تقارير.. خبراء أميركيون: مخاوف خليجية من انسحاب أميركي من المنطقة....تركيا تسعى للتقارب مع إيران والعراق للخروج من عزلتها الإقليمية...كارزاي يستخدم قرار الـ«لويا جيرغا» «ورقة ضغط» في وجه أميركا وباكستان...الصين تقيم منطقة دفاع جوي للرد على الاستفزازات الوقحة

فجرُ جنيف النووي يهزّ توازنات المنطقة إيران والغرب إلى صفحة جديدة في العلاقات...واشنطن تتواصل سراً مع حزب الله للتفاهم حول قضايا عديدة...نص أميركي لأهم بنود الاتفاق....الاتفاق الإيراني - الغربي بـ «الشروط الفرنسية» وبيرنز أدار قناة خلفية مع طهران أتاحت التوصل إليه

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2013 - 7:08 ص    عدد الزيارات 1714    القسم دولية

        


 

قريب من روحاني لـ «الراي»: الاتفاق على «النووي» غير مرتبط بملفي لبنان أو سورية
الرأي.. بروكسيل - من ايليا. ج. مغناير
لم يكن الاتفاق بين ايران ودول مجموعة «5+1» حول الملف النووي الايراني جف بعد، حتى كشف مصدر قريب من الرئيس الايراني حسن روحاني لـ «الراي» عن «ان للملف النووي الايراني والاتفاق في شأنه مساراً خاصاً به، وتالياً فلن يكون مرتبطاً بأيّ ملف آخر، كملف لبنان او سورية، رغم ان ما جرى في جنيف سيفتح المجال، ومن دون شك للبحث في ملفات عدة تهمّ ايران والعالم، خصوصاً تلك المتصلة بالاحداث الجارية في الشرق الاوسط».
وقال المصدر القريب من روحاني: «ان ايران ليست مستعدة لاعطاء فريق او طرف شرق اوسطي اي تنازل لا تكون فيه الغلبة دائماً لخط طهران الاستراتيجي الواضح والمقاوم، مع مراعاة مبدأ حسن الجوار»، لافتاً الى «اننا في ايران كنا بدأنا بدعم هذا الخط منذ الثورة الاسلامية في العام 1979 ولم تؤد عقوبات الاعوام العشرة الماضية الى تغيير المسار، فكيف اذا عادت ايران اليوم الى المسرح الدولي من الباب العريض وبإمكانات أكبر وباعتراف دولي بها كدولة عظمى نووية في الشرق الاوسط، وليست دولة معزولة منفردة وسط بحر عدائي».
وأشار المصدر الى «ان منطق العداء الدولي لايران ولّى، ودخلت ايران نادي الدول النووية العالمي باعتراف المجموعة الدولية نفسها»، موضحاً «ان الاتفاق المبدئي التاريخي الذي وُقّع في جنيف يعطي الاطراف جميعها الوقت الكافي لعودة العلاقات بين الاطراف المعنية على الصعيد السياسي والاقتصادي الى طبيعتها، وتنتهي تالياً القطيعة القائمة، وهو وقت كافٍ ايضاً ليتعوّد حلفاء الموقّعين على الاتفاق على الامر الواقع الجديد ويراجعوا سياساتهم المستقبلية ازاء الجمهورية الاسلامية»، متوقّعاً «عودة العلاقات الديبلوماسية وسفارات الدول التي كانت مشاركة في العقوبات الى طهران قبل نهاية السنة الحالية او خلال شهرين في أبعد تقدير».
وقال المصدر ان «لدى ايران ستة اشهر لإظهار مشروعها السلمي، وما لم يُذكر حرفياً في الاتفاق ذُكر ضمنياً فيه، ولهذا فان كل ما علينا الآن فعله هو إثبات ما وعدنا به، وسيتم التأكد من ذلك من خلال التسهيلات التي ستُقدم لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليصار الى العودة الى طاولة المفاوضات مرة اخرى بعد ستة اشهر، ولكن هذه المرة انطلاقاً من اتفاق موقّع سلفاً، وللتوصل الى اتفاق اكثر تطوراً ومرونة يعيد حقوق طهران المادية المجمدة كلها، وتالياً تعود العلاقات مع المجموعة الدولية الى ما كانت عليه سابقاً».
وأكد المصدر لـ «الراي» ان «ما حصل ما هو الا خريطة تحدد المسار المستقبلي وبرضى الأطراف جميعها، وقد كان الفضل الاساسي في هذا التوقيع لكل من روسيا و(وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي) كاثرين آشتون اللذين قربا وجهات النظر، مع التأكيد ان جميع وزراء الخارجية المجتمعين ولا سيما الفرنسي منهم، كانت لديهم النية الجدية اكثر من قبل لتوقيع الاتفاق الاول ولتسجيل اللحظة التاريخية لايران وللمجتمع الدولي ليسير الجميع على السكة الصحيحة».
 
الاتفاق الإيراني - الغربي بـ «الشروط الفرنسية» وبيرنز أدار قناة خلفية مع طهران أتاحت التوصل إليه
الرأي..واشنطن - من حسين عبدالحسين
يقول الاعلاميون العائدون من جنيف انه ابان مغادرته فندق «انتركونتيننتال» حيث كانت تجري المفاوضات، نظر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نحوهم ورفع ابهامه في اشارة الى التوصل الى اتفاق بين مجموعة دول خمس زائد واحد وايران حول ملفها النووي.
بعدها بقليل، وكانت الساعة قد اصبحت الثالثة بعد منتصف الليل بتوقيت جنيف، خرج المجتمعون ليعلنوا اتفاقهم امام العالم، الذي جاء مطابقا للشروط الفرنسية كما اوردتها «الراي» قبل ايام: اغلاق مفاعل آراك، وشبه تعطيل لمنشأة فوردو، واكسدة كل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وحصر التخصيب الايراني بمنشأة ناتانز وبنسبة لا تتعدى الخمسة في المئة، والسماح للمفتشين الدوليين بمراقبة النشاطات الايرانية النووية عن كثب ويوميا.
في المقابل، تحصل ايران على قرابة 10 مليارات دولار، منها 4.2 مليار فورا من عائداتها النفطية المجمدة في بنوك دولية، والباقي على شكل مبيعات ذهب وبتروكيماويات.
وكان البيت الابيض توقع ان تبلغ العائدات الايرانية من التعليق المحدود للعقوبات 7 مليار دولار، فيما سبق ان قدرت مستشارة الامن القومي سوزان رايس الرقم بنحو 10 مليارات. اما اصدقاء اسرائيل في واشنطن، فيقدرون العائدات الايرانية من الاتفاقية المؤقتة بين 20 و50 مليارا.
الرئيس باراك أوباما لم ينتظر عودة واشنطن الباردة من عطلة نهاية الاسبوع، فجمع الصحافيين في العاشرة والنصف مساء في غرفة الطعام في البيت الابيض، وكشف ضمنا ان قناة سرية بين الاميركيين والايرانيين ساهمت في التوصل الى الاتفاقية.
خلف أوباما وقف رئيس موظفيه دينيس ماكدنو بحذاء رياضي وثياب غير رسمية وكأنه كان تم استدعاؤه على عجل لترتيب المؤتمر الصحافي.
وقال الرئيس الاميركي: «لقد لجأنا الى ديبلوماسية مكثفة ثنائية مع الايرانيين، وبالاشتراك مع شركائنا في مجموعة دول خمس زائد واحد»، في وقت كشفت مصادر في واشنطن ان وكيل وزير الخارجية وليام بيرنز يقود قناة خلفية مع الايرانيين منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا في يونيو.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» اول من لفت الى وجود هذه القناة قبل اشهر، وتلاها امس موقع «آل مونيتور»، الذي نقل عن مسؤولين اميركيين قولهم ان بيرنز هو الذي رتب اجتماع وزيري الخارجية جون كيري ومحمد جواد ظريف الاول في نيويورك في سبتمبر الماضي، وهو الذي رتب مكالمة أوباما - روحاني، وهو كان يحضر دوما الى جنيف سرا، ويقيم في فندق غير الذي تنزل فيه الوفود المشاركة. ونقل الموقع ان بيرنز اقام قناة خلفية مع الايرانيين بمساعدة مسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي بانيت تالوار، الذي لمحه صحافيون اكثر من مرة في محيط فندق «انتركونتيننتال».
يذكر ان اسم بيرنز لم يرد ولا مرة في البيانات التي اصدرتها وزارة الخارجية حول اسماء الوفد الاميركي الذي شارك في جولتين من المفاوضات في جنيف.
في الساعت الاخيرة قبل ابرام الاتفاق، كانت المصادر الاميركية تقول ان الوفد الايراني برئاسة ظريف اصر على ان يتضمن بيان الاتفاق عبارة تشير الى «حق الامة الايرانية» في تخصيب اليورانيوم، لكن القوى الدولية رفضت هذا المطلب، واعتبرت ان في الموافقة على التخصيب بنسبة 5 في المئة اعترافاً دولياً ضمنياً بهذا الحق.
وتقول المصادر الاميركية ان كيري وعد الايرانيين بالحديث عن حقهم في التخصيب في التصريحات الاميركية، بما يكفل هذا الحق وان من دون نص، وهو ما يبدو ان أوباما تطرق اليه في خطابه المسائي.
واوضح أوباما: «في الاشهر الستة المقبلة. سنعمل من اجل التوصل الى حل شامل، وسوف نقارب هذه المفاوضات من مفهوم اساسي هو ان ايران، مثل اي دولة، يجب ان تصل الى طاقة نووية سلمية، ولكن بسبب تاريخها في تجاوز التزاماتها، على ايران ان تقبل شروطا مشددة على برنامجها النووي بطريقة تجعل من المستحيل تطوير سلاح نووي». واضاف أوباما ان الكرة في ملعب ايران كي «تبرهن للعالم ان برنامجها النووي سيكون لغايات سلمية حصرا»، معتبرا انه «في حال تلقفت ايران هذه الفرصة، سيستفيد الشعب الايراني من اعادة الانضمام الى المجتمع الدولي، ويمكننا التخلص من انعدام الثقة بين دولتينا، وهو ما سيعطي ايران الفرصة من اجل البدء من جديد في اقامة علاقات مع العالم».
وكرر أوباما تعبير روحاني في الامم المتحدة في اشارته الى ان العلاقات الاميركية - الايرانية الجديدة ستكون «مبنية على الاحترام المتبادل».
وختم بالقول: «في وقت سنمضي قدما (في المفاوضات مع ايران)، ستقف الولايات المتحدة بحزم، وكذلك ستكون التزاماتنا لاصدقائنا وحلفائنا بمن في ذلك حلفاؤنا في الخليج، الذين لديهم اسباب موجبة للتشكيك في نوايا ايران». وفي البيت الابيض، وزع المسؤولون بيانا حول ما ورد في اتفاق جنيف من ان ايران التزمت بوقف اي تخصيب يتعدى الخمسة في المئة، وانها التزمت ابطال مفعول مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في فترة الستة اشهر المقبلة، وان ايران وافقت على «وقف تقدمها لناحية مقدرتها على التخصيب» وذلك بعدم اضافتها طرود مركزية من اي نوع، وعدم استخدامها اي طرود من الجيل الثاني في التخصيب، وعدم تشغيل نصف الطرود في ناتانز، وعدم تشغيل ثلاثة ارباع الطرود في فوردو.
واضاف البيان ان ايران تلتزم انتاج طرودا مركزية جديدة فقط لاستبدال اي طرود ممكن ان تتعطل، وانها وافقت على عدم بناء اي منشآت تخصيب جديدة. واضاف البيان ان ايران وافقت على عدم زيادة مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة في فترة الاشهر الستة، واكسدة اي مخزون جديد.
عن مفاعل «آراك»، يقول البيان ان ايران التزمت عدم تشغيله، وعدم تزويده بالوقود، ووقف انتاج الوقود للمفاعل، وعدم اجراء اختبارات على الوقود، وعدم اضافة اي اقسام الى المفاعل، وعدم نقل اي وقود ومياه ثقيلة اليه، وعدم تشييد اي منشأة قادرة على اعادة التكرير، التي من دونها لا يمكن لايران فصل البلوتونيوم عن الوقود المستهلك.
وختم البيان ان طهران وافقت على زيارات يومية للمفتشين الدوليين لمفاعلي ناتانز وفوردو، ونصب كاميرات مراقبة، ومراقبة معامل انتاج الطرود المركزية واماكن تخزينها، والكشف عن خريطة تصميم مفاعل آراك للمرة الاولى منذ انشائه، والسماح «بالتفتيش بوتيرة اكبر لمفاعل آراك»، وتطبيق البروتوكول الاضافي من معاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل.
 
نص أميركي لأهم بنود الاتفاق
جنيف - رويترز - في ما يلي الاجزاء الرئيسية من نص أميركي لاهم الحقائق في الاتفاق الذي توصلت اليه ايران والقوى العالمية للحد من برنامج ايران النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على طهران.
- التزمت ايران وقف التخصيب في ما يتجاوز نسبة خمسة في المئة وتفكيك التوصيلات الفنية المطلوبة للتخصيب بما يتجاوز هذه النسبة.
- التزمت ايران تحييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من 20 في المئة وتخفيف مخزونها الكامل من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من 20 في المئة لما دون خمسة في المئة أو تحويله الى صورة لا تناسب أي عمليات تخصيب أخرى قبل نهاية المرحلة الاولى.
- التزمت ايران بوقف أي تقدم في قدرات التخصيب.
- عدم تركيب أي أجهزة طرد مركزي اضافية من أي نوع.
- عدم تركيب أو استخدام أي من أجهزة الجيل التالي للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
- تعطيل نحو نصف أجهزة الطرد المركزي التي تم تركيبها في ناتانز وثلاثة أرباع أجهزة الطرد في فوردو حتى لا يمكن استخدامها في تخصيب اليورانيوم.
- قصر انتاج أجهزة الطرد المركزي على الاجهزة الضرورية لابدال ما يلحق به الضرر من الألات حتى لا تتمكن ايران من استخدام فترة الاشهر الستة في تخزين كميات اضافية من أجهزة الطرد المركزي.
- عدم انشاء أي منشآت اضافية للتخصيب.
والتزمت ايران وقف أي تقدم في ما يتعلق بزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 5.3 في المئة من خلال عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 5.3 في المئة بحيث لا تزيد الكمية في نهاية فترة الاشهر الستة عما كانت في بدايتها وتحويل أي كميات يتم تخصيبها من اليورانيوم بنسبة 5.3 في المئة الى أكسيد.
والتزمت ايران عدم تحقيق أي تقدم في الانشطة بمفاعل «اراك» ووقف التقدم في مسار استخلاص البلوتونيوم.
والتزمت ايران بما يلي:
- عدم تشغيل مفاعل اراك.
- عدم تزويد مفاعل اراك بالوقود.
- وقف انتاج الوقود لمفاعل اراك.
- عدم اجراء أي اختبارات أخرى للوقود بمفاعل اراك.
- عدم تركيب أي مكونات اضافية لمفاعل اراك.
- عدم نقل أي وقود أو مياه ثقيلة لموقع المفاعل.
- عدم انشاء أي منشأة قادرة على اعادة المعالجة. ومن دون اعادة المعالجة لا يمكن لايران فصل البلوتونيوم عن الوقود المستنفد.
والتزمت ايران أيضا بما يلي:
- اتاحة المجال بصفة يومية لمفتشي وكالة الطاقة الذرية لدخول موقعي ناتانز وفوردو. وسيسمح ذلك للمفتشين بمراجعة ما صورته الكاميرات لضمان المراقبة الشاملة. وسيوفر هذا شفافية أكبر لما يتعلق بالتخصيب في هذين الموقعين ويقلل زمن رصد أي تجاوز في الالتزام بالاتفاق.
- اتاحة الفرصة لوكالة الطاقة الذرية للاطلاع على منشات تجميع أجهزة الطرد المركزي.
- اتاحة المجال لوكالة الطاقة الذرية لدخول منشات انتاج وتخزين مكونات أجهزة الطرد المركزي.
- اتاحة المجال لوكالة الطاقة الذرية لدخول مناجم اليورانيوم ومحطات تجهيزه.
- تقديم معلومات التصميم المطلوبة منذ فترة طويلة عن مفاعل اراك. وسيتيح ذلك معلومات تفصيلية حساسة عن المفاعل لم تكن متاحة من قبل.
- اتاحة المزيد من الفرص للمفتشين لدخول مفاعل اراك.
- تقديم بيانات رئيسية معينة ومعلومات كانت مطلوبة بموجب البروتوكول الاضافي لاتفاقية الضمانات الايرانية مع وكالة الطاقة الذرية.
الية التحقق من الالتزام
ستكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبة بأداء الكثير من خطوات التحقق بما يتفق مع دور التفتيش المستمر الذي تضطلع به الوكالة، اضافة الى ذلك التزمت ايران والقوى الخمس زائد واحد بتكوين لجنة مشتركة للعمل مع وكالة الطاقة لمراقبة التنفيذ ومعالجة أي مشاكل قد تطرأ. وستعمل اللجنة المشتركة أيضا مع الوكالة الدولية لتسهيل تسوية المخاوف السابقة والحالية في ما يتعلق ببرنامج ايران النووي بما في ذلك البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الايراني وانشطة ايران في بارشين.
تخفيف العقوبات بشكل محدود وموقت يمكن الرجوع عنه
وفي مقابل تلك الخطوات، ستقدم القوى «5+1» تخفيفا محدودا وموقتا وموجها يمكن الرجوع فيه في الوقت الذي تحافظ فيه على الجانب الاكبر من العقوبات بما في ذلك هيكل عقوبات قطاعات النفط والمال والبنوك. واذا أخفقت ايران في الوفاء بالتزاماتها سنتراجع عن هذا التخفيف.
وبصفة خاصة التزمت القوى الخمس زائد واحد بما يلي:
- عدم فرض أي عقوبات جديدة في ما يتعلق بالبرنامج النووي لمدة 6 أشهر اذا راعت ايران التزاماتها بموجب هذا الاتفاق في ما تسمح به نظمها السياسية.
- وقف عقوبات معينة على الذهب والمعادن النفيسة وقطاع السيارات الايراني وصادرات ايران البتروكيماوية بما يتيح لايران ايرادات تقترب من 5.1 مليار دولار.
- الترخيص باصلاحات في ما يتعلق بالسلامة وعمليات تفتيش داخل ايران لبعض شركات الطيران الايرانية.
- السماح ببقاء مشتريات النفط الايراني عند مستوياتها الحالية المنخفضة بشدة لمستويات تقل بنسبة 60 في المئة عما كانت عليه قبل عامين.
وسيتم السماح بنقل 2.4 مليار دولار من حصيلة هذه المبيعات على دفعات اذا أوفت ايران بالتزاماتها.
- السماح بنقل 400 مليون دولار من مساعدات التعليم الحكومية من الاموال الايرانية المقيدة مباشرة الى مؤسسات تعليمية معترف بها في دول ثالثة لتغطية المصروفات التعليمية للطلبة الايرانيين.
صفقات انسانية
- تسهيل الصفقات الانسانية المسموح بها حاليا بمقتضى القانون الاميركي. وأعفى الكونغرس الاميركي الصفقات الانسانية صراحة من العقوبات ولذلك فان هذا البند لن يتيح لايران أي مصدر لارصدة جديدة. والصفقات الانسانية هي المرتبطة بمشتريات ايران من الغذاء والسلع الاولية الزراعية والادوية والاجهزة الطبية. وسيتم أيضا تسهيل الصفقات للمصروفات الطبية في الخارج بما يحقق الفائدة للشعب الايراني.
حل شامل
- خلال المرحلة الاولى التي تستمر ستة أشهر ستتفاوض القوى الخمس زائد واحد على الاسس العامة لحل شامل. وحتى الان يشكل الاطار العام للحل الشامل تصورا لخطوات ملموسة تمنح المجتمع الدولي الثقة في أن انشطة ايران النووية سلمية خالصة.
وفي ما يتعلق بالحل الشامل لم يتم الاتفاق على شيء.
 
أميركيون من أصل إيراني يرحبون بحذر وتشكك
لوس انجليس، نيويورك - رويترز - رحب اميركيون من اصل ايراني بحذر وبقدر من التشكك باتفاق توصلت اليه ايران مع القوى العالمية الست الكبرى للحد من البرنامج النووي لطهران.
وقال رئيس المجلس الوطني الايراني - الاميركي تريتا بارسي في بيان: «أبعدت الديبلوماسية الولايات المتحدة وايران عن شفا حرب كارثية ووضعت البلدين على اعتاب مسار اكثر اشراقا واستدامة الى الامام».
وتابع: «يريد الاميركيون من اصل ايراني الذين يعارضون باغلبية كاسحة الحرب والعقوبات الاقتصادية الشاملة ان يروا مستقبلا تتمتع فيه الولايات المتحدة بعلاقات ايجابية مع دولة ايرانية تمثل بحق شعبها. اليوم يبدو هذا المستقبل اكثر امكانية عن ذي قبل».
وفي سانتا مونيكا في ولاية كاليفورنيا، رد صاحب متجر خضراوات «طهران ماركت» بتفاؤل حذر على انباء التوصل الى الاتفاق. وقال مهري مونفريد: «اعتقد انه سيمضي قدما... ينتظر الشعب في ايران حل القضية».
وفي نيويورك، قال ساريت اسكاهن وهو طبيب اسنان اميركي من اصل ايراني ان «التطورات في الاشهر الماضية كانت تسير في الاتجاه الايجابي».
واكد سيد ناهيد وهو مالك مطعم في مارينا ديل ري في ولاية كاليفورنيا: «هذا الرئيس اكثر براغماتية».
وشعر اخرون بان القيادة الايرانية ستفعل اي شيء في سلطتها لابقاء الاتفاق نافذا بهدف رفع العقوبات المعرقلة بسبب البرنامج النووي الايراني.
وقال مايك زارابكيا الذي هاجر الى الولايات المتحدة من ايران قبل 12 عاما ويمتلك الان مطعما في ولاية نيوجيرزي: «اعتقد انهم صادقون لانهم مضطرون للقيام بذلك... ما من طريق اخر امامهم».
 
جزء من سياسة أوباما للتقارب مع طهران
واشنطن تتواصل سراً مع حزب الله للتفاهم حول قضايا عديدة
إيلاف...أشرف أبو جلالة
يبدو أنّ التقارب الأميركي مع إيران منذ وصول حسن روحاني إلى الرئاسة، سيشمل كذلك ملف حزب الله، إذ تتحدث تقارير إعلامية عن تواصل بين واشنطن وحزب الله بشكل غير مباشر، في مسائل كثيرة كالأمن وشكل الحكومة المقبلة.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت مصادر برلمانية لبنانية عن أن هناك حواراً سرياً بين حزب الله والولايات المتحدة.
وتبين أن دبلوماسيين أميركيين بدأوا التواصل مع مسؤولين من حزب الله في بيروت، وأن الحديث تتطرق للاستقرار في لبنان، وكذلك لشكل الحكومة المقبلة.
وأوردت صحيفة وورلد تريبيون الأميركية عن مصدر لم تسمِه قوله "تقوم الولايات المتحدة باستقبال وإرسال رسائل إلى حزب الله من خلال أطراف ثالثة متعاطفة".
وتابع هذا المصدر حديثه في هذا السياق بالقول: "ورغم بدء الحوار بين الجانبين منذ فترة، إلا أنه قد بدأ يتزايد ويتكرر بصورة ملحوظة على مدار الأسابيع القليلة الماضية".
ونوهت وورلد تريبيون إلى أن أعضاءً من تحالف 14 آذار/ مارس الموالي للغرب، والذين تم إبعادهم من السلطة في العام 2011، هم من كشفوا عن وجود ذلك الحوار.
وأكد هؤلاء الأعضاء، الذين لم يفصحوا عن هوياتهم، أن الحوار الأميركي مع حزب الله يمثل جزءًا من سياسة التقارب التي تقوم بها إدارة الرئيس باراك أوباما مع إيران.
وفي غضون ذلك، أكدت كاترين آشتون، الممثلة الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، أن الاتفاق الموقت الذي تم توصل إليه بين طهران والغرب بشأن برنامجها النووي سيتيح الوقت والفرصة لإيجاد حل شامل لتلك الأزمة المستمرة منذ ما يقرب من عقد، وسط آمال حقيقية بأن يكون المستقبل أفضل.
وبينما أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني باتفاق جنيف، من منطلق أنه سيكون فرصة حقيقية نحو فتح آفاق جديدة، أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في أول تعليق له على الاتفاقية إلى أنها خطوة أولى باتجاه حل أشمل لمشكلة برنامج إيران النووي.
 
فجرُ جنيف النووي يهزّ توازنات المنطقة إيران والغرب إلى صفحة جديدة في العلاقات
النهار...جنيف - موسى عاصي
بعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة التي وصلت الليل بالنهار (20 ساعة عمل يوم السبت وحده)، تمكنت مجموعة 5 + 1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين الى المانيا، وايران فجر أمس، من التوصل الى اتفاق تاريخي لاحتواء البرنامج النووي الايراني في مقابل رفع جزئي للعقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية. ويحمل الاتفاق (النص الحرفي ص11) أملا في الخروج من ازمة مستمرة منذ أكثر من عشر سنين، مع التأكيد انه"خطوة أولى" تم اجتيازها. ومن المرجح ان يؤسس الاتفاق الموقت لاتفاق شامل في غضون سنة، فضلاً عن انه يفتح صفحة جديدة من التعاون بين ايران والغرب وربما مهد الطريق لاعادة صوغ التحالفات اقليمياً ودولياً.
وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما في كلمة القاها في البيت الابيض إن هذا الاتفاق "يقفل الطريق الاوضح" أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجدداً دعوة الكونغرس الى عدم التصويت على عقوبات جديدة على ايران. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "اختراقاً تحقق، الا انه يبقى خطوة أولى في طريق طويلة وصعبة". ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاتفاق "مرحلة نحو وقف البرنامج النووي الايراني".
ورحب مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بالاتفاق قائلاً :"لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين على هذا الانجاز ... ويعود هذا النجاح أيضاً الى الرعاية الالهية والصلوات ودعم الشعب"، مضيفا في رسالة الى الرئيس حسن روحاني انه ينبغي"دوما الصمود أمام المطالب المبالغ فيها" من الدول الاخرى في المجال النووي. ورحبت مصر وسوريا ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين بالاتفاق. أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فوصفه بانه "خطأ تاريخي".
وتوصل المفاوضون بدعم من وزراء الخارجية لمجموعة 5+1 الى اتفاق متوازن تتسم أكثر بنوده بصياغة ملتبسة مبهمة غير مباشرة، انما تفي بالغرض بالنسبة الى الطرفين، وتفتح الطريق أمام الانتقال في المفاوضات المقرر ان تدوم سنة كاملة الى المرحلة الثانية. فهذا النص، وهو مقدمة للاتفاق النهائي، لم يشر مباشرة الى حق ايران في تخصيب الاورانيوم، لكن هذا "الحق" واضح وموجود في أكثر البنود والتفاصيل، على رغم تأكيد البيت الابيض ان "الاتفاق لا يعترف بحق التخصيب". وقد وردت الاشارة الأكثر وضوحاً في مقدمة الاتفاق الذي يتحدث عن حيثيات البرنامج النووي الايراني في المرحلة النهائية من المفاوضات، ووردت ايضاً في بندي منع التخصيب بنسبة 20%، ومنع ايران من زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي عن العدد الحالي (15 الف جهاز).
في المقابل، من شأن البنود المبهمة عينها ان تطوق امكان تحول البرنامج الايراني برنامجاً عسكرياً تماماً، وتترك له ممراً وحيداً نحو الاستخدام المدني، وهذا التطويق يبدأ من منشأة "أراك" التي جرت عملية التفاف على مصيرها تقضي بوضع حدٍ نهائي لنشاطها من دون قول ذلك صراحة. أما التطويق الثاني فموجود في البند المتعلق بمنع التخصيب بنسب عالية، وفي البند المتعلق بالمراقبة المفاجئة التي ستقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل المنشآت النووية.
وبعد ساعات من توقيع الاتفاق، كان الاميركيون أول المبادرين الى اظهار حسن النية، بالافراج عن ثمانية مليارات دولار من الاموال الايرانية المجمدة لديها منذ ثلاثة عقود. كما حصلت ايران ضمن بنود الاتفاق على خفض جزئي لرزمة العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات عدة وتحديداً منذ عام 2009. وهذا التطور سيفتح لايران آفاقاً جديدة لضخ الحياة في عروق اقتصاد شبه مشلول، ويعيد الحركة الاقتصادية الى الدوران وان ببطء، في انتظار الرفع الكامل للحظر المنتظر في نهاية المفاوضات أي بعد سنة من الآن.
ماذا بعد الاتفاق
وبموجب الخطة الايرانية التي اقترحها وزير الخارجية محمد جواد ظريف في الجولة الأولى (15 - 16 تشرين الاول الماضي) للمفاوضات مراحل ثلاث: المرحلة الاولى التي انتهت أمس، وهي مرحلة بناء الثقة. أما المرحلة الثانية، والتي ستبدأ في موازاة تطبيق بنود الاتفاق المرحلي خلال الأشهر الستة المقبلة، فستكون المرحلة الاصعب فيها ستحدد المفاوضات معالم المشروع النووي الإيراني المستقبلي، وستمهد لمرحلة الرفع الكامل للعقوبات الاقتصادية عن ايران وعودة دوران الحركة الاقتصادية بكامل قوتها وامكاناتها الضخمة.
جنيف الايراني - السوري
وستترتب على نجاح المفاوضات الايرانية - الدولية في الوصول الى اتفاق، انعكاسات مباشرة على الملف السوري. وهذا ما أكده لـ"النهار" مسؤول ديبلوماسي رفيع في الامم المتحدة في جنيف يشارك في التحضيرات لجنيف - 2. وقال إن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي واكب جولة جنيف الثالثة طوال ايام انعقادها فيي انتظار ظهور نتائج ايجابية يستند اليها في مساعيه تحضيراً لجنيف- 2. وهو كان التقى على هامش مفاوضات جنيف الايرانية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت الماضي للبحث في التحضيرات للمؤتمر حول سوريا.
 
 
اليابان: الخطوة تعزز خطر حصول أحداث غير متوقعة
الصين تقيم منطقة دفاع جوي للرد على الاستفزازات الوقحة
إيلاف....أ. ف. ب.
اعتبرت الصين الاثنين بلسان اعلامها الرسمي ان طوكيو ابدت "خبثا ووقاحة" عبر احتجاجها على قرار بكين إقامة منطقة دفاع جوي تشمل جزرًا متنازعا عليها بين البلدين.
بكين: واتهمت الصين بلسان اعلامها اليابان بالخبث لاحتجاجها على قرار بكين إقامة منطقة دفاع جوي تشمل جزرا متنازع عليها بين البلدين، وتضم هذه المنطقة التي كشفت الصين عنها السبت والرامية الى "حماية نفسها من اي تهديد جوي"، ارخبيل سينكاكو الخاضع للسيطرة اليابانية والذي تطالب بكين بالسيادة عليه تحت مسمى جزر دياويو، وبات يتعين على كل الطائرات التي تمر فيها الالتزام بقواعد صارمة للتعريف عن هويتها تحت طائلة تدخل القوات المسلحة الصينية.
وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا الاحد ان هذه "الخطوة الاحادية" تعزز "خطر حصول احداث لا يمكن توقعها في المنطقة" مشيرا الى ان طوكيو تدرس امكان الانتقال الى "مستوى اعلى" من الاحتجاج على هذه المنطقة الصينية.
الا ان صحيفة غلوبال تايمز الرسمية المعروفة بخطها التحريري القومي، اعتبرت في افتتاحية عددها الصادر الاثنين ان اليابان تمارس ازدواجية في المعايير بعد ان اقامت طوكيو منطقتها الخاصة للدفاع الجوية والتي لا تبعد حدودها سوى 50 كلم عن السواحل الروسية و130 كلم عن السواحل الصينية.
وكتبت الصحيفة ان طوكيو "تبدو خبيثة ووقحة في اعتراضها على بكين"، مذكرة في هذا الاطار بان "الصين لديها كل الاسباب المحقة والمشروعة في اقامة منطقة مشابهة بدورها".
من جهته، ندد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بما اعتبره "قرارا احاديا" من جانب الصين، محذرا من ان "التصعيد لن يقوم الا بزيادة التوترات في المنطقة وايجاد خطر حصول حادث".
وعلى رغم هذه التصريحات، اعتبرت صحيفة غلوبال تايمز في افتتاحيتها ان "واشنطن اعطت ردا مبهما" على القرار الصيني محذرة اليابان من اي تدخل في المنطقة الجديدة.
واضافت الصحيفة "ما ستقوم به طوكيو بشأن المنطقة ومناطق الدفاع الجوي المتقاطعة (بين البلدين) سيكون حاسما على صعيد السلام والاستقرار في منطقة بحر الصين الشرقي"، لافتة الى ان ايا من البلدين "ليس عليه تصور انه يسيطر بالكامل على الوضع في ما يتعلق بجزر دياويو".
واشارت الصحيفة الى انه "في حال ارسلت اليابان طائرات حربية بهدف +اعتراض+ المقاتلات الصينية (المحلقة في اجواء المنطقة)، فإن القوات المسلحة لبكين سيكون لها الحق في اعتماد تدابير دفاعية طارئة".
وشددت الصحيفة الصينية الرسمية على ان "الصين لم تحدد اي هدف محدد من خلال اقامة منطقة دفاع جوي، لكن من المؤكد انها سترد على كل الاستفزازات الوقحة في المنطقة".
 
كارزاي يستخدم قرار الـ«لويا جيرغا» «ورقة ضغط» في وجه أميركا وباكستان
الحياة...إسلام آباد - جمال إسماعيل
أقر المجلس القبلي الموسع في أفغانستان (لويا جيرغا) امس، اتفاقاً أمنياً مع واشنطن ينظم وجود القوات الأميركية بعد الانسحاب المقرر لحلف شمال الأطلسي نهاية العام المقبل. وصادق الـ «لويا جيرغا» على نص الاتفاق وقرر اعتماده بعد اربعة ايام من المداولات في كابول. وطالب الـ «لويا جيرغا» الرئيس حميد كارزاي بالتوقيع على الاتفاق في موعد أقصاه نهاية هذا العام، فيما بدا الأخير متردداً وراغباً في وضع شروط.
أتى ذلك بعد اعلان كارزاي في خطاب امام الـ «لويا جيرغا» أنه سيترك امر التوقيع على الاتفاق للرئيس الأفغاني المقبل الذي سينتخب بعد الاستحقاق الرئاسي في نيسان (أبريل) 2014، الأمر الذي اثار استياء واشنطن ودفعها الى التهديد بالانسحاب فوراً، ما يهدد بفراغ امني خطر في أفغانستان.
لكن اهم ما قاله الرئيس الأفغاني هو ربطه تنفيذ قرار الـ «لويا جيرغا» بشرط إحلال السلام أولاً، ما اوحى للمراقبين رغبته في استخدام هذه القرار «ورقة ضغط» على الجانبين الأميركي والباكستاني والأطراف الداخلية، لدفع عملية السلام قدماً في عهده، وذلك بعدما اتهم واشنطن وإسلام آباد مراراً بالمناورة والتفاهم مع «طالبان» بمعزل عنه.
وحضت لجنتان فرعيتان في الـ «لويا جيرغا» الرئيس الأفغاني على توقيع على الاتفاق في أقرب موعد ممكن، كما طالبتا الولايات المتحدة بالحيلولة دون قيام نشاطات دينية تبشيرية في الأراضي الأفغانية وعدم تخزين مواد وأسلحة نووية في أفغانستان.
وقالت نجيبة حسيني التي رأست اللجنة الفرعية الثالثة في الـ «لويا جيرغا» في تصريح نقله التلفزيون الأفغاني امس، انه «مع الأخذ بالاعتبار الوضع الأمني والاستقرار في أفغانستان، فإن اللجنة وافقت على 25 مادة من مواد الاتفاق الأمني مع واشنطن بالإجماع ، في حين تمت الموافقة على المادة 13 من نص الاتفاق بغالبية الأصوات»، وهي المادة التي تخص الحصانة القانونية للقوات الأميركية في أفغانستان. وكانت هذه المادة اثارت جدلاً داخل افغانستان وفي اوساط منظمات معنية بحقوق الإنسان في الخارج.
واعتبر نجيب الله ناصر رئيس اللجنة الفرعية الثانية في الـ «لويا جيرغا» ان توقيع كارزاي على الاتفاق «ضروري وذو فوائد لرخاء وتقدم البلاد وازدهارها».
كذلك، هدد الرئيس الأفغاني بعدم توقيع الاتفاق اذا واصلت القوات الأميركية غاراتها ودهمها لمنازل الأفغان. وقال ان «القوات الأفغانية وحدها ستتعامل مع الأحداث ومع طالبان والإرهابيين».
وقال كارزاي ان السفير الأميركي في كابول جيمس كاننغهام وقائد القوات الأميركية في افغانستان الجنرال داند فورد، أبلغاه ان الانتخابات الرئاسية المقبلة في افغانستان ستشهد جولة اعادة وأن عليه توقيع الاتفاق وعدم تأجيله إلى حين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.
 
 تركيا تسعى للتقارب مع إيران والعراق للخروج من عزلتها الإقليمية
الوضع في سوريا والأزمة مع مصر أسقطا طموحها لأن تكون لاعبا أساسيا
أنقرة: «الشرق الأوسط»
بدأت تركيا ببذل جهود كبيرة من أجل التقارب مع جاريها العراق وإيران، البلدين اللذين غالبية سكانهما من الشيعة، لتحسين صورتها في الشرق الأوسط التي تضررت كثيرا نتيجة للنزاع الدائر في سوريا وتوتر علاقاتها الدبلوماسية مع مصر.

ومنذ سنوات أظهر رئيس الوزراء التركي الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان الرغبة في فرض بلاده كلاعب أساسي على المسرح السياسي الإقليمي. لكن النزاع المستعر الدائر في سوريا منذ مارس (آذار) 2011 أسقط، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، طموح أردوغان المعادي للنظام في دمشق فيما تسود البرودة علاقاته مع العراق وإيران وإسرائيل، ليضاف إلى ذلك اليوم الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة.

فقد طردت القاهرة أول من أمس السفير التركي في القاهرة بعد تصريحات لأردوغان قال فيها إنه لا يكن «أي احترام» لمسؤولين يعينهم الجيش في إشارة إلى أولئك الذين أطاحوا بالرئيس المصري السابق الإسلامي محمد مرسي.

وقال السفير التركي السابق في واشنطن فاروق أوغلو، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، إن «تركيا اليوم هو البلد الذي يسبح وحده في الفراغ». من جهته، يرى سنان أولغن رئيس مركز إسطنبول للدراسات الاقتصادية والسياسية الخارجية أن «سياسة ما يسمى بـ(صفر من المشكلات مع الجوار) لم تعد موجودة بكل بساطة». وأضاف «لقد فشلت تركيا في التوصل إلى تبني سياسة دبلوماسية واقعية حيال التغييرات التي تشهدها المنطقة إثر الربيع العربي».

وأردوغان الذي شوهت صورته في الخارج بعد القمع العنيف للمظاهرات الشعبية التي حصلت في تركيا في يوليو (تموز) الماضي، دافع عن سياسته من خلال إعلانه أن بلاده تقف إلى جانب «أهل الحق»، أيا كان عرقهم أو دينهم. وأكد أردوغان أن حكومته تدعم الأحزاب الديمقراطية في العالم. وقال: «نحن لا نحترم أبدا أولئك الذين لا يحترمون الحقوق السيادية للشعب».

وقال أولغن إنه رغم هذه التأكيدات، فإن تركيا أدركت فشل سياستها وبدأت بالشروع في «البحث عن توازن جديد».

واعتبر فيصل عيتاني، من مركز الأبحاث الأميركي «أتلانتيك كاونسل»، إن «أردوغان بصدد إعادة تقييم موقع تركيا الإقليمي في ضوء إخفاقات سياستها في سوريا». وبحسب عيتاني فإن أنقرة اعتمدت «موقفا عدائيا» تجاه الرئيس السوري بشار الأسد من خلال دعمها للقوى للمتمردة ما أدى إلى تأثر علاقاتها مع إيران والعراق المجاورين وكلاهما يدعمان النظام في دمشق. وأوضح أن «تركيا ترى أن هذا هو على الأرجح الثمن الذي تدفعه (لإسقاط الأسد)، ولكنها بالتأكيد لم تكن تتصور أن سقوط هذا النظام سيستغرق وقتا طويلا».

ولهذا بدأت أنقرة فعليا باتخاذ خطوات من أجل التقارب مع إيران والعراق. وسيقوم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بزيارة إلى طهران اليوم بعد زيارة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة التي أكد خلالها الوزيران على أن «ما يربط (بين البلدين) من اتفاقات حول القضايا الإقليمية هو أكثر من الخلافات». وزار وزير الخارجية التركي الشهر الحالي بغداد بحثا عن «بداية جديدة» بعد أن توترت العلاقات بين البلدين بسبب رفض أنقرة تسليم نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي المتهم بالقتل في العراق، والاتفاقات النفطية التي وقعها الأتراك مع المسؤولين في كردستان العراق.

ويرى الخبراء أن هذا التقارب بين أنقرة وبغداد على وجه الخصوص يعكس قلق تركيا من تصاعد قوة الأكراد في سوريا على حدودها الواقعة بالقرب من مناطق متمردي حزب العمال الكردستاني حيث شكلوا أخيراً إدارة خاصة بهم في أقصى الشمال السوري.

ويؤكد عيتاني أن «تركيا تدرك الآن أن عليها تحقيق التوازن في معارضتها للنظام السوري عن طريق اتخاذ تدابير لاحتواء الأكراد في سوريا، الأمر الذي يتطلب وجود تحسن في علاقاتها مع إيران والعراق».

وهذا التحول لم يمنع النائب التركي المعارض مسلم ساري من وصف داود أوغلو بأنه «أسوأ وزير في الحكومة» و «أسوأ وزير خارجية في تاريخ الجمهورية التركية».

 

 

خبراء أميركيون: مخاوف خليجية من انسحاب أميركي من المنطقة

 واشنطن - «الراي»
لم تكد الانباء حول امكانية التوصل الى اتفاقية اولية بين مجموعة دول خمس زائد واحد وايران تصل واشنطن حتى انكب المراقبون على محاولة تقديم سيناريوات لتأثيرها على الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، وخصوصا في سورية، وعلى سياسات وتصرفات حلفاء اميركا مثل السعودية واسرائيل.
في هذا السياق، يقول الخبير اليميني الرصين والتر راسل ميد ان «السؤال التالي» لتوقيع الاتفاقية هو «هل يدفع خوف السعودية وكرهها لايران، فضلا عن غضبها ضد الولايات المتحدة، الى تقاربها مع قطر من اجل دمج القوات السنية في تنظيم واحد فعّال في الحرب السورية؟»
ويجيب ميد انه اذا لم تنجح السعودية وقطر بتوحيد جهودهما في سورية، «توقعوا ان يستمر تحسن اداء (قوات الرئيس السوري بشار) الاسد، خصوصا بالنظر الى ان اتفاقية نووية موقتة ستمنح ايران المزيد من الاموال»، التي يمكنها ان تنفقها من اجل انقاذ حليفها في دمشق.
تعليقات ميد تأتي وسط تقارير بلغت واشنطن مفادها ان المجموعات الاسلامية المقاتلة في سورية تعمل على انشاء جبهة موحدة لاستعادة الاراضي التي خسرتها امام قوات الاسد على مدى السنة الماضية. وتتضمن هذه الجبهة الفصائل التالية: «جيش الاسلام، واحرار الشام، وصقور الشام، ولواء الحق، ولواء التوحيد، وانصار الشام والجبهة الكردية الاسلامية». وتفيد التقارير نفسها ان هذه المجموعات اسلامية وغالبية مقاتليها من السوريين.
ويكتب المحلل تشارلز ليستر من مركز ابحاث «جاينز» البريطاني للأبحاث الدفاعية ان قوام الجبهة الاسلامية الجديدة يبلغ نحو 45 الف مقاتل، فيما يبلغ عديد مقاتلي «الجيش السوري الحر» التابع لهيئة الاركان برئاسة سليم ادريس 40 الفا. ويعتبر ليستر ان الجبهة الجديدة لا تضم تنظيمي «القاعدة»، اي «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، فيما لا يتوقع ان تقوم هذه الجبهة بخوض مواجهة مع اي من هذين الفصيلين بل «قد تنجح في استقطاب المقاتلين السوريين الاسلاميين بعيدا عن تنظيمي القاعدة».
واعتبر المعلق دايفيد اغناتيوس ان «انفتاح الولايات المتحدة على ايران سيؤثر على الانقسام الطائفي السني - الشيعي الذي اراق الكثير من الدماء في الشرق الاوسط». وكتب اغناتيوس، احد ابرز مؤيدي الاتفاقية مع ايران، في «واشنطن بوست» انه من الصعب التكهن بتأثيرها على الوضع في المنطقة، لكنه دعا بلاده الى الحذر في كيفية «ادارة انخراطها مع ايران الشيعية»، اذ من شأن ذلك ان يؤدي الى المزيد من المواجهات بين الفصائل المتطرفة من الجهتين في سورية وفي اماكن اخرى.
وتابع اغناتيوس ان الرئيس باراك أوباما كان محقا في ابتعاده عن الصراع السني - الشيعي، ولكن احدى النتائج غير المحسوبة للتقارب مع ايران ستأتي في حال ساد الاعتقاد ان واشنطن تعمل على «استبدال حلفائها السنة القدامى بشركائها الشيعة الجدد».
ويعتقد المحلل الاميركي ان ما يخيف «عرب الخليج والاسرائيليين هو ان يكون انخراط الولايات المتحدة مع ايران مترافقا بانسحاب اميركا من المنطقة»، اي ان تكون واشنطن تسلم دورها الشرق اوسطي الى الايرانيين. وما يزيد من خوف حلفاء اميركا ان واشنطن تحاول التأكيد لهم على التزامها أمنهم، لكنها في الوقت نفسه تسحب قواتها وتتراجع في اللحظة الاخيرة عن شن ضربة عسكرية ضد قوات الاسد، حسب الكاتب الاميركي، الذي يختم انه على الرغم من ان «اتفاقية مع ايران قد تكون من ابرز نجاحات أوباما، لكن يجب التفكير دائما بشكل غير تقليدي حول العواقب غير المحسوبة، خصوصا في الوقت الذي نحاول الاحتفال بنشوة الانتصار الديبلوماسي».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,756,226

عدد الزوار: 7,002,483

المتواجدون الآن: 62