لبنان: الرويسات مجمع "ضاحيوي" مصغّر على كتف جديدة المتن

تاريخ الإضافة السبت 24 آذار 2012 - 6:06 ص    عدد الزيارات 815    التعليقات 0

        

 
عباس الصباغ

الرويسات مجمع "ضاحيوي" مصغّر على كتف جديدة المتن

قطنها العرب الرحّل قبل أن يتوافد إليها بقاعيّون وجنوبيّون

 

في أطراف الجديدة تتربّع الرويسات على مساحة 120 دونماً، كانت قبل عقود قليلة احراجاً يقصدها المتنزهون من مناطق عدة.منطقة الرويسات اضحت اليوم اقرب الى ضاحية جنوبية، على تلة تتسلقها المنازل المتلاصقة، منازل بنى معظمها وافدون من البقاع والجنوب، انضموا الى من سبقهم من العرب والبدو الرحل...

هؤلاء قصدوا الرويسات منتصف الخمسينات، وانضم اليهم آخرون من البقاع، وبعض القرى الجنوبية، واصبحوا يشكلون مجتمعا يحكمه نمط حياة لا يختلف كثيرا عن نظيره في الضاحتين الجنوبية والشمالية لبيروت. ما بين الحين والآخر تحتل رويسات الجديدة مساحة لا بأس بها في الاعلام، لتظهر اشكالات محدودة على خلفية انشطة حزبية، غالبا ما تكون لـ"حزب الله"، ولعل ابرزها المسيرات العاشورائية، التي يعترض عليها بعض الاحزاب المسيحية في المنطقة. ولعل الإشكال الاكثر اثارة حصل قبل ثلاث سنوات، عندما نظم "حزب الله" ندوة في مدرسة الحكمة الجديدة. حينذاك اعترض حزبا الكتائب و"القوات اللبنانية" على اقامة الندوة على وقع الانقسام الحاد الذي كان قائما في البلاد. مرت المناسبة، وعادت الامور الى نصابها، لكن في الرويسات تظهر احيانا اشكالات من نوع آخر، تتمثل في مناكفات محدودة ما بين اشخاص وسكان من العرب، يقيمون في "شارع العرب" في الرويسات.

 

شوارع بمنازل متلاصقة
 

تتبع الرويسات اداريا بلدية جديدة المتن، وتقسم الى 5 شوارع، تعرف بأرقامها من الشارع الاول وصولا الى الشارع الخامس، وهي شوارع متوازية تنتشر على جوانبها مئات المنازل (نحو 2200 وحدة سكنية). معظم هذه المنازل مؤلف من طبقة واحدة او طبقتين، بعضها عرف "النمو" في فترات عدم الاستقرار ما استدعى تدخل القوى الامنية، التي تعمل على منع البناء غير المشروع، وتنظم دوريا محاضر الضبط في حق المخالفين. علما ان وتيرة البناء غير المشروع محدودة في الرويسات، مقارنة مع مناطق لبنانية اخرى تشهد فورة في البناء غير المشروع، خصوصا في الاعوام الخمسة الفائتة.
المقيمون في الرويسات اشتروا العقارات من السكان الاصليين، الذين غادر معظمهم المنطقة، باستثناء عوائل قليلة لا تزال تقيم هناك. ومن المقيمين من وضع يده على بعض العقارات، علما ان مشروعا عقاريا كان اعده عدد من المستثمرين، ابرزهم جبريل صوايا، اوائل الخمسينات من القرن الفائت واسسوا شركة من 14 شريكا لاقامة "الرابية". لكن خلافات بين هؤلاء الشركاء احبطت المشروع فعمد بعضهم الى بيع نحو 1000 متر مربع للعرب الرحل، الذين بدورهم اقاموا في المنطقة في بيوت صغيرة وخيم، وواصلوا اهتمامهم بتربية الماشية والابقار، وكانوا يقصدون الحرج لرعي ابقارهم. ولاحقا باعوا حصصا في عقاراتهم لوافدين من البقاع، ومع مرور الزمن ازداد عدد الوافدين، وبدأت المنطقة تعرف "ازدهاراً" سكانياً، وخصوصاً في ثمانينات وتسعينيات القرن الفائت.

 

البلدية: خدمات
جيدة للمنطقة
 

بلدية الجديدة تقوم بواجباتها تجاه الرويسات، علماً أن غالبية المقيمين فيها لا يصوتون في الجديدة، عدا اعداد قليلة نقلت نفوسها الى المنطقة.
الشوارع في الرويسات تنعم بالإنارة، وتواظب البلدية على رفع النفايات وتقديم الخدمات لهذه المنطقة، لكن للمواطنين شكاوى عدة، أبرزها انقطاع المياه، ما يجبرهم على شرائها من أصحاب الصهاريج أسوة بغالبية اللبنانيين. ويلاحظ المواطنون أن وتيرة اهتمام البلدية بالمنطقة ترتفع في مواسم الانتخابات، ما يدفع الأحزاب الى ملء هذا الفراغ الخدماتي، ومن أبرز الأحزاب في الرويسات "حزب الله" وحركة "امل"، اضافة الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ووحود ضعيف لحزب "البعث العربي الاشتراكي".
رئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة يشير الى قيام البلدية بتزفيت الشوارع الرئيسية والفرعية في الرويسات، وكذلك امداد المجاري الصحية"، ويشير الى أن هناك قسماً ضئيلاً يدفع الرسوم للبلدية، لكنه ينفي حدوث أي إشكالات أمنية لافتة في المنطقة ويوضح: "هناك تفاهم مع أبناء المنطقة، ونعقد لقاءات كلما اقتضت الحاجة، وحتى مسيرات عاشوراء هناك تفاهم على تنظيمها في شكل يمنع حصول أي إشكال مع محيط الرويسات".
ويشير جبارة الى أن "هناك منطقة في الرويسات بحاجة الى تدعيم، لانها تهدد السلامة العامة. من اجل ذلك وضعنا دفتر شروط، وهناك تلزيم قريب لمجلس الانماء والاعمار لحماية هذه المنطقة". ويلفت الى ان بعض السكان يسددون الرسوم البلدية. أما عن طبيعة العقارات والمباني في الرويسات فيقول: "هناك مبان غير شرعية، ظهرت منذ سنوات عدة لكن قوى الامن الداخلي تعمل على منع البناء غير المشروع وتقوم بالاجراءات اللازمة". من جهة ثانية يرى جبارة ان الحل الوحيد للمنطقة يكمن في انشاء شركة عقارية تعمل على بناء مساكن شعبية للمقيمين، ما يسمح بتنظيم جيد يحد من الفوضى الحالية. ويذكر ان عددا من المقيمين في الرويسات موظفون في البلدية ومنهم من امضى عقودا عدة في عمله هذا.

المولى: البلدية ممتازة
ولا مشكلات
 

غالبا ما يتذمر المواطنون من تردي الخدمات التي تقدمها البلديات، لكن في الرويسات يثني الشيخ علي المولى على تقديمات البلدية للرويسات، ويعدد المشاريع المنجزة سواء بالتعاون معها منذ انتخاب الرئيس الحالي او بمبادرات من المتابعين لشؤون المنطقة، وينفي اي اشكالات مع المحيط، وخصوصا مع الجيران المسيحيين "لان كل مصالح اهل الرويسات مع محيطهم والعكس صحيح".
اما عن اوضاع الرويسات وتاريخها فيوجز المولى "المنطقة كان يقصدها العرب الرحل والبدو منذ اكثر من عشرة عقود، وتدل القبور في جبانة المنطقة الى هذا التاريخ. ومع مرور الزمن بدأ مواطنون من البقاع يتوافدون الى الرويسات، مذكرا بأن السكان العرب والبدو قد شملهم مرسوم التجنيس في العام 1994. وهناك نحو 1500 ناخب في منطقة المتن، وبعضهم في البقاع". اما عن مشكلات المنطقة فيوضح "المشكلة الاساسية تكمن في ارتفاع عدد السكان على بقعة جغرافية محدودة، فيها نحو 2200 وحدة سكنية معظمها منازل صغيرة، من غرفة او غرفتين، ما يدفع اصحابها الى تقسيمها بهدف احتواء الزيادة السكانية. بمعنى انه في حالات الزواج لافراد من عائلات مقيمة في منازل صغيرة، لا يكون الحل الا بتقسيم المنزل ما بين العائلة والابن المتزوج، وهناك طريق آخر يسلكه البعض عبر بناء غرفة على سطح المنزل".
ويشير المولى الى ان مشكلات المنطقة عادية، لان انقطاع المياه او الكهرباء يدخل ضمن الازمة العامة التي يعيشها لبنان، اما شبكات الهاتف والكهرباء والمياه فيلفت الى تحديث هذه الشبكات منذ مدة طويلة.

 

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,964,759

عدد الزوار: 7,652,351

المتواجدون الآن: 0