ليبقى الوطن أولاً

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 أيار 2009 - 2:03 م    عدد الزيارات 712    التعليقات 0

        

الشيخ خلدون عريمط
في مثل هذه الأيام، ومنذ عشرين عاماً، وفي منتصف شهر ايار، استهدفت المرجعية الدينية للمسلمين في لبنان، باستشهاد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد رحمه الله والاغتيال لم يكن عادياً، وانما كان اغتيالا سياسياً للدور الاسلامي والوطني العربي الحضاري الذي جسده المفتي الشهيد خلال مسيرته الوطنية، ويمكن القول انه كان محاولة لاغتيال مشروع الدولة ومؤسساتها الدستورية، التي كانت تحاول النهوض من بين انقاض الحروب العبثية، ومن براثن امراء الميليشيات الذين كانوا آنذاك يبسطون سيطرتهم على الاحياء والمناطق، كل من منظوره وحساباته الضيقة. كثيراً ما كان المفتي الشهيد يردد في مواقفه اليومية ان المسلمين في لبنان يرفضون دويلات الامر الواقع، ويراهنون على مشروع الدولة وبسط سيطرتها على كافة المناطق اللبنانية، وما اشبه اليوم بالبارحة. لقد استهدفت المرجعية الدينية وهي تدافع عن مشروع الدولة، واستشهدت المرجعية السياسية الوطنية، المجسدة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي تعمل لمشروع الدولة. وكأن قدر المسلمين، وخاصة اهل السنة والجماعة منهم، كانوا ولا زالوا، ومنذ الف واربعمئة عام، يستشهدون دفاعاً عن فكرة بناء الدولة، وعن مشروع وحدة الأمة في مواجهة دويلات الفرق والطوائف والمناطق، وها هم اليوم يخوضون معاركهم السياسية والاقتصادية والاعلامية للحفاظ على وحدة المجتمع، وتوحيد الوطن ليكون في خدمة الجماعة، لا المجموعة، وفي خدمة الامة لا في سبيل فئة عرفية أو مذهبية أو مناطقية هنا او هناك. انها رسالة المسلمين، ودورهم الوطني الجامع على مدى تاريخهم الطويل، ومن ادل ذلك فانهم يستهدفون، من اعداء الداخل والخارج الذين ما زالوا يراهنون على مشاريع الدويلات المذهبية والطائفية، وحتى العرقية، لاعطاء مبرر لاقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين، ارض الجماعة، وارض الأمة المستهدفة بتاريخها، ووجودها، ورجالاتها العظام.
المشروع السياسي والديني، الذي جسده المفتي الشهيد، بوحدة الوطن، وبالعيش المشترك، وبإقامة الدولة القوية العادلة، والذي سعى الى تحقيقه الرئيس الشهيد ورفاقه من القيادات اللبنانية، ما زال مستهدفا من قوى اقليمية ومحلية، المهم من بعد كل هذه الآلام والعذابات والاستهدافات ان لا تسقط القضية، وان لا يتراجع مشروع الدولة، وأن تستكمل المسيرة، مسيرة البناء، والاعمار، التي يقودها الخيرون في هذا الوطن، وفي مقدمهم حامل الامانة النائب سعد الحريري، ومن معه من الرجال الذين نذروا انفسهم لمعرفة الحقيقة، وإقامة العدالة، وبناء الدولة لتعيش الأجيال المقبلة في هذا الوطن الصغير، بأمن وسلام، وليكون التنوع اللبناني نموذجاً لبناء الوطن العربي الكبير، في هذه المنطقة من العالم.
في ذكرى استشهاد المفتي الشهيد حسن خالد تتلاقى الذكريات مع الآلام، وتنفتح جروحات الذين استشهدوا من ابناء هذا الوطن، لبناء الدولة التي تحمي مواطنيها، وترعى حقوقهم بالعدل والانصاف.
أيها المفتي الشهيد، عشرون عاما مضت، وما زالت دويلات الامر الواقع التي رفضتها، تعيق مشروع بناء الدولة، وما زالت القضية هي القضية، والرسالة هي الرسالة، وما زال الذين جاؤوا من بعدك وحملوا مشعل المسيرة مستمرين على النهج منهم من سقط شهيداً، ومنهم ما زال حاملاً لمشعل الحرية، والعدالة، والعروبة الحضارية الانسانية، وما بدلوا تبديلاً.
حسبك ايها المفتي الشهيد انك، ستتعانق في جنة الخلد مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن معه من الخيرين، لتكونوا شهداء على الناس، وشاهدين على حقيقة الظلم والعدوان، الذي تعرض له الناس الطيبين في لبنان، وفلسطين، والعراق، والكثير الكثير من بلاد العرب والمسلمين.
نم قرير العين ايها المفتي الشهيد، فأبناؤك والمحبون لك، ما زالوا كما عهدتهم، مؤمنون بنصر الله، وبتحرير فلسطين، وبحقهم في اقامة السيادة والعدالة والمساواة والحرية، للمسلمين واللبنانيين، ولكل بلاد العرب والاسلام.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,390,163

عدد الزوار: 7,630,677

المتواجدون الآن: 0