بوش على الطريقة الفرنسية

تاريخ الإضافة الأحد 10 شباط 2013 - 5:57 ص    عدد الزيارات 647    التعليقات 0

        

بوش على الطريقة الفرنسية
بقلم تزفيتان تودوروف .."ليبراسيون" – ترجمة نسرين ناضر

 

يقودنا التدخّل العسكري الفرنسي في مالي الذي بدأ منذ 11 كانون الثاني الماضي، إلى طرح السؤال الآتي: ما هي الأيديولوجيا التي تقف خلف قرار التدخّل؟ وهل نحن أمام نوع من ايديولوجيا المحافظين الجدد التي استُخدِمَت مبرّراً للحروب السابقة التي شُنَّت ضد بلدان إسلامية (العراق، أفغانستان، ليبيا)؟
هذه الايديولوجيا عقيدةٌ سياسية طُوِّرَت في الولايات المتحدة غداة هجمات 11 أيلول 2001. على الرغم من التسمية التي أصبحت شائعة، لا علاقة لها بالمحافظين. بل تستند إلى الفكرة التي تعتبر أنه يجب التدخّل عن طريق القوّة في بلدان أخرى لاستئصال الشر وفرض الخير؛ وتحديداً للدفاع عن المثال الأعلى الديموقراطي وحقوق الإنسان. أو كما كان الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش يقول، من أجل جعل الحرية تنتصر على أعدائها، في السياسة كما في الاقتصاد.
التبريرات التي يُقدّمها حكّام البلدان الغربية لشرح تدخّلاتهم العسكرية الأخيرة ليست بالضرورة الأسباب الحقيقية. فهذه الأسباب يمكن أن تكون مرتبطة بمعطيات أخرى اقتصادية أو استراتيجية أو بالسياسة الداخلية.
حظي التدخّل الفرنسي في مالي في البداية بتبرير مزدوج. الأول هو الطلب الصريح الذي وجّهه الحكّام في مالي للدفاع عنهم في وجه عدوان خارجي يشنّه الإسلاميون الذين سيطروا على شمال البلاد وكانوا يتّجهون أيضاً للاستيلاء على الجنوب. أردنا تلبية نداء بلد حليف، وتالياً النهوض بالتزاماتنا التعاقدية، وهذا لا يصب في خانة ايديولوجيا المحافظين الجدد.
التبرير الثاني هو الحؤول دون تحوّل الساحل بكامله قاعدة لأعمال إرهابية موجّهة ضد أوروبا، وتالياً فرنسا. هذا السبب مرتبط بالدفاع عن النفس، إنها ضربة وقائية الهدف منها قطع الطريق أمام وقوع اعتداءات جديدة. هذه هي النظرية.
أما على الصعيد العملي فيُطرَح السؤال الآتي: هل سيطرة الإسلاميين على السلطة تشكّل فعلاً "تهديداً لأوروبا"، بحسب تعبير أنغيلا ميركل؟ وإذا كانت كذلك، فلماذا فرنسا هي البلد الوحيد الذي تدخّل في مالي؟ سأل وزيرا الخارجية الإسباني والألماني نظيرهما الفرنسي خلال جلسة استثنائية عُقدِت في بروكسل في 17 كانون الثاني الماضي: ما هو "الهدف الحقيقي" وراء تدخلّكم؟ فأجاب وزير الخارجية الفرنسي الذي شعر بلا شك بشيء من الانزعاج "وقْف الإرهابيين"، لكنه سارع إلى الإضافة "اجتثاث منابع الإرهاب"، مصطفاً بذلك تحت راية المحافظين الجديد. حتى لو افترضنا أننا نعرف هذه المنابع بدقّة، فإن القضاء عليها يفترض مسبقاً السيطرة على أرض شاسعة وإعادة بناء المجتمع في مالي، وتالياً نشر جيش احتلال لفترة غير محدّدة.
في الأسابيع المقبلة، سنحصل على الجواب عن سؤالنا الأول. فإما يكتفي الجيش الفرنسي بمنع تقدّم المتمرّدين وإضعافهم عسكرياً، وإما ينخرط في عملية تهدف إلى إجراء تحوّل عميق في المجتمع في مالي للقضاء على "منابع الإرهاب". إذا كان المتمرِّدون يشكّلون تهديداً حقيقياً لأوروبا أو للبلدان الأفريقية المجاورة، فيجب أن يحاربهم جميع هؤلاء وليس فقط القوّة الاستعمارية القديمة الوحيدة. عندما نسعى إلى فرض الخير عن طريق القوة، نواجه خطر استخدام دواء أسوأ من المرض.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,891,722

عدد الزوار: 7,649,566

المتواجدون الآن: 1