أخبار لبنان..«حزب الله» يعلن إطلاق رشقة من صواريخ «فلق 2» على إسرائيل لأول مرة..مقتل شخصين وحرائق واسعة في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان..إسرائيل مردوعة أم..تراوغ؟..لبنان عيْناً على قمة الاليزيه وعيْناً على قمة الوحشية في النصيرات..تقاطع قطري ــ أميركي على الرئاسة وجبهة الجنوب..مصدر يكشف مستجدات واقعة إطلاق النار على السفارة الأميركية لدى لبنان..21 موقوفاً في هجوم السفارة الأميركية ببيروت..والعملية تخضع لتقييم أمني..باسيل يتحرك رئاسياً للترويج لـ«خيار آخر»..الوضع السياسي يعكس مخاطره على النظام المؤسساتي اللبناني..

تاريخ الإضافة الأحد 9 حزيران 2024 - 4:03 ص    عدد الزيارات 231    التعليقات 0    القسم محلية

        


«حزب الله» يعلن إطلاق رشقة من صواريخ «فلق 2» على إسرائيل لأول مرة..

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال «حزب الله» اللبناني، اليوم (السبت)، إنه أطلق رشقة من صواريخ «فلق 2» على مركز قيادة عسكري في شمال إسرائيل. وقال مصدر أمني لوكالة «رويترز» إن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة هذا النوع من الصواريخ بعد إطلاق الصاروخ «فلق 1» في كثير من الهجمات السابقة. وأوضح «حزب الله» اللبناني، في بيان: «رداً على اعتداءات العدو ‏الإسرائيلي على القرى الجنوبية والاعتداء الأخير على بلدتي مركبا وعيترون، تم قصف (...) مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل براجمة من ‏صواريخ فلق 2». وصاروخ «فلق 1» هو صاروخ يعمل بالوقود الصلب من عيار 240 مم، ويصل وزن الرأس المنفجر إلى 50 كيلوغراماً، ما يمنحه قدرة على إحداث تدمير كبير بالأهداف، ويصل مداه إلى 10 كيلومترات.

مقتل شخصين وحرائق واسعة في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

استهداف أطراف بلدة علما الشعب بالقذائف الفوسفورية الحارقة

بيروت: «الشرق الأوسط».. قُتل شخصان في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، اليوم (السبت)، حيث أدت ضربات في وقت سابق إلى اشتعال حرائق، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وأوردت الوكالة الرسمية أن «مسيرة إسرائيلية نفذت (...) عدواناً جوياً بصاروخين موجهين» استهدفا مقهى ضمن محال تجارية في بلدة عيترون في جنوب لبنان. وقُتل شخصان جراء الغارة وعملت فرق الإسعاف على نقل جثمانيهما إلى مستشفى في بلدة بنت جبيل، كما تسببت بأضرار كبيرة في المحال التجارية ومحطة وقود والمنازل المجاورة، بحسب الوكالة. كذلك، أفادت الوكالة، في بيان منفصل، بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة عنيفة على بلدة الخيام». وكانت حرائق واسعة في مناطق عدة في جنوب البلاد اندلعت، السبت، جراء قصف إسرائيلي وفق ما أفادت الوكالة الحكومية وأحد عناصر الإنقاذ التابعين لحركة «أمل»، حليفة «حزب الله»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في قطاع غزة، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي، واشتد تبادل إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة مع تصعيد الحزب هجماته وتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات أعمق داخل الأراضي اللبنانية. وقالت الوكالة الوطنية، السبت، إن «المدفعية الإسرائيلية قصفت بالقذائف الفوسفورية الحارقة أطراف بلدة علما الشعب، حيث خلف القصف حرائق بالأحراج التي امتدت إلى محيط بعض المنازل». وأضافت: «أتت النيران على مساحات واسعة من أشجار الزيتون». ويتهم لبنان إسرائيل باستخدام مادة الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل في هجمات على جنوب البلاد وتقول السلطات اللبنانية إنها تسببت بأضرار للبيئة والسكان. وتُستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض وهي مادة قابلة للاشتعال عند احتكاكها بالأكسجين، بهدف تشكيل ستائر دخانية وإضاءة أرض المعركة. لكن هذه الذخيرة متعددة الاستخدامات قد تستعمل كذلك سلاحاً حارقاً قادراً على أن يحدث حروقاً قاتلة لدى البشر، وفشلاً في الجهاز التنفسي والأعضاء، وأحياناً الموت. وقال علي عباس، عنصر إنقاذ في جمعية الرسالة التابعة لحركة «أمل»، حليفة «حزب الله»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «إسرائيل تتعمد قصف المناطق الحرجية بالفوسفور لإشعال الحرائق». وأوضح عباس أن سيارات الإطفاء التابعة للجمعية وعناصر إنقاذ آخرين يكافحون لإخماد الحرائق، في وقت تعذّر إرسال مروحيات للمساعدة في عمليات الإخماد خشية أن يتم استهدافها من الجانب الإسرائيلي. كما أفادت الوكالة الرسمية باندلاع «حريق كبير في تخوم موقعي الجيش اللبناني و(قوة) اليونيفيل (...) على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الأزرق»، وهو خط الحدود الذي رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وأضافت: «توجهت فرق الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية والدفاع المدني اللبناني وآليات تابعة لليونيفيل للعمل على إخماد الحريق». وقالت الوكالة في معلومات منفصلة إن عدداً من الألغام انفجرت «بسبب امتداد الحريق بشكل أوسع مقابل مستعمرة المنارة عند أطراف بلدة ميس الجبل». وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحرائق اندلعت بالقرب من مواقع الجيش من دون أن تصل إليها بشكل مباشر ومن دون وقوع إصابات. وخلال 8 أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 458 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات «حزب الله» ومصادر رسمية لبنانية. وبين القتلى نحو 300 مقاتل من «حزب الله». وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

إسرائيل مردوعة أم..تراوغ؟..

لبنان عيْناً على قمة الاليزيه وعيْناً على قمة الوحشية في النصيرات..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- تقارير متزايدة في إسرائيل عن «الحرب الخاسرة» مع «حزب الله» و«جردة» بالأكلاف الاقتصادية

- «خط أحمر» دولي أمام حرْق «الخط الأزرق» بين لبنان وإسرائيل... فهل يصمد؟

- وحدة الحال بين الجنوب وغزة تجعل هدنة القطاع أقصر الطرق لمنْع انفجار كبير لا يريده أحد

- كندا نصحت مواطنيها بتجنّب السفر إلى لبنان وحضّت على مغادرته

عيْناً على الارتقاءِ الديبلوماسي إلى أعلى المستويات دولياً في محاولةٍ لوقف حرب غزة على متن «مقترح بايدن»، وعيْناً أخرى على وقائع وحشيةٍ متمادية في الميدان لم تتوانَ معها إسرائيل في الطريقِ لتسجيلِ «انتصارٍ» تستميت لتحقيقِ ولو نُذُرٍ منه منذ أشهر عن تلطيخ يديْها بدم أكثر من 200 فلسطيني سقطوا باسم «إنجاز تحرير 4 رهائن». هكذا كانت بيروت أمس مشدودةً إلى الاليزيه حيث عُقدت القمةُ الفرنسيةُ - الأميركيةُ عشية عودة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن لتل أبيب، وإلى التطورات في غزة ولا سيما تداعياتِ «التقاط الأنفاس» من إسرائيل باستعادةِ 4 من أسرى 7 أكتوبر أحياء على مسار التفاوض الشائك لإنهاء الحرب وهل سيعمّق التعقيدات التي تعترض القيام «بالخطوة الأولى» في مسار وقْف النار عبر دفْع طرفيْ المواجهة لمزيد من التشدد: إسرائيل ظناً منها أن «تحقيق الأهداف» بات ممكناً بالقوة ما يعزّز منطقَ عدم الحاجة لتقديم تنازلاتٍ مؤلمة، و«حماس» انطلاقاً من اعتبار مجزرة النصيرات تأكيداً للمؤكد لجهة نيات تل أبيب بجعْل أي «وقت مستقطع» في الحرب مجرد استراحة «لإكمال المهمة»، ناهيك عن أبعادِ تَكَشُّفِ دورٍ أميركي ميداني في عمليةِ تحرير الرهائن وتالياً شراكة واشنطن بطريقة أو أخرى في الدم الذي سال يوم أمس. وهذا الانشداد في بيروت مردُّه إلى «وحدةِ الحال» المستدامة بين جبهتي غزة وجنوب لبنان وصعوبة استشراف هل يمكن إذا طالت حرب القطاع وتَعَمَّقَ الاستنزافُ أن تبقى المواجهاتُ بين «حزب الله» وإسرائيل ضمن حدود التصعيد الحالي الذي يتدحرج على المقلبين ولكن من دون أن يفجّر حتى الساعة المواجهة الكبرى التي لا يريدها الطرفان واقعياً ولا يتحمّلان ارتداداتها المميتة، ولا سيما أن في آخِر النفق «راية» مكتوب عليها (القرار) 1701 يلوّح بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ويُراد أن تؤذن بنهاية حرب الجنوب سواء عبر صيغة مطوَّرة من القرار الأممي تراعي مقتضيات المعارك منذ 8 أكتوبر، أو حتى على قاعدة العودة إلى ما قبل «طوفان الأقصى» بحال حملتْ الأيام أو الأسابيع الطالعة مزيداً من «المفاجآت» من الحزب لإسرائيل بحيث تصبح استعادة «الستاتيكو» نفسه مكسباً لبنيامين نتنياهو على قاعدة الخيار بين «المُر والأمرّ». وفيما كان الرصدُ لِما ستَخرج به قمة الرئيسين جو بايدن وايمانويل ماكرون في ما خصّ لبنان، غداة البيان الذي صدر عن رؤساء دول وحكومات كل من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وأكدوا فيه «أن الحفاظ على استقرار لبنان مسألة حيوية»، مشددين على «تضافر الجهود للحد من التوتر على طول الخط الأزرق تطبيقاً للقرار 1701» مع دعوةٍ لضبط النفس وتجنُّب أي تصعيد في المنطقة، فإنّ أوساطاً مطلعة اعتبرتْ أن الوضع اللبناني يبدو في ظاهره مَحكوماً بتوازن رعب يجعل أي جنوحٍ إسرائيلي نحو حربٍ أوسع بمثابة إعلان «وبعدي الطوفان»، ولكن في الوقت نفسه تبقى المخاوف قائمةً من انزلاقٍ غير محسوب إلى حيث لا يريد أي من طرفيْ الحرب التي تُخاض من فوق رأس الدولة اللبنانية التي تجلس في «مقعد المتفرجّ» وليس حتى... البدلاء. وإذ توقّفتْ هذه الأوساط عند معاودة كندا نصح مواطنيها بتجنّب السفر إلى لبنان بسبب «تدهور الوضع الأمني والنزاع المسلح المستمر مع إسرائيل» وحضّ رعاياها على المغادرة عبر الرحلات التجارية المتوافرة، اعتبرتْ أن التقاريرَ وعمليات المحاكاة الإسرائيلية لمآلات أي حرب واسعة مع «حزب الله»، والتي تتقاطع عند تداعياتها الكارثية على إسرائيل، غير كافية لاستبعاد إمكان تسلُّل تل أبيب من خلف هذا المناخ من «الإحباط» لتكوين عاملِ مباغتةٍ لإطلاق مسارٍ مختلف من التعاطي على جبهتها الشمالية يمكّنها من:

- تحديد قواعد اللعبة وجغرافية النار بما يلائم «أهدافها النهائية» واستدراج المجتمع الدولي لمساندتها في تحقيقها إذا أراد تفادي الانفجار الإقليمي انطلاقاً من البوابة اللبنانية.

- كسْر الدوران في ملعب النار الذي رسم حدوده «حزب الله» ووجدتْ إسرائيل نفسها تلتزم بخطوطه المتشابكة كخيوط العنكبوت بحيث جعل الحزب لكل زرّ تَضغط عليه تل أبيب «خارج الخط» ما يماثله وأكثر فصارت أسيرة عدم القدرة على التراجع ولا التقدّم المحفوف بخطر «الظهر المكشوف» في غياب الغطاء الأميركي. على أن هذه المخاوف لا تجد صدى لدى دوائر غير بعيدة عن محور «الممانعة» ترى أن «من فم إسرائيل» يمكن قراءة ما سيكون، متوقفة في هذا الإطار عند النقاط الآتية:

- المؤشراتُ المتعاظمة إلى أن جبهة لبنان، التي ترفد «حماس» بعناصر قوة للصمود في مسار التفاوض وشروطه، باتت مصدر الخطر الرئيسي الذي يقلق الولايات المتحدة ويتقدّم حتى على حرب غزة، وصولاً لجعل واشنطن إدارتها لحرب غزة محكومة بما لا تريده على جبهة الجنوب اللبناني، وهو ما عبّر عنه ما كُشف عن حضّ الولايات المتحدة، عبر وسطاء، «حزب الله» على دفْع حماس للسير بمقترح بايدن، كما اعتبارها أن وحدها هدنة سريعاً في غزة من شأنها منع تدحرج الوضع على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.

- أن واشنطن تلقت إشاراتٍ من إيران بأن أي حرب على «حزب الله» قد تعني جرّ طهران إلى الميدان، رغم اعتبار أوساط مراقبة أن هذا الكلام ليس إلا في سياق ترتيب وتحصين «خطوط الدفاع» للمحور، و«الحرب النفسية»، باعتبار أن إيران ليست بحاجة للانغماس في الدفاع عن حزب الله الذي يملك ما يكفي لخوض معركته، وهي عندما مارست إستراتيجية النزول برجْليها إلى المواجهة مع إسرائيل بعد ضرب القنصلية في دمشق إنما فعلت ذلك على قاعدة أن زجّ الحزب في الردّ حينها قد يفجّر المواجهة الكبرى ويضع رأس الحزب على المحك، في حين أن تولّيها ذلك ومن «دولة إلى دولة» يُبْقي على الضوابط.

- أن أداء «حزب الله»، وليس آخِره ما كشفتْه وسائل إعلام إسرائيلية عن أنه حاول عصر الجمعة ضرب قاعدة «رمات دافيد» الجوية (وهي واحدة من أهم 3 قواعد جوية رئيسية) في جنوب حيفا بطائرة من دون طيار متفجّرة، وذلك بعدما كشف امتلاكه منظومة دفاع جوي ضد الطيران الحربي، وقبْلها هجومه على منظومة القبة الحديدية في راموت نفتالي، وغيرها من العمليات النوعية المستمرة، بات يشكل رادعاً لتل أبيب عن أي تفكير في حربٍ يستحيل أن تخرج منها إسرائيل رابحة على أي مستوى حتى لو اقتصرت الأهداف على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

مجموعة إشارات

واستحضرت الدوائر غير البعيدة عن محور «الممانعة» في هذا السياق مجموعة إشاراتٍ من إسرائيل، أبرزها ما نقلته مجلة «نيوزويك» عن النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عيران عتصيون من أنّ «إسرائيل ستخسر الحرب مع حزب الله، خلال الساعات الـ24 الأولى، بسبب ما سنراه من دمار الشامل في مناطق حساسة جداً، داخل إسرائيل على نطاق لم نشهده من قبل»، وقوله «من الصعب جداً رؤية كيف يمكن كسب هذه الحرب بسرعة، أو على الإطلاق»، ناهيك عن اعتبار تسيفي هاوزر، رئيس لجنة الخارجية والأمن سابقاً أنّ «إسرائيل ليس لديها أيّ ردّ على الحدث الشمالي بحيث يوجد نحو 100 ألف لاجئ، وهذا وضع غير مسبوق أبداً منذ العام 1948». وفي حين استوقفت الدوائر نفسها تقارير تشير إلى «أن هجمات حزب الله القصيرة المدى يصعب اكتشافها بالسرعة الكافية أو التصدي لها بفعالية» على عكس الوقت الذي كان متوافراً للتصدي للصواريخ والمسيرات الايرانية، وإلى أن «إسرائيل تجد نفسها فجأة في صراع مفتوح لا يمكن احتواؤه بواسطة سلاح جوي أو غارات جوية مكثفة»، أشارت إلى ما نُقل عن حاييم تومر، المسؤول السابق في جهاز "الموساد" من أنّ حرباً واسعة مع «حزب الله» ستقوّض قدرة إسرائيل على العمل كدولة وأنّه «إذا اندلعت الحرب فإن صواريخ حزب الله ستشلّ إسرائيل بما في ذلك مطارا بن غوريون وحيفا (...) وستجعل مصير عكا وحيفا وطبريا وربما تل أبيب كمصير كريات شمونة».

الثمن الاقتصادي

وفي محاكاة للأضرار الاقتصادية للحرب أوردت هيئة البث الإسرائيلية (مكان)، أن "الثمن الاقتصادي لحربٍ مع حزب الله سيكون باهظاً أكثر من الحرب مع حماس». وقدّرت أن الاقتصاد سيتوقف وسيتحوّل النمو الاقتصادي إلى سلبي بنسبة 1.5 في المئة، وسيرتفع العجز في الميزانية إلى أكثر من 250 مليار شيكل، ومن المتوقع أن يغادر المستثمرون والشركات الأجنبية البلاد، لتخلص «السؤال الذي سيتعين على الحكومة الإسرائيلية الإجابة عنه قبل أن تختار الدخول في مثل هذا الوضع: هل نحن مجبرون على دفع كل هذا فقط للعودة إلى النقطة نفسها التي بدأنا منها"؟

في موازاة ذلك، بقي الميدان على اشتعاله وإن بتويرة بدتْ أقرب إلى «استراحة ما بين عاصفتين»، حيث استأنفت إسرائيل قصفها الحارق وغاراتها المدمّرة وإحداها على بلدة عيترون باستهداف كافييه وحيد الكائن ضمن محلات تجارية في «محطة وحيد للمحروقات» ما أدى إلى سقوط صاحب المحل علي خليل حمد (37 عاماً من بلدة عيترون) والشاب مصطفى.ع. عيسى. في المقابل نفذ «حزب الله» سلسلة عمليات أبرزها «هجوم جوي بمسيرة انقضاضية على مربض المدفعية المستحدث في منطقة سنئيم في الجولان المحتل، استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده واصابت هدفها بدقة». وكان حريق كبير اندلع في تخوم موقعي الجيش اللبناني واليونيفيل (الكتيبة النيبالية) قبالة مستعمرة المنارة على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الأزرق، وتوجهت فرق الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية (مركز ميس الجبل التطوعي) والدفاع المدني اللبناني وآليات تابعة لليونيفيل وعملت على إخماده.

قائد الجيش اللبناني في الولايات المتحدة

توجّه قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون له عدة لقاءات يتناول فيها سبل تعزيز الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية في ظل التحديات التي تواجهها.

لبنان: تقاطع قطري ــ أميركي على الرئاسة وجبهة الجنوب

الجريدة... بيروت - منير الربيع ... زحمة استحقاقات تتجمّع وهي مرتبطة بتطورات الملف اللبناني، أولها قمة النورماندي بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون، وثانيها، المساعي القطرية المبذولة في سبيل العمل على إنتاج تسوية سياسية بالإضافة إلى الاهتمام القطري بوضع جبهة الجنوب والدخول على خطّ البحث عن وقف لإطلاق النار انطلاقاً من دور قطر التفاوضي حول الوضع في غزة، وثالثها، زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى الفاتيكان والبحث مع المسؤولين هناك في ملف لبنان بانتظار الزيارة التي سيجريها امين سر دولة الفاتيكان بييترو بارولين الى بيروت للمشاركة في احتفال، لكنه أيضاً سيبحث في ملف الوصول الى تسوية سياسية انطلاقاً من الحرص على الموقع المسيحي الأول في الشرق، أما رابعها فهي زيارة قائد الجيش جوزيف عون للولايات المتحدة حيث سيكون له سلسلة لقاءات بعضها في الكونغرس الأميركي. في فرنسا، حضر ملف لبنان بين الرئيسين الفرنسي والأميركي، وسط تشديد على ضرورة المحافظة على الاستقرار ومنع توسع الصراع بين «حزب الله» وإسرائيل، بالإضافة الى استمرار المساعي الدولية لسد الفراغ الرئاسي وإعادة تشكيل السلطة. وسعى الفرنسيون لانتزاع غطاء جديد من الأميركيين حول تحركهم على الساحة اللبنانية. ذلك لا ينفصل عن المسار الأميركي مع دولة قطر اذ تؤكد المعلومات وجود تنسيق قطري - أميركي حول لبنان، بما في ذلك ملف الجنوب والتهدئة وملف رئاسة الجمهورية. وفي هذا السياق، تشير مصادر دبلوماسية الى أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قد أجرى زيارة للدوحة قبل فترة وبحث مع المسؤولين هناك سبل التعاون حول لبنان، والسعي لتكريس التهدئة والاستقرار في الجنوب، بالإضافة الى البحث في ملفات النفط والغاز. كما أن هوكشتاين يبدو مهتماً بتسوية سياسية داخل لبنان تكون انعكاساً لأي تسوية على الحدود الجنوبية. وأمام هذه الوقائع تتكون وجهة نظر لبنان أن الوصول الى اتفاق على وقف اطلاق النار في الجنوب من جهة، وإنجاز تسوية سياسية في الداخل من جهة أخرى سيكونان مرتبطين بعضهما ببعض. وفي هذا السياق تشير المصادر الى ان قطر تبدي اهتماماً اساسياً بتطبيق القرار 1701 وارساء الهدوء جنوباً وعلى هذا العنوان تركزت زيارة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الأسبوع الفائت الى بيروت، حيث عقد لقاءات أهمها كانت مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري علي حسن خليل، بالإضافة الى لقائه المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني طوني قهوجي، علماً بأن بن فهد لم يلتق بقائد الجيش وهو ما يفسره كثيرون بأنه اشارة قطرية الى التراجع عن دعم خيار قائد الجيش للرئاسة في ظل الاعتراض عليه من جانب الثنائي الشيعي، ومن زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل، في حين تسعى الدوحة الى تحقيق أكبر قدر من التوافق بين اللبنانيين. وبعد زيارة بن فهد توجه النائب علي حسن خليل الى الدوحة حيث عقد لقاءات مع مختلف المسؤولين كمكلف من الثنائي الشيعي لمواكبة المفاوضات حول الجنوب وحول رئاسة الجمهورية، كما زار وفد من القوات اللبنانية العاصمة القطرية وسط معلومات تفيد بأن قطر تسعى للعمل على مسارين، الأول ارساء كتلة نيابية وسطية تتألف من الحزب الاشتراكي، و«التيار الوطني»، وكتلة نواب الاعتدال وبعض المستقلين، وقد تصبح هذه الكتلة هي المقررة في التوازنات، والمسار الثاني العمل على توفير تواصل غير مباشر بين «حزب الله» والقوات اللبنانية من خلال نبيه بري، وذلك يأتي تحضيراً للمرحلة المقبلة. على الضفة الأخرى، فقد بدأ قائد الجيش جوزيف عون زيارة للولايات المتحدة، حيث سيكون له لقاءات في الكونغرس ومع مسؤولين أميركيين وفي وزارة الدفاع ايضاً للبحث في احتياجات الجيش اللبناني حول تثبيت الهدوء في الجنوب وتطبيق القرار 1701. كما سيكون لقائد الجيش لقاءات مع مجموعات لبنانية ستنظم له عشاءً واسعاً بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وهناك من يعطي انطباعات سياسية لهذه الزيارة بوصفها تحمل دعماً أميركياً موصوفاً لخيار قائد الجيش. وأمام هذه الوقائع، لا تزال الرسائل الدولية تتوارد الى لبنان حول ضرورة إنجاز تسوية في الجنوب وفي الداخل لتجنب التصعيد الإسرائيلي، لأن بعض المصادر تنقل عن الفرنسيين مخاوفهم من درجة الخطورة التي وصلت اليها الأوضاع بين «حزب الله» وإسرائيل، وأنه في حال عدم انجاز تفاهم سريع فإن توسيع الصراع سيكون حتمياً.

مساعدات من «الهلال الأحمر» لجنوب لبنان

تتضمن مواد غذائية واستهلاكية وتشمل 6 آلاف أسرة

الجريدة...بدأت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، أمس، المرحلة الثانية من توزيع المساعدات لأبناء الجنوب اللبناني المتضررين بسبب المواجهات العسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي التي يشهدها الجنوب منذ أكتوبر الماضي. وقال منسق الإغاثة في الصليب الأحمر اللبناني يوسف بطرس، لـ«كونا»، إن «الهلال الأحمر الكويتي» تستكمل عملية توزيع المساعدات على اللبنانيين الموجودين في قراهم وبلداتهم جنوب لبنان، والتي بدأها منذ شهرين، لدعم صمودهم في بلداتهم، في ظل الظروف الأمنية الصعبة، وتزايد حاجتهم إلى المواد الأساسية. وأضاف بطرس أن المساعدات تتضمن مواد غذائية ومواد تنظيف توزع بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني وتشمل 6 آلاف أسرة لبنانية. من جهته، توجه عضو البلدية في بلدة قانا، التابعة لقضاء صور حسن فتوني، في تصريح لـ«كونا»، بالشكر إلى دولة الكويت قيادة وشعبا على مواقفها الدائمة في دعم لبنان، وعلى ما تقدمه للبنانيين من عون ومساعدة. ولفت إلى أهمية المساعدات التي تقدمها «الهلال الأحمر الكويتي» للبلدات الجنوبية، والتي تعزز صمود الأهالي في بلداتهم، في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة. وإلى جانب مساهماتها الإغاثية والإنسانية تستمر جمعية الهلال الاحمر الكويتي في مشروعها الدائم، وهو «مشروع الرغيف» المعمول به منذ سنوات طويلة، والذي يزود آلاف الأسر من لبنانيين ولاجئين سوريين. وستقوم الجمعية في عيد الأضحى المبارك المقبل بتوزيع أضاحي العيد على الأسر اللبنانية وأسر اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان.

مصدر يكشف مستجدات واقعة إطلاق النار على السفارة الأميركية لدى لبنان

فرانس برس.... السفارة الأميركية الواقعة في مجمّع محصّن في الضاحية الشمالية لبيروت أكدت أن جميع أفراد طاقمها "بأمان"

أفاد مصدر قضائي لبناني وكالة فرانس برس، السبت، بأن 20 شخصا أوقفوا بعد إطلاق النار، الأربعاء، على مقرّ السفارة الأميركية لدى لبنان، بينهم المهاجم الذي يحمل الجنسية السورية. وكان الجيش اللبناني أفاد يوم الحادث بأن عناصره "المنتشرين في المنطقة ردوا على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة". وأكدت السفارة الأميركية الواقعة في مجمّع محصّن في الضاحية الشمالية لبيروت أن جميع أفراد طاقمها "بأمان". وقال المصدر القضائي المشرف على التحقيقات الأولية التي تجريها مخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، السبت: "ارتفع عدد الموقوفين في الهجوم المسلح على مقر السفارة الأميركية في بيروت إلى 20 شخصا، بينهم منفذ العملية السوري قيس فرّاج الذي ما زال يخضع للعلاج في المستشفى العسكري في بيروت". ولفت المصدر إلى أن من بين الموقوفين والد مُطلق النار وشقيقه ورجال دين "كان (مطلق النار) يتلقى دروسا دينية لديهم". وأوضح أن هناك "تقييما أمنيا يخضع له المحيطون بمنفذ العملية... لمعرفة ما إذا كان هناك خليّة أمنية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية أو غيرها من التنظيمات الإرهابية". وتابع أن "المؤشرات والمعطيات المتوافرة حتى الآن، تستبعد وجود عمل أمني منظّم". وإثر الهجوم، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الوزارة على علم بأن الشخص الموقوف كان يضع "شارة تنظيم الدولة الإسلامية". وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تجري مع السلطات اللبنانية تحقيقا كاملا لكشف الدوافع الفعلية". وكان المصدر القضائي اشار إلى أن "الحرب الإسرائيلية على غزة هي المحفّز لهذه العملية". وفي سبتمبر من العام الماضي، فتح رجل النار على السفارة الأميركية لكن الهجوم حينها لم يسفر عن وقوع ضحايا. وأعلنت السلطات اللبنانية توقيفه وقالت إنه عامل توصيل أراد "الانتقام" لتعرضه للإهانة من قبل أحد عناصر الأمن.

21 موقوفاً في هجوم السفارة الأميركية ببيروت... والعملية تخضع لتقييم أمني

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. ما زال الهجوم المسلّح على مقرّ السفارة الأميركية في بيروت يتصدّر اهتمام اللبنانيين، في حين كشف مصدر قضائي بارز لـ«الشرق الأوسط» أن «عدد الموقوفين في هذه العملية ارتفع إلى 21 شخصاً، بينهم منفذ العملية السوري قيس فرّاج الذي ما زال يخضع للعلاج في المستشفى العسكري في بيروت، ووالده وشقيقه والأشخاص الذين كان على تواصل دائم معهم، بالإضافة إلى رجال دين كان يتلقّى دروساً دينية لديهم». عدد الموقوفين ربما يتراجع أو يرتفع في الساعات المقبلة وفق تطورات التحقيق، حسب تقديرات المصدر القضائي، الذي تحدث عن «تقييم أمني يخضع له المحيطون بمنفذ العملية، بدءاً من تفريغ المعلومات الموجودة في هواتفهم واستقصاء معلومات شخصية عن سلوكهم وعلاقاتهم، لمعرفة ما إذا كان هناك خليّة أمنية مرتبطة بتنظيم (داعش) أو غيره من التنظيمات الإرهابية». وقال المصدر نفسه: «لا شكّ أن قيس فرّاج لديه ميول متطرفة، وأن الحرب الإسرائيلية على غزّة هي المحفّز لهذه العملية، لكن المؤشرات والمعطيات المتوفرة حتى الآن تستبعد وجود عمل أمني منظّم، وإلّا لكانت العملية أكبر، وربما أوقعت عدداً من الضحايا، وهذا ما يقدّم فرضيّة العمل الفردي، رغم خطورته».

السفارة الأميركية: الهجوم لن يثنينا

ولاقت الإجراءات اللبنانية السريعة التي أدت إلى توقيف منفذ الهجوم ارتياحاً أميركياً؛ إذ نشرت السفارة الأميركية في بيروت يوم الجمعة بياناً على منصة «إكس»، عبّرت فيه عن شكرها لـ«الدعم الذي تلقته خلال الأيام الماضية عقب تعرض مبنى السفارة لإطلاق نار يوم الأربعاء الماضي». وأكدت أن «مجتمع اللاجئين (السوريين في لبنان) لا يتحمل أي مسؤولية عن الهجوم». وقال بيان السفارة: «نحن ممتنون لتدفق الدعم من أصدقائنا خلال الأيام القليلة الماضية، وخاصة لعضو قوة الحرس المحلي لدينا الذي أصيب بجروح خطيرة». وتقدمت السفارة الأميركية بـ«الشكر الجزيل للحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي على شراكتهم واحترافيتهم وشجاعتهم». وشددت في ختام بيانها على أن «هذا الهجوم لن يثنينا، ونحن ملتزمون بصداقتنا الدائمة مع شعب لبنان».

مصدر أمني: كل الاحتمالات واردة

ورغم أن الترجيحات تميل إلى العمل الفردي، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «كل الاحتمالات تبقى واردة، ولا يمكن إسقاط أي فرضية عن عمل بهذه الخطورة». وسأل: «إذا كان عملاً فردياً انتقاماً لضحايا غزّة، فلماذا اختار المهاجم مقرّ السفارة الأميركية التي تتميّز بإجراءات أمنية مشددة وتحصينات عالية الدقة؟ ومن هي الجهة التي أمنت له السلاح والذخيرة وساعدته على الانتقال من البقاع إلى بيروت ومنها إلى عوكر؟»، مشيراً إلى أن المعطيات «تفيد بأن المنفذ أجرى قبل أيام من الهجوم استطلاعاً للمنطقة، وراقب السفارة والطرق المؤدية إليها، وهو ما مكنه من التنقل حول السور الخارجي لها، وإطلاق النار على مداخلها». ويعمل الجهاز الطبي في المستشفى العسكري على تقديم العناية الطبية الفائقة لمنفذ العملية؛ لما لإفادته من أهمية كبيرة في كشف خلفيات هجومه والجهة التي حرضته أو تقف وراءه. وعلمت «الشرق الأوسط»، أن الوضع الصحّي للسوري قيس فرّاج بات مستقرّاً بعد أن كان بحالة حرجة. وأفادت المعلومات بأنه «يحتاج إلى أكثر من عملية جراحية في الأيام المقبلة، بسبب الإصابات في بطنه وتمزّق أعضاء حيوية نتيجة الإصابات القويّة، لكن هذه العمليات تنتظر استقرار وضعه أكثر».

باسيل يتحرك رئاسياً للترويج لـ«خيار آخر»

يرى أن هناك فرصة سانحة لانتخاب رئيس في الشهرين المقبلين

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. تتعدد المبادرات، سواء الخارجية أو الداخلية، لإخراج الملف الرئاسي في لبنان من عنق الزجاجة، من دون قدرة أي منها حتى الساعة على إحداث أي خرق يُذكر في جدار الأزمة الممتدة منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، عندما انتهت ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون من دون انتخاب خلف له. وبموازاة استمرار مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» التي أطلقها قبل فترة وتقول بتشاور يسبق الدعوة إلى جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس بدورات متتالية، وكذلك مبادرة «اللقاء الديمقراطي» التي تسعى لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية، يستعد رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، لتحرك جديد يسعى من خلاله للترويج لطرح المرشح الثالث، رغم الموقف الحاسم المعلن لـ«الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») المتمسك بمرشحه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.

فرصة خلال شهرين

ويوضح عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب جيمي جبور، أن «ما يقوم به (التيار الوطني الحر) لا يرقى إلى مستوى المبادرة الجديدة، إنما حركة مشاورات تتكامل مع المبادرات القائمة وتكملها، وبالتالي تدفع إلى تسريع انتخاب رئيس جديد»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التنسيق القائم حالياً بين القوى التي تحمل مبادرات وتتحرك بين الأفرقاء يجعل جميع المبادرات والتحركات تصب في اتجاه تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر»، مضيفاً أن «هذا التحرك يتلاقى مع رغبة مجموعة الدول الخمس التي تساعد في الملف الرئاسي (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر) في إنجاز الاستحقاق». وينفي جبور أن يكون التكتل بصدد الترويج لاسمين أو ثلاثة، لافتاً إلى أنه «ليس في جعبتنا أسماء جديدة، إنما انفتاح على الخيار الآخر، وسنلتقي كل الأطراف، مع إدراكنا أن فرصة سانحة تلوح في الأفق في الشهرين المقبلين».

الشيطان في التفاصيل

والتقى باسيل نواب تكتل «الاعتدال الوطني» الجمعة في دارته، وتم بحث الملف الرئاسي. وقال عضو «الاعتدال» النائب أحمد الخير، إن «اللقاء مع باسيل كان في سياق اللقاءات التي نمضي بها كتكتل (الاعتدال)، وكان تأكيد من قبلنا على ضرورة الذهاب إلى التشاور بهدف التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية لكل اللبنانيين، يحظى بقبول من جميع الأطراف»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن مبادرة تكتل «الاعتدال» مستمرة، و«نواصل اللقاءات التشاورية مع الجميع، وكل مَن يبادر من القوى السياسية يقوم بجهد مشكور، ونعول على التقاء المبادرات وتكاملها من أجل الوصول إلى مساحات وطنية مشتركة يمكن البناء عليها لإنضاج توافق ينهي الفراغ الرئاسي ويؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية». وعن السبب الأساسي الذي لا يزال يحول دون انتخاب رئيس، قال الخير: «الشيطان يكمن في التفاصيل، ولا يزال لدى البعض ملاحظات على بعض التفاصيل نحاول العمل على تذليلها ومحاولة تجميد السجالات السياسية التي لا تخدم ما نبذله من جهود لتحرير رئاسة الجمهورية من الفراغ».

حلقة مفرغة

ويدور الوسطاء الخارجيون والداخليون في دائرة مفرغة منذ نحو عام؛ إذ تصر قوى المعارضة، وعلى رأسها حزب «القوات اللبنانية»، على وجوب الدعوة مباشرة لجلسة انتخاب الرئيس، وترفض تكريس أعراف لجهة وجوب أن يسبق أي عملية انتخاب طاولة حوار أو تفاهم مسبق على اسم الرئيس، ما يتناقض مع النص الدستوري المرتبط بعملية الانتخاب. في المقابل، يربط «الثنائي الشيعي» أي دعوة للانتخابات بحوار مسبق يرأسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويدفع لأن ينتهي الحوار إلى توافق على اسم رئيس للبلاد يتم التوجه بعدها للهيئة العامة لانتخابه. ولم يدعُ بري إلى جلسة لانتخاب رئيس منذ يونيو (حزيران) الماضي، حين عُقدت جلسة حملت الرقم 12 ولم تؤدّ إلى نتيجة، تنافس فيها مرشح «الثنائي الشيعي»، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، مع مرشح تقاطع قوى المعارضة و«التيار الوطني الحر»، الوزير السابق جهاد أزعور، فحاز الأول على 51 صوتاً والثاني على 59 صوتاً، قبل أن يعمد نواب «حزب الله» و«أمل» إلى تطيير نصاب الدورة الثانية. ويسير البرلمان على تفسير للدستور يقول إن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يحتاج إلى حضور ثلثَي أعضاء البرلمان جلسة الانتخاب، أي 86 نائباً من أصل 128. كما يحتاج انتخابه دستورياً في الدورة الأولى إلى أكثرية ثلثي أعضاء المجلس، ويتم الاكتفاء بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي.

الوضع السياسي يعكس مخاطره على النظام المؤسساتي اللبناني

استمرار تدنّي التصنيف السيادي لا يطمئن الدائنين والمستثمرين

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. يستمر تدفق التحذيرات الدولية في بعديها السيادي والاقتصادي، من مخاطر إرباكات الوضع السياسي القائمة في لبنان ومساهمته التلقائية في تعريض نظامه المؤسساتي للخطر، وبما يشمل إزالة مفاعيل الإيجابيات المحققة في إدارة الاستقرار النقدي وتوازن المالية العامة في التحضير للتفاوض مع دائني الدولة واستعادة التواصل مع الأسواق الاستثمارية والمالية حول العالم. وفي الترجمة الاقتصادية الفورية لهذه المخاوف، لم تتردّد وكالة التقييم العالمية «موديز»، في تقرير محدث، بالإفصاح عن أنّها لا ترتقب أي تحسّن في تصنيف لبنان في المدى القريب، باعتبار أنّ البلاد لا تزال عالقة في مجموعة أزمات عميقة، في حين أنّ الدعم الخارجي مرتبط بتنفيذ الدولة خطوات إصلاحيّة، فضلاً عن تأثيرات تدهور سعر الصرف وما نتج عنه من ارتفاع في معدّلات التضخّم ما تسبب في حالة من عدم الاستقرار. وأكدت أيضاً أنّ تصنيف لبنان سيبقى على حاله إلا إذا تمّ تطبيق إصلاحات جوهريّة على مدى سنوات عدّة من جهة، وحصول تقدّم ملحوظ في ديناميكيّة الدين، كالنموّ الاقتصادي ومستويات الفوائد وإيرادات الخصخصة والقدرة على تسجيل فوائض أولية كبيرة من جهة مقابلة، وذلك لضمان استدامة الدين في المستقبل. وبالمثل، لم يخرج لبنان من تصنيفه الضبابي ضمن فئة «الأسواق المنفردة» التي يعتمدها مصرف الاستثمار العالمي «مورغان ستانلي»، ما يؤثر تلقائياً على تفاقم مفاعيل العوائق الأساسية التي تتعلّق بحقوق المستثمرين الأجانب. بالمقابل، برزت إشارة مطمئنة نسبياً، تكمن في توقّعات وكالة «موديز» بأن يوقف الاقتصاد اللبناني سلسلة انكماشاته في عام 2024 الحالي، بحيث يرتقب أن تسهم السياحة القويّة وتدفقات التحاويل بتحسين مستويات الاستهلاك. مع التنويه بأنّ البلاد لا تزال عالقة في أزمة اقتصاديّة وماليّة واجتماعيّة عميقة لا يبدو أنّ المؤسّسات قادرة على معالجتها. ووفق تحديثات التصنيف الائتماني السيادي للديون الحكومية الصادرة عن وكالة التصنيف الدوليّة «موديز» بتاريخ 6 يونيو (حزيران) الحالي، استقر تصنيف لبنان السيادي عند « «Cالمتدنيّة، وعلى النظرة المستقبليّة المستقرّة. ويعكس هذا التصنيف احتماليّة مرتفعة بأن تتخطّى خسائر حاملي سندات الدين الدولية (اليوروبوندز) نسبة 65 في المائة من قيمتها الاسمية. في حين فشلت الحكومة السابقة واللاحقة في تنفيذ خطة إعادة الهيكلة التي تم الإعلان عنها في شهر أبريل (نيسان) 2020، وبعد فترة وجيزة من تخلّف الدولة عن سداد سندات «اليوروبوندز» في شهر مارس (آذار). وبالاستنتاج، فإن أي عمليّة إعادة هيكلة يجب أن تطول الحكومة ومصرف لبنان والقطاع المصرفي بالنظر إلى الروابط القوية بين هذه الأطراف الثلاثة. علماً بأن الحكومة السابقة أقدمت في ربيع عام 2020 على إشهار التعثر عن دفع شريحة من هذه الديون، ما انسحب على كامل الشرائح المتوزعة تباعاً حتى عام 2037، وبقيمة أصول تناهز 31 مليار دولار، يضاف إليها استحقاقات فوائد غير مسددة ترفع الإجمالي إلى نحو 40 مليار دولار. ويستند التصنيف السيادي إلى قياسات منهجية تشمل 4 مستويات أساسية، حيث سجّل لبنان نتيجة «caa2» في معيار القوّة الاقتصاديّة نظراً للانكماش الاقتصادي الكبير، ونتيجة «ca» بالنسبة للقوّة المؤسّساتيّة ما يعكس ضعف مؤسّسات الدولة. أمّا على صعيد القوّة الماليّة، فقد نال لبنان نتيجة «ca»، وهي نتيجة تعكس دين الدولة الكبير الذي قد يتسبب بخسائر كبيرة للدائنين في حال تعثّرت الدولة عن الدفع. كذلك حصل لبنان على نتيجة «ca» في معيار التعرُّض لمخاطر الأحداث، نظراً لمخاطر السيولة والتعرّض الخارجي اللذين لا يمكن معالجتهما من دون إعادة هيكلة شاملة للدين. أما بخصوص العوائق الأساسيّة التي تتعلّق بحقوق المستثمرين الأجانب، والتشريعات المتّبَعة في السوق، التي رصدها بنك الاستثمار العالمي، فقد سلّط الضوء على الحظر المفروض من قبل السلطات اللبنانيّة على التحويلات العينيّة والعمليّات خارج البورصة، إضافة إلى غياب سوق القطع «الأوفشور» ووجود قيود على المعاملات بالعملات الأجنبيّة، حيث يحظر على المستثمرين الأجانب تملّك أرصدة بالليرة اللبنانيّة، كما يجب ربط المعاملات بالعملات الأجنبيّة بمعاملات أمنيّة.



السابق

أخبار وتقارير..محتجون داعمون للفلسطينيين يعتزمون محاصرة البيت الأبيض هذا الأسبوع..دافعت عن غزة ففصلت من عملها..ممرضة أميركية تروي قصتها..البابا يأسف لـ«الكراهية التي تزرعها في الأجيال المقبلة» حرب غزة..المساعدات الأميركية تحدث فرقاً في الحرب الأوكرانية لكن تأثيرها ليس حاسماً بعد..الناتو وأوكرانيا..مناقشات بشأن الانضمام وبحث "منصب خاص"..بوتين: العديد من الأوروبيين يريدون العودة إلى «القيم التقليدية»..بوتين: لا نرى أي تهديد يستدعي استخدام «النووي»..الكرملين: فرنسا «مستعدة» للاضطلاع بدور «مباشر» في الحرب بأوكرانيا..شركة أسلحة فرنسية ألمانية تعلن رسمياً فتح فرعٍ في أوكرانيا..تحالف مودي ينتخبه بالإجماع لرئاسة الوزراء في الهند..رئيسة حكومة الدنمارك تتعرض للضرب في كوبنهاغن..ترمب يتوعد المهاجرين بـ«أكبر» عملية ترحيل..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..تحرير 4 رهائن..ماذا يعني لإسرائيل وحماس والمفاوضات؟..استعادتهم إسرائيل من وسط غزة.. من هم الأسرى الأربعة؟..حتى لا يثير شكوك حماس..هكذا راوغ بيني غانتس..الجيش الأميركي: لم نستخدم الرصيف العائم بغزة في استعادة الأسرى..نتنياهو يحتفي ويتمسك بمواصلة القتال..و«حماس» تلوح بخطف آخرين واستمرار المقاومة..الغارات الإسرائيلية خلّفت 210 شهداء وأكثر من 400 مصاب..معظمهم من النساء والأطفال..الجيش الإسرائيلي يبحث عن متطوعين للقتال في غزة..أهل غزة يشربون مياه البحر..نتانياهو لغانتس: لا تغادر..غوتيريش: العمليات العسكرية الإسرائيلية ما زالت تحصد عشرات المدنيين الفلسطينيين..مقررة أممية: إسرائيل تستغل قضية أسراها لقتل الفلسطينيين..سيطرة إسرائيل على «فيلادلفيا»..مخالفة وليس خرقاً لمعاهدة السلام؟..

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,624,536

عدد الزوار: 7,206,728

المتواجدون الآن: 159