرب الحدود مع لبنان». وردت المدفعية الإسرائيلية بقصف مناطق مفتوحة في لبنان، وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الجيش الإسرائيلي «حاول مجدداً إحراق الأحراج في أطراف بلدتي حلتا وكفر شوبا بإطلاق القذائف الضوئية والانشطارية».

.«الراي» استطلعت أوضاعَهم... مَن بقوا ومَن غادروا ومَن يتريّثون

أجانب لبنان بين تحذيرات سفاراتهم وتعلُّقهم بـ «وطن الأرز»

وداعاً بيروت؟

| بيروت - من زيزي اسطفان |

- غالبية الطلبة الأجانب الخاضعين لبرامج التبادل غادرت لبنان وباتت تتابع دراستها «أونلاين»

منذ أن أَطْلَق «حزب الله» في 8 أكتوبر «حربَ إشغالِ» الجيش الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية للبنان غداة انفجار «طوفان الأقصى»، أُغرقت بيروت بالبيانات و«العواجل» من سفاراتٍ غربية وعربية تحضّ رعاياها على عدم السفر إلى «بلاد الأرز» ومغادرتها فوراً أو اتخاذ أقصى درجات التحوّط لَمن اختار البقاء «الاضطراري». وعمّقتْ الوقائعُ العسكرية المتدحرجة على طرفي الحدود، على امتداد الأسابيع الأربعة الماضية، المخاوف من انزلاقِ لبنان إلى الحرب، بخطأ كبير أو قرار كبير، خصوصاً مع «التمدُّد» المخيف لـ «قواعد الاشتباك» في الأيام الأخيرة خارج حدودها المعهودة، وإن في إطار تعديلٍ متبادَل لـ «توازن الرعب» وإرساء معادلاتٍ متوازية أكثر اشتعالاً، وكان آخِرها كسْر إسرائيل التفاهم الضمني على تحييد المدنيين باستهدافها سيارة سقطت فيها 3 فتيات وجدّتهن، وازدياد عمق صواريخ «حزب الله» و«حماس» التي بلغت حيفا والجولان (من جنوب لبنان) والزج بأسلحة أكثر تطوراً ودقة، في مقابل توغل القصف الإسرائيلي وغاراته في الجغرافية اللبنانية وصولاً إلى شمال الليطاني. ومع استمرار «طبول الحرب» التي قد تقع غداً ويمكن ألا تقع أبداً، بدا أجانب لبنان عالقين بين فكي كماشة: ترْك كل شيء خلفهم والمغادرة أو البقاء ومواجهة خطر الحرب جنباً إلى جنب مع أهل لبنان. خيار الرحيل أو البقاء لا يتوقّف على الأفراد وحدهم وهو في الجزء الأكبر منه رهن حكوماتهم وسفاراتهم. فحين تصدر الأوامر بالجلاء ما عليهم سوى الانصياع إذ بعد ذلك لا ينفع الندم. وكثرٌ الأجانب الذين غادروا بيروت في الفترة الأولى بعد السابع من أكتوبر، ومَن اختار التريث كان في سِباق يومي مع التهويل بالحرب الشاملة، أما مَن حسم أمره بالبقاء فقد عدّل مخاوفه وجعلها على «الموجة اللبنانية» فطالما اللبناني صامد يصمدون معه.

ميشيل السويسرية

«الراي» جالت على بعض أجانب بيروت لاستطلاع أوضاعهم وخياراتهم.

عائلة ميشيل، الصبية السويسرية التي تتابع دراستها في لبنان، وجدتْ نفسَها عالقةً في لبنان بعدما أوقفت الخطوط السويسرية رحلاتها من وإلى بيروت، فلم تستطع العائلة المغادرة في الوقت المحدّد في بطاقة سفرها ووفق الخط المباشر المعتمَد بين البلدين. وعلى وقع قرع طبول الحرب، غرق والداها الزائران في حالة من الذعر، هما اللذان يعيشان في أكثر بلدان العالم أمناً وأماناً. استغرقهما استبدال بطاقة السفر وتأمين رحلة على متن خطوط جوية أخرى يومان، والسفرة التي لا تحتاج في العادة إلى أكثر من أربع ساعات طالت 11 ساعة للوصول بعد توقف طويل في مطار إسطنبول. غادر الوالدان لبنان على جناح السرعة خوفاً مما سيطرأ وطلبا من ابنتهما الطالبة في الجامعة الأميركية الالتحاق بهما على الفور. وهكذا كان، تركت ميشيل دراستها الحضورية والمنزل الذي تسكنه وعادت إلى سويسرا على الفور عن طريق دبي، لتستعيد تجربة متابعة دروسها الجامعية عن بُعد كما في زمن «جائحة كورونا». وتقول ميشيل إن «غالبية الطلبة الأجانب الذين يخضعون لبرامج التبادل الطالبي غادرت لبنان وباتت تتابع دراستها أونلاين آمنة في بلدانها».

صوفيا وسارة الفنلنديتان

صوفيا، صبية فنلندية تعمل في معهد ثقافي تابع لبلدها في لبنان، طُلب إليها المغادرة لبعض الوقت والتوجه إلى جزيرة قبرص القريبة لإنجاز بعض الأعمال مِن هناك. لَبّتْ الطلبَ بسرعةٍ وغادرتْ بيروت، لكنها تأمل بالعودة في أسرع وقت إلى البلد الذي أحبّت أجواءه وترغب في تمضية ما تبقى من فترة تدريبها في عاصمته. أما مواطنتها سارة فلم تتأثر بأجواء الحرب التي تهدّد لبنان ولاتزال صامدة فيه ولا رغبة لها في المغادرة. وعند سؤالها إذا كانت تخشى على سلامتها من البقاء في بلد مهدَّد بالحرب، تقول إنها عملت مع جيش بلادها في وقت سابق وتلقّت تدريبات حول كيفية التعاطي مع الأزمات ولذلك تجد نفسها مستعدة للتعامل مع ما يمكن أن يطرأ في لبنان.

جويل الفرنسية

فرنسا طلبت من مواطنيها الموجودين في لبنان والمسجّلين بالسفارة في بيروت أن يبادروا إلى تخزين الأدوية والمواد الغذائية الجافة والمياه لمدة شهر على الأقل ّإذا لم يشأوا المغادرة، كما أعلمت مَن ليست لديه أعمال ملحّة وضرورية بأفضلية المغادرة. جويل، الفرنسية التي تعيش في لبنان منذ فترة طويلة، لم تتأثّر حقاً بهذه التعليمات. فهي كما سائر اللبنانيين عايشت حروباً وأزمات عدة وتعرف جيداً كيف يتخطّاها لبنان في كل مرة رغم كل ما تحمله من صعوبات. في المقابل اختار صديقان لها من هولندا المغادرة بسرعة خوفاً من أن يَعلقا وسط الحرب إذا توقفت حركة مطار بيروت، وهو الأمر الذي تشيع له باستمرار وسائل الإعلام ويهدّد به العدو الإسرائيلي في حال اتسعت رقعة الصراع نحو الانفجار الشامل. السفاراتُ الأوروبية والغربية العاملة في بيروت طلبت في غالبيتها من رعاياها المغادرة لكنها أبقت على طواقم عملها الأساسيين فيما غادر أفراد عائلاتهم ولا سيما مَن لديهم أطفال صغار. حتى أن سفارة ألمانيا وجهت طلباً عبر الخارجية اللبنانية لإرسال أفراد من الجيش الألماني الى بيروت ليتولوا مهمة «منْع الأذى عن المواطنين الألمان على أراضي الجمهورية اللبنانية وإنقاذ هؤلاء عندما يكونون في محنة»، وذلك بعدما كانت حضّت رعاياها على المغادرة.

يوهانس الألماني

ورغم هذا الأمر، يقول يوهانس وهو شاب ألماني يمضي فترة تدريبية في لبنان إنه لايزال مستعداً للبقاء في بيروت مادامت الأمور لم تبلغ مرحلة الخطر. إحدى المواطنات الأستراليات وهي تعمل في جمعية إنسانية وَجدتْ نفسها مضطرة للمغادرة ليس بسبب طلب حكومتها ذلك بل لكون صورة الطفل الأسترالي آيزاك أوهلرز الذي قضى في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 لاتزال عالقة في ذهنها، وصورة لوعة أهله عليه لاتزال تؤرقها. وقد أرادت المغادرة حتى لا تعرّض نفسها لهذه الصور والمشاعر القاسية من جديد، هي التي شهدت على الكثير من المآسي إثر انفجار المرفأ وعايشت الألم والدم والفراق ولم يعد باستطاعتها تحمل أزمة إنسانية أخرى. لكن رغم دعوة السفارات لمواطنيها إلى مغادرة لبنان إلا أن الكثيرين من الأجانب المقيمين على أرض هذا البلد الصغير لم يتأثروا بهذه الدعوات واختاروا البقاء على أرضٍ احتضنتْهم وباتوا جزءاً من نسيجها الإنساني.

بروتشر الأميركية

عائلة بروتشر الأميركية مع أبنائها الأربعة لا تزال في لبنان... فالعائلة التي تعمل في ميتم للأطفال ترفض رفضاً قاطعاً التخلي عن هؤلاء في الظروف الصعبة. اتخذت احتياطاتها كسائر اللبنانيين وهي على تواصل مع سفارتها للاطلاع على التعليمات في حال نشوب حرب لكنها مستمرة في عملها وأبناؤها يتابعون عامهم الدراسي كسواهم من الطلبة اللبنانيين من دون أي اضطرابات تُذكر حتى اليوم. وحين نسأل الوالدين عن التموين يضحكان قائلين «لا يزال لدينا ما يكفي من المؤونة منذ جائحة كوفيد، والسوبر الماركت القريب منا ممتلئ بالبضائع. نحن لا نخشى الجوع ونعرف كيف نحافظ على سلامتنا وسلامة أبنائنا. فقد خضعنا لدورة تدريبية سابقة لإدارة الأزمات الطارئة والتعامل معها. والمهم أن نؤمن سلامة أطفال الميتم».

كلود وفيرا الكنديان

كلود المواطن الكندي وزوجته فيرا اللذان قدما إلى لبنان لاستكشاف إمكان العمل في منظمة إنسانية تعنى بشؤون اللاجئين السوريين وباشرا بتعلم اللغة العربية، كانا أوّل مَن لبّى نداء السفارة الكندية بمغادرة بيروت. تركا كل شيء خلفهما ورحلا مسرعيْن. والأمر ليس مستغرباً، إذ سبق لهما أن عاشا مرحلة الثورة الشعبية في تونس وشهدا إحراق البوعزيزي لنفسه وما تلا ذلك من اضطرابات في الشارع وخشيا أن يتكرر الأمر ذاته في لبنان ليس على صعيد اضطرابات داخلية بل حرب عسكرية مع كل ما يعنيه ذلك من أخطار. بعض الأجانب غادروا لا خوفاً من حربٍ محتمَلة بل رغبةً منهم بعدم التواجد في بلد عربي متعاطف مع فلسطين. وتقول لميا وهي صبية لبنانية شاركت في مسيرة اعتراض إلى السفارة الأميركية إن صديقتها الأميركية لم تفهم موقفها هذا أبداً واتهمتْها بـ «الدفاع عن قتلة» ولم تقتنع بأي من شروحاتها حول عدالة القضية الفلسطينية، ففضّلتْ مغادرةَ بلدٍ تقول إنه يتعاطف مع «الإرهاب». رغم كل ذلك، مَن يسِر في شوارع بيروت السياحية مساءَ يتفاجأ بعدد الأجانب الذين ما زالوا يقصدون المطاعم والمقاهي. هنا 6 شبان إنكليز يتحلّقون حول طاولة يتبادلون الأحاديث ويضحكون بصوت مرتفع، وهناك شاب وصبية أجنبيان لايزالان يستمتعان بصيف بيروت الذي لا ينتهي. وفي غمرة انشغالهما لم يسمعا طبول الحرب التي تَقرع أبواب لبنان. ... هكذا هم الأجانب يستبقون الأمور يضعون الخطط للتعامل معها ويعرفون أن بإمكانهم الاعتماد على سفاراتهم وحكوماتهم إذا اشتدت المحنة. ومَن عايش بينهم أزمات لبنان المتتالية تآلف مع وضع هذا البلد المهتزّ وارتدى «درع الصمود» نفسه الذي يلبسه اللبنانيون. أما أصحاب الإقامة الموقتة المتردّدون أصلاً في القدوم إلى لبنان والخائفون من أوضاعه، فهم الذين سارعوا إلى المغادرة مع أولى إشارات الاضطرابات.



السابق

أخبار وتقارير.."إزرائيل بوندس" تجمع مليار دولار للحكومة الإسرائيلية..قرب الحدود مع غزة..جنود إسرائيليون يتجاذبهم الخوف والاعتزاز..دولية..«مذكرة مسرّبة» تكشف انتقاد ديبلوماسيين لطريقة تعامل إدارة بايدن مع حرب غزة..قلق متزايد من «عاصفة ترامب» ودعوات إلى «تمرير الشعلة»..بريطانيا: «كوبرا» تبحث تأثير غزة على التماسك المجتمعي..ألمانيا تسجل 2600 جريمة كراهية ضد اليهود تتعلق بهجوم «حماس» على إسرائيل..دعوة الى «مسيرة كبرى» ضد معاداة السامية في فرنسا..واشنطن: أكثر من 400 أميركي ومقيم غادروا غزة..رئيس الوزراء البريطاني يدعو مؤيدي فلسطين إلى إلغاء تظاهرة «يوم الهدنة»..قوات كييف تستعد لصدّ هجوم ثالث على أفدييفكا في شرق البلاد..هولندا: أول دفعة طائرات «إف- 16» لأوكرانيا في طريقها إلى رومانيا..بعد فتح تحقيق في نشره محتوى غير قانوني..اختفاء أحد أقطاب التكنولوجيا بالصين..ألمانيا تقرر عدم الالتزام بمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا..«الناتو» يجمّد مشاركته في معاهدة أمنية بعد انسحاب روسي..

التالي

أخبار فلسطين.. الحرب على غزة..«هدنة مقابل رهائن» تلوح بالأفق في غزة..واشنطن: لا إسرائيل ولا «حماس» يمكنهما حكم القطاع بعد الحرب.. بلينكن يتحدث عن مرحلة انتقالية..و«حماس» تحذّر من المشاركة بأي مفاوضات لفرض واقع جديد..27 مجزرة خلال 24 ساعة بغزة..ونصف الضحايا في الجنوب..البيت الأبيض: بعض قوات إسرائيل ستكون بغزة بعد انتهاء الصراع للإدارة الأمنية..بعد شهر من الحرب.. ارتفاع قتلى غزة إلى 10569 بينهم 4324 طفلاً و2823 امرأة..كتائب القسام: وثقنا تدمير 136 آلية عسكرية إسرائيلية في غزة..الأزمة الإنسانية تتفاقم وأكثر من نصف المستشفيات خارج الخدمة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,865,638

عدد الزوار: 6,969,236

المتواجدون الآن: 78