الضاحية أرهقتها الشائعات في انتظار خبر عن المخطوفين

أين اختفى المخطوفون بعد الخبر السعيد؟ عبروا إلى تركيا و"طارئ" أضاع آثارهم

تاريخ الإضافة الإثنين 28 أيار 2012 - 6:24 ص    عدد الزيارات 2629    التعليقات 0    القسم محلية

        



أين اختفى المخطوفون بعد الخبر السعيد؟ عبروا إلى تركيا و"طارئ" أضاع آثارهم

 

 

أوساط الحريري: الأولوية المطلقة لعودتهم وتخطي خطر المشاعر المذهبية

انقلاب نادر في الأجواء السياسية والشعبية رافق التطورات

نادراً ما شهد لبنان انقلاباً في مشهد سياسي وأمني وشعبي على الصورة التي ارتسمت بتناقضاتها الحادة ما بين ظهر الجمعة وفجر اليوم، بفعل هذا اللغز الغامض الذي حمله "اختفاء" المخطوفين اللبنانيين الـ11 في طريق عبورهم من الاراضي السورية الى الاراضي التركية. ومع ان العالم بأسره اهتز لهول مجزرة حولة السورية، فإن حبس الأنفاس في لبنان حيال السر الغامض الذي اكتنف مصير المخطوفين "نأى بلبنان" فعلاً حتى عن ترددات هذه المجزرة لفرط ما أشاعته المعلومات المتناقضة من اثارة لموجة قلق واسعة بلغت حدود المخاوف من تعرض الموقوفين لمكروه.
وإذا كانت المعلومات والتصريحات المنسوبة الى مسؤولين أتراك زادت منسوب الغموض والقلق، خصوصاً ان أنقره كانت المصدر الحصري والاساسي لابلاغ الرئيس سعد الحريري أولاً وكذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالخبر السار في اطلاق المخطوفين ونجاح المفاوضات (التي لا يعرف أحد بعد من تولاها) بدليل استنفار الرئيس الحريري طائرته الخاصة لنقلهم الى لبنان، فإن أحداً من المسؤولين اللبنانيين أو القوى السياسية والحزبية المعنية لم يكن حتى ليل أمس على أي معرفة حاسمة بتفاصيل هذا اللغز المحير.
غير أن مصادر وثيقة الصلة بقضية المخطوفين اللبنانيين كشفت لـ"النهار" ان هؤلاء موجودون فعلاً في الاراضي التركية وقد عبروا اليها من الاراضي السورية. لكن أمراً حصل ولا يزال مجهولاً، كما اضافت المصادر، أدى الى ضياع آثار المخطوفين بعد عبورهم الحدود التركية مع سوريا، مؤكدة ان الجهود تنصب على حل هذا اللغز. وأوضحت انه في لحظة عبور المخطوفين الحدود الى داخل تركيا بادر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الى الاتصال بالرئيس الحريري الذي تولى تحريك طائرته في اتجاه تركيا لنقل المخطوفين الى لبنان، فيما بادر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى الاتصال بنظيره اللبناني نجيب ميقاتي لابلاغه بالنبأ نفسه.
وفيما لا تزال طائرة الحريري في تركيا لاتمام مهمتها بنقل المخطوفين، استمر الحريري في الاتصالات مع الجانب التركي لحسم الغموض واعلان النبأ السعيد باطلاق المخطوفين.
وانعكس الامر الطارئ الذي غلّف مصير المخطوفين بالغموض، على مجمل التحركات التي كانت مقررة في هذا الشأن، ذلك ان الرئيس ميقاتي عدل فجأة عن زيارة اسطنبول امس واعلن تأجيل الزيارة بعد مشاورات اجراها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري واتصالات بالمسؤولين الاتراك، مشيراً الى ان "كل المعلومات تؤكد استمرار الاتصالات والمساعي لاطلاق اللبنانيين بعد التأكد من سلامتهم".
لكن مصدراً ديبلوماسياً تركياً ابلغ "وكالة الصحافة الفرنسية" ان الزوار الشيعة اللبنانيين الذين خطفوا في سوريا في 22 ايار وأعلنت السلطات اللبنانية الجمعة الافراج عنهم ليسوا في تركيا. واضاف ان "هؤلاء الاشخاص ليسوا على الاراضي التركية. اعتقد ان التباساً حصل" في شأنهم. وشكل هذا التصريح معطيات مناقضة لتصريحات سابقة نسبت الى مسؤولين اتراك اكدوا ان المخطوفين بخير واصبحوا في تركيا.
وفي الوقائع التي تجمعت لـ"النهار" ان الرئيس بري كان اول من تبلغ من الرئيس الحريري بعد ظهر الجمعة خبر تلقي الاخير معلومات من الجانب التركي عن اطلاق المخطوفين وقرب وصولهم الى الاراضي التركية، موضحاً له انه سينقلهم الى لبنان بطائرته. فأشاد بري بالحريري وسارع الى ابلاغ الرئيسين سليمان وميقاتي وقيادة "حزب الله" قبل وقت قصير من إلقاء الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمته في احتفال بنت جبيل.
ورافق هذه الاتصالات انقلاب حقيقي في المشهد الشعبي تمثل في فورة احتفالية في الضاحية الجنوبية، وواكبتها تصريحات لقادة "حزب الله" شكرت الحريري على مسعاه. ولكن الاجواء سرعان ما انقلبت مساء مع تأخر وصول المخطوفين، وحصل اتصال جديد بين بري والحريري حمل الرقم 7 بينهما وجرى الحديث عن اجراءات لوجستية أخرت عملية وصول المخطوفين، ولكن قبيل منتصف ليل الجمعة – السبت بدا واضحاً ان فرص عودة المخطوفين في الليلة نفسها قد انعدمت لتبدأ موجة شائعات واسعة اقترنت بعودة اجواء القلق طوال يوم امس. ومع تردد شائعات عن احتمال تعرض المخطوفين داخل الاراضي السورية لمكروه محتمل، وجّه "حزب الله" وحركة "امل" دعوات الى الاهالي لضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشائعات فيما لوحظ انتشار لـ"لجان الانضباط المشتركة" بين الجانبين في الضاحية.

 

الحريري والاحتواء

وقالت مصادر بارزة في كتلة "المستقبل" لـ"النهار" ان الاولوية المطلقة لدى الرئيس الحريري هي عودة المخطوفين سالمين الى اهلهم وتخطي خطر المشاعر المذهبية. ولفتت الى انه على المستوى الانساني والوطني يعتبر الحريري ان المخطوفين مواطنون لبنانيون يجب التضامن معهم ولا ذنب لهم في ما حدث لهم ويجب الا يستعملهم احد وسيلة سياسية.
أما على المستوى السياسي فهناك خطورة في تحويل قضيتهم الى مواجهة مذهبية لن تجد مكاناً لها في سوريا، بل يسعى المعارضون الى نقلها الى لبنان. ولم يكن الحريري في يوم مؤيداً للثوار السوريين على اساس انهم من أهل السنة، أو انه ضد الرئيس السوري بشار الاسد لأنه علوي، أو انه مختلف مع السيد حسن نصر الله لأنه شيعي. وعليه فإن الخاطفين الذين ارادوا ولأسباب خاصة تتعلق بالحصول على فدية او ممارسة ابتزاز فإن المهم عدم استخدام قضية المخطوفين في الاتجاه المذهبي وكل عمل الحريري الاساسي كان ولا يزال ان يعود المخطوفون سالمين الى لبنان.

 

مطالب؟

وأفاد ناطق باسم "حزب السوريين الاحرار" مساء امس ان بعض التطورات أجّلت تسليم المخطوفين، وأن الموضوع قيد المعالجة، موضحاً ان المخطوفين بخير وبصحة جيدة ولا وقت محدداً لإطلاقهم، عازياً التأخير في اطلاقهم الى "التطورات في سوريا وبعض التصريحات"، وملمحاً الى السيد نصر الله. وقال ان "مساء غد (اليوم) قد تكون هناك بوادر خير في شأن الافراج عنهم".
وتحدثت مصادر معنية في بيروت عن ان الخاطفين رفعوا سقف مطالبهم مقابل تحريرهم فيما كانوا في طريقهم الى تركيا، وان قيادات غير محلية تواصلت مع الاتراك على مستويات رفيعة، وان المعطيات المتوافرة تستبعد ما أشيع عن اشتباكات دارت بين الجهة الخاطفة والجيش السوري النظامي قرب الحدود السورية – التركية.
ومن المتوقع ان يحضر موضوع المخطوفين في مناقشات جلسة مجلس الوزراء أياً تكن التطورات المتصلة به، علماً ان المجلس سيعقد جلستين الاسبوع المقبل، الأولى عصر الثلثاء للبحث في جدول اعمال مؤجل من الجلسة السابقة، والثانية صباح الاربعاء في قصر بعبدا للشروع في مناقشة مشروع الموازنة للسنة الجارية.

 

 


 
عباس صالح

نقابة المحرّرين عشية انتخاباتها: مشكلة اقتراع أم أزمة هيكلية بنيوية؟

مَنْ وراء تخلّفها الممنهج؟ وأين العثرات في طريق تطوّرها؟ ومَنْ يحاول الاستئثار بها؟

 

 

ماذا يجري في نقابة المحررين؟ هل هي انتخابات نقابية وفق معايير الشفافية والكفاءة والاستقامة والنزاهة، ام انها "طبخة بحص" تم تدبيجها في ليل، على أسس المحسوبيات، والتوزيع التبعي؟! سؤال يستولد أسئلة كثيرة تتعلق ببنية نقابة الباحثين عن المتاعب وهيكليتها وتركيبتها، وصولا الى جدوى انتساب المحررين الحقيقيين في الصحف. من هو المستفيد من ابقاء نقابة، يفترض انها تضم روادا في المجتمع، في قوقعة التخلف عن ركب نقابات المهن، الحرة الاخرى، كنقابات الاطباء والمحامين والمهندسين... لتبقى أشبه بجمعية توزع منافعها المحدودة على عدد محدود جدا من اصحاب الحظوة والمقربين؟

كيف تسير انتخابات نقابة المحررين؟ وكيف ركبت اللوائح وعلامَ يتنافس المتنافسون؟ في اي اتجاه يجب ان تتجه المعركة؟ وما هو رأي المحررين بكل من اللائحتين المتنافستين، "الائتلاف النقابي" و"النقابة للجميع"، وماذا عن المرشحين المنفردين؟
أسئلة وجهتها "النهار" الى عدد من المحررين الاساسيين في الصحف، ومعظمهم – للأسف – من غير المسجلين في الجدول النقابي، عشية الانتخابات.

 

عون: لائحتنا شكلت على الطريقة اللبنانية

رئيس لائحة "الائتلاف النقابي" الزميل الياس عون رد على سؤال لـ"النهار" عن حجم الانتقادات التي توجه الى لائحته بالقول "اننا في لبنان مدرسة في الانتقادات، وأي إنسان يعمل لا بد من ان يواجه بانتقادات، تكون قاسية احيانا. لكنني، وزملائي في اللائحة، نواجه هذه الانتقادات بصدور رحبة. وبروح رياضية عالية، لا سيما ان هذه الانتقادات مطلوبة شرط ان تكون بناءة، ولا تحمل قدحاً وذماً او تجريحاً شخصياً، كما يحصل مع بعض الزملاء المرشحين على "لائحتنا".
وعن ظروف تأليف اللائحة قال انها "شكلت على الطريقة اللبنانية. ولن أقول ان العوامل الطائفية كانت الاساس في تأليفها، لكننا راعينا الاعراف اللبنانية ما امكن، ومع علمنا المسبق بأنها لم تنل الرضا التام من كل الاطراف، لكنني استطيع القول انها تمثل الشريحة الاوسع من الزملاء العاملين في الصحافة".
وعن عمله في حال فوزه، لا سيما ازاء الانتقادات لهيكلية الجدول النقابلي، يقول عون "سنعمل بعد الانتخابات في حال فوزنا على عقد جلسات مكثفة مع نقابة الصحافة، للعمل على تصحيح الاخطاء اذا كانت موجودة".

 

دعبول: نقابة المحررين لا تعنيني بشيء

الزميل فؤاد دعبول قال: "كنت أتمنى ان تكون في لبنان نقابة للعاملين في تحرير الصحف، ولكن الذي عرفته منذ 50 عاما انها كانت نقابة تبعد العاملين وتقرّب الناجحين في حقول شتى، كنت اتمنى ان اكون واحدا من الناجحين في مهنة البحث عن المتاعب.
فأنا أعمل في الصحافة من العام 1958، ولم أسجل في جدول نقابة المحررين، لكنني اليوم، بعد انتسابي الى المجلس الوطني للاعلام، لم أعد أتعاطى بشؤون نقابة المحررين لأنها لا تعنيني بشيء. وللإفذاذ والكبار في هذه النقابة أن يختاروا نقابة في مستواهم، ربما لأن الكثرة الساحقة هي من غير المنتسبين. والذين يتولون ادارات صحف كثيرة ومناصب عالية من رؤساء تحرير صحف ومديرها، لا يليق بأن يكونوا الى جانب هؤلاء الاعضاء. لذلك اتمنى على نقيب الصحافة بوصفه الرئيس الاعلى للنقابتين، أن يعيدوا النظر في تكوين مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، لإنشاء هيئة على مستوى العصر كما في بلدان العالم، قبل ان تحتضر هذه المهنة امام زحف الثورة المعلوماتية"

 

حجار: الدولة تدخلت بأجهزتها

مدير تحرير "النهار" الزميل غسان حجار اختصر اجاباته في موضوع انتخابات النقابة بثلاث ملاحظات، الاولى "اننا مقصرون، كصحافيين منتسبين الى النقابة، لأننا لم نشكل لائحة مقابلة، تقدم مشروعاً جدياً بديلا، وهنا مكمن تقصيرنا".
والثانية، يبدو ان النقيب الراحل ملحم كرم يضع يده على النقابة في حياته وفي مماته، لأن اللائحة الحالية، هي نفسها اللائحة التي كانت مع النقيب كرم.
والثالثة: يبدو ان الدولة بسياسييها وأجهزتها راضية عن هذا الواقع في نقابة المحررين وقد تدخلت، في شكل مباشر او غير مباشر، في تأليف هذه اللائحة".

 

الصايغ: المشكلة في بنية النقابة

يؤكد الزميل نصري الصايغ ان "المحررين يشبهون كل اللبنانيين، ولا شيء يميزهم عن غيرهم، خاصة حين يتوجهون الى أي استحقاق، يحملون معهم إرثهم، الذي فيه الكثير من الانحيازات والمصالح والانانيات، ولا يفكرون بتمثيل من يجب ان يمثلوهم، خصوصا أننا اعتدنا في السابق على نمط الانتخاب الاتباعي، ما جعل نقابة المحررين لصاحبها ملحم كرم رحمه الله.
لا يرى الصايغ ان المشكلة في الانتخاب، بل في بنية هذه النقابة، وفي آلية الانتساب اليها وفي من تمثله، مثلها مثل نقابة الصحافة التي لا تمثل مصالح المنتسبين اليها ومثل الاتحاد العمالي العام الذي لا يمثل ايضا مصالح العمال". يخلص الصايغ الى القول: "ليست لدينا، ثقافة نقابية تهتم بمصالح المنتسبين اليها، وأبرز العلل هي في تطويب النقابات لمن ينتخبون لمرة واحدة، ثم يصبحون نقباء الى الابد. هذه ليست نقابة، هي جمعية خيرية تقدم المنافع لمن ينتسب اليها، ولذلك تجد ان معظم المحررين الجديين هم خارجها، اما بقرار منهم او بعدم قبولهم كمنتسبين".

 

فايد: تطور المهنة لم يغير في رأس النقابة

الزميل راشد فايد رأى ان "نواة لائحة" "النقابة للجميع" هي لائحة للعمل النقابي الجدي، وهي، للمرة الاولى، يتقدم فيها مرشحون ببرنامج عمل جدي ومحدد، وفق ما نقل الينا من نقاشات دارت معهم. بالطبع اللائحة الاخرى (الائتلاف النقابي) قدمت بيانا بعناوين اعتدنا سماعها شفاها من النقيب المرحوم ملحم كرم طيلة 40 عاما. هي نسخة معدلة بعض الشيء عن تجربة العقود السابقة، والحقيقة انني كنت انتظر نقلة نوعية، ليس فقط في الاسماء، ولكن ايضا في التوجهات. لكنني فوجئت وفجعت بأن التطور والتجدد في المهنة لم يتركا أي تغيير في الذين يريدون تجديد اقامتهم على رأس النقابة من دون تطويرها. على هذا الاساس ادعو الزملاء المرشحين، وحتى من هم اعضاء في لائحة الائتلاف النقابي، الى تبني برنامج لائحة "النقابة للجميع" والانضمام الى النواة التي أطلقتها باعتبارها تحمل مشروعاً محدداً وواضحاً، وكل ما ينقصها هو ثقة ابناء المهنة، المسجلين من الجدول النقابي يوم الثلثاء في قصر الاونيسكو.

 

حوحو: ربما نكسر الواقع القائم

المرشحة على لائحة "النقابة للجميع" الزميلة فاطمة حوحو ترى ان النقابة تعاني من شوائب لا يمكن عدها في هذه العجالة، وحتى ما تبقى من تقديمات تقول النقابة انها تؤمنها للمحررين المنتسبين هي في الواقع محصورة بعدد قليل جدا من المحظيين المقربين، كتذاكر السفر وفواتير الهاتف... الخ وتمنح بناء للطلب كاستعطاء.
كما أن الجدول النقابي فضيحة بعينه إذ أدخلوا اليه اسماء عائلاتهم وأقاربهم، وهناك أسماء اشخاص لا وجود فعليا لهم اليوم، وأشخاص لا نعرف عنهم شيئاً ولم نسمع بأسمائهم يوماً.
وقالت: "نحن نخوض الانتخابات، مع علمنا المسبق بأن فوزنا سيكون صعبا للغاية، لكننا ترشحنا لكي يشعر الذين تعودوا الوصول الى مجلس النقابة بما يشبه التزكية، ان امامهم معركة انتخابية، وربما نكسر هذا الواقع القائم باتكالنا على المحررين الذين اذا كانوا يريدون التغيير، فنحن نواته".

 

شلحة: انتخابات معلبة

الزميل حسن شلحة قال: "كنت تقدمت بترشيحي بداية، كي أسهم في إلغاء عملية التعليب. فنقابة المحررين، التي تضم مجموعة نخبوية، تطرح آراء في الديموقراطية والسلم والتطور، لا يجوز ان يستمر حالها على ما كان لمجرد رغبات شخصية او فئوية او ما شابه. وبعدما علمت ان مجموعة وافرة ترشحت سحبت ترشيحي، لارتياحي الى أن العملية الديموقراطية ستأخذ طريقها، وان بصورة محدودة".
وسجل ملاحظات على الانتخابات، ابرزها انه لم يتم اعلام المحررين بصورة سلمية باعلان الترشحيات، ولم تتح الفرصة الكاملة لكل المحررين للترشح او للاختيار السليم". ومع ذلك أمل "ان تكون هذه الانتخابات محطة جديدة تتناسب مع المهمات الملقاة على عاتق المحررين كحال نخبوية في المجتمع. ولكن يبدو ان التعليب كحال مرضية، انتقل من الانتخابات النيابية الى المؤسسات النقابية، وهذا يدعو للاسف".

 

 


سليمان تابع موضوع المخطوفين وتبلّغ موافقة جنبلاط على الحوار

 

  تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس موضوع المخطوفين اللبنانيين واطلع من عدد من المعنيين على آخر المعلومات عن اوضاعهم.  وركز في سلسلة اتصالات  على اهمية وضرورة انهاء هذا الوضع واطلاقهم واعادتهم الى اهلهم وذويهم.
وهذا الموضوع الى موضوعات اخرى بحث فيه الرئيس سليمان مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، الذي اعلن موافقته على حضور جلسات الحوار.
واستقبل رئيس الجمهورية مجموعة من المفكرين اللبنانيين، وتناول اللقاء التطورات السياسية واهمية تجاوب الافرقاء مع دعوة الرئيس سليمان الى الحوار. وزار بعبدا مدير المركز العالمي لحوار الحضارات الارشمندريت شربل الحكيم مع وفد من لجنة مؤتمر "المرأة ودورها في زمن التحولات" لشكر الرئيس سليمان على رعايته مؤتمر المرأة.
ونقل الوفد تحيات بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الى رئيس الجمهورية، مشددا على اهمية دعوته الى استئناف اجتماعات هيئة الحوار الوطني.
وشكر الرئيس سليمان للبطريرك عاطفته وتمنى ان ينعكس حضور لبنان في مؤتمر المرأة ايجابا على علاقة العائلة بالمجتمع.
ثم استقبل وفدا من بلدية الصويري ومخاتيرها برئاسة حسين علي عامر الذي شكر له توقفه في البلدة في طريقه الى قلعة راشيا عشية عيد الاستقلال.
ورحب رئيس الجمهورية بالوفد مجددا شكره للاستقبال الذي لقيه في الصويري، لافتا الى "ان ذلك ليس غريبا عنها وخصوصا انها تشكل رافدا مهما للجيش اللبناني من خلال انخراط عدد كبير من ابنائها في المؤسسة العسكرية وانضوائهم تحت لوائها وتقديم التضحيات ذودا عن الوطن وحفاظا على السلم الاهلي والعيش المشترك".

 

 
مي عبود أبي عقل

حرب الى "النهار": مصالح سوريا وإيران غير ملتقية هذه المرة

الحكومة تسقط بخروج طرف رهينة بحكم السلاح

 

 

حفل الاسبوع بسلسلة احداث امنية كادت تجر البلاد الى فتنة يرقد جمرها تحت الرماد، تلقفتها بعض القيادات الحكيمة، بعد استعار الخطاب المذهبي الذي هدد بالويل والثبور، وتصعيد اللهجة ضد الجيش، وظهور سلاح آخر غير شرعي أعاد "الاعتبار" وتوازن الرعب بعد احداث 7 ايار 2008 الى فريق كان يعتبر نفسه مغلوبا. ويبدو انها شكلت الفرصة السانحة ليقتنصها رئيس الجمهورية، ويدعو الى الاجتماع حول طاولة الحوار لايجاد الحلول بالتفاهم بين القيادات، وليس في الشارع وعلى حساب البلاد والعباد. هذه المعطيات حملتها "النهار" الى النائب بطرس حرب بصفتيه نائبا عن مسرح الاحداث الاساسي منطقة الشمال، وعضوا في الطرف الابرز فيها قوى 14 آذار.
 

■ بعد سلسلة الاحداث الامنية هذا الاسبوع هل ينزلق لبنان نحو الفتنة؟
- ما يحصل مقلق، وجمع الاحداث مع بعضها يظهر من نوعها والارتباط الزمني في ما بينها انها ليست فردية وان الامر ليس وليد الصدفة، وتدخل في مخطط المقصود منه خلق جو فتنة، ومحاولة دفع اللبنانيين الى الاقتتال في ما بينهم وانفلات الامور، خدمة لمن؟ هذا سؤال كبير. بعد الموقف السوري الرسمي الدولي، وارسال المندوب السوري في الامم المتحدة كتابه الشهير المبني على معلومات ووقائع غير صحيحة، نفاها رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء، خفت وادركت وكأن هناك قرارا بأن وضع النظام السوري ينهار، وانه يجب نقل المعركة الى مكان آخر، لعل هذا الانفلات الذي يحصل في لبنان، وبالتالي في المنطقة، قد يؤدي الى تخفيف الضغط عن سوريا، وان هناك مرحلة جديدة سندخلها. هذا الاتهام الرسمي والعلني والدولي للبنانيين والمؤسسات اللبنانية يعني ان هناك انفلاتا سيحصل في لبنان، وحلفاء سوريا سيكونون شركاء اساسيين فيه. والدليل سلسلة الاحداث التي حصلت وتضعنا طبعا في دائرة الخطر.
■ الملك السعودي ابدى خشيته على الطائفة السنية، ووزير الخارجية الروسي حذر من خطر امتداد الصراع في سوريا الى لبنان؟
- الأمر واضح: هناك صراع سني - شيعي في المنطقة، واجهته ايران من جهة والسعودية من جهة ثانية. هناك صراع نفوذ، وصراع طائفي - مذهبي ضيق ومؤذ، وصراع مصالح.
■ هل تتخوف من فتنة سنية - شيعية في لبنان؟
- حادثة خطف 11 لبنانياً في حلب، ومحاولة الصاق هذا الامر رسميا بـ"الجيش السوري الحر" هي محاولة اطلاق فتنة مذهبية سنية - شيعية. الا ان الموقف الحكيم الذي اخذه رئيس مجلس النواب وامين عام "حزب الله" بدعوة الناس الى الانسحاب من الشارع، حال دون انفجار الوضع، لان الناس متشنجون، والغرائز تنفلت في كل مكان، في بيروت والضاحية وعكار، واذا لم تضبطها القيادات تؤدي الى انفجار الوضع. في حادثة عكار كل القيادات المؤثرة على من نزلوا الى الشارع كانت واعية ومدركة وحكيمة فطوقت الحادثة واستوعبت الوضع، وهنا اتكلم عن الطائفة السنية، وحالت دون وضع الشعب في مواجهة الجيش. اكبر مؤامرة كانت ان يصور الجيش ضد السنة، واكبر مؤامرة ثانية اعتقال ناس، بناء على معلومات تبين انها غير صحيحة، في الشكل الذي حصل في طرابلس من قبل الامن العام لوضع جهاز رسمي امني في مواجهة طائفة معينة، وكذلك حادثة الخطف التي حصلت في سوريا هي ايضا مؤامرة كبيرة، ولولا الحكمة التي تحلت بها القيادات، لأدت الى فتنة. هذا الامر هو صمام الامان الوحيد الذي يحول دون انفجار الوضع في لبنان. ومسؤوليات القيادات تصبح في هذا الوقت اكبر من اي ظرف عادي، والمطلوب منها ان تتصرف بحكمة لعدم دفع البلاد الى الاقتتال الطائفي، واندلاع مواجهة شعبية او فتنة داخلية.
■ ما سبب هذه الحكمة في رأيك؟
- قد تكون مصالح سوريا وايران غير ملتقية هذه المرة. وقد تكون المحادثات الايرانية - الدولية تضع ايران في منحى يزعج سوريا التي تخشى، اذا نجحت مفاوضات ايران مع المجتمع الدولي، ان تخفف دعمها القائم للنظام، خصوصا ان هذا المجتمع الدولي كله ضد هذا النظام، وقد يكون موقف "حزب الله" و"حركة" أمل داخل في هذا العمل، ولا يزعج سوريا حصول هذه الاحداث. رسالة هذا النظام التي ارسلها الجعفري فتحت باب الاحداث على مصراعيه، لان حصولها يخفف الضغط على سوريا، بينما ايران الحليفة للنظام السوري هي اليوم في مكان آخر، وتعتبر ان اختلال الوضع في لبنان قد يلحق الضرر بها ويعطل مفاوضاتها مع المجتمع الغربي. من هنا هذا الجو الذي قد يساعدنا، والمصادفات ايضا، في تجنب الانفلات.

 

إسقاط ديموقراطي

■ قوى 14 آذار تريد إسقاط الحكومة. هل هذه الخطوة مدروسة؟ وما هو البديل؟ ام سندخل في الفراغ؟
- نحن مؤمنون انه يجب ان نتمسك بممارساتنا الديموقراطية، على رغم المظاهر غير الديموقراطية التي نشكو منها ونعترف بوجودها. هناك حكومة موجودة ثبت فشلها في كل الميادين المالية والخدماتية والسياسية، وهناك بعض الخروق كنا نسجلها ايجابيا للحكومة عندما تنجح فيها. لكن هناك فلتان مخيف، وثبت ان التركيبة التي قامت عليها الحكومة فشلت، ولولا الظروف لكانت انفجرت. لذلك لم تعد صالحة للحكم، فهي لا تستطيع ان تجتمع وتتخذ قراراً، وغير قادرة على متابعة امور الناس وحل مشاكلهم وايجاد حلول لكيفية ادارة الدولة وتأمين المال اللازم لموازنتها. من ناحية ثانية نحن مقدمون على مرحلة انتخابية، وثبت ان الوزراء بمعظمهم يتصرفون تصرفا حزبيا انتخابيا فقط لا غير. وهذا لا يعطي انطباعاً ان هذه الحكومة مؤهلة بحيادية ما مقبولة ان تجري انتخابات. الانتخابات بعد سنة، والمفروض ان تتشكل حكومة حيادية الى حد ما. بهذا الجو تطالب قوى 14 آذار بتغيير هذه الحكومة بعد فشلها، وبعد خوفنا من ان تزور الانتخابات وتفشلها. لو اردنا المغامرة لكنا نزلنا الى الشارع او اقمنا اعتصاما او ممارسات تدفع الحكومة الى الرحيل. نحن عندنا مطلب ان هذه الحكومة غير صالحة ويجب ان تتغير بطريقة ديموقرطية.
■ اذا لم تستطيعوا اسقاطها في المجلس النيابي، ولم يستقل رئيس الحكومة كيف تسقط؟
- علينا ان نسعى الى ممارسة حقنا في تغيير الحكومة، ووضعها امام مسؤولياتها اذا كانت قادرة على الاستمرار ام لا. ليس من الضروري تطييرها بواسطة المجلس، بل يمكن لرئيس الحكومة ان يصل الى مكان يشعر فيه انه غير قادر على الاستمرار ويستقيل، ربما بالاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية يحصل ذلك، ربما ثلث الوزراء يستقيلون، ربما يوما من الايام في ظرف ما يغير وليد جنبلاط وكتلته موقفهم ونطرح الثقة بالحكومة... طبعا هذه الظروف يلزمها تعاون من فريق في الحكومة، نعم. هذه الحكومة التي قامت على اكثرية مصطنعة فرضت بوهج السلاح لن تسقط، الا اذا تمكن احد الاطراف الموجودين بحكم السلاح، من الخروج من هذا الاسر وكونه رهينة، وتحوله الى رجل سياسي يمارس دوره بشكل طبيعي.
■ هل تعملون على هذا الامر مع جنبلاط؟
- لا لزوم للعمل عليه. الحكومة تعمل عليه.

 

الحوار والمسيحيون

■هل ستلبون الدعوة الى الحوار التي وجهها رئيس الجمهورية ؟
- طاولة الحوار لها جدول اعمال حدد وبتَّ وبقي منه بند واحد هو الاستراتيجية الدفاعية اي سلاح "حزب الله". لا شيء يمنع من الحديث حول امور اخرى، لكن ليس في اطار هذه الطاولة، بل في اطار حوار يجريه رئيس الجمهورية بحكم مسؤولياته مع كل الاطراف السياسيين لمعالجة مشكلة تفشي السلاح في لبنان. وسبق ان قلت على طاولة الحوار بالذات، انه اذا لم يعالج موضوع سلاح "حزب الله" فسيتفشى السلاح في لبنان لدى كل الاطراف والميليشيات. ليس من الطبيعي ان يتسلح طرف خارج اطار الدولة، وان لا يتسلح الفريق الثاني الذي لا يشاركه الرأي. في 7 ايار تحول السلاح الموجه ضد اسرائيل الى الداخل، وهذا ادى بالنتيجة الى زيادة التسلح في لبنان.
■ اين المسيحيون في ظل هذه الازمة السنية - الشيعية؟
- المسيحيون ليسوا في ازمة. الوضع المسيحي على الصعيد الوطني والسياسي افضل من وضع كل الطوائف الاخرى. نحن الطائفة الديموقراطية الوحيدة الباقية في لبنان التي فيها اكثر من رأي، بينما الطوائف الاخرى في حالة مرضية على الصعيد السياسي، حيث يوجد نوع من الانجذاب الكامل لطائفة بأكثريتها الساحقة الى طرف واحد، وهذا ما يعطل الحياة الديموقراطية ضمن الطائفة وبالتالي الوطن. وعندما يتوحد المسيحيون مثل توحد الشيعة او السنة يصبحون في خطر. المسيحيون ضمانة. بقدر ما نعزز مؤسساتنا ونحافظ على نظامنا الديموقراطي بقدر ما المسيحي بخير، وبقدر ما تسقط هذه المؤسسات في خطر. لذلك بما ان كل هذه بخطر، وكلها لا تسير بانتظام، نحن بخطر وكل الناس في خطر في لبنان. الامر الوحيد الذي اشكو منه في الوضع المسيحي هو الصراع المسيحي - المسيحي الذي خرج عن القواعد المألوفة للصراع السياسي الديموقراطي. هناك كلام ناب يصدر، وصراع لا يأتلف مع الثقافة الديموقراطية، وهذا انتقل الى مجتمعنا وهو مؤذ ومضر. والظاهرة المخيفة والمقلقة هي الكراهية انهم لم يعودوا مسيحيين بمفهوم المحبة والتسامح والقبول بالغير. ولكن على رغم كل هذه الخلافات هناك قضايا تبحث في اطار مسيحي جماعي مثل قانون الانتخابات الذي نعمل لنجد الصيغة الافضل. وهناك هم مشترك بين الجميع هو كيف يمكن للمسيحي في لبنان المحافظة على دوره وعلى وجوده في المستقبل.
■ يعني انكم تتعاونون مع البطريرك على رغم تحفظاتكم عليه؟
- البطريرك الراعي في آخر تصريح له ذكرنا بمواقف بكركي التي لم نخرج عليها. اهدافنا ذاتها، لكن طريقة التعاطي تختلف. يجب ان تدق بكركي نواقيس الخطر كلما شعرت ان هنالك مسا بالثوابت، ونحن معه. نحن نختلف معه على وسيلة التعبير وعلى طريقة العمل وليس على الاساس. لذلك اخذنا قرارا بانه لا بد من اقامة حوار مع البطريرك للاتفاق على طريقة عمل مشتركة، تسمح بأن تبقى بكركي رمزنا ومرجعنا الوطني والديني، وان تترك لنا السياسة. هذا الامر لا يحصل حاليا لان البطريرك في تنقل دائم.
■ هل حصل توازن سلاح في البلاد بعدما ظهر هذا الاسبوع؟
- لا ابدا. لا يخلو بيت في لبنان من قطعة او قطعتي سلاح. لكن ما يملكه "حزب الله" من سلاح كما ونوعا يتجاوز الجيش وكل الاطراف في لبنان، وهو منظم ومكودر ومدرب ومذخر ومموّل.

 

 

 
ع.ص.

الضاحية أرهقتها الشائعات في انتظار خبر عن المخطوفين

 

الضاحية الجنوبية لبيروت عاشت على فوهة شائعات ارهقت عائلات المخطوفين الـ11 في حلب منذ 6 ايام من دون أن تصل الى ذويهم أي تطمينات من اي جهة موثوق بها. الاهالي تجمعوا طوال أمس امام مكتب "حملة بدر الكبرى" في بئر العبد وكذلك في حي السلم وانظارهم شاخصة الى وسائل الاعلام علهم يحصلون على ما يثلج قلوبهم.
وسط فيض من التصريحات والتصريحات المضادة أمضى الأهالي يومهم الخامس بعد ليل طويل في مطار رفيق الحريري الدولي بدأ مع تواتر الاخبار عن قرب عودة المحتجزين الى بيروت في طائرة خاصة للرئيس سعد الحريري. ساعات الانتظار الطويلة في المطار وعلى طول الطرق المؤدية اليه لم تسجل خلالها معلومات وازنة تفيد بقرب هبوط الطائرة الجاثمة على ارض مطار قاعدة هاتاي.
وأخطر الشائعات ما تناقلته بعض الوكالات الاجنبية عن احتمال مقتل بعض المخطوفين، وقد انتشرت كالنار في الهشيم الى ان وردت تطمينات مؤكدة لعدم صحة ما تردد فعادت الامور الى الانتظار المشوب بالحذر وسط دعوات "حزب الله" وحركة "امل" الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء تلك الأقاويل. وواكبت عناصر امنية ,حزبية دعوات الحركة والحزب الى ضمان استقرار الاوضاع ميدانياً ولوحظ وجود عدد من السيارات التابعة لـ"اللجنة الامنية" قرب كنيسة مار مخايل في الشياح، وكذلك قرب مستديرة الطيونة وغيرهما من المناطق التي شهدت حركات احتجاج وقطع طرق.
وأصدر اهالي وعائلات المخطوفين في سوريا بيانا حملوا فيه "الدولة التركية المسؤولية عن عدم عودتهم الى لبنان سالمين وفي اسرع وقت"، واكدوا "ثقتهم التامة والكاملة بدولة رئيس مجلس النواب نبيه بري و الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله". وطالبوا "المجتمع الدولي بجميع هيئاته السياسية والانسانية والاجتماعية القيام بدورهم لانهاء هذه القضية الانسانية البحتة".
ورفض الاهالي التحدث الى "النهار" وكذلك الى وسائل الاعلام الاخرى لانهم لا يجدون ما يقولونه عندما تعجز الدولة عن تطمينهم بحسب ما قالت شقيقة احد المخطوفين.

 

طائرة الحريري والمطار

واعتقد اهالي المخطوفين في حلب ان اعلان خبر  وصول ابنائهم الى تركيا يحمل خاتمة سعيدة لقضية شغلت لبنان وسوريا وغيرهما، وفور شيوع الخبر توجه الى المطار جمع من السياسيين لاستقبال اللبنانيين العائدين من سوريا وتقدم هؤلاء ممثل رئيس الجمهورية نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل وممثل رئيس مجلس النواب النائب هاني قبيسي وممثل للسيد نصرالله والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وممثلين لمرجعيات دينية، لكن تراجع الامل في وصول المحتجزين دفع هؤلاء الى مغادرة المطار تباعاً في انتظار معلومات اخرى مؤكدة وسط تصريحات لوزراء ونواب لم تحمل جديداً، وكانت تكراراً للتناقضات التي لا تزال تتحكم في كواليس القضية الشائكة.

 

 

 
رضوان عقيل

القصة بين بري والحريري لتحرير المخطوفين ورئيس المجلس مستاء "وما حصل مثل الكذب"

 

كان اول من امس الجمعة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري طويلاً جداً، أمضياه في متابعة قضية اللبنانيين الـ11 الذين خطفوا في الاراضي السورية خلال عودتهم من زيارة العتبات الشيعية المقدسة في العراق. ولم تكتمل فرحة الرجلين بتحرير المخطوفين بعدما بثا اجواء اكثر من ايجابية في ضوء المعلومات التي تلقياها من وزارة الخارجية التركية.
في اليوم الاول لحادث الخطف اتصل الحريري ببري الذي كان في عز انهماكه بمتابعة تفاصيل القضية وتمنى عليه رئيس المجلس السعي الى اطلاقهم وشكره على كل ما يفعله في هذا الشأن.
وتابع بري هذه القضية على خطي الحريري ووزير الخارجية عدنان منصور، وبالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.
وبعد ظهر اول من امس تنفس رئيس المجلس الصعداء عندما تلقى اتصالاً من الحريري مفاده ان المخطوفين في خير وصحة جيدة و"بعد وقت قليل سيصلون الى الاراضي التركية". وقال له الحريري: "المهم يا دولة الرئيس ان يعودوا الى عائلاتهم سالمين. ومن جهتي سأنقلهم بطائرتي الى بيروت". فرد عليه بري: "أبشر وكان الله معك" ولا مانع من تحقيق هذه الخطوة".
اقفل بري سماعة هاتفه وزف الخبر السار الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي ومن ثم الى قيادة "حزب الله" التي ابلغت بدورها هذه المعلومات الى الامين العام السيد حسن نصرالله الذي كان يتحضّر لالقاء كلمته في احتفال بنت جبيل.
ولم يكتف رئيس المجلس بما سمعه من الحريري. فعند السادسة مساء اول من امس حضر الوزير منصور الى عين التينة وأبلغه الآتي: "تلقيت اتصالاً من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، قال لي فيه ان المخطوفين في صحة جيدة وسيعودون الى بيروت".
ولم ينس اوغلو في سلسلة الاتصالات التي دارت بينه وبين منصور ان يبعث بتحياته الى "الصديق الرئيس بري".
وفي المعلومات أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري كان يتابع تفاصيل عملية الخطف وما يرافقها من اتصالات من خلال قنوات بغداد مع زعماء في المعارضة السورية نقلوا الى زيباري ان المخطوفين في وضع جيد وسينقلون الى تركيا تمهيداً لاطلاقهم.
في الاثناء تبلغ بري من الحريري ان طائرته لم تستطع التوجه مباشرة الى اضنه ولأنها كانت متوقفة في مطار نيقوسيا والاتراك يرفضون استقبال الطائرات الآتية مباشرة من قبرص اليونانية الى مطاراتهم، الامر الذي اضطر طاقم الطائرة الى التوجه بها الى بيروت ومنها الى اضنه.
ورغم التأخير الطارئ بقيت الاجواء السعيدة تخيم على صالون عين التينة. وعلمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية في الخارجية اللبنانية ان شخصية عربية ابلغت الى الوزير منصور ان قياديا في المعارضة السورية قال بالحرف الواحد: "تورطنا"، في اشارة الى عملية الخطف التي اساءت الى صورة المعارضة المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. وكانت حصيلة عدد الاتصالات بين بري والحريري ثمانية، وحمل الرقم 7 الاتصال الذي جرى بينهما قبل الثامنة مساء الجمعة، ودار بينهما الحوار الآتي:
بري: شو وين صرنا يا شيخ سعد؟
الحريري: ماشي الحال والطائرة وصلت الى مطار اضنه وهناك اجراءات لوجستية يتخذها الاتراك.
بري: شكراً لك على كل ما تفعله واتصل بي عند اقلاع الطائرة. والى اللقاء. وأوضح بري لـ"النهار" بعد ذلك الاتصال ان "الرئيس الحريري يقوم بدور مهم في هذه القضية ولا يسعني الا ان اشكره على الجهود التي يقوم بها، وفي المناسبة. فإن بيانه في ذكرى عيد التحرير والمقاومة جيد".
ولكن قبيل منتصف ليل أول من أمس انعدمت فرص عودة المخطوفين، وكان الاهالي محتشدين في محيط المطار. وحصل اتصال بين بري والحريري في هذا الوقت محوره العودة الى النقطة الصفر التي اطاحت بكل الامنيات التي كانت تشير الى الافراج عن المخطوفين. وبدأ بري نهاره أمس بتلقي معلومات شتى عن مصير المخطوفين، وتشاور مع قيادة "حزب الله" في هذه القضية ومن مختلف جوانبها.
وزاره الرئيس ميقاتي امس وتناولا موضوع المخطوفين. وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس الوزراء تلقى نصيحة من رئيس المجلس بارجاء زيارته لاسطنبول إذا لم تسفر عن عودة المخطوفين وتحريرهم. ونصحه بأن يلتقي المسؤولين الاتراك إذا حصل على معلومات مؤكدة تثبت اطلاق المخطوفين، وإلا ما نفع هذه الزيارة إذا لم تثمر عن حصول هذا الامر. وبدت على وجه بري مساء امس علامات الحزن والاستياء لسببين، الاول لعدم التوصل الى تحرير المخطوفين والثاني لوفاة القيادي في حركة "أمل" يعقوب ضاهر، حيث تلا الفاتحة على جثمان الراحل في المستشفى قبل أن ينقل الى الجنوب اليوم.
وردد أمام زواره ان "ما حصل مع المخطوفين حتى الآن مثل الكذب، وكان الله في عون عائلاتهم، وهم أهلنا وأحباؤنا. وسنستمر الى النهاية في عملية البحث عنهم".
ومرّ يوم الجمعة حزيناً لهذه العائلات في انتظار كشف اللغز التركي والارباك الذي تسبب به وزير خارجية في وزن داود أوغلو.

 

أسماء المخطوفين الـ11
 

عباس شعيب، مواليد العام 1969 وهو المسؤول عن "حملة بدر الكبرى"، وكل من: عباس حمود (1960)، وجميل صالح (1949) ويعاني من امراض عدة، وعلي حسن عباس (1983) وهو قارىء مجالس عزاء حسينية، وحسن حمود. اما الباقون فهم من "حملة الامام موسى الصدر"، و"المسؤول عنها عوض ابرهيم (1967)، ومساعده حسن ارزوني (1960)، وعلي ترمس (1962) الذي يعاني مرض السكري، وحسين علي عمر (1952) وحاله الصحية لا تختلف عن ترمس، وعلي حسن زغيب (1957) وضعه الصحي حرج، ومحمد عبدو منذر (1987).

 

 


المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,739,841

عدد الزوار: 7,040,812

المتواجدون الآن: 83