أخبار لبنان..رهان لبناني على مبادرة بايدن.. لكبح الحرب المتوسِّعة..تصعيد المقاومة: احتمالان ضئيلان يستعدّ لهما الحزب | توسيع الحرب ومغامرة رئاسية فرنسية - سعودية..ما مغزى تدشين باقري من بيروت اليوم إطلالاته الخارجية بعد مصرع عبداللهيان؟..تقرير: واشنطن تسعى لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بعد إنجاز الصفقة مع «حماس»..الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين يثير مخاوف لبنانية..«حزب الله» يتهم خصومه بالسعي لانتخاب رئيس بـ«غالب ومغلوب»..وزير الطاقة اللبناني إلى دمشق لبحث ملفات تقنية..وفد "القوات" إلى قطر والمبادرة الجنبلاطية تبدأ غداً بـ"حزب الله"..رعد: الحوار عُرفٌ والعرف أقوى من الدستور..

تاريخ الإضافة الإثنين 3 حزيران 2024 - 4:20 ص    عدد الزيارات 284    التعليقات 0    القسم محلية

        


رهان لبناني على مبادرة بايدن.. لكبح الحرب المتوسِّعة..

حراك جنبلاطي رئاسي غداً..وسقوط مسيَّرة في نهاريا وفرار جماعي من مستوطنات الشمال..

اللواء..حفِلت نهاية الاسبوع، على جبهة المساندة في الجنوب، بجنوح اسرائيلي خطير الى استهداف المدنيين الآمنين في منازلهم في المدن والقرى الجنوبية.. ورمت الغارات المعادية على مدينة بنت جبيل، الى إلحاق الخراب الهائل، وهذا ما حدث في ساحة عاصمة القضاء الذي يضم عشرات القرى من الحدود الى خط مجرى نهر الليطاني. وإزاء هذا التمادي الاسرائيلي الخطير، في التوسع باستهداف قرى وحقول وطرقات، ليس فقط في اقضية الجنوب، بل امتد العدوان الى بعلبك وقراها ومؤسساتها، لجأت المقاومة الى تشديد خط الردع، عبر ارسال عشرات المسيرات الانقضاضية الى مستعمرات الجليل الغربي، وصولاً الى مقر قيادة جيش الاحتلال في الجولان السوري المحتل. ومع المساعي الجارية للتوصل الى ترتيبات وطرح مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن موضع التنفيذ في ما خصَّ انهاء الحرب في غزة، تراها مصادر لبنانية متابعة على انعكاس ذلك تبريداً لجبهة الجنوب، وبالتالي الانتقال الى حراك باتجاه اعادة الاعمار ومعالجة النقاط التي تحتلها اسرائيل عند الخط الازرق، في اطار ترتيبات لوقف نار مستديم عند الحدود الجنوبية- الاسرائيلية، يسمح باعادة المواطنين الى منازلهم. وعكس وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب موقف الترحيب اللبناني بتصريحات الرئيس الاميركي حول انهاء الحرب في غزة، وشمول المقترح معالجة الوضع في جنوب لبنان، وتطبيق القرار 1701.

قمة باريس

وستجري محادثات بين الرئيس ايمانويل ماكرون مع الرئيس بايدن في باريس، حيث سيحضر الملف الرئاسي بقوة في القمة، خلال زيارة الدولة لبايدن الى العاصمة الفرنسية. وربطت مصادر فرنسية بين الكلام عن «ايجابيات لمسها الموفد الرئاسي لودريان مبنية على ما سمعه من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ان لا ربط بين حرب غزة وانتخابات رئاسة الجمهورية، وسمع، وحسبما ذكر ان النائب رعد لم يأتِ خلال الاجتماع مع لدوريان على ذكر اسم المرشح سليمان فرنجية، وانه مع الاتفاق.

اللقاء الديمقراطي وإبقاء الملف حياً

رئاسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تحرك اللقاء الديمقراطي في الملف الرئاسي يشكل فرصة لإمكانية وضع هذا الملف في سُلَّم أولويات البحث من أجل نقله من حال المراوحة هو حراك يعقب زيارة الوزير الفرنسي جان ايف لودربان ومن شأنه أن يشغل الساحة المحلية ولن يبتعد عن مناخ دعوة الحوار أو التشاور، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها هذا اللقاء بحراك، فهو كان سبَّاقاً في المبادرات أو المساعي لاسيما بالنسبة إلى لائحة الأسماء. وقالت هذه المصادر إلى أن الهدف الأساسي هو تخفيف الاحتقان وليس الترويج لأسماء محددة، معلنة أنه إذا لم يخدم أو يحقق نتيجة فليس له أن يحدث أي ضرر، ورأت أن هناك لقاءات متعددة للقاء الديمقراطي ولا يمكن الحديث عن نجاحها أو فشلها منذ الآن، لأن مسعى الديمقراطي مضبوط بسلسلة عوامل ومعطيات محددة لا تنفصل عن نشاط الديبلوماسية الخارجية بشأن الأوضاع في غزة والجنوب. ويباشر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط لقاءاته غداً الثلثاء مع رؤساء الكتل والنواب، بحثاً عن لقاء عند منتصف الطريق لاعادة احياء جهود ملء الفراغ في الرئاسة الأولى.

وفد «القوات» إلى قطر

وعشية توجُّه وفد من «القوات اللبنانية» الى قطر، بدعوة رسمية في اطار الدعوات للكتل والاحزاب اللبنانية للتشاور، في ما يمكن القيام به لإنهاء الشغور الرئاسي، اوضح عضو «كتلة الجمهورية القوية» (حزب القوات) النائب غسان حاصباني، والذي سيكون في عداد الوفد، ان ملفات كثيرة ستبحث خلال الزيارة، ومن ضمنها رئاسة الجمهورية واصفاً اتفاق الدوحة، الذي أدى الى اجراء انتخاب رئاسية في الـ2008، بالاتفاق على انتخاب الرئيس ميشال سليمان، بأنه كان حالة استثنائية، وقال: نحن نطرح تشاوراً في مجلس النواب، خلال الجلسات أو بينها وليس «جلسة تشاور».

باقركني في بيروت

دبلوماسياً، وفي اول زيارة من نوعها،يصل القائم بأعمال الخارجية الايرانية علي باقركني الى بيروت اليوم، في اول تحرك خارجي له، على ان يلتقي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، ويزور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ويلتقي قيادات من المقاومة الفلسطينية. واعتبرت مصادر سياسية قيام وزير الخارجية الايراني الجديد علي باقركني الى لبنان في أول زيارة يقوم بها إلى خارج ايران بعد تعيينه في منصبه، خلفا للوزير عبد اللهيان الذي قتل في حادث سقوط طائرة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي مؤخرا، بمبادرة منه ومن دون أي دعوة رسمية من قبل وزارة الخارجية اللبنانية، مؤشر لافت على مدى استخفاف النظام الايراني بسيادة الدولة اللبنانية، وتجاهل اللياقات والاصول الديبلوماسية التي تحكم التعاطي السياسي بين الدول. وشددت المصادر على ان زيارة وزير الخارجية الايراني الجديد الى لبنان على وجه السرعة وفي غمرة تصاعد المواجهة العسكرية التي يخوضها حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة، مؤشر على اهتمام النظام الايراني وتدخله المباشر ومتابعته الحثيثة لمجريات هذه المواجهات، والخشية من ان تتحول إلى حرب واسعة بين الطرفين بعد توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، اذا لم تنجح المساعي والجهود الديبلوماسية المبذولة لوقفها والتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. واشارت المصادر إلى أن من مؤشرات زيارة الوزير كني في بداية مهماته، استغلاله لبنان كمنصة سياسية واعلامية في المنطقة والعالم، لتقديم نفسه وتظهير الخطوط العريضة للديبلوماسية الايرانية بعد مقتل الوزير اللهيان، ولاعطاء انطباع باستمرار السياسة الخارجية نفسها من دون أي تغيير.

فياض في دمشق

وفي اطار التحرك على خط سوريا، يتوجه اليوم وزير المياه والطاقة وليد فياض، لاجراء محادثات حول اتفاقيات تقاسم مياه العاصي ونهر ابو علي (النهر الكبير). ويشارك في الاجتماعات مع وزير الموارد المائية حسين مخلوف الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري نصري خوري على ان يزور فياض لاحقا وزير الكهرباء غسان الزامل.

الوزير المشاكس

وسط ذلك، يزور وزير المهجرين عصام شرف الدين كوزير مشاكس في حكومة تصريف الاعمال، التي وصفها بـ «حكومة عرقلة الاعمال»، وقال» لا نية لاعادة المهجرين، ولا خطة، وما تقدم به بوحبيب في بروكسيل، بعد سلسلة مطالب لم يتم التوافق عليها مع المفوضية، وان الداتا التي تقدمت بها المفوضية منقوصة، واشار الى انه يدرس الاعتكاف وتسليم مهامه الى وزير الصناعة.

الوضع الميداني

ميدانياً، تمكنت دفاعات المقاومة الجوية من اسقاط مسيرة اسرائيلية من نوع «هرمس 900» يوم السبت الفائت. وامس، استهدف حزب الله بصواريخ الكاتيوشا مستعمرة المطلة بالاسلحة الصاروخية المباشرة، كما استهدف مستوطنة المطلة بصواريخ مضادة للدروع. وعند السابعة من مساء امس، استهدف حزب الله موقع الرمثا في تلال كفرشوبا، بالاسلحة الصاروخية، كذلك استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا. وليلاً، اعترف الجيش الاسرائيلي بسقوط مسيرة في نهاريا للمرة الاولى منذ بداية الحرب. وأدت استهدافات حزب الله للمستوطنات في الشمال الى هروب المستوطنين الاسرائيليين، باتجاه الداخل الاسرائيلي من مناطق الشمال. واوردت القناة 14 الاسرائيلية، خلال اجتماع رؤساء البلديات في الشمال مع القائد العام لمنطقة الشمال اوري غوراين اثار العجز عن اعتراض صواريخ حزب الله، وبدل ان يجيب المسؤول العسكري عن الاسئلة، وجه انتقادات الى اميحاي شيزان رئيس بلدية كريات شمونة. وواصلت الطائرات المعادية الغارات على بلدات عيتا الشعب، حولا، حيث سقط شهيدان مدنيان، وبنت جبيل، كما استهدف العدو الاسرائيلي اعالي القمة في شبعا بالقذائف الفوسفورية.

تصعيد المقاومة: احتمالان ضئيلان يستعدّ لهما الحزب | توسيع الحرب ومغامرة رئاسية فرنسية - سعودية

الاخبار...غسان سعود... بمعزل عن المسار السياسي للحرب في غزة بعد زخم خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، شارف المسار العسكري الإسرائيلي على نهايته حيث لا يوجد في غزة - عسكرياً - بعد رفح، ولا بد أن تعتمد آلة القتل الإسرائيلية أشكالاً أخرى غير الطائرات والدبابات والقذائف، سواء أمنية أو غذائية أو غيرها. وهو ما يريح بعض من يعتقدون أن وقف العمليات العسكرية في غزة يمكن أن يعيد الاستقرار إلى الحدود اللبنانية الجنوبية، لكنه يقلق آخرين ممن يأخذون في حساباتهم تلك الواحد في المئة المتمثلة باحتمال توسيع الكيان الإسرائيلي للحرب خارج المساحة الجغرافية والعسكرية التي حدّدها الحزب. وهو ما يفسر – جزئياً – بعض ما شهده نهاية الأسبوع الماضي الذي استهلّ بإعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الحرب الحاصلة «معركة وجود ومصير»، في تطور كبير في التوصيف، تبعه هجوم نوعي لحزب الله منعت الرقابة الإسرائيلية نشر أي خبر حوله بعد كلام الصحافة الإسرائيلية المقتضب عن استهداف مصنع للأسلحة، فيما تحدّث نشطاء إسرائيليون على مواقع التواصل عن استهداف الحزب في العمق الفلسطيني لرادار The EL/M-2080 Green Pine الأميركي الصنع الذي تبلغ كلفة «الحبة الواحدة» منه 83 مليون دولار، ويُستخدم لاكتشاف الصواريخ الباليستية واعتراضها. ومع تجنّب الحزب إصدار أي بيان حول هذه العملية كما يفعل بعد غالبية العمليات النوعية منذ السابع من أكتوبر، فإن استهداف هذا الرادار (الذي لم يؤكده) بعد الاستهداف الممنهج للقبة الحديدية وتدمير المنشأة العسكرية التي انطلق منها منطاد "تل شمايم" الذي يفترض أن يحذّر من التهديدات، يعني أن صواريخ الحزب الباليستية لن تجد ما يردعها، وهنا كانت الرسالة مزدوجة (في حال صحّ ما يتداوله الإسرائيليون عن تدمير هذا الرادار): إصابة الهدف البعيد بدقة فائقة أسوة بما يحصل منذ السابع من أكتوبر، وإعلام المعنيين في إسرائيل بأن ما من قبب ستحميهم. وفي ظل حديث «يديعوت أحرونوت» أمس عن عدم استخدام الحزب أكثر من خمسة في المئة فقط من ترسانته طوال هذه الأشهر، فإن الحزب شغّل يومي الجمعة والسبت الماضيين:

خمسة بالمئة من قدرات الدفاع الجوي لإسقاط أحدث مُسيّرة في الجيش الإسرائيلي تسوّق لها مصانع الأسلحة الإسرائيلية بوصفها عصية على الإسقاط، بحكم تحليقها على ارتفاع 30 ألف قدم بسرعة 220 كلم في الساعة لمدة 36 ساعة متواصلة. مع التأكيد أن «هرمز 900» تبدو في الجو كالفأر مقارنة بفيل الـF16، مع ما يعنيه ذلك من قدرة على إسقاط المقاتلات الحربية الإسرائيلية وطي صفحة التفوّق الإسرائيلي الجوي. مع العلم أن الصحافة الإسرائيلية غالباً ما تؤكد أن صواريخ الحزب الدقيقة بوسعها استهداف أي غرفة في أي منشأة في تل أبيب، فكيف الحال إذاً مع طائرة فوق السماء اللبنانية.

خمسة بالمئة من قدرات قواته الجوية الهجومية، حيث هاجم سرب من المُسيّرات اللبنانية مواقع إسرائيلية في الجولان، وقالت الصحافة الإسرائيلية إن آخر مرة اشتعل فيها الجولان بهذا الشكل كانت في حرب أكتوبر 1973، فيما نفّذت ثلاث مُسيّرات أخرى عمليات نوعية في مناطق حدودية أخرى كما تضاعفت حركة المُسيّرات البحرية وفق الصحافة الإسرائيلية التي انتقدت بشدة أمس عدم استعداد الجيش الإسرائيلي جيداً لهذا التهديد رغم الدروس التي كان يفترض أن يتعلمها على هذا الصعيد من الحرب الأوكرانية – الروسية، مشيرة إلى كشف الحزب عن مُسيّرات تحمل متفجرات تنفجر في الهدف ومُسيّرات أخرى تحمل صواريخ يمكن إطلاقها نحو الهدف.

خمسة بالمئة من قدرات ترسانته الصاروخية لإصابة الهدف العميق غير المعلن، والهدف القريب المتمثل بثكنة برانيت مع تصويرها تصاب وتحترق، وقاعدة كريات شمونة التي أظهرتها الفيديوات الإسرائيلية مدمّرة بالكامل وأكثر من 47 هدفاً إضافياً خلال 48 ساعة فقط.

المهم هنا ليس قيام حزب الله بهذه العمليات كلها التي تلحق خسائر بشرية ومادية هائلة بالإسرائيليين (الذين لا يعلنون عن عدد القتلى والمصابين) من ضمن المساحة الجغرافية الضيقة التي تواصل إسرائيل قصفها دون هوادة منذ السابع من أكتوبر، كما ترصدها الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية بكل الوسائل التكنولوجية المتاحة لها، في ظل انتشار اليونيفل والجيش اللبناني فيها أيضاً، إنما الأهم هو عدم سقوط عدد كبير من الشهداء نتيجة التغيير الجذري للحزب في وسائل عمله وإيجاده الحلول لكل ما طوّرته إسرائيل والولايات المتحدة من وسائل رصد واستهداف. ومن راقب ردة الفعل الإسرائيلية على استهداف العمق الإسرائيلي وإحراق الثكنات وإسقاط المُسيّرة لاحظ أن الإسرائيلي متوتر جداً ومنفعل، لكنه يقصف ما سبق له قصفه عشرات المرات ولا يملك بديلاً عن الأهداف البشرية. وعليه فإن توصيف السيد لما يحصل بأنه «معركة وجود ومصير»، وإيصال «الرسالة الباليستية»، وعمل سلاح الدفاع الجوي وسلاح الهجوم الجوي والهجوم البحري وتكثيف الضربات الصاروخية دفعة واحدة، كل ذلك لا يهدف بموازاة إسناد غزة إلا إلى إيصال رسائل تحذير ردعية دقيقة للمعنيين في إسرائيل والولايات المتحدة بأن تفكير الإسرائيلي في توسيع الحرب مع لبنان في ظل المتغيرات – المحتمل – حدوثها في غزة ستكون له تداعيات كارثية كبيرة على إسرائيل. وبوضوح غير مسبوق على هذا الصعيد قال السيّد نصرالله لأول مرة إن «معركة الوجود والمصير» هذه تعني فلسطين وتعني أيضاً لبنان وثرواته وسيادته. وإذا كان الحديث أعلاه عن مسارين عسكري وسياسي في فلسطين، فإن ثمة مسارين عسكرياً وسياسياً في لبنان أيضاً. وكما حرّك خطاب بايدن المياه الراكدة في المسار السياسي في فلسطين، فإن زيارة مستشار الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان حرّكت المياه الراكدة في المسار السياسي في لبنان. فقد قال لودريان إنهم يرفضون وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويرفضون الحوار برئاسة الرئيس نبيه بري، ويتمسكون بتطبيق القرار 1701، وانتقل الفرنسيون بالتنسيق مع السعودية من معادلة «رئيس لكم ورئيس لنا» إلى معادلة الرئيسين المقبولين من جميع الأفرقاء بما يتناغم أيضاً مع المسعى القطري. لكن هذا كله لن يكون له أي معنى ما لم ينتزع الرئيس الفرنسي موافقة الرئيس الأميركي في قمتهما المقبلة في ذكرى إنزال النورماندي على استعادة الفرنسيين لدورهم في لبنان. ففي ظل الاعتراف الأميركي بالدور الإيراني الكبير في المنطقة ووجوب التنسيق مع طهران لخفض التصعيد، وفي ظل الدخول الأميركي على الحل السياسي في غزة من البوابة القطرية، يقول الفرنسيون اليوم إنهم لا يريدون شيئاً من الشرق الأوسط غير لبنان. وإذا كانت الأمثال «تُضرب ولا تقاس»، فإن أحد المطّلعين يقول إن أميركا وفرنسا اختلفتا على العراق عام 2003 قبل أن تتفقا على لبنان بعد بضعة أشهر فقط تحت مظلة القرار 1559 الذي طالب بإخراج سوريا من لبنان كما تريد فرنسا، وتغيير الواقع الأمني كما تريد أميركا. وعليه، قدّم الفرنسيون ورقة خاصة بالترتيبات الأمنية المستقبلية وهم يأملون أن تُعدل ورقة هوكشتين لتصبح ورقة فرنسية – أميركية مشتركة. لكن الأهم بالنسبة إليهم هو الترتيبات السياسية. فهم يخشون أن تنتهي الحرب في الجنوب اللبناني بترتيبات أمنية فقط، ويعتبرون أن الوقت ضاغط جداً ويريدون حلاً سياسياً شاملاً أسوة بخطاب بايدن الأخير بشأن الورقة الإسرائيلية. وما قاله لودريان في لقاءاته اللبنانية يؤكد في هذا السياق السعي الفرنسي لإقناع الأميركيين بخوض معركة سياسية سريعة معهم والسعوديين لإلزام رئيس المجلس بالدعوة إلى جلسة لانتخاب الرئيس، وتعديل التوازنات النيابية، وإجراء الاتصالات الأميركية والسعودية اللازمة بعدد من النواب (خصوصاً من الطائفة السنية) لإيصال رسالة واضحة للرئيس بري والحزب بأن تطيير نصاب الجلسة بعد الدورة الانتخابية الأولى سيكون صعباً جداً. وعندها، وفق الافتراض الفرنسيّ دائماً، سيجد الحزب نفسه مخيّراً بين جلسة غير مضمونة النتائج أو البحث الهادئ في خيار رئاسي ثان غير فرنجية. ويقول الفرنسيون في هذا السياق إن موقف الأميركيين ومن خلفهم الإسرائيليون ضعيف جداً في ما يخص الترتيبات الأمنية مع لبنان لأن موقف السلطات الرسمية اللبنانية الدستورية المتمثلة بالرئاستين الثانية والثالثة يتناغم بالكامل مع موقف الحزب، فيما كبّل قائد الجيش نفسه بطموحاته الرئاسية التي تلزمه بمحاولة كسب ودّ الحزب. ولا بد بالتالي من انتخاب رئيس للجمهورية يتبنى الموقف الدولي بإنهاء الحرب ويكون شريكاً في إدارة المفاوضات لتطبيق القرار 1701. فرنسا التي توحي بين وقت وآخر بأنها أكثر واقعية من الأميركيين في تعاملها مع لبنان، تلتزم كما أوحت مقاربات لودريان بخارطة طريق سعودية لا تتمتع بأي هامش للحركة الدبلوماسية فيها. وفي ظل «خطاب بايدن» الذي يحاول أن يؤمّن للكيان الإسرائيلي عبر الحل السياسي ما عجز عن أخذه في العسكر والأمن والتجويع، ترى فرنسا والسعودية من خلفها أن هذا ممكن في لبنان أيضاً، متجاهلتين بالكامل، وبعكس الأميركيين، أن التوازنات مختلفة تماماً، ولا يمكن التعامل بجدية في نظر الأميركيين مع أي تفكير سواء كان فرنسياً أو سعودياً بإيصال رئيس للجمهورية ضد إرادة حزب الله أو من دون تنسيق معه ليعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ضد الحزب. وما على السفارة الفرنسية في لبنان في هذا السياق سوى ترجمة المقال الأخير لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، في مجلة «فورين أفيرز» الذي أكّد فيه أن مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو «التعامل مع إيران»، حيث يبدو واضحاً من مجمل الحركة الأميركية أنها تلتزم بكل ما ورد فيه بحذافيره. ومع ذلك فإن الحزب الذي يتعامل بجدية مع الاحتمال الضئيل لتوسيع الإسرائيليين للحرب في هذه اللحظات السياسية الإقليمية الدقيقة، ويراكم الرسائل الردعية، لا بد أن يتعامل بالجدية نفسها مع الاحتمال الضئيل لنجاح الفرنسيين والسعوديين بتوسيع الحرب السياسية ضد الحزب سواء لإيصال رئيس أو لتحسين شروط التفاوض السياسي.

الكلفة الأقل

في اجتماع خاص للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع مجموعة قيادات في فرقة الرضوان عام 2016 للبحث في ما كانت تتعرض له بلدتا كفريا والفوعا في ريف إدلب في مواجهة المجموعات التكفيرية، قال السيد: «مهما كانت الكلفة البشرية، لا بد أن نحمي أهل هاتين البلدتين؛ حتى لو كلّفنا الأمر مئة شهيد». فقال أحد الحاضرين: ربما ثلاثمئة وأربعمئة، ليردّ الأمين العام: «ألف، لو جاز لي الانتحار لانتحرت»، وهو ما يقود إلى القول إن من يعدّ شهداء الحزب في الجنوب لا يعرف الحزب ولا علاقته بفلسطين. في ظل تأكيد المطّلعين أن الفاتورة البشرية الباهظة التي يدفعها الحزب والفاتورة المادية التي تكبّدتها القرى المهجّرة لا تُقارنان أبداً بما كان سيدفعه لبنان كله على مستوى التدمير والقتل لو شعرت إسرائيل أو الموفدون الأوروبيون والأميركيون الذين زاروا لبنان للحظة بأن الحزب مرتدع أو خائف، ويكفي في هذا السياق تذكر القلق من استهداف الطائرات المدنية في مطار بيروت أو المطار نفسه قبل بضعة أشهر مما لم يعد يؤتى على ذكره نتيجة الرسائل الدقيقة التي أرسلتها المقاومة. مع العلم أن التهديد الذي تنطّح به بعض الوجوه الإعلامية والسياسية الإسرائيلية تراجع هو الآخر تحت ضغط المعادلات الردعية بعد أن حدّد الحزب جغرافيا المعركة وطبيعتها العسكرية، وحتى حين خرجت إسرائيل «عن النص» لاستهداف مدنيين ألزمها الحزب بالقوة بحصر المعركة بين العسكر، ويشير أحد المطّلعين هنا إلى أن اضطرار إسرائيل إلى استهداف نقاط ذات طابع مدني مثل السوبرماركت أخيراً يقابله استهداف فوري لنقطة مدنية في إسرائيل مثل المجمع التجاري في كريات شمونة.

صبيانية فرنسية

يؤكد أحد المطّلعين على الانعطافة الفرنسية في ما يخص التسوية الرئاسية وانتخاب سليمان فرنجية رئيساً أن الأساس هو التصلب السعودي، مع تفصيل إضافي يأخذ مداه في الإليزيه منذ شهور حين تيقّنت باريس من عمق العلاقة التي تجمع رئيس تيار المردة بالرئيس السوري بشار الأسد، واستخلاصها أن انتخاب فرنجية رئيساً سيُعتبر انتصاراً للأسد بكل ما يمثله ذلك من تعارض مع الموقف الفرنسي الحازم بمحاصرة سوريا. ويشرح أحد الدبلوماسيين اللبنانيين في أوروبا أن المكابرة الفرنسية في ما يخص صمود الرئيس السوري واستمراريته خيالية، حيث يتصرف الإليزيه مع هذا الواقع بطريقة شخصية وانفعالية، ولا تزيده علاقة الرئيس السوري بالرئيس الروسي إلا توتراً، وهو رغم العلاقات الشخصية الوطيدة مع فرنجية بات يربط الملفات بطريقة صبيانية، حين يعتبر أن انتصار فرنجية انتصاراً للأسد، وانتصار الأسد انتصاراً لبوتين.

ما مغزى تدشين باقري من بيروت اليوم إطلالاته الخارجية بعد مصرع عبداللهيان؟..

لبنان..«بلاد ما بين الحربيْن» تُعانِد الجنوح نحو الأسوأ

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- حزب الله «احتفل» بالعملية الرقم 2000 ضد «هرمز 900» وإسرائيل وثّقت رقماً قياسياً من 325 هجوماً شنّها في مايو

- تل أبيب شنّت 40 غارة خلال 72 ساعة... واستشهاد مدنييْن في حولا

- «حزب الله» يكرس معادلة «التوازن التدميري» و«التوازن الجغرافي» وحرق كريات شمونة رداً على استهداف المدنيين

- إسرائيل و«حزب الله» ثبّتا بالنار مثلث: إسقاط مسيَّرة يقابله استهداف البقاع فردٌّ في الجولان

- ذعر على المقلب الإسرائيلي... الشمال يشتعل

بدا لبنان في ضوء مجريات الميدانِ والديبلوماسية في الأيام الأخيرة أشبه بـ «كبسولةٍ هائمةٍ» في فضاءٍ هائجٍ تزداد مَظاهرُ انعدامِ الجاذبيةِ فيه. فالحربُ تشتدّ وطأةً على جبهته الجنوبية المفتوحة على غزة ومآلاتها الغامضة مع «اللعم» (لا ونعم) الاسرائيلية لصفقةِ الرئيس الأميركي جو بايدن اللاهث وراء «إنجاز»، والحربُ السياسية على جبهة انتخاب رئيسٍ للجمهورية تَمْضي في تفكيك الدولة واستنزاف المبادرات الدولية والاقليمية وحتى المحلية لكسْرالمأزق، وهو الحال الذي آل إليه المسعى الفرنسي وتَحَرُّكُ سفراء مجموعة الدول الخمس. فلبنان في الحربيْن تحوّل الساحةَ الأكثر اختباراً لمشروعٍ إقليمي اسمه «الممانعة» ويتقدّمه «حزب الله» الذي كان بادَرَ في 8 أكتوبر إلى إلحاق جنوب لبنان بغزة في إطار «حرب المساندة»، والذي يُمْسِكُ بـ «الفيتو» الذي يَحول منذ 18 شهراً دون انتخاب رئيسٍ للجمهورية في إطار صراعٍ عميق حول «التحكم والسيطرة» على مفاصل الدولة الرئيسية، الأمر الذي يترك البلادَ في مهبّ الصراعات (والمقايضات) الكبرى التي تحتدم في الاقليم وعليه في لحظةٍ انعطافيةٍ تضع المنطقةَ برمّتها على كفّ تحوّلات تاريخية. ورغم أن «بلادَ ما بين الحربيْن» تُعانِد رفْع الرايات البيض عبر ملاقاة موسم الصيف - الذي توعّدت تل أبيب بأن يكون «ساخناً» مع لبنان - باجتراحِ مبادراتٍ لضخّ مظاهر الحياة والصمود عبر احتفالية عامرة وواعدة من شأنها استقطاب الاغتراب وما تَيَسَّر من سياحةٍ لتحريك العجلة الاقتصادية، فإن لعبةَ «الماء والنار» آخذةٌ في الغليان مع ارتفاع مستوى المواجهات بين «حزب الله» واسرائيل فوق مسرح العمليات المحكومِ بقواعد اشتباكٍ تتمدّد حيناً وتنكمش أحياناً على وقع ميدان غزة وصواعقه الموصولة بساحاتٍ رديفة في مقدّمها جنوب لبنان - شمال اسرائيل.

باقري كني

وتترقّب بيروت اليوم وصولَ وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين وقيادة «حزب الله»، لتكون هذه أول محطة رسمية لمسؤولٍ إيراني في الخارج بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي وووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما في حادث تحطم مروحيتهم، علماً أن باقري كان أعلن السبت عن «جولة محتملة إلى سورية ولبنان في إطار التشاور من أجل تضافر جدي للجهود في مواجهة جرائم الصهاينة من خلال المناقشات التي يتم إجراؤها مع سلطاتِ هذه البلدان وكذلك مع حركات المقاومة». وإذ تأتي زيارة باقري كني امتداداً للمحطات «الدورية» لعبد اللهيان، فإنّ «إطلالته الرسمية» من بيروت تحمل في رأي أوساط سياسية رسائل متعددة الاتجاه، في الشكل حول حجم «ارتياح» طهران للحضور الوازن لها في لبنان انطلاقاً من نفوذ «حزب الله» الذي نَجَحَ في تطويع جديد وأعمق للواقع المحلي لأجندته العابرة للحدود من خلال إعلانه «حرب المشاغَلة» مع اسرائيل تحت «قوس» محور المقاومة، وفي المضمون الذي أعطى «رؤوس أقلام» عنه المسؤول الإيراني نفسه بكلامه عن أن «طهران لعبت وما زالت دوراً محورياً ومهماً في مقاومة الشعب الفلسطيني وتصديه للعدوان الصهيوني، وتسعى كما محور المقاومة لإعادة الاستقرار والسلام الى المنطقة عن طريق رفض التحريض وإشعال المنطقة». وفي الوقت الذي كانت صحيفة «جيروزاليم بوست» تحاول «تفكيكَ شيفرةِ» تصعيدِ «حزب الله» عملياته في الوقت الذي تضغط الولايات المتحدة وفرنسا لوقْف النار في غزة والذي توعّدتْ «حماس» بحرب «استنزاف» للجيش الإسرائيلي، مستخلصةً «أن ما يحدث هو جزءٌ من حملة ضغط شاملة لإظهار أن«محور المقاومة» يحقق النجاح وأن طهران تسعى إلى «تطويق إسرائيل» عبر «مجموعات من الأذرع الوكيلة وتنفيذ العديد من الهجمات على جبهات مختلفة»، مضى الحزب أمس في الارتقاء بعملياته التي وثّقت «العدّادات» الاسرائيليةُ أنها شهدتْ في مايو الماضي قفزةَ هي الأعلى حيث «نفّذ («حزب الله») 325 هجوماً، وبلغ المتوسط اليومي للهجمات 10 في مقابل 238 هجوماً في أبريل وبمعدل 7.8 هجوم في اليوم».

«التوازن الجغرافي»

وفي تَتَبُّعٍ للخط البياني لعمليات «حزب الله» في الأيام الأخيرة، اعتبرت دوائر قريبة من «الممانعة» أنها تأتي تحت عنوان تكريس معادلات من نوع «التوازن التدميري» و«التوازن الجغرافي». وتبسيط هذه المعادلة هو«المسافة بالمسافة»، و«التدمير بالتدمير»، و«المناطق بالمناطق»، والفوسفوري«بما يماثله»، واستهداف المدنيين بـ«حرق كريات شمونة»ودفْع مَن بقي من مستوطنين فيها إلى الرحيل عنها. ولا يفوت هذه الدوائر الإشارة إلى أن «مثلثاً» قديماً – جديداً ارتسم بقوة في الساعات الماضية على قاعدة أن إسقاط «حزب الله» مسيَّرة تردّ عليه اسرائيل في البقاع، ليردّ الحزب في الجولان السوري المحتلّ. وفي إسقاطٍ لهذه القراءة على الميدان، يمكن تفسير ما حملتْه المواجهات أمس وقبْله، على وقع إصدار الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» بياناً أعلن فيه أن العملية رقم 2000 التي نفّذها منذ بدء المعركة في الجنوب كانت إسقاط المسيّرة«هرمز 900»(أول من أمس) التي نشر مقطعاً مصوّراً عن كيفية «اصطيادها». فغداة استهداف اسرائيل بلدة قلد السبع في بعلبك في ردّ ٍغير معلن على إسقاط الـ «هرمز 900» (وهي خامس مسيّرة يُسْقِطها الحزب، بين هرمز 450 و900)، شنّ«حزب الله» أمس «هجوماً جوياً بِسرب من المسيَّرات الانقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن في الجولان المحتل»، حيث استهدف«رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها»، معلناً أنه «أصاب الأهداف بدقة، ما أدى إلى تدمير الرادار وتعطيله وإيقاع الضباط والجنود بين قتيلٍ وجريح». ولاحقاً أعلن أنه «رداً على اعتداء العدو الذي طال منطقة البقاع، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية الأحد بِرمايتين متتاليتين مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا»، قبل أن يُعلن عن حرائق ضخمة في مستوطنة كتسرين (في الجولان) جراء استهدافها بصواريخ لم يتم اعتراض أي منها بسبب استهداف الحزب لمنظومة القبة الحديدية في ضربة سابقة. وقد أعلنت القناة 12 العبرية عن«إطلاق نحو 10 صواريخ من لبنان باتجاه شمال الجولان دون دوي صفارات الإنذار».

شهيدان مدنيان

وفي موازاة إعلان الجيش الإسرائيلي (مساء السبت) أنه نفّذ أكثر من 40 غارة على حدود لبنان خلال 72 ساعة، مضى الطيران أمس في الاعتداءات التي طالت إحداها منزلاً في منطقة الحمامير في بلدة حولا (مرجعيون) ما أدى، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»الرسمية، إلى سقوط «شهيدين مدنيين» عُلم أنهما شقيقان و«كانا راعييْن ويبيعان الحليب للقرى المجاورة». وجاء هذا التطور الذي أعقبه قصف وغارات على مناطق جنوبية عدة بينها ميس الجبل وعيتا الشعب والخيام، غداة ليل عنيف شهد عدواناً جوياً على محلة «النبية» في سوق مدينة بنت جبيل القديمة أدى إلى إصابة مواطن ووقوع أضرار مادية كبيرة في المباني والمحال التجارية، والمنازل كما تضرر العديد من السيارات، إلى جانب غارات على أطراف بلدات حناويه ورامية وبرعشيت ما أدى الى أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية والمنازل غير المأهولة. ولم يتأخّر ردّ «حزب الله» على مجمل هذه الاعتداءات حيث نفّذ منذ الصباح وحتى عصر أمس سلسلة عمليات بينها هجوم بالمسيّرات على مقرّات عسكريّة في نهاريا وعكا على وقع إعلان إذاعة الجيش الاسرائيلي«يوجد الآن أكثر من 100 ألف إسرائيلي في الملاجئ»، قبل أن تشير تقارير الى اندلاع 6 حرائق في نهاريا والجليل الغربيّ حيث تم أيضاً استهداف مستوطنة افن مناحم وقبلها مرغليوت (اندلع فيها حريق) وكريات شمونة.

الشمال «يشتعل»

وفيما نُقل عن رئيس المجلس الإقليمي «ميتا آشر» بالجليل الغربي أن«حزب الله على ما يبدو لا ينوي التوقف عن الهجوم، هل الحكومة الإسرائيلية مستيقظة»؟ وعن مراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي«الشمال حقل رماية، الشمال يشتعل»وأن«التحدي الكبير للجيش الإسرائيلي يتمثل في اعتراض مسيرات حزب الله فهذه المرة أيضاً تم إطلاق صواريخ اعتراضية عليها لكنها فشلت في اعتراضها، كما حدث هذا الصباح أيضاً عندما اخترقت طائرتان دون طيار كريات شمونة ولم يتم اعتراضهما رغم المحاولات»، فإن«تكثيف حزب الله عملياته وتثقيل صواريخه»، بحسب الإعلام الاسرائيلي، أتى على وهج وضْع واشنطن على الطاولة، بلسان بايدن وموفده آموس هوكشتاين، ما بدا مسودة اتفاقٍ حول الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل يتم تنفيذه على مراحل، في سياق مساعي خفض التصعيد جنوباً وبلوغ حل مستدام.

الاتفاق الحدودي... بين استحالتين

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أن واشنطن تسعى لاتفاق بين إسرائيل ولبنان إذا نجحت في التوصل إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى بين تل أبيب و"حماس" في غزة. كما نقلت عن مسؤولين ان جهود الوساطة الأميركية التي يقودها مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) وليام بيرنز تنصبّ باتجاه تهدئة طويلة الأمد في غزة ولبنان. وبعدما كان هوكشتاين كشف الخطوط العريضة للاتفاق الذي يعمل عليه ويشكل خريطة طريق ثلاثية البُعد (متكاملة ومتلاصقة)، أمنية واقتصادية وسياسية (الأزمة الرئاسية)، وأحد مرتكزاتها الأمنية - في سياق الاتجاه للتطبيق الكامل للقرار 1701 -«استحالة قبول اسرائيل بالعودة الى ستاتيكو 6 أكتوبر»، كان لافتاً ما برز من إشاراتٍ في لبنان من فريق «الممانعة» بأن المرحلة الأولى من مشروع الاتفاق الحدودي«تقضي بالعودة بالوضع على جبهة الجنوب إلى ما كان عليه قبل 7 اكتوبر». واعتُبر هذا الأمر مؤشراً إلى أن موضوع إبعاد«حزب الله»عن الحافة الحدودية كـ «بوليصة تأمين» أولية لعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم (مع تعزيز حضور الجيش اللبناني جنوب الليطاني مع اليونيفيل) ما زال شائكاً وأن حلّه سواء على قواعد «شكلية» أو عميقة لم يكتمل بعد، باعتبار أن هذه النقطة محكومة باعتبار «حزب الله» أنه غير معنيّ بتقديم أي«هدايا» أو«انتصارات» ولو معنوية لبنيامين نتنياهو تعوّض ما يعتبره الحزب فشلاً لاسرائيل بتحقيق أي من أهدافها العسكرية في غزة وبطبيعة الحال على جبهة الجنوب، في حين أن تل أبيب التي يُطلب منها الالتزام بموجباتها من الـ 1701 ووقف كل خروقها الجوية والبحرية وبت النقاط الخلافية البرية (وربما إثارة مسألة مزارع شبعا معها) تشعر بأنها ستَخرج من هذا الاتفاق بلا أي نقاط ما خلا عودة المستوطنين. وبرز أمس موقف لرئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، قال فيه إنّ «العدو لا يملك إمكانية ردع ذاتية على الاطلاق، وفي كل معركة ستخوضها المقاومة ستنتصر عليه (...) وقد ظهر على حقيقته الوحشيّة (...) وفي ما فعله من توحش في غزة هو أسقط نفسه بنفسه»، لافتاً الى«ان من حق المقاومة أن تقول للعدو الإسرائيلي لنا شروطنا لوقف القتال وهذا الأمر لم يأت أوانه بعد»، مضيفاً «نحن في موقع مَن يمسك بحبل القوة ولن يستطيع العدو أن ينفّذ وهو في هذا المستوى من الضعف ما يريد إملاءه علينا»....

اتساع المواجهة بين حزب الله وإسرائيل... تصعيد قبل التسوية؟

الجريدة...بيروت - منير الربيع ..دخلت المواجهات العسكرية المفتوحة في جنوب لبنان بين حزب الله والجيش الإسرائيلي مرحلة جديدة يمكن وصفها بالمرحلة الثالثة بالمعنى العسكري. وكانت المرحلة الأولى عبارة عن قصف إسرائيلي على مساحة بين 5 و7 كلم من الحدود، بينما اتسعت المرحلة الثانية لما بين 10 و15 كلم، أما في المرحلة الثالثة الحالية فقد أصبحت الضربات الإسرائيلية تشمل مختلف مناطق الجنوب حتى محيط صيدا وإقليم التفاح، علما أنه في المرحلتين السابقتين كانت إسرائيل توجه ضربات متقطعة في محيط صيدا وإقليم التفاح وليست ضربات مركزة وبشكل شبه يومي. لهذا التصعيد الإسرائيلي مجموعة أهداف، بينها إلحاق أذى تدميري ببنية حزب الله العسكرية في مختلف مناطق الجنوب، واستهداف الكثير من المراكز أو مخازن الأسلحة وضرب وقطع طرق الإمداد، والهدف الآخر هو التأكيد الإسرائيلي على أن كل قواعد الاشتباك قد سقطت، وأن أي هدف مباح لها أينما كان على الأرض اللبنانية، وهذا يرتبط بحافز معنوي يسعى من خلاله الإسرائيليون إلى إثبات قوتهم وقدرتهم. في المقابل، فإن حزب الله يطور في عملياته وتكتيكاته العسكرية، ويؤكد أنه لا يزال يعمل على الشريط الحدودي، وقادر على تنفيذ عمليات من مسافة قريبة جدا، وعلى إيصال الأسلحة والطائرات المسيرة إلى مسافة قريبة جداً من مواقع الإسرائيليين، ما يعني أن إسرائيل لم تنجح في قطع طرق إمداده أو اكتشافها. في هذا السياق، تشير مصادر قريبة من الحزب إلى أنه لا يزال يمتلك الكثير من التكتيكات العسكرية القادر على استخدامها لمفاجأة الإسرائيليين ومباغتتهم، وهناك خطط موضوعة وجاهزة لتنفيذ عمليات تتضمن إما نصب كمائن لقوات إسرائيلية، أو محاصرتها بالنار، أو التسلل واقتحام مواقع، أو تنفيذ عمليات أسر، وتؤكد المعلومات القريبة من الحزب أن مثل هذه الخيارات جاهزة للتنفيذ، ولكنها تنتظر قراراً يحدده مسار المعركة، خصوصاً أن الانتقال إلى هذا النوع من العمليات يعني الانتقال الى مرحلة الحرب. لكن مراقبة هذا المسار التصاعدي للعمليات، خصوصا بعد تكثيف حزب الله لعملياته، وتكثيف الغارات الإسرائيلية وتوسيع نطاقها، يطرح سؤالاً أساسياً: إذا كانت الأمور تتجه نحو الانفجار الكبير والدخول في حرب واسعة تشمل عمليات برية، أم أنه تصعيد يسبق إرساء اتفاق التهدئة في غزة، والذي سينسحب على لبنان؟ وتتضارب وجهات النظر السياسية والعسكرية للرد على هذا السؤال، إذ إن البعض يضع ما يجري في سياق التصعيد الذي يسبق التسوية، أي أنه تصعيد يستبق وقف إطلاق النار، وليس تصعيداً مرتبطاً بالدخول في مواجهة أوسع أو أكبر، خصوصاً بعد المبادرة التي تقدم بها الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي حظيت بالتفاف دولي حولها، فلا بد لها أن تؤسس لاتفاق ما لأنه لم يكن بايدن مضطرا لعقد مؤتمر صحافي وعرض تفاصيل المقترح لو لم يكن لديه الحد الأدنى من القدرة على إنجاح مبادرته. يرى الأميركيون أن نتنياهو استنفد كل عناصر الحرب والقوة والقتال، ووصل إلى عمق رفح بدون قدرته على تحقيق هدفه الأساسي، وهو الإفراج عن الرهائن أو اكتشاف أماكن احتجازهم، ولذلك فإنه بالمعنى العسكري فقد استنفدت كل الوسائل. في المقابل، هناك وجهة نظر مناقضة لهذا التصور، ترى أن الهدف الأساسي لدى نتنياهو وغيره من الإسرائيليين هو الاستمرار في تدمير غزة، وسحق كل مقومات الحياة وصولا الى تهجير الفلسطينيين، وهذا قد يؤثر سلباً على فرص التوصل إلى الاتفاق، أو في حال أبرم اتفاق فإن إسرائيل ستعود الى الانقلاب عليه لمواصلة القتال، وهو ما يعني استمرار القتال طويلا في لبنان. ويقول المتشائمون من فرص تحقيق التسوية، إن الوضع بين حزب الله وإسرائيل بلغ مراحل متقدمة من الصعوبة، خصوصا أن سكان المستوطنات الشمالية غير قادرين على العودة إلا إذا قدم حزب الله ضمانات تتطلب منه تنازلات كبيرة، وهذا لا يبدو متاحا حتى الآن. يضيف هؤلاء نقلا عن أجواء خارجية أن إسرائيل تتحضر لتصعيد المواجهة مع الحزب بعد الانتهاء من غزة، وأن أي اتفاق على وقف النار في غزة لن ينسحب على لبنان، لأن الإسرائيليين يصرون على تغيير الوقائع العسكرية على جبهتهم الشمالية.

تقرير: واشنطن تسعى لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بعد إنجاز الصفقة مع «حماس»..

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة تسعى لإبرام اتفاق تهدئة بين لبنان وإسرائيل إذا نجحت في التوصل إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة. ونقلت الهيئة عن مسؤولين قولهم إن جهود الوساطة الأميركية التي يقودها مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز تنصب باتجاه تهدئة طويلة الأمد في غزة ولبنان، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي». وكان الرئيس الأميركي جو بايدن طرح الجمعة، مخططاً من 3 مراحل لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وسبق ذلك أن تقدمت إسرائيل بمقترح جديد للمضي في صفقة تبادل الأسرى والتهدئة مع حركة «حماس». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية اليوم عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، قولهم إن وثيقة الاقتراح الإسرائيلي تشبه إلى حد كبير وثيقة اقتراح «حماس» التي قدمتها قبل شهر ولم تحظَ حينها بموافقة إسرائيل. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بقطاع غزة، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وقُتل نحو 450 شخصاً على الأقلّ في لبنان حتّى الآن منذ بدء التصعيد، بينهم أكثر من 80 مدنياً و291 مقاتلاً من «حزب الله»، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يستند إلى بيانات «حزب الله» ومصادر رسمية لبنانية. ومن بين القتلى نحو 20 مسعفاً، 10 منهم من «الهيئة الصحية الإسلامية». وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته، مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً.

الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين يثير مخاوف لبنانية

مسيّرات لـ«حزب الله» في عكا ونهاريا والجولان

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. أثار التركيز الإسرائيلي خلال الأسبوع الأخير على استهداف المدنيين في جنوب لبنان، مخاوف لبنانية من مساعٍ إسرائيلية لإفراغ المنطقة الحدودية بالكامل من سكانها، وتحويلها إلى منطقة عسكرية، وذلك إثر مقتل 10 مدنيين خلال 8 أيام، باستهداف دراجات نارية ومستشفى، وأخيراً فلاحين اثنين قُتلا، الأحد. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن «شهيدين مدنيّين سقطا في غارة جوية» على بلدة حولا «استهدفت منزلهما». وقال مسؤول محلي من جهته لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن القتيلين هما «شقيقان يعملان في رعي الأغنام»، مضيفاً أن الغارة «أدت إلى تدمير المنزل» الذي يقطنان فيه «بالكامل». وقالت مصادر ميدانية في الجنوب لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة الشريط الحدودي التي تمتد مسافة نحو 100 كيلومتر، «لم يبقَ فيها إلا المئات من سكانها المدنيين»، وسط نزوح نحو 100 ألف مدني، وإحجام نحو 200 ألف آخرين عن ارتياد المنطقة، وهم ممن يمتلكون منازل كانوا يرتادونها في عطلة نهاية الأسبوع أو في المناسبات. ولفتت المصادر إلى أن المدنيين الباقين في القرى والبلدات الحدودية «هم من الفلاحين والعجائز الذين لا يمتلكون قدرات مالية تمكنهم من استئجار المنازل خارج المنطقة، ويرفضون أن يقطنوا في المدارس والمجمعات».

منطقة عسكرية

ركز الجيش الإسرائيلي خلال الأسبوع الفائت على استهداف المدنيين ممن يزورون المنطقة، أو يقيمون فيها، وأدى الاستهداف المباشر إلى مقتل 10 مدنيين، هم 4 في مطلع الأسبوع الماضي في حولا وعيتا الشعب، ثم اثنان أمام مستشفى غندور في بنت جبيل، ومدنية في عدلون، ومسعف، واثنان آخران في حولا، الأحد. وقالت المصادر إن هذه الاستهدافات المباشرة «تثير المخاوف من أن إسرائيل تسعى لتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية بالكامل، وتستهدف كل من يقيم فيها بذريعة ملاحقة المقاتلين، وتمنع أي وجود لمظاهر الحياة المدنية في تلك البلدات»، مضيفة: «ذلك واضح من الملاحقات والتدمير الممنهج للمنازل والمنشآت حتى الفارغة منها». وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أنه نفذ خلال 72 ساعة 40 استهدافاً في جنوب لبنان، بينها مقرات قيادية لـ«حزب الله»، وذلك في أوسع موجة تصعيد بين الطرفين طالت أهدافاً أكثر عمقاً على ضفتي الحدود، وأعلن «حزب الله» خلالها عن إسقاط مسيّرة إسرائيلية، وقصْف أهداف في الجولان، بينما استهدفت الغارات الإسرائيلية منطقتي عدلون وحومين القريبتين من ثيدا، فضلاً عن تنفيذ غارات في بعلبك شرق لبنان.

مسيّرات على الجولان

تَوَاصَلَ التصعيد يوم الأحد، حيث أعلن «حزب الله» في بيان عن «هجوم جوي بِسرب من المسيّرات الانقضاضية» شنّه «على مقر كتيبة ‏الجمع الحربي في ثكنة (يردن) في الجولان المحتل، حيث استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن ‏استقرار وتموضع ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة؛ ما أدى إلى تدمير الرادار، وتعطيله، ‏وإيقاع الضباط والجنود بين قتيل وجريح»، وذلك غداة قصف الجيش الإسرائيلي مواقع لـ«حزب الله» في منطقة بعلبك شرق لبنان. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي في حولا وبنت جبيل وميس الجبل، بينما سقطت قذائف مدفعية في أكثر من موقع في القطاعين الشرقي والغربي. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، صباح الأحد، أنه رداً على إسقاط طائرة دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تعمل في سماء لبنان بصاروخ أرض - جو أطلقه «حزب الله»، «هاجمت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو مجمعاً عسكرياً يستخدمه (حزب الله) في منطقة البقاع (شرق لبنان)». وأضاف البيان: «قصفت طائرات مقاتلة ليلاً، مقراً عسكرياً آخر للتنظيم في منطقة بنت جبيل بجنوب لبنان، إلى جانب مقر التنظيم في منطقة قانا». وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق أكثر من 15 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى. وشهدت موشاف مرجليوت انفجارات عنيفة عقب إطلاق رشقة صاروخية من لبنان، وأشارت إلى أن الحريق اندلع جراء إطلاق الصواريخ من لبنان في كيبوتس يفتاح، كما انفجرت صواريخ اعتراضية عدة فوق ميس الجبل وحولا والعديسة.

الساحل الشمالي

وبعد الظهر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدويِّ صافرات إنذار في جديدة المكر وعكا وشمال حيفا على الساحل الشمالي الحدودي مع لبنان، كما في الجولان، وتحدثت عن نزول نحو 100 ألف إسرائيلي إلى الملاجئ. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن 4 مسيّرات اقتحمت أجواء إسرائيل من جهة لبنان، وقد جرى إسقاط إحداها بمنطقة المطلة والأخريات بالجولان. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن طائرتين مسيّرتين حلقتا فوق عكا ونهاريا، و«لم يجرِ اعتراضهما، إنما انفجرتا على الأرض». كما سقطت صواريخ في كسترين بجنوب هضبة الجولان، حيث اندلعت الحرائق في القاعدة العسكرية في كسترين نتيجة صواريخ الحزب.

«حزب الله» يتهم خصومه بالسعي لانتخاب رئيس بـ«غالب ومغلوب»

رئيس كتلته البرلمانية: لا نربط حاجتنا إليه بالحرب على غزة

بيروت: «الشرق الأوسط».. اتهم «حزب الله» خصومه السياسيين في لبنان برفض الحوار؛ بهدف انتخاب رئيس (للجمهورية) وفق قاعدة الغالب والمغلوب، بينما يسعى أنصار الحوار، وبينهم الحزب، لانتخاب رئيس وفاقي لكل اللبنانيين، وذلك في ظل أزمة سياسية حالت دون إنهاء الشغور الرئاسي منذ نحو 20 شهراً. وفشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، بعدما كانت الجلسات تفقد نصابها القانوني، وعقدت الجلسة الأخيرة في شهر يونيو (حزيران) 2023. وتسعى مبادرات دولية، من بينها الحراك الفرنسي، لتحقيق توافق بين اللبنانيين لتأمين انتخاب رئيس بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان، أي 86 نائباً في الدورة الأولى، أو تأمين حضور ثلثي أعضاء البرلمان في الدورة الثانية، التي يفرض الدستور انتخاب الرئيس فيها بأكثرية النصف زائد واحد (65 نائباً). وقال النائب محمد رعد، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، في احتفال تأبيني في بلدة البابلية بجنوب لبنان، الأحد: «بعد سنة ونصف السنة على الشغور، قال مبعوث دولي إنه يتفهم أن اللبنانيين لا يريدون الآن انتخاب رئيس للجمهورية بسبب الحرب على غزة»، مضيفاً أن «حزب الله» أبلغه: «إننا نسعى لانتخاب رئيس، وعمر الحرب في غزة هو 8 أشهر، في وقت نحن نعيش الفراغ منذ سنة و8 أشهر»، مجدداً تأكيده: «إننا لا نربط حاجتنا لانتخاب رئيس بالحرب على غزة». وقال رعد إن المبعوث الدولي «أخذ هذا الانطباع من لبنانيين يكذبون عليه، ويحشُون أدمغة الوسطاء الغربيين بأكاذيب لتبرير تقاعسهم وتعطيلهم للاستحقاق الرئاسي». وأضاف: «منذ اليوم الأول رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعا إلى الحوار كما جرى العرف»، مذكراً بانتخاب الرئيسين السابقين ميشال سليمان وميشال عون بموجب حوار، وموضحاً أن: «الحوار يهدف إلى أن يجتمع الناخبون بممثلي الكتل، رغم أنهم قد لا يتفقون على اسم الرئيس، لكن حضورهم يذيب بعض الجليد الذي يمنع التواصل فيما بينهم، وذلك لتحقيق نصاب قانوني». وتابع رعد: «عندما أقر النصاب القانوني للجلسة بثلثي أعضاء البرلمان، كان الدستور يصر على وجوب مشاركة كل الطوائف والمذاهب بالحضور». وزاد: «ما يريده رافضو الحوار أن يدعونا إلى تكميل النصاب، وانتخاب الرئيس الغالب، ويظهروا أنفسهم أنهم غالبون، وأن غيرهم مغلوب، وبذلك يعودون إلى مفهوم الغالب والمغلوب». وأضاف: «نحن نريد رئيساً لكل اللبنانيين تحت سقف الوفاق الوطني، وهم يريدون رئيساً تحت سقف الغالب والمغلوب»، لافتاً إلى أن «تعطيلهم الحوار يعطل النصاب الوفاقي». ولم تحرز زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، في الأسبوع الماضي، إلى بيروت، أي تقدم على مستوى تقريب وجهات النظر، ويصر رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله» على إجراء حوار أو تشاور، تليه جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس، فيما يصر خصومهما على تطبيق الآليات الدستورية عبر دعوة النواب إلى جلسة انتخابات رئاسية في البرلمان بدورات متتالية. وطالب البعض بضمانات ألا يفقد نواب الحزب و«حركة أمل» وحلفاؤهم النصاب القانوني للجلسة، كما يرفض خصوم الحزب وصول المرشح المدعوم منه، وهو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، إلى سدة الرئاسة. ويصر «حزب الله» على الحوار، وقال نائب أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، السبت: «إننا دائماً كنا ندعو للحوار من أجل الخروج من المأزق، على قاعدة أن الطريق المسدود لا يؤدي إلى الانتخاب، وتطبيق الدستور يتطلب خطوة بناءة مبدعة، وقلنا هذه خطوة اسمها حوار، لا تُبدل ولا تُغير في الدستور على الإطلاق، وإنما هي مقدمة من أجل أن نفتح الطريق أمام الانتخاب».

الراعي وعودة

وفي ظل هذا التعثر، قال البطريرك الماروني، بشارة الراعي، في عظة الأحد: «إن المسؤولين اللبنانيين لم يقوموا بوظيفتهم لجهة انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية خدمة الرئيس العماد ميشال عون وفقاً للدستور، ولم يختاروا منذ ذاك الحين رئيساً يُغيّر ويخلق بيئة وطنيّة جديدة نظيفة، وسلوكاً أخلاقياً، والتزاماً بالثوابت التاريخيّة». بدوره، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، في عظة الأحد: «بعد استغلال النفوذ لسنوات، والتلطّي وراء المراكز من أجل استنفاد خيرات البلد وتخطي قوانينه، واتخاذ القرارات التي تناسب المصالح ولو على حساب المصلحة العامة، ها نحن أمام تعطيل مشبوه لانتخاب رئيس، يسهم في تفكك السلطة، وتحلل الدولة». وتابع: «ما يفاقم الوضع تقاعس السلطة عن البحث الجديّ عن حل للمشكلات العديدة التي تنغص حياة اللبنانيين، وأولاها انهيار الاقتصاد، وكيفية إعادة أموال المواطنين، والحرب التي يتحمل نتائجها اللبنانيون دون موافقتهم عليها، وتردي الأخلاق، والفوضى التي تعم قطاع التربية، وضياع الطلاب نتيجة القرارات العشوائية التي تسهم في تدني مستوى التعليم». وشدد عودة على أنه: «على عاتق النواب مسؤولية تاريخية في تطبيق الدستور دون مواربة، وانتخاب رئيس في أسرع وقت لكي تعود المؤسسات إلى العمل المنتظم المنتج، المبني على الصدق والأمانة وابتغاء الخير العام».

لبنان: عوائق دستورية وسياسية أمام طرح انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب

اقتراح يصفه البعض بـ«الشعبوية» ويتطلب توافقاً بعيد المنال

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. في ظل تعثر الجهود الدولية لإخراج الملف الرئاسي اللبناني العالق من عنق الزجاجة منذ عام ونصف العام، تلجأ القوى السياسية اللبنانية بين الحين والآخر إلى اجتراح اقتراحات لحل الأزمة، وإن كان قسم لا بأس به منها يندرج حصراً في إطار «زكزكة» الخصوم. آخر هذه الطروحات ما عرضه المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، على المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ألا وهو انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب. الاقتراح المذكور ليس جديداً على أروقة السياسة اللبنانية؛ إذ سبق أن طرح في عام 2014، في ظل الشغور الرئاسي، من قبل الزعيم المسيحي العماد ميشال عون (قبل انتخابه رئيساً عام 2016)، الذي دعا إلى تعديل الدستور لانتخاب رئيس جديد بالاقتراع المباشر من الشعب، وجرى تطوير هذا الطرح مؤخراً من قِبل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، عبر دعوته لإجراء الانتخابات الرئاسية على دورتين: دورة يشارك فيها المسيحيون حصراً، ودورة ثانية يشارك فيها جميع اللبنانيين. ووفق معلومات «الشرق الأوسط»، لا يمانع فرنجية أن تجرى انتخابات كهذه على دورتين، ويعدّ أنه قادر على تأمين نصاب مسيحي، وكذلك نصاب وطني.

عون: اقتراح له محاذير

ويعدّ النائب ألان عون، عضو تكتل «لبنان القوي»، أن «فكرة إجراء الانتخابات مباشرة من الشعب هي عملياً اقتراح يجعل إجراء الاستحقاق تلقائياً، ويجنّبه التأخير أو التعطيل كما يحصل اليوم جراء عدم توفّر أكثرية للانتخاب وعدم توفّر توافق لتأمين تلك الأكثرية»، منبهاً إلى أن «لهذا الخيار محاذير في ظلّ النظام السياسي الطائفي اللبناني، الذي يقوم على توازن دقيق جداً بين الطوائف ومواقعها في النظام وصلاحياتها، ولذلك هو يتطلّب ليس فقط تعديلاً دستورياً؛ بل ضوابط كثيرة لعدم الإخلال بهذا التوازن، منها على سبيل المثال إجراؤه على دورتين؛ الأولى على المستوى الطائفي، والثانية على المستوى الوطني». ويشير عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الانتقال إلى هذا التغيير الجذري في الانتخابات الرئاسية يتطلّب توافقاً وطنياً لإجراء التعديل الدستوري، وهو غير متوفّر، أو الانتقال إلى نظام سياسي مع إلغاء الطائفية، وهو أمر مستحيل في المدى المنظور».

أيوب: حرف للأنظار

من جهتها، تعدّ النائبة غادة أيوب، عضو تكتل «الجمهورية القوية»، أن «من يطرح مسألة الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب، يريد أن يحرف الأنظار عن التعطيل المتعمد والمكشوف الذي يمارسه فريق الممانعة»، مشددة على أن «هذا الطرح يحتاج إلى تعديل دستوري، مما يفتح الباب أمام نقاش يبدأ ولا ينتهي في ظل دستور لم يطبق بشقه السيادي الأساسي». وتضيف أيوب لـ«الشرق الأوسط»: «فتح هذا الباب يترافق مع طروحات عدة في هذا المجال؛ من التأهيل المسيحي والتصويت الوطني، إلى الديمقراطية العددية، إلى نقاشات أخرى لا تنتهي». وترى أيوب أن الحديث عن وجود استعصاء رئاسي «غير صحيح»، مشيرة إلى أن «هذا الاستعصاء مفتعل، وهو نتيجة عدم تطبيق الدستور». أما عضو «اللقاء الديمقراطي»، الدكتور بلال عبد الله، فيوضح أن «أي تعديل لـ(دستور الطائف) في موضوع الرئاسة أو غير الرئاسة، يتطلب وفاقاً وطنياً ووجود حالة من الاستقرار للنقاش فيه، على أن يكون من خلال رزمة إصلاحات لـ(اتفاق الطائف)، مرتبطة بكل السلطة السياسية وليس فقط برئاسة الجمهورية»، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «في الوقت الحاضر، ربما يكون الوقت غير مناسب لطرح كهذا، مع إقرارنا بأهمية أن ينتخب رئيس من الشعب بوصفه خياراً ديمقراطياً ممتازاً».

الخير: لا لخلق أعراف جديدة

بدوره، يؤكد النائب في تكتل «الاعتدال الوطني»، أحمد الخير، التمسك بـ«(دستور الطائف) الذي حدد آليات لانتخاب رئيس الجمهورية»، قائلاً: «نحن لا نؤيد بالطبع أي طرح من شأنه القفز على (دستور الطائف) لخلق أعراف جديدة في الاستحقاقات الوطنية، لذا قدمنا (كتكتل) مبادرة لبنانية للحل، تحت سقف (دستور الطائف)، تبدأ بالتشاور لفترة محددة، ومن ثم جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس». ويضيف الخير لـ«الشرق الأوسط»: «نحن اليوم أمام استحقاق انتخاب رئيس جمهورية لكل اللبنانيين، وليس انتخاب رئيس جمهورية للمسيحيين فقط، والأجدر بالجميع اليوم العودة إلى (دستور الطائف) ونصه وروحيته، بدل التلهي بطروحات غير واقعية، والاقتناع بأنه في ظل الاستعصاء الحاصل بفعل التوازنات النيابية، لا حل إلا بالحوار والتشاور».

مالك: طرح شعبوي

دستورياً؛ يشرح الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك أن «مقدمة الدستور تنص صراحة على أن الشعب هو مصدر السلطات؛ لكنها أضافت أنه يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، وبالتالي، صحيح أن للشعب سلطة القرار، ولكن ليس بشكل مباشر في إطار نظام انتخابي مباشر، إنما بواسطة المؤسسات الدستورية ومنها مجلس النواب». ويشير مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(المادة 49) من الدستور نصت صراحة على إيلاء صلاحية انتخاب رئيس للجمهورية إلى مجلس النواب، ونصت على الآلية. أما في حال كان هناك توجه كي يُصار إلى انتخاب الرئيس من الشعب، فهذا سيضرب الديمقراطية التوافقية التي يقوم عليها الدستور اللبناني، إضافة إلى أنه أمر يفترض تعديلاً دستورياً له أصول وقواعد منصوص عليها في المادتين (67) و(77) من الدستور، لا سيما لجهة أن نكون في عقد عادي، وأن يقدم طلب إعادة النظر من 10 نواب أو أكثر، وأن يحوز أغلبية موصوفة». ويخلص مالك إلى القول إن «هذا الطرح شعبوي لا يستقيم مع أحكام الدستور والديمقراطية التوافقية التعددية الموجودة ضمن المجتمع اللبناني».

وزير الطاقة اللبناني إلى دمشق لبحث ملفات تقنية

الموارد المائية واتفاقية الأنهار المشتركة على قائمة المحادثات

بيروت: «الشرق الأوسط».. يزور وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض، دمشق يومي الاثنين والثلاثاء، في زيارة رسمية؛ لبحث ملفات متصلة بشكل رئيسي بالموارد المائية، وهي زيارة تقنية في المقام الأول مختصة بملفات وزارته. ويرتبط لبنان مع سوريا باتفاقيات حول نهر العاصي الذي ينبع من شرق لبنان ويمر عبر سوريا ويصب في تركيا، والنهر الكبير الجنوبي الحدودي بين البلدين في شمال لبنان. وتسبب فيضان النهر في العام الماضي بأضرار كبيرة في السهول الزراعية في عكار بشمال لبنان. وقالت وزارة الطاقة، في بيان، إن الوزير فياض سيلتقي خلال زيارته إلى دمشق وزيرَ الموارد المائية حسين مخلوف ويرأس معه، بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري، اجتماعَ «اللجنة اللبنانية - السورية المشتركة لقطاع المياه». ويبحث الطرفان المتابعات الدورية لآليات تطبيق اتفاقيتَي نهر العاصي والنهر الكبير الجنوبي، وسبل الحفاظ على بيئة الأحواض المشتركة واستثمارها بطريقة مستدامة وعادلة، كما يتباحثان في أمور مستجدة، منها التعاون في سبيل الحدّ من فيضان النهر الكبير على السهول الزراعية في عكار، وأعباء النزوح وكيفية التعاون الوثيق مع الحكومة السورية بهذه الموضوعات، بالإضافة إلى المشروعات المزمع إنشاؤها لناحية الصرف الصحي والري، وسبل تمويلها بحضور خبراء ومستشارين في مجال الموارد المائية من كلا البلدين، حسبما أفادت وزارة الطاقة اللبنانية. وسيلتقي فياض، على هامش الزيارة الرسمية، وزيرَ النفط السوري فراس قدور، وكذلك وزير الكهرباء السوري غسان الزامل؛ للبحث في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وكان فياض أعلن قبل أسابيع نيته زيارة دمشق؛ لمتابعة الملفات المتصلة بالأنهار، ووعد بتحسين وضع معمل البارد للطاقة الكهرمائية، وتنظيف مجرى النهر الكبير. كما تحدث عن تمويل من برنامج الأمم المتحدة للتنمية بقيمة 5 ملايين دولار لصالح عكار، سيتم استخدامها في تنظيف مجرى النهر الكبير، وزيادة التوربينات لمعمل الطاقة الكهرمائية في البارد. وتعثر مشروع استجرار الطاقة من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا الذي أُعلن عنه في عام 2022، بسبب العقوبات الأميركية على سوريا وقانون «قيصر».

وفد "القوات" إلى قطر والمبادرة الجنبلاطية تبدأ غداً بـ"حزب الله"

جبهة الجنوب تتوسّع... وإلى التهاب وباقري آتٍ ليصُبَّ الزيت على النار

نداء الوطن..تصاعدت المواجهات على الجبهة الجنوبية منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي مبادرة للتهدئة تشمل حرب غزة والجنوب معاً. وشهدت مختلف مناطق الجنوب البعيدة نسبياً عن الحدود توسعاً لهذه المواجهات بشكل غير مسبوق أدى الى سقوط ضحايا وتدمير ممتلكات. وفي المقابل، شنّ «حزب الله» سلسلة عمليات شملت مناطق عدة في الشمال الإسرائيلي والجولان المحتل ترافقت مع اندلاع حرائق أجّجتها موجة الحر الراهنة. وأفاد استطلاع لهيئة البث الإسرائيلية أنّ 55% من الإسرائيليين يؤيدون توسيع المواجهة مع «حزب الله» بعد إبرام صفقة التبادل مع «حماس». وتزامن التطور الميداني مع وصول القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني اليوم الى بيروت، في أول تحرك خارجي له بعد مقتل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. ويحفل برنامج المسؤول الايراني بلقاءات مع المسؤولين وقادة محور الممانعة، وفي مقدمهم «حزب الله». وكان باقري أعلن أول من أمس أن جولته الإقليمية إلى سوريا ولبنان في إطار التشاور من أجل «تضافر جدي في مواجهة جدية وفعالة لمحاربة جرائم الصهاينة»، كما أفادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء. وبالتزامن، أجرى الجيش الإسرائيلي «تدريبات على القيادة العسكرية في القيادة الشمالية، كجزء من التحضير للمعركة في الساحة الشمالية»، وفق القناة 13 العبرية، التي أضافت: «حضر التمرين ضباط نظاميون واحتياطيون في مقر قوات الدفاع الشعبي من أسلحة وأجنحة، وتدربوا على سيناريوات تحاكي توسع الحرب في الساحة، فضلاً عن حرب متعددة الساحات. ومن بين أمور أخرى، مارست الفرقة 36 القتال في الساحة». وأشارت الى زيارة رئيس الأركان اللواء هارتسي هاليفي قيادة الشمال كجزء من التمرين. ومن أحوال الميدان الى التطورات السياسية، بدأ أمس وفد من حزب «القوات اللبنانية» زيارة لقطر تستمر الى الخميس المقبل لتمثيل رئيس «الحزب» سمير جعجع في لقاء كبار المسؤولين القطريين، وضمّ الوفد النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي وجوزيف جبيلي عضو الهيئة التنفيذية. وقالت مصادر المعارضة لـ»نداء الوطن» أنّ قطر تسعى الى إخراج لبنان من مرحلة الشغور الرئاسي، كما تفعل فرنسا ضمن اللجنة الخماسية. وفي سياق متصل، يبدأ غداً رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد، جولة اتصالات تهدف الى طرح مبادرة لمقاربة الأزمات الداخلية. وستكون المحطة الأولى عند «حزب الله». وذكرت أوساط «اللقاء» أنّ المبادرة تتناول «فصل الرئاسة عن غزة والجنوب والتزام اتفاق الطائف والقواعد الدستورية والتسليم بواقعِ التوازنات في المجلس النيابي».

المشهد الإخباري.. مسؤول إيراني في لبنان للمرّة الأولى بعد وفاة عبد اللهيان

رعد: الحوار عُرفٌ والعرف أقوى من الدستور

علي باقري في لبنان اليوم

نداء الوطن...على وقع التصعيد العسكري المستمرّ بين اسرائيل و»حزب الله»، يحطّ وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري في لبنان اليوم في زيارة هي الأولى له بعد تولّيه حقيبة الخارجية إثر مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعلى جدول لقاءاته المعلن عنها رسمياً لقاء مع كلّ من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب. وفي المواقف الرئاسية، سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: «كيف يستطيع أي سياسيّ القيام بوظيفته الخطيرة من دون العودة إلى الروح القدس»؟ وأكّد أنّه «لو فعلوا ذلك لكانوا انتخبوا رئيساً للجمهوريّة، وقبل نهاية خدمة الرئيس العماد ميشال عون وفقاً للدستور (المادّة 73)، ولكانوا اختاروا منذ ذاك الحين رئيساً يغيّر ويخلق بيئة وطنيّة جديدة نظيفة، وسلوكاً أخلاقياً، والتزاماً بالثوابت التاريخيّة». بدوره، لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة إلى «أنّنا أمام تعطيل مشبوه لانتخاب رئيس، يساهم في تفكك السلطة وتحلل الدولة». وشدّد على أنّ «الوضع لم يعد يحتمل وعلى الجميع تدارك الأمر. أما النواب فعلى عاتقهم مسؤولية تاريخية في تطبيق الدستور من دون مواربة، وانتخاب رئيس في أسرع وقت لكي تعود المؤسسات إلى العمل المنتظم المنتج المبني على الصدق والأمانة وابتغاء الخير العام». وأوضح المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان أنّ «ما يربحه لبنان على الجبهة الجنوبية لن يخسره بأي تسوية رئاسية أو بطبخات مسمومة عابرة للحدود». في المقابل، اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّ «السياسة الغربية النفعية البغيضة لا تتورّع عن استعمال الكذب هي وحلفاؤها ومن ينتهج منهجها من عرب ولبنانيين، فأن يأتي وبعد سنة ونصف مبعوث دولي ليقول: «نحن نفهم انكم لا تريدون إنتخاب رئيس للجمهورية بسبب الحرب على غزة لكن يجب أن يحصل انتخاب رئيس للجمهورية»، يقال له إنّ الحرب على غزة عمرها 8 اشهر لكن نحن نعيش من سنة و8 اشهر فراغاً رئاسياً، نحن لا نربط على الاطلاق بين ما يجري في غزة وحاجتنا إلى رئيس للجمهورية، من اين اخذ هذا المبعوث هذا الانطباع؟ أخذه من كذب من يعيشوا نفس المنهج الذي يلتزمون به من مرواغة اتباعه وعملائه في هذا البلد الذين يحشون ادمغة الوسطاء الغربيين بأكاذيب ليبرّروا تقاعسهم وتعطيلهم للاستحقاق الرئاسي». أضاف رعد: «منذ اليوم الاول، رئيس المجلس المكلّف والمولج دستورياً الاعداد لآليات انتخاب رئيس للجمهورية، دعا إلى حوار كما جرى العرف، والعرف عندنا أقوى من الدستور، ميشال سليمان جاء بانتخاب بعد جلسة حوار، وميشال عون جاء بانتخاب بعد جلسة حوار والحوار ما هو مؤدّاه؟ جلسة الحوار التي نصرّ عليها مع الرئيس نبيه بري هو أن يجتمع هؤلاء الناخبون من مختلف الكتل ويتداولون بالشأن اللبناني واهمية انتخاب الرئيس واوصاف الرئيس والمخاطر التي يجب أن يواجهها، وقد لا يتفقون على اسم الرئيس لكن حضورهم يذيب بعض الجليد الذي يمنع تواصلهم في ما بينهم وكيف يحقّقون نصاباً في الجلسة المطلوبة لانتخاب رئيس للجمهورية من 86 نائباً، يجب ان يحضروا ليحصل النصاب وهم لا يتحدّثون مع بعضهم البعض؟» ورأى أنّ «اهمية الحوار هو اذابة الجليد بين الاطراف لينزلوا ويؤمّنوا نصاب 86 للانتخاب». وتابع «البعض لا يريد هذا الأمر وانا اقول لكم بكل بساطة وصراحة ومن دون فلسفات نحن في دستورنا عندما اقرّ نصاب 86 معنى ذلك ان كل الطوائف والمذاهب يجب أن تشترك في الحضور لانتخاب رئيس للجمهورية، هم يريدون تجاوز هذا النص الدستوري ليدعونا إلى تأمين النصاب 86 لانتخاب الرئيس الغالب ويظهرون انفسهم انهم غالبون وغيرهم مغلوبون . نريد رئيساً لكل اللبنانيين تحت سقف الوفاق الوطني، وهم يريدون رئيساً لهم تحت سقف الغالب والمغلوب فكيف يستقيم البلد؟ إنّ رفضهم للحوار هو الذي يعطل النصاب الوفاقي ليحصل الانتخاب تحت سقفه، هذه الحقيقة يجب ان تكون واضحة امام اهلنا وناسنا». وكان رعد أعلن أن «من حقّ المقاومة أن تقول للعدو الإسرائيلي لنا شروطنا لوقف القتال، وهذا الأمر لم يأتِ أوانه بعد»، و»نحن في موقع من يمسك بحبل القوة». بدوره، قال النائب إيهاب حمادة: «نحن الآن وبعد ما جرى في غزة وما يجري على الجبهة في لبنان أشدّ تمسكًا بخيارنا، وهو الوزير سليمان فرنجية مرشّحاً لرئاسة الجمهورية».



السابق

أخبار وتقارير..أبوالغيط يعطي إشارة البدء في بناء «مركز الدراسات الصيني العربي»..مفاجأة.. ثغرة قانونية قد تجعل الرفض مصير دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل..تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل..«أوقِفوا الإبادة الجماعية!»..محتجّون داعمون لغزة يقتحمون متحف بروكلين بنيويورك..دول أوروبية تخشى اندلاع حرب مع روسيا.. وتحذر من "التسرع"..موسكو تضرب مُجدداً منشآت الطاقة الأوكرانية..واشنطن تدعم كييف لشن هجمات داخل الأراضي الروسية..ألمانيا تبدأ طرح «بطاقة الفرص» لاجتذاب العمالة الأجنبية..ترامب يحاول تسخير الإدانة لمصلحته ويجمع أكثر من 50 مليون دولار لحملته..وزير الدفاع الصيني: بكين منفتحة على إجراء اتصالات عسكرية مع واشنطن..أوستن: واشنطن لن تكون آمنة إلا إذا كانت آسيا آمنة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل تؤكد أن «لا وقف دائماً لإطلاق النار حتى تحقيق أهداف الحرب»..«خريطة الطريق» تنتظر موافقة «حماس»..جندي إسرائيلي يُلقي قنبلة على مكتب لوزارة الدفاع..واشنطن: إذا وافقت حماس على مقترح الهدنة ستقبله إسرائيل..تل أبيب تغير خططها في رفح..و«السلطة» متمسكة باتفاقية المعابر..إلى أين وصلت التحقيقات التي تجريها إسرائيل عن نفسها؟..مساعد لنتنياهو: خطة بايدن «ليست اتفاقاً جيداً» لكن إسرائيل تقبله..ليبرمان: تلقيت عرضاً من نتنياهو لمنصب وزير الدفاع..وزير الدفاع الإسرائيلي: ندرس بدائل لـ«حماس» في حكم غزة..المالديف تعدل القوانين لحظر دخول الإسرائيليين إليها..تضامناً مع غزة..المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب..

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,625,764

عدد الزوار: 7,206,790

المتواجدون الآن: 148