أخبار لبنان..جرحى في قصف إسرائيلي على بعلبك شرقي لبنان..إسرائيل تصعّد جنوباً وبقاعاً..ومواقف ترحّب بمبادرة بكركي وتدعو للحوار..قصف إسرائيلي على جنوب لبنان..و«حزب الله» يستهدف منصتين للقبة الحديدية..اتصالات «التيار» و«القوات» لا تؤسس لتقارب ثنائي..«أثمان» كرة النار في الجنوب «كرة ثلج»..تتدحرج..قرى دُمرت وبلدات تغيرت معالمها والنزوح المتمادي صار مأسوياً..

تاريخ الإضافة الأحد 24 آذار 2024 - 2:39 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


جرحى في قصف إسرائيلي على بعلبك شرقي لبنان..

فرانس برس.. هذه ثالث ضربة تستهدف المنطقة البعيدة عن الحدود مع إسرائيل خلال نحو ستة أشهر من القصف المتبادل

أصيب ثلاثة أشخاص بجروح جراء غارات إسرائيلية استهدفت، ليل السبت الأحد، منطقة بعلبك، معقل حزب الله في شرق لبنان، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وهذه ثالث ضربة تستهدف المنطقة البعيدة عن الحدود مع إسرائيل خلال نحو ستة أشهر من القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وذكر مراسل فرانس برس أن "الطيران الإسرائيلي أطلق خمسة صواريخ على مبنى سكني من طبقتين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك". وأضاف أن الغارات استهدفت مركزا لحزب الله كان مهجورا منذ فترة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من سكان المباني المجاورة. من جهته، قال بشير خضر، محافظ منطقة بعلبك الهرمل، عبر منصة إكس إن هناك "معلومات أولية عن سقوط ثلاثة جرحى". وأكدت إسرائيل شن الغارات، وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر إكس إن القوات أغارت على "ورشة تحتوي على وسائل قتالية لحزب الله الإرهابي في بعلبك. كما تم استهداف المنصات التي استخدمت لإطلاق القذائف نحو الأراضي الاسرائيلية قبل قليل". وذكر أنه "بالإضافة إلى ذلك تم رصد قبل قليل إطلاق نحو 50 قذيفة صاروخية من لبنان نحو الأراضي الاسرائيلية حيث تم اعتراض عدد من القذائف بينما سقطت القذائف الأخرى في مناطق مفتوحة. في رد سريع أغارت طائرات لجيش الدفاع على المنصات التي استخدمت لإطلاق بعض من هذه القذائف". وتشن إسرائيل منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقا داخل الأراضي اللبنانية ضد مواقع لحزب الله، وهو ما يزيد من التهديد باندلاع حرب مفتوحة. وتأتي الغارات على العسيرة، الواقعة على بُعد نحو 100 كلم من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، إثر هدوء نسبي. والسبت، أعلن حزب الله أنه استهدف عددا من المواقع العسكرية الإسرائيلية، كما هو الحال منذ بدء العنف العابر للحدود في 8 أكتوبر، غداة هجوم السابع من أكتوبر، لما يعتبره دعما للفلسطينيين في قطاع غزة. ويقول حزب الله الموالي لإيران إنه لن ينهي هجماته إلا إذا توقف إطلاق النار في غزة التي تشهد حربا بين إسرائيل وحركة حماس. وقُتل في لبنان منذ بدء التصعيد ما لا يقل عن 322 شخصا، معظمهم من مسلحي حزب الله و56 مدنيا على الأقل، بحسب تعداد فرانس برس. وفي إسرائيل قُتل عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب الجيش. وأدى القصف المتبادل إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود.

قصف إسرائيلي على بعلبك في شرق لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن غارة إسرائيلية بعد منتصف ليل اليوم السبت استهدفت مبنى في مدينة بعلبك بشرق لبنان. ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن صحف محلية، إن معلومات أولية تشير إلى أن الغارة استهدفت مبنى مؤلفاً من أربعة طوابق بالقرب من منزل القيادي في جماعة «حزب الله»، حسان اللقيس، في حي العسيرة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، استهدف قصف إسرائيلي، أطلق الطيران الإسرائيلي خمسة صواريخ على مبنى سكني مكون من طابقين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك. وهذه هي الضربة الثالثة على المنطقة البعيدة عن الحدود مع إسرائيل خلال نحو ستة أشهر من القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.

إسرائيل تصعّد جنوباً وبقاعاً... ومواقف ترحّب بمبادرة بكركي وتدعو للحوار

نداء الوطن..بين احتفالات أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي، وعطلة عيد بشارة السيدة العذراء يوم الاثنين، إستراحت المبادرات الرئاسية والجولات الديبلوماسية، على عكس الميدان المشتعل جنوباً وبقاعاً. فعند منتصف ليل السبت - الأحد، كان محيط بعلبك مجدّداً على موعد مع غارات إسرائيلية متتالية شنّتها مسيّرة إسرائيلية، واستهدفت مبنىً مؤلفاً من 4 طبقات، وسط تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة. الضربة الليلية، جاءت بعد تصعيد ميداني خلال النهار، حيث سُجّلت سلسلة غارات إسرائيلية على عدد من القرى الجنوبية الحدودية، ليقول بعدها الجيش الإسرائيلي إنّ الضربات استهدفت مواقع عسكرية لـ "حزب الله" في كفركلا والناقورة وعيتا الشعب، وموقع رصد تابع للحزب في منطقة الخيام. في المقابل، ردّ "الحزب" بسلسلة عمليات طالت أهدافاً إسرائيلية بينها ثكنة راميم وموقع "كفاربلوم" للدفاع الجوي، والتجهيزات التجسسيّة في موقع الرادار، ومواقع بياض بليدا، ورويسات العلم في تلال كفرشوبا والمالكية. سياسياً، قال النائب كميل شمعون إنّ "الهدف من مبادرة بكركي توحيد الآراء ووضع أهداف مشتركة، أي تطبيق الدستور وفقاً لاتفاق الطائف"، وكشف عن لقاء جديد ربما في 14 نيسان للمجموعات المسيحية، مطالباً بـ "حياد لبنان لعودة الثقة بالبلد وإنجاز الاستحقاق الرئاسي". أما النائب بلال عبدالله فرحّب بلقاء بكركي، على أمل أن "يتوسّع ويأخذ طابعاً وطنياً أكبر"، كما اعتبر أن "المطلوب هو عدم تعطيل جلسات الانتخاب والاسراع في إنهاء الشغور"، معتبراً أنّ "تحرّك اللجنة الخماسية كان يجب أن يحفّز الداخل على انتخاب الرئيس". من جهته، جدّد النائب تيمور جنبلاط دعوة الجميع إلى "تحفيز الخطى لبلوغ توافق وطني حول خارطة طريق تؤسّس لخطوات مُجدية ومسؤولة، من شأنها أن تطلق مسارات سريعة للحلول الداخلية المطلوبة، وفي مقدمتها الشغور الرئاسي". بدوره، اعتبر النائب طوني فرنجية أنّ الملف الرئاسي لن يُحلّ سوى بجلوس الجميع معاً، "فيناقش كل طرف هواجسه بدون شروط لا تكون لاحقة ولا مسبقة"، مبدياً تمسكه بالحوار، حيث قال إنّ "من يرفض ربط المسار الرئاسي بمسار الحرب كان عليه ألا يرفض الحوار، لا بل أن يطالب به منذ بداية الشغور فهو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس صنع في لبنان". ...

قصف إسرائيلي على جنوب لبنان..و«حزب الله» يستهدف منصتين للقبة الحديدية

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن «حزب الله» اللبناني في بيان، السبت، استهداف منصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية ‏بمسيرتين انقضاضيتين. وقال الحزب إن مقاتليه «شنوا ظهر اليوم هجوماً جوياً ‏بمسيرتين انقضاضيتين على منصتين للقبة الحديدية في موقع كفار بلوم للدفاع الجوي، وأصابت ‏أهدافها بدقة». وأشار الحزب إلى استهداف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار في مزارع شبعا بالأسلحة المناسبة، وأصابتها بصورة مباشرة. ومن جهتها، أشارت «القناة 13» الإسرائيلية إلى سقوط مسيرتَين في الجليل الأعلى من دون وقوع إصابات، وفق ما نقلت «المركزية». وفي وقت سابق، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية تعرضت لقصف مدفعي مباشر من مواقع العدو المتاخمة للخط الأزرق في القطاع الأوسط. وتشهد المناطق الحدودية جنوب لبنان توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.‏

اتصالات «التيار» و«القوات» لا تؤسس لتقارب ثنائي

يجتمعان في لقاءات للمعارضة ويختلفان على قضايا عدة أبرزها سلاح «حزب الله»

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. يلتقي الخصمان السياسيان المسيحيان، حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، بالمرحلة الحالية، في سياق إطارين اثنين، هما رئاسة الجمهورية و«لقاءات بكركي»، من دون أن يعني ذلك أن الاتصالات بينهما ستؤدي بالضرورة إلى اتفاق ثنائي لأسباب مرتبطة بالاختلاف في مقاربة قضايا رئيسية بينهما. ونقل عن عضو كتلة «التيار» النائب شربل مارون قوله في حديث إذاعي أن «هناك اتصالات تحت الطاولة» بينهما، وهو ما عاد ونفاه لـ«الشرق الأوسط»، متحدثاً عن «اتصالات معلنة وغير معلنة»، رابطاً نتائجها بمسار اللقاءات وما يدور خلالها، فيما يرى مسؤول الإعلام والتواصل في حزب «القوات» شارل جبور أنه لا يمكن الحديث عن تقارب ثنائي، إنما تقارب إذا حصل، بين «التيار» والمعارضة، وليس فقط بين «التيار» و«القوات». ويرفض في المقابل الحديث عن «اتصالات تحت الطاولة»، واصفاً هذا التعبير بـ«المفخخ والمرفوض وغير الصحيح». ويقول مارون لـ«الشرق الأوسط»: «التواصل موجود باستمرار بين الطرفين، كما مع معظم الكتل النيابية، وهذا ليس خافياً على أحد، ونحن نسعى دائماً إلى مد اليد والحوار؛ ليس من باب الاستجداء. إنما لتقريب وجهات النظر». وفي رد على شرط «القوات» للتقارب مع المعارضة الذي حددته بمطالبة «التيار» بنزع سلاح «حزب الله»، يقول مارون: «مَن يريد الحوار لا يضع شروطاً، بل يفترض البدء بالحوار وعلى ضوء مساره تحدد النتائج؛ إما أن تبقى الأمور على ما هي عليه أو تصل إلى تفاهم كله مرتبط بما سيدور في هذا الحوار». من جهته، يوضح جبور لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاء بين الطرفين يرتكز اليوم على خطين لا ثالث لهما، وهما التقاطع ضمن المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ولجنة التنسيق البعيدة عن الأضواء تحضيراً لوثيقة وطنية في البطريركية المارونية تعكس موقف اللبنانيين وإرادتهم بقيام دولة فعلية لا سلاح فيها خارج الدولة اللبنانية». ويلفت إلى أن «التقاطع الثاني كان قد تجسد عبر اتفاق المعارضة، وليس اتفاقاً ثنائياً، على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور»، مؤكداً أن «التقاطع يجب أن يصب في خدمة الصالح العام الوطني والرئاسي ليُترجم رئاسياً ووطنياً، وإذا وصل (التيار) إلى الإقرار بأن الحزب هو مسبِّب الأزمة الرئيسية في لبنان ومعالجة الأزمة تبدأ من خلال تسليم السلاح فهذا أمر جيد، وعندها يكون قد انتقل إلى تفاهم مع المعارضة وليس فقط مع (القوات)». مع العلم بأن الطرفين كانا قد عقدا اتفاقاً، عام 2016، سُمي بـ«اتفاق معراب» وأدى حينها إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، لكن الخلافات المتراكمة حول قضايا عدة، ولا سيما تحالف «التيار» مع «حزب الله»، أدت إلى إسقاطه بشكل نهائي. وتعقد في هذه المرحلة لقاءات في بكركي، تجمع ممثلين للقيادات والأحزاب المسيحية، في «مبادرة وطنية» كمرحلة أولى، على أن يتوسع الحِوار بعدها ليشمل كل القِيادات الروحيَّة والمرجعيات السياسية اللبنانية والقوى المجتمعية الحية كمرحلة ثانية، كما أعلنت البطريركية المارونية. ومع تأكيده على أن «الحوار المسيحي - المسيحي ضروري»، كان قد قال النائب شربل مارون في حديث إذاعي إن «هناك اتصالات بين (التيار الوطني الحر) و(القوات اللبنانية)، حول مواضيع عدة، والاجتماع في بكركي وضع القضايا بكاملها على الطاولة». وقال إن «الوثيقة التي ستصدر عن لقاءات بكركي ستكون وثيقة وطنية تحاكي ظروف هذا البلد وحماية شعبه»، مشدّداً على أنها «لا تهدف إلى الانقسام الطائفي في البلد، إنما إلى الإجماع بين الأطراف اللبنانية كافّة». وبانتظار ما ستنتهي إليه لقاءات بكركي التي لم تنجح في جمع القيادات المسيحية إنما تقتصر على ممثلين لها، بعضهم من صفوف النواب والبعض الآخر بصفة مستشارين، تلقى هذه المبادرة تجاوباً من أطراف عدة وليس فقط مسيحية، لا سيما في ظل انسداد أفق الاستحقاق الرئاسي وعجز كل المحاولات والمبادرات على إحداث خرق حتى الساعة. وفي هذا الإطار، رحب النائب عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» بلال عبد الله بلقاء بكركي «الذي يحرص على بقاء لبنان وحماية شعبه»، مؤيداً «المساعي التي تهدف إلى إخراج لبنان من المأزق السياسي والمعيشي»، آملاً بأن «يتوسّع ويأخذ طابعاً وطنياً أكبر». وشدد على أن «الحديث الجدي المطلوب عدم تعطيل جلسات الانتخاب والإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي»، لافتاً إلى أن «التواصل بين كتلة اللقاء الديمقراطي وجميع الكتل قائم على أمل إتمام هذا الاستحقاق».

لبنان يتأرجح بين «هدنة غزة» المُحتملة واجتياح رفح... الحتمي

«أثمان» كرة النار في الجنوب «كرة ثلج».. تتدحرج

الراي.. | بيروت - من زيزي اسطفان |

- قرى دُمرت وبلدات تغيرت معالمها والنزوح المتمادي صار مأسوياً والخوف يتمدّد كـ«بقعة الزيت» والخسائر الاقتصادية..حدّث ولا حرج

يأوي لبنان الآن إلى رصيف الانتظار، كأنه تحوّل «كبسولة» تتقاذفها رياح الإقليم. حرب المشاغلة في جنوبه تراوح بين الخشونة والمشاغبة. وفي الداخل حراك لملء الوقت الضائع يشتد حيناً ويخفت أحياناً. فالوطن الصغير صار معلق المصير على مآلات المنطقة في مقايضاتها الكبرى أو حروبها... الكبرى. العيون في بيروت مصلتة على الهدنة المحتملة في غزة وسط اقتناع أصبح محسوماً بأنها ستتلازم مع هدنة في جنوب لبنان من شأنها أن تستدرج مهندس التفاهمات اللبنانية – الإسرائيلية، الوسيط الأميركي آموس هوكشتين الذي سبق ان نجح في البحر، وها هو يجرب حظه في البر المزروع بالنار والأفخاخ. ثمة مَنْ يعتقد أن صمت المدافع في غزة وجنوب لبنان والساحات الرديفة سيُعلي صوت التفاوض في لبنان ومعه إيذاناً بالتوصل إلى تفاهمات بالأحرف الأولى لن تبصر النور إلا في ضوء التسوية الكبرى في المنطقة، تفاهمات حول ترتيبات في جنوب لبنان ترضي إسرائيل ولا تُغضب «حزب الله»، مصحوبة بترتيبات سياسية لإنهاء الشغور في رأس الدولة اللبنانية. وإلى حين اتضاح الخيط الأسود من الأبيض في المنطقة المتأرجحة بين المساعي لإمرار الهدنة في غزة والجنوح الإسرائيلي المجنون لاقتحام رفح، يبقى لبنان أسير دوّامة الحرب المتمادية في جنوبه منذ نحو خمسة أشهر ونصف شهر وما يتكبّده من أثمان باهظة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية والإقتصاد. قرى حدودية مدمرة «عن بكرة أبيها»، بلدات لم تعد هي هي بل صارت تشبه أحياء غزة، خسائر هائلة في القطاع الزراعي والتربة وشتى ميادين الحياة... أما الضحية الأكثر إيلاماً فهم الناس الذين أجبرتهم الحرب على النزوح إلى ظروف مأسوية وجعلتهم يدفعون فاتورة موجعة من استقرارهم. تهجير قسري، خوف دائم وقلق مستمر، عائلات مشتتة لا يجمعها سقف، وطلاب يجاهدون للملمة ما تيسر من السنة الدراسية ونازحون يعيشون معاناة في مأواهم القسري. فأضرار الحرب على الناس لا تقيسها الأرقام بل الحكايا والقصص وراء العيون الدامعة... «الراي» جمعت بعض هذه القصص من أصحابها وعنهم. في مركز إيواء في مدرسة صور الوطنية جلس أبوراغب السبعيني على كرسيه ينظر إلى البعيد سارحاً يلقي برأسه على راحة يده عله يستريح. «لم أكن أمبراطوراً في ضيعتي ميس الجبل لكن كان عندي دكان صغير يقصده الجيران ورجال الضيعة لشراء القليل أو للجلوس حول ركوة قهوة وكنت أعود مساء إلى البيت راضياً بما جمعته في نهاري. كان لوقتي قيمة ولحياتي قيمة... هنا لا أحد يعرفني وأشعر بنفسي ثقيل على كل من أقصده في زيارة»... الدمعة ذاتها في عيني ام عدنان وهي ربة أسرة من قرية الضهيرة التي دمرت على نحو شبه كامل. ها هي تردد بحسرة «كنا نجلس جميعاً على مائدة الإفطار في رمضان مع أولادي المتزوجين، اليوم نفطر أنا وزوجي وأخته وحدنا كاليتامى هنا في المدرسة، لا إبني المتزوج ولا إبنتي وعائلتها يستطيعون زيارتنا كأن لا عائلة لنا ولا أهل». المسؤولون عن مركز الإيواء يفكرون في تحضير إفطار كبير مشترك لكل النازحين الموجودين في المركز. لفتة كريمة لكن هل تغني عن فرحة اللقاء مع الأهل ودفء البيت وكرم مائدته؟

النزوح المؤلم

واقع موجع يحاول النازحون التعايش معه مرغمين، يخفون دمعهم ويتشبثون بأمل انتهاء الحرب لاستعادة حياتهم الطبيعية. لكن العودة إلى ما ينتظرهم هناك في القرى المنكوبة أشد قسوة من النزوح. «قرى كثيرة باتت مدمرة في شكل شبه كلي» وفق ما قاله لـ«الراي» نائب رئيس بلدية صور ورئيس وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور حسن حمود، الذي عدد «بليدا وحولا والضهيرة ويارين ومروحين وعلما الشعب وميس الجبل كما ان بعض القرى تغيرت معالمها كما في عيتا الشعب التي دمر شارعها الرئيسي تدميراً كاملاً». وأضاف حمود «أولوية الناس اليوم الأمان والهرب من قصف العدو لكن حين تنتهي الحرب ستتغير الأولويات، سيعودون إلى أراض زراعية لا يعرفون كيف يتعاملون معها بعدما قصفت بالفوسفور المؤذي، هم في معظمهم يعملون في الزراعة كمياومين. موسم العام الماضي من الزيتون تضرر في معظمه وموسم الدخان بالكاد استطاعوا تحصيل بعض منتوجه خلال الهدنة القصيرة التي حدثت لكن الموسم المقبل الذي تتم زراعته عادة في شهر 12 ومن ثم في شهر 3 لن يستطيعوا الإفادة منه». وزير الزراعة عباس الحاج حسن كشف في إحدى إطلالاته أن «الأضرار الزراعية يمكن أن تقدر بنحو مليارين ونصف مليار دولار والوزارة تجري إحصاءات شبه يومية عما يصيب القطاع الزراعي من أضرار نتيجة عدم القدرة على جني المواسم وزرع مواسم جديدة ونفوق الحيوانات والطيور وتضرّر الغطاء الحرجي والنباتي. والجنوب اللبناني كان يقدّم ما بين 25 في المئة الى 30 في المئة من مردود إلى الاقتصاد الوطني لكن قدراته تراجعت اليوم نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المباشرة عليهخسائر أبناء الجنوب لا يمكن تحديدها بالأرقام وإن كانت مخيفة. لقد أحصى أحد العاملين على الأرض - قال حسن حمود - أكثر من خمسة آلاف بيتاً متضرراً لاسيما في بلدات الشريط الحدودي ويحكى اليوم عن إمكان تعويض الحكومة على المتضررين. وهو يسأل «هل يُمكن أن يركن الجنوبيون إلى وعود حكومة مفلسة؟ ومَنْ يعوض على مغترب جنوبي أمضى عمره في أفريقيا يعمل في أصعب الظروف ليعود إلى أرضه ويبني له ولأولاده بيتاً يليق بهم، بعدما بات قصر أحلامه مستوياً مع الأرض؟ هل تعوض عليه الدولة جنى عمره وأيام شقائه؟»

أرقام تختزل المأساة

26 الف نازح مسجل يشكلون 6825 عائلة، يتوزعون على خمسة مراكز إيواء في مدينة صور ومحيطها لكنهم لا يشكلون العدد الكامل للنازحين الذين تخطوا المئة الف. فمعظم أهالي القرى الحدودية الذين هجروا من بيوتهم قبل التحرير في العام 2000 يملكون بيوتاً في بيروت وضواحيها وقد نزحوا إليها اليوم. اما الذين سجلوا فهم من لا يملكون أي بيت ثان واضطروا إما إلى النزوح إلى مراكز إيواء أو إلى بيوت في القرى القريبة تم تقديمها لهم أو جرى استئجارها من القوى السياسية في المنطقة. وأوضح رئيس وحدة الكوارث في اتحاد بلديات صور ان «النازحين المسجلين الذين يسكنون في مراكز الإيواء ينالون مساعدات ويحصلون عادة على ثلاث وجبات يومياً. أما في رمضان فيحصلون على إفطار ساخن وسحور تعده الفرق المختصة في مؤسسات الإمام موسى الصدر كما نحاول تأمين سخانات للتدفئة، أما من هم خارج مراكز الإيواء فلا يحظون بالمساعدات التي مازالت قليلة جداً نسبة إلى حجم النزوح إذ أن قرى الشريط الحدودي أخلاها أهلها في نسبة 90 في المئة وكذلك القرى المحاذية لها بعدما طالها القصف لاسيما الفوسفوري وكذلك الأمر في النبطية والزهراني». ... محظوظون «نازحو المدارس» لأنهم ينالون مساعدات لكن هل يعلم الناس أنهم يعيشون في غرف الصفوف دون أي خصوصية ويتشاركون الحمامات ذاتها مع عشرات الأشخاص وحتى ان العائلات تفصل بين أفرادها بأغطية أسرة. وحتى من لجأوا إلى بيوت تم تقديمها لهم في القرى الأكثر أمناً صاروا اليوم ضيوفاً ينوء بهم من قدموا لهم المسكن مجاناً. فهؤلاء حالهم كحال كل اللبنانيين يفتشون عن مصادر دخل رديفة تعينهم في هذه الأيام السود. حتى البلديات لم تعد قادرة على تأمين الكهرباء والماء لبعض البيوت التي تأوي نازحين.

... كأنهم في بلدين

الواقع التعليمي ليس أفضل حالاً فعدد الطلاب الذين تركوا مدارسهم كبير جداً ومن بين النازحين المسجلين نحو 28 في المئة تحت سن السادسة عشرة ويقدر عدد الطلاب بنحو 3800 طالب نزحوا من 50 مدرسة وشرح حمود ان «وزارة التربية قدمت لهؤلاء خيارين إما المتابعة عن بعد أو الالتحاق بأقرب مدرسة رسمية. لقد حاولنا تأمين 400 لوح إلكتروني وتأمين الواي فاي للاتصال بالإنترنت لكن تجربة التعلم عن بعد لم تثبت نجاحها أيام كورونا فكيف تنجح اليوم في ظل الظروف البالغة الصعوبة التي يعيشها النازحون. لكن من يلتحق بمدرسة ويثبت مديرها ذلك ينال من اليونيسيف 200 دولار شهرياً مع تأمين الأكل والشرب وهذا يشكل حافزاً للطلاب للالتحاق بالمدارس الرسمية وعدم تضييع السنة الدراسية». لكن ماذا عن طلاب القرى المحاذية الذين يعيشون في ظل القلق والخوف ويتابعون دراستهم ويستعدون للامتحانات الرسمية؟ من يحميهم من غدر عدو قد ينزل حمماً على مدارسهم في أي وقت حتى ولو كانت بعيدة نسبياً عن خطوط المواجهة الفعلية؟ ......لا شك أن خسارة الأرواح والأرزاق هي الأشد قسوة وألماً لكن خسارة المستقبل تكاد توازيها... من نزحوا إلى بيروت تركوا قلوبهم هناك في بلداتهم على غرار إيمان التي تركت الخيام ولجأت إلى بيروت، فهي قالت في اتصال مع «الراي» انه «لا يمكنني أن أشارك الناس هنا فرحهم برمضان. أحاول أن أتعايش مع الأجواء لكنني أشعر أن الناس هنا في واد وأهلنا في الخيام والجنوب في واد آخر، كأننا نعيش في بلدين مختلفين. في الأشهر الماضية كنت أمضي وقتي أمام الشاشة أنتظر التغطية الميدانية المباشرة لما يحدث في الجنوب علني أرى بيتنا وأعرف أخباراً عن صديقاتي في القرى المجاورة، اليوم صار بالكاد يمر خبر في النشرة المسائية وكأنه رفع عتب... أشعر بغصة كبيرة لأن الجنوب يدفع من دمه عن كل لبنان». رغم المرارة التي تشعر بها إيمان، فإن كل لبنان يدفع من اقتصاده ثمن الحرب في الجنوب وآخر الأرقام تشير إلى ان الكلفة اليومية تقدر بـ6 ملايين دولار وفق «الدولية للمعلومات» بعدما تراجعت الحركة الاقتصادية بنسبة 10 في المئة منذ 8 أكتوبر حتى اليوم فيما يؤكد بعض الاقتصاديين انها تصل إلى 20 مليون دولار يومياً إذا أضفنا إليها توقف الاستثمارات في شكل شبه كلي وتراجع حركة المغتربين في اتجاه لبنان. ولم يعد القلق يقتصر على الجنوب فهو يتمدد كـ«بقعة زيت» خصوصاً بعد الضربات الإسرائيلية لمنطقة البقاع، وبعلبك تحديداً، وسقوط صاروخ في منطقة حراجل الكسروانية إذ صار أي مواطن في أي مكان مهدداً بأن يطوله أذى إسرائيل. إبتسام شمص مواطنة من منطقة الهرمل تتوجه إلى بعلبك في شكل دوري روت لـ«الراي» ان «السكان في هذه المنطقة تنتابهم حال توتر ولا ينعمون بالأمان لشعورهم ان كل بيت قد يكون معرضاً للعدوان، خصوصاً ان المراكز التابعة لـ«لحزب الله» سواء الأمنية أو الاجتماعية والسياسية منتشرة بين البيوت لذا أي استهداف لها يعرض محيطها أيضاً للخطر لاسيما ان البيوت في هذه المنطقة صغيرة غير متينة وليس فيها ملاجئ ومعرضة للانهيار إذا ما أصابها قصف»...



السابق

أخبار اليمن..ودول الخليج العربي..قيادي حوثي: هجمات أميركية وبريطانية على اليمن..انفجارات عنيفة تهز صنعاء إثر غارات أميركية..والحوثي يستهدف مأرب..إعلام «حوثي»: 9 غارات أميركية بريطانية على صنعاء..ضربات في الحديدة..و«الكرملين» لم يسمع التأكيدات الحوثية..تقرير دولي: سوء التغذية يعصفُ باليمنيات في حجة والحديدة..سكان صنعاء يتصدّون بأنفسهم للجرائم والسرقات..بن مبارك لـ«الشرق الأوسط»: تفهم سعودي لتوجهات الحكومة اليمنية..السعودية تدين الهجوم الإرهابي قرب موسكو..ترحيب أممي بمساهمة السعودية لـ«الأونروا» بـ40 مليون دولار..توقيع مذكرتي تفاهم بين رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..جولة مفاوضات جديدة في قطر يشارك بها الأميركيون..نتنياهو يرضخ ويمنح وفده صلاحيات أوسع..وإسرائيل تدرس الموافقة على «خروج آمن» لقادة «حماس»..غوتيريش في معبر رفح: الفلسطينيون يعيشون كابوساً لا ينتهي..مجلس الأمن أمام تحد عاشر لإقرار هدنة غزة..قيادي في حماس: المواقف "متباعدة جدا" في المفاوضات مع إسرائيل..قتلى أثناء توزيع مساعدات في غزة..والجيش الإسرائيلي ينفي إطلاق النار..غالانت في واشنطن الأحد في محاولة لتهدئة التوترات..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,699,887

عدد الزوار: 6,961,906

المتواجدون الآن: 59