تقارير..خطأ الأسد....سوريا الخاصرة الرخوة في السياسة الخارجية الإيرانية....٦ سيناريوهات إسرائيلية للمواجهة مع سوريا

من هو الغريب وما هي علاقته بمنقارة؟

تاريخ الإضافة السبت 31 آب 2013 - 7:16 ص    عدد الزيارات 2170    القسم دولية

        


 

 
من هو الغريب وما هي علاقته بمنقارة؟
الجمهورية.. مرلين وهبه
يؤكّد المنشقّون عن حركة التوحيد الإسلامي، وهم لا يزالون في الهيئة التنظيمية لجبهة العمل الإسلامي، أنّ هذه الجبهة لم تعُد تمثل المقاومة الإسلامية الحقيقية بعد موت رئيسها السابق فتحي يكن، وأنّ هاشم منقارة الذي تسلّم الدفّة بعد موت يكن، خانَ الأمانة هو وأحمد الغريب المسؤول العسكري الأوّل للمجلس القيادي الذي يديره منقارة، والموقوفان الأساسيان في تفجيري طرابلس.
كما يؤكّد المنشقّون ومقرّبون من منقارة والغريب تورّطهما مع النظام السوري، مشيرين إلى أنّ الغريب الذي اعترف بأنّه قد علم مسبقاً بأمر انفجاري مسجدي "التقوى" و"السلام" في طرابلس، متواطئ، وإن لم يكن كذلك لكان أدلى بمعلوماته قبيل حصول الانفجارين، ولما كانا وقعا!
فمن هو أحمد الغريب؟
أحمد الغريب من مواليد عكّار، ومن سكّان المنية المحمّرة. درس في سوريا وكبر على أيدي علماء النظام السوري الذين يحملون العقيدة الأشعرية، وهي فرقة من الفرق الإسلامية وتنتهج نهج البدع، ومنها الإرجاء، وهو التبرير للغير من حكام وشخصيات.
عاد الغريب إلى لبنان بعدما درس المرحلة الثانوية في معهد شرعي في مرياطة، وعمل سائق باص لنقل الطلّاب، ثمّ عمل لدى مؤسّس التيار السلفي الداعي الإسلام الشهال في لبنان مسوِّقاً نفسه بأنّه سَلفي، ولكن ما لبث أن أوقِف عن العمل بسبب التباس لدى إدارة المكتب، وسرعان ما ظهر أنّ الغريب من أعضاء جبهة العمل الإسلامي وتغيّرت أحواله، وأصبح يمتلك سيارات رباعية الدفع وسيارات مرسيدس شبح مفيّمة، عدا عن عناصر المرافقة المدجّجة بالسلاح.
وبدأ يتعامل مع أجهزة "حزب الله" من خلال هاشم منقارة. وبعد الخلافات بين منقارة ومَن كان معه على خلفيات مادية وتصدّر الزعامة، بدأ الغريب العمل مستقلّاً وغرّد منفرداً عن بقية أعضاء جبهة العمل الإسلامي سواءٌ بعلاقته مع اللواء علي مملوك أو التنافس بينه وبين الناشط التابع للنظام السوري كمال الخير. ثمّ بدأ الغريب يجمع المعلومات لمملوك الذي أمَّن بدوره الدعم له عن طريق السفارة الإيرانية. وكان الغريب يشارك علناً في مهرجانات "حزب الله"، وأيّ تظاهرة تدعم النظام السوري.
وهناك العديد من الصور تظهره وهو يشارك أتباع النظام في أيّ نشاط. وكان وفي هذه الظروف يتردّد على سوريا، عن طريق الخطّ العسكري وبلا تفتيش. وهناك معلومات تفيد أنّه من أفراد الحلقة الضّيقة التي تتواصل مع مملوك وقد يكون الأهم، بعدما فقد النظام السوري الوزير السابق ميشال سماحة، لاعتبارات عدّة، ومن أهمّها أنّه شابٌّ وليس له صفة معنوية كالتي كان يمتاز بها سماحة، وكان ممَّن يُحسب على المعمّمين ويمكنه الدخول الى البيت كونه من أهل السنّة، وعلى علاقة مع الجميع، ويمسك ملفّات على الجميع بسبب وجوده سواءٌ مع الشهال أو منقارة.
أمّا على الأرض، فيروي الشيخ يوسف النمل لـ"الجمهورية"، وهو أحد المنشقّين عن حركة التوحيد الإسلامي، عن علاقته بالغريب ومنقارة، ويقول إنّه انضمّ إلى منقارة بعد موت يكن، وأصبحت جبهة العمل تتبع نهج "حزب الله"، وأنّه مع مجموعته التي تتألف من 25 شاباً ملتزمين معه فضّلوا مبادئ الحزب الأوّلية وخصوصاً بعدما طلب منه منقارة التواصل مع "حزب الله"، ولمّا فعل، طلب منه الحزب تلقّي الأوامر من منقارة فقط.
ويتابع النمل: "لمسنا أنّ الأمور مختلفة جدّاً عمّا كانت عليه مع يكن، وتبيَّن لنا أنّ مشروع المقاومة لم يعد يؤدّي معناه الحقيقي، بل أصبح مشروع إجرام ومشروعاً فتنوياً. وبعدما تأكّدنا من هذا الأمر بالأدلّة القاطعة، أعلنّا انشقاقنا عنه ومنه".
منقارة يطلب أتباع النظام السوري
ويضيف النمل: "في رمضان من العام الماضي، طلب مني منقارة تهيئة شبابي ومجموعتي لإرسالهم الى القتال في صفوف النظام السوري، ولكنني تنبّهت من انّ مشروعنا الأساسي لم يهدف اساساً إلّا الى حماية بلادنا وإسلامنا وأعراضنا إن تعدّت علينا إسرائيل! وبعد وفاة يكن تشكّلت العصابات داخل الجبهة وفي صفوف حركة التوحيد الاسلامي، وصار هدفها المال والتقارب من النظام السوري".
ويتابع النمل: "لقد كشف نفسه منقارة عندما ادعى أنه رجل دين، إذ كيف يكون رجل دين وهو يناصر رجلاً اسمه بشار الأسد يقتل المسلمين، وحين بحثنا معه في الأمر، قال هذه بلاد الشام وهذه أرض "المحشر"، واذا ناصرنا النظام سنصبح الوحيدين على الساحة، ولكن تبيَّن لنا أنّ غاية منقارة الوحيدة هي كسب المال واستعادة مملكته وامارته التي أصبحت الى زوال، ولكنه لم يزل يحلم بها".
منقارة يطلب من النمل إطلاق النار عليه
ويضيف النمل: "طلب مني منقارة أيضاً اطلاق النار عليه في الميناء في طرابلس، حتى يظهر أنّ له دوراً كبيراً امام "حزب الله" والنظام السوري، وأنه مهدّد شخصياً من تيار "المستقبل" حتى يكسب المال منهم"، مشيراً إلى أنّ "معاشه كان من التنظيم مباشرة، وبعد موت يكن، اصبح "حزب الله" يدير الجبهة ويموّل ويدفع".
وعن تعاونه مع "حزب الله"، يروي النمل: "اتصل بي حسان العبدالله رئيس تجمّع علماء المسلمين في "حزب الله"، واجتمعت معه، وطلب مني أن اتصل بشخص اسمه هاني، وفعلاً ذهبت الى الضاحية وجلست مع المدعو هاني، وأعتقد أنه اسم وهمي لمسؤول عسكري وقيادي كبير في الحزب، وقد طلب مني متابعة كل الأمور في طرابلس. كذلك، طلب مني ومن رجالي متابعة الأمور مع منقارة وأخذ الأوامر والأموال منه. في ذلك الوقت صدقت والتزمت لأنني لم أكن أعلم بعد حقيقة نيّات منقارة، ولكنني شعرت بأنّ شيئاً ما يدبّر! واختلطت عليَّ الأمور وبدأت أتردّد".
علاقة النمل بالغريب
ويضيف: "لاحقاً طلب مني منقارة إعادة التنسيق في ما بيننا، وكان له ما أراد. فتابعنا معه قضايا البلد والشؤون الإسلامية"، مضيفاً: "وطلب مني منقارة متابعة بعض الأمور التنظيمية مع شخص يدعى أحمد الغريب، وكانت مهمتنا العمل على إدخال أشخاص جدد الى التنظيم وتدريبهم على الدورات القتالية، وهذه الأمور التنظيمية شكّلت محور لقاءاتي مع الغريب.
وكان مشروع الغريب مختلفاً قليلاً عن منقارة، وقال لي الغريب شخصياً، نريد أشخاصاً جدداً نرسلهم ليتدرّبوا ويتابعوا دورات قتالية، ولكنني تردّدت مع الغريب خصوصاً لما رأيت نوعية الأعمال العسكرية في سوريا وكيف يقتل الشباب هناك، وكيف ترتكب المجازر، فبدأت الخلافات بيني وبينهم، وناقشت الأمر مع منقارة، معترضاً، فغضب مني وأنّبني قائلاً نحن مع بشار ضد إسرائيل، وإذا انكسر هذا النظام سننكسر جميعاً.
وافترقنا، لكنه سرعان ما أعادني وحدّثني في الدين وذرف دمعتين كاذبتين، قائلاً: نريد الذهاب في مجموعة للقتال ضد إسرائيل وأميركا، ولنقف سوياً الى جانب النظام، فقصدت هنا أحمد الغريب واستوضحته، فأجابني بالحرف: إذا قال لك هاشم منقارة هذا الكلام، فهو على صواب، أجبته بغضب: "لستما على صواب"، وغادرت، رافضاً القتال أنا ومجموعتي الى جانب النظام. فلم يرسل إليّ معاش آخر الشهر بل استدعاني منقارة ليقول لي انّ الميزانية ضعيفة ونحن بحاجة الى "عَمْلِة كبيرة" لنأخذ ضجّة إعلامية.
وطلب مني حينئذ إطلاق النار عليه لابتزاز الأموال من حلفائه الجدد، وهدّدني قائلاً: "يجب أن تفعل ما آمرك به". وأراد منقارة برأي النمل "التخلّص مني، لما شعروا أنني أرفض الذهاب الى سوريا، فأرادوا توريطي في اطلاق النار ليضربوا عصفورين بحجر ويتخلّصوا مني".
ويضيف: "بعد إعلاني انشقاقي في رمضان، جمعت شبابي الذين يبلغ عددهم 25 شخصاً عدا المناصرين، فأيّدوني الرأي. لكنني تعرّضت لمحاولة اغتيال وبقيت على أثرها في غرفة العناية الفائقة في مستشفى السلام. بعد الانشقاق هذا تضعضع التنظيم، وقد أعلنت للملأ انّ مشروع منقارة هو هدم البلد واسترجاع إمارته البائدة بأي وسيلة ولو على حساب أطفالنا وشبابنا".
دور الغريب في حركة التوحيد
أمّا عن دور أحمد الغريب في حركة التوحيد الإسلامي، وتحديداً مع منقارة، فيقول النمل إنه "المسؤول العسكري والرجل الأول والمنسّق الأول بين منقارة والنظام السوري وفي السفارة السورية ومع بعض الضباط السوريين".
ويتابع النمل: "يعرف الغريب انّ منقارة مجرم سفاح، يدرّب الشباب ويرسلهم للموت في سوريا، فإذا كان هو شيخاً وصاحب عمامة فكيف يسمح له بذلك، هو وبلال شعبان وغيرهم من الكافرين؟ كذلك يعرف الغريب انّ منقارة يريد كسب المال حتى يستعيد مملكته والسلطة والسلاح".
يقال اليوم انّ الغريب ينفّذ أوامر منقارة، الذي أمر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، بتوقيفهما سوياً لكتمهما معلومات عن تفجير المسجدين وللاشتباه بتورّطهما.
ويرجّح المقرّبون من الغريب أن يكون النظام السوري يحميه لأنه كان يتردد الى سوريا باستمرار ويعود في منتصف الليالي، وقد تكون لديه علاقات مباشرة مع النظام بعلم منقارة، لأنّ المال برأيه يفعل كل شيء.
 
خطأ الأسد
معاريف ...عوديد عيران
اللواء..
الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يريد أن يهاجم سوريا. لديه أحاسيس سياسية حادة، كما أن دماء مئة ألف سوري قتلوا حتى الآن لم تجلبه الى أن يأمر الجيش الاميركي بالعمل في سوريا. وضغط وزير الخارجية جون كيري هو الاخر وشيوخ اميركيين أيضا لم تزحه عن رأيه. من سيحظى بالحظوة على النجاح في اقناع اوباما هو بشار الأسد.
من الصعب فهم الأسد الذي نجح في البقاء ثلاثين شهرا في المواجهة مع الثوار، مع معظم الدول العربية ومع قسم مهم من دول العالم، يرتكب الخطأ الذي قد يكلفه فقدان حكمه، بل ربما أكثر من ذلك. لقد اخطأ صدام حسين مرة واحدة أكثر مما ينبغي حين اجتاح الكويت، ولم يقرأ الخريطة الدولية على نحو سليم. مبارك ارتكب خطأ واحدا أكثر مما ينبغي حين خنق المعارضة في انتخابات 2010، وحاول تتويج ابنه خلفا له. الأسد فعل هذا الآن حين لم يفهم الساحة الدولية. قد سلمت هذه بذبح مئة الف سوري بوسائل تقليدية، ولكن لا يمكنها أن تسلم بقتل 1500 شخص بسلاح كيميائي. والأسد، بقدر ما يتضح من الأدلة المتراكمة، ارتكب الخطأ الواحد الذي يغير الوضع من «محتمل» الى «متعذر».
لا تزال اميركا تعاني من صدمة الحروب المضرجة بالدماء، في افغانستان والعراق، وحتى صدمة فيتنام لم ينفد مفعولها. اوباما يعرف هذا، وهو يقرأ استطلاعات الرأي العام ويفهم ان ربع المستطلعين فقط يؤيدون عملية عسكرية اميركية. وهو يعرف انه لم تعد هناك حروب «خفيفة» تنتهي «بضربة واحدة ونعود الى الديار».
يمكن لأوباما أن يأمر بعملية ذات هدف واحد وواضح تدمير مخزونات السلاح غير التقليدية التي لدى سوريا. هذا هدف سيبدو شرعيا حتى في نظر الدول العربية، وان لم تعرب جميعها عن موافقة علنية. وبشكل مفعم بالمفارقة للأسد أيضا، إذا فهم بأنه محكوم عليه أن يتلقى رد فعل ما، فان هناك مصلحة في أن يحصر هذا الرد بهذا السلاح فقط، والا يضرب الجيش وقدرته العسكرية الاساس. وهكذا يستنفد، على الأقل لفترة طويلة، مطلب العمل ضد نظام الأسد أو الفرض الاكراهي للقيود على قدرة جيشه الموالي له بالعمل ضد المعارضة. كل ما عليه أن يفعله، إذا ما فهم بالفعل ان هذا هو خط العمل الاميركي، هو أن يأمر جيشه بألا يرد.
كل عملية عسكرية تخرج عن تدمير مخزونات السلاح غير التقليدي من شأنها ان تجر ردود فعل سوريا ضد أهداف اميركية في مدى السلاح الذي لدى السوريين. والتشويش في خط العمل المذكور من شأنه أن يجر إسرائيل أيضا الى المواجهة، بسبب تفكير غير سليم مثلما حصل في 1991، عندما أطلق العراق صواريخ سكاد نحو اسرائيل. يحتمل أن يكون هذا هو التخوّف الأكبر لدى اوباما، الذي يفهم انه أيضا عملية لا توجد خلفها نية بحسم نتيجة الصراع الداخلي في سوريا، من شأنها أن تتطور الى مواجهة تخرج عن نطاق السيطرة.
لو كان الأمر بيده، لرغب اوباما في أن يستخدم النموذج الذي طورته إسرائيل في علاقاتها مع النظام السوري. ففي اطار «قواعد اللعب» ردت اسرائيل، حسب منشورات أجنبية، كلما اجتازت سوريا «خطا احمر» حتى ان لم يتحدد هذا الخط بشكل دقيق من قبل. واستوعبت سوريا هذا الرد انطلاقا من الفهم بان مصلحتها العليا تملي عليها تقليص الأضرار.
في وضع الأمور الحالي توجد بالطبع آثار على استمرار معالجة البرنامج النووي الايراني، ولما كان الايرانيون ايضا يفهمون هذا فانهم سيضغطون على سوريا الا تسمح للولايات المتحدة وشركائها «بالخروج بثمن زهيد» من عملية عسكرية ضيقة، ولروسيا ايضا لا توجد مصلحة للسماح بانتصار اميركي سهل.
وكما أسلفنا: من السهل الدخول الى عملية عسكرية، ولكن من الصعب جدا التخطيط الدقيق لانهائها، حتى اننا لم نبحث في نجاح «كبير» معناه اسقاط الأسد عن الحكم في دمشق.
 
 
٦ سيناريوهات إسرائيلية للمواجهة مع سوريا
 (معاريف)
اللواء..
مع اقتراب الهجوم العسكري الأميركي على سوريا، وعلى الرغم من استبعاد اسرائيل قيام دمشق بهجوم ضدها، إلا أن الاوساط الامنية هناك تستعد لعدد من السيناريوهات المحتملة في اطار مثل هذا الهجوم.
ووفقاً لصحيفة معاريف الاسرائيلية فإن السيناريوهات المتوقعة هي كالتالي:
< السيناريو الأول: مشاركة إسرائيل في الهجوم: من المحتمل حصول هجوم سوري ضد اسرائيل مما يمنح الجيش الاسرائيلي شرعية الرد.
وبينما يتحرك الاميركيون ضد النظام السوري من دون نية اسقاط الرئيس، فان اي رد اسرائيلي يمكن ان يؤدي الى انهاء حكم الاسد وربما يؤدي الى موته.
وتستطيع اسرائيل أن تستغل الوضع والهجوم السوري عليها للقضاء تماما على محور الشر المكون من ايران – سوريا - وحزب الله، وذلك من خلال اقتلاع مركز هذا المحور، اي الحكم في دمشق ومن يقف على رأسه.
< السيناريو الثاني: هجمات ارهابية: قد تقوم المنظمات الارهابية بعدد من الهجمات من سوريا ولكن دمشق الرسمية تمتنع عن التحرك. وسيكون هدف هذه المنظمات المتطرفة اشعال الحدود بين اسرائيل وسوريا.
ومن السيناريوهات المطروحة تدخل حزب الله من داخل لبنان واطلاقه الصواريخ ضد اسرائيل، وقد يفعل هذا من داخل سوريا نفسها.
وبعد التراجع الكبير في مكانة حسن نصرالله ليس لديه الكثير كي يخسره اذا ما ضربته اسرائيل، لكن من المحتمل أن يجره ضغط ايراني في نهاية المطاف الى الرد بهذا الشكل سواء علنا ام من خلال ارسال منظمات صغيرة وغير معروفة لاطلاق النار في اتجاه اسرائيل.
< السيناريو الثالث: حزب الله يستيقظ: يواصل حزب الله محاولات نقل السلاح الاستراتيجي من سوريا الى اراضيه ويحتمل ان تجري مثل هذه المحاولات ايضا اثناء الهجوم الاميركي.
وفي حال حدث ذلك، فإن الجيش الاسرائيلي سيمنع انتقال هذا السلاح حتى في ذروة هجوم اميركي.
وقد أوضح وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون ذلك في الايام الاخيرة عندما قال ان هذا خط احمر لن توافق اسرائيل على اجتيازه.
< السيناريو الرابع: اطلاق السلاح الكيميائي على اسرائيل: في الايام الاخيرة نشرت إسرائيل في الشمال ثلاث بطاريات للقبة الحديدية وكذلك منظومات صواريخ باتريوت وبطاريات صواريخ «حيتس» المخصصة لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، كما رفعت مستوى التأهب بين صفوف الجيش.
ورغم الهستيريا الاسرائيلية التي ظهرت في الانقضاض على محطات توزيع الأقنعة الواقية، فان احتمالات ان تطلق سوريا سلاحا كيميائيا على اسرائيل ضئيلة لكنها ليست مستبعدة تماما.
وفي مثل هذا الوضع سيهاجم الجيش سوريا بكل قوته، وقد ذكرت اوساط في المؤسسة الامنية أمس ان هجوما كيميائيا من جانب سوريا سيؤدي الى اعادتها الى العصر الحجري.
< السيناريو الخامس: اسرائيل لا ترد: يذّكرالتوتر في اسرائيل بالوضع الذي كان سائداً في حرب الخليج الأولى 1991، حين شن الاميركيون هجوماً على العراق رد عليه الرئيس صدام حسين بقصف اسرائيل، حليفة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
ويومها طلبت واشنطن من القدس ومن رئيس الوزراء في حينه اسحق شمير عدم الرد كي لا يمس بالائتلاف الواسع الذي بلوره الرئيس بوش.
وفي هذه المرة ليس واضحاً ما اذا سيطلب الأميركيون من اسرائيل عدم الرد ولكن من المحتمل جداً حدوث ذلك.
< السيناريو السادس: تصعيد في غزة: قد يحاول الايرانيون تحريك الجبهة الجنوبية، ومن بين السيناريوهات التي تؤخذ في الحسبان هجوم من قطاع غزة بالتوازي مع حملة عسكرية في سوريا، بقيادة منظمات الارهاب الفلسطينية وعلى رأسها الجهاد الاسلامي. حالياً حركة حماس ما زالت بعيدة عن الايرانيين وتمتنع عن الدخول في مواجهة جبهوية مع اسرائيل بعد حملة «عمود السحاب».
لكن عزل الرئيس المصري محمد مرسي الذي تسبب بخسارة سياسية لحماس قد يدفعها الى العمل على استئناف العلاقات مع طهران.
ومن المحتمل أن تكون هدية المصالحة مع إيران، تنكر حماس للتفاهمات مع اسرائيل بعد «عمود السحاب» واطلاق الصواريخ نحو اسرائيل.     
 
سوريا الخاصرة الرخوة في السياسة الخارجية الإيرانية
مهدي خلجي
مهدي خلجي هو زميل أقدم في معهد واشنطن.
منذ فوزه في الانتخابات الإيرانية التي أجريت في حزيران/يونيو، وجه الرئيس حسن روحاني الكثير من طاقته وجهده إلى السياسة الخارجية على أمل كسب ما يكفي من النفوذ للمحافظة على قاعدته الشعبية ومقاومة الضغوط من نقاده المتشددين. وعلى وجه الخصوص، ذكر هو وفريقه مراراً وتكراراً أن المفتاح لحل الأزمة الاقتصادية هو وضع سياسة نووية أكثر فعالية وأقل تكلفة. ومع ذلك، يبدو أن دعم طهران غير القابل للتفاوض للنظام السوري قد أدى إلى تفاقم التوترات مع جهات فاعلة إقليمية أخرى وساعد على زيادة فرص تدخل الولايات المتحدة ضد بشار الأسد. وحتى لو أراد روحاني تغيير هذا الموقف، فإن نقاده المتشددين قد يقررون تقويض أي أي من هذه التحولات في السياسة الخارجية من أجل إلحاق الهزيمة به في السياسة الداخلية.
التحديات الداخلية والإقليمية
توصل روحاني بالفعل إلى تفاهم مع هؤلاء المتشددين في تشكيل حكومته: فعلى الرغم من أنه اختار شخصاً معروفاً وله احترامه في الخارج (محمد جواد ظريف) كوزير للخارجية، إلا أنه ترك الوزارات السياسية والثقافية والمخابراتية للمحافظين. وحتى مع ذلك، لا يزال المتشددون يوجهون له رسائل النقد لربطه السياسة الخارجية بالأزمة الاقتصادية. وكما ذكر مقال نشر مؤخراً على موقع «رجا نيوز» المتشدد "توضح التجربة أن [الغرب] يحاول ربط الاقتصاد الداخلي بالسياسة الخارجية من أجل إقامة نفوذ فعال للضغط على إيران". كما ادعى الموقع أيضاً أن الضغط الغربي من المرجح جداً أن يزداد لا أن يقل كاستجابة للطريقة التي ينتهجها روحاني.
وبالإضافة إلى العقوبات الغربية المتعلقة بالبرنامج النووي، تواجه طهران العديد من التحديات الكبيرة في الشرق الأوسط. فللجمهورية الإسلامية تاريخ طويل من حالة انعدام الثقة مع جيرانها في شبه الجزيرة العربية، ويبدو أن هذه النزعة تزداد حدة في هذا الوقت. [فعلى سبيل المثال] كان علي جنتي، الوزير الجديد للثقافة والتوجيه الإسلامي، سفير إيران في الكويت لمدة سبعة عشر عاماً لكنه اضطر إلى ترك منصبه في عام 2005 بعد أن اكتشفت السلطات المحلية شبكة تجسس إيرانية. وفي الشهر الماضي، أبعدت الإمارات العربية المتحدة العديد من الإيرانيين - بما في ذلك رجال أعمال - كانوا قد عاشوا في دولة الإمارات على مدى عقود، دون أن تقدم أي تفسير. وفي الوقت نفسه، لم تعد المصارف والمؤسسات المالية في الكويت ودولة "الإمارات" تحتضن الشركات الإيرانية مثلما فعلوا في السابق، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى العقوبات الغربية. وفي البحرين، اتهمت السلطات طهران بأنها تدعم المعارضة الشيعية القائمة داخل الجزيرة. وعلى نحو مماثل، اتهمتها اليمن بدعم المتمردين الحوثيين في الشمال، ويذكر أن أحد الدبلوماسيين الإيرانيين تم اختطافه في البلاد الشهر الماضي. كما تدهورت العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويعود ذلك جزئياً إلى دعم الرياض للسلفيين في مصر وتدخلها ضد المعارضة الشيعية في البحرين واليمن.
ويبدو أن فريق روحاني المعني بالسياسة الخارجية عاقداً العزم على تخفيف حدة هذه التوترات خاصة مع المملكة العربية السعودية. وسيكون هذا الأمر أكثر عملياً حال تراجع أنشطة المعارضة في كل من البحرين واليمن. وفي البحرين كما هو الحال في العديد من الدول الأخرى، خففت الأزمتان السورية والمصرية من الرغبة في تغيير النظام عبر إظهار أن البديل للحكم الإستبدادي قد يكون الفوضى أو الحرب الأهلية. وعلاوة على ذلك، تدرك المعارضة البحرينية أن الدعاية الإيرانية الداعمة للشيعة قد أصابتهم بأذى وأضرتهم، الأمر الذي قدم تبريراً للحكومة البحرينية لاتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة وتشجيع التدخل السعودي. أما إذا تبنت طهران سياسة أكثر حيادية بالنسبة للأزمة السياسة في الجزيرة، فإن هذا الأمر سوف يعزز من سمعة إيران والمعارضة البحرينية. أما بالنسبة لليمن، فإن الدعم الإيراني للمتمردين في الشمال سيصبح أمراً في غير محله حال نجاح هؤلاء المتمردين في الحفاظ على السلام طويل المدى مع الحكومة. والشيء الأكثر أهمية هو أنه من الممكن لإيران أن تحد من المخاوف السعودية بشكل كبير، وتحسّن - من الناحية النظرية - علاقاتها مع الرياض، إذا غيرت طهران سياستها تجاه البحرين واليمن.
الأزمة السورية تطغي على جميع القضايا الأخرى
ومع ذلك، حتى لو اتخذت طهران خطوات لمعالجة الاختلافات المذكورة أعلاه، فإن دعمها المالي والاستخباراتي والعسكري للنظام السوري سوف يستمر في تقويض وضعها في الشرق الأوسط. ولدى تركيا والمملكة العربية السعودية، وهما القوتان الرئيسيتان في المنطقة، حساسية خاصة فيما يتعلق بالمسألة السورية - فقد عارضت أنقرة وبقوة نظام الأسد منذ أن أصبحت الانتفاضة حرباً مكتملة الأركان على حدودها الجنوبية، وقدمت الرياض دعماً كبيراً للمتمردين. كما أن دعم إيران لنظام الأسد استعدى أيضاً العديد من حلفائها السابقين، مثل «حماس» في غزة و «الإخوان المسلمين» في مصر وأماكن أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وجود عناصر من «حزب الله» في سوريا قد شوه صورة جماعة «الإخوان» وصورة إيران في لبنان حتى وسط الطائفة الشيعية هناك. كما من المحتمل أن يزيد التدخل الأجنبي ضد نظام الأسد من حدة التوترات بين طهران وهؤلاء اللاعبين.
وقد جرى تضخيم خطورة هذه المشكلة بشكل كبير لأنه يبدو من الواضح أن سياسة إيران تجاه سوريا غير قابلة للتفاوض. وعلى النقيض من المسألة النووية - التي أظهر فيها بعض المسؤولين الإيرانيين استعداداً خطابياً على الأقل لحل هذه الأزمة عن طريق المفاوضات - قد تكون المنهجية التي تتبعها طهران بالنسبة للقضية السورية مسألة توافق بين النخبة. وحتى أن روحاني قد يتفق تماماً مع سياسة الدعم غير المشروط لدمشق؛ وعلى أي حال، فقد كان الرئيس الإيراني قد مثل آية الله علي خامنئي في "المجلس الأعلى للأمن القومي" لفترة دامت أكثر من عقدين من الزمن قبل أن يصبح رئيساً للبلاد.
والشيء الأكثر أهمية هو أن روحاني ربما لا يتمكن من تغيير نهج إيران حيال سوريا حتى لو أراد القيام بذلك. وهناك بعض الإشارات التي توضح أن سياسة طهران في الشأن السوري يضعها وينفذها "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" ولهذا السبب فإن هذه القضية لا تقع تحت سيطرة الرئيس بشكل كامل. فعلى سبيل المثال، أعلن مسؤول في "مجلس الخبراء" في الأسبوع الماضي أن قاسم سليماني- قائد "قوة القدس " وهي قوة النخبة التابعة لـ "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" - كان قد دُعي للحديث عن الموقف الحالي في سوريا والعراق ولبنان ومصر. وهذه دعوة غير عادية تماماً وهي تلمح إلى الدور المركزي الذي يلعبه سليماني في السياسة المتبعة تجاه هذه البلدان. وعطفاً على ذلك، تحدث العديد من قادة "فيلق الحرس الثوري" والمحاربين القدامى عن أهمية دعم الأسد. فقد صرح نائب قائد "فيلق الحرس الثوري" الجنرال حسين سلامي مؤخراً، أن "الإستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة تقوم على احتواء إيران، ومنع إيران من تنفيذ سياستها في سوريا وتقليل تأثير ونفوذ إيران". كما أن يحيى رحيم صفوي، القائد العام السابق لـ "فيلق الحرس الثوري" والمستشار العسكري الحالي لـ المرشد الأعلى، قد وصف سوريا بأنها ساحة معركة يحارب فيها الأتراك والعرب ضد الأسد بالنيابة عن إسرائيل وأمريكا. وأكد مسؤولون آخرون بأن السماح بسقوط الأسد من شأنه أن يشجع واشنطن أو إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وفي الواقع، ترى إيران أن احتمالات قيام تدخل غربي في سوريا سوف تغير قواعد اللعبة حيث إنها ستجعل التهديد العسكري ضد برنامجها النووي أكثر واقعية. ولهذا السبب يرى القادة الإيرانيون أن لديهم مصلحة حيوية في هزيمة المعارضة السورية. ومن جانبه، يبدو أن السيد روحاني مقتنع بأنه في حال تعثر الثوار السوريين فإنه سيكسب نفوذاً مرة أخرى في مفاوضاته النووية مع الغرب. ويساعد ذلك على تفسير ما قاله وزير الخارجية ظريف لنظيره التركي أن الثوار هم من كانوا وراء الهجمات الكيماوية التي وقعت الأسبوع الماضي في دمشق من أجل التغطية على إخفاقاتهم الأخيرة في المعارك الميدانية وإعطاء المبرر للتدخل الأجنبي.
وبالطبع، فإن هذا ليس معناه أن طهران توافق على تلك الهجمات الكيماوية. فالأسلوب المفضل لدى إيران والمتمثل بتضييق الخناق على المعارضة يبدو أكثر دهاء ودقة - على النقيض من أساليب الأسد الوحشية والتي لها تداعيات كبيرة ليس فقط على النظام السوري ولكن أيضاً على طهران.
الخاتمة
حتى لو نحينا جانباً حالة الشك وعدم اليقين الواسعة فيما يتعلق بقدرة السيد روحاني على إحداث تغيير جوهري في سياسة إيران النووية والوصول إلى اتفاق حاسم مع الغرب، فلا يمكن اختزال تحديات السياسة الخارجية الإيرانية للجمهورية الإسلامية في القضية النووية. ففي الواقع، من المحتمل أن تنطوي السياسة الإيرانية تجاه سوريا على مشاكل معقدة جداً لدرجة أنها من الممكن أن تنتقل إلى رأس أولويات الغرب. وعلاوة على ذلك، من الصعب أن نتصور تنازل طهران عن دعمها للأسد، لا سيما وأن الملف السوري ليس تحت سيطرة الرئيس بشكل كامل. وقد تعرقل هذه المعضلة جهود روحاني لإحداث تقدم في المفاوضات النووية وتعزز في الوقت نفسه من موقف المتشددين الإيرانيين.
ومن الناحية المثالية، من المفترض أن تستطيع الولايات المتحدة إيجاد طريقة للضغط على طهران لتغيير موقفها حول سوريا. بيد أنه لا توجد طرق واضحة للقيام بذلك. ونظرياً، من الممكن أن تستخدم واشنطن الحظر الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على صادرات الأسلحة الإيرانية كعامل تأثير، حيث يبدو أن طهران تقدم دعماً عسكرياً مباشراً للأسد رغم إنكارها المتكرر. ومع ذلك، فإن تطبيق هذا الحظر سيتطلب تعاوناً فعالاً من العراق التي تبدو غير راغبة في أن تضع هذا الأمر ضمن أولوياتها. وستحد المشاكل العملية المشابهة من قدرة واشنطن على وقف الدعم المالي الإيراني وشحنات النفط إلى النظام السوري.
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,599,733

عدد الزوار: 6,956,867

المتواجدون الآن: 52