تحليل سياسي

تركيا والهاجس الكردي... حول أحداث سوريا

تاريخ الإضافة الجمعة 5 آب 2011 - 8:08 ص    عدد الزيارات 3407    القسم دولية

        


محمد نور الدين
بعد فترة من «الصمت» استأنف المسؤولون الأتراك هجومهم على سوريا، مع ما قد يرونه مؤشرات على تحول، لم يحصل، في مجلس الأمن الدولي من جهة، وبداية شهر رمضان المبارك الذي يرون فيه فرصة لتأجيج المشاعر الدينية من جهة أخرى، لا سيما أن ذلك تزامن مع قيام الجيش السوري بحملة عسكرية واسعة في حماه. ومع أن الفارق كبير جداً بين حماه الأولى، لا سيما لجهة الخسائر البشرية، فلم يتردّد البعض في وصف ما جرى بأنه «حماه 2».
وكان الرئيس التركي عبد الله غول في صدارة الذين أطلقوا تصريحات حادة، بعد الوضع الأخير في حماه عندما قال إن تركيا لا يمكن أن تقف «صامتة» تجاه ما يجري.
كذلك أدلى وزير الخارجية احمد داود اوغلو بدلوه عندما استنكر العمليات العسكرية في حماه مع بدء شهر الصوم. وتعكس هذه التصريحات، إلى جانب تصريحات أخرى لمسؤولين أقل شأنا، انسداد التواصل بين دمشق وأنقرة. ومن أبرز علامات ذلك أن الزيارة التي أعلن داود اوغلو انه سيقوم بها إلى دمشق بعد انتهاء زياراته إلى ليبيا ومصر والسعودية وإيران لم تحصل حتى الآن.
وعلى الرغم من انشغال السلطة السياسية في تركيا في معركتها لكسر نفوذ المؤسسة العسكرية، فإن تغيير القيادة العسكرية القديمة بأخرى جديدة سيكون مناسبة لمراجعة القيادة التركية السياسية لسياستها تجاه سوريا على قاعدة أن القيادة العسكرية الجديدة قد تكون أكثر انصياعاً للمخططات التركية تجاه سوريا.
وأعلن متحدث باسم غول أن الرئيس وافق على تعيين الجنرال خيري كيفريك اوغلو قائداً القوات البرية، والأميرال أمين مراد بيلغيل لقيادة القوات البحرية، والجنرال محمد ارتين لقيادة القوات الجوية، والجنرال بكير كاليونجو لقيادة الدرك. وحول تعيين رئيس جديد أصيل للأركان قال المستشار الصحافي لرئاسة الجمهورية احمد سيفير أن تعيين رئيس الأركان يتطلب إجراءات مختلفة، إذا يتم تعيينه بقرار من مجلس الوزراء، ومن بعد ذلك يصادق عليه رئيس الجمهورية. وحين تكتمل هذه العملية يعلن اسمه، والمتوقع أن يكون الجنرال نجدت اوزيل القائد العام السابق للدرك والذي يشغل الآن منصب رئاسة الأركان بالوكالة.
وتنقل صحيفة «ميللييت» في مقالة كتبها الكاتب المعروف فكرت بيلا أمس إن سوريا ستكون في رأس الموضوعات التي ستبحثها الحكومة التركية مع رئاسة الأركان الجديدة. وتذكّر أن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أعلن أن سوريا هي مسألة داخلية تركية، سواء لجهة تداخل علاقات القربى بين جانبي الحدود أو العلاقات الاقتصادية والاجتماعية الوثيقة بين البلدين.
غير أن البعد الأمني يبقى هو الأساس في الاهتمام التركي بالوضع في دمشق، حيث تشكل سوريا أهمية «مصيرية» لتركيا. ويتوقع بيلا أن تكون التوقعات عالية من الاجتماعات التي ستعقد بعد تعيين القيادة العسكرية الجديدة.
وكما كانت تركيا حساسة جداً لمسألة وحدة أراضي العراق فهي على الدرجة نفسها بل أكثر بالنسبة لوحدة سوريا. وقد كانت أنقرة، يقول بيلا، تعوّل أهمية كبيرة جداً على خطوات الإصلاح الممكن تحقيقها في سوريا، لكن استئناف العمليات العسكرية مع بدء شهر رمضان أطاح بهذه التوقعات، وأظهر أن دمشق لم تقرأ جيداً التطورات.
ويقول بيلا إن القلق التركي هو أن تتحول سوريا إلى عراق ثان. ويضيف إن القلق التركي الأكبر هو أن يحصل تدخل دولي يفقد سيطرة دمشق على شمال سوريا، ويفتح الطريق أمام إقامة ممر كردي يبدأ من شمال العراق ويمر عبر جنوب تركيا وشمال سوريا ويصل إلى البحر المتوسط، وهو ما سيعيد رسم خريطة المنطقة ويشكل خطورة بالغة على الجيوغرافيا السياسية لتركيا.
ويرى الكاتب أن التطورات في سوريا تعطي أهمية كبيرة لموقف أنقرة من جانب الغرب الذي يرى تركيا عاملا مؤثرا جدا في مسار التطورات. وجاء لقاء واشنطن لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع معارضين سوريين ليثير اهتمام أنقرة. لذلك ستكون سوريا في رأس الموضوعات التي ستبحثها القيادة السياسية التركية مع القيادة العسكرية الجديدة التي سيرأس أركانها الجنرال اوزيل.

المصدر: جريدة السفير

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,607,071

عدد الزوار: 7,034,968

المتواجدون الآن: 62