أخبار وتقارير..عربية ودولية..مجلس الأمن سيجتمع الجمعة لمناقشة الصراع بين إسرائيل وغزة..بايدن يبحث مع الرئيس الإماراتي تبعات الهجوم على إسرائيل..«التحالف الدولي» يعزز قواعده شمال شرقي سوريا..ما رسائل استهداف إسرائيل من سوريا؟..العراق: مخاوف من اغتيالات واستغلال موارد الدولة في الانتخابات المحلية..فصائل عراقية مسلحة تهدد باستهداف القواعد الأميركية..بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بالسودان..تونس تعلن قائمة الممنوعين من الترشح للانتخابات المحلية..اجتماعات رفيعة بين الجزائر وواشنطن لبحث محاربة الفساد والإرهاب..«منتدى أصيلة» المغربي: دعوات لأسس جديدة للشراكة بين أفريقيا والغرب..

تاريخ الإضافة الخميس 12 تشرين الأول 2023 - 7:16 ص    عدد الزيارات 452    التعليقات 0    القسم دولية

        


مجلس الأمن سيجتمع الجمعة لمناقشة الصراع بين إسرائيل وغزة...

فرانس برس.. عشرات الأجانب قتلوا أو جرحوا أو أصبحوا رهائن لدى حركة حماس عقب الهجوم

قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيجتمع، بعد ظهر الجمعة، لبحث الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة، وفق رويترز. وأشار دبلوماسيون للوكالة إلى أن المجلس لم يقرر بعد ما إذا كان الاجتماع سيكون علنيا. واجتمع المجلس المؤلف من 15 عضوا في جلسة مغلقة يوم الأحد، بعد يوم من اجتياح حماس بلدات وقرى الإسرائيلية مما أسفر عن مقتل 1200 شخص وأخذ عشرات الرهائن إلى غزة. والأحد، دان عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل فيما أبدت الولايات المتحدة أسفها لغياب الإجماع في هذا الاجتماع الطارئ والمغلق. وقبل انعقاد الجلسة، دعت الولايات المتحدة جميع أعضاء مجلس الأمن إلى إدانة "حازمة" لهجوم حماس على إسرائيل. وقال مساعد السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية، روبرت وود، بعد الجلسة "دان عدد كبير من الدول هجمات حماس. لكن من الواضح، ليس جميعها". وأضاف "يمكنكم بالتأكيد تحديد إحدى (تلك الدول) دون أن أقول أي شيء"، في إشارة واضحة إلى روسيا التي تدهورت علاقاتها مع الغرب إلى حد كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وفقا لدبلوماسيين، لم تقدم أي دولة اقتراحا لإصدار إعلان مشترك، في حين أن المجلس غالبا ما أظهر انقساما حيال القضية الإسرائيلية الفلسطينية. ويأمل بعض الأعضاء في الاتفاق على نص يتجاوز مجرد توجيه إدانة لحماس.

بايدن يبحث مع الرئيس الإماراتي تبعات الهجوم على إسرائيل

الحرة – واشنطن... قال البيت الأبيض في بيان، الأربعاء، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحدث مع رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، لبحث الهجمات التي شنتها على إسرائيل حركة حماس، المصنفة إرهابية. وشدد الرئيس الأميركي على إدانته لإرهاب حماس وتحذيره لكل من يسعى لاستغلال الوضع الحالي. كما ناقش الزعيمان أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، بحسب البيان. وناقش الرئيسان تاريخ العلاقات بين البلدين والتزام الولايات المتحدة الثابت بالسلام والأمن في المنطقة. واتفق الزعيمان على البقاء على اتصال وثيق سواء بشكل مباشر أو من خلال فريقيهما. وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام)، الثلاثاء، أن الرئيس الإماراتي أمر بتقديم مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار. وقالت: "يأتي هذا الدعم من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يُعد من ثوابت دولة الإمارات". وكانت الإمارات أول دولة خليجية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل، في عام 2020. ووقعت الإمارات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع إسرائيل، دخلت حيز التنفيذ في مارس، ليصبح أول اتفاق للتجارة الحرة بين إسرائيل ودولة عربية. وقال بايدن، الأربعاء، إن هجوم حماس على إسرائيل هو اليوم الأكثر دموية لليهود منذ الهولكوست، مشبها الهجوم بـ "الشر المطلق" الذي "يماثل ويتجاوز أحيانا" ما ارتكبه تنظيم "داعش". وأضاف بايدن خلال اجتماع مع ممثلي الأميركيين اليهود في الولايات المتحدة أن "التنظيمات الإرهابية مثل حماس لا تجلب الإرهاب للعالم فحسب، بل شرا مطلقا يماثل ويتجاوز في بعض الأحيان أسوأ الانتهاكات التي اقترفها داعش". ووصف بايدن الصمت على هجوم حماس، المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، بأنه "تواطؤ".

وزيرا خارجية السعودية وسوريا يناقشان القضايا المشتركة

بحثا تطورات غزة

القاهرة: «الشرق الأوسط»..ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع نظيره السوري فيصل المقداد، في القاهرة، الأربعاء، عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. جاء ذلك خلال لقائهما على هامش اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، حيث بحثا تطورات الأوضاع التي يعيشها قطاع غزة ومحيطه في ظل استمرار العمليات العسكرية.

«التحالف الدولي» يعزز قواعده شمال شرقي سوريا

تركيا تواصل التصعيد في مناطق «قسد»... وحزب معارض يعلن تمديد إرسال قوات إلى سوريا

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. واصلت تركيا قصفها مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا في إطار ردها المتواصل على الهجوم على وزارة الداخلية في أنقرة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي تبناه حزب العمال الكردستاني. وتزامن ذلك مع دفع «التحالف الدولي للحرب على داعش»، بقيادة أميركا، تعزيزات إلى قواعده في محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا) التي تشهد تصعيداً كبيراً من القوات التركية عبر الضربات الجوية والاستهدافات البرية منذ الخميس الماضي. واستمراراً للتصعيد، استهدفت طائرة تركية مسيَّرة، الأربعاء، منطقة في قرية الفجة التابعة لناحية الهول بريف الحسكة الشرقي. جاء ذلك بعد مقتل 4 جنود أتراك في استهداف صاروخي نفذته قوات «مجلس تل العسكري» التابعة لـ«قسد» على قاعدة الدوادية التابعة للقوات التركية في ريف الحسكة ضمن ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها. كما قتل 3 عناصر من فصيل «أحرار الشرقية» باستهداف بري لقوات المجلس لقرية مشعفة بريف تل تمر، أصيب 6 آخرون بجروح خطيرة، تم نقلهم إلى مستشفيات في تركيا للعلاج. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 90 استهدافاً جوياً لمسيَّرات تركية على مناطق «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، منذ مطلع العام الحالي، أسفرت عن مقتل 76 شخصاً، وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح متفاوتة. ومع ارتفاع حدة التصعيد التركي على مدى الأسبوع الأخير، لا سيما في الحسكة، جلبت قوات «التحالف الدولي للحرب على داعش»، رتلاً عسكرياً جديداً من إقليم كردستان العراق من خلال معبر الوليد، مؤلفاً من 30 شاحنة تحمل صهاريج وقود ومعدات لوجيستية باتجاه قواعد التحالف في الحسكة. وحذر التحالف الدولي، منذ أيام، من التصعيد الذي قد يؤثر على القوات المنضوية تحته، التي تواصل علمياتها لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي. وكانت الولايات المتحدة، التي تقود التحالف، أعلنت أن مقاتلات «إف 16» أسقطت طائرة مسيَّرة تركية اقتربت من إحدى مناطق تمركز قواتها في الحسكة، الخميس الماضي، داعية تركيا إلى الالتزام ببروتوكولات منع الاشتباك. وعد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في تصريحات الثلاثاء، أن حادثة إسقاط المسيرة التركية ستظل محفورة في الذاكرة الوطنية لتركيا وسيتم اتخاذ ما يلزم في الوقت المناسب. وهاجمت رئيسة حزب «الجيد» التركي القومي المعارض، ميرال أكشنار، الولايات المتحدة بسبب إسقاط المسيرة التركية. وقالت، في كلمة أمام اجتماع مجموعة حزبها بالبرلمان التركي الأربعاء: «لا أستطيع أن أصدق ذلك، إنها حالة ذهنية غريبة وبعيدة كل البعد عن الجدية، ما نحتاج حقاً إلى التساؤل عنه هو ليس مدى قرب طائرتنا من القاعدة الأميركية، وإنما عما تفعله القواعد الأميركية في مناطق يسيطر عليها التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات (قسد) التي تصنفها تركيا تنظيماً إرهابياً)». وأضافت أكشنار: «إذا كانت الدولة الأميركية غير مرتاحة لوجود تركيا في هذه الجغرافيا، فيجب عليها إخلاء قاعدة إنجرليك الواقعة على الأراضي التركية على الفور. دعونا نعرف من هو الصديق ومن هو العدو... وفي الوقت نفسه، يجب على أميركا أن تدفع لتركيا التعويضات اللازمة عن الطائرة المسيرة التي أسقطتها». وأكدت أكشنار أن مكافحة جميع المنظمات الإرهابية، التي تشكل تهديداً للوحدة الوطنية والوحدة الإقليمية للدولة التركية هي أمر مبرر ومشروع. وقالت إن حزبها يدعم جميع العمليات العسكرية ضد هذه التنظيمات الإرهابية سواء العمال الكردستاني أو الوحدات الكردية أو غيرها في شمالي سوريا والعراق. وأكدت أن حزبها سيواصل هذا الدعم من خلال الموافقة على المذكرة المقدمة من الحكومة إلى البرلمان بطلب تمديد صلاحيتها لإرسال قوات إلى سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين.

ما رسائل استهداف إسرائيل من سوريا؟

حشود طلابية لنصرة غزة و«طوفان الأقصى»

دمشق: «الشرق الأوسط»... كشفت مصادر محلية في جنوب سوريا عن أن الاستهداف الذي جرى أمس (الثلاثاء) من المناطق السورية لإسرائيل تم من الجهة الغربية لمحافظة درعا المحاذية للجولان المحتل. ورأت أن ذلك ربما يراد منه إرسال رسائل تهديد إلى إسرائيل بإمكانية فتح جبهة الجولان إذا لم توقف حرب الإبادة والتدمير التي تشنها ضد الأهالي في غزة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «القذائف تم إطلاقها من منطقة حوض اليرموك وهي عبارة عن 3 قذائف (هاون)، وحسب المعلومات سقطت في محيط (تل الفرس) في الجولان المحتل». وأضافت: «مسلحو الميليشيات المرتبطة بإيران على الأغلب هم من أطلق القذائف، لأن هناك انتشارا لهم في المنطقة منذ سنوات ويجري تكثيفه وتعزيزه بشكل دائم، وقد زاد ذلك منذ شن حركة (حماس) (معركة) طوفان الأقصى ضد إسرائيل في محيط غزة». ورأت المصادر أن إطلاق هذه القذائف «ربما يراد منه إرسال رسائل تهديد إلى إسرائيل بفتح جبهة الجولان إذا لم توقف حرب الإبادة والتدمير التي تشنها ضد الأهالي في غزة». وقال موقع «صوت العاصمة» الإخباري في منشور له على صفحته في «فيسبوك» إن «سوريا تدخل على خط المواجهة بصاروخ باتجاه إسرائيل». وذكر في منشور آخر أن «مجموعات مرتبطة بإيران تُطلق قذيفة صاروخية من ريف درعا في محيط تل الجموع باتجاه الأراضي الإسرائيلية». الجيش الإسرائيلي من جهته، قال إن قواته «أطلقت قذائف مدفعية وقذائف مورتر باتجاه سوريا، بعد سقوط عدد من القذائف التي أطلقت من سوريا في مناطق مفتوحة على الجولان بالقرب من مستوطنة رمات مغشيميم». ويثير هذا التطور مخاوف من أن يؤدي العنف إلى حرب أوسع نطاقا، إذ تتبادل إسرائيل إطلاق النار عبر الحدود مع «حزب الله» اللبناني وتقاتل مسلحي حركة «حماس» في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار «باتجاه مصدر الإطلاق في سوريا». ولم يقدم تفاصيل، كما لم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات. وذكرت المصادر المحلية لـ«الشرق الأوسط»، أن «القذائف التي أطلقتها إسرائيل سقطت في منطقة جملة»، من دون أن تذكر إن كان سقوط القذائف أدى إلى سقوط ضحايا أو وقوع إصابات. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام «وجود استنفار لدى الميليشيات التابعة لإيران، منها المقاومة السورية لتحرير الجولان المحلية التي تتبع القوات النظامية، وميليشيا (حزب الله) عند الحدود مع الجولان، وكذلك في ريف دمشق الغربي عند الحدود السورية - اللبنانية، بالتزامن مع إعادة تموضع ووضع خطة قتالية بناءً على توجيهات من القيادة». ووفق مصادر متقاطعة، تشهد الجبهة الجنوبية على الحدود مع الجولان المحتلة حالة تأهب واستنفار عسكري لقوات الحكومة والميليشيات الرديفة التابعة للحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني، تحسباً لهجوم إسرائيلي داخل الأراضي السورية، عقب عملية «طوفان الأقصى». واستدعت القيادات العسكرية في دمشق الضباط وصف الضباط والأفراد العاملين في المطارات والمؤسسات العسكرية للالتحاق بعملهم ومهامهم، وعُلِّق منح الإجازات ضمن إجراءات رفع الجاهزية. كما قامت الميليشيات الإيرانية وميليشيا «حزب الله»، بحركة تنقلات وتبديل مواقع وإخلاء مخازن أسلحة ومعدات عسكرية ونقلها إلى مواقع أخرى، لا سيما في ريف دمشق والقنيطرة وخطوط الجبهة الأمامية مع إسرائيل. ووفق مصادر محلية فإنه نُقلت أسلحة ومعدات عسكرية من مخازن تتبع «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، في ريف دمشق ومحيط مطار دمشق الدولي، إلى منطقة الجبهة الجنوبية. وأشار موقع «صوت العاصمة»، نقلاً عن مصادر أمنية الأحد الماضي، إلى انتشار وحدات خاصة تابعة لميليشيا «حزب الله» اللبناني على خط الحدود جنوب سوريا مع الأراضي السورية التي تحتلها إسرائيل. كما أفاد الموقع بقدوم الضابط في الحرس الثوري الإيراني الحاج محمد أسد الله، مع مجموعات من الحرس الثوري، من بلدة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي إلى محافظة القنيطرة، مشيراً إلى أن أسد الله أشرف مع مجموعته على نقل طائرات مسيرة من مقرات تابعة للحرس الثوري في محافظة درعا، إلى مواقع عسكرية قريبة من هضبة الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقفات تضامنية

وبينما نفذ طلبة الجامعات التابعة للحكومة السورية وقفات تضامنية حاشدة دعماً للمقاومة الفلسطينية وعملية «طوفان الأقصى» في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية، رفع خلالها المشاركون الأعلام السورية والفلسطينية وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، عقد الأمناء العامون وممثلون لفصائل المقاومة الفلسطينية مؤتمرا صحافيا في دمشق تحدثوا خلاله عن معركة «طوفان الأقصى» وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الأهالي في قطاع غزة. وأعلنوا خلاله أن يوم الجمعة المقبل (بعد الصلاة) سيكون يوماً لنصرة وإسناد أهالي قطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، حيث سيجري التجمع في ساحة عرنوس وسط دمشق وأيضا ستكون هناك تجمعات في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق الحكومة السورية.

القامشلي تشيِّع 29 عنصراً من «الأسايش» قضوا في غارات تركية

آلاف المشاركين هتفوا مطالبين بالمحاسبة والانتقام

الشرق الاوسط...القامشلي: كمال شيخو... في موكب مهيب وتعالي هتافات وصرخات مطالبة بمحاسبة تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان، شيَّع أكراد سوريا (الأربعاء) 29 عنصراً من قوى الأمن الداخلي «الأسايش» قضوا في غارة جوية تركية في 8 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على مقر لها ببلدة المالكية أو «ديريك»، حسب تسميتها الكردية، الواقعة أقصى شمال سوريا، بعد أسبوع دامٍ وسلسلة هجمات جوية شنّتها تركيا وطالت معظم المناطق الحدودية. وشيَّعَ آلاف من الأشخاص الذين توافدوا إلى مدينة القامشلي وسكانها 29 قتيلاً سقطوا في الغارات التركية التي تقصف المنطقة منذ أسبوع، وخلال الجنازة لُفَّت الجثامين بالعَلم الكرديّ الأحمر والأصفر والأخضر ورُفعت أعلام «الأسايش» ووُضعت عليها صور القتلى، وعَلَت هتافات المشيعين مرددين: «انتقام. انتقام. قاتل إردوغان»، وثانية تقول: «بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، وأخرى دعت إلى الانتقام: «لن نترك دماءكم تذهب سدى»، وسط تعالي أصوات الزغاريد ورش الأرز والورود على النعوش. وفي مقبرة دليل صاروخان بمدينة القامشلي، حيث دفن الأهالي ذويهم من عناصر «الأسايش»، تراقب ستيره ذات (44 عاماً) وعيناها تذرفان دموعاً وتشاهد جمعاً من الناس يحملون نعوشاً سقطوا جراء نيران الغارات التركية، لتقول: «نتعرض لقصف وحشي وللخيانة والظلم، هذا هو تاريخنا نحن الكرد، إبادة جماعية وكل الدول تدير ظهرها ولا تحمينا من غدر إردوغان». وتستطرد هذه السيدة الكردية المتحدرة من ريف القامشلي بينما وقفت إلى جانب قبر علق صورة ابنها الذي قضى بالمعارك ضد تنظيم «داعش»، كما يقاتل ابن آخر لها في صفوف «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري لقوات «قسد»: «لن تذهب دماء شهدائنا هدراً، كل هذه المكتسبات التي حققناها طوال سنوات بفضلهم لن تذهب هدراً». ومنذ 4 من الشهر الحالي استهدفت تركيا أكثر من 170 موقعاً في مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية» بشمال شرقي سوريا، بينها مقرات عسكرية ومرافق بنى تحتية ومنشآت للطاقة ومحطات كهرباء وماء، أسفرت عن سقوط 47 قتيلاً بينهم 35 عنصراً من قوى الأمن و12 مواطناً مدنياً وإصابة أكثر من 59 آخرين، وأعلنت قوات الأمن الكردية أن «29 عضواً من قوات مكافحة المخدرات استُشهدوا وأُصيب 28 آخرون بجروح إصابات عدد منهم خطرة، جراء غارة تركية الأحد الفائت استهدفت أكاديمية مكافحة المخدرات التابعة لها في ديريك». في المقبرة الكبيرة ذاتها المخصصة للمقاتلين الذين قضوا في المعارك سواء تلك التي يخوضها التحالف الدولي والقوات الأمريكية ضد تنظيم «داعش»؛ أو الذين يسقطون جراء الغارات التركية الجوية وعملياتها العسكرية البرية شمالي البلاد، تمسح سولنار (36 سنة) بيدها شاهد قبر ابنها، وكانت الدموع تسيل على وجنتيها، وقالت في أثناء جلوسها واضعةً يدها على خديها: «تريد تركيا أن يبقى الأكراد مكسورين، تريد لنا الموت والقتل، تريد لنا الجنازات والمزيد من شواهد القبور، تقصفنا جواً والجميع ينظر إليها»، في إشارة إلى انتشار القوات الأمريكية ونظيراتها الروسية في المنطقة. وقالت آسيا عبد الله، الرئيسة المشتركة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» إحدى أبرز الجهات السياسية التي تدير المنطقة، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» في أثناء مشاركتها في المراسم: «الاحتلال التركي بمثابة قوة شر في المنطقة والعالم، تصعّد هجماتها بحرب الإبادة على الشعب الكردي وعلى مكتسبات الشعوب التي قدمت الكثير من التضحيات»، وشددت على أن حزب الاتحاد «متمسك بقيم الشهداء، واتخذ من المقاومة استراتيجية في نضاله، وسيبقى في طليعة المقاومة ويصعّد من نضاله الديمقراطي ضد كل السياسات الفاشية السلطوية». وأشارت المسؤولة الكردية البارزة إلى أن العمليات العسكرية التي تشنها تركيا على المنطقة تستهدف الشعب الكردي في المقام الأول، وأضافت: «عدم تمكن الاحتلال التركي من تحقيق أهدافه التوسعية كقوة احتلال مردّه التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الكردي وشعوب المنطقة عموماً»، لافتة إلى أن الوسيلة الوحيدة التي تحمي المكتسبات وتزيد من عزمه وإصراره هي «التمسك بالمقاومة، ولا خيار للشعب الكردي سوى المقاومة حتى تتحقق تطلعاته في الحياة الحرة الكريمة». وتشن تركيا بين الحين والآخر ضربات جوية بطائرات مسيّرة تقصف مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، وحسب مسؤولين وقادة أكراد ركزت وتيرة الضربات بشكل خاص على محطات رئيسية للطاقة والنفط والغاز ضمن الحقول بالقرب من الحدود السورية-التركية، واستهدفت محطات لتوليد التيار الكهربائي وضخّ المياه مما تسبّب في أضرار جسيمة بمنطقة تعد فيها البنية التحتية هشّة أساساً لاستمرار الحرب الدائرة في هذا البلد. بدوره، أوضح علي حجو، رئيس هيئة الداخلية بالإدارة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن استهداف شعبة مكافحة المخدرات بغارة تركية، «يقوّض مساعي الإدارة لتجفيف منابع اتّجار وتعاطي المواد المخدرة في المنطقة، فجهاز مكافحة المخدرات ينضوي تحت قوى الأمن الداخلي وهي مؤسسة معنية بحماية السكان من كل أنواع التهديدات». مؤكداً أن «قوات الأمن الداخلي مؤسسة مدنية تتلقى الدعم من التحالف الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، ونوّه حجو في ختام حديثه إلى إكمال المسيرة: «بغية إرساء الأمن وتوفير الحماية للمجتمع رغم كل الهجمات والتهديدات التركية والجرائم المرتكَبة بحق أبناء شعبنا وقواتنا الأمنية».

العراق: مخاوف من اغتيالات واستغلال موارد الدولة في الانتخابات المحلية

انسحاب مرشحة بعد التهديد بقتل أبنائها

الشرق الاوسط...بغداد: فاضل النشمي... رغم الهدوء وحالة الاستقرار الأمني النسبي التي تشهدها معظم المحافظات العراقية مقارنة بالسنوات الماضية التي جرت فيها 5 دورات برلمانية و3 دورات محلية، فإن مخاوف من عمليات اغتيال تقع ضد الخصوم والمنافسين في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إلى جانب استغلال موارد الدولة، أمور غير مستبعد وقوعها في نظر المراقبين، بالنظر لأن أحداثاً من هذا النوع حدثت في معظم الجولات الانتخابية السابقة بشقيها البرلماني والمحلي. ففي الانتخابات العامة بدورتها الثالثة عام 2014، اغتيل ما لا يقل عن 15 مرشحاً من قوائم مختلفة، ووقعت أحداث مماثلة في دورات أخرى. من هنا، فإن إمكانية حصول حالات اغتيال لمرشحين قائمة، خاصة بعد أن أعلنت المرشحة في تحالف «الأساس» عن مجلس محافظة ديالى زينة حافظ الصالحي، يوم الاثنين الماضي، عن انسحابها من خوض الانتخابات، بسبب تهديدات وصلتها وقبل المصادقة النهائية على أسماء المرشحين، وتتعلق بتصفية ابنها في حال استمرت بالترشح. وقالت الصالحي، في بيان نشرته عبر منشور منصتها في «فيسبوك»: «إخوتي الأعزاء، يا من وقفتم إلى جانبي في أحلك الظروف أشكركم من القلب، ضرباتكم أوجعت الفاسدين وجعلتهم يفقدون صوابهم وإنسانيتهم وحاربوني بأعز ما أملك في هذه الدنيا». وأضافت: «لقد وصلت تهديداتهم إلى فلذة كبدي أبنائي، وهذا كله قبل المصادقة على أسماء المرشحين وقبل بدء السباق الانتخابي، ووصل بهم الحال لتهديدي بقتل ابني إذا ما استمر ترشحي للانتخابات، وبالفعل تمت محاولة خطفه لولا لطف الله». وختمت الصالحي بالقول: «أحبتي الكرام أشكر وقوفكم معي، وأعلن انسحابي من السباق الانتخابي، ولكم مطلق الحرية بانتخاب من ترونه مناسباً لتمثيلكم، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نستطيع وبكل حرية أن نمارس حقنا الديمقراطي في الترشيح والانتخاب دون ضغوط وتهديدات».

أمن العملية الانتخابية

بدورها، قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات، جمانة الغلاي، إن «اللجنة الأمنية العليا للمفوضية هي المسؤولة عن أمن العملية الانتخابية برمتها، لكن لم تصلنا شكوى خاصة من المرشحة المنسحبة، ولم تصلنا أي شكوى مماثلة من مرشحين آخرين». وحول قيام بعض القوائم والتحالفات بإعلان أرقام تسلسلها الانتخابية قبل الشروع في الحملات الانتخابية التي تقررها المفوضية، ذكرت الغلاي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في حال ثبوت قيام المرشح أو التحالف بإعلان رقم قائمته الانتخابية، ووصلت شكوى ضده إلى المفوضية، فستقوم بدورها باتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة بحقه». وأضافت الغلاي أن «الحملات الانتخابية ستنطلق بعد المصادقة النهائية على قوائم المرشحين والتحقق من أهليتهم، ويتوقع أن تكون المصادقة نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل، وبعد ذلك يتم إعلان انطلاق الحملات على أن تتوقف قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع».

الاغتيالات السياسية

من جهته، حذّر عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية صلاح زيني التميمي، مما وصفه بـ«الاغتيالات السياسية». وقال التميمي في تصريحات سابقة، إنّ «الانتخابات هي روح الديمقراطية التي تمنح لكل شرائح الشعب حق التصويت واختيار ممثليه في مجالس المحافظات، لكن بعض القوى لا تفهم معناها، وهي تخشى الخسارة لذا تدفع باتجاه الاغتيالات السياسية في محاولة لترهيب المنافسين». وأضاف أن «محاولة اغتيال أحد قيادات ائتلاف الأساس العراقي في ديالى هي جريمة اغتيال سياسية، ونضغط باتجاه معرفة من يقف خلفها وتقديمه للقضاء العراقي. إن تكرار الاغتيالات السياسية سيكون له ضرر بالغ على العملية الانتخابية ويثير غضباً شعبياً لا يمكن احتواؤه». وإلى جانب المخاوف من عمليات تصفية واغتيال المرشحين، يخشى معظم المرشحين الجدد من استثمار القوى والأحزاب المهيمنة لموارد الدولة في إقناع الناخبين بالتصويت لصالحهم، وهي مخاوف مستمرة وواقعية منذ سنوات طويلة، حيث قام كبار المسؤولين في حالات غير قليلة باستغلال موارد الدولة في الترويج لحملاتهم الانتخابية. وقبل أيام قليلة، تحدثت منظمة «النور» المعنية في شؤون الانتخابات، عن أن «قوى سياسية استبقت الحملات الانتخابية باستغلال موارد الدولة والدوائر الحكومية لأغراض الانتخابية وتسخيرها للدعايات المبكرة ومنها خدمات التبليط والكهرباء والملفات الخدمية البعيدة عن اختصاصاتها وصلاحياتها». وذكرت المنظمة في تصريحات صحافية أن «نسبة 80 في المائة من الحملات الانتخابية في ديالى تمول من المال العام، ما جعل أصحابها أصحاب الحظ الأوفر بحصد مقاعد في مجلس المحافظة، بغض النظر عن المنافسة مع القوى الأخرى».

فصائل عراقية مسلحة تهدد باستهداف القواعد الأميركية

وسط جدل بشأن جاهزية التدخل في أحداث غزة

الشرق الاوسط...بغداد: حمزة مصطفى... بينما أكد فصيل عراقي مسلح جاهزيته للمشاركة في الحرب الجارية في غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل، فإن فصيلا آخر هدد باستهداف القواعد الأميركية في العراق في حال تدخلت الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر. وكان زعيم تحالف «نبني» هادي العامري وهو أحد القياديين البارزين ضمن قوى الإطار التنسيقي الشيعي قد أعلن أن الفصائل العراقية المسلحة سوف تتدخل في حال تدخلت الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر في الحرب الدائرة في غزة حاليا. وعلى الرغم من إعلان واشنطن تدخلها المباشر في الحرب الدائرة في مناطق غلاف غزة سواء عبر ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن إرسال أسلحة وذخائر إلى إسرائيل أو إرسال حاملة الطائرات الأميركية إلى المنطقة، فإنه لم يصدر موقف من العامري، بينما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى مظاهرة مليونية يوم الجمعة مبدياً في الوقت نفسه استعداده لإرسال الماء إلى غزة.

تهديد «كتائب حزب الله»

وفي هذا السياق، هددت «كتائب حزب الله» في العراق باستهداف القواعد الأميركية في العراق والمنطقة في حال تدخلها في المعركة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وقال الأمين العام لكتائب «حزب الله» أبو حسين الحميداوي في بيان «نبارك للشعب الفلسطيني الأبي، وأمتنا الإسلامية، ومجاهدي المقاومة الإسلامية في فلسطين، انتصاراتهم العظيمة لليوم الرابع رغم أنف إجرام الكيان الصهيوني وداعميه، والتي لم يسبقهم لها أحد من قبل، إذ كسروا شوكة الصهاينة المجرمين، وارتقوا بالصراع إلى مستوى أرعب الكيان، وسائر أعداء الأمة». وبينما أكد أن «الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان» لكنه ربط المشاركة عبر استهداف القواعد الأميركية، قائلا إن «صواريخنا، ومسيراتنا، وقواتنا الخاصة، على أهبة الاستعداد، لتوجيه الضربات النوعية للعدو الأميركي في قواعده، وتعطيل مصالحه، إذا ما تدّخل في هذه المعركة، وستنال مواقع معلومة للكيان الصهيوني وأعوانه قذائف نيراننا، إن تطلب الأمر ذلك». كما أعلن الحميداوي مساندته للمظاهرات التي دعا لها مقتدى الصدر قائلا: «ندعو شعبنا الأبي إلى النفير العام، من خلال الحضور في المظاهرات المنظمة في بغداد والمدن الأخرى، رافعين عَلمي فلسطين والعراق، فضلاً عن جمع التبرعات، تأييداً ودعماً وإسناداً للمجاهدين في غزة».

نداء استغاثة

في السياق نفسه، أعلنت «كتائب سيد الشهداء» جاهزية الفصائل العراقية للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل مع إمكانية دخولها إلى غزة دون تحديد الطريقة أو الآلية التي يمكنها دخول غزة بموجبها. وطبقا لبيان عن المتحدث باسم الكتائب كاظم الفرطوسي فإن «القضية الفلسطينية هي قضية جوهرية تخص كل العالم العربي والإسلامي، وإذا كان هناك نداء استغاثة، فإن كل الفصائل العراقية ستكون أول الملبين لهذا النداء، ونحن من سيحدد متى وكيف سيكون تدخل الفصائل بحرب غزة»... وكرر الفرطوسي ما أعلنه العامري عبر رهن التدخل من قبلهم بتدخل أميركي مباشر، قائلا إنه «في حال أي تدخل أميركي في حرب فلسطين، فسيكون هناك استهداف للقواعد والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة، كما أن الفصائل العراقية لديها الإمكانية والقدرة على الوصول إلى جبهات القتال بشكل مباشر في غزة، وهذا الأمر ممكن بسهولة، وهذا الأمر متيسر بالنسبة للفصائل، ونحن بانتظار أي إشارة من المقاومة الفلسطينية للدخول في هذه الحرب المصيرية». إلى ذلك، أكد الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي هو الآخر أن «فصائل المقاومة العراقية بهيئتها التنسيقية على أتمّ الجاهزية لأي عمل مطلوب منها لتحرير القدس ونصرة الشعب الفلسطيني». وأكد أن «العراق شعباً وحكومة ومقاومة ملتزمٌ بموقفه الراسخ في دعم القضية الفلسطينية».

بافل طالباني: الحوار مع تركيا صعب

قال إنه لا يريد تقويض كردستان بالذهاب إلى بغداد

أربيل: «الشرق الأوسط»... هاجم رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، الحكومة التركية على خلفية اتهامها لقوى سياسية في إقليم كردستان بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني، وقال «ما معنى أن يهددني وزير الدفاع التركي، وكيف يمكن أن أستيقظ في مدينتي (السليمانية) لأرى الطائرات المسيرة تحلق في السماء وتقصف مواقع يذهب فيها ضحايا أبرياء؟». وأضاف طالباني، خلال مداخلة في ملتقى «ميري» الذي اختتم أعمال يوم الأربعاء في أربيل، إن الحوار مع تركيا صعب، وإن زيارته لأنقرة لن تحل المشكلة معها، لأن هذا البلد (تركيا) قتلت ثلاثة أشخاص أبرياء في مطار عربت، الشهر الماضي، دون وجه حق. وشنت طائرات مسيرة تركية هجوماً على مطار محلي في السليمانية بحجة نشاط مشبوه لحزب العمال الكردستاني. وكان يُعتقد في حينها أن قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مظلوم عبدي، وثلاثة عسكريين أميركيين كانوا بالقرب من المطار وقت الهجوم المزعوم، وفقاً لمصادر كردية. وقال طالباني، خلال الحوار الذي حضرته «الشرق الأوسط»، إن «من قتل في المطار يومها كانوا أصدقاء شخصيين لي شاركوا في قتال تنظيم داعش الإرهابي». لكن طالباني أوضح أن الاتحاد الوطني يرغب في تحسين علاقته مع تركيا، لكن القطاع بيننا يصعب الأمر كثيراً. وفي أبريل (نيسان) الماضي، أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الرحلات المغادرة والآتية من السليمانية في كردستان العراق، وفقاً للخارجية التركية، التي أكدت أن القرار جاء على خلفية تكثيف أنشطة «حزب العمال» في السليمانية واختراق التنظيم الإرهابي للمطار وتهديد الأمن الجوي. لكن طالباني أكد أن علاقة حزبه بالعمال الكردستاني ليست كما تدعي تركيا، بينما المشكلة في علاقة الكرد بأحزاب مجازة في السليمانية تدعي تركيا أنها تمثل «البي كي كي»، وتريد إغلاقها، وقال، «لماذا تريدون مني فعل ذلك (...) لا أمتلك هذا الحق». وتابع طالباني «علينا أن نتحاور، نحن الكرد أشخاص عنيدون لا نقدم التنازلات حين تضغط علينا، فالحوار هو الحل، هل مطلوب مني أن أفعل أكثر من هذا». وقال أيضاً، «ما معنى أن يهددني وزير الدفاع التركي علناً». وبحسب موقع «مليت» التركي الشهر الماضي، فإن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، حذر بافل طالباني من «استمرار التواصل مع حزب العمال الكردستاني»، مؤكداً أن أنقرة وضعت تحركات «الاتحاد الوطني» تحت المراقبة المشددة. ووفقاً لطالباني، فإن «الاتحاد الوطني» الكردستاني مستعد لحل جميع المشكلات، بما في ذلك مشكلة «حزب العمال» الكردستاني، و«الحزب الديمقراطي» الكردستاني يستطيع المساعدة في حل المشكلة. وفي الشأن السياسي المحلي، أكد طالباني، أن «الاتحاد الوطني» الكردستاني لا يهدف إلى التعامل المباشر مع بغداد على حساب الكيان (إقليم كردستان)، ولا يريد تسلم رواتب الموظفين من هناك، لكن إذا «تم الغدر بالسليمانية» فإن جميع الاحتمالات واردة.

الاتحاد الأوروبي يتابع باهتمامٍ حكم «الاتحادية» العراقية بشأن معاهدة «خور عبدالله»

بوريل: الكويت والعراق شريكان مميزان

الشرق الاوسط...مسقط: ميرزا الخويلدي... أكد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي (الثلاثاء)، دعم الدول الأوروبية للسلامة الإقليمية لدولة الكويت، وذلك في إشارة إلى قرار المحكمة الاتحادية في العراق إلغاء التصديق على اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله بين العراق والكويت. وقال بوريل في كلمته باجتماع المجلس الوزاري المشترك للدورة الـ27 للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاتحاد الأوروبي، في مسقط: «إننا نتابع أيضاً بأكبر قدر من الاهتمام حكم المحكمة الاتحادية العليا العراقية في شأن اتفاقية الملاحة البحرية الموقعة عام 2012 مع دولة الكويت، ولقد أتيحت لي فرصة مناقشة هذا الموضوع مع وزير خارجية دولة الكويت الشيخ سالم الصباح». وأوضح أن «كلاً من الكويت والعراق شريكان مميزان لدى الاتحاد الأوروبي، ونريد أن نرى حلاً لتلك القضية ونحن على استعداد للمساعدة ودعم وحدة أراضي دولة الكويت». وأوضح أنه «بعد تبني الاتحاد الأوروبي لاستراتيجية الخليج العام الماضي فإننا - الأوروبيين - هنا اليوم لتقييم التقدم المحرز في تعاوننا والالتزام بالعمل معاً في مجالات أكثر استراتيجية». وأكد استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم جهود الشركاء في المنطقة لدعم التحديات الأمنية في الخليج. كانت المحكمة الاتحادية العراقية العليا أعلنت في الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي عدم دستورية التصديق على اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله بين العراق والكويت. ورأت المحكمة العراقية وجود مخالفة لمادة بالدستور تنظم التصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بضرورة أن يُسن القانون بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب.

بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بالسودان

الشرق الاوسط...وافق مجلس حقوق الإنسان بأغلبية ضئيلة، اليوم (الأربعاء) في جنيف، على إنشاء بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، الذي يشهد حرباً دموية بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، وفق ما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال سايمن مانلي، السفير البريطاني، لدى تقديم القرار الخاص بإنشاء هذه اللجنة، التي ستتكون من 3 خبراء: «هناك حاجة ملحة للتحقيق وجمع الأدلة حول انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات، وانتهاك القانون الدولي، بغض النظر عن مكان ارتكابها في السودان، ومن ارتكبها، وهذا تحديداً ما ستفعله بعثة تقصي الحقائق هذه». وشدد السفير، الذي تحدث نيابة عن مجموعة من الدول، على الهجمات ضد المدنيين، خصوصاً العنف الجنسي. وسلط الضوء، بشكل خاص، على التجاوزات المرتكبة في ولاية دارفور. وجرى تبني القرار بأغلبية 19 صوتاً مقابل 16، مع امتناع 12 عضواً عن التصويت، من أعضاء المجلس الـ47، وامتنعت جنوب أفريقيا عن التصويت. وعارض السودان بشدة تبني هذا النص على لسان سفيره حسن حامد حسن. وقال: «مرة أخرى، وللأسف، يشهد هذا المجلس انقساماً عميقاً أمام قرار فُرض قسراً على الدولة المعنية، وهي السودان». وأضاف: «في السودان هل نحن حقاً في حاجة إلى آلية جديدة، من شأنها أن تعرض للخطر كل أشكال التعاون بين السودان وآليات حقوق الإنسان؟ على أولئك الذين دعموا القرار أن يعلموا أنهم هددوا هذا التعاون». وتوحي لهجة السفير بأن حكومته لن تتعاون مع اللجنة بعد تعيين أعضائها، بحسب الوكالة. ومنذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، يدور قتال بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وبين نائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات «الدعم السريع»، بشكل رئيسي في الخرطوم ومنطقة دارفور. وحتى الآن، قُتل أكثر من 9 آلاف شخص في النزاع السوداني، وفق أرقام منظمة «آكليد» غير الحكومية، المختصة في جمع بيانات النزاعات، والتي تعدّ أقل بكثير من الحصيلة الحقيقية. كما خلّف النزاع أكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ، وتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في البلاد، وهي من أفقر دول العالم.

تونس تعلن قائمة الممنوعين من الترشح للانتخابات المحلية

شملت عدداً كبيراً من المسؤولين... من بينهم أعضاء في الحكومة

الشرق الاوسط...تونس: المنجي السعيداني.. كشفت «الهيئة التونسية للانتخابات» عن قائمة الممنوعين من الترشح للانتخابات المحلية، المنتظَر تنظيمها في 24 من ديسمبر المقبل، وأكدت أن هذا المنع القانوني «مبني على ما ورد في القانون الانتخابي المتعلّق بضبط قواعد وإجراءات الترشح لانتخابات أعضاء المجالس المحلية، وهدفه إضفاء المزيد من الشفافية على العملية الانتخابية». ومن خلال ما قدمته الهيئة من معطيات، اتضح أن بعض أعضاء الحكومة التونسية ورؤساء الدواوين بمختلف الوزارات، والقضاة والولاة ورؤساء المجالس البلدية ضمن الممنوعين من الترشح لهذه الانتخابات. كما يشمل المنع بعض أعضاء المجالس البلدية والمعتمدين الأوائل (في الولايات) والكتّاب العامّين للولايات (المحافظات)، وبعض أطر المالية البلدية والجهوية، وأطر البلديات والجهات والسلط المحلية وأعوانها، إضافة إلى بعض الأئمة والوعاظ ورؤساء الهياكل والجمعيات الرياضية. وأكد عدد من أعضاء هيئة الانتخابات في تصريحات إعلامية أن وراء هذا المنع دوافع متعددة، أبرزها المخاوف من عدم تكافؤ الفرص بين المترشحين، وإمكانية استغلال الوظيفة الإدارية في مؤسسات الحكومة للتأثير على الناخبين، ومساومتهم بأشكال عدة. كما أن عدة موظفين قد يعتمدون على شعبيتهم في الدوائر الانتخابية للترشح والفوز بعضوية تلك المجالس المحلية، والحال أنها تهدف إلى مشاركة أوسع من قبل القاعدة الانتخابية، وعدم الاكتفاء بالوجوه المألوفة ذاتها. ومن المنتظَر أن تنطلق عمليات تقديم الترشح للانتخابات المحلية بداية من 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على أن تتواصل إلى الأول من الشهر المقبل. ومن شروط الترشح أن يحصل كل واحد من المتقدمين للانتخابات البلدية على تزكية ما لا يقل عن 50 ناخباً تونسياً مسجّلاً. وفي هذا الشأن، قال عادل البرينصي، العضو السابق في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن السلطات تراجعت عن بعض ما ورد في القانون المنظم للانتخابات البرلمانية الماضية، مثل شرط الحصول على 200 توقيع من الناخبين، يكون نصفها من النساء، و25 في المائة منها من الشباب دون 35 سنة، علاوة على التعريف بالتوقيع لدى المصالح الحكومية، وهو ما أفرز في وقته «تعطيلاً واسعاً للمشاركة في تلك الانتخابات»، وأدى كذلك إلى عدم تقديم ترشيحات في 7 دوائر انتخابية خارج تونس، ولا تزال مقاعدهم شاغرة إلى الآن، بعد مرور نحو 8 أشهر عن الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية 2022». ورأى البرينصي أن ضبابية القانون الانتخابي، ووجود عدة إجراءات معقدة للوصول إلى المجالس المحلية، ثم المجالس الجهوية، وصولاً إلى المجلس الوطني للجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، قد تكون مؤثرة، لا سيما أن العملية الانتخابية لا تفرز مشاركة مباشرة في تلك المجالس، بل تعتمد على القرعة في عدة مراحل منها، كما أن وضعية الفائزين في المجالس المحلية والجهوية لم تتضح بعد، ولذلك فإن جميع المراقبين يتساءلون عن المقابل المادي في حال الفوز في هذه الانتخابات، أم أن عملهم سيكون مجانياً في انتظار نتائج القرعة التي قد توصل بعض الفائزين إلى المجلس الوطني للجهات والأقاليم.

اجتماعات رفيعة بين الجزائر وواشنطن لبحث محاربة الفساد والإرهاب

259 إنابة قضائية جزائرية إلى الخارج لاسترداد «الأموال المنهوبة»

الجزائر: «الشرق الأوسط»...بينما بدأت، أمس، في واشنطن اجتماعات «الحوار الاستراتيجي» بين مسؤولين سياسيين وأمنيين جزائريين وأميركيين؛ لبحث ملفات مرتبطة بمحاربة الفساد والإرهاب، كشف الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن عن أن بلاده وجهت 259 إنابة قضائية إلى 31 بلداً منذ 2020، تخص تجميد أرصدة وودائع وجهاء بالنظام متهمين بـ«الرشوة وتحويل مال عام إلى الخارج». وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم (الأربعاء)، في بيان، إن أمينها العام لوناس مقرمان، ترأس في اليوم نفسه مع مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، باربارا ليف، أعمال «الدورة السادسة للحوار الاستراتيجي الجزائري - الأميركي»، مشيرا إلى أن خمسة ملفات مطروحة للبحث بينهما، وهي الطاقة والتعليم العالي والشركات الناشئة والثقافة والنقل، مؤكداً أنها «المحاور الرئيسية للتعاون الجزائري - الأميركي». وأوضح البيان نفسه أن «وفداً جزائرياً كبيراً متعدد التخصصات»، يشارك في الاجتماع، الذي لم تحدد وزارة الخارجية مدته، مبرزاً أن المباحثات ستتوسع لتشمل الأوضاع الإقليمية والدولية، وأيضاً التعاون في ميدان محاربة الإرهاب. علماً بأنه في العادة تتناول اجتماعات «الحوار الاستراتيجي الثنائي» قضايا أخرى عديدة، منها التنسيق الأمني بين الحكومتين ضد غسل الأموال، وتجفيف منابع الإرهاب، والمساعدة على استرداد الأموال التي مصدرها فساد، والتي يتم إيداعها في بلدان غربية. ويأتي الاجتماع بعد لقاءات عالية المستوى، عقدها وزير الخارجية أحمد عطاف بواشنطن في أغسطس الماضي، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومساعده ديريك شولي، ومنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك. وجرت هذه اللقاءات في إطار «الشراكة الاستراتيجية»، وتناولت الأزمة في ليبيا ومالي والانقلاب العسكري في النيجر، وتداعيات مشكلات الساحل على الأمن بالمنطقة، ومدى قدرة الجماعات الجهادية على استغلال الاضطرابات المحلية لفائدتها. وفي سياق ذي صلة بمكافحة الفساد واسترداد عائدات أموال ذات مصدر فساد، أكد الوزير الأول الجزائري خلال عرضه حصيلة أعمال حكومته السنوية أمام البرلمان، يومي الثلاثاء والأربعاء، أن السلطات رفعت 259 إنابة قضائية دولية إلى 31 دولة، يعتقد أنها تمثل ملاذاً آمناً لأموال عامة، هربها وجهاء من النظام ينتمون لفترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019)، مؤكداً أنه تم تنفيذ 62 إنابة، حددت الحكومة الجزائرية بفضلها حجم الأموال ومكان وجودها، وطالبت الدول المعنية بمصادرتها، تمهيداً لإعادتها إلى الجزائر، وفق تصريحات المسؤول نفسه. ولم يذكر الوزير الأول المبالغ التي تم رصدها، فيما كان الرئيس عبد المجيد تبون قد أكد للصحافة نهاية العام الماضي، أن بلاده تمكنت من استرجاع قرابة 22 مليار دولار من «الأموال المنهوبة» الموجودة داخل البلاد، بفضل مصادرة أرصدة وأملاك رجال أعمال ومسؤولين، مارسوا مسؤوليات كبيرة في العشرين سنة الماضية. كما أكد الرئيس تبون «وجود مساعٍ لاسترداد أموال خارج البلاد، تم تهريبها بطرق غير شرعية في فترة النظام السابق»، موضحاً أن «الجزائر دخلت فعلاً في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن استرجاع الأموال المنهوبة». كما قال إن إسبانيا وافقت على تسليم الجزائر 3 فنادق فخمة من فئة 5 نجوم، يملكها أحد رجال الأعمال الموجودين في السجن، من دون ذكر اسمه، لكن فهم من كلامه أنه يقصد رجل الأعمال الكبير علي حداد، الذي دانته المحاكم بالسجن في عدة قضايا فساد. وكان القضاء الجزائري قد أصدر مذكرة اعتقال دولية ضد وزير الطاقة سابقاً شكيب خليل وزوجته، اللذين يقيمان بالولايات المتحدة، بعد أن دانهما غيابيا بعقوبات ثقيلة بالسجن، على أساس وقائع فساد تخص رشى وعمولات بقيمة 190 مليون دولار، دفعت في صفقة محروقات بين شركة «سوناطراك» الجزائرية و«صايبام» الإيطالية عام 2012.

«منتدى أصيلة» المغربي: دعوات لأسس جديدة للشراكة بين أفريقيا والغرب

أصيلة: «الشرق الأوسط».. أكد مشاركون في الجلسة الثانية والختامية لندوة «منتدى أصيلة» الـ44 حول «أفريقيا والغرب: الموروث والمأمول»، أمس (الثلاثاء)، أن الشراكة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين لا بد أن تراعي سريان اتفاقية السوق الأفريقية المشتركة، وتنامي حركة الاندماج الإقليمي في أفريقيا، ودخول شركاء دوليين جدد في الساحة، مع تركز الاهتمام الاقتصادي فيها على الثروات النفطية والمعدنية ومسالك التجارة الجديدة، من موانئ وطرق وبنى تحتية؛ بينما يتعين على شراكتهما الأمنية في مواجهة الخطر الثلاثي، الذي تمثله حركية الإرهاب والتطرف، وتنامي الجماعات الانفصالية، وازدياد الهجرة غير الشرعية، أن تراعي حاجيات ومتطلبات التنمية في أفريقيا. وكان المحور الأول من جلسة اليوم الأول، الذي تناول موضوع «أفريقيا والغرب واتجاهات النظام الدولي الجديد: آفاق ومطامح الشراكة الاستراتيجية»، قد انتهى إلى أن الشراكة بين الجانبين لا يمكن أن تقوم إلا على التكافؤ والندية والاحترام المتبادل والواقعية المرنة من منظور الحقائق والمعطيات الموضوعية والمصالح المتبادلة، بينما ركزت مداخلات المشاركين في جلستي اليوم الثاني على الآفاق الاقتصادية والتجارية المستقبلية للشراكة بين أفريقيا والغرب، والشراكة الأمنية بين الجانبين. وسعت الندوة، على مدى جلساتها الثلاث، إلى دراسة طبيعة وآفاق الشراكة المستقبلية بين أفريقيا والغرب، بتقويم الموروث واستشراف المأمول، من خلال 3 معطيات أساسية، تهم التنسيق السياسي والاستراتيجي إزاء الملفات الدولية الكبرى، مع اعتبار واقع الصراع الدولي الجديد، ومحددات المصالح الإقليمية الأفريقية، التي أصبحت هي المعايير الضابطة لمواقف وسياسات بلدان القارة؛ والشراكة الاقتصادية والتجارية، وهي اهتمامات ذات أولوية بالنسبة للأطراف الأوروبية. وفي معرض مداخلته، خلال أشغال جلسة الآفاق الاقتصادية والتجارية للشراكة في المستقبل، تحدث أبو بكر عيسى عبد الرحمن، المستشار ومدير «نيجر داتا لاب» بالنيجر، عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين أفريقيا والغرب، بالتركيز على نقطتين، مشدداً في الأولى على أن أفريقيا والغرب مدعوان للتعاون كما كانت عليه الحال في السابق، وهو تعاون كان ضمن شروط ثقافية معروفة. وذكّر أبو بكر عيسى بأن هذا التعاون استند إلى معطى مركزية الدولة، ما دام أن كل شيء كان ينطلق منها ويعود إليها. أما فيما يخص النقطة الثانية، فقد تحدث عن معطى أننا نوجد في فترة تحول على مستوى الإنتاجية ووسائل الإنتاج، ضمن صيرورة تتميز بعامل إنتاج جديد، يتمثل في المعلوميات المرتبطة بالاقتصاد الرقمي، الشيء الذي غيّر بشكل جذري من وضعية الاقتصاد والتجارة، مشيراً إلى أن المنافسة التي صارت تبرز أكثر تتعلق بالتحكم في المعلومة. وذهب عيسى إلى أن القيم المجتمعية تبقى مهمة من وجهة نظر سياسية، مع تشديده على أن الوضع الجديد لا بد أن يؤثر على طريقة التدبير السياسي للمجتمعات، مع دعوته إلى التفكير في الكيفية، التي يمكن الدول والمؤسسات في أفريقيا من الموقع ضمن هذا الواقع الجديد. من جهته، تطرق أليون بدرة ديوب، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة الشيخ أنتا ديوب في السنغال، إلى وزن أفريقيا في المعاملات التجارية الدولية، منتقداً الطريقة السلبية، التي كان عدد من قادة الدول المتقدمة، كالولايات المتحدة وفرنسا، يتحدثون بها عن الإسهامات التجارية والاقتصادية في التجارة والاقتصاد العالميين. وبسط ديوب 3 عناصر للشراكة المستقبلية بين أفريقيا والغرب، تشمل التعاون المتنوع، والتأكيد على أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية، التي يتعين معها الحديث عن مسؤولية الأفارقة، بدل تركيز النقاش فقط على المسؤولية التاريخية للغرب فيما حدث ويحدث، وإبراز تأثير التحولات الجارية على طبيعة العلاقة بين الجانبين. من جانبه، تطرّق الحاجي غوركي واد ندوي، الصحافي السنغالي، والمراسل في الأمم المتحدة، في الجلسة الثالثة والأخيرة، التي تناولت الشراكة الأمنية بين أفريقيا والغرب، إلى أهمية العمل الصحافي، منطلقاً من جملة «المعلومة سلاح». واستحضر ندوي تاريخ علاقة الغرب بأفريقيا؛ خصوصاً أوروبا، بحديثه عن خطاب يعكسه المتخيل الأوروبي، يرى أن أفريقيا هي «أرض الذهب» التي يتعين غزوها للهيمنة عليها. ورأى أن أهداف الهيمنة على الآخر دفعت أوروبا إلى تبرير ما اقترفته. كما شدد ندوي على دور وسائل الإعلام في محاربة الأحكام المسبقة، ومحو الصورة السلبية التي يقدمها الإعلام الغربي حول أفريقيا والأفارقة، قبل أن يخلص إلى أن دور الإعلام مؤثر بخصوص نظرتنا ورؤيتنا للقارة الأفريقية؛ خصوصاً في ظل التحولات الجارية على مستوى وسائل التواصل الجديدة، وما تقترحه من مستجدات تقنية وتواصلية. في سياق ذلك، تناولت نياغالي باكايوكو، الباحثة المالية في العلوم السياسية، موضوع الشراكة الأمنية بين الغرب وأفريقيا، انطلاقاً من 6 توجهات؛ أولها الأولويات الاستراتيجية على مستوى حل الأزمات، وثانيها التحديات التي تواجه أشكال التدخل العملياتي والوسائل الموظفة على الأرض، وثالثها نماذج التدخلات الغربية أو متعددة الأطراف، ورابعها الانتقادات ذات الطبيعة الأخلاقية التي ترافق محاولات تنزيل النظم الديمقراطية والليبرالية، وخامسها عدم الأخذ بعين الاعتبار تعقيدات السياق المحلي، أما العنصر السادس فهو العناصر المقاومة للنظام العالمي. أما إيريك بلانشوت، مدير عام منظمة «بروميدياسيون» من فرنسا، فتساءل عن أسباب فشل مقاربات التعاون والشراكة بين الغرب وأفريقيا، قبل أن يتحدث عن غياب التخطيط بالنسبة لهذه الشراكة، داعياً إلى العمل مع الفاعلين المحليين على مستوى الاستفادة من التجارب والتعلم منها؛ مع إطلاق مختبرات بحث، قال إنها تتطلب موارد بقدر حاجتها إلى سنوات من الجهد العلمي. بدوره، تناول الموريتاني محمدو لمرابط أجيد، رئيس جامعة العلوم الإسلامية، علاقة أفريقيا والغرب، انطلاقاً من مدخلين أساسيين؛ مدخل مفاهيمي يستكنه مفهوم النظام الدولي ومكوناته، وآخر افتراضي يستعرض الشراكة الأفريقية وأسسها. وقال أجيد، بخصوص المدخل الأول، إنه من المهم التنبه إلى أن تطور مصطلح النظام الدولي تنقل في سيرورته من تعدد الأقطاب بعد الحرب العالمية إلى القطبية الأحادية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ورأى أن هذا النظام أصبح محكوماً بـ4 سمات أساسية، تتمثل في «القطبية الأحادية»، و«حتمية التعدد»، و«القيم السائلة» و«تعدد مداخل ووسائل النفوذ». وعن المدخل الثاني، قال أجيد إن النظام العالمي الجديد صيغ وفق رؤية تجعل من أفريقيا ساحة للصراع والنفوذ. ولاحظ أن الأمر يستلزم وضع شراكة على أسس جديدة، وهو ما يضع على عاتق أفريقيا رهانات كثيرة، حتى تتبوأ المكانة التي تستحقها، وذلك أخذاً بعين الاعتبار حجمها الديمغرافي وتاريخها المثقل بالتهميش.



السابق

أخبار فلسطين..«حكومة طوارئ» إسرائيلية تقود الحرب..إسرائيل اتخذت قراراً باجتياح غزة بعد «الأرض المحروقة»..تعيين موشيه تمير قائداً لاجتياح غزة يثير الدهشة..إسرائيل تركز على محو أحياء كاملة في غزة وتهجير السكان..متحررة من «القيود»..إسرائيل في «مصيدة»..وأهداف الحرب ليست واضحة..أيالون: نجد أنفسنا اليوم في وضع بالغ الصعوبة..

التالي

أخبار لبنان..أمن الجنوب في عهدة الجيش وميقاتي لإنهاء مقاطعة الجلسات..زيارة عبد اللهيان تأخّرت بسبب تعطيل إسرائيل الملاحة الجوّية في سوريا..خطط بلدية وأهلية وحزبية للإيواء..الجنوبيون ليسوا وحدهم..التفاوض الإقليمي والدولي عن لبنان حرباً وسلماً..دعوات محلية لـ«حزب الله» لعدم الانجرار للحرب..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,690,189

عدد الزوار: 6,961,441

المتواجدون الآن: 74