حماية لبنان من العاصفة السورية

تاريخ الإضافة السبت 24 أيلول 2011 - 7:30 ص    عدد الزيارات 564    التعليقات 0

        

من حقيبة النهار الديبلوماسية

حماية لبنان من العاصفة السورية

"الدول العربية والإقليمية والغربية التي تقود عملية محاصرة نظام الرئيس بشار الأسد وعزله وتحاول إنهاكه وتفكيكه من طريق فرض عقوبات وإجراءات قاسية شديدة التأثير عليه، لن تضحي بلبنان من أجل إسقاط النظام في دمشق بل ترى أن لبنان يقوى إذا تبدلت الأوضاع جذرياً في سوريا. وتريد هذه الدول البارزة تأمين الحماية للبنان من العاصفة السورية ولذلك لن تحاسبه أو تعاتبه نتيجة تضامن حكومته مع نظام الأسد لأن هذه الحكومة تألفت بقرار سوري ولن تبدل مواقفها ولن تعرقل عملية التغيير الجارية في سوريا". هذا ما ادلى به مسؤول غربي بارز في باريس معني بالملف اللبناني - السوري مباشرة.
وقال هذا المسؤول: "تتعامل الدول البارزة مع لبنان في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة إستناداً الى المعطيات والعوامل الأساسية الآتية: أولاً - ان لبنان، شاء أم أبى، في قلب الحدث السوري وهو البلد الأكثر تأثيراً في مصير المواجهة القاسية بين نظام الأسد والمحتجين وان المطلوب من أصحاب القرار فيه حماية الجبهة الداخلية والسلم الأهلي والتركيز على معالجة المشاكل الحيوية المتعددة للبنانيين والحرص على تجنب المواجهة مع مجلس الأمن والمجتمع الدولي عموماً، الأمر الذي يتطلب مواصلة دعم المحكمة الخاصة بلبنان وتمويلها والتعاون معها وتسهيل مهمة القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" في الجنوب والإمتناع عن فتح معركة مع إسرائيل. ثانياً - هذه الدول البارزة ترفض توريط لبنان ولن تعتمد عليه لمواصلة معركتها مع دمشق، ذلك ان من الضروري عدم إعطاء ذرائع للنظام السوري الجريح والمأزوم لإثارة الاضطرابات والمشاكل الأمنية على الساحة اللبنانية من أجل محاولة تخفيف الضغوط عليه. كما ان من مصلحة لبنان عدم تقديم تسهيلات للسلطات السورية لملاحقة اللاجئين السوريين المقيمين في أراضيه. ثالثاً - تبدي هذه الدول إرتياحها الى كون اللبنانيين في غالبيتهم الواسعة يؤيدون الشعب السوري المحتج ويدعمون بوسائل متنوعة مطالبه، وكون القوى الإستقلالية تمتنع عن إرسال الأسلحة الى المحتجين إستناداً الى تأكيدات المسؤولين اللبنانيين أنفسهم، لكنها ترى في المقابل ان الخائفين حركة الإحتجاج والقلقين من تداعيات سقوط نظام الأسد على لبنان أو على بعض فئاته يجهلون الحقائق ويتجاهلون مسار العلاقات بين هذين البلدين طوال السنوات الماضية".
وأورد المسؤول الغربي في هذا المجال الحقائق والوقائع الآتية:
أولاً - الإنتفاضة السورية ليست وليدة مؤامرة خارجية بل انها حركة شعبية سلمية أصيلة تعكس تطلعات السوريين المشروعة الى التحرر من نظام متسلط ومن القبضة الأمنية المشددة من أجل إقامة نظام ديموقراطي تعددي عادل طال إنتظاره. وهذه الإنتفاضة ليست خاضعة لهيمنة الإسلاميين المتشددين بل انها حركة شعبية تضم مواطنين من مختلف الطوائف والإتجاهات وتريد إقامة دولة مدنية ديموقراطية تنسجم مع تاريخ سوريا التي شهدت دوماً تعايشاً وتعاوناً بين المسلمين والمسيحيين.
ثانياً - هذه الإنتفاضة تحمل مشروع سلام في الداخل والخارج إذ انها تهدف أساساَ الى تركيز الجهود على إعادة بناء سوريا وتحسين أوضاعها في مختلف المجالات والخروج من إستراتيجية المواجهة بالتحالف مع إيران وتطوير علاقات التعاون مع الدول العربية والغربية عموماً والإمتناع عن التدخل سلباً في شؤون لبنان ودول أخرى.
ثالثاً - لبنان بكل طوائفه وفئاته سيكون الرابح الأكبر من قيام نظام ديموقراطي جديد في سوريا يتخلى عن نزعة الهيمنة والتسلط والتوسع ويحترم فعلاً إستقلال هذا البلد وسيادته ويبني معه علاقات طبيعية قوية تقوم على أساس الندية والمساواة وتؤمن المصالح الحيوية المشروعة للشعبين وتشمل التوقف عن إستخدام الأرض اللبنانية ساحة مواجهة مفتوحة مع إسرائيل خدمة للمصالح السورية والإيرانية أو ورقة مساومة مع الدول الكبرى. وليس ممكناً أن تضمن طائفة معينة مصالحها وحقوقها المشروعة إذا كان لبنان خاضعاً لنظام سوري يرفض بطبيعته وعقيدته وتوجهاته أن يكون هذا البلد مستقلاً عنه ويتمتع بسيادة حقيقية على أراضيه وقراراته وتوجهاته. وقال لنا خبير فرنسي في شؤون الحركات الإسلامية: "الحقيقة الأساسية هي أن السنة المعتدلين في لبنان والعالم العربي هم الذين يقودون الحرب الحقيقية على تنظيم "القاعدة" والإسلاميين المتشددين المؤمنين بالعنف والرافضين التعايش سلمياً مع المسيحيين، وقت دعم نظام الأسد الجهاديين المسلمين وأرسل الآلاف منهم الى العراق ودعم كذلك تنظيم "فتح الإسلام" المتشدد والذي أحبط الجيش اللبناني في معركة مخيم نهر البارد وبدعم من حكومة فؤاد السنيورة مخططاته لتفجير الأوضاع الأمنية في لبنان ولمحاربة المسيحيين".

عبد الكريم أبو النصر 

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,930,979

عدد الزوار: 7,651,278

المتواجدون الآن: 0