حيلة بريجنيف وصفقة بوتين

تاريخ الإضافة الخميس 19 أيلول 2013 - 8:08 ص    عدد الزيارات 769    التعليقات 0

        

 

نص اسرائيلي - حيلة بريجنيف وصفقة بوتين
"يديعوت احرونوت" ترجمة "المصدر"
افرايم هليفي
إن اجتماع مرور أربعين سنة بعد حرب يوم الغفران والتفاوض الاميركي – الروسي لحل الازمة في سوريا يمنحنا فرصة للنظر في سلوك روسيا آنذاك والآن. إن دروس تلك الايام مهمة جداً للولايات المتحدة ولاسرائيل.
في الاسبوع الاول للحرب أظهر السلاح الروسي نجاحاً مدهشاً في المواجهة مع الجيش الاسرائيلي، حينما تم القضاء على ثلث طائرات سلاح الجو بصواريخ ارض – جو وأعطبت 800 دبابة بصواريخ ساغر – وكلها من صنع الاتحاد السوفياتي. وعلى صعيد القوى الكبرى سجلت روسيا نتيجة 1: صفر لمصلحتها مقابل الولايات المتحدة.
وآنذاك جاء التحول في القتال، وقبيل هزيمة جيشي مصر وسوريا جاءت تقارير عن أن موسكو تُعد ثلاث فرق محمولة جواً يفترض أن تهبط في مصر وتخرق الحصار الذي ضربه الجيش الاسرائيلي على الجيش الثالث المصري في الضفة الشرقية لقناة السويس. ورفضت رئيسة الحكومة غولدا مئير التمكين من نقل الطعام والماء الى جنود الجيش المحاصر. وآنذاك في ذروة التوتر بين الكتلتين الكبريين أعلنت الولايات المتحدة ردعاً ذرياً خشية إدخال سلاح ذري سوفياتي الى شرقي البحر المتوسط قريباً من الاسكندرية. وقد شهدتُ وكنت شريكاً في نشاط اسرائيل حول هذه القضية لأنني خدمت في سفارة اسرائيل في واشنطن في تلك الفترة.
وفي هذه الظروف غير العادية احتاجت رئيسة الوزراء غولدا مئير الى تصميم وشجاعة سياسية كي تثبت لضغط اميركي ثقيل للاستجابة للطلب المصري ولازالة ما بدا آنذاك تهديداً بنشوب حرب عالمية ثالثة – برية هذه المرة. وانتهى هذا الفصل بأن وافق السادات على طلب اسرائيل اجراء محادثات مباشرة في المستوى العسكري بين اسرائيل ومصر. وخُفف الحصار على الجيش الثالث وسقط التهديد الذري.
ارتفعت روسيا في تلك الاسابيع الى ذروة نجاحها الاستراتيجي في الشرق الاوسط. وقادتها زبونتاها المركزيتان مصر وسوريا الى القمة تقريباً، لكن لم يكن ذلك وقتاً طويلاً.
وربط السادات مصير بلده بالولايات المتحدة وجاء في زيارة مفاجئة الى اسرائيل وسجل لنفسه تحولاً مركزياً في علاقات القوى بين القوى العظمى في الشرق الاوسط. وجهد الأسد الأب والأسد الابن مدة أربعين سنة تقريباً لمتابعة الحاكم المصري وانشاء علاقات استراتيجية بالولايات المتحدة. وأدركا أن الطريق الى واشنطن تمر بالقدس ومن هنا جاءت المحاولات المكررة للافضاء الى سلام بين اسرائيل وسوريا وهي محاولات لم تنجح.
الى جانب الأمل المفهوم في أن تفضي مبادرة بوتين الى ابعاد السلاح الكيميائي عن سوريا، يجب على الولايات المتحدة أن تتحقق من أن روسيا لا تكرر طرقها في 1973 وأن اجراءاتها بريئة من حجب المعلومات. فهذه وسيلة ناجعة جداً في الحرب الاستخبارية، في زمن الحرب وفي زمن السلم ايضاً، وكل لاعب على رقعة الشطرنج الاستراتيجية يستعملها أحياناً. ومن المؤسف في هذا السياق أن الرئيس بوتين أصر على أن ينسب استعمال السلاح الكيميائي الى معارضي الأسد خاصة، بل على أن يقول لقراء مقالته في صحيفة "نيويورك تايمز" في 12 أيلول [الجاري] – ولمواطني اسرائيل من طريقها – إن المتمردين يعدون لهجوم مشابه على اسرائيل.
إذا صرّفت الولايات المتحدة اعمالها بحكمة فهناك احتمال غير سيئ أن تنهي المعركة الحالية بحسب خطة 1973 وأن تحل ايران في هذه المرة محل مصر باعتبارها تسعى الى باب واشنطن.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,979,163

عدد الزوار: 7,653,573

المتواجدون الآن: 1