في الصحافة العالميّة - المواجهة مع الإسلاميين من مصر إلى تونس

كتب ميشال تاليك: "تقف تونس مرة أخرى أمام مفترق طرق بين المسار الديموقراطي أو الديكتاتورية الدينية التي فرضها الإخوان المسلمون من حزب النهضة. وقد تسارع هذا المسار مع اغتيال النائب محمد البراهمي مؤسس اليسار الوطني التونسي، وكان هذا الاغتيال السياسي الثاني منذ بداية 2013 بعد اغتيال المحامي شكري بلعيد رئيس الجبهة الشعبية التونسية... يتهم المقربون من البراهمي وبلعيد حزب النهضة وزعيمه الشيخ راشد الغنوشي بأنهما وراء الاغتيالات السياسية للشخصيات الديموقراطية. والمعروف عن الغنوشي الرجل القوي في تونس منذ وصول حزب النهضة الى الحكم في 2011 ان له علاقات قوية مع جبهة الانقاذ الإسلامية، وانه متورط مباشرة في الاغتيالات التي حصلت في تونس ايام حكم بن علي. وفي الواقع ثمة صلات مفتوحة بين الإخوان المسلمين والتيارت الإسلامية المتطرفة بمن فيها الجهاديون التابعون للقاعدة سواء في تونس أم في مصر، كما ثمة علاقة دائمة مع الجناح العسكري الإسلامي لهذه التيارات التي تمارس العنف باسم الإسلام... ومنذ 2011 يدور صراع عنيف بين حزب النهضة والمدافعين عن الديموقراطية في تونس".

كتب روبرت زارتسكي: "على رغم وجود 1000 ميل من الصحراء الليبية تفصل بين مصر والجزائر، فان البلدين اليوم يشبه احدهما الآخر، اكثر من أي وقت آخر. عندما عزل الفريق أول عبد الفتاح السيسي محمد مرسي بالقوة من منصبه، تخوف عدد من المراقبين من ان يكرر العسكر المصري الخطأ المأسوي الجزائري الذي أدى الى عقد من الحرب الأهلية عام 1992... ومن عناصر التشابه الكبيرة بين ما جرى في الجزائر وما يجري في مصر أن قادة الجيش في البلدين اعلنوا ان انقلابهم هو للدفاع عن الديموقراطية ضد الإسلاميين المتشددين الذين يريدون خطف العملية السياسية".

"(...) في رأي المستشرق البروفسور أشير ساسر ان الصراع الدائر اليوم في العالم العربي ليس بين الديموقراطيين وغير الديموقراطيين، بل بين معسكر الحداثة ومعسكر التقليديين الجدد من الإسلاميين الذين يريدون عودة الإسلام إلى سابق عهده. والتقليديون - الجدد حتى المعتدلون منهم مثل الإخوان المسلمين، يقدمون الموطن الذي ينمو فيه الجهاد العالمي من نوع القاعدة".