أخبار وتقارير...العرب والمسألة الشرقية المتجددة.... باريس: اللحظة موائمة للحصول على تنازلات إضافية من إيران....باكستان: مقتل عضو في "شبكة حقاني" في هجوم بطائرة أميركية بلا طيار

البابا يدعو مسيحيّي الشرق الى عدم التخلي عن أرضهم رغم "الاضطهادات"...سنة يتهمون المالكي بقتل علمائهم والصدر يدعوهم لتحريم الدم الشيعي....قراءة إسرائيلية للهجوم الانتحاري على السفارة الإيرانية في بيروت توقعات لتحوّل لبنان جبهة أساسية في الحرب السورية!

تاريخ الإضافة السبت 23 تشرين الثاني 2013 - 7:44 ص    عدد الزيارات 1748    القسم دولية

        


 

قراءة إسرائيلية للهجوم الانتحاري على السفارة الإيرانية في بيروت توقعات لتحوّل لبنان جبهة أساسية في الحرب السورية!
النهار...رندة حيدر
أثار الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له السفارة الإيرانية في بيروت موجة من التعليقات في الصحافة الإسرائيلية أجمعت على اعتباره مؤشراً لمرحلة جديدة من التصعيد في لبنان ولتحول هذا البلد جبهة مفتوحة بين تنظيمات الجهاد العالمي وفي مقدمها تنظيم "القاعدة" والتنظيمات الإسلامية الأخرى من جهة، وبين إيران و"حزب الله" من جهة أخرى.
ففي رأي المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، أن استهداف السفارة الإيرانية رسالة واضحة من تنظيمات الجهاد العالمي بأنه من الآن وصاعداً باتت إيران و"حزب الله" هدفين أساسيين في حربهما على نظام بشار الأسد سواء داخل سوريا أم في لبنان، وذلك بعد تعاظم التورط الإيراني في ما يجري في سوريا، والمشاركة العسكرية الكبيرة لمقاتلي "حزب الله" في المعارك الدائرة هناك.
ويقول الكاتب إن الهجوم بداية مرحلة جديدة من دورة العنف بين التنظيمات السنية الراديكالية وإيران و"حزب الله، ورسالة إلى جميع الطوائف الاخرى في لبنان.
ويخلص من هذا كله إلى أن ما جرى يثبت نبوءة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت بني غانتس الذي توقع قبل بضعة أشهر أن يصل لهيب النار المشتعلة في سوريا الى "جبة حسن نصر الله".
في صحيفة "معاريف" رأى يورام شفايتسر في الهجوم الانتحاري الأخير نهاية ما سماه "مرحلة الحصانة "التي كانت تتمتع بها إيران في لبنان، وانها من الآن وصاعداً هي وسفارتها وقوات الحرس الثوري، باتت هدفاً لهجمات الجهاديين في لبنان وسوريا على حد سواء. ويعلق الكاتب على ما يجري قائلا ان إيران و"حزب الله" سيتجرعان الآن الكأس المرة للعمليات الانتحارية التي كانا أول من استخدمها في الماضي. ويحذر الكاتب إسرائيل من أن تفرح كثيراً بما يجري لان المخططين للهجوم على السفارة الإيرانية هم من ألد اعدائها، وسوف يحولون في المستقبل سلاحهم ضدها.
ضائقة "حزب الله"
ويعتقد المعلقون الإسرائيليون أن الهجوم الاخير هو افضل تعبير عن الضائقة التي يعانيها "حزب الله" منذ مشاركته في القتال في سوريا دفاعاً عن بقاء بشار الأسد. وهي ضائقة ذات أوجه متعددة: فهناك أولاً تصاعد حدة الانتقادات داخل لبنان من معسكر المعارضة اللبنانية للتورط العسكري للحزب في القتال في سوريا، والازمة الحكومية المستعصية الناجمة عن ذلك، وتصاعد التوتر المذهبي بين السنة والشيعة. وازدياد حدة الاستقطاب الداخلي، وتعاظم دور الدول الاقليمية في الخلاف الداخلي اللبناني.
وإذا كان "حزب الله" لا يزال يعتبر الجهة الأقوى المسيطرة على الحياة السياسية في لبنان، الا ان هذه السيطرة السياسية والامنية أصيبت باهتزازت كبيرة بعد تعرض الضاحية الجنوبية لسقوط صواريخ وتفجير سيارات مفخخة أودت بحياة عدد كبير من المدنيين الابرياء واجبرت الحزب على اتخاذ خطوات وقائية أمنية كبيرة لحماية مناطقه. ولكن يبدو أن الحزب الآن امام تحد أكبر.
فقد كتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، أن الهجوم على السفارة هو من نوع الهجمات التكتيكية الموجهة الى "حزب الله" لاجباره على حشد المزيد من قواته لتوطيد الامن في مناطقه، وسحب عناصره من سوريا.
وقال: "إذا استمرت الهجمات داخل لبنان، واتسعت الاشتباكات المذهبية، فان حزب الله سيضطر الى ان يقرر ما هي جبهته الاساسية: هل هي في سوريا ام في لبنان؟ كما سيكون على نصر الله ان يقرر ما اذا كان يريد الدفاع عن الطائفة العلوية في لبنان المقيمة في ضواحي طرابلس".
وأضاف: "المواجهة بين قوات حزب الله وخصومه داخل لبنان ستضع الجيش اللبناني في موقف صعب، ذلك أنه سيجد هذا الجيش نفسه يقاتل قوى لا يقدر على مواجهتها، وذلك في سعيه الى تهدئة الوضع. وستكون النتيجة خسارة الجيش اللبناني شرعيته، وانهيار العمود الأساسي الذي لا يزال صامدا ولا يزال يساعد على بقاء الدولة اللبنانية وتماسكها".
الانعكاسات على الجبهة الشمالية
ومن أهم الانعكاسات للتعاون العسكري الوثيق بين إيران و"حزب الله" في الدفاع عن نظام الأسد في سوريا على الوضع على الحدود مع لبنان، اقتناع القيادة العسكرية الإسرائيلية بأنه من الآن فصاعداً لن تقف إيران وسوريا موقف المتفرج لدى حصول اي مواجهة مستقبلا بين إسرائيل و"حزب الله". ففي رأي هذه القيادة ان الحزب سيتدخل بقوة في حال هاجمت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية وكذلك ستفعل سوريا. وفي تقدير المسؤولين العسكريين الإسرائيليين ان الحرب السورية عمّقت التحالف بين إيران وسوريا و"حزب الله"، وجعلته اكثر تماسكاً عنه سابقاً.
الى ذلك، ينظر العسكريون الإسرائيليون بكثير من الاهتمام الى الخبرة القتالية الجديدة التي اكتسبها مقاتلو الحزب في المعارك التي خاضوها ضد المعارضة المسلحة في سوريا، وخصوصا استخدامهم وسائل قتالية واستخبارية متطورة وضعها في تصرفهم الجيش السوري. فالحزب لم يعد خبيراً في مجال اطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وفي الدفاع عن جنوب لبنان فحسب، وانما بات قادراً ايضاً على القيام بعمليات مبادأة، ناهيك بالخبرة القتالية في الشوارع.
ولاحظ المسؤولون الإسرائيليون انه على رغم تعمق التورط العسكري للحزب في القتال في سوريا فان هذا لم يمنعه من مواصلة تعزيز ترسانته الصاروخية، ومحاولته الحصول على صواريخ أرض - جو متقدمة وصواريخ بر - بحر لاستهداف السفن الحربية الإسرائيلية ومنصات التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.
وفي تقدير مراسل صحيفة "الجيروزالم بوست" يعقوب لابين ان "حزب الله" يملك اليوم اكثر من 80 الف صاروخ موجه ضد إسرائيل.
ويتحدث المراسل عن الجهود التي بذلها "حزب الله" لتوظيف مشاركته في الحرب في سوريا للحصول على السلاح المتطور، الامر الذي دفع الجيش الإسرائيلي الى وضع خطوط حمر واضحة امام انتقال اي سلاح "كاسر للتوازن" بين الحزب وبينها، والتحرك اكثر من مرة لمنع انتقال هذا السلاح.
ومع هذا كله يقدر المسؤولون الإسرائيليون أنه ليس من مصلحة إسرائيل ولا "حزب الله" الدخول في مواجهة عسكرية جديدة على الحدود مع لبنان، كما يرون ان "توازن الردع" القائم منذ انتهاء المعارك في حرب تموز 2006 لا يزال قائماً.
 
الداخلية العراقية تطالب المقاهي بتفتيش زبائنها وتشخيص الغرباء
سنة يتهمون المالكي بقتل علمائهم والصدر يدعوهم لتحريم الدم الشيعي
إيلاف..د أسامة مهدي
فيما دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر رجال الدين السنة إلى تحدي المنظمات الارهابية والطائفية وإصدار فتاوى تحرم دماء الشيعة، اتهم قادة الحراك السني ميليشيات شيعية قالوا إن المالكي يقف وراءها بقتل علمائهم... فيما دعت وزارة الداخلية أصحاب المقاهي وصالات الألعاب إلى توخي الحيطة والحذر في استقبال زبائنهم وإجراء عمليات تفتيش دقيقة وتشخيص الغرباء وعدم التعامل بحسن النية المطلق.
بعد اجتماع عاجل وتشاور بين قادة الحراك الشعبي السني في العراق أحد التيارات الشعبية المشاركة في الحراك السني العام تقرر الدعوة إلى حملة باسم "حماية علماء أهل السنة في العراق". وقالوا في بيان عقب اجتماعهم "لا يخفى على الجميع إن من يقف خلف تلك الجرائم البشعة التي تقوم بها الميليشيات الشيعية المجرمة هو نوري المالكي وأجهزته الأمنية الطائفية لتصفية وإبادة خضراء أهل السنة من خلال القضاء على رموزهم وعلمائهم الذين يعارضونه".
وشهدت الايام القليلة الماضية اغتيال عدد من علماء الدين وخطباء المساجد السنية بينهم المتحدث باسم الحراك الشعبي السني في بغداد الشيخ قاسم المشهداني الذي أثار مصرعه مطلع الاسبوع الحالي استياء وادانة قوى سياسية وشعبية عراقية.
ودعا قادة الحراك السني لتشكيل حماية شعبية لعلماء أهل السنة موضحين ان هذه الخطوات لا تتطلب موافقات رسمية؛ بل يجب أن تكون رغبة شعبية خالصة لحماية "حملة دين الله وورثة الأنبياء"... وحذروا من أن عدم الإلتزام بهذه الخطوات "خيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وخذلان لأهل العلم" وهي خطوات يمكن لأهل كل حي تطبيقها، فلا داعي للمزايدات والكلام من غير تحرك على الأرض.
وأوضحوا أنّ هذه الخطوة تكون بتشكيل مجموعة من شباب كل مسجد تتناوب على حماية الشيخ وقضاء حوائجه خارج المنزل على أن لاتقل عن شخصين.. وان تقوم البيوت المحيطه من منزل العلماء أو أحد أئمة المساجد مراقبة الشوارع القريبة من منزلهم بشكل مستمر وتبليغ المجموعة الخاصة بالحماية، ولابأس بالتواصل مع وسائل الإعلام للتحذير.
وأشاروا إلى أنّه "لثبوت تواطؤ نقاط التفتيش الأمنية في قتل علماء أهل السنة ،فيجب عدم الثقة بهم ومحاولة تجنبهم قدر الأمكان ودعوا خطباء وأئمة المساجد الدعوة لهذا الأمر والإلتزام به.
وشددوا على ضرورة وجود تحرك رسمي يقوم به الوقف السني والأعضاء السنة في البرلمان والحكومة "وفي حالة عدم استجابتهم العملية لهذه الخطوات، فهذا دليل آخر يؤكد أن هؤلاء شركاء بما تقوم به هذه الميليشيات من عمليات تطهير طائفي ضد أهل السنة وعلمائهم، والخطوات هي:
 - توفير تصريح رسمي لحمل السلاح لمشايخ أهل السنة وحمايتهم الشخصية على أن لاتقل الحماية الشخصية عن اثنين.
 - دعم هذه الحمايات وتخصيص رواتب شهرية لهم.
 - تحصين هذه الحمايات من الدعاوى الكيدية (4 أرهاب) التي تقوم على أساس طائفي.
 -المطالبة بالقصاص من القتلة المجرمين وإقامة دعوى ضدهم، خصوصاً وأن القتلة معروفون بأسمائهم وأماكنهم.
وأشاروا إلى أنّهم سيقومون بتحرك خارجي :وقالوا "يجب على أهل السنة في الخارج الجهر بالحق والصدع به ونشر مظلومية أهل السنة والدفاع عنهم بشتى الوسائل المتاحة من خلال:
 - الدعوة إلى فتح ملف خاص يؤكد التطهير الطائفي ضد أهل السنة في العراق بالأدلة والمواقع ونشره بعدة لغات.
 - الدعوة لعقد جلسة طارئة في الأمم المتحدة للمطالبة بحماية أهل السنة في الجنوب وبغداد وديإلى.
 - يجب على أهل العلم وطلبته الاجتهاد والعمل كل بحسبه، فلماذا هذا الصمت! فلابد أن يسجل كل عالم أو شيخ ما يبرئ به ذمته أمام الله، ويخفف عن أخوانه في الداخل بنشر الحق وبيانه.
وأوضح قادة الحراك السني أنّ هذه الخطوات هي "أقل رد فعل لما يواجهه أهل السنة من مخطط مجوسي خبيث يهدف لإفراغ الشارع السني من علمائه وقادته ورموزه " بحسب قولهم.
الصدر يدعو علماء السنة لفتاوى تحرم الدم الشيعي
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رجال الدين السنة بتحدي المنظمات الارهابية والطائفية وإصدار فتاوى تحرم دماء الشيعة. وجاء رد الصدر على سؤال لاحد اتباعه حول موقفه من الاساءة إلى رموز اهل السنة وعمله على اخماد الفتنة الطائفية في وقت لم يجد تجاوبا من مشايخ السنة وعدم براءتهم من تنظيم القاعدة والاصوات الطائفية مثل إطلاق شعارات "سامراء سنية ومتصير شيعية" وضرورة قيام رجال الدين السنة بإصدار فتاوى مكتوبة تحرم الدم العراقي الشيعي والتبرئة من تنظيم القاعدة اسوة بموقف المرجعية الشيعية وحقنا للدم العراقي وتنظيفًا للقلوب من الاحقاد والطائفية وتهدئة للنفوس.
وقد اجاب الصدر قائلا "نعم اتمنى منهم ذلك ففي ذلك درء للفتنة.. فلم نجد تجاوبا من احبتنا السنة في العراق". وأضاف انه من الممكن يخافون من المتشددين لكنه أشار إلى أنّهم لو استجابوا لعلا صوت الاعتدال.
يذكر ان اكثر من 5800 عراقي لقوا مصرعهم منذ بداية العام في اعمال عنف منهم 964 خلال الشهر الماضي الذي اعتبر الأكثر دموية منذ نيسان (أبريل) عام 2008 كما تشير أرقام رسمية. وقد استهدف مسلحو تنظيم القاعدة في اعتداءاتهم المناطق الشيعية بشكل خاص وتوجيه تفجيراتهم بالمفخخات والعبوات اللاصقة المقاهي والمساجد ومجالس العزاء والمدارس والملاعب.
ومن جهته قال معاون مستشار الأمن الوطني العراقي مساعد مستشار الأمن الوطني العراقي صفا حسين ان تنظيم القاعدة توصل إلى اعادة تجميع قواه في بعض المناطق العراقية.. مضيفا "الان لديهم الوسائل المطلوبة لاجتياز الحدود وحلفاء اقوياء جدًا في سوريا. واعتبر في تصريح صحافي ان المتطرفين الاسلاميين "يعون ان المعركة ضد الاسد ستكون طويلة وهدفهم المرحلي هو السيطرة على هذه المناطق التي يعتبرونها استراتيجية.
واليوم دعا المتحدث الرسمي باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام التنظيمات الاسلامية المتشددة إلى الانضمام إلى مشروع تنظيمه بحسب تسجيل صوتي بثته مواقع اسلامية. وقال ابو محمد العدناني "نتوجه إلى كل المجاهدين قادة وجنودا جماعة وافرادا ان تسرعوا بالالتحاق بمشروع الدولة الاسلامية في العراق والشام".
وأضاف ان "هذا المشروع مشروعكم وان مجيئكم اتقى لربكم واقوى لجهادكم واغيض لعدوكم". وشدد بالقول "هلموا فانا لا نشك انه من كان منكم فيه خير فسياتي الله به ولو بعد حين وتفكروا بمن يلتحق بصفوف الدولة كل يوم جماعات وفرادى اليس هم من خيار الفصائل وخيار اخوانكم". ودعا إلى عدم الحكم على تنظيمه من خلال وسائل الاعلام قائلا "او ما يبثه اعداؤنا من التهم والافتراءات انما بما ترونه وتحسونه انتم بانفسكم".
 الداخلية تدعو اصحاب المحلات العامة لتفتيش زبائنهم وتشخيص الغرباء
دعت وزارة الداخلية العراقية أصحاب المقاهي وصالات الألعاب في بغداد إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر في استقبال زبائنهم وذلك بإجراء عمليات التفتيش الصحيحة وتشخيص الغرباء وعدم التهاون في تنفيذ هذه الإجراءات وأن لا يتعاملوا بحسن النية المطلق.
وأكد الناطق الرسمي لقيادة عمليات بغداد التابعة للداخلية العميد سعد معن أن الشبكات الإرهابية تسعى في جرائمها الدنيئة إلى استغلال براءة المواطنين وعفوية الشباب لإراقة المزيد من الدماء الطاهرة لأبناء العراق.. وأشار إلى أنّه كلما تحقق تقدم على أرض الواقع وتلقت التنظيمات الإرهابية ضربات موجعة من القوات الأمنية سعت إلى استهداف الأبرياء العزل.
وأضاف العميد سعد معن انه "في الوقت الذي نصدر هذا التوجيه نود أن نطمئن مواطنينا إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهودها من أجل أمن وسلامة المواطنين، ولكنها تنطلق من مبدأ أن الأمن مسؤولية تضأمنية تقع على عاتق الجميع ولا يمكن تحقيقه إلا بتضافر جهود الجميع" كما قال في تصرح صحافي اليوم وزعته وزارة الداخلية.
واليوم اودى تفجير بسيارة مفخخة وسط سوق شعبية بناحية السعدية في محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) بحياة 30 شخصًا. وأوضح عقيد في قيادة عمليات ديإلى أنّ "سيارة مفخخة انفجرت في داخل سوق شعبية في ناحية السعدية ما أسفر عن مقتل ثلاثين شخصًا وإصابة أربعين آخرين بجروح".
وأوضح ان التفجير وقع حوالى ظهر اليوم في وسط سوق يضم باعة خضار وعددا من المقاهي الصغيرة. والسعدية التي تقطنها غالبية من الأكراد الشيعة "الفيلية" تعد احدى المناطق المتنازع عليها بين اقليم كردستان وحكومة بغداد المركزية.
وجاء هذا الاعتداء بعد يوم من سلسلة اعتداءات شهدها العراق بينها تفجيرات استهدفت مناطق متفرقة في بغداد اسفرت عن مقتل 59 شخصًا وإصابة نحو مئة آخرين. وتصاعدت موجة الهجمات في عموم العراق خلال الاشهر الاخيرة رغم الاجراءات المشددة التي تنفذها قوات الأمن. وقتل اكثر 300 شخص جراء اعمال عنف متفرقة في عموم العراق خلال الشهر الحالي استنادًا لمصادر رسمية.
 
 
البابا يدعو مسيحيّي الشرق الى عدم التخلي عن أرضهم رغم "الاضطهادات"
(أ ف ب)
وجه البابا فرنسيس وبطاركة الكنائس الكاثوليكية في الشرق أمس من روما نداء حاراً مشوباً بالقلق دعوا فيه الى عدم الانقياد الى فكرة وجود شرق اوسط خال من المسيحيين، الذين دعاهم البابا الى عدم التخلي عن أرضهم رغم "الاضطهادات".
وقال البابا أمام مجمع الكنائس الشرقية خلال اجتماعه في روما: "إننا نطلق اليوم نداء مع رعاة الكنائس الشرقية، كي يحترم حق الجميع في عيش حياة كريمة وممارسة إيمانهم بحرية".
واضاف: "لا يسعنا أن نفكر بشرق أوسط خال من المسيحيين الذين منذ نحو الفي عام يبشرون باسم المسيح وهم مواطنون مندمجون في الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية لاممهم".
وهي القمة الاولى للبابا مع بطاركة الشرق منذ العام 2009 ورغب بطاركة الشرق بشدة بعقد هذا المجمع لمناقشة تداعيات الربيع العربي على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط.
وأضاف البابا الى نصه المكتوب تنديداً بـ"الاضطهادات المخيفة" التي يتعرض لها ما بين 10 و13 مليون مسيحي يعيشون في الشرق.
وقال: "من سوريا والعراق ومصر ومناطق أخرى من الأرض المقدسة تزداد الدموع"، معتبراً أنه "لن يكون سلام ما دام هناك رجال ونساء من أي ديانة منتهكة كراماتهم، ومحرومون من أساسيات البقاء، وقد انتزع منهم مستقبلهم وأجبروا على العيش لاجئين أو نازحين".
وقبل عقد هذا الاجتماع عبر العديد من البطاركة عن قلقهم إزاء نزف مسيحيي الشرق الذين يبيعون أراضيهم ويهاجرون. ويشير بعضهم الى وجود استراتيجية مقصودة عبر تسهيل إعطائهم تأشيرات دخول لافراغ الشرق من مكوناته المسيحية.
وتضمنت دعوة البابا وبطاركة الشرق تذكيراً بـ"حق الجميع بممارسة ايمانهم بحرية" واشارة الى القدس لكي تصبح المكان "الذي اراده الرب" مكاناً للوحدة بين "الغرب والشرق".
وشارك في الاجتماع بطاركة الموارنة والاقباط كاثوليك والروم كاثوليك والسريان كاثوليك والكلدان والارمن كاثوليك اضافة الى ممثلين عن الكنائس الشرقية في الهند واوروبا الشرقية مثل اوكرانيا ورومانيا اضافة الى بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال.
ولم ترشح معلومات حول ما دار خلال لقاء البابا بالبطاركة.
ولفت البابا في كلمته أيضاً الى "الروح المتجددة التي أحيت الكنائس بعد سقوط الانظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية, بالاضافة الى المثابرة التي تميز الجماعات المسيحية المقيمة في الشرق الاوسط والتي تعيش غالباً في بيئة مطبوعة بالعدائية والصراعات".
وأكد "أن نور الإيمان لم ينطفئ في تلك الأرض وان هذا الإيمان هو نور الشرق الذي أضاء الكنيسة الجامعة منذ أن أشرق عليها نور المسيح"، مضيفاً "إن بإمكاننا أن نتعلم من الجماعات المقيمة في تلك الأراضي كيفية عيش الروح المسكونية والحوار بين الأديان".
وأعرب رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردي ساندري عن شكره للبابا فرنسيس لمساهمته "في إبعاد خطر" التدخل الأجنبي في سوريا مطلع أيلول الفائت عبر اطلاقه يوم صلاة في الشرق.
 
باكستان: مقتل عضو في "شبكة حقاني" في هجوم بطائرة أميركية بلا طيار
(رويترز)
قالت مصادر باكستانية وافغانية إن هجوما بطائرة بلا طيار، يشتبه أنها أميركية، على مدرسة إسلامية في باكستان أسفر عن مقتل عضو بارز في "شبكة حقاني" المرتبطة بحركة "طالبان" في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وهذا هو أول هجوم بطائرة بلا طيار في باكستان منذ مقتل حكيم الله محسود، زعيم "طالبان" الباكستانية في أول تشرين الثاني الحالي في هجوم فجر صراعا عنيفا على السلطة داخل الحركة التي تعاني انقسامات.
وكان مولوي احمد جان، وهو مستشار لسراج الدين حقاني زعيم الشبكة، موجودا في المدرسة عندما أصابت ثلاثة صواريخ على الأقل غرفته في حي هانجو في منطقة خيبر بختونخوا قبيل الشروق.
وقال مسؤول كبير في شبكة حقاني لـ"رويترز": "نعم هذا حقيقي.. فقدنا شخصية كبيرة أخرى صباح اليوم".
وقال مصدر في المخابرات الباكستانية لـ"رويترز" إن سراج الدين حقاني نفسه رصد في المدرسة قبل يومين.
وهذه الجماعة من أبرز خصوم القوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان المجاورة وكثيرا ما تشن هجمات على القوات الاجنبية من مخابئها الجبلية في منطقة وزيرستان الشمالية، التي ينعدم فيها القانون في باكستان، لكنها تتعرض لضغوط كبيرة هذا الشهر منذ ان قتل ممولها الرئيسي نصير الدين حقاني بالرصاص في اسلام اباد في 11 الشهر الحالي. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن قتله.
واكد مصدر في المخابرات الافغانية مقتل جان. وقالت مصادر من الشرطة والمتشددين ان اربعة اشخاص اخرين على الاقل لاقوا حتفهم في الهجوم لكن عشرات الطلاب الذين كانوا نائمين في غرف اخرى لم يصابوا بأذى.
 
 
العرب والمسألة الشرقية المتجددة
الحياة..خلدون عريمط ** الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان
إثر انتصار السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453 في معركته التاريخية، بفتح عاصمة الدولة البيزنطية «القسطنطينية» وتحويلها إلى عاصمة للسلطنة العثمانية باسمها الجديد إسطنبول، واندفاع الجيوش العثمانية بعدها نحو العمق الأوروبي، نشأ ما يعرف في حينه بـ «المسألة الشرقية»، والمسألة الشرقية في عواصم القرار الأوروبي كانت تعني آنذاك التعاون بين ملوك أوروبا وأمرائها لإيقاف زحف الجيوش العثمانية الإسلامية نحو القارة الأوروبية، والتي توقفت فعلاً عند مداخل فيينا في عهد حفيد السلطان محمد الفاتح، السلطان سليمان القانوني، الذي وسّع كثيراً الأراضي العثمانية باتجاه أوروبا ودولها، وتوفي في بلاد المجر، إثر عودته من حصار فيينا وهو في طريقه إلى عاصمة بلاده، ونُقل جثمانه إلى إسطنبول ليدفن فيها، وبعدها بقيت المسألة الشرقية بكل معانيها وأهدافها وغاياتها محفوظة في أدراج الملوك والأمراء، ومن جاء بعدهم من الرؤساء في أوروبا، إلى أن أعاد فتحها وطرحها مجدداً، التحالف الفرنسي- البريطاني في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ليصار إلى تغيير معنى المسألة الشرقية ومفهومها، فلم تعد تعني إيقاف تقدم الزحف العثماني باتجاه الغرب الأوروبي، بل تغيّرت لدى زعماء أوروبا الجدد وخصوصاً الإنكليز والفرنسيين، لتعني المسألة الشرقية بمفهومها الجديد، تقسيم وتقاسم تركة الرجل المريض أي (تقسيم وتقاسم السلطنة العثمانية). وبالفعل عملت بريطانيا مع فرنسا على خداع العرب ليعلنوا ثورتهم الكبرى عام 1916 بقيادة شريف مكة المكرّمة الشريف حسين الهاشمي ضـد الخـلافـة العـثمـانيـة المـترامـية الأطـراف والـمنهكة والمتحالفة مع دول المحور وفي مقدمها ألمانيا، بحجة أن ثورة العرب ستضمن لهم إقامة دولة واحدة من المحيط إلى الخليج وتتوسطها الأماكن الإسلامية المقدسـة في مـكة المكرمة والمدينة المنوّرة والقـدس الـشريف، غير أن هذا الحلم العربي، اندثر وتحطّم أمام الحلف الصهيوني - البريطاني بوعد بلفور المشؤوم عام 1917، فأعطى من لا يملك إلى من لا يستحق، قسماً كبيراً من أرض فلسطين مع تهجير أهلها وتشريدهم إلى البلاد العربية المجاورة، وتقسيم وتقاسم البلاد العربية بعدها وعلى فترات إلى اثنين وعشرين كياناً عربياً، لتكون بديلاً لحلم العرب بإقامة دولة واحدة قوية من المحيط إلى الخليج، أسوة بوحدة بلاد الترك، وبلاد فارس وما جاورها، وببقية الشعوب الكبيرة، على شرق حوض البحر المتوسط. فها هي المسألة الشرقية تظهر مُجدداً في السنوات الأخيرة وفي المنطقة العربية بالذات، بكل كياناتها من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، خصوصاً بعد الاجتياح الأميركي للعراق، ليتقاسمها مجدداً، التحالف الأميركي- الفارسي المستتر بعناوين مختلفة، ظاهرها العداء للشيطان الأكبر وباطنها الطمع، ومعهما مخططات الحركة الصهيونية في فلسطين، ليتقاسما النفوذ والهـيمنة على الرجل العربي المريض بالفـرقة والتناحر، فحُوّلت من جراء ذلك، المسألة الشرقية بمفـهومـها الـقديـم، لإقامة اثنين وعشرين كـياناً طائفـياً ومـذهبـياً وقَبلياً في الوطن العربي، يأكل بعضه بعضاً، في لبنان وسورية والعراق والبحرين واليمن والسودان (والحبل على الجرار)، ليسْهُلَ التقاسم بين الجنوح الفارسي الصفوي والطمع الأميركي المتـصـهين مع الكيان الصهيوني التلمودي.
ها هي ايران بعنصريتها الفارسية، تعبث بأمن معظم البلاد العربية وتعمل على فارسية الخليج، وتحارب بعض العرب بالعرب باسم نصرة «التشيّع» كما هو حاصل في الأحواز والعراق وسورية ولبنان والبحرين، بهدف إقامة جمهورية ولاية الفقيه الأصولية الفارسية. وها هو العدو الصهيوني يحتل فلسطين وما حولها، وها هي أميركا العظمى المتصهينة تعطي لإيران الفارسية في العراق والخليج العربي من النفوذ والأراضي والجُزر العربية ما لا تملكه أو تملك التصرّف به، لنشر مشروعها في كل الكيانات العربية الخائفة من الجنوح الفارسي ومن الحركة الصهيونية ومخططاتها وعدوانيتها.
بهذا المعنى فإن الـمسألة الشرقية ظهرت مجدداً على الأرض العربية مع بداية هذا القرن، وأضحت وسيلة وورقة تتقاذفها الأطماع الإقليمية والدولية، لمنع العرب من النهـوض والاتـحاد وبناء تكاملهم، ولو بالحد الأدنـى من التضامن لمـواجـهة التحديات وبناء غد أفضل؟ فهل يقرأ حكام العرب مراحل المسألة الشرقية، كيف بدأت وتطورت وتغيّرت معانيها وأهدافها، لتكون في خدمة التحالف الفارسي- الأميركي المستتر، والعدوان والأطماع الصهيونية الظاهرة؟
وهل يمكن العرب أن يتضامنوا ويتكاملوا قولاً وفعلاً؟ وأن تكون المصلحة العربية أوّلاً لديهم، قبل المصالح الذاتية أو الإقليمية أو الدولية؟ كما هي حالنا في العديد من البلدان العربية؟ وهل يمكن الإنسان العربي أن يتنقل بين البلاد العربية بحرية وكرامة ويستثمر فيها، ويشعر بأنه ينتمي لأرض عربية واحدة تسقط فيها وعنها كل المعوقات التي صُنعت بخبث ومكر لمنع تكامل العرب واتحادهم، ليكونوا أهلاً لحمل رسالة الإيمان في الأرض التي كانت ملتقى كل الأنبياء والرسل والكتب السماوية التي أنزلها الله لتكريم الإنسان في كل مكان.
واجبنا أن نذكّر، لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين، والمخلصين والصادقين والأوفياء على هذه الأرض الطيبة. وعلى أولياء الأمور وأصحاب القرار أن يتّعظوا من الماضي ويقرأوا بإمعانٍ تاريخ بلادهم وأمتهم وهذه المنطقة بعين البصر والبصيرة، ليبنوا دولة المواطنة وثقافتها، والولاء للعقيدة والأرض والوجود، وليكونوا كما أرادهم الله، خير أمة أخرجت للناس.
 
 باريس: اللحظة موائمة للحصول على تنازلات إضافية من إيران
فرنسا تضع أربعة شروط للوصول إلى اتفاق
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم
تمسك باريس، من خلال مواقفها المتشددة، بأحد المفاتيح المتحكمة بالتوصل إلى اتفاق مرحلي بين إيران ومجموعة الست (الدول الخمس دائمة العضوية وألمانيا) بشأن ملفها النووي.

وتعي الحكومة الفرنسية أنها أصبحت «طرفا في المعادلة» منذ اللحظة التي دفع وزير الخارجية لوران فابيوس نظراءه يوم 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إلى إعادة النظر في «مسودة» الاتفاق الذي توصل إليه الأميركيون والإيرانيون بمشاركة وزيرة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون التي تترأس مجموعة الست. وخلال زيارته الرسمية والأولى إلى إسرائيل، بقي الرئيس الفرنسي على تشدده مطالبا بالتوصل إلى اتفاق مع ضمانات كافية منذ الاتفاق «المرحلي» الذي يناقش حاليا في جنيف، وطارحا شروطا أربعة لتذييل الاتفاق بتوقيع فرنسا، وهي: وضع كل المنشآت ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني تحت الرقابة الدولية ممثلة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقف التخصيب بنسبة 20% والتخلص من مخزون إيران من هذا اليورانيوم والبالغ 196 كلغ، وأخيرا وقف العمل وتعطيل مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة وبإمكانه عبر إعادة معالجة نفايات البلوتونيوم التي يستخدمها بالتوصل إلى تصنيع القنبلة النووية.

واضح أن باريس ماضية في نهجها المتشدد، وهي تريد، كما أكدت الخارجية الفرنسية مجددا، «اتفاقا جديا صلبا ومحصنا بكل الضمانات»، كما أنها لم تتردد في الرد بشدة على تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي على لسان رئيسها فرنسوا هولاند الذي وصفها بأنها «استفزازية» و«لا يمكن قبولها». ودعا هولاند الطرف الإيراني إلى «الإجابة على الأسئلة المطروحة عليه» بدل اللجوء إلى التعابير التي «تجعل المسألة (النووية) أكثر تعقيدا». وكان هولاند يشير بذلك إلى ما قاله خامنئي عن إسرائيل «الكلب المسعور» وعن قرب زوالها. كذلك وصف خامنئي فرنسا بأنها تحولت إلى خدمة الولايات المتحدة وإسرائيل.

بيد أن السؤال المطروح اليوم على الدبلوماسية الفرنسية يتناول مدى تقييمها لتوافر الشروط التي تراها ضرورية للقبول باتفاق مرحلي ومدى ركونها إلى الضمانات التي تقبل بها إيران بشأن المسائل الأربع التي أجهضت مشروع الاتفاق في اجتماعات جنيف الماضية.

تعتبر مصادر فرنسية أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران أميركيا وأوروبيا ودوليا «أنهكت الاقتصاد الإيراني». وبعكس المسؤولين السابقين الذين كانوا ينفون تأثير العقوبات على مستوى المعيشة وعلى حالة السكان، فإن الإدارة الإيرانية الجديدة لا تخفي الهدف الذي تسعى إليه وهو التوصل سريعا لرفع العقوبات وإن جزئيا، وذلك لسببين: الأول تحقيق إنجاز دبلوماسي يثبت شرعية انفتاح الطاقم الحكومي الجديد على الغرب وعلى الولايات المتحدة بشكل خاص، والثاني تخفيف معاناة الشعب اليومية من خلال تحسين ظروف معيشتهما ليزيد من شعبيته. ويعي الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف والطاقم المفاوض في جنيف أن الفشل سيسحب الشرعية من العهد الجديد وسيقوي حجة المحافظين الرافضين للتوجهات الجديدة. ولذا فإن المفاوضين الإيرانيين مضطرون إلى البقاء ضمن «الخطوط الحمراء» التي أعاد خامنئي تحديدها تحت طائلة فقدان دعمه واهتزاز مواقعهم.

لكن باريس لها حسابات أخرى وفق ما أفادت به لـ«الشرق الأوسط» مصادر ذات علاقة وثيقة بملف المفاوضات، إذ إنها تعتبر أن اللحظة «موائمة» للحصول من إيران على تنازلات وضمانات إضافية لم تحصل عليها الدول الست منذ أن بدأوا بالتعاطي بالملف النووي الإيراني. وتبدو باريس التي التزمت منذ البداية موقفا متشددا من النووي الإيراني مقتنعة تماما بأن غرض البرنامج الإيراني هو إنتاج القنبلة النووية وليس الاستفادة من استخداماتها السلمية. ولذا فإنها ترد على الذين يتهمونها بالعمل لصالح إسرائيل وسعيها لإرضاء بعض الأطراف العربية أن همها الأول المحافظة على صدقية معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ولأنها تعتبر أن تحول إيران إلى دولة نووية سيعني فتح باب السباق النووي في الشرق الأوسط، إذ إن دولا مثل مصر والسعودية والجزائر ستنخرط في السباق. وعليه فالوسيلة الفضلى، رغم إشكالية النووي الإسرائيلي، هي قطع طريق النووي العسكري على إيران والسماح لها بالاستفادة من النووي المدني شرط «تأطير» هذه الاستخدامات ومنعها من عسكرتها.

وقال فابيوس أمس إن باريس «تأمل في التوصل إلى اتفاق متين لن يكون بالإمكان بلوغه إلا بالتمسك بموقف متشدد». وأردف فابيوس، في مقابلة صباحية مع القناة الثانية للتلفزة الفرنسية، أن الإيرانيين «لم يجدوا، حتى الآن، أنه يتعين عليهم قبول موقف الدول الست وآمل أن يفعلوا ذلك». ويفهم من قول فابيوس أن الدول الست متمسكون بقبول إيران الشروط الأربعة التي أدخلت إلى نص الاقتراح المقدم لها في 9 نوفمبر الماضي. وبرأي الوزير الفرنسي فإن ممانعة الوفد الإيراني المفاوض سببها وجود «تناقضات» داخل القيادة في طهران.

غير أن أصواتا غير رسمية في باريس، ومن بينها سفير فرنسا السابق لدى طهران نيكولو، تحذر من «لعبة» الدبلوماسية الفرنسية التي إن استمرت على تشددها فمن شأنها إغلاق الباب الذي فتح مع وصول فريق الرئيس روحاني إلى الحكومة في طهران. وتدعو هذه الأصوات إلى التمييز بين الاتفاق المرحلي الذي غرضه إعادة الثقة إلى علاقات طهران مع الدول الست الذي لن يسري إلا لستة أشهر وبين الاتفاق النهائي الذي سيبدأ التفاوض بشأنه مباشرة بعد توقيع الاتفاق المرحلي. ويفترض بهذا الاتفاق أن يحسم موضوع حق إيران في التخصيب وبأية نسبة وأية كميات، فضلا عن المصير النهائي لمفاعل آراك والمسائل الخلافية الأخرى. ولذا تدعو هذه الأصوات إلى إعطاء الدبلوماسية فرصة جدية بدل إسداء خدمة لفريق المتشددين في إيران نفسها وفي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وبين هذا الموقف وذاك تتأرجح باريس التي وجدت في الملف النووي الإيراني فرصة للعودة إلى واجهة الساحة الدبلوماسية الشرق أوسطية.

 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,737,699

عدد الزوار: 7,001,974

المتواجدون الآن: 74