الرياض: أهلاً وسهلاً بـ «حزب الله» ... أبوابنا وقلوبنا مفتوحة

مبارزة بالمناورات النيابية حتى 15 أيار والتأليف مجمَّد وسليمان يتجنَّب تجاوز سلام

تاريخ الإضافة السبت 20 نيسان 2013 - 7:31 ص    عدد الزيارات 1915    التعليقات 0    القسم محلية

        


مبارزة بالمناورات النيابية حتى 15 أيار والتأليف مجمَّد وسليمان يتجنَّب تجاوز سلام

 

 

برّي لـ"النهار": لا صحة لاتهام 8 آذار بربط الحكومة بقانون الانتخاب

المحاكمة في قضية الحريري الى موعد جديد في الخريف

على رغم حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على تدوير الزوايا واستخلاص انطباعات ايجابية عن اجتماع لجنة التواصل النيابية امس، بدا هذا الاجتماع أقرب الى مبارزة بالمناورات وحتى بالمزايدات التي أدت الى تعميق التباعد والتباين بين مختلف الكتل النيابية الممثلة فيها. واذا كانت اللجنة لم تخرج سوى باتفاق يتيم على عقد اجتماعها المقبل الثلثاء، بدأ منسوب الرهانات القليلة على امكان تحقيق اختراق في أزمة قانون الانتخاب قبل الجلسة النيابية العامة في 15 أيار بالانخفاض وسط انطباعات لم يخفها بعض أطراف اللجنة أنفسهم ان لعبة تضييع الوقت جارية على قدم وساق، وما ينطبق على هذا الملف ينسحب ايضاً على مسار تأليف الحكومة الجديدة بفعل سعي قوى نافذة في فريق 8 آذار الى ربط الملفين ربطاً محكماً.
ورسمت مواقف الافرقاء في لجنة التواصل النيابية امس خريطة معقدة اعادت النقاش في شأن قانون الانتخاب الى نقطة الصفر. ولعل المفارقة ان "حزب الله" بادر الى تقديم "فكرة تسهيلية للتوصل الى توافق" كما وصفها النائب علي فياض تمثلت في ترك الكرة في مرمى ما سماه "التجمع المسيحي"، مبدياً استعداد الحزب للموافقة على ما يتوافق عليه الافرقاء المسيحيون. واذ تلقف "تكتل التغيير والاصلاح" هذا الموقف باعتباره "الامر الوحيد الجديد الذي طرح"، سرعان ما حصل خلط أوراق بدا معه "التجمع المسيحي" كأنه استعاد التباينات بين افرقائه. ذلك ان حزب "القوات اللبنانية" ذهب الى التمسك باقتراح الرئيس بري ودعا ممثله النائب جورج عدوان الى وضع جدول للبحث في هذا الاقتراح لتبيان نقاط التقارب والتباعد حياله، ولم يخف حزب الكتائب تحفظه عن اقتراح بري. كما اعترض ممثل "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت على طرح "حزب الله" باعتباره محاولة "لحشر المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي".
واكتفى مصدر كتائبي بالقول لـ"النهار" إن حزب الكتائب غير راض عن مشروع الرئيس بري القائم على النظام المختلط لانه "لا يوفر حسن التمثيل للمسيحيين"، لكنه استدرك قائلاً: "إن هذا الموقف غير نهائي والموضوع لا يزال قيد البحث".
 

برّي

في غضون ذلك، أكد الرئيس بري ان لا صحة لاتهام قوى 8 آذار بربط تأليف الحكومة بقانون الانتخاب. وقال لـ"النهار" مساء امس: "إن هذا الربط غير دقيق لأن اي تقدم وانجاز لتأليف الحكومة يساعد في ولادة قانون الانتخاب والعكس صحيح. وقلت هذا الكلام في لقاء الاربعاء للنواب الذين حضروا اللقاء".
واضاف: "تلقيت رسائل مشجعة من اجتماع لجنة التواصل النيابية، وما اعلنه النائب علي فياض كلام جيد ولا سيما قوله إن "حزب الله" مع ما يتفق عليه المسيحيون حيال قانون الانتخاب. وسبق لي ان اعلنت هذا الموقف منذ اشهر عدة".
وسئل عن وصف بعض قوى 14 آذار موقف الحزب هذا بأنه مناورة جديدة للايقاع بين المسيحيين، فأجاب: "ارفض هذا النوع من التحليلات".
 

سليمان وسلام

اما في ملف تأليف الحكومة الجديدة الذي بدا عرضة للجمود في الايام الاخيرة، فعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء المكلف تمّام سلام، الذي زار قصر بعبدا مرتين، انطلق في الاولى من مبدأ عدم التفاوض ومن الرغبة في تأليف حكومة تكنوقراط حيادية. لكن هذا المسعى لم يؤد الى نتيجة لأن الموقف المقابل منه اعتبر ان الوزراء يمثلون طوائف واحزابا وقوى سياسية. ثم انطلق في منهجية اخرى فكان اللقاء الثاني في بعبدا متمحورا على منهجية العمل من دون التطرق الى الاسماء والحقائب وذلك لحلحلة العقد. وقد تبلغ سلام من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط نصائح بتدوير الزوايا لتجاوز الطريق المسدود. وعليه فان الرئيس سليمان جاهز للمساعدة اذا ما طلب الرئيس سلام منه ذلك، وفي الوقت عينه لا يحدد رئيس الجمهورية مواعيد للقاءات تحاشيا للايحاء بأنها "للقوطبة" على رئيس الوزراء المكلف.
كما علمت "النهار" ان معاودة الحملة الاعلامية على مهمة رئيس الوزراء المكلف اثارت القلق في اوساطه وخصوصا عندما يقال إنه تراجع عن مواقف له وهو في واقع الحال لا يزال عند المبادئ التي انطلق منها منذ تسميته رئيساً مكلفاً، وهي تأليف حكومة منسجمة لا تضم وزراء يثيرون الاستفزاز ويمارسون الكيدية ويستخدمون الحقائب لحسابات انتخابية.
وقالت هذه الاوساط إن الاتصالات ستتكثف في الايام المقبلة لمعرفة المواقف الفعلية لكل الاطراف تمهيدا للشروع في التأليف. واكدت ان مبدأ الاسراع وليس التسرع في انجاز التأليف لا يزال قائما، ويعني ان لا يدخل هذا الاستحقاق في متاهات استحقاقات اخرى مثل ايجاد قانون جديد للانتخاب. وفي هذا المجال نقل زوار سلام عنه قوله: "ماذا لو طال البحث عن القانون مدة شهر او اكثر؟ هل تبقى البلاد على حالها من دون حكومة؟".
وحذّرت الأوساط من نهج تضييع الوقت، خصوصاً ان هناك ملفات ضاغطة مثل قضية النازحين السوريين الى لبنان والذين هم في ازدياد مستمر. ودعت الى استثمار اجواء التفاؤل التي شاعت في لبنان بعد التكليف باجماع لافت وانعكاس ذلك على الصعيد الاقتصادي. لكن هذه الاجواء تحتاج الى متابعة، فاذا ما تمكن لبنان من ان يشهد تأليف حكومة جديدة يخطو خطوة مهمة، اما الاهم فسيكون في انجاز الانتخابات التي تبشّر بعهد واعد للبلاد.
يشار الى أن الرئيسين سليمان وسلام شاركا مساء أمس في نشاط عام بحضورهما الذكرى المئوية لتأسيس كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف.
 

المحاكمة الى الخريف

على صعيد آخر، كشفت مصادر مواكبة لعمل المحكمة الخاصة بلبنان لـ"النهار" ان المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ستبدأ الخريف المقبل، وهذا يعني ان جهتي الادعاء والدفاع قد استكملتا التحضير لبدء المحاكمة العلنية.
وتزامن هذا التطور مع الزيارة التي قام بها رئيس المحكمة ديفيد باراغوانث لبيروت والتي شملت كبار المسؤولين، وتعهد باراغوانث في ختامها أمس "عقد محاكمة عادلة وسريعة"، كما تعهد "مقاضاة" الذين نشروا أخيراً "معلومات يدّعى انها تتعلق بشهود مزعومين".

 

كيري: "حزب الله" يأمل ردعنا عن علاقة قوية مع الشعب اللبناني

 

جدّد وزير الخارجية الاميركي جون كيري عبر بيان وزعته السفارة الاميركية امس التزام الولايات المتحدة بدعم العلاقات الثنائية مع لبنان وتعزيزها. وقال في بيان في الذكرى الـ30 لتفجير السفارة الأميركية في بيروت "ان الولايات المتحدة تحتفل بالتعاون الوثيق مع الشعب اللبناني. مما يثبت لأعداء الديموقراطية انهم فشلوا"، مذكراً بأنه "في 18 من نيسان 1983 فجر انتحاري سيارة مفخخة امام السفارة الاميركية في بيروت، في ما عرف آنذاك بأنه أكبر هجوم على منشأة ديبلوماسية أميركية، راح ضحيته 52 شخصا من دبلوماسيين وعسكريين وموظفين محليين لبنانيين، في حين جرح أكثر من 100 اميركي ولبناني".
وقال: إن "حزب الله والمنظمات الارهابية الأخرى تأمل من خلال هذه الهجمات العنيفة ردع الولايات المتحدة عن الحفاظ على علاقة قوية مع الشعب اللبناني، والعمل مع جميع عناصر المجتمع اللبناني لضمان استقرار لبنان وسيادته".
وختم: "ان الـ30 عاما الماضية من التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة ولبنان تثبت أن اهداف الارهابيين لم تتحقق، ولم تقل عزيمة الولايات المتحدة على محاربة الارهاب وتقديم الارهابيين الى العدالة أينما كانوا".

 

الرياض: أهلاً وسهلاً بـ «حزب الله» ... أبوابنا وقلوبنا مفتوحة

 بيروت - «الراي»
منذ ان استقال الرئيس نجيب ميقاتي وتم التكليف «الإجماعي» للنائب تمام سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، جرى وضع هذا «الانقلاب» في المشهد اللبناني في سياق واحد من احتمالين: إما انه نتاج تبادُل رسائل ايجابية بين المملكة العربية السعودي وايران في اطار معادلة «س - ا» (السعودية - ايران) التي قد ترمّم ما أفرزته الإطاحة بمبادرة «السين سين» (السعودية - سورية) بـ «تطيير» حكومة الرئيس سعد الحريري في يناير 2011، وإما انه ناجم عن عملية «انتعاش» للدور السعودي بفعل تطوّرات الأزمة السورية وانعكاساتها على موازين القوى في لبنان والمنطقة ما أتاح للرياض استعادة حضورها المؤثر وجعل طهران تلاقي هذا التطور بـ «براغماتية» عالية رمت الى احتواء الأضرار من خلال الدخول في «شراكة استلحاقية» وربما... «مضارِبة».
ويشكّل حِراك السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري والتحرك في اتجاهه احد مظاهر استعادة الرياض رعياتها الوضع اللبناني، في حين ان «الانكفاء» العلني الايراني يعوّضه الانخراط الكبير لـ «حزب الله» في كل مفاصل الملف الحكومي في شقه المتصل بالتأليف.
وفي ظلّ الانفتاح السعودي على قوى 8 آذار اللبنانية وهو ما عبّر عنه بداية استقبال السفير السعودي، وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل (صهر العماد ميشال عون)، كانت لافتة الرسالة الايجابية البالغة الدلالات التي وجّهها الى «حزب الله» في تصريح صحافي نُشر له امس اذ اكد «ان التواصل مع حزب الله مستمر، بأشكال مختلفة»، موضحاً أن «الخلاف حول بعض الرؤى السياسية مع الحزب ليس مشكلة، بل هو أمر طبيعي وصحي، يجب أن يوظف في مصلحة لبنان، علما أن نقاط الالتقاء بيننا أكبر من نقاط الاختلاف»، مشدداً على أن «الحوار الصادق والجاد والمخلص مع الحزب كفيل بمعالجة كل الخلافات أو على الأقل بوضعها في إطارها الصحيح».
وأضاف: «نحن نتواصل بود، وقد سبق لي في الماضي أن زرت (نائب الأمين العام لحزب الله) الشيخ نعيم قاسم، كما أن النائب محمد رعد يزورنا من حين الى آخر، وهناك تواصل عبر الهاتف أيضاً، وهم يشاركوننا في مناسباتنا، بالتالي لا قطيعة مع حزب الله»، مؤكداً أن «أبوابنا وقلوبنا مفتوحة، وأهلاً وسهلاً بالحزب».
وأوضح أن «ما يربطنا (مع حزب الله) شعور الأخوّة وحب لبنان، وإذا كنا نختلف على بعض الآراء، فإن هذا الخلاف لا يفسد للود قضية»، مشدداً على أن «سلاح المقاومة شأن لبناني داخلي».
ونفى العسيري أن تكون الساحة اللبنانية «تحولت مسرحاً لصراع سعودي - إيراني»، موضحاً: «لا نصارع أحداً فوق الأرض اللبنانية، وأصلاً الصراع ليس من طبع المملكة، ثم إن علاقتنا مع إيران طيبة، وهناك تمثيل ديبلوماسي سعودي في طهران وتمثيل ديبلوماسي إيراني في الرياض، وأي خلاف بيننا يبقى قابلا للحل».
وفي حين اعلن ان اللقاء مع الوزير باسيل «كان ايجابياً، والجنرال عون مرحب به من قبلنا، كما أي شخصية لبنانية أخرى، بمعزل عن انتمائها السياسي»، لفت إلى أنه «حصل انقطاع في العلاقة مع العماد عون لفترة، ربما لأن الإخوة في التيار الوطني الحر، عندما (يكونون زعلانين) من بعض الأطراف الداخلية، ينعكس زعلهم علينا، ولكن الآن عاد التواصل بيننا».
ووصف موقف «8 آذار» من تسمية الرئيس سلام بـ «الإيجابي»، لافتاً إلى أن «المناخات الإيجابية التي استجدت أخيراً في لبنان انعكست إيجابا على المواطنين السعوديين وهناك طائرات عدة مليئة بركاب من السعودية والخليج حطت في مطار بيروت خلال الأيام الماضية».
من جهته، اعلن السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن آبادي بعد زيارته امس وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور «اننا تطرقنا بشكل خاص لما يجري في المنطقة، خصوصا في سورية وضرورة اتخاذ السبل الآيلة والمناسبة لعدم تأثير الازمة السورية سلباً على لبنان».
وحين سئل يُحكى عن تقارب سوري - سعودي، فهل هناك تقارب إيراني - سعودي ايضا؟ اجاب: «ان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية هو واضح منذ القديم ونحن لا نزال على هذا الموقف، وهو ان كل الدول الواقعة في هذه المنطقة يجب ان تتضامن وتتكاتف لحل المشاكل في محيطها، وقلنا ان المشكلة الاساسية والاصلية التي يجب على الجميع ان يركزوا عليها هي العدو الصهيوني والاحتلال الاسرائيلي. وعلى هذا الاساس نحن اكدنا وقوفنا الى جانب جميع اللبنانيين والدول في هذه المنطقة في وجه العدو الاسرائيلي ومن أجل دعم المقاومة كقضية اساسية، والاولوية المهمة للجمهورية الاسلامية الايرانية هي الاستفادة من كل الطاقات والامكانات حتى تكون عيون الجميع مصوبة باتجاه العدو الصهيوني حتى لا يتجرأ على القيام بأي غلطة تجاه لبنان او دولة أخرى في المنطقة».
 
ربْط المساريْن بين الحكومة وقانون الانتخاب و«مقوّيات» خارجية قد تدفع نحو الانفراج
بيروت - «الراي»
خلافاً لمعظم الانطباعات التي تسود الوسط السياسي اللبناني، بدت الجلسة التي عقدتها اللجنة النيابية المعنية بملف قانون الانتخاب امس بمثابة مؤشر الى انطلاقة جهود كثيفة جديدة للتوصل الى توافق حول قانون جديد بموازاة السعي الى تأليف الحكومة الجديدة.
ومع انه بدا مبكراً الحكم على نتائج هذه الجولة الجديدة من المساعي النيابية، فان المعطيات المتوافرة حولها تشير الى وجود قاسم مشترك بين مختلف الكتل النيابية لاعطاء الفرصة مداها الكامل قبل حلول 15 مايو المقبل، وهو الموعد المحدد لعقد جلسة نيابية عامة تتسم بالطابع الحاسم والمفصلي لتقرير مصير الانتخابات النيابية المقبلة عبر التوافق على قانون جديد للانتخاب او الذهاب الى اسوأ الشرور وهو التمديد للبرلمان الحالي.
وتقول مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الراي» ان الاسابيع الثلاثة المقبلة ستكون محفوفة بحركة سياسية استثنائية بل قد تشهد حمى سياسية غير مسبوقة تتداخل فيها المساعي الجادة نحو التوافق على قانون الانتخاب الجديد مع مساعي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام لإتمام مهمته «بسرعة من دون تسرع».
وتعترف هذه الاوساط بان التداخل بين المسارين الحكومي والانتخابي صار امراً واقعاً، ولم يعد ممكناً الفصل بينهما، ولكن الجانب الايجابي من هذا التداخل يتمثل في ان الاجواء الايجابية التي برزت امس من خلال انعقاد لجنة التواصل النيابية في مجلس النواب ربما تنسحب ايضاً على المشاورات والاتصالات الحثيثة الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.
وتضيف هذه الاوساط انه رغم محاذير التفاؤل المبكر حيال الامرين، لم يعد خافياً ملاحظة الدعم والاحاطة الاقليمية والدولية للمناخ اللبناني الناشئ، وهو امر اكثر ما يعبر عنه السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري الذي يدأب على اطلاق تصريحات دافعة في اتجاه التوافق اللبناني ولا يستثني منه اي فريق ولا سيما «حزب الله».
وتعتقد هذه الاوساط ان الخلفية الاساسية المتحكمة بالدفع الاقليمي والغربي للمناخ التوافقي في لبنان تتكئ بصورة خاصة على تقاطع المصالح الناشئ على تجنيب لبنان أي اهتزاز واسع في استقراره تحت وطأة انعكاسات الازمة السورية التي تقترب من مراحل مخيفة ولا سيما مع التهديدات الواضحة التي لمح اليها الرئيس السوري بشار الاسد في شأن انتقال هذه الازمة الى دول المحيط وهو امر بات يمثل نقطة تقاطع او التقاء مصالح مقبلة بين كل من الولايات المتحدة والسعودية وايران في لبنان بصرف النظر عن اهداف كل من هذه الدول. ولكن مردود هذا التقاطع يتردد صداه راهناً في لبنان على الاقل من ناحية منع اي تفجير ورعاية دفع القوى السياسية نحو تسويات سواء في الملف الحكومي او في الملف الانتخابي، وقد تشكل الأسابيع المقبلة الاختبار الحاسم النهائي لهذا التقاطع في ايصال القوى الى تفاهمات معينة او التوافق المعاكس على المهادنة متى تعذرت التسويات، وفي كلا الحالين فان صورة الحكومة الجديدة ستكون انعكاساً لهذا الاختبار.
وفي موازاة ذلك، نُقل في بيروت عن مصدر رسمي لبناني ان الاسراع في تشكيل الحكومة من شأنه ان يحقق انفراجات واسعة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مشيراً الى ان عودة الحركة السياحية العربية والاستثمارية الخليجية تنتظر تشكيل الحكومة، حيث من المنتظر ان يفد الى لبنان خلال موسم الصيف اكثر من مليون زائر، كما ان اعلان الحكومة الجديدة سيفسح في المجال امام وصول المساعدات العربية والدولية المقررة للبنان لاستيعاب النازحين السوريين، والتي قدرت في مؤتمر الكويت بـ450 مليون دولار بقيت محجوبة عن الحكومة المستقيلة.
 
لجنة التواصل النيابية إلى الحائط المسدود و«المستقبل» و «النضال» و «القوات» مع المختلط
بيروت - «الحياة»
بدا معظم النواب الأعضاء في لجنة التواصل النيابية في حيرة من أمرهم وهم يبحثون عن أدق التعابير في توصيفهم للحائط المسدود الذي وصلت إليه اللجنة في اجتماعها الثاني أمس. وانبرى بعضهم إلى القول: «أمضينا أكثر من ساعتين في حوار الطرشان بحثاً عن قواسم مشتركة تدفع في اتجاه التوافق على قانون انتخاب مختلط يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي»، فيما اختصر البعض الآخر الأجواء التي سادت الجلسة بقوله إن المثل الشعبي القائل «دق الماء تبقى ماء» يختصر المأزق الذي نتخبط فيه.
ومع أن النائب في حزب «القوات اللبنانية» جورج عدوان كان حدد مدة 5 دقائق من انعقاد الجلسة لاختبار مدى الاستعداد للدخول في صلب النقاش حول العناوين الرئيسة المتعلقة بالقانون المختلط بذريعة أنه ينتظر من ممثلَي «حزب الله» النائب علي فياض و «التيار الوطني الحر» النائب آلان عون أن يدليا بدلوهما للمرة الأولى معلنين وجهتي نظرهما من هذا القانون، فإن الأخير رفض التعليق وطلب من زملائه المؤيدين المختلط طرح ما عندهم من أفكار في القانون أو في غيره.
أما فياض، فحرص في مداخلته على أن يقتبس من رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله «إننا نؤيد ما يجمع عليه الفرقاء المسيحيون» قبل أن يبادر النائب في حركة «أمل» علي بزي وبالنيابة عنه إلى طرح مشروع لقانون مختلط يساوي بين الأكثري والنسبي.
ورد النائب في «المستقبل» أحمد فتفت على فياض بقوله: «يعني أنكم مع إبرام صفقة بين الشيعة والمسيحيين حول قانون الانتخاب، فأين البلد من هذا الطرح وكيف يمكننا من خلاله تحقيق الشراكة الوطنية؟». مع أن بري كان عبر عن هذا الموقف قبل أن يطرح مشروعه في خصوص المختلط.
وأوضح فياض: «أنا لا أقصد الدخول في صفقة مع حليفنا التيار الوطني الحر، وما أقوله يتجاوزه إلى الفرقاء المسيحيين الآخرين». وقال إن «حزب الله» مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ويدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار إضافة إلى «أننا نتطلع مع حلفائنا إلى هذا الاستحقاق للحصول على الغالبية النيابية في البرلمان، لا سيما أن المجتمع الدولي يدعم إنجازها وعدم تأجيلها. لكن معظم المشاريع المطروحة تصب لمصلحة قوى 14 آذار وتتعارض مع تحقيق التوازن السياسي وتأمين صحة التمثيل المسيحي وتوفير الغموض البناء الذي يصعب على أي طرف قراءة نتائج الانتخابات قبل إتمامها».
وتدخل عضو «جبهة النضال الوطني» النائب أكرم شهيب وقال إن «اللجنة النيابية التي تجتمع اليوم غير مكلفة رسمياً من البرلمان ونحن الأعضاء فيها تطوعنا من أجل البحث عن قواسم مشتركة حول القانون المختلط وبالتالي من الأفضل أن نتوافق على بعض العناوين من أن نذهب إلى الجلسة النيابية في 15 أيار (مايو) المقبل ونحن على اختلاف».
وسأل شهيب: «كيف سيكون الوضع في هذه الجلسة في حضور 128 نائباً بينما نحن في اللجنة 10 نواب لا نستطيع التوصل إلى حد أدنى من القواسم المشتركة؟». وقال إن تلويح البعض بالعودة إلى مشروع اللقاء الأرثوذكسي ما هو إلا شهوة عابرة، في إشارة إلى قول عون «إننا نبحث في المختلط وغيره».
وتحدث النائب فتفت مجدداً وقال: «نحن في الأساس كنا مع قانون الانتخاب القائم على النظام الأكثري لكننا عدلنا موقفنا رغبة منا في الوصول إلى توافق حول المختلط لأننا نريد إجراء الانتخابات في موعدها ومن لا يرِد فليعلن موقفه من دون مواربة».
وعاد عدوان إلى القول: «الرئيس بري طرح مشروعه الذي يساوي فيه بين الأكثري والنسبي ونحن في «القوات» نعتبر أن هذا الطرح يشكل قاعدة انطلاق للوصول إلى قانون توافقي يتلاقى عليه الجميع إضافة إلى أن هناك مشاريع أخرى مطروحة»، في إشارة إلى المشروع الذي تقدمت به «جبهة النضال الوطني» والذي ينص على 70 في المئة أكثري و30 في المئة نسبي.
وتوافق شهيب وفتفت وعدوان سيرج طور سركيسيان على طرح جميع هذه المشاريع ومناقشتها في لجنة التواصل، باعتبار أنها تشكل مروحة واسعة من القوانين الجامعة لمبدأ اعتماد المختلط.
وقال هؤلاء: «نحن هنا لنستمع إلى آراء الزملاء ممن أحجموا حتى الآن عن إبداء آرائهم في المختلط» خصوصاً أن بزي عاد وجدد طرحه اقتراح بري في هذا الخصوص، لكن اللافت كان في قول عون: «كنا سمعنا بهذه المشاريع وأبدينا رأينا فيها».
ورد شهيب: «يبدو أن هناك من يصر على الإحجام عن إبداء رأيه في المختلط وكأنه ما زال يراهن على مشروع آخر». فيما جدد النائب في «حزب الكتائب» سامي الجميل تمسكه بتصغير الدوائر الانتخابية.
وعاد عدد من النواب المؤيدين المختلط إلى اعتبار أن «كل ما سمعه من أحاديث حول مشاريع انتخابية لا يمت بصلة إلى المختلط».
ولاحظ شهيب أن هناك من يريد ربط قانون الانتخاب بتشكيل الحكومة الجديدة وهو يتصرف الآن كمن يستخدم موقفه من القانون ورقة ضغط لتسهيل تأليفها كما يريد. فرد فياض وعون بأنهما لا يربطان قانون الانتخاب بالحكومة.
وأجمع عدد من النواب من دعاة التوافق على المختلط، على أن النقاش الذي ساد الجلسة «يعيدنا إلى المربع الأول في البحث عن قانون مختلط لا بل إلى نقطة الصفر». وأكدوا أن اجتماع اللجنة الثلثاء المقبل لن يحمل أي جديد ما لم تتسارع الاتصالات لتحقيق حد أدنى من الخرق يسمح فعلاً بالدخول في صلب البحث عن أفكار مشتركة لقانون مختلط توافقي.
 صيغة عدوان... والملاحظات الثلثاء
وكانت اللجنة استكملت المناقشات والبحث من اجل التوصل إلى جامع مشترك، وبعدما طرح كل عضو هواجسه وملاحظاته تقدم النائب عدوان بمنهجية وصفت بأنها «عملية لتقريب وجهات النظر لتسهيل المهمة»، ووزع على الأعضاء جدولاً انطلاقاً من اقتراح الرئيس بري ليضع كل عضو ملاحظاته على ما يوافق عليه أو لا يوافق عليه وتقديم الملاحظات بالتفصيل على كل نقطة مختلف عليها، ومن ثم عرض الجدول بما هو متقارب ومتباعد ليطرح على النقاش خلال جلسة الثلثاء المقبل. وسترى اللجنة ما إذا كانت تستطيع إنهاء الموضوع بشكل توافقي في الجلسة المقبلة للتوصل إلى تقديم اقتراح للهيئة العامة.
وأكد رئيس اللجنة روبير غانم أن «لا موقف مسبقاً لأي من أعضاء اللجنة». وقال: « نحن منفتحون على أي شيء يوصل للتوافق، ولا فيتو على أي اقتراح، والأبواب ليست مقفلة في أي اتجاه».
وقال فياض في تصريح خارج الجلسة إن «موقفنا إيجابي وتسهيلي يسعى إلى دفع التوافق إلى الأمام. نحن مستعدون للموافقة على ما تتوافق عليه القوى المسيحية ولتتفق في ما بينها على أي مشروع انتخابي، وعندما تتوافق على صيغة ما وليسموها ما يشاؤون إن كانت صيغة مختلطة أو غير ذلك نحن سنوافق عليها وعلى الجميع ألا يتحسس من هذا الموقف إذ من شانه تذليل العقد. وجاهزون للموافقة من دون تردد على أي صيغة تؤمن صحة التمثيل المسيحي».
ورد فتفت على فياض قائلاً: «تقدمنا بالكثير من الاقتراحات وأردنا أن يبدأ النقاش من اقتراح الرئيس بري، وحتى هذه اللحظة هناك فرقاء لم يتقدموا باقتراحات تؤكد رأيهم باقتراح بري وألى أين يمكن الوصول به».
وأضاف: «ما قاله الزميل علي فياض هو عود على بدء، وهذا ما حصل في موضوع اللقاء الأرثوذكسي، ومن هذه الناحية ما من جديد وكأنها محاولة لحشر تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في زاوية المفاوضات».
ورأى أن «من لا يفتح أوراقه الثلثاء المقبل ويضعها على الطاولة لا نية لديه للتوافق ونحن بانتظار الثلثاء. ويجب أن يقول كل شخص ما يريد من تعديلات على اقتراح الرئيس بري وما هي ملاحظاته ونتمنى من كل الأطراف التي اعتبرت أن طرحه يبنى عليه أن يعطينا ما هي إرادته بهذا الموضوع، لا أن يقول نحن مع المسيحيين، نحن قدمنا تنازلات كثيرة وذهبنا من القانون الأكثري إلى القانون المختلط وقبلنا أن يبدأ الطرح من طرح بري، ولم نر تنازلات من الفريق الآخر».
وأعلن عدوان «أننا أمام حلين الأول أن نطلع اللبنانيين خلال جلسة الخميس (بعد جلسة الثلثاء) على حد أقصى بما يجب أو إعلان أننا لن ننجح بذلك». ولفت إلى أن «الرئيس بري اقترح قانوناً انتخابياً اقرب إلى التوافق». وشدد على أن «من يراهن على انه لن تكون هناك جلسات للهيئة العامة ولن يُطرح قانون جديد وسيتم التمديد للمجلس أو العودة للستين رهانه خطأ»، معتبراً أن « البلد لا يتحمل إلا قانوناً توافقياً وسنحاول الوصول إليه أو نذهب للتصويت في المجلس ولا عودة لقانون الستين».
أما عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب آلان عون، فأيد ما طرحه فياض وأكد «أننا منفتحون على أي صيغة تؤمن معيار صحة التمثيل ولا نريد حصر الموضوع بالقانون المختلط».
وأكد النائب سامي الجميل أن «ليس لدينا أي نية لعرقلة أي شيء واعتراضنا يتم بشكل ديموقراطي وحضاري»، معرباً عن شعوره بأن «هناك طبخة تطبخ بمكان ما لتمرير قانون يعيدنا إلى ما هو أسوأ من قانون الستين».
وأعلن أن «اعتماد القضاء كدائرة انتخابية في الأكثري هو عودة إلى الستين واعتماد الدوائر الكبرى في النسبية يعني عودة البوسطات وإغراق الأصوات بالكتل الكبيرة ونحن سنعترض على هذين الطرحين»، مؤكداً أن «ليس المهم تغيير القانون فقط بل إيجاد قانون افضل من الموجود». وأمل من كل الفرقاء الإتيان باقتراحات تحسن التمثيل في جلسة الثلثاء.
أما النائب علي بزي الذي توجه والنائب فياض فور انتهاء الجلسة إلى دارة الرئيس بري للتشاور وإطلاعه على ما دار داخل اللجنة وما خلصت إليه فقال لـ «الحياة»: «إن صيغة الرئيس بري فيها الكثير من التنازلات وهو تقدم بها كرئيس للمجلس النيابي وليس كرئيس لحركة أمل وهي بمثابة خلطة تأخذ في الاعتبار مواقف كل الأطراف وتجعل الكل يربح، وأكدت أمام اللجنة باسم الرئيس بري أن أي شيء يحظى بالتوافق من قبلكم نحن نوافق عليه».
 
 

جدّد دعوة سليمان الى مؤتمر خاص باللاجئين السوريين.. نواف سلام: لبنان يستضيف قرابة ربع سكانه

 

جدّد مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام الدعوة التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى عقد مؤتمر دولي خاص بموضوع اللاجئين السوريين، يبحث أيضاً في طرق تقاسم الأعباء والأعداد.
القى سلام كلمة لبنان أمام جلسة عقدها مجلس الأمن أمس للبحث في مسألة اللاجئين السوريين، ومما قال: "مضى اكثر من عامين على الأزمة في سوريا، والارقام المؤلمة التي ذكرها السادة ممثلو اجهزة الامم المتحدة ومنظماتها، لا تدل على حجم هذه الكارثة الانسانية المتفاقمة فحسب، بل تدل ايضا على حجم عجز الاسرة الدولية عن اتخاذ التدابير اللازمة لوقف دورة العنف والقتل المتصاعدة وانتهاك أبسط حقوق الانسان واستهداف المدنيين في قوتهم وامنهم وارزاقهم(...)
السيد الرئيس، تعلمون ان عدد اللاجئين السوريين في لبنان الذين جرى تسجيلهم او مساعدتهم من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بلغ 416 الفا حتى 12 نيسان 2013. وهذا الرقم لا يشمل عشرات الالاف ممن لم يبلّغوا المفوضية بوجودهم اويطلبوا التسجيل لديها. وبحسب إحصاءات "الأونروا" لغاية 31 أذار 2013، ان هناك ما لا يقل عن 35 الف نازح فلسطيني من سوريا. وحيث انه بات يدخل من سوريا الى لبنان يوميا ما معدله ثلاثة الاف لاجئ، فان من المتوقع ان يبلغ هذا العدد مليونا و200 الف نهاية هذه السنة.
أما المجتمعات المتأثرة بحركة النزوح والتي تشمل السوريين والفلسطينيين واللبنانيين العائدين من سوريا، كما الأسر اللبنانية المضيفة، فيتوقع أن يصل عددها في نهاية العام إلى حدود مليونين ونصف مليون شخص.
وبين هؤلاء اللاجئين، بحسب احصاءات وكالات الامم المتحدة، فإن نحو 34,8% يقعون في خانة الحاجات الخاصة بوجود قرابة 22,9% من الأطفال المعرضين للخطر، وحوالى 10% من الحالات الطبية الخطرة، علما ان نحو نصف عدد اللاجئين في لبنان وغيره من دول الجوار هم من الاطفال والاولاد.
اما تداعيات قضية اللاجئين المتفاقمة والناجمة عن هذه الازمة، فبدأت تظهر آثارها على تركيبة المجتمع اللبناني. أعود لأؤكد امامكم اليوم، ان لبنان لن يغلق حدوده في وجه اي فرد او اسرة تلجأ اليه من اهوال العنف والدمار في سوريا، كما انه لن يعيد ترحيل احد اليها. وسيبقى ملتزما مساعدة كل اللاجئين من سوريا والسعي الى توفير الحاجات الاساسية لهم من الحماية والمأوى والغذاء والصحة والتعليم.
لكن من حق لبنان أن يطلب من الدول المجاورة والمجتمع الدولي تقاسم الأعباء، وخصوصاً انه البلد الاصغر حجما والاشح موارد والاقل امكانات الذي يستضيف العدد الاكبر من اللاجئين السوريين، ناهيكم بأن هذا العدد سيصبح قريبا معادلا لربع عدد سكانه. وهذه ايضا النسبة الاكثر ارتفاعا مقارنة بالدول المضيفة الاخرى.
والحقيقة انه بشهادة ممثلي وكالات الامم المتحدة واجهزتها، فان لبنان لن يكون قادرا على تقديم الرعاية المطلوبة الى اللاجئين مع استمرار ارتفاع اعدادهم، سواء كانوا سوريين او فلسطينيين او حتى لبنانيين قادمين من سوريا، دون زيادة فعلية، كما ونوعا، للمساعدات من المجتمع الدولي (...)
اسمحوا لي ايضا ان اجدد الدعوة التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان خلال القمة العربية في الدوحة في 26 آذار الماضي الى عقد مؤتمر دولي خاص بموضوع اللاجئين السوريين، لا يكتفي بالدعوة الى التزام التعهدات المالية التي سبق أن أعلن عنها في مؤتمر الكويت فحسب، بل يباشر البحث في طرق تقاسم الأعباء والأعداد، من منطلق المسؤولية المشتركة"، وذلك لتفادي التداعيات السلبية لاستمرار تدفق اللاجئين وانعكاساته على كل من السلم والامن الداخلي والاقليمي.
وهذا ما عاد وذكر به فخامته مطلع هذا الشهر، كما دعا إلى إقامة مخيمات داخل الاراضي السورية بعيدة من مناطق الاشتباكات وقريبة من حدود دول الجوار تحت حماية الامم المتحدة، وهذا ما ندعو مجلسكم الكريم الى النظر فيه ايضا.
في الختام، يود لبنان ان يضم صوته الى النداء الذي وجهه المسؤولون الامميون (...) ويردد معهم: "باسم الكثيرين الذين عانوا، والاكثر منهم ممن يبقى مستقبلهم على المحك: كفى! استجمعوا نفوذكم واستخدموه الآن لانقاذ الشعب السوري ولانقاذ المنطقة من كارثة".

 

تحذير من تقلص المساعدات للنازحين السوريين وتقرير يلحظ تفشي الامراض في صفوفهم

 

ذكر تقرير من العالم لمجلة "لانست" العلمية ان النزاع في سوريا تحول ليصبح كارثة في ما يتعلق بقضايا الصحة العامة. وذكر التقرير ان فشل وزراء خارجية مجموعة الثمانية بتأمين الـ 60 في المئة المتبقية من المبلغ الذي التزمه مؤتمر المانحين يعيق اي استجابة انسانية فعالة ويهدد بانهيارها.
وذكر واضعو التقرير عن الوضع الصحي للاجئين السوريين في لبنان انه "من دون تمويل مناسب وكاف وخطة طويلة المدى فان الوضع سيقوض سمعة المجتمع الدولي في المنطقة ويتحول الى اقسى كارثة انسانية في القرن الواحد والعشرين".
ففي لبنان، تتجه الامم المتحدة الى خفض تغطيتها لخدمات الحماية الاساسية كالصحة والطعام والمأوى وذلك بسبب نقص التمويل. كذلك فان الخدمات الثانوية للرعاية الصحية والمعالجة ستتأثر هي ايضا بشدة، وبحلول الشهر المقبل ستتوقف المساعدات الغذائية تماما.
وسجلت التقارير ارتفاع اعداد الاصابات بالسل والليشمانيا والتهاب الكبد أ والحصبة بين اللاجئين المترددين على العيادات في لبنان. اضافة الى وجود الامراض المزمنة وخصوصا الداء السكري من النمط الثاني والامراض القلبية الوعائية وارتفاع الضغط الشرياني وامراض الرئة الانسدادية. وعلى اي حال فالخدمات المتوفرة والمعالجات اللازمة لهذه الحالات محدودة بشدة.
ومن المتوقع ازدياد اعداد اللاجئين في الاشهر المقبلة بسبب زيادة حدة القتال في دمشق وريفها مفاقمة العبء على التمويل المحدود اصلا ومضاعفة سوء الوضع الصحي للسوريين اللاجئين وكذلك الوضع الامني الداخلي وانظمة الرعاية الصحية لدول الجوار.

 

 
منال شعيا

خريطة مواقف لأعضاء لجنة التواصل تُبرز اللا إتفاق .. "حزب الله" يضع الكرة في ملعب المسيحيين

 

يتكلمون في الخارج اكثر مما يتناقشون في الداخل. هي أجواء لجنة التواصل النيابية، في اجتماعها الثاني امس. ببساطة، اعاد النواب اللبنانيين الى نقطة الصفر، لئلا يقال الى الوراء. بدا من الجلسة ان لا مؤشر للتوصل الى حل قريب لمعضلة قانون الانتخاب. اوجه التباعد باتت اكبر من اوجه التقارب.
ومن خلال الاجتماع، بدا سهلا رسم الخريطة الآتية لمواقف المشاركين في اللجنة:
"حزب الله" قدّم فكرته "التسهيلية للتوصل الى توافق"، كما قال النائب علي فياض. وكي تكتمل لعبة "البازل"، ترك فياض الكرة في يد الفريق المسيحي داخل اللجنة، او ما سمّاه  "التجمع المسيحي"، داعيا الى  البحث عن صيغة انتخابية جديدة غير "اللقاء الارثوذكسي"، يوافق عليها المسيحيون، لكون المعضلة الاساسية تكمن في التمثيل المسيحي.
"تكتل التغيير والاصلاح" وافق فياض على فكرته، واعتبر النائب الان عون ان "هذه الفكرة هي الامر الوحيد الجديد الذي طرح".
"القوات اللبنانية" لا تزال متمسكة باقتراح النائب علي بزي، ودعا النائب جورج عدوان الى وضع جدول لهذا الاقتراح، لتبيان نقاط التقارب والتباعد فيه.
حزب الكتائب لا يزال يصر على التمثيل المسيحي الصحيح، ويريد انتاج  "القانون الافضل"، مع الميل طبعا الى تصغير الدوائر، من هنا تحفظات النائب سامي الجميل الاساسية عن اقتراح بزي.

 

بين الكتائب و"القوات"
 

هكذا، تميّز الاجتماع بفكرتين أدتا الى انقسام بين فريقين. الاول عبر عدوان "لتقويم اقتراح بزي"، والثاني عبر فياض "لانتاج صيغة جديدة من الطرف المسيحي".
ولأن عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت وافق على فكرة عدوان واعترض على طرح فياض، معتبرا اياه انه يسعى الى "حشر" " تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي، ولان عدوان لا يزال مصرا على "تعويم" اقتراح بزي، فان اي صيغة من الطرف المسيحي لن تلقى قبولا داخل اللجنة، وفي الاساس، لن يعمل عليها.
ولأن عون سجل تحفظه عن اقتراح عدوان، معتبرا انه يضيّع الوقت، ولان الجميل اعترض بشكل كبير على اقتراح بزي، فان مطبات كثيرة ستحول دون سير هذا الاقتراح بسهولة داخل اللجنة. 
واللافت ايضا ان الطرف المسيحي بدا منقسما بين هذين الفريقين، اذ ظهر تباعد بين الكتائب و"القوات"، وسط تقارب او ما يشبه التلاقي بين "التكتل" والكتائب.
وبسبب هذا التوزيع، تبقى نتيجة واحدة حتى الان، وهي ان انتاج قانون للانتخابات لن يكون عبر ولادة طبيعية، ويخشى ان تكون جلسات اللجنة لإمرار الوقت حتى 15 أيار المقبل، اي الموعد الذي حدّده الرئيس نبيه بري لعقد جلسات عامة، لا سيما ان النواب يلمّحون الى ان كل جلسة مقبلة للجنة التواصل ستكون الاخيرة، وسط مؤشرات لا تظهر جديدا.
قبيل الجلسة، ظنّ فياض ان فكرته ستسهل التوصل الى توافق، فأعلن وهو يدخل القاعة: "سأطلق موقفا يسهّل الوصول الى قانون توافقي"،  الا ان حصر الكرة في الملعب المسيحي، لم يقنع فريقي "المستقبل" والاشتراكي، داخل الجلسة، فاعترض فتفت.
بعده، قال عون انه "حتى الآن ليس هناك اي صيغة تحصد توافقا ثلاثيا او رباعيا. لا بد من خطوة الى الامام. وفكرة فياض تعتبر مسهّلة".
المنزعج الاكبر كان الجميّل، فهو سبق أن أطلق صرخته، رافضا "تضييع الوقت" اكثر. لم يتكلم كثيرا، لكنه أعاد التركيز على "الهمّ" الاساسي عنده وهو صحة التمثيل لدى المسيحيين.

 

منهجية عدوان
 

بعد استراحة قصيرة لتناول سندويشات الفلافل والسلطة، عاد النواب الى النقاش. فاقترح عدوان على المجتمعين الانطلاق من اقتراح بزي، لكونه، برأيه، هو الانسب لإعادة البحث. لم يلق هذا العرض استحسانا من الجميل ولا من عون. فعاد عدوان ووزّع على النواب جداول ليضعوا فيها ملاحظاتهم على الاقتراح، وتبرز الجداول توزيع المقاعد على اساس النسبي والاكثري، كي يخرجوا في المحصّلة باحصاء نقاط التقارب والتباعد.
هنا، سجل عون تحفظه. وابدى فتفت استعداده للسير بهذه المنهجية، فيما بدا الجميل ممتعضا. وعلى رغم ان هذا التقويم، سبق للجنة الفرعية المصغرة للبحث في قانون الانتخاب أن أجرته، حين قوّمت كل اقتراح من الاقتراحات الخمسة على حدة، فان عدوان رأى ان "طرح هذه المنهجية يساعد على التوصل الى توافق".
ومعلوم ان اقتراح بزي يقوم على 50 في المئة اكثري، و50 في المئة نسبي، ويعتمد 26 دائرة على اساس الاكثري، و6 محافظات على اساس النسبي.
وبهذه "المنهجية" يكون النواب قد عادوا الى نقطة البداية. وهم لم يفتحوا كل  اوراقهم، كما دعاهم فتفت، بل بقي القانون الانتخابي اسير تقاذف الكرة بين الافرقاء. فريق يضعها عند المسيحيين، وآخر يعود الى طرح منهجية لاقتراح قديم.  وعلى رغم ان الجلسة المقبلة ستكون قبل ظهر الثلثاء، الا ان تخوّف الجميل من " طبخة ما" ارخى بثقله على الاجواء. وبات اللبنانيون لا يصدّقون التصريحات الكثيرة من النواب في الخارج، لانهم في الداخل لا يزالون يقرأون في أوراقهم، من دون اضافة أفكار جديدة.
وأعلن رئيس اللجنة النائب روبير غانم ان "الاولوية هي التوصل الى توافق في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بالبلد"، مشيرا الى "اننا منفتحون على اي شيء".
ولفت فياض الى ان "القوى المسيحية توافقت على صيغة اللقاء الارثوذكسي، والمحاولة الآن هي للتوافق على صيغ وطنية اخرى، والعملية التي تتصل بالنظام الانتخابي بهذا البلد اصبحت كالبازل والتوافق المسيحي هو احد أهم الوجوه".
وتلاه عون معتبرا ان "الأمر الجديد الوحيد في الجلسة هو ما اعلنه النائب فياض الذي اكد ان فريقه يسهّل الوصول الى قانون انتخاب جديد ولن يضع شروطا جديدة".
ورأى فتفت ان لجنة التواصل "وطنية وليست مذهبية"، وأن ما قدمه فياض "عود على بدء"، وقال: "نتمنى من كل طرف من الاطراف التي اعتبرت ان طرح بزي يبنى عليه، ان يعطينا ما هي ارادته بهذا الموضوع، لا ان يقول نحن مع المسيحيين".
وتخوّف الجميل من "وجود طبخة ما لامرار قانون يعيدنا الى ما هو اسوأ من قانون الستين"، واعلن ان "اعتماد القضاء كدائرة انتخابية في الاكثري هو عودة الى الستين، واعتماد الدوائر الكبرى في النسبية يعني اغراق الاصوات بالكتل الكبيرة ونحن سنعترض على هذين الطرحين".
وختمها عدوان بالقول: " من يراهن على عدم عقد جلسات للهيئة العامة، وانه سيتم التمديد للمجلس او العودة الى الستين، هو مخطئ، لان البلد لا يتحمل الا قانونا توافقيا، وسنحاول الوصول اليه او سنذهب الى التصويت في المجلس".

 

 

"الحق الإنساني": تأمين مخيمات للاجئين السوريين

 

درجت "مؤسسة الحق الانساني" على ادانة انتهاكات الجيش السوري في لبنان وممارساته المختلفة، من قصف واعتقالات واخفاءات قسرية، لكنها أمس كانت الى جانب "السوريين"، او الاصح الى جانب اللاجئين منهم، في المطالبة باقامة مخيمات رسمية لهم،  تتساوى مع أولويات تشكيل الحكومة واحترام الاستحقاقات الدستورية. وحملت المؤسسة "كل رافض أو معرقل لتحقيق هذا الأمر المسؤولية عن أي تداعيات اقتصادية وأمنية واجتماعية ناتجة من سوء ادارة ملف اللاجئين السوريين".
مواقف المؤسسة وردت خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر "نادي الصحافة"، حضره حشد من الديبلوماسيين وخصوصاً من سفارات الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، وبعضهم من دول أميركا اللاتينية بهدف الاطلاع على جوانب من المأساة السورية وما يتمثل منها في لبنان بقضية اللاجئين السوريين في لبنان.
وتحدث المدير التنفيذي للمؤسسة وائل خير والمحامي ملكار خوري، عن اتفاق جنيف 1951 وما نص عليه لجهة تنظيم وجود اللاجئين من بلد الى بلد آخر. وأشار خير الى أن "مسألة اللجوء السوري الى لبنان خطيرة جدا بالشكل الحالي غير المنظم وغير المحدد المكان"، داعيا السلطات الى "تحديد أماكن لاقامتهم، وهذا ما يساعد في  تأمين المساعدات لهم كما التعليم، وبالدرجة الأولى قضية ضبط الأمن سلامة لهم وللدولة اللبنانية".
وميّز خوري بين مصطلح نازحين من الحدود ولاجئين ينتقلون من دولة الى اخرى، وحض على الاعتراف بحقوق اللاجئين وتمكينهم من الوصول اليها بما يحفظ كرامتهم الانسانية من جهة أخرى. واستنكر ما قام به عدد من البلديات بداعي حفظ الامن، معتبراً انها "مخالفات للقانون وعنصرية تتمثل في منع التجول للعمال الاجانب. واشار الى ضرورة "توفير الامن الصحي ومكافحة انتشار الامراض في المجتمعات المحلية اللبنانية"، ليخلص الى "الحاجة الملحة الى اقامة مخيمات رسمية للاجئين السوريين من اجل احصائهم اولاً، وتحديد حاجاتهم ثانيا وتأمين مصادر التمويل لهم(...)". 

 

الراعي: لبنان نموذج الحوار عكس ما يريده البعض أرض عنف

 

في نبأ من بوينس أيرس أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ألقى يوم الاربعاء، محاضرة امام مجلس اساقفة الارجنتين، بدعوة من رئيسه المطران خوسيه ماريا ارنسيدو عرض فيها أوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط، في حضور السفير البابوي المونسنيور اميل بول شريغ ومطارنة. وتحدث عن "التحديات التي يواجهها المسيحيون ونزيف الهجرة من الشرق، وعن دور اللبنانيين في الحفاظ على نموذج العيش المشترك والحوار وما يمكن ان يؤديه لبنان للشرق والغرب من امثولة ومثال عن حوار الأديان والحضارات على عكس ما يريده البعض ارض عنف وساحة مفتوحة لتصفية الحسابات المحلية والإقليمية والدولية".    
وانتقل والوفد المرافق الى مدينة توكومان حيث يترأس الاجتماع السنوي لمطارنة الانتشار.
وكان التقى حاكم ولاية بوينس ايرس ماوريسيو ماكري. وأقام السفير اللبناني انطونيو عنداري استقبالاً على شرف البطريرك وصحبه، وألقى كلمة ترحيب. وردّ الراعي مهنئاً عنداري بمنصبه الجديد، وحيا لبنان ورئيسه.
■ أصدرت "المؤسسة المارونية للانتشار" بياناً قالت فيه إنها "تشارك ممثلة بالسيد يوسف الدويهي في الاجتماع السنوي للكاردينال الراعي مع مطارنة الانتشار والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية في القارتين الاميركية والاوروبية الذي سيعقد في ولاية توكومان في الأرجنتين. وسيواكب الزيارة للعاصمة ولولاية مندوسا سفير لبنان لدى الأرجنتين انطونيو عنداري الذي كان من كوارد المؤسسة وعمل في مجال الانتشار لسنوات عدة".
كذلك ترافق المؤسسة الراعي الى الاوروغواي والبرازيل وفنزويلا ممثلة بالسيدة روز انطوان شويري وأمين المال السيد شارل الحاج والمديرة الإدارية هيام البستاني "بهدف التواصل مع المغتربين والتعريف بنشاطات المؤسسة وحض اللبنانيين على تسجيل وقوعاتهم الشخصية لدى البعثات اللبنانية، وستؤسس مكاتب لها في بلدان عدة بالتنسيق مع الأبرشيات".  

 

أبو ناضر حمل بشدة على جعجع: تنكّر لتضحيات رفاقه  وأقصاهم

 

رد القائد السابق لـ"القوات اللبنانية" فؤاد أبو ناضر على مواقف اخيرة اطلقها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عن قداس زحلة الذي اقامه مطارنة المدينة في ذكرى حصارها من الجيش السوري. وقال ان "اتهام هؤلاء المقاومين بالعملاء والخونة هو تعدٍ على كراماتهم وتزوير للتاريخ ولا سيما ان هذا الاتهام صادر عن شخص تواطأ مع النظام السوري، وسلمه المنطقة المسيحية الحرة في 13 تشرين الاول 1990".
وأكد في مؤتمر صحافي عقده في مكتب "جبهة الحرية" في جونية أنه آلى على نفسه منذ خروج سمير جعجع من السجن تلافي كل جدل معه في شأن  الماضي، وقال:"رغم ذلك تخطى جعجع كل حدود المقبول واضطرني إلى ان اذكره بأن تاريخي يشهد أني قاتلت العدو على كل الجبهات، في حين انه كان يطلق النار في ظهرنا، وآثار رصاصاته لا تزال ظاهرة على جسدي (...)". واعتبر ابو ناضر ان جعجع "تنكر لتضحيات القواتيين وأقصاهم وألزم المجتمع المسيحي بخيارات خاطئة تشكل إدانةً واضحة لكل مسيرته السياسية، وتنكر لشباب القوات وتخلى عنهم عندما خرج من السجن".
ودعا الى "المصالحة والتفاهم على ثوابت نضالٍ مشترك، والعمل معاً من دون حقد أو تخوين". ورأى ان "اخطر ما يعانيه المسيحيون هو محاولات تقاسمهم بين معسكري 8 و 14 آذار. ولولا حضور البطريرك بشارة الراعي، لما كانوا يلتقون او يجدون مكاناً  للقاء بعدما سقطت الاحزاب المسيحية في مطب الصراعات الشخصية والعائلية".
وحض على "بناء احزاب سياسية عصرية قائمة على الممارسة الديموقراطية وتداول  السلطة مما يؤمن لها الاستقرار والثبات"، مشيراً الى ان قانون الانتخاب يحرر المسيحيين من اي استتباع ويضمن لهم حرية اختيار من يرونه الاكثر تمثيلاً لهم. واقترح في هذا المجال العمل بقانون الدائرة الفردية (...)".      

 

         

كنعان: المال حسمت توزيع مستحقات البلديات والأموال الأسبوع المقبل

 

المستحقات المالية للبلديات، كانت محور جلسة عقدتها لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابرهيم كنعان وحضور المقرر النائب فادي الهبر، والنواب: فؤاد السعد، فادي الاعور، ميشال حلو، هنري حلو، غازي يوسف، جمال الجراح، نبيل دو فريج، عاطف مجدلاني، حسن فضل الله، ايوب حميد، عباس هاشم، وليد خوري، غازي زعيتر، قاسم هاشم، ياسين جابر، علي عمار ونواف الموسوي.
كذلك حضر وزيرا الداخلية والبلديات مروان شربل والمال محمد الصفدي، مدير الادارة المشتركة في الداخلية العميد عبده برباري، ومستشار وزير الاتصالات المحامي كريم قبيسي.
إثر الجلسة، قال كنعان: "لقد حسم أمر توزيع مستحقات البلديات وعائداتها من الصندوق البلدي المستقل بقيمة 300 مليون دولار ابتداء من الأسبوع المقبل. وجرى نقاش في أسباب التأخير، وتمنت اللجنة ألا يكون في المستقبل أي تأخير عن الموعد المحدد بالمرسوم النافذ وبالقانون الذي أنشئ ووضع آلية توزيع العائدات، أي أيلول من كل سنة، وهناك تأخير ثمانية أشهر عن هذا الموعد.
أما بالنسبة الى القرى والبلدات التي ليست فيها بلديات، فهناك لجان تتولى توزيع الأموال، وثمة تعميم من وزير الداخلية ستعطى من خلاله صلاحيات الى المخاتير واللجان المولجة الصرف، لتقوم بالأعمال المطلوبة منها، وأي تدخل من القائمقام في غير الإطار القانوني أو التعميم مرفوض، ويستقبل وزير الداخلية أي شكوى في هذا المجال مباشرة لكي تحول دون استمرار تراكم الاموال عند القائمقام.
أما في موضوع الخليوي، وهنا نتحدث عن 8 مليارات و200 مليون دولار، هناك آلية وضعت في مجلس الوزراء، وقررنا أن نعقد اجتماعا للجنة المال العاشرة والنصف قبل ظهر الاربعاء المقبل، يحصر بوضع آلية نهائية بالتفاهم بين وزارة الاتصالات ووزارتي الداخلية والمال، لتوزيع مليار و200 مليون دولار متراكمة منذ سنة 1994، وستكون الجلسة حاسمة".
 

                                                                     
 

مناورة لـ"القوة المميّزة" في الأمن العام .. ابرهيم: لن نسمح بتحويل لبنان مقراً أو ممراً للإرهاب

 

نفذت وحدات من "القوة المميزة" من نخبة عسكريي الأمن العام مناورة بالذخيرة الحية امس في حقل حامات بعدما أنهوا دورة تدريبية متقدمة لمدة سنة، في فنون القتال كالرمايات على اختلافها وعملية دهم لمبنى تتمركز فيه مجموعة ارهابية بمشاركة آليات عسكرية وطوافات.
حضر المناورة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم، والجنرال غبريالي توسكاني ممثلا قائد "اليونيفيل" الجنرال باولو سيرا، والعميد الركن شامل روكز ممثلا قائد الجيش، والعميد الركن أنطونيوس ابرهيم ممثلا مدير المخابرات في الجيش، والعقيد خالد الماردلي ممثلا المدير العام لأمن الدولة، وفاعليات وضباط.
وبعد كلمة للعقيد رياض طه عن نشأة وحدة الرصد والتدخل حديثا، وعرض من النقيب أحمد الاسعد لمحطات المناورة وعروضها، أجريت المناورة، وتحدث بعدها اللواء ابرهيم فقال: "إن المديرية العامة للأمن العام التي آلت على نفسها أن تكون متقدمة ورائدة في عملها الإداري والأمني، تؤكد التكامل المطلوب مع شقيقاتها المؤسسات الأمنية والعسكرية الأخرى في البلاد للحفاظ على السلم الأهلي والإستقرار، والمضي في مكافحة الإرهاب حتى إستئصاله من جذوره، فلا نسمح بأن يتحول لبنان مقرا او ممرا منه الى دول العالم، والتصدي لمخططات العدو بالتعاون في ما بينها مع قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب".

 

 
عباس الصباغ

إقفال مكاتب "التركية" ودعوات لطرد السفير وأهالي المخطوفين لوحوا بإغلاق المطار

 

ساعات طويلة من الكر والفر امضاها اهالي المخطوفين اللبنانيين في اعزاز امس. فمنذ السادسة صباحاً تجمعوا في منطقتي حي السلم وبئر العبد في الضاحية الجنوبية، وتوجهوا الى وسط بيروت قاصدين مكاتب الخطوط الجوية التركية في اللعازارية، ومنعوا موظفيها من الدخول بعدما اعتصموا امامها حتى انتهاء الدوام الرسمي. تحرك الاهالي كان يجذبه كل علم تركي، فأقفلوا المركزين الثقافي والتجاري التركيين، ثم احتشدوا امام مدخل مكتب "وكالة الأناضول" للانباء ومنعوا الموظفين من دخوله، وعادوا للاعتصام امام اللعازارية مرددين الهتافات ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي وصفوه "بالعثماني الجديد"، محمّلين السلطات التركية المسؤولية عن خطف ذويهم منذ 22 ايار الفائت.
لم يخف اهالي المخطوفين نيتهم اغلاق مطار رفيق الحريري الدولي ما لم تتوقف رحلات الطيران التركي اليه، وبحسب ما اعلنته الناطقة بإسم ذوي المخطوفين حياة عوالي ان اقفال المطار لن يكون أمراً مستبعداً "لمنع الرحلات التركية من لبنان وإليه، حتى يطلق المخطوفون". وتوجهت الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان "يا فخامة الرئيس نحن نشعر بأنك لست رئيساً لجميع اللبنانيين، ومن الافضل ان تستدعوا السفير التركي في لبنان وتمهلوه فترة محددة لاطلاق ابنائنا، عدا عن انه شخص غير مرغوب فيه عندنا في لبنان". التصعيد المتزايد ضد المصالح التركية لا يبدو انه سيتوقف، فاليوم يفترض ان يتحرك الاهالي مجدداً امام مكاتب الطيران التركية، اضافة الى الاستمرار في  ملاحقة موزعي الاسماك التركية.
لم تصطدم القوى الامنية بالاهالي، وحاولت جاهدة استباق اي محاولة للشغب وبحسب معلومات لـ"النهار" ان اتصالاً اجراه احد المسؤولين الامنيين بلجنة الاهالي افضى الى الاتفاق على اغلاق المراكز التركية بشكل هادئ، وخصوصاً ان الكلام الذي سمعه ذلك المسؤول كان واضحاً "اذا لم تسمحوا لنا بإغلاق المراكز سلمياً فسنعمد الى ذلك بالقوة، وسنقطع الطرق اسوة بما يفعله غيرنا".
ظل هذا الاتفاق الودي سارياً بين المعتصمين والقوى الامنية، خرقه قطع للطريق قبالة اللعازارية لفترة وجيزة، وظلت الاخيرة تنتقل من امام مركز تركي الى آخر، وسمع احد الضباط يرد على اتصال من مسؤول يعلوه رتبة، ويقول: "سيدنا مش عم نهدى، هلكونا من مطرح لمطرح راكضين وراهم". وبعدما اغلق الاهالي المركز التجاري التركي في شارع المصارف، حاولوا انزال العلم التركي، وخلال عودتهم الى مكان الاعتصام امام الخطوط الجوية التركية توقفوا امام مدخل مجلس النواب، وبعد مفاوضات مع القوى الامنية دخل وفد منهم لمقابلة عدد من النواب الذين كانوا يعقدون جلسة للاتفاق على قانون جديد للانتخاب، وكان في استقبالهم النواب غازي زعيتر وفادي الاعور وقاسم هاشم، وسمع أعضاء الوفد تكراراً للوعود السابقة، فعادوا ادراجهم بعدما اكدوا انهم سينفذون خطوات تصعيدية يعلنون عنها في وقت لاحق في حال عدم التعاون معهم.
وليلاً أعلنت لجنة أهالي مخطوفي اعزاز عن تحرك أمام المراكز التركية بدءاً من السابعة صباح اليوم.

 

بيان لسياسيين وناشطين مستقلين: إرادة السلام للشعب السوري

 

أصدر عدد من الوجوه السياسية والاجتماعية والثقافية المستقلة بيانا تلقت "النهار" نسخة منه وفيه: "ان الموقعين يرون لأنفسهم كما يرون لسائر اللبنانيين أن الموقف الوطني اللبناني مما يجري لأشقائهم السوريين انما هو في ارادة السلام لهم، وفي أن تكون الدولة السورية لجميعهم، لا لحكم فيها او لفئة من شعبها، وفي أن الشعب السوري لا يكون شعبا من الشعوب اذا كان طائفة من الطوائف مهما تكن عليه هذه الطائفة أو تلك من قوة أو عدد. وهو موقف لا يكون، في ما هم عليه اللبنانيون والسوريون، الا في امتناع اللبنانيين عن التدخل في الشؤون السورية، مهما يكن الرأي عندهم او الميل فيهم، وليس لواحد أن يقدم على عمل قد أنكره على الآخر، وناله منه ما ناله من الاذى والاحقاد.
وهذا الموقف هو مصلحة لبنانية عليا، وعلى حكومة لبنان أن تلتزمه، ومسؤولية الحكومة هي في أن تدعو معارضيها الى اتخاذ هذا الموقف نفسه، والشرط في صحة هذه الدعوة هو التزامها ذلك الموقف، قولا وفعلا، بمجموعها، وطرفا طرفا مشاركا فيها فلا يقولون ما لا يفعلون. ولو كان من طرف اللبنانيين موقف إيجابي قابل للاجماع عليه لهذا الوقت، وكان من طرف السوريين تقبل لذلك الموقف قابل للاجماع عليه لكان في ذلك خير للجميع، والا فالشر للطرفين.
والموقعون لا يرون أنفسهم ولا يرون سائر اللبنانيين مختزلين من حيث انتماؤهم الديني الى حزب من الاحزاب (...)".
وحمل البيان تواقيع السادة: روجيه ديب، سمير عبد الملك، بول سالم، خليل الخليل، رياض الاسعد، نديم عسيران، لميا عسيران، راشد حماده، جميل مروة، ماجد فياض، طلال الحسيني، منى فياض، جهاد طه، جودت فخر الدين، هيثم الامين، سليمان تقي الدين، فارس ساسين، جبور الدويهي، كميل منسى، محمد حليمي، ندى صحناوي، مارون حلو، نجلا كنعان، عبدالله سلام، العربي العنداري، فضيلة فتال، نواف كبارة.

 

 
هيثم العجم

الصادرات عبر العبّارات والحاويات في مرفأي بيروت وطرابلس وفّرت الكلفة والوقت
الاتفاقات مع مصر والأردن لخفض رسوم الترانزيت تنتظر توقيع المعنيين

 

قطعت التطورات العسكرية التواصل التجاري بين لبنان وسوريا عبر معبري المصنع والعبودية، اذ بات اقتصاد البلدين يستمد الحياة عبر قنوات أصبحت ضيقة بسبب ارتفاع حماوة الحرب الداخلية المستمرة منذ نحو عامين. لكن أزمة عبور الشاحنات عبر البر عوّضها فتح خطوط بحرية لتصدير البضائع عبر مرفأ طرابلس، فضلا عن التصدير عبر محطة الحاويات في مرفأ بيروت، مما ترك ارتياحا لدى التجار المصدرين ووفر عليهم الكلفة والوقت.

مرة جديدة يتكبد لبنان اضرارا في حرب لا قرار له فيها، مما دفع المعنيين في القطاعات الانتاجية المصدرة الى البحث عن سبيل آخر للصادرات بغية تجاوز قطوع جديد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتمثل ذلك في استحداث خطوط بحرية تنطلق من مرفأ طرابلس بكلفة مقبولة (اقل من 3 آلاف دولار للشحنة الواحدة) نحو مرافئ دُبا (السعودية) والعقبة (الاردن) وبور سعيد (مصر).
في هذا السياق، لفت الامين العام لاتحاد الغرف توفيق دبوسي لـ "النهار" الى ان هذه الخطوط البحرية تعمل على نقل الصادرات عبر مرفأ عاصمة الشمال، في ظل توقف عبور الشاحنات عبر الحدود البرية مع سوريا بسبب الظروف السائدة"، مشيرا الى "ان عدد الشاحنات العالقة خارج الحدود اللبنانية والموجودة في البلدان العربية المجاورة يبلغ عددها نحو الف شاحنة".
وشكّل لقاء وفد "المجلس المدني" لمدينة طرابلس مع رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، مناسبة لمناقشة شؤون المدينة وخصوصا الاوضاع الاقتصادية فيها. ويضم المجلس ممثلي غرفة طرابلس والشمال، وبلديتي الفيحاء والميناء، ونقابات الاطباء والمهندسين والمحامين وأطباء الاسنان، والمصارف، والمعلمين والاساتذة الجامعيين.
وكشف دبوسي ان البحث تناول، اضافة الى الاوضاع الامنية والانمائية، بت الاتفاقات التجارية مع مصر والاردن في ما يتعلق باعفاء البضائع اللبنانية من رسوم الترانزيت، اسوة بما هو معمول به مع تركيا، اذ يبلغ رسم الشحنة الواحدة نحو 800 دولار"، مشيرا الى ان ميقاتي "ابدى اهتماما جديا في هذا الشأن أجرى اتصالا بالسفارة المصرية لملاحقة مسودة الاتفاق مع المسؤولين المعنيين في مصر". ورأى ان توقيع هذه الاتفاقات بات وشيكا.

 

مراحل الاهتزازات

لا شك في ان العلاقات الحدودية بين الدول تتعرض عادة الى اهتزازات مع كل ازمة على مستوى الحكومات، سواء كانت سياسية او امنية او اقتصادية. الوضع اللبناني - السوري الذي شهد مفاصل اهتزاز متقطعة وخصوصا منذ 2005، تاريخ تراجع  العلاقات نتيجة التطورات التي اطلقتها شرارة 14 شباط 2005، فان التبادل الاقتصادي كان يتمّ عبر معبرين بريين هما المصنع في البقاع المفتوح على "طريق الشام" واسواقها الجاذبة، والعريضة في الشمال الذي يعتبر المعبر البرّي الاهم للشاحنات المحملة الى اسواق سوريا او اسواق الدول المجاورة، اي الاردن والسعودية وسائر دول الخليج.
لا يبدو ان أزمة العبور التي يشهدها المعبر الشمالي جديدة، اذ تقع تحت تأثير ما يجري من عمليات امنية تهدد سلامة سائقي الشاحنات او حتى ما تحمله من بضائع. فقد شهدت المعابر البرية بين لبنان وسوريا أزمات مماثلة في كانون الثاني 2009 في نيسان 2011، وأيار 2012، وصولا الى أزمة آذار الاخيرة.
ومن المعلوم ان عدد الشاحنات والسيارات السياحية من سوريا ودول عربية الى لبنان وبالعكس، كان يلامس الـ400 قبل اندلاع الثورة السورية، لكنه انخفض الى اكثر من النصف في الفترات التي تتراجع فيها حماوة المعارك العسكرية، والى اقل من ذلك مع ارتفاعها. الا ان اقفال الحدود كان نتيجة مشكلة تصيب العلاقات بين الحكومتين، او بين الشعبين كما حصل اخيرا، حين حال لبنان الشمالي دون وصول بعض الشحنات النفطية والمواد الغذائية الى السوق السورية.

 

لا أرقام رسمية

من جهته، لاحظ رئيس لجنة تنمية الصادرات في جمعية الصناعيين خالد فرشوخ، ان وزارة الصناعة او مديرية الجمارك لم يصدرا حتى تاريخه احصاءات جديدة عن الصادرات، رغم ان الاحصاءات التي اصدرتها الوزارة اخيرا اظهرت تراجعا في الصادرات نظرا الى الاوضاع الراهنة عبر الحدود الشمالية والشرقية.
واكد لـ "النهار" ان الصادرات "تراجعت حتما رغم غياب الاحصاءات، الا ان العبارات البحرية عوّضت الخسائر ووفرت على التجار المصدرين الوقت والتكاليف، بانتظار عودة المعابر البرية الى عملها المعتاد".
يذكر ان الطاقة القصوى لعبور الشاحنات عبر العبودية هي في حدود الـ150 شاحنة كانت تنقل مواد اولية مثل الحديد والخشب والاسمنت، اضافة الى مواد البناء وبرادات الخضر والفاكهة التي كان تعبر الى سوريا والخليج العربي والأردن والعراق. ولم يكن التبادل برا يقتصر على البضائع وحدها، اذ كان المعبر الحدودي الشمالي يشكل طريقا طبيعية لعبور السياح الاردنيين وبعض الجنسيات العربية الى لبنان، والتي كان يتجاوز عددهم سقف الـ20 الفا كل سنة، فيما كانت لمعبر المصنع هوية سياسية الى جانب الاقتصادية التي فتحت اسواق دمشق امام اللبنانيين وبعض فئات السياح التي كانت تزوره.
في المحصلة، يدفع الاقتصاد الوطني أثمانا باهظة في كل مرة تتأزم فيها الاوضاع السياسية المحلية او الاقليمية، مما يُلقي على الحكومة العتيدة احمالا ثقيلة في سبيل وقف تدهور النمو الذي تدنى الى اقل من 1%، فضلا عن تراجع الانتاج وتفشي البطالة.

 

 

قبول 46 شركة نفطية مشغّلة وغير مشغّلة لموارده النفطية في الأملاك البحرية
باسيل: انتهاء المناقصة وقبول الطلبات والتفاوض يحتاج إلى مجلس وزراء

 

أعلن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، أنه "تم قبول 46 شركة نفطية عالمية من فئات "مشغل وغير مشغل وصاحب حقوق"، في المواد النفطية التي يملكها لبنان في أملاكه البحرية".
وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة عصر امس: "كان لدينا 16 شركة قدمت على فئة مشغل وصاحب حقوق وقبل منها 12. وهذه الشركات هي "أناداركو"، "إكسون موبيل"، "شتات أويل"، "شيل"، "ريبسول"، "ميرزك أويل"، "توتال"، "إنباكس"، "بتروناس"، "شيفرون"، "إيني إنترناشونال" و"بيتروبراس".
اضاف أن "شركة واحدة لم تستوف شروط التقييم اللازمة، واثنتين قيمة موجوداتهما وأصولهما المالية لا تتخطى المليار دولار وتنقيبها لا يتخطى الـ 500 متر. أما الشركات غير المشغلة، فهي 38 "تقدمت، 4 منها لم يتوافق عليها: واحدة لم تستكمل ملف التأهيل وثانية لم تقدم إثباتا أن أصولها المالية تتخطى الـ500 مليون دولار، وثالثة لم تثبت أن لديها حقولاً نفطية مطورة ورابعة لم تستوف الشروط المالية والقانونية". ولفت باسيل الى أنه تمّ "حصر عدد الشركات بـ46 شركة ومن يفز منها تصبح صاحبة حقوق في المواد النفطية اللبنانية وتاريخ تقديمها لطلبات الترخيص حدّد في 2 أيار المقبل".
وتابع: "أنهينا الأمور المتبقية وهي البلوكات البحرية، اتفاق الإنتاج والاستكشاف ودفاتر الشروط. كذلك موضوع استراتيجية الترخيص"، مشيراً إلى أن "انتهاء المناقصة وقبول الطلبات والتفاوض مع الشركات وتوقيع العقود بحاجة إلى مجلس وزراء، لكن هذا الأمر لن يؤخرنا بانتظار 4 تشرين الثاني المقبل موعد تقديم العروض، ومن اليوم إلى حينها يصبح هناك حكومة".
وشدّد في الإطار عينه، على أن "أي تشكيك بهذه العملية ليس في مكانه ونحن نلتزم العروض والمزايدات ونعمل وفق القواعد العالمية"، قائلاً إننا "سنتفادى أي تأخير في حال عدم وجود حكومة".
وأكد ان استخراج النفط قائم رغم الخلافات الحدودية" فإسرائيل تنقب اليوم بعيداً من الحدود المشتركة مع لبنان وكل ما يقال غير ذلك هو غير صحيح"، مشيراً الى اننا سنستفيد من مواردنا من دون أن نقوم بأمر خاطئ لان إسرائيل تدعي الحق فيها".
من جهة أخرى، ناقش باسيل والسفيرة الأميركية مورا كونيللي موضوع قطاعي الطاقة والمياه، ورحبت السفيرة، وفق بيان للسفارة الاميركية، بـ"العمل المستمر لهيئة إدارة النفط لوضع الأطر لقطاع النفط والغاز في لبنان، وأعربت عن تشجيعها على استمرار التزام الوزارة تنفيذ أنظمة عادلة وشفافة بغية تطوير قطاعي الطاقة والمياه بما يعزز أمن لبنان ورخاءه".


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,769,265

عدد الزوار: 7,002,845

المتواجدون الآن: 78