كتب كريستوف باربييه: "استقالة البابا بينيديكتوس السادس عشر تثير الاحترام لأنها تأتي من جانب سلطة روحية مستوحاة من الروح القدس. فالاستقالة خطوة تنتمي الى عالم الأرض وتتطلب مساراً ثقافياً وفلسفياً، ولا بد أن البابا درسها  جيداً قبل ان يتخذ قراره، وعلى رغم ذلك فقد شكلت مفاجأة حقيقية لأنها جاءت من شخصية شديدة التمسك بالتقاليد وغير عصرية. من هنا ان قرارالاستقالة بحد ذاته جريء ويأتي بعد مرور ثماني  سنوات على توليه البابوية حيث كانت الجرأة التحديثية نادرة... يبدو ان الكنيسة الكاثوليكية والبابوية ليستا على ما يرام، إذ تسود الشكوك العالم الكاثوليكي الذي يبدو متقدماً في السن وتكثر فيه التساؤلات. وبالنسبة الى البعض فان قرار البابا التخلي عن منصبه الآن هو دليل على الاحباط وعن التخلي عنهم".

 

 كتب جون هوبر: "الاعلان المفاجىء عن استقالة البابا بينيديكتوس السادس عشر وضع حداً لثماني سنوات بابوية تعيسة وعاصفة.  لقد وصل جوزف راتسينغر الى أعلى منصب في الكنيسة الكاثوليكية حاملاً سمعته مثقفا محافظا. لكن جميع الرسائل التي حاول نقلها تبددت عبر المشاكل التي أثارها هو نفسه، والغضب الذي أثاره في أوروبا  في شأن حوداث التحرش الجنسي التي ارتكبها الاكليروس الكاثوليكي.  وخيمت فضائح التحرش الجنسي على السنوات الثماني لتوليه زعامة العالم الكاثوليكي وانتشرت الاخبار عن حوادث التحرش الجنسي في القارة الأوروبية بأسرها وخصوصا في النمسا وبلجيكا والنروج وألمانيا. ومن بين هذه الحوادث واحدة تتعلق بالبابا نفسه عندما كان رئيساً لأساقفة ميونيخ، حين سمح لأحد الأساقفة المتهمين بالتحرش الجنسي بالعودة الى ممارسة مهماته الأسقفية... عام 2006 شكل كلام البابا في محاضرة القاها اساءة الى المسلمين، كما أغضب الأميركيين اللاتينيين عندما قال ان الاستعمار لم يفرض عليهم ثقافة اجنبية، واثار غضب اليهود في اكثر من مناسبة".

 

"فاجأ اعلان البابا عن استقالته بعد مرور ثماني سنوات على توليه منصبه، لكن هذه الخطوة تبدو مطابقة لشخصية البابا الألماني... فقد ورث من تجربته في ظل النظام النازي التوتاليتاري نظرة بالغة التشاؤم الى العالم والانسان، وكان مهجوساً بصورة خاصة بمستقبل المسيحية في الغرب".