انفجاران يهزان القصر العدلي بوسط دمشق.. وأكثر من 85 قتيلا في سوريا أمس، قوات النظام تقنص عائلة كاملة حاولت الهروب من القصف في دوما

تركيا تتوعد الأسد برد حازم.. وجدل حول مشروع أنان لحكومة انتقالية... الملف الإيراني وحاجة أميركا الى روسيا في أفغانستان يفرضان حذراً أكبر في التعامل مع أزمة سورية...قوات خاصة مختلطة في هاتاي

تاريخ الإضافة السبت 30 حزيران 2012 - 4:16 ص    عدد الزيارات 2139    القسم عربية

        


 

تركيا تتوعد الأسد برد حازم.. وجدل حول مشروع أنان لحكومة انتقالية

أنان يقترح حكومة تضم المعارضة وأنصار النظام.. والمجلس الوطني والجيش الحر يشترطان رحيل الأسد * الرئيس السوري يستبعد عملا عسكريا على غرار ليبيا * أكثر من 90 قتيلا.. وانفجاران في القصر العدلي بدمشق واشنطن: هبة القدسي * حماس تتهم إسرائيل باغتيال أحد قياداتها العسكرية في دمشق

 
جريدة الشرق الاوسط... لندن: علي الصالح بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب ... توعدت أمس أنقرة بالرد بحزم، لكن في إطار القانون الدولي، على نظام الأسد عقب إسقاط طائرة الاستطلاع التركية الأسبوع الماضي، بينما ترددت أمس في الأروقة الدبلوماسية أنباء عن جدل دولي يدور حول «الأولويات» في ما يخص مقترح المبعوث العربي - الدولي إلى سوريا كوفي أنان، والخاص بتشكيل «حكومة إنقاذ انتقالية».
وأكد مجلس الأمن القومي التركي أمس أن تركيا سترد بحزم على إسقاط طائرتها، واصفا ذلك بأنه عمل «عدائي».. في الوقت الذي أكدت فيه تقارير إخبارية أن قوافل عسكرية وشاحنات تحمل بطاريات صواريخ انطلقت من بلدة الإسكندرونة الساحلية بإقليم هاتاي متجهة نحو الحدود السورية.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الموفد الدولي كوفي أنان، أمس، أن لجنة تحضيرية ستلتئم اليوم في جنيف، استعدادا للاجتماع المقرر غدا لمجموعة العمل حول سوريا، وأشار دبلوماسيون في نيويورك إلى أن أنان طرح مقترحا حول «تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة، لإيجاد حل سلمي للنزاع».. لكن المعارضة السورية والجيش السوري الحر اتفقا على رفض الاقتراح، معتبرين أن «أي مبادرة للحل لا تبدأ بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه عن السلطة محكوم عليها بالفشل». من جانبه، قال الأسد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني أمس، إنه يستبعد عملا عسكريا على غرار ليبيا، وأضاف أن «أي نموذج غير سوري غير مقبول لأنه لا أحد غيرنا يعرف كيف تحل المشكلة».
ميدانيا، هز انفجاران مرآب القصر العدلي في وسط دمشق موقعين عددا من الجرحى، في وقت استمرت فيه الحملة الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية في حمص ودوما ودير الزور، موقعة بحسب الهيئة العامة للثورة ما يزيد على 90 قتيلا، أغلبهم في ريف دمشق وحمص. إلى ذلك، اتهمت حركة حماس (الموساد) الإسرائيلي باغتيال أحد قادتها العسكريين في دمشق أول من أمس، وهو كامل غناجة، المعروف باسم نزار أبو مجاهد، بينما اتهمت المعارضة السورية النظام السوري بالضلوع في العملية.
انفجاران يهزان القصر العدلي بوسط دمشق.. وأكثر من 85 قتيلا في سوريا أمس، قوات النظام تقنص عائلة كاملة حاولت الهروب من القصف في دوما

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: بولا أسطيح ... استمرت أمس أعمال العنف التي تضرب العاصمة دمشق وضواحيها منذ مطلع الأسبوع الحالي، وهزّ انفجاران مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة في وسط دمشق موقعين عددا من الجرحى، في وقت استمرت فيه الحملة الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية في حمص ودوما ودير الزور، موقعة وبحسب الهيئة العامة للثورة ما يزيد عن 85 قتيلا، أغلبهم في ريف دمشق وحمص.
وبينما ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن تفجيرين إرهابيين وقعا يوم أمس الخميس في مرأب القصر العدلي في وسط دمشق، وأنه تم تفكيك عبوة ثالثة، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن انفجارا ناجما عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص ووقوع أضرار مادية كبيرة لنحو 20 سيارة كانت متوقفة في المرأب.
ونقلت «سانا» عن مصدر أمني قوله إن التفجير الثاني الذي وقع في المكان ناجم عن انفجار خزان وقود سيارة أخرى، كانت متوقفة بجوار السيارة التي تم تفجيرها، ما أدى إلى حدوث حريق امتد إلى جميع السيارات المحيطة بموقع التفجير.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح مصدر أمني لم يكشف عن اسمه أن الانفجارين ناتجان عن «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيرا إلى أن المرأب المذكور المكشوف مخصص لقضاء وموظفي قصر العدل.
وجاء ذلك بعد ساعات قليلة على تفجير حافلة تقل عناصر من الأجهزة الأمنية والشبيحة في حي ركن الدين، وتداول ناشطون صورا للحافلة مشيرين إلى استهدافها بعبوة ناسفة.. إلا أن السلطات السورية لم تأت على ذكر الحادث، واكتفت بالإعلان عن التفجير الذي حصل أمام القصر العدلي.
ونفى الجيش السوري الحر مسؤوليته الكاملة عن التفجير الذي هز وسط دمشق، وقال أحد قيادييه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ندين أعمال التفجير هذه التي تحصل في مناطق مكتظة بالسكان، ونجزم بأنّها من صنع النظام الذي يسعى لإلهاء الرأي العام عن المجازر التي يرتكبها في مختلف أنحاء سوريا»، مؤكدا في الوقت عينه أن قوة الجيش الحر تتنامى تدريجيا في العاصمة دمشق.
من جانبه قال الناطق باسم اتحاد شباب سوريا في دمشق سمير الشامي إن الانفجاريين كانا متزامنين، ووقعا الساعة الواحدة إلا خمس دقائق ظهرا بالتوقيت المحلي. وحمّل الشامي النظام مسؤولية التفجيرين «في إطار محاولته لمعاقبة الدمشقيين والتجار، حيث وقعا على بعد أمتار من الأسواق الرئيسية التي نفذت إضرابا شاملا».
في هذا الوقت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور بشكل خاص، غداة يوم دام قتل فيه 150 شخصا، بينهم 16 طفلا في إدلب.
ومن دوما، تحدث محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة لـ«الشرق الأوسط» عن «مجزرة يرتكبها النظام السوري في المدينة بقصفها بمدافع الهاون من جميع المحاور واستهدافه أحياء عبد الرؤوف وشارع عمر بن الخطاب وجامع طه وحي المساكن»، مؤكدا وقوع ما يزيد عن 23 قتيلا ومئات الجرحى جراء القصف الوحشي والعنيف، وقال: «كما استهدف النظام عائلة بأكملها خلال توجهها إلى أحد الملاجئ، مطلقا النار على امرأة مسنّة (90 عاما) وعلى عدد من النساء والأطفال».
ووصف السعيد الوضع في دوما بـ«الخطير للغاية»، مشيرا إلى أن نحو 100 قذيفة سقطت على المدينة حتى ساعات ما بعد الظهر. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بين قتلى يوم أمس ناشطا إعلاميا قتل جراء القصف على دوما ويدعى سامر السلطة، إضافة إلى قتيل سقط جراء التعذيب.
من جانبها أوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن العديد من الجرحى سقطوا في دوما، بينما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن قوات النظام تقصف المدينة بعنف وتحاول اقتحامها من عدة محاور وسط انقطاع كامل للكهرباء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن أربعة مدنيين قتلوا نتيجة القصف الذي تتعرض له المدينة من «القوات النظامية التي تحاول اقتحامها».
وأضاف أن «اشتباكات عنيفة» تدور بين القوات النظامية والمعارضين في مدينة دير الزور التي تتعرض لقصف عنيف تستخدم فيه المروحيات، ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين. كما تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة تشهدها منطقة خان شيخون في محافظة إدلب، متحدثا عن انسحاب القوات النظامية من بلدة خان السبل في إدلب بعد دمار كبير لحق بالبلدة نتيجة القصف، وذلك بعدما كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن مدينة الحراك في محافظة درعا تعرضت إلى قصف عنيف من القوات النظامية، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة العشرات بجروح.
وفي محافظة حلب، أفاد ناشطون عن تعرض بلدة حيان لقصف من القوات النظامية السورية، فيما قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في ريف حمص إثر اقتحام القوات النظامية للبلدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبينما أعلن المرصد عن اندلاع اشتباكات فجر يوم الخميس في منطقة السيدة زينب القريبة من العاصمة دمشق، أفاد عن قصف قوات النظام مدينة حرستا بريف دمشق، وسط سماع دوي انفجار ضخم بالقرب من حاجز عسكري في مدينة سقبا بالريف الدمشقي.
في غضون ذلك أفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف لجيش النظام على مدينة حمص وريفها وسط البلاد. وذكرت شبكة «شام» أن أحياء حمص القديمة وحي الخالدية في حمص تتعرض لقصف عنيف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، في حين سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى جراء القصف العنيف على قلعة الحصن بنفس المحافظة وفق المصدر عينه.
هذا وأشار ناشطون إلى أن قوات النظام استهدفت مدينة الحولة بالدبابات والرشاشات الثقيلة، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، وتعرضت مدينة تلبيسة بحمص لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية.
وشرقا في دير الزور قالت لجان التنسيق إن تسعة أشخاص قتلوا بينهم عائلة كاملة مكونة من أب وأم وثلاث بنات قتلوا جراء سقوط قذيفة هاون على أحد المنازل في حي العرفي. وتتعرض دير الزور لقصف عنيف من قبل قوات النظام شمل أيضا أحياء الحميدية والشيخ ياسين وساحة الحرية.
وذكرت شبكة «شام» أن الطيران المروحي للنظام قصف حي الحميدية مما أسفر عن تهدم منازل بأكملها وسط إصابات خطيرة في صفوف المدنيين.
وجنوبا، سقط قتيلان وعدد من الجرحى نتيجة القصف العشوائي بالصواريخ والمدفعية على بلدة الحراك من قبل قوات الأمن وجيش النظام، وفق الهيئة العامة للثورة، كما تجدد القصف على مخيم النازحين في درعا وبلدتي كفر شمس ودير العدس اللتين اقتحمتهما قوات النظام وسط إطلاق نار كثيف وشنت حملة مداهمات وحرق وتكسير للمنازل واعتقالات عشوائية.
وتحدثت شبكة «شام» عن تجدد القصف المدفعي العنيف وبراجمات الصواريخ على قرى في جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية الساحلية، وبينها قرية تردين.
إسقاط سوريا طائرة حربية تركية يبعث برسالة تحذير، مسؤولون عسكريون أميركيون: الدفاعات الجوية السورية تبدو أقوى من تلك التي واجهها الناتو في ليبيا

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: غريغ جاف.. جاء إسقاط النظام السوري طائرة حربية تركية كتحذير صارخ مفاده أن جيشه قادر على شحذ دفاعات معقدة ضد أعدائه المحتملين، على نحو يصعِّب إمكانية القيام بتدخل عسكري في سوريا على غرار التدخل في ليبيا.
وقد صرحت تركيا بأنه ليست لديها خطط مباشرة للرد على تلك الحادثة من خلال تنفيذ عمل عسكري. لكن رئيس الوزراء التركي شدد يوم الثلاثاء على أنه قد أمر القادة على طول الحدود الجنوبية للبلاد بالتعامل مع أي عمل عسكري سوري كتهديد، على نحو يصعد المخاوف من احتمال انجراف تركيا - جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وحلفائها - إلى حرب إقليمية.
ما زالت تفاصيل حادثة إسقاط الطائرة على طول الساحل السوري تظهر تباعا، غير أن مسؤولين ذكروا أن سوريا قد عززت دفاعاتها الجوية بشراء أسلحة ومعدات من روسيا بعد أن دمرت طائرات حربية إسرائيلية مفاعلا نوويا تحت الإنشاء في الصحراء السورية منذ قرابة خمسة أعوام. وعلى الأقل على الورق، أشار مسؤولون عسكريون أميركيون إلى أن الدفاعات الجوية السورية تبدو أقوى بكثير من تلك التي واجهها حلف الناتو في ليبيا، بل وأقوى من دفاعات إيران.
«يمكنني أن أذكر لكم أسماء (أنظمة) أسوأ، لكنها موجودة في دول مثل الصين»، هذا ما قاله مسؤول بالقوات الجوية تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته نظرا لأنه لم يكن مسموحا له بمناقشة الموضوع على الملأ.
تعتبر المخاوف المتعلقة بإمكانات الجيش السوري مجرد سبب واحد وراء رفض المجتمع الدولي التدخل لوقف القمع الدموي من قبل قوات نظام الرئيس بشار الأسد لجماعات المعارضة.
غير أن مسؤولي دفاع ومحللين عسكريين يقولون إن هزيمة أنظمة الدفاع الجوية السورية تتطلب جهدا عسكريا مستمرا من جانب الولايات المتحدة، الأمر الذي يحتمل أن يسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.
ويحذر هؤلاء الذين يحثون على توخي الحذر من أن أي عمل عسكري ينطوي على مخاطرة إقحام القوات الغربية في حرب طائفية يحتمل أن يمتد تأثيرها عبر أنحاء المنطقة.
وفي وقت ما زال فيه الجيش الأميركي يقاتل في أفغانستان، وفي طور التعافي من آثار الغزو الدموي طويل الأمد للعراق، ثمة معارضة أيضا داخل البنتاغون لاستخدام القوة في مواضع لا تكون فيها المصالح الوطنية مهددة بشكل مباشر.
«يمكننا التعامل مع الدفاعات الجوية المتكاملة في سوريا»، قال الليفتنانت جنرال ديفيد ديبتولا، الذي أشرف على جهود الاستخبارات المتعلقة بالقوات الجوية في البنتاغون. «ينطوي الأمر على قدر هائل من التحديات يفوق الوضع في ليبيا بدرجة كبيرة. إن لديهم بعضا من أحدث القذائف الأرض جو. لكن قبل أن نركز على النهج المتبع، نحتاج إلى التركيز على الأسباب أولا».
وفي أعقاب هجوم إسرائيل في عام 2007 على مفاعل «الكبر» النووي، أنفقت سوريا مليارات الدولارات على تحديث دفاعاتها الصاروخية في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وكان من بين التجهيزات العسكرية التي تم شراؤها نظام الدفاع الجوي الصاروخي طراز «بانتسير إس إيه - 22»، الذي تكهن بعض مسؤولي الدفاع باحتمال أن يكون قد تم استخدامه في إسقاط الطائرة التركية.
«لقد دفعت الهجمة الإسرائيلية السوريين لشراء بعض أحدث أنظمة الدفاع الروسية»، قال دوغلاس باري، زميل رفيع المستوى متخصص في الطيران بمعهد الدراسات الاستراتيجية الدولية في لندن.
وقال كثير من محللي الدفاع إن النظام السوري مماثل للدفاعات الجوية الإيرانية من حيث التقنيات المستخدمة فيه، لكنهم أشاروا إلى أن النظام السوري أكثر فاعلية نظرا لأنه متركز في منطقة أصغر.
يقول جيفري وايت، وهو زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومحلل سابق بوكالة الاستخبارات الدفاعية: «الإيرانيون لديهم منطقة جغرافية شاسعة يتعين عليهم تأمينها، الأمر الذي يخلق ثغرات يمكنك الطيران عبرها وحولها». ويضيف: «النظام السوري أكثر كثافة».
إضافة إلى ذلك، فإن أنظمة الدفاع الجوية السورية أكثر تكاملا من الأنظمة العراقية أو الليبية، على نحو يسمح لضباط الجيش السوري في المواقع المختلفة بمشاركة المعلومات المستهدفة التي يتم تجميعها من الرادار.
على الرغم من ذلك، فإن أي نظام دفاع جوي معقد نسبيا من المحتمل أن تكون به نقاط ضعف. ومع أن النظام السوري يبدو جيدا على الورق، فإنه ليس من المؤكد ما إذا كان لدى السوريين أفراد مدربون يمكنهم تشغيله بفاعلية أم لا، بحسب محللين. وقال مسؤولون أميركيون إنهم ليسوا موقنين أيضا مما إذا كان السوريون يمكنهم صيانة النظام وإصلاحه أم لا.
فضلا عن ذلك، فقد وظفت الولايات المتحدة وقوات حلف الناتو أجهزة تشويش وتقنيات أخرى معقدة لتعطيل نظام الرادار السوري وأنظمة الاتصالات التي لم تكن تستخدمها الطائرة التركية.
وأشار مسؤولون أتراك إلى أن طائرتهم الحربية اخترقت الأجواء السورية بالقرب من مرفأ اللاذقية بطريق الخطأ، لكنها سرعان ما غادرته بعد أن تلقت تحذيرا من مشغل رادار تركي بهذا الخطأ. وقال الأتراك إنهم قد فقدوا الاتصال اللاسلكي بالطائرة على بعد نحو 13 ميلا من الساحل السوري.
كان من الممكن أن تقوم الطائرة، التي كانت تحمل أجهزة خاصة بمراقبة الصور، بمراقبة المرفأ السوري للوقوف على ما إذا كانت هناك شحنات أسلحة.
وقال مسؤولون أميركيون إنه لا يزال من غير الواضح تحديدا المهمة التي كانت تقوم بها الطائرة الحربية التركية وموقعها من الأراضي السورية وقت إسقاطها. قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى: «ثمة كثير من الأمور المجهولة». وفي أعقاب الهجوم، تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان باتخاذ إجراء عسكري ضد أي «عنصر يقترب من الحدود التركية من سوريا بطريقة يحتمل أن تشكل خطرا أو تهديدا».
تتمركز أكثر أنظمة الدفاع الجوي تعقيدا في سوريا على طول حدودها الجنوبية الغربية للتأمين ضد الغارات الإسرائيلية. وليس بالضرورة أن تدخل الجهود الدولية الرامية لفرض منطقة حظر جوي للثوار واللاجئين على طول الحدود التركية في معركة مع أكثر الأنظمة السورية تعقيدا.
* خدمة «واشنطن بوست» _ خاص بـ «الشرق الأوسط»
الفاتيكان: كاهن فرنسي نشر إشاعات مغرضة عن تعرض مسيحيي حمص للاضطهاد، المعارضة السورية تتهم النظام بفبركتها، وتؤكد أن حمص مثال للتآخي الديني

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... كشفت مصادر مطلعة في الفاتيكان أمس أن «كاهنا فرنسيا انتحل صفة أسقف، أعطى معلومات خاطئة لوكالة (فيديس) الإرسالية الكاثوليكية، تتضمن مزاعم بتعرض المسيحيين في حمص للاضطهاد». وأفادت المصادر بأن الكاهن الكاثوليكي الفرنسي فيليب تورنيول دو كلو - المرتبط باليمين - قدم نفسه على أنه ارشمندريت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ووصف لوكالة الفاتيكان وضعا مأساويا يعيشه مسيحيو حمص. وتحدث عن «تدمير كنائس واحتلالها من طرف المعارضين المسلحين، وعن مقتل كاهن وفرار الكثير من المسيحيين نتيجة تهديدات إسلاميين».
وفي تعليقه على هذا التقرير، رأى نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن «حمص كانت وما زالت عنوانا للتآخي والتعايش الإسلامي المسيحي». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «ما ورد من معلومات على لسان هذا الكاهن هو بالتأكيد إحدى فبركات النظام السوري».
وقال الحمود «يجب ألا ننسى أننا في حرب استخباراتية وعسكرية وكل شيء فيها يبدو مباحا، وهذا ما عمد إليه نظام بشار الأسد»، مذكرا بأن «حي الحميدية في حمص، الذي هو خليط إسلامي مسيحي، احتضن الثورة السورية منذ 18 نيسان (أبريل) 2011، وقدم لها كل الدعم، كما أن هناك عناصر مسيحية تقاتل في الجيش السوري الحر»، مؤكدا أن «حمص لا تضطهد المسيحيين كما يروج النظام، إنما هي تمثل الوجه الحقيقي للتلاقي الإسلامي المسيحي، وهي ترفض أي فرقة بينهما».
بدوره، قال عضو قيادة «الإخوان المسلمين» في سوريا ملهم الدروبي «نحن نعتبر أن كل السوريين هم إخوة لنا لأي ديانة انتموا، وهم شركاء في الحقوق والواجبات، ومبادئنا عدم التفريق بين السوريين لا في الدين ولا في الطائفة ولا في العرق». وأكد الدروبي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن محاولات تهجير المسيحيين من حمص وسوريا، ما هو إلا مؤامرة دنيئة يقف وراءها بشار الأسد، ليقول للناس إن الأقليات مهددة في سوريا إذا رحلت عن السلطة وجاء الإسلاميون». وقال «ما أعلنه الفاتيكان عن مزاعم هذا الكاهن معناه أنه شهد شاهد من أهله، ونحن نشكر الفاتيكان على هذه الصراحة، وبالمناسبة نؤكد لها أن المسيحيين في سوريا هم أهلنا وإخواننا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا من دون زيادة أو تفريط».
إلى ذلك، أوضح قيادي بارز في المعارضة السورية أن «هذا التقرير يتوافق مع ما حذرت منه المعارضة السورية، خصوصا المجلس الوطني مرات عدة، من أن النظام يخطط ويعمل على إثارة فتنة طائفية في سوريا، وعلى ضرب مكونات الشعب السوري بعضها ببعض». وأكد القيادي المعارض لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام كان يخطط لتفجير سيارات مفخخة بدور العبادة وفي الكنائس لدفع المسيحيين إلى الهجرة من البلد، وقد أدى كشف هذه المعلومات إلى التراجع عن هذا المخطط، وما نشر في هذا التقرير خير دليل على أن هذا النظام هو من يقف وراء إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في سوريا لتبرير بقائه في السلطة».
وكانت مجلة «مسيحيو المتوسط» ومدونة «إل موندو دي أنيبال» المتخصصة في شؤون العالم العربي، اللتان نشرتا القصة، أكدتا أن «هذا الكاهن ليس أسقفا، لا بل إنه لم يكن في سوريا أصلا، وأن الفاتيكان نأى بنفسه عن هذه المعلومات الخاطئة أثناء اجتماع أعمال إغاثة الكنائس الشرقية، الذي انعقد الأسبوع الماضي في روما. وهذه المعلومات الخاطئة قد تكون مناورة من النظام السوري العلماني لدعم أقواله حول هجمات ينفذها إرهابيون يتلقون أسلحتهم من الإسلاميين ضد الشعب السوري، لا سيما الأقلية المسيحية التي ما زالت بأغلبيتها تؤيد النظام خوفا من المستقبل». وكتبت المدونة «ما زال ينبغي فهم كيف وقعت وكالة مثل (فيديس)، الناطقة باسم التجمع من أجل نشر الإنجيل بين الشعوب، في فخ كهذا؟».
وتأتي هذه المعلومات بعد أن حذّر السفير البابوي المونسنيور ماريو زيناري في 13 يونيو (حزيران) من «معلومات تنشر عبر وسائل الإعلام هدفها التخويف؛ من خلال نشر أنباء عن اضطهاد المسيحيين». وقال «حتى اليوم لن أقول إنهم تعرضوا لتمييز محدد أو أي اضطهاد، من المهم التيقظ ورؤية حقيقة الوقائع».
الأردن ينفي اعتقال أحد ضباطه العسكريين وعناصر أمنية في سوريا

جريدة الشرق الاوسط.... عمان: محمد الدعمة... نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن اعتقال ضباط وعناصر عسكرية أردنية في سوريا، مؤكدا أن تلك الأخبار «غير صحيحة ولا تستند إلى أي حقائق». وقال المعايطة في تصريح للصحافيين أمس، إن «الأردن لا يتدخل في الشأن الداخلي السوري، وإن المعلومات التي تتحدث بخلاف ذلك مغلوطة ولا تستحق التعليق عليها».
وجدد المعايطة دعوة الأردن إلى تضافر مختلف الجهود الإقليمية وجهود المجتمع الدولي من أجل وقف العنف وإراقة الدماء في سوريا، مؤكدا موقف بلاده الداعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وقال «إننا نتحمل الكثير من الأعباء بسبب استضافة الأشقاء السوريين الذين وفدوا إلى الأردن خلال الأزمة».
وكانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية قد بثت خبرا أمس تحت عنوان «توقيف ضباط وأمنيين أردنيين في سوريا»، اتهمت فيه الأردن بتأجيج الأزمة السورية.
وقالت الهيئة في خبرها، الذي بثته وفق مصادر لم تكشف عنها: «أوقفت القوات السورية في حمص ضباطا وعناصر أمنية أردنية، وضبطت نحو 200 بزة عسكرية تعود للجيش الأردني». ولمحت المصادر إلى ما وصفته بـ«دور أمني أردني في تسعير الأزمة السورية، بدأت فصوله بخطف طائرة (ميغ 21) وهبوطها في الأردن لإيهام الرأي العام بحصول انشقاق في سلاح الجو السوري».
وكان الطيار السوري المنشق عن الجيش السوري العقيد حسن مرعي الحمادة قد فر يوم الخميس الماضي بطائرته الحربية «ميغ 21» إلى قاعدة الملك حسين الجوية في محافظة المفرق، والمتاخمة للحدود الأردنية - السورية (75 كيلومترا شمال شرقي عمان) طالبا من الأردن اللجوء السياسي، وقد تمت الموافقة على طلبه.
ويذكر أن السلطات الأردنية سلمت ليلة أول من أمس طائرة «ميغ 21» إلى السلطات السورية، حيث قامت شاحنة أردنية بتحميلها وعبرت بها الحدود البرية إلى منطقة الحدود جابر نصيب.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تجاوز فيه عدد السوريين المقيمين في الأردن، منذ اندلاع الأحداث في سوريا في شهر مارس (آذار) 2011، نحو 140 ألف شخص حاليا وفق تقديرات أردنية. ويشكل نزوح عشرات الآلاف من السوريين إلى الأردن، هربا من العنف في بلدهم.
أنقرة تقول إنها سترد بحزم على إسقاط دمشق لطائرتها، قوافل عسكرية تركية تحمل بطاريات صواريخ ومضادات طيران تتوجه إلى الحدود السورية

لندن: «الشرق الأوسط».... قال مجلس الأمن القومي التركي أمس، إن تركيا سترد بحزم، لكن في إطار القانون الدولي، على إسقاط سوريا طائرة استطلاع تركية الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أكدت فيه تقارير إخبارية، أن قوافل عسكرية وشاحنات تحمل بطاريات صواريخ انطلقت من بلدة الإسكندرونة الساحلية بإقليم هاتاي متجهة نحو الحدود السورية التي تبعد 50 كيلومترا.
ووصف المجلس في بيان صدر بعد اجتماع استمر خمس ساعات إسقاط الطائرة بأنه عمل «عدائي»، وقال المجلس، الذي يضم رئيس البلاد ووزراء بارزين وقادة عسكريين: «ستتصرف تركيا بحزم لاستخدام جميع حقوقها في إطار القانون الدولي للرد على هذا العمل العدائي».
ويأتي ذلك بالتزامن مع ما ذكرته وسائل الإعلام التركية ووكالات الأنباء أمس من أن أنقرة أرسلت بطاريات صواريخ وآليات عسكرية إلى حدودها مع سوريا من أجل إقامة «ممر أمني» ضمن حدودها، وذلك بعد أسبوع تقريبا على إسقاط سوريا لطائرة حربية تركية. ولم يصدر أي تأكيد رسمي حول تحركات الجيش.
وأفادت صحيفة «ملييت» بأن قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي (جنوب شرقي تركيا) متوجهة إلى الحدود التي تبعد قرابة 50 كلم. أما صحيفة «طرف» فأوردت نقلا عن مصادر لم تحدد هويتها، أن انتشار القوات يعتبر بمثابة إقامة «ممر أمني» بحكم الأمر الواقع على الأراضي التركية.
ويأتي ذلك الانتشار العسكري عقب حادثة الطائرة التركية، والتي اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن إسقاطها «اعتداء جبان». ولم يؤكد الجيش التركي عملية الانتشار، لكن سبق له وأن نفى تقارير بأنه في «حالة تأهب» بعد إسقاط الطائرة الحربية التي لا يزال طياراها في عداد المفقودين.
إلى ذلك، أعلن الجيش التركي أمس أن فرق الإنقاذ التركية عثرت على أغراض شخصية لطياري الطائرة التركية التي أسقطتها سوريا وقطع من الطائرة، لكنها ما زالت تبحث عن الطيارين بعد ستة أيام عن الحادث.
وأعلنت قيادة أركان القوات التركية في بيان نشر على الإنترنت أن «أعمال البحث والإنقاذ أدت إلى العثور على بعض أغراض طيارينا وبعض قطع الطائرة (..) لكننا لم نتمكن من تحديد مكان الطيارين وجسم الطائرة».
وأسقطت الطائرة التركية من طراز «إف - 4 فانتوم» يوم الجمعة الماضي عندما كانت تقوم بمهمة تدريب في المجال الجوي الدولي والمتوسطي، حسب أنقرة، بينما قالت دمشق إنها أسقطتها لأنها انتهكت المجال الجوي السوري.
وأكد الجيش التركي أنه نظرا لعمق البحر في مكان الحادث، حيث يبلغ في المتوسط 1260 مترا، سيرسل قريبا بارجة مجهزة لانتشال الحطام.
دبلوماسيون: أنان يقترح حكومة انتقالية في سوريا.. وخلاف حول الأولويات، كلينتون قبل اجتماعها بنظيرها الروسي: توافق بين أطراف اجتماع جنيف.. ولافروف ينفي.. وفابيوس يلتقي سيدا

واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط».... بينما أعلن المتحدث باسم الموفد الدولي كوفي أنان، أمس، أن لجنة تحضيرية ستلتئم اليوم في جنيف، استعدادا للاجتماع المقرر غدا (السبت) لمجموعة العمل حول سوريا، أشار دبلوماسيون في نيويورك إلى أن أنان طرح مقترحا حول «تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة، لإيجاد حل سلمي للنزاع»، وهو الأمر الذي أثار جدلا بين القوى الدولية حول أولويات حل الأزمة، وما إذا كان تشكيل مثل تلك الحكومة يجب أن يكون سابقا على مناقشة تنحي الأسد، أم أن تنحي الأسد هو لب المشكلة السورية.
وأوضح أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان في بيان، أن «اللجنة ستلتئم على مستوى كبار الموظفين في الدول المشاركة في اجتماع السبت»، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا)، إضافة إلى تركيا والعراق وقطر والكويت. ودعيت هذه الدول الثلاث الأخيرة للمشاركة في الاجتماع لدورها الحالي داخل الجامعة العربية. كما سيشارك في الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية، إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون.
وقد أعلن أنان الاجتماع الأول لهذه المجموعة الأربعاء الماضي بعد مباحثات صعبة بين المشاركين. وحدد أهداف اجتماع السبت، موضحا أن «أهداف مجموعة العمل حول سوريا هي تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله».
وأضاف أنان، الذي يسعى إلى تطبيق خطته المؤلفة من ست نقاط والتي تم اعتمادها في مجلس الأمن في أبريل (نيسان) الماضي، «على مجموعة العمل الاتفاق أيضا على توجهات ومبادئ لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الأهداف حقيقة على الأرض». وحول أهداف المؤتمر، أشار دبلوماسيون بالأمم المتحدة إلى أن أنان «اقترح تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم أنصار الأسد وأعضاء من المعارضة (التي تتبنى الحل السلمي) لإيجاد حل سلمي للنزاع ضمن جدول زمني محدد»، وأشاروا إلى أن «القوى العظمى (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم هذه الفكرة».
وقال أحد الدبلوماسيين، إنه «بحسب الصورة التي رسمها أنان، من الممكن أن تضم هذه الحكومة الائتلافية الجديدة وزراء من الحكومة السورية الحالية ووزراء من مجموعات المعارضة، وليس مسؤولين قد يضر وجودهم بالعملية الانتقالية ويجهض مصداقية هذه الحكومة أو الجهود التي تبذل من أجل المصالحة».
ولا تشير لغة خطة أنان إلى استبعاد الأسد بشكل صريح، لكنها تؤكد استبعاد من يتسبب وجودهم في السلطة في تقويض مصداقية عملية الانتقال أو يضر باحتمالات المصالحة الاستقرار. ويقول الدبلوماسيون، إن الاجتماع سيركز على كيفية إقناع الأسد بالتنحي وتشكيل حكومة انتقالية تمهد الطريق لإجراء انتخابات.
ورغم التدهور السريع للأوضاع في سوريا، والذي دفع القوى الدولية للاجتماع العاجل في جينيف، فإن مراقبين يشككون في نجاح تلك القوى في التوصل إلى صيغة مشتركة لحل النزاع. وقد برز الجدل السياسي قبل اجتماع السبت، حيث تصر الولايات المتحدة على أنه لا يمكن حل الصراع، بينما لا يزال الأسد في السلطة، في حين يشير الجانب الروسي إلى أن واشنطن ليس لديها خطة ذات مصداقية للتعامل مع التداعيات التي ستعقب انهيار النظام.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للصحافيين، خلال زيارتها للاتفيا الخميس، إنه من الواضح أن جميع المشاركين في الاجتماع (بما في ذلك روسيا) متفقون حول الخطة الانتقالية التي قدمها أنان. وأكدت أنها تتوقع أن يسفر الاجتماع عن إتاحة فرصة لإحراز تقدم حقيقي في هذه الخطة.
وتابعت كلينتون: «سأناقش هذه القضايا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سان بطرسبرغ، ونتطلع إلى المشاركة في الاجتماع، ونريد له إتاحة الفرصة لإحراز تقدم حقيقي في دعم وتنفيذ خطة أنان، وخارطة طريق للانتقال، المنصوص عليه في الخطة».
وتعقد كلينتون اليوم محادثات مع نظيرها الروسي في سان بطرسبرغ، في حين لم تكشف الخارجية الأميركية عن تفاصيل بشأن المفاوضات بين الوزيرين، وما إذا كانت روسيا قد خففت معارضتها لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد نظام الأسد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «لدينا اختبار إذا كان هذا الاجتماع سيدفع إلى الأمام ونتمكن من تحقيق تقدم ملموس أم لا».
وأوضحت نولاند أن اجتماع لافروف وكلينتون سيحدد الكثير، ومنه قدرة أنان على دفع الدول لاتخاذ مواقف مشتركة والعمل لتحقيق وحدة حول الخطة الانتقالية. وأكدت: «سنواصل توضيح موقفنا لروسيا، وهو أننا نعتقد أن تسليح نظام الأسد فكرة سيئة».
وأشارت نولاند إلى أن «أحد الجوانب المختلف عليها هو كيفية الانتقال من نظام الأسد الدموي إلى مرحلة ما بعد نظام الأسد، ونحن بحاجة لمنح المزيد من الثقة للسوريين أن حياتهم ستكون أفضل بعد الأسد، وبحاجة لخلق مزيد من الوحدة داخل المجتمع الدولي حول الكيفية التي يمكن بها تحقيق ذلك».
من جهته، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، للصحافيين أمس، إن «موافقة موسكو على حضور الاجتماع يوم السبت لا يعني تقديمها لضمانات أنها سوف تقبل خطة أنان، وإنما يعني أنها وافقت على أن تكون خطة أنان هي أساس للمناقشات»، وهو ما أكد عليه سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، في ختام مباحثاته مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام في موسكو، من أن بلاده «لم تناقش مع أي كائن كان المسائل المتعلقة باحتمالات رحيل الأسد عن منصبه»، في حين أشار إلى عدم وجود أي مشاريع متفق عليها بين الأطراف المشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أن العمل يتواصل حول وضع وثيقته النهائية.
وقال لافروف: «لقد بات واضحا للجميع أنه من الضروري إقرار مرحلة انتقالية من أجل تجاوز الأزمة، ووضع قواعد تروق للجميع في سوريا. أما عن مضمون هذه المرحلة الانتقالية وآلياتها، فهو ما يجب أن يقرره الشعب السوري في سياق الحوار الوطني بين الحكومة وكافة أطياف المعارضة».
كما أكد عدم جواز محاولات من وصفهم باللاعبين الخارجيين لفرض تعليماتهم على السوريين، وطالب بـ«ضرورة التزام هذه الأطراف بالوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف التي يجب الضغط عليها وبنفس القدر من أجل وقف العنف، وانسحاب الوحدات المسلحة التابعة لها من المراكز السكنية بشكل متزامن وتحت إشراف المراقبين الدوليين»، داعيا المعارضة السورية إلى «التخلي عن مواقفها غير المهادنة والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة».
وفي حين أكد لافروف مشاركة بلاده في مؤتمر جنيف وبغض النظر عن تشكيلة المشاركين فيه، قال: «من الخطأ استبعاد إيران عن المشاركة»، كما وصف عدم قبول الولايات المتحدة بمشاركة إيران بأنه تعبير عن سياسة المعايير المزدوجة، معيدا إلى الأذهان أن واشنطن سبق أن أقامت اتصالات مع طهران، عندما حاولت المساهمة في تهدئة الوضع في العراق، على حد قوله، مؤكدا أن الحديث يدور عن وقف إراقة الدماء في سوريا، وهو ما كان ينبغي معه عدم استثناء أي من اللاعبين المؤثرين.
وفي سياق ذي صلة، كشفت صحيفة «فيدومستي» الروسية عن توقف روسيا عن تنفيذ اتفاقية توريد منظومة «إس - 300» الصاروخية المضادة للجو التي تقدر قيمتها بـ105 ملايين دولار إلى سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في مجمع الصناعات الحربية الروسية تصريحاتها حول وقف شحن المنظومة بناء على توجيهات صدرت من المراجع العليا، على حد تعبير هذه المصادر.
وأضافت «فيدومستي»، نقلا عن أحد مديري المؤسسة قوله: «يبدو أن الكرملين قرر عدم تزويد سوريا بواحدة من أقوى منظومات الدفاع الجوي المعروضة للتصدير من قبل روسيا، وذلك لتهدئة الغرب وإسرائيل». وأشارت الصحيفة إلى «أن روسيا قد نفذت ولا تزال تنفذ اتفاقيات تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي المتوسطة المدى (بوك)، ومنظومة (بانتسير - س) القصيرة المدى للصواريخ والمدافع، وتطوير منظومة (إس - 125) المضادة للجو بناء على نموذج (بيتشورا - 2 إم)، الأمر الذي يجعل الدفاع الجوي السوري قوة لا بد من حسابها لدى تخطيط الغرب لعملية قصف هذا البلد من الجو».
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الفرنسية أمس، أن وزير الخارجية لوران فابيوس سيلتقي اليوم للمرة الأولى رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في باريس.
وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إن فابيوس «سيبحث معه (سيدا) جهود فرنسا لإنهاء العنف والقمع وتفعيل خطة أنان»، مضيفا أن فابيوس «سيعيد تأكيد دعم فرنسا لجهود المعارضة السورية لكي تتوحد حول رؤية مشتركة للانتقال السياسي، تتماشى مع تطلعات الشعب السوري».
المعارضة والجيش الحر يرفضان اقتراح أنان بتشكيل حكومة انتقالية لحل الأزمة في سوريا، أكدا أن أي مبادرة لا تبدأ بتنحي الأسد ونظامه محكومة بالفشل

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب ... اتفقت المعارضة السورية والجيش السوري الحر على رفض الاقتراح الخاص بالمبعوث الدولي العربي إلى سوريا كوفي أنان، والرامي إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة لإيجاد حل سلمي للنزاع.. واعتبر المعارضون أن «أي مبادرة للحل لا تبدأ بتنحي الأسد ونظامه عن السلطة محكوم عليها بالفشل». ويرى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان أن فرص نجاح هذا الاقتراح غير متوفرة على الإطلاق»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزمة في سوريا لا تدور حول طبيعة الحكومة، بل حول نظام استبدادي قمعي ارتكب جرائم حرب وجرائم إبادة بحق شعبه، وهذا ما اعترفت به الأمم المتحدة».
وقال رمضان «لا يمكن لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في سوريا أن يكونوا شركاء في السلطة، كما أن المبادرة التي قدمتها جامعة الدول العربية وتبنتها الأمم المتحدة، تشير صراحة إلى تنحي الرئيس وتسليم سلطاته إلى نائبه لفترة انتقالية لا تشمل (الرئيس السوري) بشار الأسد أو المجموعة التي معه الآن». مبديا اعتقاده أن «فرص هذا الاقتراح تبدو ضعيفة جدا، لأن الشعب الذي قدم ما يقارب الـ20 ألف شهيد لا يقبل أن يكون شريكا ببضعة وزراء في الحكومة. ولذلك فإن ما قدم من السيد أنان وسمعناه عبر الإعلام لا يشكل مفتاحا لحل الأزمة، لأنه يعطي النظام فرصة للبقاء مدة أطول في الحكم، ولا يترجم الواقع بأن هناك شعبا ثار على هذا النظام الذي فقد السيطرة على 60 في المائة من الأرض، وينكفئ الآن إلى مواقعه وحصونه».
أما نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، فرأى أن «أي مبادرة لا يكون عنوانها رحيل بشار الأسد لن تبصر النور». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لن نقبل بتسوية على الأرض قبل إعلان نهاية بشار الأسد ورحيله، وأي جهة سياسية تتبنى رأينا وتنسيق معنا من أجل الحل وتحت هذا العنوان نرحب بها، لأن الكلمة النهائية هي للثوار وللمقاتلين على الأرض، أما إذا تماهت أي جهة مع توجهات الأسد فلن نقبلها على الإطلاق».
وردا على سؤال عن موقف الجيش الحر في حال وافق اجتماع جنيف (غدا) على هذا الاقتراح، أوضح الحمود أن «المجتمع الدولي يجب أن يتوافق مع ما يريده الشعب السوري، كما أن هذا المجتمع لم يقدم أي دعم للسوريين، باستثناء تركيا التي تقدم دعما إنسانيا، وبالتالي هذه الدول ليس لها أي فضل على الشعب السوري». وأضاف «إذا أرادوا المساعدة بشيء، فيكون ذلك بالعمل على دفع الأسد إلى الرحيل».
بدوره، أكد المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن «موقف المعارضة الثابت والمعلن يتمثل بعدم المشاركة في أي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة». وقال في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «إن المعارضة لم تحصل بعد على تفاصيل بشأن اقتراح كوفي أنان حول تشكيل حكومة انتقالية، وبالتالي لا يمكن الرد على هذا الاقتراح، إلا أن الموقف الثابت أنها لن تشترك في أي مشروع سياسي ما لم يُزح بشار الأسد من السلطة». وأوضح أنه «يجب أن نعرف تفاصيل الاقتراح، وأن نسمع كلاما محددا حول الهدف من المشروع قبل اتخاذ موقف رسمي منه»، مشيرا إلى أن «المعارضة السورية ستجتمع بكافة أطيافها في القاهرة في الثاني من يوليو (تموز) المقبل من أجل توحيد مواقفها وللبحث في المرحلة الانتقالية ووضع رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا».
نائب الرئيس السوري السابق يطالب أنان بإعلان فشله، خدام دعا المبعوث إلى تذكر تاريخه لتحديد مواقفه

جريدة الشرق الاوسط.. بروكسل: عبد الله مصطفى.. وجه نائب الرئيس السوري السابق، عضو الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية، عبد الحليم خدام، رسالة إلى المبعوث الدولي العربي إلى سوريا، كوفي أنان، طالبه فيها بإعلان فشل خطته لحل الأزمة في سوريا، وعدم إعطاء النظام السوري، وحلفائه مزيدا من الوقت لزيادة جرائمه بحق المواطنين السوريين.
وقال خدام في رسالته: «اعتقد الكثيرون، وأنا منهم، وبحكم معرفتنا بتاريخك السياسي، أنك ستواجه عقبات وصعوبات يضعها السفاح بشار الأسد، وذلك سيدفعك إلى إعلان فشل مهمتك للعالم كله، وتحميل السفاح بشار الأسد مسؤولية القتل، وعرض الواقع القائم وشرح حجم معاناة الشعب السوري وخطورة استمرار هذا العدوان على سوريا والسوريين، وعلى طموحاتهم في تقرير مصيرهم وبناء دولة مدنية ديمقراطية توفر العدالة والمساواة والاستقرار والازدهار»، وتابع: «ومع الأسف، لقد مضى قرابة ثلاثة أشهر على إعلان مبادرتك، وسقط خلالها أكثر من ستة آلاف شهيد، وازدادت وتيرة القتل والتدمير كما ازدادت معاناة الشعب السوري».
وأضاف خدام مخاطبا أنان: «لقد فعلت غير ذلك، وساويت بين القاتل والقتيل بتحميلك جزءا من المسؤولية للسوريين الذين يواجهون شراسة العدوان. لقد شكل كل ذلك غطاء لهروب المجتمع الدولي، الممثل في مجلس الأمن، من التزاماته بميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان».
واستمر خدام في تفنيد مهمة أنان قائلا: «عمليا، أعلنت فشل مبادرتك عبر دعوتك لتشكيل مجموعة دولية لبحث الأزمة الدامية في سوريا، وإيجاد حلول لها»، ثم تساءل: «أليست الدول الأعضاء في مجلس الأمن تشكل مجموعة منها من أدان جرائم النظام ودعا إلى إسقاط شرعيته، ومنها من يدافع عن القتل والتدمير؟ هل تتوقع تراجع روسيا والصين عن موقفهما؟ أم هل تتوقع أن تتخلى الدول التي أدانت جرائم القتل والإبادة وأن ترضخ لروسيا وإيران والنظام القاتل على حساب الشعب السوري ومستقبله وأمنه؟».
وتابع: «هل المطلوب إعطاء روسيا فرصة جديدة لإرسال المزيد من السلاح والعتاد إلى حليفها السفاح بشار الأسد، وكذلك قطع من أسطولها البحري للمياه السورية لتمكين القاتل بشار الأسد من تحقيق النصر في حرب الإبادة ضد الشعب السوري؟ هل تتصور أن الشعب السوري يقبل استمرار هذا النظام أو القبول بحلول تبقي عليه؟».
وأضاف خدام: «أنت تعلم يا سيد كوفي أنان أن الأنظمة الديكتاتورية لا يمكن أن تتخلى عن موقعها، وإذا قدمت تنازلات شكلية يكون ذلك خطوة إلى الوراء من أجل القفز إلى الأمام مسافات شاسعة»، معربا عن أمله في أن يتمعن أنان «بطبيعة العدوان على الشعب السوري وبأهداف حلفاء الطاغية بشار الأسد (إيران وروسيا)، وخطورة هذه الأهداف ليس فقط على الشعب السوري، بل على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والأمن والسلم الدوليين».
وختم خدام رسالته بأمله وأمل السورين في أن يتذكر أنان تاريخه «وخاصة عندما توليت الأمانة العامة للأمم المتحدة، وكنت دائما إلى جانب الشعوب المظلومة والمقهورة، على الرغم من الضغوط الدولية التي كانت تمارس عليك.. وفي ضوء ذلك نأمل أن تحدد رؤيتك ومواقفك».
حماس تعلن اغتيال أحد قياداتها العسكرية في دمشق.. وتتهم إسرائيل وتتوعدها، وسط روايات متضاربة حول كيفية اغتياله.. باراك يرفض نفي أو تأكيد التورط.. وجثمان غناجة ينقل إلى عمان

جريدة الشرق الاوسط... لندن: علي الصالح... اغتيل في العاصمة السورية دمشق، الليلة قبل الماضية، كامل غناجة، المعروف باسم نزار أبو مجاهد، وهو أحد كبار القيادات العسكرية لحركة حماس في الخارج. واتهمت حماس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بالوقوف وراء عملية اغتيال غناجة الذي تصفه إسرائيل بخليفة محمود المبحوح، مسؤول حماس العسكري في الخارج، الذي اغتاله الموساد في دولة الإمارات العربية المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) 2010. ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، نفي أو تأكيد هذا الاتهام، مكتفيا بالقول في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية، وفقا للمعلومات، فإنه لا يعلم بأمر العملية وإن إسرائيل لم تنفذها.
وأضاف أن «هناك جهات كثيرة في العالم تطارد غناجة، كونه كان مساعدا كبيرا للمبحوح، وكونه الشخص الذي تولى مهماته بعد اغتياله».
وسينقل جثمان غناجة إلى عمان وسيدفن في ضاحية طبربور، شمال العاصمة، حيث يقيم أهله، بحضور رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، الذي يزور الأردن.
ونعت حماس اغتيال غناجة، مشيرة إلى أنها تجري تحقيقا لمعرفة الجهة التي تقف وراء عملية القتل. وقالت في بيان لها، الليلة قبل الماضية، نقله المركز الفلسطيني للإعلام: «لقد قضى الأخ الشهيد أبو مجاهد عمره عاملا في سبيل الله في صفوف حركة حماس، وفي خدمة قضيته وشعبه». وختمت حماس بالقول: «إننا إذ نزف الأخ الشهيد إلى جنان الخلد، فإننا نؤكد أن دماءه الطاهرة لن تذهب هدرا».
وتناقضت الروايات حول كيفية الاغتيال والطرف المسؤول عن الاغتيال. فقال مصدر فلسطيني في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن غناجة كان مسؤولا كبيرا في الجهاز العسكري لحماس، وإن عملية اغتياله تمت في شقته الواقعة في ضاحية القدسيا، شمال غربي دمشق، التي يعيش فيها تجمع فلسطيني، في نحو الساعة الثامنة من مساء أول من أمس.
وحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن غناجة، وحسب التحقيقات الأولية، مات خنقا، جراء إلقاء قنبلة دخانية سامة في شقته.. غير أن مصادر أخرى أفادت بأن مجموعة من الأشخاص دخلت منزله، وقتلته بقطع الرأس.
من جانبه، قال عزت الرشق إن مجهولين أقدموا على اغتيال أحد كوادر الحركة دمشق. وأضاف أن غناجة تعرض لعملية قتل، وصفها بـ«الجبانة» في دمشق، موضحا على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن غناجة من كوادر حماس، وأن حركته تجري تحقيقا لمعرفة الجهة التي تقف وراء «الجريمة النكراء». حسب قوله.
أما المعارضة السورية، فقد اتهمت النظام السوري باغتياله، وقالت إن الحكومة السورية قامت بتعذيبه قبل قتله، وإن عملية القتل جاءت كرسالة إلى حماس بأن يفكروا جيدا قبل إدارة ظهرهم لنظام بشار الأسد.
يُذكر أن كبار قيادات حماس، وعلى وجه الخاص أعضاء مكتبها السياسي، رفضوا الإعلان عن موقف واضح من الأحداث في سوريا والتزموا مبدأ الحيادية. وغادروا بالكامل دمشق، مطلع العام الجديد، مبررين هذه الخطوة بأن الأوضاع في سوريا لا تسمح لهم بالقيام بواجباتهم ومهامهم بنفس الحرية السابقة. ويوجد معظم قيادات حماس حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، التي أصبحت مقر رئيس المكتب السياسي، خالد مشعل، وعدد آخر من أعضاء المكتب السياسي. واستقر المطاف بموسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي، بالعاصمة المصرية، القاهرة.
وقال المجلس الأعلى للثورة في سوريا، في بيان وصل نسخة منه إلى وكالة «معا» الفلسطينية المستقلة: «تم العثور على جثة غناجة عصر الأربعاء في بيته وعليها آثار تعذيب واضحة. وحسب (مجلس قيادة الثورة)، فقد تم العثور على آثار السجائر التي استعملها القتلة في منزل غناجة، وآثار تعذيب على جسده، ومنها آثار حرق على اليدين، مما يعني أن القتلة أخذوا وقتهم في التعذيب».
وحسب المعارضة السورية، فإنه «لم يتم التعرض لممتلكات المغدور بالسرقة، إذ إن نقوده وحاسبه الشخصي وكذلك سلاحه، كلها بقيت في مكانها»، ويقولون: «إن عملية التصفية هذه متماشية مع الضغوط التي تعرضت لها حركة حماس، لا سيما بعد أن أعلنت موقفها الرافض لممارسات النظام، الأمر الذي دفع النظام للتضييق على الحركة بداية من خلال المعاملات الرسمية والإجراءات على المعابر الحدودية والمطارات».
ولم يستبعد نائب الرئيس الأسبق في جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة «الشاباك»، يتسرائيل حسون، عضو الكنيست عن حزب «كديما»، أن يكون النظام السوري قد اغتال غناجة انتقاما من حماس. حسب حسون، فإن النظام «غضب من حماس، لأنها أدارت له ظهرها، وتشيد بالمعارضة ضده».
غير أن المصدر الفلسطيني في دمشق استبعد أن يكون لأطراف أخرى غير إسرائيل مصلحة في تصفية غناجة وأن يكون للأحداث في سوريا صلة بها، على الرغم من تأكيده وجود عمليات تصفيات ضد ضباط في جيش التحرير الفلسطيني، وصل عددها إلى 8 عمليات كان آخرها قبل نحو ثلاثة أيام باغتيال عقيد ركن أحمد حسن، وكذلك عميد طبيب جراح أنور السقا. هذه (حسب المصدر) قد يكون لها علاقة بأحداث سوريا، وذلك بغرض جر الفلسطينيين إلى التورط في هذه الأحداث على الرغم من الإجماع الوطني على البقاء خارجها وتبني الحيادية فيها، مشيرا إلى أن عدد الفلسطينيين الذين راحوا ضحايا هذه الأحداث حتى الآن يصل إلى نحو الـ200. وقال المصدر أيضا إن هناك استهدافا لمقار الفصائل الفلسطينية بإطلاق النار عليها بين الحين والآخر، وكذلك سرقة سيارات تابعة له.. والفصائل (حسب قوله) تتخذ مزيدا من الحذر والحيطة.
 
خرافة الصراع الطائفي في سوريا

منذر خدام.... جريدة الشرق الاوسط... رغم كل الأعراض الطائفية التي برزت في سياق انتفاضة الشعب السوري في سبيل حريته وكرامته وبناء نظام ديمقراطي بديل لنظام الاستبداد القائم، فإن الصراع الطائفي ليس خيارا واقعيا، وبالتالي فإن تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية لن يحصل. يؤكد ما ذهبنا إليه مجريات الأحداث على الأرض، خصوصا مجريات الأحداث في منطقة الحفة وجوارها في ريف اللاذقية. الصراع الطائفي في سوريا لم يخرج عن نطاق الخطاب الإعلامي والسياسي النخبوي إلا بحدود ضيقة جدا، أما على الأرض فالمسألة مختلفة كثيرا. لقد استغل النظام واقعة كون أغلب المشاركين في الثورة هم من السنة لكي يؤسس لخطاب طائفي تجاه الأقليات يخوفها من البديل القادم، من أجل أن يكسبها إلى صفه، وقد حقق بعض النجاح في البداية، لكن مع استمرار النظام في خياره العسكري الأمني وعدم القبول الجدي بفتح أي خيار سياسي تفاوضي لإنهاء الأزمة، خصوصا بعد أن تسببت حربه المجنونة على شعبه في سقوط آلاف الشهداء من العسكريين وعناصر الأمن، وغالبيتهم من الطائفة العلوية، بدأ مزاج الطائفة العلوية يتغير بعض الشيء تجاه دعم النظام.
لقد صار نقد العلويين للنظام مسموعا في كل مكان في ريف اللاذقية، حيث انتشارهم الرئيسي، وذلك مع تزايد سقوط القتلى من أبنائهم في معارك ليست معاركهم، وقد برز تغير مزاجهم تجاه النظام بصورة واضحة من خلال الأحداث التي جرت في الحفة. فمن المعلوم أن مدينة الحفة تمثل جيبا تحيط به قرى علوية من جميع الجهات تقريبا، وقد خشي كثيرون من حدوث صراع طائفي فيها، يمكن أن يفجر مجمل الأوضاع في الساحل السوري، غير أن الوقائع على الأرض قد كذبت مقولة الصراع الطائفي في سوريا. لقد أسهم كثير من العلويين في تأمين خروج المدنيين من المدينة، واحتضنت أسر علوية عديدة في مدينة اللاذقية مئات الأسر التي فرت من منطقة الاشتباكات، واقتسمت معها كل شيء من لقمة الأكل إلى السكن إلى الحلم بإسقاط النظام.
وفي الجهة المقابلة، لم يعرف عن المسلحين الذين سيطروا على المدينة وهم في غالبيتهم العظمى من سكانها أن اعتدوا على أحد من العلويين، حتى من أنصار النظام والبعثيين المسلحين الذين كانوا في مقر الحزب أو في المؤسسات الحكومية. سمحوا للجميع بالخروج، وكان خطابهم لهم وكذلك لسكان القرى التي مروا بها عند دخولهم الحفة «إننا لسنا في صراع معكم، بل مع النظام الذي يستعبدنا نحن وإياكم».
ومن اللافت أن بعض مشايخ العلويين الذين كانوا يتخوفون من حصول اقتتال طائفي بين العلويين والسنة في المنطقة بدفع من بعض أتباع النظام قد أسهموا في منع ذلك من خلال جولات قاموا بها على القرى المجاورة لمدينة الحفة واجتمعوا خلالها مع أهلها ودعوهم لعدم الانجرار إلى أي صراع طائفي مع جيرانهم. ومن الحوادث التي تروى اليوم على كل لسان في المنطقة وخارجها، والتي تكثف في مغزاها القضية برمتها، أن المسلحين طلبوا من أحد أسراهم أن يتصل بوالدته ويخبرها بأنه أسر اثنين من الإرهابيين ويسألها النصح في ما يجب عمله بهما، فجواب الأم سوف ينفذونه عليه. فجاء جواب الأم قاطعا بأن عليه أن يتركهما، لأن لهما أهلا وأمهات، وقد يكون لديهما أبناء، فما كان من المسلحين إلا أن أخلوا سبيله طالبين منه أن يوصل سلامهم إليها. لقد شكل التضامن بين العلويين والسنة في منطقة الحفة درسا في الوطنية السورية سوف تذكره وتتعلم منه الأجيال القادمة.
هذه هي الوقائع على الأرض، رغم ما يعكرها بين الحين والآخر من الحوادث الفردية غير الواعية، لتجيء من ثم لقاءات المعارضة السورية في القاهرة والاتفاقات المهمة التي توصلت إليها اللجنة التحضيرية للمؤتمر المزمع عقده في القاهرة بتاريخ 2 و2012/7/3 لتدعم هذه الوقائع. لقد اتفق المجتمعون في القاهرة على أن الدولة التي ينشدونها سوف تكون دولة مدنية ديمقراطية، يتساوى فيها المواطنون أمام القانون بغض النظر عن الدين والمذهب والجنس والعرق. وأكثر من ذلك فقد تم النص على المساواة التامة بين الرجل والمرأة في كل شيء، وعلى حق المرأة في تبوؤ جميع المناصب في الدولة بما فيها منصب رئيس الجمهورية. لم يرد في الوثائق الثلاث التي سوف تقدم إلى مؤتمر المعارضة القادم ما يشير إلى أي اعتبارات طائفية أو مذهبية يمكن أن تلحظ سواء على مستوى بناء النظام السياسي أو على صعيد الدولة المنشودة.
إن الوقائع على الأرض، إضافة إلى ما اتفقت عليه المعارضة السورية بكل أطيافها في القاهرة، سوف تشكل إعاقة جدية لجميع المشاريع الخارجية التي تدعو إلى اعتماد النظام السياسي الطائفي وفق النموذج اللبناني أو العراقي أو البوسني، بذريعة حماية الأقليات والمساواة بينها.
باختصار، الصراع في سوريا ليس صراعا بين طوائف أو مذاهب أو مكونات عرقية، وإنما صراع سياسي ساخن بين النظام وأجهزته العسكرية والأمنية (وهي مكونة من جميع طوائف سوريا وإثنياتها)، وبين المسلحين الذين انشقوا عن قوات النظام، والمسلحين المحليين الذين أرغموا على حمل السلاح دفاعا عن أنفسهم وأهلهم، إلى جانب مجموعات مسلحة مختلفة لا تُعرف لها هوية محددة بدأت في الظهور والانتشار مؤخرا في جميع مناطق سوريا، وهي أيضا من جميع طوائف سوريا وإثنياتها.
 
 
كلينتون ولافروف يجتمعان للتفاهم والأسد يرفض أي حل غير سوري
دمشق، بيروت، نيويورك، جنيف - «الحياة»، ا ف ب، رويترز
تجتمع في جنيف اليوم لجنة تحضيرية للاعداد للاجتماع الذي دعا المبعوث الدولي - العربي كوفي انان الى عقده غداً السبت في جنيف للبحث في حلول للازمة السورية. ويشارك في اللجنة كبار الموظفين من الدول والمنظمات التي دعيت الى الاجتماع، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب تركيا والعراق وقطر والكويت، اضافة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكاثرين اشتون المسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي. وقد اكد كل من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حضور الاجتماع...واستبق الرئيس الاسد اجتماع جنيف بالتأكيد انه لا يمكن قبول حل غير سوري للصراع لان السوريين وحدهم هم الذين يعرفون كيفية الوصول لحل. وقال انه لا يتوقع عملا عسكريا ضد سورية، وان عملية على غرار ما حدث في ليبيا ليست ممكنة في بلاده. واستبقت كلينتون ايضا الاجتماع بلقاء تحضيري تعقده اليوم في سان بطرسبورغ لاجراء محادثات حول الازمة السورية مع لافروف والتفاهم على المرحلة الانتقالية.
كذلك استبقت موسكو الاجتماع بتأكيد موقفها الرافض لاي تسوية سياسية في سورية بمعزل عن الرئيس بشار الاسد. وقال لافروف امس خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو مع وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ان خطة الوساطة التي وضعها أنان يجب أن تسعى الى وضع اطار لانتقال سياسي لا أن تحدد مسبقا ما اذا كان سيتم استبعاد الاسد عن المرحلة المقبلة وعن حكومة الوحدة الوطنية المنوي تشكيلها. واكد ان شكل اي حكومة سورية جديدة يجب ان يحدده الشعب السوري ولا تفرضه قوى خارجية. واعتبر ان المحادثات التي ستعقد في جنيف لمناقشة الخطة الانتقالية يجب ان تحدد شروط بدء حوار وطني بين جميع السوريين لا أن تحدد مسبقا مضمون هذا الحوار. كما انتقد لافروف استبعاد ايران من المحادثات.
وأثار تراجع روسيا عن تأييد الوثيقة «اللاورقة» المقترحة من أنان على اجتماع جنيف ردود أفعال مشككة في مجلس الأمن. وأكد ديبلوماسيون غربيون في المجلس لـ «الحياة» أن «روسيا أكدت لأنان والدول المعنية موافقتها على «اللاورقة» الثلثاء الماضي، حين كانت ممثلة بمندوب على مستوى مدير سياسي في اجتماع عقد في جنيف لبحث التفاصيل النهائية للوثيقة المقترحة». واعتبر ديبلوماسي عربي أن «لاورقة أنان لم تطرح جديداً، عند مقارنتها بقرارت جامعة الدول العربية... لن يكفي لوثيقة أنان أن تعتمد على النيات الطيبة فهذا غير مجد في الأزمة السورية» مضيفاً أن «اجتماع جنيف لن يكون مجدياً من دون قرار تحت الفصل السابع يصدر عن مجلس الأمن ويتضمن لغة حازمة».
يذكر ان الـ»لاورقة» تنص على «استثناء الذين يشكل استمرار وجودهم تقويضاً لصدقية العملية الانتقالية وزعزعة للاستقرار والمصالحة» من أي تسوية سياسية. وبحسب ديبلوماسيين في مجلس الأمن فإن هذه الفقرة «تعني أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يجد مكاناً في العملية الانتقالية».
وجاءت الوثيقة التي حصلت «الحياة» على نسخة عنها في 3 صفحات وأربع فقرات رئيسية وحملت عنوان «لاورقة - خطوط عامة ومبادىء لانتقال يقوده السوريون».
ونصت على أن اي تسوية سياسية يجب أن تؤمن انتقالاً للشعب السوري نحو مستقبل يمكنه أن يكون مشتركاً لكل السوريين، ويؤسس تصوراً وخطوات واضحة بناء على إطار زمني محدد نحو تحقيق ذلك التصور، ويمكن تطبيقه في بيئة سلمية ومستقرة وهادئة للجميع يتم التوصل إليها من دون أي مزيد من سفك الدماء والعنف».
وفي الفقرة الأولى، تحت عنوان «تصور للمستقبل»، شددت الوثيقة على أن تطلعات الشعب السوري تطمح الى بناء «دولة تعددية ديموقراطية تسمح بالتنافس السياسي النزيه والمتساوي في انتخابات» وتتقيد «بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان واستقلال القضاء والمحاسبة لمن هم في السلطة من خلال آليات متاحة للشعب»، وتؤمن «الفرص المتساوية للجميع من دون طائفية أو تمييز اثني أو ديني أو سواه بما يحترم حقوق الإقليات الصغرى».
وفي الفقرة الثانية، تحت عنوان «خطوات واضحة في العملية الانتقالية»، أكدت الوثيقة ضرورة وضع «إطار زمني لأي تسوية ذات خطوات محددة وغير متراجع عنها للعملية الانتقالية». وأضافت أن أي تسوية يجب أن تتضمن «تأسيس حكومة وحدة وطنية انتقالية يمكنها أن تنشىء بيئة محايدة للمرحلة الانتقالية، تعمل بصلاحيات تنفيذية كاملة ويمكنها أن تضم عناصر من الحكومة الحالية والمعارضة وسواهما من المجموعات على أن تستثني أولئك الذين يشكل استمرار وجودهم تقويضاً لصدقية العملية الانتقالية وزعزعة للاستقرار والمصالحة». وشددت الوثيقة على «ضرورة مشاركة كل المجموعات والشرائح في المجتمع في سورية في عملية الحوار الوطني التي يجب أن تخضع نتائجها للتطبيق».
وفي الفقرة الثالثة، تحت عنوان «السلامة والاستقرار والهدوء»، ذكرت الوثيقة أن أي «انتقال لا بد أنه يشتمل على التغيير» ويتطلب «تحقيق الهدوء التام والتماسك وعلى جميع الأطراف التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لتأمين وقف دائم للعنف وتنفيذ الانسحابات الكاملة ومعالجة مسألة نزع السلاح ودمج المجموعات المسلحة».
وتحت عنوان «خطوات سريعة للتوصل الى اتفاق سياسي ذي مصداقية»، شددت الوثيقة على ضرورة «احترام سيادة واستقلال ووحدة سورية وسلامة أراضيها» وعلى أن «النزاع يجب أن يحل من خلال حوار سلمي ومتفاوض عليه، وإنهاء سفك الدماء وأن يتعهد الأطراف التزام خطة النقاط الست كاملة».
وتدعو الوثيقة الأطراف الى «الاستعداد لتعيين محاورين للعمل نحو تسوية يقود السوريون التوصل إليها تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». وتشدد على ضرورة «استعداد المجتمع الدولي بما فيه أعضاء مجموعة العمل لدعم تطبيق الاتفاق المتوصل إليه بين الأطراف (السوريين)، ما قد يشمل وجود مساعدة للأمم المتحدة بتكليف من الأمم المتحدة (في سورية) في حال تطلب الأمر ذلك» على أن «يكون التمويل متوفراً لدعم إعادة البناء والتأهيل».
وظهرت ردود سلبية من المعارضة السورية على الاقتراحات التي تم تداولها في اليومين الماضيين والمتعلقة بترتيبات العملية الانتقالية في سورية.
اذ جدد «المجلس الوطني السوري» رفض «اي حوار او شراكة» مع نظام الاسد، واي «خطة تجدد شرعية هذا النظام»، وذلك تعليقا على ما نقل عن اقتراح انان بتشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من انصار الاسد ومعارضين. وشدد بيان صادر عن المجلس على «الثوابت» ومنها ان «لا المجلس الوطني، ولا الشعب السوري الثائر، يقبل اي حوار او شراكة مع نظام بشار الاسد، ولكنه يقبل التفاوض مع من لم تلوث ايديهم بدماء الشعب السوري من اجل ضمان انتقال سلمي للسلطة الى الشعب». واشار الى ان الشعب السوري «قاتل وسيقاتل حتى حصوله على كامل حريته وكرامته وسيادته على أرضه»، وحتى «اسقاط نظام القهر والاستبداد بكل رموزه».
وذكر المجلس ان المعارضة كانت وافقت على خطة انان للحل في سورية غير ان النظام السوري «لم ينفذ أيا من بنود هذه المبادرة وخصوصا بندها الأول القاضي بوقف قتل المدنيين، وبالتالي فمن العبث وتسويق الأوهام الحديث عن اقتراحات جديدة لتنفيذ البند الأخير في الخطة السداسية».
كما هاجمت حركة «الاخوان المسلمين» اقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة نظام الاسد. وقالت في بيان اصدرته امس ان «اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي احاديثه العبثية عن الاصلاح والانفتاح».
ميدانياً، وقع امس انفجاران في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة بوسط دمشق، وذكر التلفزيون السوري انه تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر. واوضح مصدر امني ان الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيرا الى ان المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وتسبب التفجيران باصابة ثلاثة اشخاص بجروح وبتضرر 18 سيارة في المرآب.
واستمرت العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام في ريف دمشق وخاصة في ضاحية دوما التي تعرضت لقصف عنيف. وشنت هذه القوات هجمات في حمص ودير الزور. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان القصف تجدد على احياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه. وتعرضت مدينة دير الزور للقصف والاشتباكات التي تشهدها احياء عدة». وقدرت اوساط المعارضة عدد القتلى في مواجهة امس بتسعين على الاقل.
وترافق ذلك مع تحرك قوافل عسكرية تركية نحو الحدود السورية ردا على إسقاط سورية طائرة عسكرية تركية فوق البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي. وانطلقت اول قافلة وتضم نحو 30 مركبة عسكرية بما في ذلك شاحنات محملة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات من بلدة الاسكندرونة الساحلية التركية نحو الحدود السورية على بعد 50 كيلومترا. كما غادرت قافلة اخرى قاعدة في غازي عنتاب قرب الحدود السورية واتجهت الى اقليم كيليس الذي يوجد فيه مخيم كبير للاجئين السوريين. وظهرت القافلة المكونة من نحو 12 شاحنة وناقلة في شريط فيديو وهي تمر عبر بوابة القاعدة. واكد مجلس الأمن التركي في بيان امس يقول انه سيرد «بحزم وفي إطار القانون الدولي» على العمل «العدائي» السوري باسقاط المقاتلة التركية. ويرأس الرئيس عبدالله غل مجلس الامن التركي ويشارك فيه عدد من الوزراء البارزين وكبار قادة الجيش.
 الاسد يتهم الغربيين بدعم المعارضة المسلحة عسكريا
الحياة...طهران - ا ف ب - اتهم الرئيس السوري بشار الاسد الغربيين وبعض الدول العربية بدعم المعارضة المسلحة في سورية عسكريا بطريقة "سرية"، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الايراني الرسمي الخميس.
 
وقال الاسد "من الواضح ان الدول الغربية وبعض دول المنطقة (...) تدعم مجموعات مسلحة في سورية".
 
واضاف "لا نملك ادلة مادية (...) تدل على ان هذه الدول تتدخل (في المواجهات المسلحة)، ان دعمها خفي وغير مباشر في غالبية الوقت، والحكومات ليست متورطة مباشرة".
 
وتدارك الرئيس السوري "لكن الرابط واضح جدا، يمكن رؤيته في مواقفهم السياسية، حتى ان بعض الدول اعلنت دعمها للكفاح المسلح".
 
ولم يتطرق الرئيس الاسد الى اخر تطورات الازمة السورية، كثافة المعارك واسقاط طائرة تركية او اجتماع مجموعة العمل الدولية حول سوريةا المتوقع السبت في جنيف، في المقابلة التي استغرقت اربعين دقيقة واجريت "الاسبوع الماضي" في موعد غير محدد، بحسب التلفزيون.
 
لكنه اكد في المقابل انه لا يزال يدعم خطة الوسيط الدولي كوفي انان لاعادة احلال الهدوء في سورية على الرغم من فشلها والقاء الغربيين المسؤولية على القوات الحكومية السورية.
 
وقال "من الخطأ القول اننا افشلنا هذه الخطة. (الغربيون) الذين يؤكدون دعم خطة انان يسعون في الواقع الى العمل على افشالها للتمكن من اتهام سوريا وادانتها من قبل مجلس الامن الدولي".
 
واضاف "بالنسبة الينا، انها خطة جيدة لانها تنص على وضع حد لعنف المجموعات الارهابية ومنع بعض الدول من تسليحها"، و"لا تزال صالحة اليوم وللمستقبل".
 
واكد الاسد مجددا ايضا ان "القاعدة ومجموعات دينية متطرفة اخرى متورطة في اعمال ارهابية" وهي موجودة في صفوف غالبية مجموعات المعارضة المسلحة.
ولم يعط الرئيس الاسد مقابلات الا نادرا منذ بداية اعمال العنف في سورية التي اوقعت اكثر من 15 الف قتيل منذ 15 شهرا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
 
لجان التنسيق تتهم النظام السوري باغتيال قيادي في حماس بريف دمشق
الحياة..ا ف ب
 
اتهمت لجان التنسيق المحلية السورية الاجهزة الامنية السورية التابعة للنظام باغتيال القيادي في حركة حماس غناجة المعروف ب"ابو انس نزار" في منزله في قدسيا في ريف دمشق.
 
وقالت لجان التنسيق في بيان تلقته فرانس برس الخميس "قامت قوات النظام وشبيحته باغتيال السيد كمال غناجة احد قياديي حركة حماس"، مشيرة الى ان منفذي الجريمة "قاموا بتعذيبه حتى الموت وحاولوا احراق منزله لإخفاء تفاصيل هذه الجريمة البشعة".
 
وادرجت ما حصل في اطار "اشعال نار الفتنة بين السوريين والفلسطينيين".
 
وقال عضو لجان التنسيق المحلية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق محمد حيفاوي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان اتهام اللجان للنظام السوري باغتيال غناجة ياتي من كون "غناجة كان في زيارة الى سورية ولم يمض على وجوده فيها مدة طويلة".
 
واضاف حيفاوي ان "احدا لم يكن يعلم بوجود غناجة في سورية سوى الاجهزة الامنية النظامية لانهم هم الذين اعطوه تصريح الدخول الى البلاد ".
وردا على سؤال عن احتمال ان يكون الموساد الاسرائيلي قد استغل الفوضى الامنية وقام بالعملية، قال حيفاوي "بحسب معلومات الناشطين في قدسيا، فان طريقة القتل والتمثيل بالجثة ومحاولة حرق المنزل، كلها اساليب تشير الى مسؤولية قوات الامن النظامية ".
 
واضاف ان "قدسيا تحت القصف منذ ايام وفيها حظر تجول، فمن يمكن ان يدخل شقة سكنية في مبنى ماهول وياخذ كل هذا الوقت في القتل والتعذيب سوى اجهزة النظام؟ لو كان الموساد لكان نفذ الاغتيال في اسرع وقت ممكن".
 
ولفت الى ان الاتصال بغناجة انقطع نحو العاشرة من مساء الثلاثاء الماضي قبل ان يتم ايجاد جثته صباح الاربعاء .
وغناجة هو احد مساعدي محمود عبد الرؤوف المبحوح الذي قتل في كانون الثاني/يناير في احد فنادق دبي، واشار التحقيق الى وقوف الموساد وراء اغتياله.
وقال حيفاوي ان غناجة "كان من اوائل الذين وجهوا اصابع الاتهام الى النظام السوري باغتيال المبحوح ".
ودعمت دمشق لسنوات طويلة حركة حماس التي كان مقر مكتبها السياسي في دمشق. ولكن معلومات صحافية اشارت اخيرا الى ان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والمسؤولين الاخرين في الحركة لم يعودوا قاطنين بشكل دائم في دمشق .
 
وتحدثت لجان التنسيق في بيانها الخميس عن اقدام قوات النظام على "تجهيز عناصر من الشبيحة من أصحاب السوابق الجنائية وتجار ومتعاطي المخدرات بهدف حماية المخيمات وفبركة حوادث قتل وخطف شهدتها المخيمات الفلسطينية ".
واستنكرت "اعمال النظام الاجرامية في حق الفلسطينيين في سورية"، مؤكدة ان "محاولات النظام البائسة لن تنال من اواصر العلاقة الأخوية والآلام والآمال المشتركة بين الشعبين".
 
 المواجهات في سورية ترهق اقتصاد الأردن
الحياة...عمّان - نورما نعمات
تُجمع الآراء على أن الأوضاع في سورية انعكست سلباً على الاقتصاد الأردني، خصوصاً على القطاع الخاص الذي يرتبط بمصالح تجارية معها، إذ تُعتبر سورية المنفذ البري الوحيد للصادرات والواردات من تركيا ودول شرق أوروبا ولبنان وإليهم. وفي حال فُرضت عقوبات اقتصادية على التعاملات التجارية بين البلدين، خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها الأردن، فسيؤثر ذلك سلباً في قطاعات اقتصادية وتجارية واسعة، منها النقل والسياحة وغيرها.
وأكد رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي أن بلاده «جزء من الوطن العربي، وأي توتر في سورية سيؤثر في المنطقة، خصوصاً الأردن الذي تربطه بسورية علاقات اجتماعية واقتصادية تختلف عن العلاقة بين بقية الدول العربية». وقال في حديث إلى «الحياة»: لسورية ميزة إيجابية بالنسبة للأردن، إذ تُعتبر ممراً للبضائع الواردة من أوروبا وتركيا وعبر البحر الأبيض المتوسط، وخصوصاً طرطوس والموانئ اللبنانية إلى الأردن». وأضاف: «سورية تُعتبر شريكاً اقتصادياً استراتيجياً للأردن الذي يستورد الكثير من السلع ويصدّرها، خصوصاً المواد الغذائية والمنسوجات القطنية، وما يحدث في سورية سيدفعه للاتجاه نحو جهات أخرى للاستيراد والبحث عن أسواق أخرى للصادرات».
التجارة
ولفت إلى «تباطؤ في الحركة التجارية بين البلدين، نتيجة بعض العوائق التي تتعلق بالترانزيت لجهة الخوف من ارتفاع التأمينات على البضائع والتأخر في نقلها»، مؤكداً أن «بعض الشركات التي تستورد الحديد والخشب عبر ميناء طرابلس أصبحت تتجه إلى أسواق أخرى». وأضاف أن «هناك حركة تجارية ملحوظة على الحدود السورية - الأردنية حالياً، إذ تشير الأرقام الرسمية إلى انخفاض التبادل التجاري، بينما الأرقام الحقيقية تُظهر ارتفاعاً».
العقوبات
وفي ما يخص العقوبات الدولية، أشار الكباريتي إلى أنها «اقتصرت على بعض الأمور، والأردن كان دائماً ملتزماً بالقرارات الدولية ويحترمها، إلا أن موقف القطاع التجاري واضح وهو يأمل ألا تشمل أي عقوبات اقتصادية الجانب الأردني بسبب خصوصية العلاقات التجارية بين البلدين». وأشار إلى أن «الوضع الاقتصادي في الأردن ليس في أحسن أحواله، إذ يوجد أكثر من 130 ألف لاجئ سوري، ما يشكّل عبئاً على الدولة». وأوضح أن «التجارة الفردية ما زالت قائمة ومزدهرة، خصوصاً في المدن المجاورة للحدود السورية، وأهالي مدينة الرمثا»، مؤكداً أن التجار الأردنيين سيبقون على تواصل مع السوريين ولن تتأثر العلاقات التجارية بغض النظر عن أي تغيرات سياسية أو غير سياسية. ولفت إلى أن «سورية تختلف عن الدول الأخرى، إذ لديها القدرة على تحمل الصعوبات، وشعبها منتج وغير مسرف ولديه اكتفاء ذاتي ويتمتع بالقدرة على تحمل الظروف الاقتصادية الحالية».
وأكد الخبير الاقتصادي أنور الخفش أن «عدم الاستقرار في سورية هو عدم استقرار سياسي واقتصادي في الأردن، الذي يجب أن يبقى محايداً مهما عُرض عليه من إغراءات، وأن لا يتدخل بما يحصل في سورية، ويؤيد فقط ما يختاره الشعب السوري». وشدّد على أن «الأردن يعتمد على سورية في الكثير من الأمور، والعكس صحيح، وهناك اتفاقات تجارية بين البلدين وعلاقات سياحية، كما أن سورية تدعم الأردن بالمياه»، داعياً إلى عدم «التخوف من تأثر التحويلات المالية بين البلدين لأنها تتعلق بمبادلات تجارية بين شركات وأفراد وبنوك، وهي تسير بحسب المعايير الدولية». وحذّر من أن أي عقوبات تُفرض على سورية ستؤثر مباشرة في الأردن من جهة انسياب السلع والبضائع»، داعياً المجتمع الدولي إلى تفهم طبيعة التركيبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بين البلدين، ومشيراً إلى ضرورة ألا يجامل الأردن أحداً وألا يكون أداة لأي جهة.
وأكد أحد التجار أن سورية تعتبر شريكاً رئيساً للأردن، إذ تتجاوز المبادلات التجارية بين البلدين بليون دولار سنوياً، إلى جانب تجارة الترانزيت بالاتجاهين»، مشدّداً على أن «في حال فرض عقوبات اقتصادية، فان البدائل المطروحة أمام الاقتصاد الأردني هي تحويل خطوط التجارة إلى الأردن وعبره إلى ميناء العقبة، أو العراق والشحن الجوي المباشر، وهي بدائل مكلفة جداً وستؤدي إلى زيادة البطالة لاسيما في قطاع النقل البري الذي يعتمد مباشرة على الطرق البرية السورية».
يُذكر أن قيمة الصادرات الأردنية إلى سورية بلغت عام 2011 نحو 182 مليون دينار (256.3 مليون دولار)، مقارنة بنحو 170 مليوناً عام 2010، فيما بلغت الواردات نحو 277 مليون دينار العام الماضي، في مقابل 267 مليوناً عام 2010. ويستورد الأردن من سورية المنسوجات والملابس والمنتجات الحيوانية والنباتية والمواد الغذائية، في حين تُعتبر المنتجات والمواد الكيماوية والزراعية والمنتجات النباتية والآلات والأجهزة الكهربائية من أبرز الصادرات الأردنية.
الملف الإيراني وحاجة أميركا الى روسيا في أفغانستان يفرضان حذراً أكبر في التعامل مع أزمة سورية
الحياة..واشنطن - جويس كرم
تفرض أولويات الولايات المتحدة الاميركية الخارجية، ومن ضمنها انجاح المهمة في أفغانستان واعطاء أولوية اقليمية للملف الايراني، ايقاعاً أميركياً حذراً في التعاطي مع سورية، اذ أن التعاون الروسي ضروري في إيجاد ممرات للخروج من كابول، كما أن عدم وجود مصلحة قومية أميركية مباشرة في سورية تجعل من الخيار العسكري غير محبذ حتى بعد الانتخابات الأميركية.
ويعكس التنسيق الأميركي - الروسي حول سورية ومن ضمنه حضور إجتماع جنيف غداً، حرص واشنطن على تعاون موسكو للوصول الى حل سياسي في سورية.
ويقول الخبير في شؤون الأمن القومي في معهد «ثيرد واي» الأميركي آكي بيرتز لـ"الحياة" أن «ليس في مصلحة الولايات المتحدة المبالغة في اثارة استياء روسيا في هذا المنعطف». وتدرك واشنطن أن للكرملين «علاقة جيدة بالنظام السوري ومصالح يسعى للحفاظ عليها في سورية».
ويعزو الخبير الحرص الأميركي للحفاظ على علاقة جيدة مع روسيا، الى حرب أفغانستان. فمعظم ممرات قوات التحالف الى ساحة القتال هناك تمر «عبر روسيا أو دول في الاتحاد السوفياتي السابق»، وهي مسالك باتت أكثر حيوية بعد اغلاق باكستان ممراتها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وتستخدم واشنطن الممرات الروسية لايصال معدات الى جنودها، وستزيد من اعتمادها عليها في التهيئة للانسحاب في 2014.
وفي هذا السياق، يبقى الخيار العسكري مستبعداً لدى واشنطن في التعامل مع سورية. ويشير بيرتز الى أن معظم القيادات الدفاعية الأميركية بينها قائد القيادة الوسطى مارتن ديمسي ووجوه نافذة في الكونغرس من الحزبين الديموقراطي والجمهوري «أبدت تردداً في طرح الخيار العسكري».
ويقول أنه «عدا عن السيناتور جون ماكين، والى حد أقل جوزيف ليبرمان، ليست هناك أية دعوات للجوء الى القوة في سورية». وعكس استطلاع معهد «ثيرد واي» أن 64 في المئة من الأميركيين يعارضون أي تدخل عسكري أميركي في سورية، كما يرفض 62 في المئة تسليح المعارضة. ويرى بيرتز أن «ليست هناك مصلحة مباشرة ترتبط بالأمن القومي الأميركي في الهجوم على سورية» على رغم وجود «القدرة العسكرية الكافية لهكذا مهمة».
وكان لافتاً أخيرا تصريح وزير الخارجية السابق جيمس بيكر في مقابلة مع برنامج «تشارلي روز» وقوله أن على الولايات المتحدة «تفادي أي خلاف مع روسيا حول ما سنفعله في ايران وطموحاتها النووية وكنتيجة لشيء قد نقوم به في سورية».
وأضاف أن «المسألة الايرانية هي أكثر أهمية بكثير من كيف نحل الأزمة في سورية». وتدل التصريحات بحسب بيرتز على أولوية الملف الايراني اقليمياً، وكون تداعياته الأمنية تفوق أي ملف آخر ولخطورة انطلاق سباق تسلح في المنطقة في حال تطوير ايران للسلاح النووي.
وتعتبرالخبيرة في الشؤون الايرانية بربارة سلايفن أن واشنطن «ترى في سورية نقطة ضغط على ايران، وزيادة هذا الضغط سيحشر طهران في الزاوية ويجعلها أكثر قابلية لتقديم تنازل لتخفيف الضغط».
وتقول سلايفن لـ»الحياة» أن المحادثات النووية «ستستمر في جميع الأحوال» وأن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد «قد يأتي قبل حدوث اختراق في المحادثات الايرانية النووية، وبسبب الضغوط الكثيرة على النظام وزيادة قوة الثوار».
ويبرز الاجماع الدولي حول ايران بشكل أكبر مما هو حول سورية. فحتى في تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هناك تأكيد على تجاوب روسي في الملف الايراني، وداخليا في الولايات المتحدة هناك جدية رسمية وشعبية في ابقاء الخيار العسكري على الطاولة حول ايران.
ويوافق 60 في المئة من الأميركيين على ضرورة منع ايران من امتلاك السلاح النووي، حتى لو جاء ذلك عبر استخدام الخيار العسكري. وبالتالي يبقى اطار الضغط على الأسد والحفاظ على مناخ مقبول مع روسيا يحيطان بالاستراتيجية الأميركية في سورية، وطالما أن النزاع محصور في الداخل السوري وليست له تداعيات مباشرة على المصلحة الأميركية.
 
الحسم لإسقاط النظام في دمشق وليس خارجها... وقوات خاصة مختلطة في هاتاي
الحياة...لندن - رويترز
بعد هجوم عنيف على قناة تلفزيونية وتصعيد القتال حول دمشق والتفجيرات فيها والحديث عن تزايد الدعم الخارجي السري تقترب معركة المعارضة السورية المسلحة من الرئيس بشار الأسد شيئاً فشيئاً أكثر من أي وقت مضى.
وفي كلمة ألقاها مساء الثلثاء قال الأسد إن البلاد الآن في «حرب» وأن على جميع قطاعات الحكومة والبلاد توجيه طاقاتها الى المجهود الحربي. وتشير سلسلة من الانشقاقات داخل الجيش في الآونة الأخيرة الى أنه ربما يكون حتى بعض مؤيديه ضاقوا ذرعاً بتطورات الاحداث لكن معظم المحللين والمسؤولين الأجانب يعتقدون أن حكومته تستطيع الصمود خلال عام 2013.
ويمثل إسقاط طائرة استطلاع تركية الأسبوع الماضي احدث مؤشر على الصراع تدريجاً وهناك مؤشرات متزايدة على أن قوى خارجية قد تنجر إليه بدرجة أعمق شاءت أم أبت.
حالياً لا يعتقد كثيرون أن هناك احتمالاً لتدخل عسكري خارجي وشيك على غرار التدخل الذي حدث في ليبيا العام الماضي وساعد في إسقاط معمر القذافي. لكن محللين يرون أن من شبه المؤكد أن أحد الدروس المستفادة من العام الماضي هي أن الحسم سيكون في دمشق وليس في خارجها.
في ليبيا اجتاح مقاتلو المعارضة، الذين استعانوا بأسلحة مهربة وأخرى أسقطت عليهم من طائرات وبدعم من مستشارين من قوات خاصة عربية وغربية العاصمة طرابلس من دون صعوبات تذكر. لكن من غير المرجح رؤية هذه المشاهد في سورية قريباً.
وقال ديفيد هارتويل محلل شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة «آي.إتش.إس جينز» ان دمشق أساسية، فهي «المكان الذي تستطيع أن تقطع فيه رأس الأفعى».
وأضاف: «من الواضح أن الهجوم على المحطة التلفزيونية يمثل علامة فارقة جديدة، لكن هجمات وانتفاضات حدثت في دمشق من قبل ولم تؤد الى شيء. السؤال هو ما اذا كانوا يستطيعون مواصلتها؟
وقالت وسائل إعلام حكومية سورية إن مقاتلي المعارضة اقتحموا مقر قناة «الإخبارية» الموالية للحكومة وتقع على بعد 20 كيلومتراً جنوب العاصمة ودمروا مبنى وقتلوا ثلاثة موظفين بالرصاص اضافة الى اربعة حراس.
وشهد الثلثاء الماضي مستويات من القتال لم يسبق لها مثيل في ضواحي أخرى من دمشق منها اشتباكات حول مقر الحرس الجمهوري غير أن حدتها خفت الأربعاء.
من حيث المبدأ لا تزال القوى العالمية ملتزمة بالديبلوماسية التي يقود جهودها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان. لكن بعض الديبلوماسيين يعتقدون أن المحادثات الدولية في شأن سورية والمقررة غداً في جنيف ربما لا تكتمل بسبب حدة الخلافات.
وعلى رغم آمال الغرب في إقناع روسيا بالتخلي عن حليفها الأسد، فإن موسكو في ما يبدو عقدت العزم على مساندته موضحة أنها تنوي إرسال طائرات هيلكوبتر هجومية على رغم تنديد واسع النطاق بهذه الخطوة.
في الوقت نفسه، فإن الدول الغربية والعربية التي تبنت موقفاً متحفظاً في البداية تزيد من دعمها لمقاتلي المعارضة فيما يبدو.
ووفرت تركيا ملاذاً آمناً للجيش السوري الحر على اراضيها. وبعد حادث إسقاط الطائرة ربما ترغب في زيادة الدعم وتسمح لدول أخرى بأن تفعل مثلها.
وقالت منى يعقوبيان، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الاميركية وتعمل حالياً مستشارة لشؤون الشرق الاوسط في مركز ستيمسون البحثي في واشنطن العاصمة «شعوري هو أن إسقاط الطائرة التركية يصعد التوتر الإقليمي بالتأكيد ويزيد احتمال التدخل العسكري في المدى الاطول».
وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن على القوى الخارجية أن تنظر إلى سورية باعتبارها أكثر شبهاً بالبوسنة في التسعينات بدلاً من التطلع إلى شن حملة على غرار ليبيا.
ويعتقد البعض وبينهم مسؤولون في وزارة الخارجية أن الهدف من هذا هو الإشارة إلى أنه بغض النظر عن النية، فإن دولاً أخرى منها بريطانيا قد تضطر في نهاية المطاف إلى التدخل العسكري.
لكن التدخل الحقيقي سيتطلب عشرات الآلاف من الجنود ليصبح أشبه بالغزو الاميركي للعراق عام 2003. وفي ظل إنهاك الدول الغربية بسبب الحروب الأخيرة والأزمة الاقتصادية تصبح الحماسة محدودة.
ويقول خبراء إن إسقاط الطائرة التركية بهذه السهولة في ما يبدو يذكر بالمخاطر.
ولا تستطيع سوى الولايات المتحدة أن تشن الهجوم الكاسح اللازم على الدفاعات الجوية السورية لفتح الباب أمام عمل عسكري أوسع نطاقاً.
وتقول مصادر عسكرية إن من الممكن أن يتطلب هذا حاملتي طائرات وعشرات الطائرات على الأرجح التي تنطلق من قواعد في تركيا وقبرص وغيرها.
والدفاعات الجوية لسورية اقوى كثيراً من الدفاعات الجوية الليبية العام الماضي ومن دفاعات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003. ولم تضطلع القوات الجوية الاميركية بمهمة من هذا النوع منذ حرب كوسوفو عام 1999 على الأقل.
وقال مصدر عسكري غربي، طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مسموح له بالحديث عن الموضوع الى الصحافة، «سيكون من الصعب على نحو خاص فرض منطقة حظر جوي».
وأضاف: «أي نوع من (الملاذ الآمن) سيتطلب قدرات حربية رفيعة المستوى وقوة برية كبيرة جداً، ومن شبه المؤكد أن هذا خارج نطاق إمكانات اي قوة تدخل محتملة نظراً للخفوضات التي طرأت في الآونة الأخيرة على الإنفاق الدفاعي».
وستكون غالبية أي قوة برية تدخل سورية من تركيا على الأرجح وهو احتمال يتوقع أن يحرص المسؤولون في أنقرة على تفاديه.
وفي حين ان معظم جيش القذافي تفكك في المراحل الاولى من الانتفاضة في ليبيا، فإن الجيش السوري تهيمن عليه الأقلية العلوية ويرجح أن يقاتل بشراسة أكبر حتى ولو ضد قوات اجنبية.
وإذا سقط الأسد أو فر إلى الخارج، فإن بعض المحللين يعتقدون أن سورية ستنزلق إلى مزيد من الفوضى. في ذلك الحين يمكن أن تواجه الدول الاجنبية خطر دخول متشددين مرتبطين بتنظيم «القاعدة» وأيضاً احتمال اندلاع المزيد من أعمال العنف العرقي.
وفي غياب الأسد يمكن أن تجد الأقلية العلوية نفسها ضحية لهجمات انتقامية بعد تقارير عن وقوع مذابح في مناطق يغلب على سكانها السنة في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال ارام نرغيزيان الباحث الزائر وخبير الشؤون السورية في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن»، «التحديات المحيطة بسورية تتجاوز الأسد. ان التجربة السورية بعد الاستعمار لا تزال تتبلور... التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والطائفية... يمكن أن تستغرق سنوات إن لم يكن عقوداً حتى تتكشف».
وعلى رغم المخاوف على المدى الطويل، فإن هناك مؤشرات على ان الدول الغربية والعربية قررت أن المساعدة في دفع الجيش السوري الحر الى تحقيق الانتصار ربما تكون الخيار الوحيد.
وقال كريستوفر ستاينيتز المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز التحليل البحري خارج واشنطن وهو جزء من مركز «سي.إن.إيه البحثي» الذي تموله الحكومة: «ما زلت لا أعتقد أن القوى الغربية ستتدخل».
وأضاف: «ليس هناك من سيتحرك منفرداً بصراحة أعتقد أن جميع الاطراف في هذه المرحلة ستظل تعتبر أن الدعم السري للمعارضة استراتيجية رابحة، ليس هناك داع للتدخل المباشر».
 قوات خاصة مختلطة في هاتاي
وعلى رغم أنه لا يوجد تأكيد رسمي، فإن هناك حديثاً متزايداً عن عمل قوات خاصة أجنبية خاصة بريطانية وربما أيضاً أميركية وقطرية وفرنسية وغيرها في إقليم هاتاي الحدودي التركي.
وأشار موقع «دبخا» ومقره اسرائيل الى أن قوات خاصة بريطانية دخلت الاراضي السورية بصحبة قوات من المعارضة. وفي الوقت الجاري لا يزال معظم الخبراء متشككين في ذلك لكن الاحتمال قد يتزايد.
ويُعتقد أن تدفق الاسلحة على قوات المعارضة في تصاعد. ويقول محللون إن هناك حاجة ماسة إلى أسلحة مضادة للدبابات وربما صواريخ مضادة للطائرات على رغم المخاوف من أنها قد تسقط في الأيدي الخاطئة في نهاية المطاف.
وقال هارتويل من مؤسسة «آي.إتش.إس جينز»، «لن يتم الاعتراف بهذا رسمياً لكنني لن أندهش اذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية او اي نوع من القوات الخاصة كان يعمل في هاتاي لبعض الوقت».
وأضاف: «ما كنت لأظن أنهم يعملون عبر الحدود، لكنهم سيقومون بالتدريب والتنسيق وفحص الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية. وبعد ما حدث الأسبوع الماضي أعتقد أن الأكراد لن يهتموا كثيراً بالحفاظ على السر».
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,885,034

عدد الزوار: 7,007,157

المتواجدون الآن: 65