تقارير ...رسائل بن لادن: لا تهميش للظواهري.. ..رؤية أميركية: العراق «أبو الأزمات» إذ يتحوّل مخلب قط لإيران..الحراك النسائي في السويداء السورية بين العمل السري والمواجهة العلنية

هولاند «الرئيس المرتقب» اليوم... وساركوزي «وحده» لم يفقد الأمل!..نتانياهو يخوض انتخابات مبكرة في وجه... أوباما..«القيصر بوتين» إلى عرش الكرملين غداً

تاريخ الإضافة الإثنين 7 أيار 2012 - 5:44 ص    عدد الزيارات 1979    التعليقات 0    القسم دولية

        


نتانياهو يخوض انتخابات مبكرة في وجه... أوباما
الحياة..القدس المحتلة - آمال شحادة
 

ليس أمراً طبيعياً ان يبادر رئيس حكومة لإسقاط حكومتــه بنفسه، خصوصاً إذا كانت حكومته قوية وثابتة ولا يهددها خطر انقسام أو سقوط. لكن امراً كهذا يمكن ان يحـــدث في اسرائيل، حيث لا حدود للخطط التي ينشغل بها القياديون من اجل تحقيق اهدافهم، حتى لو دخلوا فــــي مغامرة غير مضمونة النتائج. وهذا ما حدث لرئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن حالياً حداده على موت والده. وحالما تنتهي أيام الحداد، سيـــتـــوجه إلى الكنيست للتصويت على اقتراح مشروع قانون مقدم من حزبه (الليكود) الحاكم لإجراء انتخابات مبكرة وبالتالي تسقط حكومة اليمين الاسرائيلية، التي اعتبرت عند تشكيلها واحدة من اقوى حكومات اليمين.

والواقع الذي آلت إليه الوضعية في اسرائيل لم يحصل بسبب الخلافات الظاهرة ولا تهديدات افيغدور ليبرمان، الذي حاول أن يسبق نتانياهو فلم يفلح، ولا ضغوط ايلي يشاي، الذي كان يتهرب من الانتخابات، ولا الخوف من زعيم المعارضة الجديد، شاؤول موفاز، أو زعيمة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش. فعلى رغم ان الظاهر في دوامة الانتخابات التي دخلت فيها اسرائيل، ان الخلافات حول قانون «طال» الخاص بتجنيد اليهود المتدينين، هو السبب المركزي في الصراعات التي وصلت الى حد اتخاذ قرار بإجراء انتخابات مبكرة، إلا ان نتانياهو بدأ يخطط لإجراء انتخابات جديدة قبل اشهر طويلة، منذ تنفيذ صفقة «شاليط».

الانتقادات التي تعرض لها نتانياهو لتنفيذه هذه الصفقـــة لما شملته من عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين الامنيين دفعه الى التفكير بحل الحكومة وإجـــراء انتخابات جديدة يتوقع ان يضمن فيها فوزه مرة اخرى، على حد ما ذكر مقربون منه. ثم عادت الساحة الحزبــية الاسرائيلية الى خلافات حول الموازنة «وقانون طـــال» ليــــجدها نتانياهو مناسبة جديدة للإقدام على هــــذه الخطـــوة، وإجراء انتخابات في غضون اربعة اشهر لا تستطيع خلالها الاحزاب الاسرائيلية الاستعداد لها.

هذا على الاقل ما يظهر من النقاش الذي تشهده الحلبة السياسية والحزبية الاسرائيلية، ولكن الحقيقة التي لا يستبعدها خبراء ومحللون ان تكون لنتايناهو دوافع اخرى يرفض الحديث عنها بصراحة وأبرزها سببان: الاول متعلق بالانتخابات الاميركية. فرئيس الحكومة مصر على الوصول الى صناديق الاقتراع الاسرائيلية قبل ان يصل رئيس الولايات المتحدة الاميركية في تشرين الثاني 2012.

نتانياهو خائف من ان يفوز الرئيس الاميركي، باراك اوباما، بولاية جديدة في الحكم، ما يعني ان تفتح على نتانياهو جبهة من واشنطن تضعف شعبيته بين الاسرائيليين، المتصاعدة في شكل مستمر منذ الاعلان عن الانتخابات المبكرة. فاستمرار سياسة نتانياهو الحالية تجاه ملفي ايران والسلطة الفلسطينية وعرقلته استئناف المفاوضات، كلها أسباب قد تدفع بباراك اوباما الى اعلان حرب على حكومته يصل صداها الى تل ابيب وقد تتجند الاكثرية ضد رئيس الحكومة الى حد يسهل إسقاطه. اما اذا اجريت الانتخابات وعزز نتانياهو قوته من جديد وحافظ على كرسي الرئاسة فعندها مهما كانت الجبهة الاميركية ضده قوية، فإنها لن تؤدي إلى سقوطه.

اما السبب الثاني الذي لا يقل اهمية، بسحب المحللين والخبراء وبعض السياسيين، لتقريب موعد الانتخابات، هو رغبة نتانياهو في استخدام نتائج الانتخابات كاستفتاء شعبي داعم لموقفه الداعي الى توجيه ضربة عسكرية لإيران. فوفق تقديرات نتانياهو تستطيع اسرائيل أن تضرب ايران قبل تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة الجارية ولذلك يريد ان يجري الانتخابات في موعد تترك فرصة كافية بينه وبين الانتخابات الاميركية.

وصف الخبير آرييه شبيط ما يقوم به نتانياهو بلعبة شطرنج يضع رقعتها كما يشاء. وأضاف: «يجب ألا تكون المعركة الانتخابية القريبة اقتصادية اجتماعية فقط، بل يجب ان تتناول ايران وتصبح استفتاء للشعب في شأن ايران. وهكذا فقط لن يكون القرار في شأن ايران، مهما يكن، قرار فرد بل قرار أمة».

لكن، وعلى رغم تفاؤل نتانياهو في نتائج الانتخابات، لكن شيئاً لا يضمن تحقيق خطة نتانياهو في ظل الاوضاع التي تشهدها اسرائيل والساحة الحزبية فيها. صحيح ان شعبيـــة نتانياهو في تزايد مستمر لكن التراجع الذي يظهر لدى احزاب اليمين الاسرائيلي، مجتمعة، يشكل مصــــدر قلق له، وفي المقابل هناك من لا يستبعد ان تؤثر احـــزاب المركز-اليسار في حال توحدت في المستقبل، في نتائج الانتخابات، على ما يرى الوزير السابق عوزي بــــرعام، ويضيف: «صحيح ان هناك انتقادات لليسار في الشأن السياسي، لكن اذا كان حزب العمل في السنوات الاخيرة متعباً، ونشطاؤه غير مؤمنين به، فإن الطبقة الشابة التي جاءت مع يحيموفيتش تشتهي النجاح. ويئير لبيد لغز في نظر كثيرين، فهو لم ينشئ حزباً بعد لكنه قال جازماً انه يوجد مستقبل». والاستطلاعات تعطيه نجاحاً كبيراً في الانتخابات»، ويضيف: «لبيد قادر على الاتصال بناخبين شباب من جميع الأطياف. ويستطيع ان يكسر التعادل بين الكتل السياسية ولا سيما اذا جمع حوله فريقاً جيداً. وشاؤول موفاز ايضاً لغز في نظري. فهو نشيط وحدد هدفاً وهو لا يكل في إيمانه بنفسه وبحركته. لكن وضعه صعب لأن جزءاً من ناخبي ليفني اتجهوا الى العمل والى ميرتس، وسيضطر موفاز الى البحث عن اصوات من اليمين وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة».

ووفق وجهة النظر هذه، فإن ميرتس ستصبح مغرية لأولئك الذين يؤمنون بحل سياسي يقوم على عودة ما الى حدود 1967 مع تعديلات حدود متفق عليها. ولكن ميرتس هو حزب صغير غير مؤثر.

 

تقرير / واشنطن قلقة من «مغامرة» إسرائيلية في إيران

الرأي.. واشنطن من حسين عبد الحسين
أبدى مسؤولون اميركيون قلقهم من الاسباب التي تكمن خلف اعلان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو اجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 4 سبتمبر، قبل نحو عام على انتهاء مهلة الكنيست الحالي، وقالوا ان هناك اعتقاد يسود بعض اوساط العاصمة مفاده ان اسرائيل قد «تخوض مغامرة بتوجيهها ضربة عسكرية خاطفة للمنشآت النووية الايرانية» قبل 6 نوفمبر، موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.
«ستون يوما ستجبرنا على حبس انفاسنا والرجاء ان لا تقوم اسرائيل بأي عمل عسكري ضد ايران»، حسب احد المسؤولين الذي تحدث في جلسة مغلقة انعقدت يوم الجمعة.
وكانت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عززت شكوك بعض المسؤولين الاميركيين عندما بثت تقريرا جاء فيه ان موعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية يصادف في وقت يكون فيه الرئيس باراك اوباما شبه مشلول، ولا يمكنه ممارسة ضغط على اسرائيل او توبيخها قبل اسابيع قليلة من الانتخابات في حال قامت بشن ضربة ضد ايران.
ويقول المسؤول الاميركي انه «في العام 1981، اجرى (رئيس حكومة اسرائيل الراحل مناحيم) بيغين الانتخابات، وبعدها فورا وجه ضربة عسكرية الى المفاعل النووي العراقي اوزيراك» او تموز، حسب التسمية العراقية. واجرى المسؤول مقارنة بين العام 1981 واليوم، ولفت الى ان اسرائيل في ذلك الوقت، كما اليوم، اعلنت انها تعطي الديبلوماسية الدولية مداها، وانها قامت بالضربة على اثر فشل محاولات اقناع صدام حسين بالتخلي عن قنبلته النووية. واشار الى ان جولة المفاوضات المقبلة بين مجموعة خمس زائد واحد وايران، والمقررة في بغداد في 23 الشهر الجاري، «من غير المتوقع ان تفضي الى نتائج حاسمة، مما سيعزز خوف الاسرائيليين ويدفعهم اكثر الى التفكير بالخيار العسكري».
القلق الاميركي يأتي كذلك على خلفية التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى صحيفة اسرائيلية، واعتبر فيها انه بامكان ايران تصنيع قنبلة نووية في غضون 60 يوما منذ اليوم الذي تنجح فيه بتخصيب كمية كافية من مادة اليورانيوم. واعتبر باراك ان ايران تصل مرحلة «المناعة» عند وصول برنامجها الى هذه النقطة، وانه في حال حصل ذلك، يصبح وجود اسرائيل في خطر لانها تصبح غير قادرة على انهاء البرنامج الايراني. وذكّر المسؤول الاسرائيلي بتصريح للرئيس الايراني السابق هاشمي اكبر رفسنجاني قال فيه ان اسرائيل دولة تفنى بقنبلة واحدة.
الا ان مسؤولين اميركيين آخرين يعتقدون ان سبب الانتخابات الاسرائيلية المبكرة يرتبط بحسابات نتنياهو الداخلية، وان رئيس الحكومة الاسرائيلي يرى نفسه في موقع يمكن له توسيع نفوذه السياسي، وازاحة بعض المنافسين مثل حزب كاديما، الذي يترأسه وزير الدفاع السابق شاوول موفاز، وحزب «اسرائيل بيتنا» بزعامة اليميني المتطرف ووزير الخارجية الحالي افيغدور ليبرمان. وتظهر استطلاعات الرأي الاسرائيلية ان نتنياهو سيفوز بعدد كبير من المقاعد في الكنيست قد يصل الى 48 من اصل 120، وان حزب «العمل» بزعامة شيلي ياشيموفيتش سيحل في المرتبة الثانية بقرابة 15 مقعدا، مما يسمح لنتنياهو بتشكيل حكومة جديدة يكون نفوذه داخلها اقوى ومتحررا من حلفائه الحاليين الذي يملون عليه خطوات في السياسة الداخلية تحت طائلة فرط التحالف القائم والاطاحة بالحكومة.
واشنطن تبقي عيونها مفتوحة على السياسات الاسرائيلية الداخلية والحسابات الانتخابية، وتأمل في ان يكون سبب الانتخابات المبكرة داخليا لا خارجيا، وان يرتبط بالتحالفات الاسرائيلية لا بالاستعداد لتوجيه ضربة لايران في الوقت القاتل الذي يجبر اوباما على الدخول في مواجهة مع الايرانيين في حال ابدوا ردة فعل ضد الضربة الاسرائيلية الخاطفة. على ان المسؤولين الاميركيين قالو انهم لاحظوا ان «اي خطة لضرب ايران عسكريا لا تحظى بتأييد اسرائيلي تام، فهي تلقى معارضة خصوصا داخل المؤسستين العسكرية والامنية، وكذلك من عدد من السياسيين الذي ابدوا معارضتهم لها».
على صعيد متصل اظهر استطلاع للرأي اجرته «وكالة اليهود التلغرافية» الاميركية تراجع التأييد الذي يحظى به اوباما بين اليهود الاميركيين 17 نقطة، من 78 في المئة في العام 2008 الى 61 في المئة اليوم. كذلك اظهر الاستطلاع تقدم المرشح الجمهوري ميت رومني بين اليهود من 22 في المئة حصدها المرشح جون ماكين في العام 2008، الى 28 لمصلحة رومني اليوم.
وعلق رئيس «لجنة اليهود الاميركيين» دايفيد هاريس على هذه النتائج بالقول ان اليهود الاميركيين غيرا راضين عن اداء اوباما في مسائل الامن القومي والسياسة الخارجية ودعم اسرائيل، فيما اعتبر ام جاي روزنبرغ، وهو يهودي سبق ان عمل مدة 20 عاما في اللوبي المؤيد لاسرائيل «ايباك» ثم انقلب الى عدوهم اللدود، ان الرأي اليهودي الاميركي، على غرار الرأي الاميركي عموما، يلحظ تراجعا في زخم اوباما. وقال روزنبرغ ان الدليل الاول على كلامه هو اظهار الاستطلاع نفسه ان المسألة الابرز التي تشغل بال اليهود الاميركيين هي الاقتصاد الاميركي، «لا مدى دعم اوباما لاسرائيل حسب زعم هاريس». ويستنتج روزنبرغ ان اليهود الاميركيين، كغيرهم من الاميركيين الآخرين، يهتمون بمصالحهم في الولايات المتحدة اكثر من اكتراثهم للموضوع الاسرائيلي.
نقل 10 أسرى مضربين عن الطعام من سجن إسرائيلي إلى المستشفى
نتنياهو: لا صلة بين تبكير موعد الانتخابات واحتمال شن هجوم على إيران
الرأي.. القدس - من زكي أبو الحلاوة ومحمد أبو خضير
نفى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما ذكره المعلق السياسي للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أمنون أبراموفيتش حول وجود صلة بين تبكير موعد الانتخابات واحتمال شن هجوم على ايران.
وأكد أن «نتنياهو لم يربط في أي وقت بين أمن اسرائيل والقضايا الحزبية وأنه كان ينشغل بالموضوع الايراني حتى عندما كان خارج الحلبة السياسية».
وكان وزير الدفاع ايهود باراك قال ان «استراتيجية ايران النووية قد تسمح لها في نهاية المطاف بصنع قنبلة ذرية في غضون 60 يوما فقط من اتخاذ القيادة الايرانية القرار».
ويرى مراقبون ان تصريحات باراك «تعكس المخاوف الاسرائيلية من أن ايران تستغل عنصر الوقت، بينما تجري مفاوضات مع القوى العالمية للحد من برنامجها لتخصيب اليورانيوم».
واكد باراك لصحيفة «اسرائيل اليوم» ان «الايرانيين يحاولون الان منح البرنامج النووي الحصانة»، مضيفا: «اذا وصلوا الى القدرة العسكرية النووية الى سلاح أو الى قدرة ظاهرة او الى وضع يمكنهم من صنع قنبلة في غضون 60 يوما، فانهم سيحصلون على نوع مختلف من الحصانة، حصانة للنظام».
من ناحيته، كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت أن «جهات يمينية في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة أفشلت في شكل مقصود جهود احياء عملية السلام العام 2008».
وأوضح لشبكة «سي ان ان» أنه «رغم المخاطر السياسية سعى الى التوصل الى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين من خلال حل الدولتين على أساس العودة الى حدود يونيو العام 1967». وأضاف: «كنت أواجه قوة كبرى بما في ذلك ملايين الدولارات التي ضخت من الولايات المتحدة الى اليمين المتطرف والتي كانت معدة لاسقاطي».
الى ذلك، لفت السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور، مجلس الامن الجمعة، الى مصير 10 أسرى مضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية تم نقلهم الى المستشفى في حالة خطرة. واكد في رسالة الى الرئيس الدوري لمجلس الامن سفير اذربيجان اغشن مهدييف ان «حياة عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ ما بين 59 الى 67 يوما اصبحت في خطر».
واشار الى 10 اسرى معتقلين في «سجن الرملة» والذين تطلبت «خطورة وضعهم الصحي» نقلهم الى مستشفى السجن.
من جانبه، قال وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني زياد أبو عين، امس، ان ما قدمته مصلحة السجون الاسرائيلية من ردود على مطالب الأسرى لانهاء اضراب المئات منهم عن الطعام هي ردود «سلبية» لا تستجيب للحد الأدنى من المطالب.

 

رؤية أميركية: العراق «أبو الأزمات» إذ يتحوّل مخلب قط لإيران
الحياة...واشنطن - علي عبد الامير
 

يرسم الكاتب الأميركي جيمس تراوب، صورة للعراق بوصفه «مخلب قط» إيرانياً، لجهة أنه بات «أداة بيد طهران يساعدها في تدعيم نفوذها في المنطقة».

وتبدو نظرة تحليلية لهذا التوصيف متطابقة إلى حد ما مع الوقائع التي باتت تمثلها سياسة العراق الإقليمية، وما يزيد مقالة تراوب التي نشرها موقع «فورين بوليسي» دقة في الوصف قوله: «يبدو العراق اليوم أشبه بمخلب قط إيراني. في اجتماع جامعة الدول العربية، حال الديبلوماسيون العراقيون دون أي جهد لاتخاذ إجراءات قوية ضد سورية أو حتى استخدام لغة شديدة اللهجة معها، وهو الأمر الذي غَلّب بالتالي أجندة إيران على حساب المملكة العربية السعودية وقطر، اللتين تدعوان إلى تسليح المحتجين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. مباشرة بعد انتهاء الاجتماع، هرع المالكي إلى طهران للتشاور مع الرئيس محمود أحمدي نجاد».

ما لم يقله الكاتب هو أن المالكي وجد ثناء خاصاً من قائد الثورة الإسلامية في إيران، فآية الله علي خامنئي توقف في حديثه إلى المالكي ملياً عند القمة العربية، وكيف أن العراق بات زعيماً لها، وتلك إشارة بالغة الدلالة، كأن خامنئي كان يقول: «بات لإيران تأثيرها وحضورها في القمة العربية عبر الحكومة العراقية».

وساطات

اللافت أن المالكي وبعد عودته من طهران صرح بقدرة بلاده على أن تتوسط في قضيتي البحرين والجزر الإماراتية، وفضلاً عن قضية وساطته بين نظام الأسد ومعارضيه، فانه بدا واثقاً في إمكان لعب دور في أزمات تكون إيران طرفاً مباشراً أو غير مباشر فيها.

وعلى رغم إشارات كهذه إلا أن سياسيين ومراقبين عراقيين يرون أن انتقال بلادهم من محور صانع الأزمات لشعبه ولجيرانه، إلى محور السلام في مناطق النزاعات، لهو أمر في غاية الأهمية، لكنهم يستدركون بالقول: أن يكون العراق «المأزوم» بقضاياه السياسية والإنسانية، كما هو الآن، لاعباً لدور «حمامة السلام» بين الأسد ومعارضيه أو بين الحكم في البحرين ومعارضيه، أو بين إيران والإمارات، فهو أمر يبعث على الاستغراب، لا سيما أنه «الأجدر بالعراق أن يتولى نزع فتيل الأزمات في داخله وبين أطرافه السياسية والقومية والمذهبية، قبل أن يتبرع بدور راعي السلام أو حمامته، في صراعات المنطقة».

العراق أبدى استعداده للتوسط بين دولة الإمارات العربية وإيران لحل مشكلة الجزر الثلاث، طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، التي احتلتها إيران في سبعينات القرن الماضي، كما أعلن ذلك رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه في بغداد وفداً كويتياً ضم وزراء ونوابا وإعلاميين مؤكداً إن «مشكلة الجزر لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار بين الإمارات وإيران»، موضحاً «استعداد العراق للعب دور الوسيط».

وفي مراجعة لهذا الإعلان الحكومي العراقي، يمكن الكشف عن ضعف حججه وتحوله إعلاناً سياسياً يخلو من أي قيمة، اللهم إلا التطابق مع إشارة خامنئي وثنائه على قدرة العراق في التحرك عربياً.

ما فات المالكي في قضية «الجزر الثلاث» أن إيران والإمارات يتحاوران حول الموضوع منذ أكثر من عقدين، ولم ينتظرا وصول المالكي إلى السلطة في العراق بعد الغزو الأميركي كي ينصحهما بالحوار، فضلاً عن أن المالكي قد يكون سمع أو يسمع تصريح المسؤولين الإيرانيين، حول أن «زيارة الرئيس نجاد إلى جزيرة أبو موسى هي مثل زيارته إلى أصفهان» أي أن الرجل زار أرضاً إيرانية أصيلة، كما هي أصفهان، وهو ما يعني أن الموضوع خارج أي حوار، وخارج أي إمكانية للحل الديبلوماسي.

وفات المالكي وعرضه السياسي المتمثل بلعب حمامة السلام: مرة في سورية، وأخرى في البحرين، وهذه المرة في الخليج، أن إيران رفضت أي حوار في شأن قضية الجزر وهي في أشد حالات ضعفها، لا سيما بعد هزيمتها من قبل الجيش العراقي عام 1988، فكيف تقبل اليوم بالحوار فيما هي في «أقوى حالاتها»؟

كثيرون في العراق وخارجه يرون أنه كان الأجدى بالمالكي أن يتوجه إلى الأطراف العراقية التي يخاصمها بقوة سراً وعلناً، وينهي أزمته التي بدأها مع شركائه الذين انقض عليهم منذ أن فرض نفوذه القوي عبر جناحي الأمن والمال على السلطة، وصار العراق اليوم مستودعاً للأزمات الأمنية والسياسية والمعيشية، قبل أن يتبرع بلعب دور حمامة السلام في إنهاء الأزمات الإقليمية.

شخص مرتاب

وفي ما خص نزعتين متناقضتين لدى المالكي: الوساطة لحل أزمات إقليمية، وتعميق الصراع داخلياً، فإن التفسير الأكثر ملاءمة لسياسة المالكي الخارجية، هو ما يقوله ترواب «المالكي شخص مُرتاب بعمق، كما يقول محلل آخر يعرفه جيداً ودائرته، وهو على اقتناع بأن خصومه في الداخل والخارج يريدون النيل منه. هناك أيضاً رأي آخر هو أن المالكي شخص يعتقد بتفوق الشيعة وينظر للسنة كأعداء، وقد يكون شخصاً تتملكه نظريات المؤامرة».

ويضيف ترواب: «يمكن للمرء أن يكون غير عارف بدوافع المالكي ولكنه يستنتج بأن الأخير يسيء حالياً إلى مصالح العراق نفسه. لا يمكن لزعيم عاقل حصيف عراقي افتعال اشتباك مع تركيا، كما فعل المالكي ويفعل. فإذا ما عدنا إلى كانون الثاني الماضي عندما اقترح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على المالكي عدم شن الحرب على المعارضة السنية في بلاده، اتهمه المالكي بـ «التدخل غير المبرر في الشؤون الداخلية العراقية»، مضيفاً لحسن التدبير هذاقوله أن أردوغان يسعى إلى استعادة هيمنة الإمبراطورية العثمانية على المنطقة. وهذا بدوره أدى إلى جولة أخرى لتصعيد الشتائم المتبادلة، واستدعاء السفراء».

واتصالاً مع «صورة العراق بوصفه مخلب قط إيرانياً» يكتب الباحث والمعلق الأميركي: «أدى تهميش المالكي لمنافسيه السنة، وكذلك الشيعة المعتدلين مثل إياد علاوي، إلى ارتمائه في أحضان إيران، فهي وحدها التي يمكن أن تفصل بين الجماعات الشيعية في العراق. وكانت إيران هي التي كسرت الجمود بعد انتخابات عام 2010 من خلال ضغطها على أتباع مقتدى الصدر من أجل ضمان قبولهم بالمالكي رئيساً للوزراء. ويعرف المالكي أنه يدين بمنصبه إلى إيران، وبالتالي عندما تكون لديه مشكلة، فإنه يهرع إلى طهران. ومن هنا لا مناص من أن ينظر خصوم إيران في منطقة الخليج، إلى المالكي بوصفه دمية في يد إيران، حتى لو جانب الصواب هذا الرأي».

 

 

«القيصر بوتين» إلى عرش الكرملين غداً
الحياة...موسكو – رائد جبر
 

مشهدان حددا ملامح المرحلة الجديدة في روسيا. على وقعهما يستعد القيصر المتوج فلاديمير بوتين لدخول الكرملين مجدداً، والإقامة فيه لفترة قد تمتد هذه المرة 12 سنة. فمن جانب غدا نشاط المعارضة المتزايد يؤرق السلطة ويدفعها الى تشديد قبضتها أكثر، وفي الجانب الآخر مواجهة مفتوحة مع الغرب وصلت إلى مرحلة حاسمة في سورية، وإلى التلويح بالذراع الصاروخية الطويلة في أوروبا.

على خلفية المشهدين، يتابع الملايين داخل روسيا وخارجها الاثنين، خطوات الرئيس العائد بأصوات 64 في المئة من الروس، وهو يدخل قاعة «العرش» في الكرملين التي يكسو الذهب جدرانها، وكانت المكان المفضل لاحتفالات القياصرة السابقين. ثم يستمع بحسب المراسم، إلى خطاب قصير يتلوه شريك الحكم ديمتري مدفيديف يعلن فيه نقل الصلاحيات إلى الرئيس المنتخب، لتأتي بعد ذلك، لحظة القسم الدستوري التي تنهي مرحلة وتطلق أخرى بالنسبة إلى الروس.

خارج القاعة، ثمة حراك ربما لا يلفت أنظار بوتين في الطريق إلى القصر الرئاسي، لأن موكبه يخترق شوارع المدينة عادة بسرعة تفوق سرعة الصوت.

وعلى رغم معرفة ذلك سلفاً، يستعد المعارضون لإلقاء التحية على الرئيس المتوج على طريقتهم الخاصة... طوق بشري على طول طريق الموكب يرفع شارات بيضاء، وأخرى تنادي «نريد روسيا نظيفة»!

هكذا تواصل المعارضة بعد حركة احتجاجات غير مسبوقة، بلغت حد حشد أول «مليونية» عشية مراسم التنصيب، ابتكار وسائل جديدة لتحريك الشارع ولإيصال رسائل إلى الكرملين مفادها أن الولاية الثالثة للرئيس العائد لن تكون سهلة، وتعد الفعالية اختباراً جدياً لقدرة المعارضة على مواصلة تعبئة الرأي العام ضد الرئيس الجديد – القديم.

لكن بوتين بنسخته الجديدة في عام 2012 يختلف عن رجل الـ «كي جي بي» السابق الذي كان مجهولاً تقريباً، عندما وصل فجأة، إلى السلطة عام ألفين. فهو الآن «زعيم الأمة» الذي اختبره الروس جيداً في السلطة لثماني سنوات وبات يحظى بشعبية يصر أنصاره على أنها طاغية. لذلك بدا مفهوماً نزول عشرات الألوف من أنصاره وهم يحملون صور الزعيم داخل إطارات حمراء اللون رسمت على شكل قلوب، وكتبت عليها عبارة «نحب بوتين».

وعلى رغم ذلك لم يشأ بوتين الذي يسعى لتعزيز مواقعه كزعيم لكل الأمة، في أن يقتصر وجوده وشعبيته على أوساط «المحبين» مما كانت تسمياتهم أو الأطر التي تجمعهم، فعمد إلى التنازل عن منصبه كرئيس لحزب السلطة «روسيا الموحدة» مسلماً الموقع مع رئاسة الوزراء إلى مدفيديف.

كما تعهد بتحسين الأحوال المعيشية وزيادة الرواتب، على رغم الظروف المالية. ومواصلة عمليات الإصلاح ومواجهة الأزمة الديموغرافية عبر تحسين الخدمات الصحية والتعليم وقدم كثيراً من وعود تستهدف امتصاص النقمة وتعزيز سلطته.

ومع اطمئنان المقربين حيال قوة مواقع بوتين، والتدابير الحازمة التي يشكو منها أنصار المعارضة، والتي ظهرت عندما منع رجال الأمن كثيراً من المعارضين من الوصول إلى موسكو للمشاركة في تظاهرات ضد تنصيب بوتين، زادت مخاوف متشائمين يرون أن المرحلة المقبلة ستشهد فرض قبضة قوية، لإحكام الخناق على نشاط المعارضة.

وفي مقابل المشهد الداخلي، يبدو الكرملين مقبلاً مع بوتين على استحقاقات خارجية جدية، فالمواجهة مع الغرب في ملف «الدرع» الصاروخية وصلت إلى حد تهديد جنرال بارز باستخدام القدرات الصاروخية لضرب منشآت «الدرع» في أوروبا، إذا لم يستمع الغرب لرأي موسكو. كما أكد الكرملين نيته نشر صواريخ متطورة على الحدود مع أوروبا. ولم يتردد بوتين في الإعلان عن برنامج تسليحي غير مسبوق تنوي موسكو أن تنفق عليه نحو 590 بليون دولار، مؤكداً أن لدى بلاده القدرة على توفير الموارد اللازمة لذلك.

ومع المشكلات الأخرى التي تبدأ من ملف أمن الطاقة الدائم الحضور على جدول أعمال السياسة الخارجية، ولا تنتهي بموضوع علاقات روسيا مع جاراتها في الفضاء السوفياتي السابق، يشير البعض إلى الأزمات الإقليمية خصوصاً الملف السوري باعتباره وصل إلى مرحلة «كسر العظم» بين روسيا والغرب، على رغم تأكيد خبراء روس بارزين بأن موسكو باتت واثقة بأن نظام الرئيس بشار الأسد آيل للسقوط لكنها تبحث عن «تخريجة» مناسبة للوضع تحفظ مصالحها.

وبين المشهدين المحلي والدولي، يسعى رجل روسيا القوي إلى ضبط إيقاع خطواته الأولى، داخل الكرملين... وخارجه.

 

 

هولاند «الرئيس المرتقب» اليوم... وساركوزي «وحده» لم يفقد الأمل!
الحياة..باريس - رندة تقي الدين
 

يختار حوالى ٤٦ مليون ناخب فرنسي اليوم رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة، بين الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي وخصمه مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند.

ومع توقف الحملة الانتخابية للدورة الثانية أمس، لازم ساركوزي منزله مع زوجته كارلا وابنتهما جوليا وابن كارلا. وقصد هولاند منطقته الكوريز مع صديقته الصحافية فاليري ترييرفيلر، والتي سئل هل سيتزوجها في حال انتخابه لأن دولاً محافظة لن تستقبله مع صديقة ليست زوجته، فأجاب: «هذا شأني وشأن فاليري».

ورجح معظم استطلاعات الرأي فوز هولاند بنحو 5 نقاط (52.84 في مقابل 48 في المئة لساركوزي)، علماً ان الاستطلاعات الأخيرة أعِدت قبل اعلان رئيس حزب الوسط فرانسوا بايرو قراره التصويت لهولاند.

وانتهت الحملة الانتخابية ليل الجمعة بمهرجان انتخابي لساركوزي في لي سابل دولون، في منطقة فاندي، حيث حققت زعيمة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) مارين لوبن خرقاً انتخابياً بنيلها 15.8 في المئة من الأصوات، فيما عجز والدها جان ماري لوبن عن تسجيل اختراق في المنطقة ذاتها عام ٢٠٠٧ بحصوله على نسبة 6.46 في المئة.

وشهد المهرجان مواصلة ساركوزي امام مئات من انصار حزبه «اتحاد الحركة الشعبية» حملته اليمينية لجذب ناخبي لوبن، مركزاً على مشاكل الهجرة ومسألة الإسلام. وشدد على رفض «الإسلام في فرنسا»، في مقابل مطالبته بـ «إسلام فرنسي»، وقال: «انجزنا الكثير للمسلمين عبر تشييد مساجد في انحاء فرنسا، لكنني لا اقبل اضطهاد المسيحيين في غالبية دول الشرق».

ولم ينسَ ساركوزي ابداء غضب من «انحياز» الاعلام الفرنسي لهولاند، علماً ان الواقع يفيد بتفضيل معظم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة هولاند، وتنظيم بعض مؤسسات الصحافة المكتوبة على غرار «ليبراسيون» حملات لمصلحته، في حين تعتبر «لوفيغارو» ناطقة شبه رسمية باسم ساركوزي. وواضح ان هولاند يشعر بارتياح واسع لأنه الفائز المرتقب. وهو قال رداً على مطالبته خلال استضافته في برنامج «لو غران جورنال « الذي تبثه محطة «كانال بلوس»، بكتابة عناوين الصفحة الأولى في «لوفيغارو» و»ليبراسيون» صباح اليوم التالي للانتخابات، بأنه سيعنون «الآن تبدأ الصعوبات» في «لوفيغارو» و»اليسار المرحلة الثانية « في «ليبراسيون»، في اشارة الى عهد الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران. ويدعو هولاند الى الحذر من اظهار ارتياح واسع خلال التصويت اليوم، والتخلي عن التعبئة للاقتراع، لكن معظم الناخبين اليساريين واليمينيين يتوقع حسمه الانتخاب.

وقال مسؤول يميني لـ «الحياة»: «للمرة الأولى حسمت نتيجة الجولة الثانية للانتخابات قبل اجرائها» .ولا يخفى ان موظفي الوزارات ومسؤولي مكاتب الوزراء باتوا يستعدون للمغادرة، وباشرت اوساط الرئيس الحزبية البحث عن وظائف جديدة، فور تركها القصر الرئاسي.

وبقي الرئيس ساركوزي وحده مقتنعاً بأن فوزه بولاية جديدة ممكن، إذ اعتبر أن التنافس سيكون شديداً جداً، وان النتيجة ستكون متقاربة جداً الى درجة احتمال تكرار ما حدث في انتخاب الرئيس الأميركي جورج بوش في فلوريدا عام 2004 حين اجريت اعادة فرز لأوراق ناخبين من اجل حسم فوزه.

ولا يستبعد ساركوزي تساوي عدد الأصوات، وهو يشبّه محاولته الفوز بـ «بطولة للملاكمة تعني الخسارة فيها رميه القفازات».

 

 

الحراك النسائي في السويداء السورية بين العمل السري والمواجهة العلنية
الحياة..سمير العاقل
 

«عندما علم المحقق أنني انتمي إلى الطائفة الدرزية تغيرت معاملته فجأة من صراخ همجي إلى هدوء لا حدود له، وقال لي: «يا بنتي معقول هالحكي» درزية وتتظاهرين مع هؤلاء الذين يريدون تدمير الوطن لأجل غايات دينية حيث سيعملون إلى بناء إمارات سلفية تصبح فيها النساء جواري وأنت تقفين إلى جانبهم هل تريدين أن تصبحي أحدى جواريهم في ما بعد». بهذه الكلمات تحدث المحقق مع الناشطة «م.ن» بعد اعتقالها على اثر مشاركتها في إحدى تظاهرات مدينة دمشق. وتتابع: «كان التعامل معي مختلفاً عن باقي الفتيات من الطوائف الأخرى، فهم تعرضوا لمضايقات في غاية الإحراج والقسوة، فيما تم استجوابي وإخلاء سبيلي بحيث لم يتجاوز اعتقالي سوى ساعتين فقط».

الحراك النسائي في السويداء لا يختلف عن أي حراك نسائي في باقي المناطق السورية، بدءاً من العمل الإغاثي ووصولاً إلى النزول إلى ساحات التظاهر، والمطالب لا تقل عن أي مطلب سوري يتمثل بإسقاط النظام وبناء سورية جديدة.

عندما بدأت الانتفاضة السورية في درعا تعرضت هذه المدينة لشتى أنواع القمع، وعندما دخلها الجيش السوري فرض حصاراً خانقاً عليها وصل إلى حد انقطاع الكثير من المواد الغذائية الضرورية منها حليب الأطفال والمواد الطبية.

في السويداء تشكلت خلية من مجموعة من الناشطات تركز عملهن في البداية على جمع المساعدات تولت مجموعة من الشبان إيصالها إلى قرى درعا المجاورة.

«م. خ» إحدى الناشطات اللواتي أشرفن على جمع المساعدات وتجميعها تقول: «في بداية الثورة كنا نشاهد حجم الانتهاكات التي تمت ممارستها من قبل أجهزة الأمن السوري. لم نستطع الوقوف صامتين وخصوصاً بعد وصول الأخبار إلينا عن عدم توافر المواد الغذائية فقمنا بجمع التبرعات من العائلات التي قدمت لنا الدعم بمختلف أشكاله وإرسالها في شكل منظم عبر أشخاص من مدينة السويداء إلى داخل درعا، ومع توسع الحركة الاحتجاجية وامتدادها إلى ريف العاصمة دمشق تابعت الناشطات عملهن عبر التنسيق مع ناشطات أخريات من السويداء يقيمون في العاصمة حيث باتت المساعدات ترسل من السويداء إلى العاصمة وأحياناً بالعكس باتجاه درعا حسب الحاجة».

ومع تصاعد الأحداث وتطورها وبداية عمليات نزوح العائلات من ريف حمص وبعض المدن السورية التي كانت وما زالت تتعرض لقصف مدفعية الجيش توسع عمل الناشطات إلى استقبال الأسر الهاربة من العنف وتأمين متطلباتها عبر التعاون مع الجهات التي تعمل في الإغاثة.

«سلمى» اسم مستعار لأحدى الناشطات وجدت في الانتقال إلى دمشق والعمل في مجال الإغاثة «الاختيار الأفضل لدعم الثورة». تقول: «انتقلت للاستقرار مع مجموعة من الفتيات في إحدى مدن ريف دمشق حيث كان مركزنا لنقل المساعدات التي تأتي وتوزيعها على الأسر القادمة من مناطق العنف. بات عملنا يساهم في تقديم أكثر ما يمكن لهم، وطبعاً عبر تعاون مع شبكة كبيرة من الناشطين تشمل غالبية مناطق ريف دمشق».

«ر.ج» ناشطة من الذين شاركوا بغالبية التظاهرات في درعا وفي السويداء تقول: «في السويداء للمرأة خصوصية معينة لكن هذه الخصوصية لا تمنعها من الوقوف وقول ما تريد بحق نظام لا يرحم شعبه ويقتل الناس بالعشرات والمئات، وهذه ليست قناعتي وحدي بل يشاركني فيها كل الفتيات اللواتي يتظاهرن معي، فنحن نزلنا إلى درعا وشاركنا نسائها العمل الثوري وتظاهرنا وتصادمنا مع الأمن والجيش، وفي دمشق كنا في دوما وحرستا والميدان وضمن الحرم الجامعي وكنا نرفع أعلام الاستقلال أمام أعين الأمن وقد تعرض عدد منا للاعتقال أذكر منهم سحر زين الدين ولمى العيسمي وأمال سلوم لكن من دون أن نتعرض لأذى كبير كما غيرنا».

خطف وتهديد

إلا أن المؤشر الأخطر هو ما حدث مع الناشطة لبنى زاعور التي تم اختطافها من مكان عملها وأخذها إلى جهة مجهولة وتم التحقيق معها حول نشاطاتها وتعرضت خلال ذلك للضرب على وجهها ومن ثم رميها في إحدى طرق المدينة. وقد تعرضت لتهديد من أجل عدم ذكر ما حدث لها لكنها نشرت الخبر على صفحتها الشخصية على فايسبوك وتم نشر الخبر في غالبية وسائل الإعلام العربية.

أسلوب الاختطاف يضع الناشطين أمام علامات استفهام وشك، وبالمقابل يسمح للأجهزة الأمنية التنصل من المسؤولية في حال تم توجيه الاتهام إليها، إلا أن بعض الناشطين اعتبر ما حدث رسالة قوية للحراك النسائي الذي بدأ يحرج الأجهزة الأمنية في المحافظة ويسبب الإزعاج لها وتحديداً بعد رفع سقف المطالب.

ولعل الحراك النسائي في السويداء أكثر ما يحرج النظام لعدم تمكنه من مواجهته خوفاً من تأجيج الوضع بين أبناء الدروز، فتراه يلجأ عبر العمل على تفريق النساء أثناء اعتصامهم من خلال ما يعرف بـ «الشبيحة» والذين هم من أبناء الدروز أنفسهم المتعاونين مع النظام، حيث لم تشهد المحافظة طوال الأشهر الماضية أي حالات اعتقال لأي امرأة سوى تلك التي طاولت الناشطة كندة فليحان وكندة زاعور ولمدة ساعة واحدة فقط.

حراك متميز

وتجد الناشطة والإعلامية ليلى الصفدي وهي المحررة المسؤولة عن جريدة لجان التنسيق المحلية في سورية «طلعنا ع الحرية»، والمشاركة في العديد من صفحات الفايسبوك التي تعنى بشؤون الثورة، أن الحراك النسائي في المحافظة كان متميزاً وفعالاً ولا يقل فعالية عن دور الرجل.

تقول: «السويداء شهدت حراكاً نسائياً متميزاً، نساء وشابات من مختلف الأجيال شاركن في التظاهرات والاعتصامات وحماية المتظاهرين، أو في طباعة منشورات الثورة ومختلف أفكار النشاط السلمي المبدعة، أو نشطن في العمل السياسي والإعلامي والحقوقي والإغاثي»، وتضيف الصفدي: «الحراك النسائي في السويداء يمكن الرهان عليه كرافد أساسي للحراك الثوري الذي من المأمول أن يتصاعد ويتطور، كون المرأة في السويداء تمتلك حرية نسبية مقارنة بمناطق أخرى تشهد حراكاً ثورياً عالياً لكنه ذكوري إلى حد ما، وفي الوقت نفسه تمتلك المرأة قدرة أكبر على التحرك بخوف أقل من سطوة الأمن والشبيحة وهو أمر مفيد في البدايات من أجل كسر حاجز الخوف الاجتماعي العام من نظام قمعي وظالم».

 

 

رسائل بن لادن: لا تهميش للظواهري.. والهاجس الأمني يحتل الصدارة، السباعي لـ «الشرق الأوسط»: كلاهما وجهان لعملة واحدة، وفي الأصل لم يكن بينهما اتصال مباشر

لندن: محمد الشافعي ... بعيدا عن صورة قائد «الجهاد» العالمي الذي حلم بأن يكونه، بدا أسامة بن لادن في الوثائق التي نشرتها، مؤخرا، وزارة الدفاع الأميركية، في صورة قائد تجاوزته الأحداث يشكو في رسائل مطولة إلى معاونيه من أخطاء وتجاوزات تنظيمات تتحرك باسمه.
ومع احتمال أن يكون تم اختيار الـ17 رسالة المترجمة والمنشورة من قبل الولايات المتحدة من بين 6 آلاف تم جمعها خلال الهجوم على منزل بن لادن في أبوت آباد، لتأييد هذه الفكرة، فإنها مع ذلك تعكس حالة زعيم غاضب يخط تعليمات وأوامر نعرف أنه لم يتم العمل بها. ولقد ورد التقرير المرافق للرسائل تحت عنوان «بن لادن المهمش».
إلا أن قلة الإشارات إلى نائبه، أيمن الظواهري، الذي بات زعيما للتنظيم بعد مقتل بن لادن، أثارت كثيرا من علامات الاستفهام، وهناك إشارات قلقة إلى أبو محمد (أيمن الظواهري) بالمقارنة مع الرسائل المطولة إلى الشيخ محمود (عطية عبد الرحمن الليبي) الذي قتل بعد بن لادن بأشهر بصاروخ أميركي من طائرة من دون طيار في الشريط القبلي، وأخرى إلى الأخ عبد الحميد.
وفي رسائل قلقة يطلب (أزمراي) أسامة بن لادن عرض الأمر على أبو محمد (الظواهري) أو إرسال نسخة من الرسالة إليه. «الشرق الأوسط» توجهت إلى الدكتور هاني السباعي، الإسلامي المصري مدير مركز المقريزي في لندن، فنفى وجود محاولات تهميش للظواهري، وقال: «لقد اطلعت على الرسائل كاملة، المسألة برمتها تدخل في سياق التأمين والهاجس الأمني». ويضيف السباعي ردا على أسئلة «الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «في الأصل لم يكن الرجلان، بن لادن ونائبه الظواهري، معا أو بينهما اتصال مباشر، حتى لا يعتقلا معا أو يقتلا معا، وهذه أبجديات تأمين الشخصيات الجهادية الكبرى، وفي عرف الأصوليين فإن بن لادن هو الشخصية رقم واحد والظواهري الرقم الثاني، ولو كان الظواهري معه في أبوت آباد لقتلا معا، وخسر التنظيم الرجل الثاني أيضا، الذي تبحث عنه أميركا اليوم».
ويقول السباعي: «إن قصة تهميش الظواهري مستبعدة، والدليل أن بن لادن يقول في إحدى الرسائل (اعرضوا الأمر على أبو محمد)، والواضح أن الظواهري كان أكثر حركة من بن لادن في الاتصال بباقي فروع التنظيم في الدول الأخرى، ويبدو أن هناك اتفاقا بين الرجلين قبل أن يفترقا على معايير الهاجس الأمني في ما يتعلق بتبادل الرسائل عبر الوسطاء الشخصيين، وليس عبر أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا، والرجلان كلاهما وجهان لعملة واحدة».
ويوضح السباعي: «خلال 10 سنوات من الحرب على الإرهاب وحتى الآن كانت هناك جيوش من العملاء تبحث عن بن لادن والظواهري وباقي قيادات التنظيم في باكستان والشريط القبلي، ومعنى سقوط أحدهما يعني فشلا كبيرا في استراتيجية التنظيم الأمنية وخرقا لها، أي أن التنظيم سينهار مثل المتواليات الهندسية».
وفي رسالة كتبت في مايو (أيار) 2010 يعرب مؤسس «القاعدة» عن الأسف خصوصا لتسبب أعمال وهجمات «المجاهدين» في سقوط ضحايا مسلمين، مما أعطى حججا قوية لأعدائهم.
وجاء في الرسالة: «بعد انتشار المجاهدين في الكثير من المناطق، انغمس البعض من إخواننا تماما في المعركة مع أعدائنا المحليين، وارتكبوا الكثير من الأخطاء بسبب سوء تقدير الإخوة مخططي العمليات».
وأضاف أن قتل مسلمين في اعتداءات عناصر «القاعدة» «قضية هامة يجب أن نوليها الاهتمام، لأن الهجمات التي تنفذ دون الانتباه، لذلك أثرت على تعاطف الجماهير مع المجاهدين. وهذا قد يجعلنا نكسب معارك، لكننا نخسر الحرب في نهاية المطاف».
وطلب بن لادن من القادة «الجهاديين» الذين لم يكن يتواصل معهم إلا بالبريد الشخصي، احترام سلطة القيادة المركزية لـ«القاعدة»، وهي تسمية اخترعها الغرب لكن بن لادن تبناها.
وقال في هذا الصدد: «في رأيي يمكن بلا أي مشكلة استخدام هذه العبارة لتوضيح الأمور».
بل إنه يطلب من أحد مخاطبيه «إعداد مذكرة تضم القواعد الواجب اتباعها للاتصال مع المجاهدين، وحين تكون جاهزة سنناقشها ونرسلها إلى كل المناطق، وكذلك السياسة الواجب اتباعها بشأن الأعمال العسكرية».
ويؤكد معدو التقرير المصاحب لرسائل أبوت آباد وهم أعضاء مركز مكافحة الإرهاب في مدرسة ويست بوينت العسكرية، أنه «فضلا عن كونه بعيدا عن القيادة العملانية للمجموعات الجهادية الإقليمية، فإن اللهجة المستخدمة في الكثير من الرسائل تظهر أن بن لادن كان يجد صعوبة في التأثير ولو قليلا عليهم».
وأضاف التقرير: «من البديهي أنه حتى لو لم يكن ينوي علنا أن يبتعد عن عمليات هذه المجموعات الإقليمية فإن بن لادن كان يعارض الطريقة التي يعملون بها».
وضمن الهاجس الأمني، هناك رسالة جيش الإسلام في غزة، تضمنت وقائع مجهولة، وهي في غالبها تتحاشى ذكر التواريخ والمواقيت التي كتبت فيها، لكن هذه الوثائق الـ17 هي رسائل مجملها 175 صفحة بالعربية وتوثق مرحلة تنحصر في الفترة بين سبتمبر (أيلول) 2006 وأبريل (نيسان) 2011. ورسالة أخرى تكشف عن الهوس الإعلامي لابن لادن وحبه للظهور الذي يتناقض مع الهاجس الأمني، وهي أشبه بنصيحة من أحد معاونيه يقول فيها: «لا بأس أن يظهر الشيخ بصورته الآن ثم يظهر مرة أخرى في الذكرى العاشرة لغزوات مانهاتن وواشنطن، فكل ظهور له - ما لم يكن ظهوره شبه يومي أو شبه أسبوعي - لا بد أن يكون له تأثير. وتكرار ظهوره رغم الحملة الشرسة التي تشن على (القاعدة) في كل مكان هو في نفسه لافت للانتباه، يجب أن لا ننسى أن هناك ملايين المعجبين بالشيخ في العالم الإسلامي يتطلعون إلى ظهوره والاطمئنان على صحته وأنه بخير وعافية. وهؤلاء يجب أن يكونوا مقصودين بخطاباتنا ورسائلنا قبل الأميركيين والأوروبيين الذين لا يسمعون ولا يعقلون إلا من رحم الله، كما يجب أن لا ننسى الإخوة المجاهدين في الجبهات، الذين يمرون بأوقات عصيبة ويواجهون المصيبة تلو المصيبة. هؤلاء أيضا سيفرحون برؤيته مجددا، وظهوره سيرفع من معنوياتهم إن شاء الله.
بل أرى أن من المناسب أن يقوم الشيخ بتوجيه خطاب مرئي إلى المجاهدين في كل الساحات، يواسيهم ويصبرهم ويثبتهم ويرشدهم، وكانت الرسالة التي أرسلها بعد استشهاد الشيخ سعيد (مصطفى أبو اليزيد قائد القاعدة في أفغانستان) قوية ومؤثرة فجزاه الله خيرا، ولكن الكثير من الناس لا يقرأون أو يقرأون ولكنهم يتأثرون أكثر بالصورة».
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2011 درس مصدر أميركي، مأذون له، كل الوثائق المصادرة من فيلا أبوت آباد. وقال المصدر إن الوثائق (نحو 200 مفكرة وكراسة وحواسيب ومفاتيح يو إس بي) تظهر أنه «لم يعد منذ فترة طويلة منخرطا في القيادة اليومية للتنظيم».
وأضاف المصدر: «إن المخطوطات التي جمعناها هي في معظمها تعبير عن مواقف»، وبحسب المصدر فإن ثلث الوثائق يتناول أمورا خاصة مثل جهود إحدى زوجات بن لادن في العثور على زوج لإحدى بناته.
وتابع: «أيا كان الأمر، فإنه كان لأسباب أمنية لا يتلقى رسائل إلا مرة واحدة أو مرتين شهريا.. كيف يمكنه إدارة شبكة في هذه الظروف؟ وكان القائد العملاني الحقيقي الذي كان يهتم بتنشيط عمل الشبكة اليومي هو (الشيخ محمود) عطية عبد الرحمن».
وقتل الليبي عطية عبد الرحمن في 22 أغسطس (آب) 2011 في هجوم لطائرة من دون طيار في منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,599,131

عدد الزوار: 6,956,854

المتواجدون الآن: 66