الأقليات في تركيا تحت سقف المواطنة

تاريخ الإضافة السبت 24 كانون الأول 2011 - 5:21 ص    عدد الزيارات 653    التعليقات 0

        

الأقليات في تركيا تحت سقف المواطنة

 


مأمون كيوان()

هناك عدد من الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية في المجتمع التركي مثل: العلويين واليهود واليونانيين والأرمن والسريان والكلدان والأكراد والعرب واللاز والشركس والكرج. وهنالك أقليات عرقية دينية مثل: الألبان والروس والألمان والأستونيين. ومجموعات عرقية من آسيا الوسطى مثل: الأوزبك والقرغيز والتتار والأيغور والأذريين وغيرهم. وهنك أقليات عرقية-قومية مثل: الأكراد والعرب.
يتوزع العلويون في تركيا على ثلاثة أعراق: العرب والأكراد والأتراك. ويطلق على العلويين العرب اسم النصيرين. يتواجد معظمهم في لواء إسكندرون أو إقليم هاتاي - حسب التسمية التركية- فيما يتواجد آخرون في أضنة ومرسين، إضافة إلى اسطنبول وأنقرة. ولغتهم الأم العربية. ويقدر عدد العلويين الأكراد بنحو 4 ملايين نسمة يتواجدون في محافظات وسط وجنوب شرق الأناضول ولاسيما في بينغول وتونجيلي وسيواس وبوزغات وغيرها. ويتكلم العلويون الأكراد اللغة الكردية كما يتكلم قسم منهم الزازانية. أما العلويون الأتراك فيقدر عددهم بنحو 18 مليون نسمة ، ويطلق عليهم اسم قيزيل باش أي الرأس الأحمر ويتواجدون بكثافة في المحافظات التالية: سيواس طوقات ويوزغات ونيفشهر تشوروم وأماسيا وقهرمان مراش وأرزنجان. ويعتبر العلويون الدعامة الرئيسية للنظام الجمهوري العلماني في تركيا. ولا غرو أن يرفع العلويين في جميع مناسباتهم إلى جانب صورتي حاجي بكتاش والإمام علي بن أبي طالب صورة مصطفى كمال أتاتورك أيضا.
وقد رفض وزير الدولة التركي للشؤون الدينية مصطفى سعيد يازجي اوغلو، مطالب المشاركين في تظاهرة اتحاد الجمعيات العلوية في أنقرة بإلغاء مؤسسة الشؤون الدينية، معتبرا أن هذا المطلب في غاية التطرف. لكنه أبدى تفهم الحكومة التركية لبعض مشاكل العلويين. وهي في حالة تحاور دائم مع ممثليهم بهدف تسويتها. وفي موازاة ذلك، قال رئيس أكبر منظمة علوية في تركيا عز الدين دوغان، إن الطائفة العلوية لا تقبل ولا علاقة لها بمثل هذه الطلبات التي تظهر العلويين كملحدين لا علاقة لهم بالإسلام. والمتظاهرون شيوعيون ماركسيون تعاونوا مع جهات كردية مقربة من منظمة حزب العمال الكردستاني.
وتتجمع أكثرية الشيعة في مناطق الحدود بين روسيا وإيران وتبلغ نسبة عددهم خمساً وسبعين في المائة في مدينة قارص وتسعين بالمائة في مدينة اغدر، ومائة بالمائة في بعض الأقضية والقرى الأخرى، ولهم في مدينة قارص مسجدان وفي اغدر أكثر من ستة مساجد. ومع أن عددهم في مدينة أزمير ليس بالكثير فان لهم فيها مسجدين. ومنهم في مدينة أنقرة عدة ألوف. كما يكثر عددهم في اسطنبول ولهم فيها مساجدهم وكذلك يوجد منهم عدد وافر في مدينة بورصة.ويسكن جل الشيعة تقريباً في محافظتين هما كارس وآغري، حيث لهم نشاطاتهم ومساجدهم وعلماؤهم ويوجد عندهم الشيء الكثير من كتب الشيعة المؤلفة باللغة التركية، أو المنقولة إليها، من التفسير وشرح نهج البلاغة، وغيرهما في أصول الدين وعقائد الشيعة والرسائل العملية وغيرها. وهناك جمع غفير من الشيعة المهاجرين من إيران والبلاد الإسلامية الأخرى يبلغ عددهم أكثر من مليون نسمة، جلهم يسكنون في اسطنبول وبعضهم في أنقرة وأزمير وغيرهما من المدن. كما أن أعظم مكتبة للشيعة هي مكتبة الدكتور عبد الباقي كلبناري، في قونية، بجنب مقبرة جلال الدين الرومي، وهي مكتبة ضخمة تحتوي على مائة ألف كتاب باللغات المعروفة في العالم.
وتشير آخر التقديرات إلى أن عدد اليهود في تركيا هو 26 ألف نسمة تتمركز غالبيتهم نحو 15 ألف نسمة- في اسطنبول وخاصة في حي باي أوغلو. فيما يتواجد آخرون في مدن تركية أخرى مثل: أنقرة وأزمير وبورصة. ويعتبر العام 1989 محطة بارزة في تاريخ اليهود الأتراك، حين خرجوا بصورة كاملة إلى العلن من خلال تأسيس ما سمي ب" مركز ال500". بمناسبة مرور خمسمائة سنة على خروجهم من أسبانيا وقدومهم إلى تركيا. وقد شجعهم على ذلك السياسة الانفتاحية التي انتهجها الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال، ورغبته في توطيد العلاقات بين أنقرة وواشنطن من خلال كسب ود اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي دعم اليهود الأتراك. واستطاع اليهود الأتراك إيصال أحد رجال الأعمال اليهود ويدعى جيفي قمحي إلى البرلمان في انتخابات العام 1995 على لائحة حزب الطريق القويم عن دائرة اسطنبول غير أنه استقال من الحزب في العام 1997، بعدما اعترض على النهج الذي اتبعته حكومة نجم الدين أربكان والذي كان حزب الطريق القويم شريكا فيها.
ويقدر عدد اليونانيين في تركيا بنحو 85 ألف نسمة، تنتشر غالبيتهم في اسطنبول وأزمير وأنقرة وطرابزون على البحر الأسود وفي جزر الأمراء وبورغاز. ومازال اليونانيون يقومون بدور مهم في الحركة التجارية في اسطنبول رغم تضاؤل أعدادهم في السنوات الأخيرة. وينتمي اليونانيون الأتراك مذهبيا إلى الكنيسة الأرثوذكسية ومقرها الرئيسي في العالم يقع في منطقة فينير في اسطنبول. ويوجد أقلية صغيرة من اليونانيين الأتراك تنتمي إلى الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية.
وتتراوح أعداد الأرمن في تركيا وفق آخر التقديرات ما بين 50-80 ألف نسمة. يقيم معظمهم في اسطنبول حيث يوجد المقر الرئيسي لبطريركيتهم في منطقة كوم قابي في مقر فرعي في منطقة رومللي حصار، وفروع أخرى في قيصرية وديار بكر والاسكندرون. ويوجد في أنقرة نحو 1000 أرمني يتحدثون اللغة الأرمنية، ويتوزعون على ثلاث كنائس هي: الكنيسة الغريغورية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية الرومية والكنيسة البروتستانتية.
والسريان هم سوريون يدينون بالأرثوذكسية كانوا يقطنون في مناطق قريبة من الحدود السورية مثل: ماردين ونصيبين وميديات وسافور وقيلليت واديل وديار بكر لكنهم هاجروا إلى اسطنبول حيث يقدر عددهم فيها بحوالي 20 ألف نسمة. أما الكلدان فيقارب عددهم 10 آلاف نسمة يقطنون في المناطق المحاذية للحدود السورية-العراقية في تركيا ولاسيما في ماردين وحقاري وسعرت. ويوجد آخرون في ديار بكر وميديات واسطنبول. ويتحدثون اللغة الكلدانية ويتبعون لبابا روما فيما توجد مطرانيتهم في اسطنبول وبطريركهم الأكبر يقيم في الموصل.
ويعتبر الأكراد أكبر مجموعة عرقية في تركيا بعد العرق التركي. ويقدر عدد أكراد تركيا بنحو14 مليون نسمة فيما تخفض التقديرات الرسمية التركية عددهم إلى 7.5 ملايين نسمة. وكان يطلق عليهم لقب "أتراك الجبال" واستمرت هذه التسمية حتى العام 1991 حين أقر رئيس الحكومة حينذاك رئيس الجمهورية لاحقا سليمان ديميريل بوجود واقع كردي.
ويتمركز الأكراد في مناطق الجنوب الشرقي التركي المحاذية لسوريا والعراق وإيران، ولاسيما في محافظات حقاري وفان وأغري وبتليس وموش وديار بكر وأورفة وقارس وماردين وبينغول وغازي عينتاب وملاطية وغيرها. ويتوزع الأكراد في تركيا مذهبيا بين: سنة (70% منهم شافعيون) وعلويون (30%) مع وجود أقلية تقدر بنحو 15 ألف نسمة من اليزيديين. ويتحدثون جميعا اللغة القرمانية. وتنشط في صفوفهم الطرق الدينية الصوفية وفي مقدمتها القادرية والنقشبندية. ويعاني الأكراد في تركيا من عدم اعتراف الدولة التركية بهم كمجموعة عرقية متميزة عن العرق التركي. وبالتالي رفضها منحهم حقوقهم السياسية والثقافية.
لكن لا يعترف بالأقلية العربية في تركيا بوصفها مجموعة متمايزة لغويا أو ثقافيا. وبالتالي لا يحق لأفرادها فتح مدارس خاصة بهم أو التعلم بلغتهم وتأسيس وسائل إعلامية باللغة العربية. وتنتشر الأقلية العربية في مناطق الإسكندرون وماردين وأورفة وسعرت وديار بكر. ويقارب عدد أفرادها بنحو 800 ألف نسمة.
هذاالواقع التعددي-القومي-الأثني
-الديني-المذهبي في تركيا، وفي إطار النموذج الديموقراطي التركي من المفترض عملياً أن يشكل دليلاً على حيوية المجتمع التركي ومتانة نسيجه، فضلاً عن أن الاعتراف بهذه التعددية لا يتناقض مع مفهوم المواطنة بل إن التعددية هي إحدى ركائز العملية الديموقراطية التركية.
() كاتب سوري

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,945,950

عدد الزوار: 7,651,785

المتواجدون الآن: 0