أسئلة مُقلقة من جبهة عبرا إلى الجنوب البعيد .. الحرب الأهلية خيار في الإشتباك مع حزب الله....لبنان يخشى أن يكون «ساحة الردّ» على مؤتمر الدوحة...ناشطون شيعة مناهضون لـ «حزب الله» تظاهروا أمام السفارة الإيرانية

اضطهاد طائفة لأخرى: حين لا نحسن تسمية الأمور بأسمائها....الاشتباكات استمرت في صيدا وارتفعت وتيرتها صباحاً....إنتشار مسلّح لسرايا "حزب الله" على مشارف عبرا وصيدا تواجه الفتنة.. بتضحيات الجيش الوطني

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 حزيران 2013 - 7:24 ص    عدد الزيارات 1807    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

اضطهاد طائفة لأخرى: حين لا نحسن تسمية الأمور بأسمائها
المستقبل....وسام سعادة
من مكائد هذا الزمان، في لبنان كما في غيره من بلدان "الهلال الخصيب"، أنّ باقة المصطلحات والمفاهيم الحداثية، حين تختلط بالخطاب المذهبيّ العدائي، وتتفنّن في تلبيسه أقنعة وستائر، إنّما تؤدي دوراً نقيضاً لكل ما من شأنه ضبط معدّل العدائية في هذا الخطاب، وأكثر من ذلك، فهي تؤهّل الطرف الأكثر اختباء وراء هذه الأقنعة والستائر، على الاختباء أيضاً وراء سواتر من إنس ومن جماد، والانشراح كالطاووس: فهو في منزلة "ما فوق الفتنة"، وهو القائم بدرء الفتنة بالفتنة في الوقت نفسه، وهو من يستبيح منطق الدولة ليلاً ونهاراً، الى إن يختار "التترّس" بها، ووراء معالمها، حين يستطيب ذلك.
وفي كلّ مرّة، يحدث فيها أمر كهذا، يأخذ قسم كبير من الساسة وقسم كبير أيضاً من المثقفين، وقتاً كبيراً قبل أن يصلوا الى حيث تسمية الأمور بأسمائها. فمن وراء برقع "المقاومة" وبرقع "الدولة"، وكل برقع آخر، ثمة منطلقات أساسية تغفل عنها السياسة المحكي بها، والثقافة الشائعة، على طفيليتها. من هذه المنطلقات، إنّ ما يجري منذ تعليق حرب تمّوز، هو انطلاقة مشروع لتحكيم طائفة بأخرى، بل لتسيّد الطائفة التي تقودها منظمة "حزب الله" على بقية المجموع اللبنانيّ، وأنّ المضادات الحيوية وغير الحيوية، التي أفرزها المجتمع اللبناني، بالمفرد أو بالجمع، في السنوات الأخيرة، لمقاومة هذا المشروع الهيمنيّ المسلّح، الذي يقوده حزب لكن من موقع قيادته لطائفته، هي مضادات لا يمكن الاحتكام لدائرة المصطلحات والمفاهيم الحداثية لإبداء الموقف منها، بشكل مجرّد، ومعلّق في الفضاء، بل إن شرط هذا الاحتكام هو ربطه دائماً، وبشكل مباشر وفطن في آن، على صعوبة ذلك، بالمشكلة الأساسية: ثمّة حزب يقود طائفة ويريد أن يقود البلد كلّه بالشكل نفسه وبالمضمون نفسه الذي يقود فيه طائفته، وبالتالي بشكل يجعل طائفته في موقع التسيّد على بقية اللبنانيين. وهذا الحزب يتفوّق على أخصامه ليس فقط بوفرة العديد والسلاح والجنوح الأيديولوجي، إنما أيضاً بشخصية قيادية كاريزمية استثنائية، نجحت في أن تكون عنواناً لضبط خطابها المذهبي، بما حوّله الى خطاب مذهبيّ ملبّس، بخلطة من بقايا الوطنية والقومية والشعبوية، في مقابل بقاء أخصامه منقسمين بين نمطين خطابيين:
فإما خطاب "معتدل" كثيراً ما يقوده التزامه المعجم الحداثيّ للمصطلحات والمفاهيم بدعوى العبور إليها، الى أن يمتنع عن تسمية الأمور بأسمائها، من حيث هي بشكل نافر، محاولة اضطهاد طائفة لأخرى، وتسيّد طائفة بعينها، بواسطة حزبها المسلّح على بقية الطوائف.
وإما خطاب "متطرّف" يراهن على النعرة المذهبية العارية وحدها في مواجهة هذا المشروع الفئوي الشموليّ، فتكون النتيجة أنّه إذ ينجح في تسمية الأمور بأسمائها نوعاً ما، أي الإشارة ببساطة الى جوهر المسألة، السمكة المستأسدة على الأخرى، إلا أنّه يبدو عاجزاً عن تأمين الحدّ الأدنى من الثقة بأهليته السياسية، حين لا يكون قادراً على تلبيس خطابه المذهبي هو الآخر، بلغة سياسية حديثة.
ففي الصراع المذهبيّ، النافر كثيراً ما يخسر، والتلبيس لا غنى عنه، إذا ما أراد المضطهَدون، على أساس مذهبي أو طائفي أو مناطقي، ألا يستفرد بهم الواحد تلو الآخر.
للأسف، الثنائية القائمة في مواجهة مشروع "حزب الله" الهيمنيّ الفئوي ليست قادرة بهذا المعنى على الجمع بين فضيلتي تسمية الأمور بأسمائها (طائفة تضطهد أخرى، وتباعاً بقية الطوائف) وبين بناء استراتيجية وطنية تستمدّ شرعيتها من القناعة بوجوب إحلال نظام جديد لا مكان فيه لإمكانية اضطهاد طائفة لأخرى، بعد كل ما تجرّعناه من مشاريع حاولت ذلك في عمر هذا الكيان اللبناني الكولونياليّ النشأة.
يبقى أنّ لهذا "الأسف" حدود: فمشروع الهيمنة الفئوية الذي يقوده "حزب الله" قد تكفّل بنفسه حلّ مشكلة استعصاء مشكلته عن الحلّ، وذلك من خلال تورّطه، وتفاقم دائرة تورّطه في سوريا.
 
«حزب الله»: سنكون حيث يقتضي الواجب ولن تمنعنا جغرافيا ولا خطوط حمر
 بيروت «الراي»
أعلن رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد أن «الهدف الأساسي من استهداف الدولة والشعب والوحدة والمكونات والامكانات في سورية هو جعلها مثخنة بالجراح حتى تقبل بالشروط الأميركية - الإسرائيلية وتتخلى عن دعم محور الممانعة في المنطقة»، مؤكدا أن «سورية هي محطة للانتقال إلى المقاومة في لبنان، ولذلك فإن من حقنا أن نهيئ كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا وأرضنا ووطننا ومقاومتنا، وسنكون حيث يقتضي الواجب من دون أن تمنعنا جغرافيا ولا خطوط حمر يحاول العدو أن يفرضها على المعادلة».
واكد رعد أن «ما نقوم به هو لتحصين مقاومتنا وشعبنا في مواجهة الخطر الإسرائيلي المتربص شراً بوطننا»، لافتاً الى أن «العدو الصهيوني استحدث امتداداً لمحوره ضدنا وقد أوكل مهمته لأعوانه من التكفيريين ليطعنوننا في ظهرنا من الخلف عبر الحدود السورية في البقاع»، مشددا على أن «بندقية المقاومة ستبقى مصوبة في اتجاه العدو الإسرائيلي وكل مَن يُستخدم من قبله ويحاول أن يحمي مشروعه».
 
إنتشار مسلّح لسرايا "حزب الله" على مشارف عبرا وصيدا تواجه الفتنة.. بتضحيات الجيش الوطني
المستقبل..صيدا ـ رأفت نعيم              
وحطت الفتنة رحالها في صيدا بعد محاولة أولى فاشلة لها قبل أقل من أسبوع... لتشتعل هذه المرة من بابها الواسع، وباعتداء آثم على الجيش اللبناني من قبل بعض مناصري الشيخ أحمد الأسير في محيط مربعه الأمني في عبرا، وأوقع هذا الاعتداء عدداً من العسكريين شهداء وجرحى وتطور الأمر الى اشتباكات هي الأعنف والأقوى من نوعها بين الجيش من جهة ومناصري الشيخ أحمد الأسير واستمرت حتى ساعات الليل. ..
وتركزت الاشتباكات في محيط المربع الأمني وشوارع عبرا الداخلية بالإضافة الى الشارع الرئيسي المحاذي لشارع مسجد بلال بن رباح واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون التي طاول بعضه المبنى الذي يقع فوق المسجد والمقابل لمكتب الأسير. ..
كان الوضع هادئاً حتى ما بعد الواحدة ظهراً في عبرا كما في صيدا التي كانت استفاقت السبت على أجواء تهدئة جراء تمديد مهلة الأسير لإخلاء الشقق لأسبوعين قادمين، لتستفيق في عطلة نهاية أسبوع بدأت هادئة، لكنها لم تكمل كذلك، فما كان مخبأ للمدينة كان ناراً تحت رماد أحداث الثلاثاء الماضي، وسرعان ما اشتعلت من جديد لتحرق المدينة ..
الثانية من بعد الظهر سمعت أصوات طلقات نارية في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا، سرعان ما ارتفعت وتيرتها واتخذت شكل اشتباك، ليتبين أن اعتداء وقع على الجيش من قبل بعض مناصري الشيخ أحمد الأسير على خلفية توقيف قريب لأحد مرافقيه، حيث تعرضت نقطة حاجز الجيش عند مدخل المربع الأمني للأسير لهجوم من قبل بعض مناصري الأسير ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة ملازم أول وإصابة عدد آخر بجروح، قبل ان تعلن قيادة الجيش عن استشهاد ضابطين واربعة عسكريين، (وعند الساعة الثانية عشرة والنصف من منتصف ليل الماضي، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان عدد شهداء الجيش ارتفع الىعشرة بالاضافة الى اصابة 35 آخرين بجروح مختلفة.
ورد الجيش بقوة على هذا الاعتداء حيث دارت اشتباكات عنيفة بين جنوده وبين مناصري الأسير الذين تحصنوا داخل المربع الأمني وبين الأبنية السكنية وخلف دشم وتحصينات كان الأسير ومناصروه بدأوا برفعها حول المكان قبل أيام. ومع مرور الساعة الأولى على بدء الاشتباك كانت وتيرة المواجهة تتصاعد رشقات نارية متبادلة وقصفاً بالقذائف الصاروخية، وارتفعت معها الإصابات البشرية في صفوف الجيش وفي صفوف مناصري الأسير حيث أفيد عن مقتل أحد مرافقيه ويدعى علي وحيد وإصابة أكثر من 15 من بينهم شقيقه أمجد... وفيما نقل شهداء وجرحى الجيش الى مستشفى صيدا الحكومي، بقي جرحى مناصري الأسير في ساحة المواجهة وسط محاولات لإخلائهم، أفشلها هجوم آخر على ملالة للجيش أمام مسجد حمزة حيث أقدم مسلحو الأسير على استهدافها بقواذف صاروخية ما أدى احتراقها وشوهد أحد جنود الجيش وهو يخرج منها مشتعلاً وعمد بعض المارة الى إطفائه، قبل أن يتمكن عناصر من جمعية الشفاء والجمعية الطبية الإسلامية من سحب شهداء وجرحى الجيش تحت وابل من النار، واستخدم الجيش في مواجهته للأسير قذائف الهاون والأسلحة المتوسطة والصاروخية من مرابضه في تلة مار الياس وجون والأولي...
في هذا الوقت كان عناصر من حزب الله وسراياه ينتشرون على التلال المشرفة على عبرا والمناطق المواجهة لها، وسجّل ظهور مسلح لهؤلاء على تلة قريبة من دارة آل الحريري في مجدليون وكذلك على أسطح عدد من المباني في المنطقة... وعلم في هذا السياق أن قوة كبيرة من مسلحي الحزب دخلت عبرا وتمركزت في محيط ثانوية السيدة للراهبات المخلصيات... وفي المقابل سجل انتشار لعناصر مسلحة مقنعة من مناصري الأسير على طول البولفار الشرقي لمدينة صيدا، عمد بعضهم الى قطع الطريق بإطلاق النار في الهواء أو بإشعال الإطارات المطاطية، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني الذي عمل على ملاحقتهم واشتبك لبعض الوقت مع عدد منهم، واستمر إطلاق النار من هؤلاء متنقلاً في أنحاء عدة من محيط وسط المدينة وأصابت رصاصات القنص عدداً من المدنيين ومن بينهم رئيس جمعية الاستجابة الشيخ نديم حجازي ومرافقه... كما أصابت شظية قذيفة صاروخية المواطن جوزيف داغر أثناء تواجده على شرفة منزله في منطقة علمان. وحوصرت مئات العائلات في بيوتها سواء في مناطق الاشتباكات أو في أحياء صيدا التي طاولها رصاص القنص، وشلت الحركة في شوارع المدينة الرئيسية... كما أصيب عدد من عناصر الجيش في أعمال قنص على البولفار البحري للمدينة.
وفيما الجيش منشغل في مواجهة مسلحي الأسير في عبرا والمسلحين المقنعون في شوارع صيدا، تعرضت نقطة الجيش في التعمير لهجوم بقذيفة صاروخية من داخل منطقة تعمير عين الحلوة، سرعان ما تطور الأمر الى اشتباك بين الجيش وبين مجموعة فلسطينية مسلحة داخل منطقة التعمير ما استدعى تدخل القوى الفلسطينية في المخيم لضبط هذه المجموعة ومنعها من جر المخيم الى مواجهة مع الجيش... واستمرت الاشتباكات متقطعة حتى وقت متقدم من الليل...
حصيلة الاشتباكات
وفي ما يلي أسماء العسكريبن الشهداء: رامي خبيز، الملازم أول سامر طانيوس، الملازم أول جورج أبو صعب، الملازم أول نقولا الناشف، إيلي رحمة، علي المصري .
أما العسكريون الجرحى فهم "وهيب الناظر، النقيب علي يونس، حسن حلاق، مفيد أبو حمدان، محمد نسب، نادر جمال، الياس قشاقش، جعفر قعفراني، خالد خضر، ماجد خدوش، حسن الفن، حازم حكمت خليل، زهير حيدر، هيثم عمور، زكي الديراني، محمد العبد، وابراهيم العقلة .
اما الجرحى المدنيون فهم: محمد الكبش، محمد أحمد موسى، زينة الشامية، صباح الحريري، سليم محمد زيتوني، محمد زكريا عفارة، أحمد محمد حجازي، جمال ميعاري، عيسى قطان، كمال لبيب العكاوي، رمزي ندسم زيدان، ملكة وليد، نديم حجازي، جوزيف داغر، أحمد محمود حجازي، محمد زكريا عفارة، سليم محمد زيتوني، أسامة أحمد الرفاعي، شوقي سليم أبو صالح ..
جنبلاط: الجيش لا يحاور قاتليه
كشف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنّه اتصل بمسؤول الأمن والإرتباط في "حزب الله" وفيق صفا، الذي وعده بسحب المسلحين من محيط عبرا، وأكد جنبلاط في حديث تلفزيوني أن "الجيش لا يمكن أن يحاور قاتليه". مشدّداً على أنّ "صيدا ليست ملكاً لأحد، بل هي عاصمة الجنوب".
وقال: "فلننأَ بأنفسنا عن استيراد الفتنة ونحن مع الجيش"، مشيراً إلى أنّه "لا يمكن أن نطلب من الجيش أن يحاور من قتل ضباطه، يجب إعادة صيدا إلى كل أهلها من دون الظواهر الأسيرية". ودعا إلى "تشكيل حكومة من دون شروط تعجيزية"، مشيراً إلى أنّ ذلك يسمح "بانتقال الخلاف السياسي إلى طاولة رئيس مجلس الوزراء، دون أن يذهب هذا الخلاف إلى شوارع وأحياء طرابلس وعرسال وصيدا". وتابع: "المطلوب اليوم سد الفراغ بحكومة تدير البلاد سياسياً، وليس عسكرياً على الأرض".
وكشف جنبلاط أنّه "على تواصل مع الرئيس سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وحزب الله لحلحلة ملف تشكيل الحكومة"، مشيراً إلى أنّ "(وزير الشؤون الإجتماعيّة في حكومة تصريف الأعمال) وائل أبو فاعور سيتوجه غداً إلى السعودية ليناقش والحريري الأزمة في لبنان، وآلية تشكيل الحكومة" لدرء الفتنة عن البلاد". وتحدث جنبلاط عن "خبث مطلق لدى المجتمعين في الدوحة"، مشيراً إلى أنّ "اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة بشّرنا بأن الحرب في سوريا طويلة وطاحنة"، مشيراً إلى ضرورة "تجنيب لبنان هذه الحرب الخبيثة".
الجماعة الاسلامية
واصدرت الجماعة الاسلامية في صيدا بيانا جاء فيه: أكدت الجماعة الإسلامية أن اشتداد حدة المعارك في منطقة عبرا تستدعي قبل كل شيء عملاً سريعاً لوقف إطلاق النار والعمل على مبادرة سياسية تجنب المدينة والمدنيين والعسكريين مزيداً من الخسائر في الأرواح والممتلكات ليتم إغاثة الناس والتواصل مع المعنيين لوقف المعارك الدائرة. ونحن في الجماعة الإسلامية أجرينا اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي والقيادة العسكرية للجيش اللبناني في منطقة صيدا ومع كل فعاليات المدينة، للوصول الى وقف جدي لإطلاق النار.
التنظيم الناصري
من جهته اعتبر أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد أن استئناف الاشتباكات اليوم يدل على أن العوامل التي أدت إلى الاشتباكات يوم الثلاثاء لا تزال مستمرة. وأشار سعد إلى توسع الفلتان الأمني، وانتشار ملثمين على طريق الساحل يقطعون الطريق، ويحاولون الاعتداء على المواطنين المتوجهين من الجنوب إلى بيروت. داعياً الجيش إلى أن يتخذ قراراً حاسماً بفرض الأمن والاستقرار وقمع المسلحين، مشدداً على أن التنظيم الشعبي الناصري لا يشارك في ما يجري من قتال بين الجيش والأسير، كما أنه لا وجود لقوى أخرى مشتركة في الاشتباك مع الجيش سوى مجموعة الأسير. واستهجن سعد غياب وزير الداخلية، علماً بأنه هو من شرّع المربع الأمني، حيث لا نسمع صوته اليوم، ومن الضروري إنهاء المربع الأمني، ولا نقبل بغير ذلك. ويتحمل المسؤولية عما يجري من أعطى جماعة الأسير الحق بتدشيم المربع الأمني، وتحويل المسجد إلى مركز عسكري.
البزري
واعتبر الدكتور عبد الرحمن البزري ان ما حدث في صيدا حرب حقيقية وان المدينة هي الخاسر الاكبر وان التطورات الامنية والعسكرية هي نتيجة سوء ادارة و تراخٍ وتلكوء من السلطة التنفيذية. كما واكد البزري على اهمية الجيش ودوره الوطني الجامع والضامن للامن والاستقرار معتبراً انه لا مبرر للتعدي على الجيش وانه يعتبر شهداء الجيش والمؤسسة العسكرية جزءاً لا يتجزء من أبناء المدينة وان كرامته من كرامة الوطن, فالجيش هو ورقة التوت المتبقية التي تستر عورة ما تبقى من مؤسسات الدولة المنهارة وخسارته تعني خسارة الجميع. وختم البزري ان صيدا عانت من كارثة ومحنة كبرى وان المواطن الصيداوي يدفع الاثمان الباهظة من سلامته وأمنه ورزقه و معيشته.
الأسير
وكان الشيخ احمد الأسير أوضح في بيان صادر عنه ملابسات الحادث الذي وقع في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا فقال: "قام عناصر في حاجز للجيش اللبناني نُصب بشكل استفزازي في محيط المسجد اليوم (امس) بالاعتداء على اثنين من مناصرينا ضرباً وسبّاً وشتماً، وعند سعي عدد من المناصرين استيضاح حقيقة ما جرى، قام عناصر من الحاجز المذكور بإطلاق النار بشكل مباشر على المناصرين وتزامن ذلك بشكل فوري مع إطلاق النار من شقق حزب اللات المدجّجة بأسلحة في محيط المسجد، في خطوة تدل على تنسيق وقرار بين الطرفين. وما هي إلا دقائق معدودات حتى بدأت القذائف الصاروخية من العيار الثقيل بالتساقط على المسجد مباشرةً وكل ما يحيط بالمسجد من مبانٍ سكنية آمنة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات في صفوف النساء والأطفال والمدنيين. ويتواصل تساقط القذائف الصاروخية من تلّة مار الياس في حارة صيدا بشكل فاضح وواضح.
 
لبنان: هيبة الدولة أمام «كمين» الأسير في صيدا
بيروت – «الحياة»
فوجئ اللبنانيون بتدهور الوضع الأمني في صيدا على نطاق واسع من دون سابق انذار، وحوّلها الى مدينة أشباح بعد الاعتداءات التي استهدفت وحدات الجيش المتمركزة فيها، من جانب مجموعات تنتمي الى امام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ أحمد الأسير على رغم انه كان تعهد بتمديد مهلة الإنذار لإخلاء شقتين يشغلهما «حزب الله»، وتقعان في مقابل المركز الذي يقيم فيه، افساحاً في المجال أمام الطلاب للتقدم لامتحاناتهم الرسمية التي بدأت أول من أمس وتستمر 15 يوماً. وتقرر تأجيل هذه الامتحانات في صيدا اليوم.
وبصرف النظر عن الذرائع التي لجأ اليها الأسير لتبرير اعتدائه «بدم بارد» على الجيش، والذي أدى الى استشهاد عدد من الضباط والعسكريين اضافة الى سقوط جرحى في صفوفه، فإنه وضع الجميع أمام خيار صعب يقضي بإنهاء ظاهرته حفاظاً على هيبة الدولة اللبنانية التي تجتاز حالياً اختباراً صعباً ليس في مقدورها ان تتخطاه لئلا تفقد المؤسسة العسكرية دورها في الحفاظ على السلم الأهلي وقطع الطريق على من يحاول تهديد استقرار اللبنانيين وصولاً الى تعميم الفوضى والفلتان.
وإذ لقيت الاعتداءات المتنقلة على وحدات الجيش حملات واسعة من الاستنكار والشجب والإدانة ودعوات الى التضامن معه لحسم الوضع المريب الذي عاشته صيدا وجوارها، فإن الاتصالات الرسمية والسياسية انشغلت في حصر ذيول ومضاعفات هذه الاعتداءات في مكانها الجغرافي وعدم انتقال شرارتها الى مناطق أخرى بعدما تردد أن عناصر من «حزب الله» تمددت على أوتوستراد الرئيس نبيه بري وصولاً الى التلال المحيطة ببلدة مجدليون حيث تقع دارة آل الحريري.
وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية أن تمدد «حزب الله» في اتجاه مجدليون تصدر الاتصالات التي شملت الرؤساء ميشال سليمان وبري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط والنائب بهية الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تعهد بإعادة الوضع الى طبيعته في هذه المنطقة.
كما علمت «الحياة» ان جنبلاط اتصل بمسؤول التعبئة في «حزب الله» وفيق صفا، وأن النائب مروان حمادة تواصل مع بري الذي تحرك في كل اتجاه من أجل معالجة مثل هذه الإشكالات، فيما كان الجيش بعد ان استقدم تعزيزات من خارج المنطقة، يطبق سيطرته على المبنى الذي يقيم فيه الأسير الذي حاول جاهداً طلب التدخل من مجموعات فلسطينية في حي التعمير في مخيم عين الحلوة تنتمي الى «جند الشام» و «فتح الإسلام» لكن وحدات الجيش أعلنت التأهب في محيط المخيم تحسباً لأي تدخل مع ان الفصائل الفلسطينية الرئيسة سارعت الى ضبط الوضع وعملت على تطويق أي محاولة لإقحام المخيم.
وحاول الأسير التوجه الى مناصريه عبر رسائل صوتية يدعوهم فيها للتحرك من أجل نجدته، مستخدماً لغة التحريض ضد الجيش وكل اشكال التعبئة المذهبية لكنه لم يلق التجاوب المطلوب في صيدا.
واللافت كان في رد فعل قيادة الجيش – مديرية التوجيه على الاعتداءات الذي استهدفته، وهي أوردت في بيانها انه سقط للجيش اللبناني «غدراً عدد من الشهداء والجرحى والمؤسف انهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه». ولفت البيان الى ان الجيش «حاول منذ أشهر ابعاد لبنان عن الحوادث السورية وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ الأسير حرصاً منه على احتواء الفتنة، ولم يرد على محاولات زرع الفتنة الا بالعمل على حفظ الأمن، لكن ما حصل في صيدا يفوق كل التوقعات واستهدف الجيش بدم بارد وبنيّة مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى عام 1975 (بداية الحرب الأهلية) بغية ادخال لبنان مجدداً في دوامة العنف».
وشددت قيادة الجيش كما ورد في البيان، على رفضها «اللغة المزدوجة»، ودعت قيادات صيدا ومرجعياتها الى «التعبير عن موقفهم علناً وبصراحة فإما أن يكونوا الى جانب الجيش لحماية المدينة وأهلها، أو أن يكونوا الى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين». وأكدت مواصلة مهمتها «لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش».
وأكد سليمان أن «الدعوات للعسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضد الجيش تصب في خانة مصلحة أعداء لبنان ولن تجد آذاناً صاغية لدى المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين ولدى أفراد الجيش»، وذلك في رد على الدعوات المتكررة التي أطلقها الأسير في هذا الخصوص لا سيما بعدما أطبق الجيش الخناق على مقر اقامته.
وقال سليمان إن الجيش اللبناني «يحوز ثقة الشعب وتأييده والتفافه حوله كما يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل كي يقمع المعتدين على أمن المواطنين والعسكريين والمحرضين على النيل من وحدته وتوقيف الفاعلين وإحالتهم على القضاء المختص». ودعا الوزراء والقادة المعنيين بالأمن الى اجتماع يعقد اليوم في بعبدا.
ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى «دعم مهمة الجيش في حفظ الأمن والاستقرار وعدم الانجرار وراء محاولات تفجير الأوضاع»، فيما أكد الرئيس سلام «ضرورة قيام الجيش والقوى الأمنية بمعالجة الوضع على الأرض بالسرعة الممكنة واعتقال الفاعلين».
وكان تردد مع اطباق وحدات من الجيش على المنطقة المحيطة بمقر الأسير في عبرا ان الأخير تمكن من الانتقال الى مكان آخر في صيدا بواسطة سيارة اسعاف، لكن أي جهة لم تؤكد الأمر.
واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة بدوره ان «شهداء الجيش اللبناني في عبرا هم شهداء صيدا وكل لبنان»، وقال: «نحن في الأساس مع الدولة ومؤسساتها وفي طليعتها المؤسسات العسكرية والأمنية ومع تطبيق القانون، وصيدا كانت وستبقى مدينة الالتزام بالدولة ولا تقبل أن يضعها أحد في مواجهة الجيش أو الدولة».
ولفت الى أن «محاولات جرت لجر صيدا الى الفتنة ولاستدراج البعض فيها للخروج على القانون»، وقال ان «هذه المحاولات مرفوضة وفاشلة والمدينة قالت في الأساس لا لقطع الطرق وحمل السلاح ولا للمكاتب الحزبية المسلحة والشقق المسلحة من أبناء المدينة وخارجها، ولن نقبل بأي تجاوز على الأمن والحريات والعيش المشترك». وشدد على ضرورة «وقف اطلاق النار فوراً بطلب من أهل المدينة وكل اللبنانيين ورفض منطق السلاح في مقابل السلاح وضرورة اخلاء الشقق المسلحة، ومغادرة مسلحي حزب الله ومن يسمون سرايا المقاومة فهم في الأصل سبب الفتنة والبلاء ومن ثم تطبيق خطة أمنية تسحب المظاهر المسلحة من كل الأطراف بالتعاون مع الجيش».
ونبه الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري «من أي محاولة لاستدراج صيدا الى مواجهة مع الدولة والجيش، مشدداً على وجوب «اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي المدينة وأهلها ووقف مسلسل الفتن المتنقلة التي تتهدد لبنان». وقال في بيان: «الخطيئة الكبرى التي يتحمل مسؤوليتها حزب الله من خلال استفزاز المواطنين في عاصمة الجنوب ونشر البؤر الأمنية في الأحياء، لا يصح ان تشكل مبرراً للخروج عن القانون واللجوء الى استخدام السلاح ضد مراكز الجيش أو أي قوى أمنية شرعية». وأهاب «بجميع المواطنين عدم الانجرار الى أي ردود فعل سلبية من شأنها ان تغطي إرتكابات حزب الله». وأكد ان الاستقرار «لن يتحقق إلا من خلال الدولة ومؤسساتها لا سيما من خلال الجيش الذي نعول على حكمة قيادته في اتخاذ التدابير التي تحمي المدينة وتجنب السقوط في أفخاخ المحرضين». ولفت الى «ان شهداء الجيش هم شهداء كل الوطن وخسارتهم خسارة لكل لبناني يؤمن بالدولة ومؤسساتها».
وقالت النائب الحريري: «نعوّل على الجيش لحفظ الأمن والاستقرار أكثر من أي وقت مضى، وحوادث صيدا تأتي في اطار الفتنة وتم التحضير لها منذ أشهر طويلة، وكنت حاولت العمل جاهدة من أجل الحفاظ على مدينتي وأهلها وعيشها المشترك مسيحييها ومسلميها من سنّة وشيعة».وأضافت: «حوصرنا في منازلنا، وإنني على يقين بأن ما حصل هو تدمير لصيدا وأهلها، وسمعت مراراً خطابات التهديد والوعيد والإنذارات وأما وقد أصبح الاقتتال على أبواب كل منازل أهلنا، فإنني أدعو الذين توعدوا صيدا سراً وعلانية الى أن يتفضلوا فنحن باقون في منازلنا وصيدا ستبقى حرة وفي عهدة الدولة والجيش».
وحمل رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد الحكومة مسؤولية ما يحصل في صيدا، ودعا القوى السياسية الى اتخاذ «موقف حاسم» بدعم الجيش في إصراره على ضبط الوضع، فيما اعتبر الرئيس السابق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري ان ما حصل «حرب حقيقية». وقال إن الجيش «هو القادر على حفظ الأمن ليغطي ما تبقى من عودة انهيار مؤسسات النظام اللبناني وضرب ما تبقى لدى اللبنانيين من أمل لاسترداد دولتهم».
 
الجيش اللبناني يهاجم معقل الأسير قرب صيدا
بيروت - «الراي»
عاش لبنان لحظات حرجة امنيا وسياسيا، أمس، بعد انفجار مواجهة عسكرية بين الجيش وانصار الشيخ احمد الاسير، امام مسجد بلال بن رباح قرب مدينة صيدا الجنوبية، سعى الجيش خلالها الى انهاء «الحالة الاسيرية» بعد ان حظي بغطاء سياسي شبه كامل من كل الاطراف السياسية الرئيسية في لبنان، ما خلا بعض تحركات التضامن مع الأسير في بيروت وطرابلس، خصوصا ان المواجهة بدأت بمقتل عدد من ضباط وعسكريي الجيش بنيران انصار الاسير.
وذكرت مصادر امنية ان الجيش سيطر مساء على منطقة عبرا التي كان ينتشر فيها انصار الاسير وطوق مسجد بلال بن رباح. وحتى ساعة متقدمة امس، لم يكن قد اتضح مكان الاسير وعدد من انصاره ولا سيما الفنان المعتزل فضل شاكر الذي تردد انه غادر مبنى كان يتحصن فيه الى جهة لم تحدد.
وافادت قيادة الجيش في بيان ان «مجموعة مسلحة تابعة للأسير قامت ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا قرب صيدا، ما أدى الى استشهاد ضابطين واحد العسكريين واصابة عدد آخر بجروح بالاضافة الى تضرر عدد من الآليات العسكرية».
وليلا اعلن الجيش ان عدد قتلاه ارتفع الى 6 بالاضافة الى 19 جريحاً.
وبدا ان انزلاق الاسير الى الصِدام المباشر مع الجيش وضع «الحالة الأسيرية» التي تمدّدت في الاشهر الاخيرة تحت عنوان «التصدي لحزب الله وهيمنته» في مأزق نظراً الى الرمزية التي لا يزال يمثّلها الجيش لدى كل الطوائف والتي تجعل من الصعب على ايّ فريق تغطية اي اعتداء على المؤسسة العسكرية، وهذا ما عكسه اعلان كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام الوقوف خلف اجراءات الجيش.
وعلمت «الراي» ان «حزب الله» الذي بدا الرابح الاكبر من انجرار الاسير الى المعركة مع الجيش كان قد اتخذ قراراً بالتصدي بقسوة لأيّ تعرّض يحصل لعدد من الشقق التابعة له في محيط مسجد بلال بن رباح او على «سرايا المقاومة» المؤيدة له في صيدا وان الحزب أبلغ من يعنيهم الامر رسالة شديدة اللهجة بالا يجربه أحد.
الا ان المعركة بقيت محصورة بشكل رئيسي مع الجيش الذي استقدم تعزيزات عسكرية واستدعى فوج المغاوير ودخل المربع الامني للشيخ الاسير تمهيدا لتوقيف مطلقي النار على الجيش وسط حركة نزوح من ابناء المنطقة الى مدينة صيدا الاكثر أمنا.
كما اتخذ الجيش اجراءات امنية احترازية في محيط المخيمات الفلسطينية في صيدا، حيث علمت «الراي» انه اقفل الطريق الرئيسية الى مخيم المية ومية والممرات الفردية للمشاة الى عين الحلوة، بعدما بدأ عناصر حركة «جند الشام» سابقا المؤيدين للاسير تحركا احتجاجيا في منطقة الطوارئ التعمير القريبة من عين الحلوة واقفلوا الطريق الرئيسية بالاطارات المشتعلة ما دفع القوى الفلسطينية الى التحرك لتطويق اي احتقان منعاً لامتداد الاشتباك، حيث اكد اللواء منير المقدح ان اتصالات تجري مع كل القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية لمنع جر الاشتباك الى عين الحلوة وتعميره. غير ان اطلاقا للنار حصل في منطقة التعمير ليلا.
وترافقت المعارك مع دعوة الاسير جميع العسكريين (السنّة) في الجيش إلى «الانشقاق فوراً وعدم المشاركة في قتل إخوانه»، داعيا عبر تسجيل صوتي مناصريه في كافة المناطق اللبنانية، إلى «نجدته»، قائلاً «هبّوا لنجدتنا، يتم قتلنا من قِبل حزب اللات (حزب الله) والجيش اللبناني، توجهوا فوراً إلى صيدا»، مطالبا باقي الانصار في المناطق اللبنانية بقفل الطرق احتجاجاً وهو ما بدأ بالحصول مساء على مدخل بيروت الجنوبي عند المدينة الرياضية وفي طرابلس.
وتفاعلت الإشاعات عن انشقاقات في صفوف الجيش اللبناني ما اضطر مصادر عسكرية لنفي ذلك بوصفه «اكاذيب واضاليل لا تستحق الرد» علماً ان قياديين في «تيار المستقبل» كانوا رفضوا بشدة دعوة الاسير العناصر السنّة في المؤسسة العسكرية للانشقاق.
 
لبنان يخشى أن يكون «ساحة الردّ» على مؤتمر الدوحة
 بيروت - «الراي»
بدا منسوب المخاوف اللبنانية من الانزلاق نحو مزيد من الاضطرابات الأمنية والانسداد السياسي في ذروته مع تعاقُب الأحداث والافتعالات الامنية والتي كان آخرها امس انفجار الوضع في صيدا بين إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير من جهة وبين الجيش اللبناني و«حزب الله» من جهة اخرى والعثور على عبوة ناسفة قرب مركز لحزب البعث العربي الاشتراكي الموالي للنظام السوري في بلدة جلالا القريبة من شتورا في البقاع الاوسط.
وجاء هذان الحادثان في الوقت الذي تشهد منطقتا البقاع الشمالي والاوسط احتقاناً شديداً على خلفية ما تعرضت له بلدة عرسال من حصار على ايدي عشائر في بعلبك والهرمل وعمليات قطع الطرق التي حصلت في مناطق ذات غالبيات سنية ليزيدا «الغليان» ويبقيا الوضع في مجمل مناطق البقاعين الشمالي والاوسط عرضة لاضطرابات محتملة في اي لحظة. كما ان تداعيات العثور على قاعدة صاروخية في بلدة بلونة الكسروانية انطلق منها سقوط صاروخ على محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع في بعبدا لم تفارق المشهد المأزوم الذي يعيش لبنان على وقع تطوراته ساعة بساعة وسط عجز امني متعاظم عن ضبط الوضع من جهة وانسداد سياسي يحول حتى الان دون تمكن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام من تأليف الحكومة من جهة اخرى.
وأعربت أوساط واسعة الاطلاع لـ »الراي » عن خشيتها من تفاقم هذا الوضع نحو مزيد من التداعيات الامنية والسياسية والاقتصادية لان اي ملامح جدية لانفراج سياسي يوفر فرصة لتشكيل الحكومة بما يعنيه ذلك من انفراج ولو محدود لا تبدو ممكنة بعد. ولم يكن ادلّ على ذلك من مسارعة رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد الى تأكيد رفض الحزب وحلفائه تشكيل الحكومة على قاعدة توزيع الثلاث الثمانيات لكل من افرقاء 14 و 8 اذار والوسطيين التي يتمسك بها الرئيس المكلف.
وجاء موقف رعد بعد ساعات قليلة من إعلان سلام تمسكه بهذه المعادلة من قصر بعبدا الذي زاره اول من امس حيث عرض مع الرئيس ميشال سليمان المناخ الجديد لمعاودة تحريك المساعي لتشكيل الحكومة.
وفي اعتقاد الاوساط نفسها ان لبنان مقبل على جولة جديدة من المتاعب في ظل الارتباط المحكم بين أوضاعه المتدهورة وتطورات الازمة السورية. ولفتت في هذا السياق الى ان الاحداث الاخيرة أمنياً وسياسياً حصلت في ظل انعقاد مؤتمر اصدقاء سورية في قــطــر الــذي انتهى الــى قرار مهم جداً ومفصلي فــي تسليح المعارضة مـــدفوعاً هذه المرة بـــقرار امــيركي.
وتقول الأوساط ان جزءاً اساسياً من ردّ النظام السوري وحليفه «حزب الله» سيكون عبر الوضع اللبناني بحيث يُستبعد على الاقل تسهيل تشكيل اي حكومة لا يضمن فيها الحزب وحلفاؤه الثلث المعطل ولا يكون تشكيلها ضامناً لهؤلاء القدرة على تعطيل اي اتجاه في لبنان نحو تعزيز استخدامه ورقة ضغط على خصوم النظام السوري وايران اقليمياً ودولياً.
وتبعاً لذلك تضيف هذه الاوساط ان مرحلة الاسابيع القليلة المقبلة تبدو اقرب الى اختبار شديد الحساسية لمعرفة ما اذا كان لا يزال ممكناً التوصل الى تسوية سياسية لبنانية بالحدود الدنيا الممكنة لتشكيل حكومة تكون على صورة هذه التسوية ام ان تعذر الوصول اليها يعني الانزلاق أكثر فأكثر نحو مزيد من استرهان لبنان وربطه بالكامل بتطورات الازمة السورية. ولا تخفي الاوساط خشيتها من ارجحية الاحتمال الثاني لان خصوم »حزب الله» يحاذرون تشجيع الرئيس سلام على تشكيل حكومة امر واقع خشية ان تكون في اجندة الحزب الخفية خطة للرد على احتمال كهذا بمغامرة عسكرية واسعة النطاق وهو الامر الذي بات بعض الاعلام المحسوب على الحزب يتناوله ويُبرزه من زاوية الزعم بوجود خطط لمواجهة الفتنة.
وفي ظلّ هذه المعطيات ستتخذ المساعي التي ينتظر ان يضطلع بها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اعتباراً من هذا الاسبوع ابعاداً مهمة اذ ان وساطة الرجلين تبدو جسر الحوار الوحيد المتاح في البلاد الان. وشكل اتصال اجراه الرئيس بري بالرئيس سليمان اول من امس كسراً للجليد الذي ساد علاقتهما منذ مدة غير قصيرة في ما يُعتقد انه ايذان لقيام بري بدور في تسهيل تشكيل الحكومة جنباً الى جنب مع مساعي جنبلاط الذي يتردد انه سيوفد الوزير وائل ابو فاعور الى جدة للقاء الرئيس سعد الحريري وبعض المسؤولين السعوديين الكبار للبحث معهم في سبل تشكيل الحكومة ومجمل التطورات المحلية والاقليمية.
في موازاة ذلك، تلاحقت الاستعدادات لعقد مؤتمر قوى 14 آذار في مجمع «تلال» في كسارة - زحلة اليوم بمشاركة عدد كبير من النواب والشخصيات.
واعلن منسق الامانة العامة لـ 14 آذار فارس سعيد ان المؤتمر «سيكون عملاً استثنائياً يجمع ابناء البقاع ويعلن ان الاستقرار والأمن امانة في اعناق جميع اللبنانين، وليس صحيحاً أن بعض ابناء الوطن يعاني ويحترق بنار الفتنة وبعضهم يتفرج غير مبال. وستكون رسالة المؤتمر ان البقاع وكل لبنان ضد العودة الى الحرب الاهلية والخروج على الدولة والمؤسسات».
 
ناشطون شيعة مناهضون لـ «حزب الله» تظاهروا أمام السفارة الإيرانية
بيروت « الراي»
بعد أسبوعيْن على مقتل الناشط الشيعي المناهض لـ «حزب الله» هاشم السلمان خلال تظاهرة امام السفارة الايرانية في محلة الجناح في بيروت، اختار حزب «الانتماء اللبناني» تنفيذ اعتصام في المكان نفسه تضامناً مع «شهيد الظلم» ومطالبةً بمحاكمة «الظالم».
وواكبت الاعتصام الذي شارك فيه ما لا يزيد عن 50 شخصاً ولم يستمر اكثر من عشر دقائق إجراءات أمنية اسثنائية حرصاً على عدم تكرار المشهد الذي ارتسم امام السفارة الايرانية قبل اسبوعين حين «كمن» مناصرون لـ «حزب الله» يرتدون قمصاناً سود موحّدة للمتظاهرين ضد تدخّل الحزب عسكرياً في سورية فاعتدوا عليهم بالعصي (على مرأى من الاجهزة الامنية اللبنانية التي لم تتدخّل) قبل ان يحصل إطلاق نار قضى بنتيجته السلمان وهو مسؤول الهيئة الطالبية في حزب «الانتماء» الذي يترأسه احمد كامل الاسعد.
وحمل المشاركون في الاعتصام علماً لبنانياً كبيراً ووروداً بيض وضعوها مكان سقوط السلمان تحية له ولإيصال رسالة برفض مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية.
وفي حين حضر الاسعد وتلا النشيد الوطني ثم الفاتحة عن روح هاشم وغادر سريعاً، ألقى كريم رفاعي كلمة باسم المجتمع المدني، اعتبر فيها سلمان «شهيد كل لبنان استشهد لقول الحقيقة والوقوف في وجه الظلم»، مطالباً بمحاكمة «الظالم» في ردّ على اعلان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله تعليقاً على الجريمة انها «مدانة وعفوية ومَن قضى فيها قُتل مظلوماً».
 
 
تقرير إخباري
أسئلة مُقلقة من جبهة عبرا إلى الجنوب البعيد .. الحرب الأهلية خيار في الإشتباك مع حزب الله
اللواء...بقلم المحلل السياسي
في الطريق إلى الجنوب، جنوبي صيدا، وأنت تعبر «دوار الكرامة» كما يحلو (للشيخ أحمد الأسير أن يسميه)، وهو بوليفار نزيه البزري، عند النقطة التي تربط حارة صيدا، بصيدا المدينة، ساحة النجمة والبلدية، ثم عبوراً إلى الاتجاه الذي أنت تقصده، ومن دون أن تنسى عبرا، التي تدخل التاريخ، من باب حرب الجهاد (غير المقدّسة) التي أعلنها الشيخ السلفي الأسير، الذي ينتهي نسبه الى الحسيني، ضد حزب الله، حزب المقاومة، الذي صار حزب إيران، أو حزب حسن نصر الله (في إشارة الى السيّد حسن نصر الله الأمين العام للحزب)، في الطريق إلى الجنوب، كل شيء هادئ، فلا جلبة «الأيام الخوالي»، يلمس منها شيء، والقوى الأمنية، تتصرّف كما لو أن لا شيء يوحي بأزمة في المدينة أو عموم المحيط والجوار، ولا حتى أثر دارس «للتوترات الظرفية» التي دأب الأسير على الإعلان عنها، لأسباب يعرفها هو قبل سواه، تجده، عندما تعبر باتجاه الزهراني، الى ما هو أبعد.
لكن الأمر، في الوعي يختلف، ولكن الأسئلة تبقى تطرد الأسئلة، قبل اندلاع المواجهة بين الجيش اللبناني وعناصر الأسير المسلحة بعد انهيار «هدنة عبرا» وجوارها، التي كانت فرضتها الامتحانات الرسمية قبل أن تُصاب بالعين باعتبارها أقوى من اجتماعات مجلسي الأمن المركزي والفرعي، أو حتى اللقاءات التشاورية، وتصريحات رجال الدين الواعين أو غيرهم، في فرض الأمن على امتداد النقاط الساخنة، من جبل محسن وباب التبانة (حيث قادة المحاور اختفوا عن الشاشة منذ أكثر من أسبوعين) إلى المحور البقاعي بين عرسال واللبوة (البلدتان الشقيقتان أيام أحزاب اليسار وحركة المقاومة الوطنية اللبنانية من أيام التدخّل السوري إلى مواجهة الإحتلال الاسرائيلي واجتياحاته المتكررة) الى كورنيش المزرعة، حيث يتحرك فتية من الغلواء (أي الجمهور الأعمى في سلوكه) للتضامن مع عرسال، فضلاً عن صواريخ الليل (المجهولة - المعلومة المصدر) على طريق إمّا نسف الشرعية اللبنانية، أو تحرير لبنان من حزب الله؟!) التي تُطلق من هذه البلدة الكسروانية أو تلك باتجاه ضواحي بيروت ومنطقة بعبدا..
في الملحمة اللبنانية هذه، المندرجة تحت تعابير (في القاموس اللبناني) التداعيات، أو الارتدادات، أو ما بعد تدخّل حزب الله في الأزمة السورية، يبدو المشهد على غرابته من نوع أحداث العفاريت والأبالسة، على طريقة الملاحم البدائية لشعوب الأعصر البشرية المتأخرة في عهود ما بعد التدوين الأولى، من بلاد ما بين النهرين إلى «التراجيديا اليونانية» في أشعار هوميروس وملاحمه من الأوديسة إلى الإلياذة، وكل مشاعر العداء والكراهية في طبيعة بني البشر، فضلاً عن الكرامة والبطولة، والمناحات، والأخذ بالثأر، وإبادة مدن وممالك من أجل مسألة شرف هنا أو اعتداء هناك، ومن أي نوع كان..
بسحر ساحر، يتحوّل «الخبر العاجل» على شاشات التلفزة، التي تنتظر الإشارة، على طريقة أفلام الأكشن (Action movie) إلى مادة تُلهب المشاعر والأحاسيس، وتحوّل هؤلاء المتفرجين إلى أبطال يصارعون أنفسهم عبر المرايا في منازلهم، ثم بسحر ساحر يختفي كل أثر للخبر العاجل، فالهدوء كمن يخسر الحرب، لا أب ولا أم له، وهو ليس من البطولات، ولو حتى أمام حفنة «مناصرين» يحرّك راتب آخر الشهر، بعدما فعلت السياسات الخاطئة للطبقة السياسية فعلها، في تكديس شباب لبنان أكوام أكوام، أمام من يُثير غرائزهم للانخراط، في حركات الكراهية، ولو تحت «رايات الجهاد» والأعلام السوداء والصفراء والخضراء وغيرها.. بدءاً من ساحات صيدا ومحيطها الى كل لبنان..
من الصورة الدرامية هذه، يمكن الإجابة على السؤال الكبير، عمّا ينتظر لبنان، ليس في السياسة (في بلد لا سياسة فيه ولا سياسيين كبار، بالإذن من لغة مصطفى لطفي المنفلوطي) بل في الأمن والحرب: هل يحدث الإنفجار الكبير، ومتى، وهل ثمّة حرب أهلية لإسقاط سلاح حزب الله في الفتنة، ومن ثمّ تدميره، بعد تدمير لبنان؟
لا مراء، في أن أمن لبنان، لا يستجيب لعلاقات التأزم بين الطوائف أو الجماعات (داخل الطوائف)، بل لحاجات «المصالح الإقليمية» سواء أكانت عربية أم غير عربية.
وهنا لا حاجة للتذكير بالأدوار الإسرائيلية والمصالح المعادية للبنان وشعبه ومصالحه، فالتأزم بين الطوائف اللبنانية أو العشائر والجماعات، لا يكفي لتفجير حرب في داخل لبنان، بل المسألة لا تتعدى إشكالاً أو اشتباكاً أو عملية اغتيال، أو أخذاً بالثأر..
إلّا أن، هذا التأزم، إذا ما صادفته شحنة احتكاك إقليمي، على نحو ما تشهده منطقة الشرق الأوسط اليوم، من شأنه إشعال الساحة الداخلية..
ومن الثابت، وفقاً للمعلومات أو التقارير الاسرائيلية أو الغربية، أو غيرها، أن الحرب (أو الفتنة) هي إحدى الخيارات، لإشعال الساحة اللبنانية. والمسألة هنا، لا تتصّل بالنيّات الحسنة أو غير الحسنة، بل هي تتعلق بموازين القوى، وبما يجري على أرض الميدان من تبدلات، بصرف النظر عن الأسلحة، التي سترسل إلى هذا الطرف أو ذاك..
والجواب، إن الحرب الأهلية مرة جديدة، في لبنان، ليست خياراً سهلاً، إن حسابات هذه الحرب، وبصرف النظر عن أنها أحد الخيارات لضرب «حزب الله» تخضع لتدقيق، يتعلق بالمصالح الكبرى للطبقات المتحكمة بالمصائر دولياً وإقليمياً ومحلياً، فضلاً عن الكلفة على الصيغة، والنظام، ومجمل ترتيبات ما بعد العصر الكولونيالي (الإستعماري)..
المسألة، وبلا تبسيط، تتعدى ما قاله أحد الأنتلجتسيا القريب من «حزب الله»: إننا ندافع عن وجودنا في سوريا وليس دعماً للنظام، والمسألة، بكلمة، تتعدى رغبات المواطن الجنوبي، الطامح إلى الاستقرار من الحدود إلى كل لبنان والمنطقة العربية، فهي على صلة بمصالح أكبر، ما تزال تنظر إلى الحرب الأهلية في لبنان كطريق لتصفية حزب الله؟!

 

 

الاشتباكات استمرت في صيدا وارتفعت وتيرتها صباحاً

إيلاف...وكالات       
تستمر الاشتباكات وعمليات القنص في منطقة صيدا جنوب لبنان، وارتفع عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش اللبناني. ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى اجتماع صباح اليوم في بعبدا لبحث التطورات، في وقت أكدت معلومات ان الشيخ أحمد الأسير لايزال موجودا في مسجد بلال بن رباح المطوّق من الجيش بشكل كامل.
بيروت: لم يهدأ ليل لبنان ولم يخلُ من الشغب الأمني في مناطق مختلفة على خلفية أحداث صيدا، التي انفجرت منذ بعد ظهر الأمس حيث اشتبك مناصرو الشيخ أحمد الأسير أمام مسجد بلال من رباح مع الجيش اللبناني، وأدت المعارك إلى وقوع عدد من القتلى من الطرفين، من بينهم ضباط في الجيش.
دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزراء والقادة الأمنيين الى اجتماع صباح اليوم في بعبدا. وأكد "ان لدى الجيش التكليف الكامل لضرب المعتدين وتوقيف المنفذين والمحرضين وسوقهم الى العدالة، للحفاظ على امن اللبنانيين وكرامة الجيش وهيبته".
وسيخصص هذا "الاجتماع لبحث الوضع الامني في صيدا، وسيضمّ، الى سليمان، كلا من وزير الدفاع فايز غصن ووزير الداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل". وأوضح مصدر عسكري لصحيفة "الجمهورية" أن "قيادة الجيش لن توقف العمليات العسكرية في صيدا وهي ماضية في العمل للقبض على الشيخ احمد الاسير".
وقالت صحيفة "النهار" إن "الاجتماع اليوم في قصر بعبدا والذي دعى إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيؤكد رفض الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن قيادتهم، وسيوفر دعماً اضافياً لوجستياً، وغطاء سياسياً للجيش للقيام بمهمته في فرض الامن، وقطع دابر الفتنة، وسيكون الاجتماع خطوة اولى، وقد تدعى حكومة تصريف الاعمال الى جلسة طارئة اذا لم تحسم الامور اليوم".
أمنياً
وتستمر حتى هذا الوقت الاشتباكات العنيفة في صيدا يتخللها اطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص، ولك تتوقف هذه الاشتباكات ليلا حيث سمع خلال الليل إطلاق نار بشكل متقطع في منطقتي عبرا والهلالية بصيدا، وتصاعدت عمليات القنص، كما وقعت اشتباكات داخل شارع مكسيموس قرب مسجد بلال بن رباح بين مسلحي الأسير وعناصر الجيش تفصلهم امتار قليلة. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام، إن عناصر مسلحة في منطقة تعمير عين الحلوة، يطلقون النار على الجيش في المنطقة، والجيش يرد على مصادر النيران. وأكدت الوكالة ارتفاع عدد شهداء الجيش إلى عشرة، والجرحى إلى 35 جريحا.
وبعد أن أكدت معلومات في وقت سابق أمس أن الشيخ أحمد الأسير غادر منطقة عبرا نهائباً، ورد اليوم في صحيفة "الجمهورية" إن الأسير ما زال داخل مسجد بلال بن رباح الذي يطوّقه الجيش من كل الجهات"، في وقت تحدثت فيه معلومات أخرى عن مقتل أحد مرافقي الفنان فضل شاكر، الذي شوهد يحمل رشاش من طراز ماغ 7.62 ملم خلال الاشتباكات في صيدا، إلا أن شاكر ينفي الأنباء التي تحدثت عن إصابته أو أي من مرافقيه.
وقالت صحيفة "السفير" إن مجموعات مسلحة وتحديدا من "جند الشام" دخلت على خط اشتباكات صيدا وأطلقت النار على مواقع للجيش لاستدراجه الى معركة جانبية.
وسقطت قذيفة على حي المنشية في مخيم عين الحلوة أدت إلى اصابة أحد المنازل.
أما في بيروت فأفادت معلومات عن "قطع الطريق في شارع فردان في بيروت احتجاجا على حوادث صيدا".
ووجه سكان المناطق التي تقع فيها الاشتباكات، نداء يناشدون فيه الجيش وقوى الامن الداخلي وجمعيات الإسعاف الاهلية وكل العقلاء، العمل على نقلهم إلى أماكن آمنة.
وعلى صعيد آخر وقعت اشتباكات في منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت بين عائلتي زعيتر وحجولا، وقد تطور الإشكال الى استعمال الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ"آر.بي.جي"، ما أدى الى قوع ثلاثة جرحى. وقد تدخل الجيش وعمل على تطويق الحادث.
بري
وقالت صحيفة "النهار" إن "رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى اكثر من اتصال برئس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة، واكد لهما عدم مشاركة عناصر من "حزب الله" و"امل" في الاشتباكات في صيدا، وان المطلوب اعطاء الدور الكامل للجيش".
جنبلاط
ودان رئيس "جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط"، الدعوات إلى الإنفصال عن الجيش، واصفا هذه الدعوات بـ"المخيفة والمريبة والخائنة" بحق الجيش".
وقال في إتصال مع برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "الجديد": "نحن مع الجيش بكل مفصل من مفاصل تثبيت الأمن ولست خائفا من الفتنة"، مضيفا "ليس لنا أي خيار إلا الجيش والدولة".
وشدد على أنه "لا يمكن أن نطلب من الجيش التفاوض مع من قتل ضباطه وعناصره"، معتبرا "أن الحل هو بتسليم الذين قتلوهم وإعادة صيدا إلى أهلها دون الظواهر الأسيرية التي تريد أن تأسر صيدا في الفتنة".
المشنوق
أما عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق فأكد لصحيفة "الأخبار" أن التيار يدعم الجيش لأنه "الخيار الوحيد لحماية السلم الأهلي، ولا خيار آخر لنا".
ورأى أن على "المؤسسة العسكرية اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي مدينة صيدا وأهلها".
واوضح أن "لا خطاب مزدوجاً عند قيادات المستقبل، وهي تؤكد دعمها الجيش سياسياً، في الوقت الذي تقول فيه القيادة العسكرية إنها لا تحظى بغطاء سياسي"، معتبراً أن "الحلّ الوحيد هو في استئصال المشكلة من أساسها وإزالة الورم، من دون أن يذكر ما هي الخيارات المتاحة أمام الجيش"، رافضاً أن "يكون الحل في قتل امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير أو اعتقاله لأن ذلك سيزيد من التوتر الحاصل".
 وانتقد "اختراع ما يسمى سرايا المقاومة التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الفتنة"، رافضاً دعوة الأسير إلى الجهاد لأن "الجهاد لا يكون إلا ضد العدو الإسرائيلي". كما رفض دعوته "عناصر الجيش السنة الى الانشقاق"، مؤكداً أن "هذا المنطق غير وارد في أدبياتنا".
عباس
وفي سياق متصل أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حديث تلفزيوني أنه "يمنع منعا باتا التدخل او استخدام السلاح بلبنان تحت اي ظرف كان"، مشيراً الى انه "أصدر تعليماته الى السفير الفلسطيني في لبنان لمنع اي التدخل في أحداث لبنان".
تعليق اعمال
أعلنت نقابة المحامين في بيروت عن تعليق الجلسات والعمل غدا إستنكارا لما يجري في صيدا وتضامنا مع الجيش.
طلب نقيب الاطباء في لبنان بيروت انطوان البستاني، في بيان من "الاطباء التوقف عن العمل غدا في المستشفيات كافة بين الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة ظهرا، ما عدا مراكز الطوارئ والحالات الطارئة، تضامنا مع الجيش اللبناني واستنكارا لاستشهاد واصابة العديد من عناصره".
كما طلب نقيب أطباء الأسنان في لبنان البروفسور إيلي عازر المعلوف، من جميع أطباء الأسنان، إلى وقف العمال غدا لمدة ساعة ما بين الحادية عشرة قبل الظهر والثانية عشرة ظهرا، تضامنا مع الجيش واستنكارا لما تعرض له وأدى إلى استشهاد وإصابة العديد من ضباطه وعناصره.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,071,388

عدد الزوار: 6,977,520

المتواجدون الآن: 71