من طهران إلى بغداد لوحة مفارقات

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 أيلول 2011 - 7:54 ص    عدد الزيارات 565    التعليقات 0

        

هاني فحص
في مؤتمر (الصحوة) في طهران في 7/9/2011، انتظرنا ان يقدم أحد نقداً موضوعياً للمرحلة السابقة من «الصحوة» التي بدأت في طهران (1978) لكنها انتهت الى القاعدة وطالبان ومشتقاتهما، مع ملاحظتنا على الأداء الايراني في ما يعود الى العملية السياسية والتنمية والديموقراطية، ومع الوقوف ملياً على أخطر منتجات تلك المرحلة، من فتن متفرقة وفتنة كبرى تلوح في الأفق بين السنة والشيعة، كما لم يحدث في كل تاريخنا، والتي نراها أشد وطأً من أي مؤامرة خارجية وحتى من اسرائيل، ونرجو أن يوفق «العقلاء» الى تفاديها، بدءاً من العراق، لأنه أصبح بالعمد واللامبالاة، مؤهلاً، ولأسباب داخلية متناغمة مع دور الأنظمة القريبة والبعيدة، ودور أطراف الاسلام السياسي داخل العراق وخارجه (السلبي) علماً أن أسباب الخراب في داخلنا تعادل أو تفوق أسباب الخراب الذي يأتينا من واشنطن ورفيقاتها.
هل قرر الاسلام السياسي، الحاكم والمحكوم على أهبة أن يحكم، وأن يعتمد التضليل والتجاهل والكيل بمكيالين، كالحركة القومية والأممية؟ حتى أن جميع المتكلمين في اليوم الأول للمؤتمر تجاهلوا ما يحدث في سوريا (سنيهم وشيعيهم) إلا الشيخ جمال قطب من مصر، الذي أضاف سوريا بشكل خاطف، ولم يأت على ذكر البحرين إلا شيعة المؤتمر!!!
وعلى ذكر الحركة القومية وأنظمتها التي حكمتنا من موقع العداء الظاهري والتحالف مع هامش للخلاف، مع واشنطن وأخواتها وربيبتها اسرائيل... ربما كان ينبغي التذكير بأنه منذ ثلث قرن تبخرت الوحدة والحرية والاشتراكية من خطابها، وبقيت لفظة فلسطين من أجل استخدامها ضد شعبها وقواه الفاعلة، ومن أجل تفتيت الشعب ومصادرة القرار الفلسطيني وبيعه لإسرائيل وحلفائها في الوقت الذي يناسب اسرائيل. واذا كانت روسيا «على باب الله» من ليبيا الى غيرها، وضد الشعوب دائماً، فهل شارفت الحركات الاسلامية وأحزابها وحكامها هذا المصير البائس؟ بعدما حملت ما كانت ضدها وكانت ضده من الشعارات القومية العربية والأممية «الخادعة والمخدوعة» وشاركت في وصوليتها بقايا الحركات الآفلة، وكأنها تعيد التجربة ذاتها، حتى بدا الفشل الذي دمر السودان، والذي يهدد بتدمير العراق، وكأنه تكرار مشوّه لتاريخ قبيح!
لعل هذا ما يدعو أمثالي من القلقين على العراق بعد ما علقوه بفرح فلم يروا إلا الفواجع، أن يراجعوا أفكارهم ويرتبوا علاقاتهم بشكل يمنع احتسابهم من الراضين على الفشل العراقي (الوطني والاسلامي والشيعي) في بناء الدولة الجامعة المستقلة والوطن الحر العامر، الذي يملك ثروته وينميها ولا يسمح بأن يبددها الفاسدون.
بناء على نداء الضمير والشعور بالخيبة ونفاد صبرنا بعد نفاد صبر العراقيين «نستأذن الطبقة السياسية العراقية، بكل ألوانها في أن نفكر بقطيعة كاملة معها، وندعو لذلك، وأن نحب العراق المفجوع من منازلنا، ونكتفي برؤيته محرراً من بعيد» حتى لا نرى عن كثب عراقنا وهو يخسر من حريته ويبدد ثروته ويخاف على وحدته... على ان الإنصاف يقتضي أن نميز في السلبية بين المعارضة من داخل السلطة وخارجها وبين الفريق المستحكم على حساب الوفاق والحيوية والنمو، وتحويل المصرّ الى خدمة القصر.
ولا أنسى حوزة النجف التي بلغني ان 500 مليون دولار خصصت للاحتفاء بها عاصمة ثقافية، وأنا أعرف ان حوزة قم قد بنت وشغلت حتى الآن سبع جامعات تمنح أعلى الشهادات الى نهوض الحوزة التقليدية ذاتها، ولم تتكلف ما يساوي خمس المبلغ المذكور مع الهدر المحتمل! لماذا نقلد ايران في كل ما لا ينبغي تقليده، ولا نقلدها في هذا الشأن العظيم؟

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,930,444

عدد الزوار: 7,651,252

المتواجدون الآن: 0