الأمن الهش في لبنان... إلى متى؟

تاريخ الإضافة الجمعة 30 كانون الأول 2011 - 6:20 ص    عدد الزيارات 469    التعليقات 0

        

الأمن الهش في لبنان... إلى متى؟

سركيس نعوم

 

في لبنان مشكلات كبيرة ومزمنة تحتاج الى حلول. بعضها اقتصادي واجتماعي ومالي، وبعضها سياسي وطائفي ومذهبي وأخلاقي، وبعضها انمائي. لكن الحلول لها بقيت غائبة على رغم انقضاء السنوات والعقود. ويبدو ان غيابها قد يطول لأن أسباب نشوئها لا تزال قائمة، مثل غياب الدولة فعلياً منذ نحو 36 سنة على رغم الاستمرار الشكلي لمؤسساتها. ومثل انقسام اللبنانيين شعوباً متناحرة دائماً اما باسم الدين، واما باسم المذهب، واما باسم العشيرة والقبيلة، واما باسم الزعامة السياسية والإقطاعية ودائماً باسم الفساد.
طبعاً تثير المشكلات المشار اليها قلق اللبنانيين على تنوع انتماءاتهم. لكن ما يثير قلقهم اكثر، وخصوصاً في المرحلة الراهنة، اي مرحلة الربيع العربي والثورة الشعبية السورية وتصدي النظام لها بعنف شديد، الاستقرار الأمني الذي "ينعمون" به على هشاشته وعلى سهولة اضعافه بل ازالته. فهل يتزعزع هذا الاستقرار؟
عن هذا السؤال أجاب اسلاميون عرب ولبنانيون، وقد توجهنا اليهم به كونهم والفريق الآخر الذي يقوده "حزب الله" يمثلون حالياً طرفي الصراع الدائر في المنطقة والمرشح للاتساع، اجابوا أن زعزعة الأمن في لبنان أمر ممكن. لكن الأطراف اللبنانيين الأساسيين يشعرون كلهم في هذه المرحلة أن سفك دماء مواطنيهم، إن حصل، سيكون مجانياً. اما اذا احتاج نظام سوريا، جارة لبنان وشقيقته، الى مساندة من حلفائه اللبنانيين لمواجهة أعدائه اللبنانيين على ارضهم التي يعتقد أنهم يستعملونها لمساعدة الثوار السوريين، فان حلفاءه في لبنان وقائدهم "حزب الله" لا يستطيعون أن يرفضوا طلبه. ذلك أنهم مدينون له بالكثير منذ النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي. كما أن "الحزب" ومؤسسته ايران الاسلامية مدينان له بالكثير، ومنذ عام 1980 عندما وقف الى جانب القيادة الايرانية الخمينية في مواجهة حرب نظام الراحل صدام حسين على بلادها وشعبها. الا أن التجاوب مع النظام السوري لا يعني أبداً تجاوز "الحزب" أسس علاقته مع ايران وقواعدها. فهو له حيثية مهمة فيها، وقيادتها تكلفه احياناً المساهمة في حل مشكلات تؤرقها خارج لبنان. وقد فعل ذلك في العراق، عندما قام بمساع حميدة ناجحة بين السيد مقتدى الصدر وطهران بعدما كانت علاقتهما وصلت الى نقطة الخلاف بل الصدام. وتمثّل النجاح بعودته من جديد الى فيء الخيمة الايرانية في العراق وخارجه. ومن القواعد والأسس المشار اليها قبل قليل هو عدم استعمال "حزب الله" ترسانته العسكرية الضخمة، التي توازي بأجزاء منها ترسانات الجيوش (صواريخ متنوعة فضلاً عن اسلحة لم يُعلن عنها في لبنان)، في اثناء مساعدته سوريا نظام الاسد داخل لبنان، اذا طلبت ذلك منه. اولاً لأن الوضع اللبناني المعادي بأطرافه كلهم لا يحتاج الى نوعية السلاح المذكور. ثانياً، لأن السلاح الثقيل للحزب على تنوعه، لا يستعمل الا دفاعاً عن ايران أو عن الحزب وسوريا اذا استهدفتهما أو استهدفت احدهما اسرائيل. وبذلك يكون "الحزب" يدافع عن حليفته ايران وعن ايديولوجيتها وسياستها الاقليمية وانجازاتها. فالسلاح المذكور ايراني وهو في حماية "الحرس الثوري" الايراني مباشرة. ومهمته الأولى الدفاع عن ايران اذا هاجمتها اسرائيل.
متى تحتاج سوريا النظام الى مساعدة "الحزب"؟ لا احد يعرف، لكن الموعد لم يعد بعيداً في رأي الاسلاميين العرب واللبنانيين أنفسهم. علماً أن معلوماتهم تشير الى حوادث مقلقة عدة حصلت وتحصل في أكثر من منطقة. لكنها تُخفى عن الاعلام كي لا يتداولها، حرصاً على الاستقرار الأمني الهش. كما أن عدم القدرة الرسمية والعملية على التصدي لها يجعل الصمت عنها سيد الأحكام.
ماذا عن الجنوب وأمنه؟
ما يجري في الجنوب مقلق، يجيب الاسلاميون العرب واللبنانيون انفسهم. فهناك اطلاق صواريخ عشوائياً على اسرائيل. وهناك تعدٍ على قوة الطوارئ الدولية. وكثير من ذلك له علاقة ما مباشرة او غير مباشرة بـ"الحزب" او براعييه الاقليميين. وهناك "تعاون" بين مقاومة "الحزب" والجيش داخل منطقة "القوة الدولية" وخارجها. ولا بد أن يؤدي ذلك يوماً سواء بنتيجة خطأ او مصادفة أو قرار محسوب الى حرب اسرائيلية على لبنان قد لا تكون مثل سابقتها. ذلك أن اسرائيل ستستعمل معها كل قوتها مُركّزة على مناطق محددة وليس على لبنان كله، في مقدمها الجنوب. وقد يتأثر "الحزب" بهذه الحرب. "ونحن لا نريد ذلك ابداً".

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,939,182

عدد الزوار: 7,651,595

المتواجدون الآن: 1