رسائل إسرائيلية تَعِد بـ«مكافأة» وتحرّكات معادية كثيفة برّا وجوا.. بعد شاليط... هل يُكشف نهائيا لغز رون اراد؟

اتهام واشنطن لطهران مقدمة لحرب، أم لفتنة؟هل ماشى اوباما الرغبة الاسرائلية بضرب ايران؟...الخبير الايراني محمد الحسيني لـ«الجمهورية»: اميركا لا تستطيع دخول سوريا فكيف ستحارب ايران؟

تاريخ الإضافة الجمعة 21 تشرين الأول 2011 - 7:34 ص    عدد الزيارات 2306    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

اتهام واشنطن لطهران مقدمة لحرب، أم لفتنة؟هل ماشى اوباما الرغبة الاسرائلية بضرب ايران؟
طارق ترشيشي
يشهد الاتهام الاميركي لإيران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير كثيرا من التفسيرات والتأويلات في هذه المرحلة، نظرا الى ما ينطوي عليه من ابعاد وخلفيات واهداف، من المرجح انها ستتكشف في قابل الايام والاسابيع المقبلة.
فهذا الاتهام، جاء اولاً، بعد ايام على "الفيتو" الروسي ـ الصيني الأخير الذي أسقط القرار الغربي ضد سوريا في مجلس الامن الدولي، وما تلاه من إنتقال دمشق من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، خصوصا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي. وجاء ثانيا، قبل شهرين ونيف تقريباً من موعد الانسحاب العسكري الاميركي من العراق بموجب الاتفاقية الامنية الموقعة بين الادارة الاميركية والحكومة العراقية. وجاء ثالثا، قبل سنة ونيف من انتهاء ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض. وجاء رابعا، في ظل المتغيرات الكبيرة التي يشهدها بعض دول العالم العربي بمشرقه ومغربه. وجاء خامسا، بعد التوصل الى صفقة تبادل الاسرى بين حركة "حماس" واسرائيل، وما يمكن ان تكون لها من تفاعلات على الساحة الفلسطينية.
ويلخص سياسيون مطلعون سيل التفسيرات لهذا الموقف ـ الهجوم الاميركي على إيران بالآتي:
ـ التفسير الاول: ان واشنطن قررت بعد "الفيتو" الروسي- الصيني الذي حال دون فرض عقوبات دولية جديدة على دمشق كان يراد منها ان تكون توطئة لتدخل عسكري ضدها في مرحلة لاحقة، أن تمارس مزيدا من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد بغية إضعافه وانهاكه، عبر اضعاف، أو مشاغلة حلفائه وداعميه الاقوياء وفي مقدمهم ايران في خلافات، وربما صدامات، مع جيرانهم، فكان توجيه الاتهام اليها بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في العاصمة الاميركية، الامر الذي من شأنه يفتح جبهة خلاف بينها وبين المملكة العربية السعودية خصوصا، وبينها وبين بقية دول الخليج العربي عموما، في ظل ازمتي البحرين واليمن اللتين لم تتوافر لهما الحلول اللازمة بعد.
التفسير الثاني: ان واشنطن ارادت من اتهام طهران التمهيد لتوجيه ضربة عسكرية اليها في وقت ليس ببعيد، بغية تقويض "محور الممانعة" الذي تشكل إيران رأس حربته اقليمياً، فيما تشكل دمشق رأس حربته عربياً، إذ أن الادارة الاميركية، ربما تعتقد ان مثل هذه الضربة لن تسقط نظام الجمهورية الاسلامية، وانما تُضعفه، أو تشغله في معالجة آثار الضربة العسكرية، الامر الذي يحد من دوره وتأثيره في اوضاع المنطقة، وكذلك يحد من دعمه لحلفائه الاقليميين والدوليين، ما يؤدي بالتالي الى "إنعاش" مشروع "الشرق الاوسط الجديد" أو "الكبير" الذي مُني بإخفاقات كثيرة في السنوات الماضية من جراء نجاح محور الممانعة في صده على جبهات عدة.
التفسير الثالث: ان واشنطن والقوى الدولية الحليفة لها تدرك اهمية الرياض وطهران وثقلهما وتأثيرهما في المنطقة عموما وفي العالم الاسلامي خصوصا، وان أي خلاف بينهما من شأنه ان يتطور الى فتنة مذهبية، وربما الى اكثر من ذلك، خصوصا وان الظروف مهيئة لمثل هذه الفتنة بعد كل ما جرى في العراق وغيره من مثل هذه الفتنة ومن احتقان مذهبي، ومن شأن هذه الفتنة ان تُسقط انظمة ولا سيما منها تلك العصية على السقوط حتى الآن، وفي مقدمها النظام السوري الذي يتحوط من ان القوى المعادية له بدأت تراهن على احداث فتنة مذهبية في سوريا من اجل تقويضه واسقاطه.
التفسير الرابع: ان الرئيس الاميركي، الذي يقف على مسافة سنة ونيف من انتهاء ولايته، راغب في ضمان الفوز بولاية رئاسية جديدة، ويبدو انه بدأ يعتقد ان طريقه الى ذلك هو مماشاة اسرائيل في "رغبتها الجامحة" بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وقد بدأ التفتيش عن الذرائع اللازمة لذلك، واتهامه لطهران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي قد يكون أولى هذه الذرائع، وليس آخرها...
التفسير الخامس: ان الاتهام الاميركي لطهران، لا يستهدف ايران فقط، وانما يستهدف المملكة العربية السعودية ايضا، إذ ان واشنطن تريد من هذا الاتهام ممارسة ضغط مزدوج عليهما، فهي على الارجح تريد من طهران ان تسهّل تمديد بقاء القوات الاميركية في العراق، او على الاقل بقاء القسم الأكبرمن هذه القوات، وليس اربعة آلاف جندي فقط، على الاراضي العراقية، وذلك تحت عنوان "التدريب" بما يعطي العسكريين الاميركيين الحصانة وصلاحية التدخل العسكري في الشأن العراقي اذا لزم الامر مستقبلا. وكذلك تريد واشنطن من طهران التوقف عن دعم النظام السوري في مواجهة الازمة التي يتعرض لها، آملة في أن يؤدي ذلك الى حصول مزيد من الاضطرابات على الساحة السورية في المرحلة المقبلة، بما يضعف النظام ويؤسس لتدخل خارجي على غرار ما حصل في العراق وليبيا وغيرهما.
وفي المقابل تريد واشنطن من الرياض التدخل في الشأن السوري وان تتصدر الداعين الرئيس السوري الى التنحي، مثلما فعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ومثلما يفعل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة، ولكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لم ينزلق الى هذا الامر، واكتفى بكلمته الشهيرة التي وجهها الى الاسد والشعب السوري ودعا فيها الى معالجة الازمة بالهدوء والحكمة بعيدا من منطق العنف، ثم سحب سفيره من دمشق كإشارة على رغبته في عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
مرجع كبير
وفي ضوء هذه التفسيرات، يعتقد مرجع رسمي كبير ان الاتهام الاميركي لطهران بالتخطيط لإغتيال السفير السعودي في واشنطن، يستهدف اايران والسعودية اولا، ويستهدف سوريا ثانيا. وفي اعتقاده ان هذا الاتهام يراد منه إشعال نار الفتنة المذهبية بين السُنة والشيعة في المنطقة، ولذا ينبعي على طهران الرياض التنبه لهذا الامر وعدم الانزلاق اليه.
ويبدو ان لهجة الطرفين قد إعتدلت عما كانت عليه من تشنّج غداة اطلاق الاتهام الاميركي، فإذ أبدت طهران استعداها للذهاب في مسار للتحقيق في هذا الاتهام طالبة من المعنيين إطلاعها على ما لديهم من معطيات، لم يوجه مجلس الوزراء السعودي أي اتهام رسمي مباشر لإيران بمحاولة إغتيال السفير الجبير، وإكتفى في جلسته الأخيرة بـ" شكر" الولايات المتحدة الأميركية على "جهودها في الكشف" عن هذه المحاولة، وكذلك شكر "ما عبّرت عنه الدول والمنظمات الدولية من استنكار لهذه المؤامرة الدنيئة ومن يقف وراءها"، داعيا "الأُمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي" إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم أمام هذه الأعمال، ومحاولات تهديد استقرار الدول والأمن والسلم الدوليين".
ويعتقد المرجع نفسه أن كثيرا من المشكلات والأزمات التي تثار في المنطقة، انما الفاية منها التعمية عن ازمة حقيقية إقتصادية كبيرة تعانيها الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا، وهي مرشحة للتفاقم في قابل الايام، متوقعا ان تتصاعد وتيرة حركات التظاهر والاحتجاج التي تشهدها العواصم والمدن الكبرى في اوروبا وأميركا لتكشف مدى عمق تلك الازمة.
وفي هذا السياق يتخوف سياسيون من ان تدفع تلك الازمات الاميركية والاوروبية بالعواصم الغربية الى تفجير ازمات في المنطقة والعالم بقصد القبض على مزيد من الثروات لتغطية تلك الازمات وجني مليارات جديدة من بيع الأسلحة والذخائر، وذلك على غرار ما كانت جنته من الحروب التي شهدتها المنطقة منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي على الاقل.
 
الخبير الايراني محمد الحسيني لـ«الجمهورية»: اميركا لا تستطيع دخول سوريا فكيف ستحارب ايران؟
رانيا سنجر
ايران ليست خائفة من أية تهديدات أميركية، حتى أنها لا تكترث لما قد يقدم عليه الغرب، الذي تكتل لعزل هذه الدولة بعد الاتهام الأميركي الذي وجه اليها بمحاولتها اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.
هذا ما يتبين من حديث المحلل السياسي والخبير في الشؤون الايرانية محمد صادق الحسيني، الذي سخر مما سماه بـ "الفيلم الأميركي البوليسي السخيف"، مضيفا أن "الولايات المتحدة" طلبت في الأمس القريب من ايران خطا رسميا عسكريا ساخنا يكون متواجدا بين البلدين"، ولكن ايران رفضت كما يقول، "باعتبار أنها لا تدخل الى منطقة تابعة لأميركا."
يعتبر الحسيني أن الهدف من تلفيق هذه التهمة الى ايران هي أن "الولايات المتحدة الأميركية تريد مقايضة ايران حول موضوع العراق، خاصة أنها تفكر في تمديد فترة بقاء قواتها هناك، وهي تعلم أن بقاءها في العراق لا يمكن أن يحصل الا بموافقة ايرانية". وأكد أنه مع "نهاية العام الحالي ستضع اميركا ملف اتهام ايران باغتيال السفير السعودي على الرف، لأنها ستضطر الى الانسحاب من العراق من دون مقايضة، وعندها سيتنبه العرب الى السيناريو السخيف".
الهدف الثاني من وجهة نظر الحسيني، هو أن "أميركا تريد ابتزاز الدول العربية واشعارها بأن ايران هي "البعبع" لكل المنطقة وهي تريد جرّ الدول العربية وعلى رأسها السعودية الى مجابهتها"، مضيفا "ان أميركا من جهة أخرى خائفة ،لأنه كلما تقدم الزمن، يصبح كل شيء لصالح ايران".
"نحاكم متهم ليس عندنا؟"
وتساءل المحلل السياسي "كيف يمكن لايران أن تلبي طلب الولايات المتحدة بمحاكمة المتهم، وهو موجود في أراضيها ويعمل لحسابها!". يقول الحسيني أن أميركا استطاعت من خلال هذا "السيناريو"، تحقيق هدف مهمّ وهو الغاء الاجتماع الذي كان مقررا بين وزراء خارجية السعودية، الكويت وايران.
ويستفيض في الشرح عن هذا الاجتماع فيقول: "عندما أرسل أمير الكويت رئيس برلمانه لحضور مؤتمر الانتفاضة الفلسطينية في طهران في الاول من هذا الشهر، التقى بالرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، الذي أبلغه أنه سيحل الخلاف المزمن حول الجرف القاري، (حقول الغاز في البحر)، في غضون ثلاثة اشهر. ويتابع بالقول "بناء عليه، ذهب وزير خارجية ايران الى الكويت للقاء نظيره والاتفاق على البدء في تنفيذ خطة نجاد.
اضاف ،ان لقاء وزراء خارجية السعودية، الكويت، وايران، لم يتم، ولو حصل لكان تغير وجه المنطقة الخليجية، حتى أنه كان يمكن أن يمهد لمصالحة ايرانية – سعودية وصولا الى مصالحة مع البحرين".
انطلاقا من هذه المعلومات، يضع الحسيني اللوم على السعودية، لأنها كما يقول "وقعت في الفخ، وهي حرة فيما اذا أرادت البقاء فيه أو الخروج منه".
تهديدٌ جديد
ولدى سؤال الخبير في الشؤون الايرانية، عن حديث أحد المسؤولين الايرانيين أن "بلاده تستطيع احتلال السعودية بكل يُسر"، قال الحسيني "ما دمنا نستطيع احتلال السعودية، لماذا نلجأ الى محاولة الاغيتال؟"
ويؤكد "لا أحد يستطيع فرض عقوبات على ايران، لأن الجميع يعرف أن مَن يتحرش بايران سيحرق أصابعه أولا ثم المنطقة برمتها، حتى أن هذه العقوبات لن تؤثر بشيء". ويضيف قائلا "الكثير من الدول العربية تقف الى جانب ايران، ومنها عُمان، قطر والامارات. الامارات على سبيل المثال لديها 41 مليار دولار اميركي في التبادل التجاري مع ايران حتى أن 85 طائرة اماراتية تدخل اسبوعيا الاجواء الايرانية، فهل ستتخلى عن كل هذا لأجل عيون أميركا؟"
يجزم الحسيني ويقول "أميركا لا تستطيع أن تتدخل عسكريا في سوريا، وهذا ما قاله السفير الأميركي في واشنطن، فكيف بمن لا يستطيع ارسال رجاله الى سوريا أن يحارب ايران، وهي اقوى بكثير من سوريا؟"
"لا نتدخل في السعودية"
وردّا على اتهام السعودية ايران باثارة النعرات الطائفية في منطقتها، أكد الخبير الحسيني أن "ايران لم ولن تتدخل أبدا في الشؤون الداخلية لأي دولة".
وختم مذكرا "بالمذبحة الايرانية التي حصلت في السعودية في الثمانينات، والتي ذهب ضحيتها أربعمئة ايراني، كانوا يرفعون شعارات ضد اميركا واسرائيل خلال دروس دينية يسموها البراءة من المشرِكين، عندما هاجمت الشرطة السعودية الموجودين وقالت أن هذا يعكر مراسيم الحج".
 
بعد شاليط... هل يُكشف نهائيا لغز رون اراد؟
صبحي منذر ياغي
تؤكد أوساط ديبلوماسية مطلعة في لبنان أن إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي ظل محتجزا في قطاع غزة خمسة أعوام مقابل إطلاق 477 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، فتح الباب على مصراعيه أمام العودة للبحث في ملفات مفقودين وأسرى آخرين لدى الطرفين، وعلى رأس هؤلاء قضية الطيار الإسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان عام 1986 عندما أُسقطت طائرته التي كانت تزرع الموت والدمار فوق منطقة شرق صيدا.
ووفق معلومات خاصة لـ"الجمهورية" أن قضية رون اراد التي اختفت عن المسرح الإعلامي منذ أعوام كانت حاضرة دوما في كواليس اللقاءات والاجتماعات التي تواصلت بين جهات أمنيّة ألمانيّة وجهات إيرانية، وحتى سوريّة، في الوقت الذي ظلّت فيه المخابرات الإسرائيلية تسعى إلى معرفة مكان اراد ومصيره بوسائل متعدّدة، منها الاتصالات التي ما زالت مستمرة لليوم من خلال رسائل إلكترونية تدعو اللبنانيين إلى إعطاء معلومات قيّمة عن رون اراد مقابل عشرة ملايين دولار، كما أنّ إسرائيل جنّدت العشرات من الجواسيس والعملاء للعمل في هذا الإطار، وهذا ما كشفته التحقيقات التي أجريت مع عدد من عناصر عملاء الشّبكات الإسرائيلية التي تهاوت على أيدي مخابرات الجيش وفرع المعلومات في لبنان منذ عام 2009.
لقاءات في ألمانيا
وأشارت الأوساط الديبلوماسية المطلعة إلى أن لقاءات عدة عقدت أخيرا للبحث في مصير رون اراد بين جهات ألمانيّة وجهات إيرانيّة في برلين أواخر الصيف الماضي، وأن اللقاءات أثمرت عن تقدّم ملحوظ في هذا المجال، كون الألمان تمكّنوا من الحصول على معلومات حسّاسة من الممكن أن تكشف حقيقة هذا اللغز.
ومنذ مدة، توقّفت أوساط حيال مقتل نجل أحد المسؤولين الحزبيّين في بيروت، والذي صُوّر وكأنّه عملية انتحار، كون والد "الضحية" على معرفة بمصير رون اراد، وربما يحتفظ برفاته إذا كان مقتولا.
ووفق المعلومات، إن رون اراد الذي كان محتجزاً خلال أسره عام 1986 في أحد المنازل في بلدة ميدون في البقاع الغربي، تمكّن من الإفلات بعد تعرّض البلدة لغارات كثيفة من الطيران الإسرائيلي عام 1988.
وهذه الواقعة، أكّدها الشيخ أديب حيدر احد مسؤولي "المقاومة المؤمنة" التي اتهمت إسرائيل مسؤولها الحاج مصطفى الديراني بخطف اراد، خلال لقاء معه في كانون الثاني 2005، في منزله في بلدة بدنايل البقاعيّة، إذ قال "... كل ما نعرفه أنّ اراد كان محتجزاً في احد المنازل في البقاع بعد نقله من الضاحية الجنوبية، وقد حدثت مواجهات عنيفة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، فانشغل حرّاس اراد باستطلاع ما يجري، وعندما عادوا إلى المنزل لم يجدوه، واختفى بطريقة غامضة..."
روايات متعدّدة
تعدّدت الروايات والمعلومات حول مصير اراد ومكانه بعد ذلك. فمنها ما أكد قيام الاستخبارات الإيرانية بنقله بتابوت خشبي، وهو تحت تأثير المخدّر إلى طهران، من طريق السفارة الإيرانية في بيروت، حتى تستخدمه إيران كورقة ضغط على إسرائيل، لمعرفة مصير الديبلوماسيّين الإيرانيّين الأربعة الذين فقدوا عند حاجز البربارة عام 1982، وتردّد أنّهم نُقلوا إلى إسرائيل. أما مصادر أخرى فأشارت إلى أنّ اراد أصبح في يد الاستخبارات الجوية السورية، لتستخدمه سوريا أيضاً ورقة مساومة لتسليمها احد طياريها بسام العدل الذي فرّ عام 1989 بطائرته الميغ 29 وحطّ بها في إسرائيل، بذريعة اللجوء السياسي. في الوقت الذي نفت فيه قيادة "حزب الله" نفياً تاماً معرفتها مكان اراد ومصيره.
إلّا أنّ مصادر حزبية لبنانية أكدت أنّ اراد بعد فراره من مكان احتجازه في "ميدون" وقع في يد مجموعة تنتمي إلى حزب علمانيّ لبنانيّ كانت برئاسة (ع. ق) الذي سلّم اراد إلى مسؤول في الحزب أعلى منه رتبة وهو (م. ق)، ولكن التساؤل فيما بعد تركّز على معرفة ما إذا كان اراد حيّا أو ميتا، خصوصا أنّ عديدا من اللجان في الجيش الإسرائيلي شُكّلت للبحث في مصيره، وبحسب ما ورد في تقرير سرّي سرّبه "الموساد" للصحف ووسائل الإعلام منذ عامين، "إنه تم تشكيل لجنة إسرائيليّة خاصّة قبل أربعة أعوام برئاسة اهارون فركش رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي للبحث وجمع المعلومات عن رون اراد. وقد أكدت هذه اللجنة أنّ اراد كان على قيد الحياة حتى بداية عام 1995، وبعد هذا التاريخ توفّي نتيجة مرض في لبنان من دون ذكر طبيعة المرض، وقد حاولت إيران و"حزب الله" إخفاء الأمر والتنصل من الموضوع وكذلك عدم معرفة مكان جثته".
وحسب المصادر، إنّ المسؤول الحزبي (ع.ق) الذي لم يرضخ لضغوطات عليا من جهات حزبية لإعطائها معلومات عن مكان اراد، فُتح له ملف قضائي في فترة الوجود السوري، ما دفعه إلى مغادرة لبنان إلى دولة أوروبية وما زال هناك.
منظمة الزوبعة
عام 2004، وفي عزّ التفاوض حول اراد، ظهرت فجأة على الخط منظّمة تطلق على نفسها اسم "منظمة الزوبعة" لتعلن في بيان أنّ اراد موجود لديها، ليتبيّن أنّ المسؤول الحزبي (م.ق) هو الذي يقف وراء هذه المنظمة، ونشر البيان في 23 شباط 2004 في عدد من الصحف اللبنانية.
ثم عادت منظمة "الزوبعة" إلى إصدار بيان آخر وفيه: "إن الطيار الإسرائيلي رون اراد الذي أُسقط وطائرته فوق جنوب لبنان عام 1986 كان يرمي الحمم والقنابل على أبناء شعبنا، ولم يكن يرمي وروداً ورياحين... وكانت منظمة "الزوبعة" قد سلمت إلى الجهة الألمانية عيّنات ومستندات للطيار اليهودي منذ أعوام، وأجريت الفحوص عليها من جانب العدو في حينه، لكنّ حكومة شارون ماطلت وناورت إلى حين خطف الجنود الثلاثة وأسر الضابط المتقاعد، ثم أسرعت إلى التفاوض لاسترجاع الحنان تننباوم لأسباب لم تعد خافية على احد، وقد ضجّت وسائل الإعلام بالعلاقة الشخصية التي تربط شارون بعائلة الحنان تننباوم والمصالح المشتركة بينهما تاركة ملف اراد عالقاً...".
وأضاف البيان: "لا بد من القول إنه عندما تعثرت المرحلة الأولى من عملية التبادل، وادعت حكومة شارون إصرارها على حيازة معلومات عن الطيار اراد، في مقابل إتمام الصفقة والإفراج عن المناضل سمير القنطار، قدّمت المنظمة ما هو كاف لإفشال مزاعم العدو ودحضها، ولكنّ حكومة شارون استمرت في مناوراتها، طالبة المزيد من دون تنفيذ التعهد بإطلاق سمير القنطار..." وختم البيان: "إنّ ما يدور في وسائل الإعلام عن عملية تبادل مع غير منظمة "الزوبعة" هو خارج المكان والزمان...".
اعتقال وتحقيقات
ومنذ مدة، عُلم أنّ المسؤول الحزبي "م.ق" أخضع ومنذ عام 2006 لسلسلة من التحقيقات لدى أجهزة أمنيّة لبنانيّة حول مصير اراد أو مكان وجود الرفات، واعتُقل على خلفية اتّهامه بالاتصال مع العدو لهذه الغاية لفترة من الزمن قبل إطلاق سراحه ومداهمة منزله في إحدى البلدات الجبلية. وكانت صحيفة أسبوعية أشارت في عددها الصادر في 10/10/2011 إلى أنّ "م.ق"، "بما يملك من معطيات وتفاصيل وخرائط سمح (للأجهزة الأمنية) بالاهتداء إلى مكان دفن جثة رون اراد واسترداد هيكله العظمي.. وبعد فترة من خروج "م.ق" وقعت حادثة مقتل نجله "س.ق" في ظروف غامضة ربما كان ذلك انتقاما من الموساد كون والده احتفظ بجثة اراد طيلة هذه المدة أو انتقاماً من فريق آخر لعدم تسليم (م. ق) جثة أراد عبر المفاوضات لأي جهة محلية..."
ومهما كانت التساؤلات والتحليلات، فإن الجهات الديبلوماسية ترى أنّ ملف اراد عاد بقوة للتداول وقد يتم الكشف نهائيا عن هذا اللغز الذي شغل الأوساط الأمنية المحلية والدولية طيلة الفترة الماضية، والمقابل سيكون ثمينا وثمينا جدا بكل تأكيد.
 
رسائل إسرائيلية تَعِد بـ«مكافأة» وتحرّكات معادية كثيفة برّا وجوا
مايا العشي
توقفت الرسائل الإسرائيلية القصيرة عبر الهواتف النقالة، التي كانت تعد سابقا بمكافأة مالية مقابل تقديم معلومات عن الجندي الإسرائيلي المحرّر أخيرا جلعاد شاليط، بيد أن رسائل أخرى بدأت تصل الى أهالي الجنوب بالتزامن مع إطلاق شاليط، في صفقة تبادل الأسرى مع الفلسطينيين، وهذه الرسائل تعد "بتقديم مكافأة مالية، لمن يقوم بقتل أسرى محررين قتلوا جنديا إسرائيليا".
ميدانياً، شهد الخط الحدودي جنوباً، تحركات كثيفة للآليات الإسرائيلة في محاذاة السياج الشائك، من مستوطنة المطِلّة حتى موقع الحماري شمال كفاريوفال، ومستوطنة دان، وصولاً إلى الغجر فالعباسية. وترافقت هذه التحرّكات مع تحليق للمروحيات الهجومية وطائرات الإستطلاع الإسرائيلية في طلعات كثيفة، فوق سهل الحولة وأجواء مزارع شبعا المحتلة، وخط التماس لهذه المزارع مع المناطق المحررة المقابلة.
وسيّر الجيش الإسرائيلي دوريات مدرعة على طول الخط الممتد من الغجر صعوداً حتى مواقع رويسة العلم والرمثا والسماقة، ورُصد نشاط لدوريات مؤلّلة عند الأطراف الشرقية لموقع الظهرة في العباسية، ما عكس حالة من الحذر والترقب في المنطقة الحدودية، وعلى محاور القطاع الشرقي.
إلى ذلك، شوهدت جرّافة إسرائيلية ترفع سواتر ترابية شمال قرية الغجر، فيما تمركزت قوة عسكرية قرب السياج الفاصل، ما بين العباسية والغجر المحتلة،لحماية جرافة أُخرى عملت على إحداث نقطة مراقبة جديدة، تشرف على المناطق المحررة في محور المجيدية - عين عرب.
وفي الجانب اللبناني، راقبت القوات الدولية ( اليونيفيل) التحركات الإسرائيلية، مسيرة دورياتها المؤللة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، من الحمامص و الوزاني والغجر وصولاً إلى تلال كفرشوبا.
وسيرت "اليونيفيل" ايضا دوريات كثيفة على طول الخط الممتد من محور الوزاني - الغجر، وصولا حتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا مرورا بحلتا ومزرعة بسطرة. وراقبت الوضع الميداني، وسط سماع أصوات رشقات رشاشات داخل أراضي فلسطين المحتلة مقابل بلدتيّ راميا وعيتا الشعب.
من جهة أخرى، يواصل فريق الهندسة في الكتيبة الاسبانية العاملة في "اليونيفيل" منذ اسبوع، تثبيت الاسلاك الشائكة بجانب السياج الحدودي الذي يفصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، وذلك بين سهل المرج المحاذي لمستعمرة المطلّة شرقا والعديسة غربا مرورا بـ"بوابة فاطمة"، وذلك في ظل مراقبة الجيش اللبناني واليونيفيل.
وقال مصدر في اليونيفيل، أن هذه الاسلاك هي للفصل بين الحدود تطبيقا للاتفاق الذي تم أخيرا بين الجانبيين اللبناني والاسرائيلي في الناقورة برعاية القوات الدولية، وذلك لتحديد الخط الازرق تمهيدا لاستكمال بناء الرصيف الحدودي الذي بدأ الاسبان صبّ قاعدته الاساسية من الباطون.
الى ذلك أعلنت قيادة الجيش ان طائرة استطلاع اسرائيلية معادية اخترقت الأجواء مساء أمس الأول فوق بلدة الناقورة، ونفذت طيرانا دائريا فوق منطقتي رياق وبعلبك، ثم غادرت الأجواء في السابعة من صباح أمس.

المصدر: جريدة الجمهورية اللبنانية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,123,043

عدد الزوار: 6,979,198

المتواجدون الآن: 71