وزير الداخلية اللبناني: السجينات السوريات لم يطلقن بعد ... الإبراهيمي يطلب مساعدة العراق في إقناع الأسد بتقديم «تنازلات»...الأميركيون يطمئنون الخليجيين في شأن «جنيف - 2»

مقتل قائد لواء الفلوجة رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا... يعد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية....الجيش النظامي يكثف قصفه على مدن القلمون.. و«الحر» يستبق المعركة بحشد مقاتليه..

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 تشرين الأول 2013 - 6:46 ص    عدد الزيارات 2177    القسم عربية

        


 

المعارضة تسيطر على منطقة بين المليحة وجرمانا في ريف دمشق
الرأي...دمشق - وكالات - سيطر مقاتلون من المعارضة السورية ينتمي بعضهم الى «جبهة النصرة» على منطقة على اطراف بلدة المليحة في ريف دمشق، ما حدا بطائرات النظام الى شن عدة غارات عليها، خصوصا ان تلك المنطقة متصلة بمدينة جرمانا التي تعتبر معقلا للنظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران الحربي نفذ صباح امس اربع غارات على أطراف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو الذي سيطر عليه مقاتلون من «ألوية الحبيب المصطفى» و«كتائب شباب الهدى» و«جبهة النصرة» اول من امس.
وكان انتحاري من «جبهة النصرة» قد فجر نفسه في سيارة السبت الماضي في حاجز تاميكو للقوات النظامية الواقع بين المليحة وجرمانا. وتلت ذلك اشتباكات عنيفة، وقتل في الانفجار والمعارك 16 عنصرا من قوات النظام، كما قتل في الاشتباكات 15 مقاتلا.
وتمكن مقاتلو المعارضة من احكام سيطرتهم على الحاجز، ثم سيطروا اول من امس على معمل تاميكو للادوية الذي كان عبارة عن موقع عسكري مهم. ومن شأن الاستيلاء على الحاجز والمنطقة المحيطة ان يجعل مدينة جرمانا، احد اماكن ثقل النظام، «مكشوفة» امام مقاتلي المعارضة.
وتعرضت المليحة الى قصف عنيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون ايضا من قبل قوات النظام وافيد عن مقتل وجرح عدة اشخاص جراء هذا القصف.
من جهة ثانية، افاد المرصد عن تعرض مناطق في مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غرب العاصمة الى قصف من القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات على اطرافها. وقالت لجان التنسيق المحلية ان حريقا ضخما جداً شب وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود في سماء المعضمية «نتيجة قيام عصابات الأسد بإحراق المنطقة الصناعية الموجودة في المنطقة».
وقتل أيهم محمود كنعان برصاص قناصة النظام في الزبداني كما قتل قصي عدنان الحبالتي متأثراً بجروحه التي أصيب بها في انفجار في بلدة بلودان القريبة.
وسقط عدد من الجرحى جراء قصف على بلدة جسرين.
وفي حلب، افادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من مبنى البريد وشارع الضبيط في حي الاشرفية.
من جهة ثانية، اعلن المجلس العسكري التابع للجيش الحر في محافظة درعا مقتل رئيس غرفة عمليات المنطقة الجنوبية قائد «لواء الفلوجة-حوران» المقدم المنشق ياسر العبود المعروف بابو عمار في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة طفس في جنوب سورية.
وافاد المكتب الاعلامي للمجلس ان «المقدم العبود استشهد في معركة في طفس ضد قوات النظام، وهو رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا ومن ابرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية».
وبث التلفزيون السوري الرسمي نبأ «مقتل المجرم الخائن المقدم الفار ياسر محمد العبود، متزعم ما يسمى لواء فلوجة- حوران»، مشيرا الى مقتل «العشرات من الارهابيين المجرمين معه بالقرب من مدينة طفس بدرعا وتدمير اوكارهم وادوات اجرامهم».
وعلى صفحة حملت اسمه مع عبارة «الشهيد البطل المقدم الركن ياسر العبود»، على موقع «فيسبوك» على الانترنت، نشر ناشطون صورا له على ارض المعركة، وتعليقا جاء فيه: «موت الأبطال هو صفحة نصر يفتحونها للأمة على جثامينهم، فاستبشروا فنحن في نهاية المطاف».
وقال ناشط رفض الكشف عن اسمه ان العبود كان «من أكثر القادة فعالية على الارض، وهو من اشرف الضباط وانظفهم بين ضباط الجيش الحر».
واشار الى ان العبود عرف بـ «محاربته للسرقات التي كان يقوم بها عناصر في الجيش الحر ولسرقة اموال الاغاثة وللكتائب التي خرجت عن اطار الثورة».
وبرز اسم العبود اخيرا بعد ان بث ناشطون في نهاية سبتمبر شريط فيديو على شبكة الانترنت يظهر فيه وهو يتوجه بغضب الى مسؤولين سوريين معارضين مجتمعين في الاردن، ويقول: «انتم تعرفون ان المعركة شغالة... من منكم أنجدنا، من الذي أتى لنا بجرعة ماء؟ المفترض بكم كمسؤولين اقله ان تسالوا العسكريين عن وضعهم وعن طلباتهم».
النروج تبحث عن مواطنتين من أصل صومالي توجهتا إلى سورية لـ «مساعدة» المسلمين فيها
اوسلو - ا ف ب - أعلنت النروج امس انها طلبت من الانتربول البحث عن فتاتين نروجيتين من اصل صومالي (16 و19 سنة) رحلتا سرا من بلدهما وقالتا انهما تنويان الالتحاق بالمعارضة السورية.
واعلنت الشرطة النروجية في بيان ان «العائلة التي ابلغت (الجمعة) عن اختفاء الفتاتين قلقة جدا بسبب دوافع الرحلة وتخشى ان تكونا تمكنتا من التوجه الى سورية». واضافت الشرطة التي طلبت تدخل الانتربول ان اخر المعلومات تفيد ان الشابتين شوهدتا عند الحدود السورية. وارسلت الفتاتان المتحدرتان من عائلة اتت من الصومال سنة 2000، رسالة الكترونية الى مقربين شرحتا فيها اسباب رحيلهما.
ونقلت صحيفة «فيردنس غان» الشعبية مما ورد في الرسالة ان «المسلمين الان معرضون للهجوم من كل جانب، ولا بد ان نفعل شيئا ما. نريد مساعدة المسلمين والطريقة الوحيدة لمساعدتهم هي ان نكون معهم في احزانهم وافراحهم».
واضافت الفتاتان: «لم يعد يكفي البقاء في المنزل وارسال المال. ومن هذا المنطلق قررنا الرحيل الى سورية للمساعدة هناك ببذل كل ما يمكن».
ولم تكشف هوية الفتاتين. لكن الصحيفة ذكرت ان عائلتهما ليست متدينة كثيرا غير انه يبدو ان الابنة البكر اصبحت متطرفة اخيراً وانها بدأت ترتدي الحجاب. وبحسب تقديرات اجهزة الاستخبارات النروجية، فان ما بين ثلاثين الى اربعين شخصا من النروج توجهوا الى سورية للمشاركة في المعارك.
وصرح الناطق باسم وكالة امن الشرطة تروند هوغوباكن ان «وسائل الاعلام النروجية سبق وان تحدثت عن بعض النساء، لكن في سن السادسة عشرة، فهذا وضع غريب».
 
الاتحاد الأوروبي يلمح إلى إمكان إحالة جرائم النظام على المحكمة الجنائية "في أيّ وقت"
واشنطن تجدّد حملتها على الأسد: الحرب لن تنتهي إذا بقي رئيساً
(ا ف ب، قنا، "المستقبل")
رأت الولايات المتحدة أمس أن الحرب في سوريا ستتواصل في حال أعيد انتخاب بشار الأسد رئيساً، مع تلويح الاتحاد الأوروبي بإمكان إحالة جرائم نظام دمشق إلى المحكمة الجنائية "في أي وقت" في إطار ضغوط الغرب قبل انعقاد مؤتمر جنيف2، الذي شكك الأسد فيه معتبراً أن "لا عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح".
فمن باريس، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس، أن الحرب ستتواصل في سوريا في حال اعيد انتخاب الاسد رئيساً في العام 2014. وقال كيري في مؤتمر صحافي إنه "في حال اعتقد (الأسد) أنه سيسوّي المسائل بترشحه لإعادة انتخابه اقول له التالي: أعتقد من الأكيد أن هذه الحرب لن تنتهي في حال بقي موجوداً حيث هو الآن".
ووجه كيري هذا التحذير فيما كان الاسد يعلن استعداده للترشح مجددا للانتخابات الرئاسية في العام 2014.
وكرر المسؤول الاميركي ان المعارضة السورية لن تقبل ابدا ببقاء الاسد في السلطة، وقال بعد لقائه وزير الخارجية القطري خالد بن محمد آل عطية "لا اعرف احدا يعتقد ان المعارضة ستوافق على ان يشارك بشار الاسد في الحكومة".
وأضاف عشية اجتماع في لندن لمجموعة اصدقاء سوريا سيحاول فيه الغربيون والعرب اقناع المعارضة السورية المنقسمة بالمشاركة في مؤتمر جنيف2 حول الازمة السورية المتوقع انعقاده نهاية تشرين الثاني المقبل، "لقد قصف (الأسد) سكان بلاده وسممهم بالغاز. كيف يمكن لهذا الرجل شرعياً ان يطلب الرئاسة مستقبلا؟".
وأوضح كيري "اننا نركز على المساعدة الواجب تقديمها الى المعارضة المعتدلة. سنواصل هذا الامر(..) لأننا نعتقد انه ينبغي الذهاب الى المفاوضات".
ورداً على سؤال عن مشاركة ايران في مؤتمر جنيف2، اعتبر كيري ان على طهران ان تقبل اولاً بفكرة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، وقال "لم توافق ايران على تطبيق جنيف1، ومن الصعب اذن ان نعتبر ان حضورها (جنيف2) سيكون مثمراً".
وخلص قائلاً "اذا وافق (الايرانيون) على جنيف ويريدون (تبني موقف) بناء(..) فذلك أمر آخر".
كذلك التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس أمس وزير الخارجية الأميركي. وتم خلال اللقاء بحث كافة القضايا بالمنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية.
وكان الاسد صرح في مقابلة مع قناة "الميادين أمس، أنه "شخصيا" لا يرى "اي مانع" لترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، واعتبر في رد على سؤال عما اذا كان مؤتمر جنيف2 سينعقد، أنه "لا يوجد موعد ولا توجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح".
وقال تعليقاً على زيارة الابراهيمي المرتقبة هذا الاسبوع لدمشق في اطار جولة اقليمية تحضيراً لمؤتمر جنيف2، "نطلب منه أن يلتزم مهامه. ان لا يخرج عن اطار مهامه. هو مكلف بمهمة وساطة، الوسيط يجب ان يكون حيادياً في الوسط".
ومن لندن (مراد مراد)، لوّح الاتحاد الاوروبي امس بإمكان احالة الجرائم المرتكبة في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية في اي وقت، وذلك في اطار الضغوط التي يمارسها الغرب على نظام الأسد في الاسابيع المقبلة التي تفصل سوريا والعالم عن مؤتمر جنيف 2 المزمع انعقاده في 23 تشرين الثاني المقبل.
وجاء الموقف الاوروبي ضمن توصيات سبع بشأن الازمة السورية نشرت في ختام اعمال مجلس خارجية الاتحاد في اللوكسمبورغ امس وقبل ساعات من اجتماع لأصدقاء سوريا تستضيفه لندن اليوم، "تحضيرا لجنيف2 وتهيئة المعارضة السورية لتكون لاعباً فاعلاً في ذلك المؤتمر" بحسب ما اعلنه امس في اللوكسمبورغ وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ.
وتضمن البيان الختامي لمجلس خارجية الاتحاد الاوروبي امس خلاصات خاصة بالازمة السورية هي:
اولاً: يستمر قلق الاتحاد الاوروبي حيال تدهور الاوضاع في سوريا بما يؤكد مجددا الحاجة الملحة لانهاء العنف ووضع حد للمعاناة التي يعيشها الشعب السوري وايجاد حل سياسي يستجيب لتطلعات السوريين. يدين الاتحاد الاوروبي استخدام القوة غير المسبوق من قبل النظام. كما يدين الانتشار الواسع للانتهاكات الممنهجة للقوانين الانسانية الدولية ولحقوق الانسان في سوريا بما في ذلك الاعتداءات التي تستهدف الجاليات العرقية والدينية.
ثانياً: الحل السياسي الذي يؤدي الى سوريا موحدة وديموقراطية وحاضنة لكل ابنائها، هو الوحيد القادر على انهاء حمامات الدم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان.
ثالثاً: دان الاتحاد الاوروبي بالاجماع الاعتداء الكيميائي المروع الذي نفذ في 21 آب الماضي. ان هذا الهجوم يشكل اعتداء صارخاً للقانون الدولي ويرقى بحسب ميثاق روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، الى جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية. هذه الجريمة وغيرها من الجرائم وانتهاكات حقوق الانسان يجب التحقيق فيها وجلب منفذيها ومصدري الاوامر بتنفيذها الى العدالة.
ويؤكد الاتحاد انه لا افلات من العقاب في جميع الجرائم ليس فقط الكيميائية منها انما ايضا الفظائع التي ارتكبت بالاسلحة الاعتيادية او بطرق اخرى.
ويذكر الاتحاد بأنه بحسب الرسالة السويسرية التي وجهت الى مجلس الامن الدولي في 14 كانون الثاني 2013، فإن مجلس الامن يمكن ان يحيل ملفات هذه الجرائم على المحكمة الجنائية الدولية في اي وقت. ويعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه البالغ ازاء تعاظم دور المجموعات الاجنبية المتطرفة غير السورية في الصراع الدائر الذي بوجودها يستعر بشكل اكبر بما يشكل تهديداً لاستقرار المنطقة. يطالب الاتحاد جميع الاطراف بوقف الدعم لهذه الجماعات.
رابعاً: رحب الاتحاد الاوروبي بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية وبقرار مجلس الامن الدولي الرقم 2118 الصادر في 27 ايلول الماضي والذي يقول بضرورة قيام الجمهورية العربية السورية باتلاف جميع ما تملكه من اسلحة ومعدات كيميائية قبل انقضاء منتصف العام المقبل 2014. وعلى الجمهورية السورية ان تنفذ هذا الامر بحذافيره بتعاون تام ومن دون اي عراقيل.
ويطالب الاتحاد الاوروبي جميع الاطراف بتأمين وصول المفتشين الدوليين الى شتى المواقع . والاتحاد يدعم المهمة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الكيميائي في سوريا ويبدي استعداده لتقديم مزيد من المساعدات في هذا الاطار.
ميدانياً، نفذ الطيران الحربي السوري أمس غارات جوية على منطقة جنوب شرقي دمشق كان مقاتلو المعارضة تمكنوا من السيطرة على موقع استراتيجي للقوات النظامية فيها خلال اليومين الماضيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وقال المرصد في بريد الكتروني "نفذ الطيران الحربي صباح اليوم اربع غارات على أطراف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو الذي سيطر عليه مقاتلون من الوية الحبيب المصطفى وكتائب شباب الهدى وجبهة النصرة يوم امس".
من جهة ثانية، افاد المرصد أمس عن تعرض مناطق في مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غربي العاصمة لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات على اطرافها بين "الكتائب المقاتلة والقوات النظامية".
وافاد المرصد ايضا ان "طائرات النظام الحربية قامت صباح الأحد 20 الجاري في أول أيام الدوام الرسمي بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، بإلقاء قنابلها على مدرستين في مدينة دير الزور ما أسفر عن استشهاد 5 من التلاميذ بالإضافة إلى معلمتين، فيما أصيب العشرات من زملائهم بجروح"..
 
الجيش النظامي يكثف قصفه على مدن القلمون.. و«الحر» يستبق المعركة بحشد مقاتليه.. الائتلاف يندد بقصف مدرستين في دير الزور.. ومقتل ضابط معارض سهل انشقاق حجاب

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: نذير رضا .. نفت مصادر الجيش السوري الحر في منطقة القلمون بريف دمشق بدء أي اشتباكات مع القوات الحكومية، على خلفية الأنباء عن إعداد النظام السوري لفتح جبهة جديدة في المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية. وأكدت مصادر «الحر» لـ«الشرق الأوسط» أنها «لم ترصد أي تحركات عسكرية نظامية في المنطقة على الرغم من اشتداد القصف منذ ثلاثة أيام على النبك ويبرود». وتزامن القصف مع تنديد الائتلاف الوطني السوري المعارض بقصف القوات النظامية لمدرستين في مدينة دير الزور، ووصف العملية بأنها «استهداف ممنهج للمدنيين»، داعيا المجتمع الدولي «لوضع حد له».
ويأتي الاستنفار على جبهة القلمون بعد أن روّج مقربون من نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاقتراب معركة القلمون «بهدف السيطرة على المدن والبلدات المحاذية للحدود السورية مع لبنان»، معلنين أن حزب الله يستعد للمشاركة في هذه العملية. وتعزز هذا الاعتقاد أمس، مع إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات النظامية دمرت أسلحة وذخيرة محملة بسيارات تابعة للمعارضة، في عمليات نوعية قامت بها في يبرود ودير عطية وحوش عرب وشرق بلدة معلولا والرحيبة. كما ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية، أن الجيش النظامي «حقق تقدما ملحوظا في جبال القلمون، بعد قتل عدد من المسلحين في منطقتي رنكوس وجبال عسال الورد»، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات في النبك حيث يطوق المسلحون المعارضون داخل المدينة.
ونفت مصادر الجيش السوري الحر في القلمون لـ«الشرق الأوسط»، رصد أي تحركات نظامية استثنائية في المنطقة، مؤكدة أن الاشتباكات في المنطقة «لم تتوقف أصلا، وتتركز في مناطق أطراف رنكوس ووادي بردى والزبداني وسوق بردى، فضلا عن اندلاع الاشتباكات قرب مدينة يبرود وعلى تخوم النبك وأوتوستراد دمشق - حمص وعلى الزبداني».
وقالت المصادر إن القوات النظامية قصفت السوق في قلب مدينة يبرود، فضلا عن قصف النبك «التي تتعرض لقصف متواصل منذ ثلاثة أيام، من غير أن تتحرك آلياتها العسكرية، أو ترسل المزيد من التعزيزات إلى المنطقة».
وتكتسب معركة القلمون أهمية استراتيجية، نظرا لموقع المنطقة الجغرافي الحدودي مع لبنان. وتمتد المنطقة المعروفة بأنها السفح الشرقي لسلسلة جبال لبنان الشرقية، على طول الحدود اللبنانية، بمسافة 110 كيلومترات.
وقالت مصادر الجيش الحر في القلمون إن أكثر من 3000 مقاتل، لجأوا إلى المدينة بعد معركة القصير، «وانضموا إلى المقاتلين المعارضين في مدن وبلدات القلمون، ليرتفع عدد المقاتلين المعارضين فيها إلى أكثر من 20 ألف مقاتل». وأشارت المصادر إلى أن هذه المنطقة «هي أقرب نقطة تربط بين حمص ودمشق، وتعد نقطة انطلاق المعارضين إلى المحافظتين، وتسمح طبيعتها الجغرافية بتأمين المقاتلين، نظرا لمساحاتها الشاسعة، ووجود الأودية والجبال والأحراش والجرود». وتعرف المنطقة بتنوعها الطائفي، حيث يوجد المسيحيون في صيدنايا ومعلولا والمعرة، فيما يشكل المسيحيون 30% من سكان يبرود.
وتعتبر سلسلة الجبال تلك مدخل دمشق الرئيس، خصوصا من جهة الغوطة الشرقية. ويؤكد عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» أن القلمون «تضم أضخم وأكبر قطع عسكرية ومخازن أسلحة للنظام السوري». ويشير إلى أن «أوتوستراد حمص الدولي يمر من المنطقة»، مضيفا أنها «منطقة حساسة، ومليئة بالقطع العسكرية للجيش النظامي، وتقع فيها مطارات عسكرية مثل الناصرية والضمير، ولواء (18)، وفوج الكيمياء، وفرع الأمن العسكري، ومعسكرات الدريج التابعة للحرس الجمهوري».
وتسيطر قوات المعارضة على مساحة شاسعة من المنطقة، أهمها يبرود والزبداني، وقارة، وفليطا، والمشيرفة، وراس العين، والمعرة وعسال الورد، كما تسيطر على مزارع رنكوس وأجزاء من ريف النبك. ويشير الداراني إلى أن «ألوية كثيرة من الجيش الحر توجد في القلمون، أهمها (جيش الإسلام)، و(أسود السنة في القلمون)، و(جبهة النصرة)، و(ألوية الصحابة في رنكوس)».
وارتفعت المخاوف في لبنان من بدء عملية القلمون، مما يؤثر على الوضع الأمني على الحدود السورية، خصوصا في عرسال التي تحاذي جرودها مساحة كبيرة من الجبال الحدودية مع سوريا. وحذر حزب الكتائب اللبنانية، أمس من «تفاقم الأزمة السورية»، داعيا المجتمع الدولي إلى «التدخل قبل توسيع رقعة الاقتتال امتدادا إلى القلمون والمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية الشرقية، الأمر الذي يهدد بتداعيات خطيرة على الداخل اللبناني سواء على المستوى الأمني، أو على المستوى الاجتماعي لجهة تدفق مزيد من النازحين».
في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة معضمية الشام وعلى أطراف مدينة داريا بريف دمشق، في حين جددت القوات النظامية قصفها مناطق في بلدة المليحة وأطرافها. وأشار إلى تجدد القصف على الأطراف الشرقية لمدينة يبرود، في حين سقطت عدة قذائف على مزارع السقي والوادي في مدينة النبك بالقلمون، بينما نفذ الطيران الحربي أربع غارات على أطراف بلدة المليحة.
بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات في المعضمية على الجبهة الغربية بالتزامن مع قصف عنيف بالشيلكا والمدفعية استهدف المدينة.
إلى ذلك، أعلن المرصد السوري سيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» وحركة «أحرار الشام» الإسلامية، و«لواء التوحيد»، على معبر كراج الحجز في حلب، بعد أن قاموا بإخلاء حيي بستان القصر من الكتائب التي كانت تسيطر على المعبر.
من جهة أخرى، أفاد ناشطون باشتداد القصف على طفس وداعل والنعيمة في محافظة درعا، فيما ذكرت وكالة «سانا» أن القوات النظامية قتلت متزعم «لواء فلوجة حوران» ياسر العبود وعددا كبيرا ممن سمتهم «إرهابيي جبهة النصرة» في مدينة طفس، وماهر قطيفان، متزعم «جبهة النصرة» في بلدة ابطع، على حد تعبيرها.
وفي سياق متصل، أفادت تنسيقيات الثورة السورية بمقتل العبود، قائد «لواء فلوجة حوران»، وقائد عمليات المنطقة الشرقية، الذي يعد أحد أبرز القادة في الجيش السوري الحر، جراء قذيفة استهدفت مكان وجوده استهدافا مباشرا في طفس.
ويعتبر العبود من أوائل الضباط المنشقين عن نظام الأسد، وله تأثيره الميداني في المنطقة الجنوبية. وساهم العبود، بحسب تنسيقيات الثورة، في تسهيل عملية انشقاق رئيس مجلس الوزراء السابق رياض حجاب. وقال العبود حينها إن كتيبتي «اليرموك» و«المعتصم بالله» أمنتا عبور حجاب إلى الأردن.
 
مقتل قائد لواء الفلوجة رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا... يعد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية

لندن: «الشرق الأوسط» ... أعلن الجيش الحر في درعا مقتل ياسر العبود المكنى بـ«أبو عمار» أحد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا أمس في اشتباكات مع قوات النظام. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري بسوريا أن «المقدم ياسر العبود، قائد لواء الفلوجة - حوران، المعروف بـ(أبو عمار)، قتل في معركة ضد قوات النظام، وهو رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا ومن أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية».
وبث ناشطون إعلاميون في درعا عدة مقاطع فيديو لجنازة أبو عمار، ويظهر أحد المقاطع عددا من المقاتلين ملتفين حول جثمان ملفوف بالكفن يؤدون التحية العسكرية ويطلقون النار في الهواء، وفي مقطع آخر ظهر موكب التشييع لعدد من السيارات يتقدمها جموع من المشيعين يحملون الجثمان على الأكف، ومقطع ثالث ظهر فيه المشيعون وهم يوارون الجثمان الثرى، وبينهم رجل مسن يبكي أبو عمار ويرجح أنه والده، وذكرت مصادر في المعارضة أنه لم يتبق من أشقاء أبو عمار سوى شقيق واحد فقط والجميع قتلوا في معارك مع قوات النظام، والشقيق الباقي يقاتل في صفوف الجيش الحر.
والعبود من مواليد 19 مارس (آذار) 1967، وأعلن انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه إلى «الجيش الحر» في فبراير (شباط) 2012. وبحسب مصادر في الجيش الحر تولى قيادة العمليات خلفا للمقدم ياسر العبود بشكل سريع النقيب إياد قدور بالمنطقة الشرقية والغربية بدرعا.
وأكد المكتب الإعلامي لبلدة النعيمة، التابع للتنسيقيات، خبر مقتل العبود قائلا إنه «استشهد مرابطا على خط الجبهة في معركة (توحيد الصفوف) في مدينة طفس، بريف درعا، جنوب سوريا، جراء قذيفة استهدفت مكان وجوده استهدافا مباشرا».
من جهته، أكد التلفزيون السوري الرسمي نبأ «مقتل المجرم الخائن المقدم الفار ياسر محمد العبود، متزعم ما يسمى لواء فلوجة - حوران»، مشيرا إلى مقتل «العشرات من الإرهابيين المجرمين معه بالقرب من مدينة طفس بدرعا وتدمير أوكارهم وأدوات إجرامهم».
وعلى صفحة حملت اسم «الشهيد البطل المقدم الركن ياسر العبود»، على موقع «فيس بوك» نشرت صور له على أرض المعركة، وكتب تعليق جاء فيه «موت الأبطال هو صفحة نصر يفتحونها للأمة على جثامينهم، فاستبشروا فنحن في نهاية المطاف». ويقول ناشطون على الأرض إن العبود كان «من أكثر القادة فعالية على الأرض، وهو من أشرف الضباط وأنظفهم بين ضباط الجيش الحر»، على حد تعبير ناشط، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف. وأشار إلى أن العبود عرف بـ«محاربته للسرقات التي كان يقوم بها عناصر في (الجيش الحر) ولسرقة أموال الإغاثة وللكتائب التي خرجت عن إطار الثورة». وبرز اسم العبود أخيرا بعد أن بث ناشطون في نهاية سبتمبر (أيلول) شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر فيه قائد «غرفة عمليات الجبهة الجنوبية في الجيش الحر» وهو يتوجه بغضب إلى مسؤولين سوريين معارضين مجتمعين في الأردن، ويقول «أنتم تعرفون أن المعركة شغالة، من منكم أنجدنا؟! من الذي أتى لنا بجرعة ماء؟! المفترض بكم كمسؤولين أقله أن تسألوا العسكريين عن وضعهم وعن طلباتهم».
ووقعت اشتباكات أمس (الاثنين) في محيط ثكنة لقوات النظام في مدينة طفس، وبين مدينتي داعل وطفس في درعا.
 
معارضة الداخل السوري تستعد للمشاركة في «جنيف 2» في ظل رفض الائتلاف.. تضم أحزابا منضوية في إطار «هيئة التنسيق الوطنية»

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تستعد معارضة الداخل السوري للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، المزمع عقده نهاية الشهر المقبل، ممثلة بوفد من «هيئة التنسيق الوطنية»، في حين يرى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أن من شأن مشاركتها هذه بـ«ضغط روسي التقليل من شرعيته»، انطلاقا من كونه «الممثل الوحيد الشرعي للشعب السوري».
وفي حين لم يحسم الائتلاف موقفه بعد بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، بدت لافتة إشارة المبعوث الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، أول من أمس، إلى أن «المؤتمر لن يعقد من دون معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض». وسرعان ما تلقفت «هيئة التنسيق» تصريحات الإبراهيمي هذه، لتؤكد على لسان رئيسها في المهجر، هيثم مناع، أن «المعارضة المقنعة تشمل (الهيئة الكردية العليا) و(هيئة التنسيق الوطنية) و(الائتلاف الوطني السوري)».
وتضم معارضة الداخل عددا من الأحزاب السياسية التي تنضوي بغالبيتها ضمن تكتل «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي»، الذي أبصر النور في بلدة حلبون بريف دمشق في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 2011. ومن أبرز الأحزاب المنضوية في إطارها: حزب «الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي»، وحزب «العمل الشيوعي السوري» وحزب «البعث الديمقراطي العربي الاشتراكي»، إضافة إلى عدد من الأحزاب الكردية. من ناحيتها، تعتبر «الهيئة الكردية العليا» الجهاز الحاكم للمناطق الخاضعة للحكم الكردي في سوريا، وأسسها كل من حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» و«المجلس الوطني الكردي» عقب اتفاقية تعاون ثنائية.
ورغم أن «هيئة التنسيق» لم تبلغ رسميا من أي جهة عربية أو دولية مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2»، لكن أمين سرها في المهجر المعارض ماجد حبو يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف الهيئة السياسي، الداعم لعقد المؤتمر، يجعلها أحد الأطراف الفاعلة على طاولة المفاوضات». واختارت الهيئة، وفق حبو، الوفد الذي سيمثلها في مؤتمر «جنيف 2»، على أن يضم إلى جانب رئيسها في المهجر هيثم المناع كلا من حسن عبد العظيم ورجاء الناصر ومنذر خدام المقيمين داخل سوريا.
ويؤكد حبو أن «جميع تكتلات المعارضة السورية، بما فيها (هيئة التنسيق)، متفقة على مسألتين أساسيتين: إسقاط النظام بكل مرتكزاته وتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة»، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن «إسقاط بنية النظام لا يتعلق بأشخاص محددين»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، معربا عن رفض «اشتراط الائتلاف تقديم ضمانات لتنحي الأسد قبل البدء بأي مفاوضات».
ويعتبر حبو أن «النظام يملك قاعدة شعبية ولا بد من إشراكه في أي حل سياسي يوقف القتل والتدمير»، معتبرا أنه «من غير الواقعي أن نستثني النظام بحجة تورط رموزه في قتل الشعب السوري، لأن الجميع بات متورطا في هذه الجرائم، أي النظام والمعارضة المسلحة، في آن معا».
وفي حين يرفض ادعاء الائتلاف «تمثيله الشعب السوري»، مشيرا إلى أن «الأزمات المصيرية تجعل الجميع في موقع التمثيل السياسي»، لم يستبعد حبو أن يكون للهيئة دور في الحكومة الانتقالية التي ستنبثق عن مؤتمر «جنيف 2».
في المقابل، يرفض «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مشاركة «هيئة التنسيق» في أي مفاوضات حول الأزمة السورية. ويؤكد عضو «الائتلاف الوطني» المعارض سمير نشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الائتلاف وحده مخول تمثيل الشعب السوري»، مشيرا إلى «وجود محاولات دولية لوضع أعضاء من (هيئة التنسيق) بين الوفد المعارض الذي من الممكن أن يشارك في (جنيف 2)».
ويلفت نشار إلى أن «مشاركة الهيئة في المفاوضات مطلب روسي هدفه إضعاف الائتلاف والتقليل من شرعيته»، متهما الهيئة «بعدم الوقوف مع الثورة السورية ومناصرة (الجيش الحر)، إضافة إلى موقفها الرافض لإسقاط النظام السوري الاستبدادي».
وتختلف «هيئة التنسيق الوطنية» في طروحاتها السياسية بما يخص أزمة سوريا عن «الائتلاف» لناحية معارضتها الشديدة لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي وتأكيد سلمية الاحتجاجات الشعبية. ورغم تأكيدها في معظم بياناتها «إسقاط النظام بكل رموزه وبناء نظام ديمقراطي وتعزيز الوحدة الوطنية»، يتهم معارضون سوريون أعضاءها بالارتباط مع النظام والتنسيق معه.
 
معلولا: الهلع المسيحي بين غموض «النصرة» و «حماية الأقليات»
الحياة....مازن عزي
لم تفتقد «جبهة النصرة» إلى الطرافة حين أطلقت على عمليتها الانتحارية في مدينة معلولا السورية تسمية: «السيوف المسلولة على حاجز معلولا». لكنها افتقدت إلى مقومات التخطيط الإستراتيجي، والضرورة الثورية، في لحظة كان العالم يحبس فيها أنفاسه على وقع استخدام النظام للسلاح الكيمياوي ضد الغوطة الشرقية.
العملية تمت بالاشتراك مع ألوية «أحرار الشام» و «أحفاد الرسول» و «صقور الشام» وكتيبتي «ثوار بابا عمرو» و «مغاوير بابا عمرو»، وتأتي ضمن سلسلة غزوات «العين بالعين».
وبعد مرور كل هذا الوقت على معارك معلولا، بات بالإمكان مراجعة ما حصل في هذه البلدة التاريخية من وجهة نظر نقدية، ليتبيّن حجم التشويه والارتباك الإعلاميين اللذين رافقا هذه القضيّة، واللذين يمكن أن يصبّا في نهاية المطاف بخانة تعزيز صورة النظام على أنه «حامي الأقليات» في مقابل «متطرفين يسعون إلى تغيير الخريطة الديموغرافية السورية»، وفق ما يذهب إليه الإعلام الموالي وجزء لا بأس به من الإعلام الغربي.
أولى علامات الاستفهام تبدأ مع الانتحاري الأردني ذي الاسم السجالي: أبو مصعب الزرقاوي، الذي قاد سيارة مفخخة وفجّرها على حاجز قوس معلولا صبيحة يوم 4 أيلول (سبتمبر) الماضي. عملية التفجير -التي تمَّ تصويرها من زوايا عدة- لم تسفر إلا عن إيقاظ أهل البلدة، أما غالبية جنود الحاجز الذين كانوا نياماً في غرفة الحرس القريبة، فلم يقتلوا نتيجة الانفجار، بل بالاشتباكات اللاحقة على التفجير. ويبيِّن التدقيق في حيثيات دخول البلدة، أنّ التفجير كان مجرّد فقاعة إعلامية، وأنّ الدخول الفعلي إلى معلولا كان عبر طريق جبلي بين التلال الصخرية من الجهة الغربية، إذ كان المقاتلون قد استولوا على البلدة فجراً قبل تنفيذ العملية الانتحارية على حاجزها. وما يزيد الغموض غموضاً هو ما أكدته صحيفة «النهار» البيروتية عبر اتصالات مع سكان محليين، أن «الأمر تم بعد إخلاء وحدات نظامية من الجيش السوري مواقعها في المنطقة «لسبب غير واضح»، وإن كان الظاهر أن الأمر تمَّ في إطار إعادة انتشار نفّذها الجيش السوري تحسباً للضربة العسكرية (الأميركية)».
استيلاء المقاتلين على المدينة التاريخية أسفر عن مقتل جميع عناصر الحاجز، ومنهم ثلاثة من معلولا، وتدمير آليات عسكرية ثقيلة وإعطاب أخرى. وفي السياق، تُظهر مقاطع الفيديو المنشورة على «اليوتيوب» المقاتلين وهم ينتشرون في المدينة، مُطلقين النار بشكل عشوائي وهم يُكبرون.
ردُّ قوات النظام السوري كان سريعاً، إذ تعرض الحاجز لغارات جوية، وطاول القصف المدفعي فندق «السفير» في قمة المدينة، وأصاب عدداً من البيوت والمواقع الدينية والكَنَسيّةِ أسفلَ الجُرفِ الصخري، ترافق ذلك مع اشتباكات متفرقة خاضها المقاتلون مع قوات «اللجان الشعبية» و «جيش الدفاع الوطني» من أبناء البلدة لم تسفر عن إصابات بين المدنيين، كما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
انسحاب قوات المعارضة حصل في مساء اليوم نفسه، وذلك بغرض «عدم تمكين القوات النظامية من ارتكاب مجزرة في المدينة أو على أطرافها ليُتَّهَمَ الجيش الحر بأنه قام بمجزرة طائفية»، كما صرح بذلك الناطق باسم المجلس العسكري للجيش الحر في دمشق وريفها، أو «حفاظاً على أرواح المدنيين وصيانةً للإرث الحضاري العريق فيها»، كما أكد تصريح صحافي للائتلاف الوطني، الذي عَبّرَ «عن خشيته من ارتكاب النظام جرائم ضد المدنيين في المدينة لإلصاق التهم بالجيش الحر بعد انسحابه منها».
قوات جيش النظام سيطرت على البلدة اعتباراً من الخميس 5 أيلول، ودارت اشتباكات على أطرافها واستمر القصف المدفعي والجوي على جبالها، وخصوصاً فندق «سفير معلولا» الذي تحصن فيه المقاتلون، لكنها عادت وانسحبت فجأة من كامل معلولا يوم 8 أيلول إثر اشتباكات في الحارة الغربية.
بدوره، عاد الائتلاف «المرتبك» إلى إصدار بيان رئاسي مشترك مع رئيس هيئة الأركان العامة يُحمِّلُ نظام الأسد مسؤولية التلاعب بشؤون الأقليات لتخويف الرأي العام العالمي من الثورة السورية عبر «إعطاء انطباع بأن الثوار الذين يطالبون بحرية الشعب السوري وحوش ضارية تريد افتراس الأقليات»، ولهذا «تمَّ تكليف قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين الحماية لأهلنا في معلولا، وبالخصوص للأديرة والمقدسات».
واعتباراً من يوم الأربعاء 10 أيلول 2013 عادت قوات النظام السوري لتحاول اقتحام المدينة بالآليات الثقيلة بمرافقة إعلامية كثيفة، في عملية وصفها العسكريون بـ «الدقيقة وتسعى للحفاظ على المحاصرين والأبنية الأثرية قدر الإمكان».
الناطق باسـم «جبهة أحرار الشام» و «تـحرير الـقلمون» المـشـتركة في المعارك، يذكر لمحطة «بي بي سي» بأن «توقيت الهجوم صب فقط في صالح النظام»، وبأن «الوضع كان سيستمر شهوراً، لكن جبهة النصرة قررت فجأة مهاجمة نقطة التفتيش». وكانت نتيجة المعارك مقتلَ ثلاثة مقاتلين من أبناء معلولا المسيحيين (في عملية الحاجز) وفرار معظم سكانها (بحدود 2000 نسمة) إلى دمشق.
 الهلع
معلولا ذات أقلية مضاعفة، لغويّة آرامية ودينية مسيحية. البلدة التاريخية لم تكن داعمة للحراك الثوري السوري ضد نظام الأسد، بل اختارت الصمت الداعم للنظام منذ اللحظات الأولى لتفجر النزاع، لكنها استقبلت النازحين من المناطق المجاورة، وخصوصاً من حمص، وهي تعتبر من المدن القليلة جداً في سورية التي لم تنشأ فيها تنسيقية ثورية.
ورغم ما توضحه الوقائع عن عدم استهداف المهاجمين المعارِضين مدنيين مسيحيين أو أياً من الرموز الدينية في البلدة، إلا أن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، تَحدَّثَ من دمشق يوم 5 أيلول عن «هجوم على منازل المسيحيين التي أصابتها القذائف...»، مشيراً إلى «دخول المسلحين أحد المنازل المسيحية وقيامهم بحرق الصلبان وصور القديسين». وكان اللحام اعتبر «أنّ هذا التحرير (تحرير معلولا) هو فعلياً تدمير وعنف وإرهاب». توتُّر البطريرك لم ينفع في التخفيف من وطأته تصريحُ الأم بيلاجيا سياف رئيسة دير مار تقلا في معلولا، التي نفت مراراً وعلى مدى أيام، حصول أي اعتداء على الكنائس والأديرة في البلدة، وهو ما أكّده «المرصد السوري»، في إشارته إلى أنه لا توجد «معلومات عن إحراق كنائس أو مطالبة الأهالي باعتناق الإسلام من قبل عناصر جبهة النصرة». لكن الشائعات بدأت تتراجع صدقيتها مع تواتر التقارير الإعلامية ذات المنشأ «الممانع»، إلى أن وصل الأمر حدّ صدور نفي لحصول اعتداءات على المسيحيين من صفحة موالية على «فايسبوك» باسم «معلولا حكاية أرض وتاريخ»، جزمت بأنه «لا صحة إطلاقاً لخبر إحراق كنيسة مار الياس أو غيرها من الكنائس»، ثم أعيد التذكير بهذا يومي 4 و 5 أيلول.
وسرعان ما اتجهت أصابع الاتهام إلى سكان البلدة من المسلمين، بشكل من شأنه أن يثير فتنة لا يمكن أن تكون «بريئة»، إذ اتهـمت النـائبة في مـجـلس الـشعب السوري عن مديـنة دمـشق، ماريا سعادة، بعض عائلات البلـدة من الـمـتواطـئين مع مقاتلي «جبهة النصرة»، بتأمين «تحصينات للمقاتلين والتخفي ومساعدتهم على استهداف أهالي المدينة»، واعتبـرت سعادة أن «استهداف معلولا حلقة إضافية في خطة تهجير المسيحيين من سورية». في الوقت نفسه، تحـدّث الصــحافي روبـرت فيسك فـي جـريدة «الإنـدبـنـدنـت» البريطـانيـة مـطوّلاً عن «دور آل ديـاب من مــسلمي مـعلولا فـي إدخـال جـبهة النصرة، وتخريبهم العيش المشترك فـي البلـدة التـاريـخـية»، وأكثر من ذلك، أرسل مطران الكـنيــسة الأنطاكية في أميركا الشمالية فيـليب صليبـا إلى الـرئيـس الأمـيــركـي رسـالة يـقول فيهـا إن «هذا الهـجوم من قـبل قـوّات المتمـّردين الـذين تدعمهم الحكومة الأميركية يعدّ عملاً إرهابياً مشهوداً ويـشـي بمـجــلّدات عن روح الـشرّ التي تسـود المـتمرّديـن الساعـين إلى الإطـاحة بالحكـومة السورية»، ولكي تـكتمل الحلقة، ذكـر مـصدر عـسـكري سـوري شيـئاً عن «إمكان القيام بعملية خاطفة لاسـتعادة المـدينـة خـلال يومـين بـأقل الخـسائر الماديّة والبشرية، ينفـذها الجـيـش بمـسـاندة حوالـى 600 شـاب متطوع من معلولا وباب توما في دمـشـق وعيـن الـتينة المـجاورة لمعلولا»، ولم يخف المصدر أي حرج في تسمية هذه المناطق بـ «ذات الغالبية المسيحية»، فالحرب الإعلامية الموازية التي تخوضها القوى الممانعة بدأت تأخذ شكل الانقسام: سني- مسيحي.
وأكثر من ذلك، ذهبت الأم أغنيس مريم الصليب بعيداً، حين قالت إن المقاتلين «فرضوا الإسلام على البعض، الذي قَبِل مكرهاً، وقتلوا أربعة أشخاص لأنهم رفضوا ذلك وأجابوا بأنهم على دين المسيح الذي لا يخالف الدين الإسلامي، ومع ذلك قتلوهم، فضلاً عن انتهاك الكنائس والصلبان وهي رمز العطاء، في تصرف ليس عفوياً، بل هو مخطط لزرع الفتن المذهبية». كلام الأم أغنيس ردّت عليه الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» التي أصدرت بياناً للدفاع عن موقف الأم بيلاجيا نتيجة تهجم أنصار النظام السوري عليها بسبب عدم مسايرتها الأكاذيب حول تدمير مقاتلي المعارضة للكنائس وحرقها ونهبها. ويؤكد البيان على «ضرورة وضع معلولا وسواها من المناطق ذات الخصوصية الروحية أو الأثرية تحت الحماية الدولية وإبعاد تداعيات الحرب عنها ومحاولات النظام الكيميائي استغلالها واستخدام ابنائها لغاياته المعروفة».
 
الأميركيون يطمئنون الخليجيين في شأن «جنيف - 2»
باريس - رندة تقي الدين؛ لندن، الرياض - «الحياة»
عشية اجتماع وزراء خارجية «مجموعة لندن» لـ «أصدقاء سورية» في العاصمة البريطانية اليوم الثلثاء، اشتد الضغط الخارجي على المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر «جنيف - 2» الشهر المقبل، وسط ضغط مماثل من داخل فصائل المعارضة للمقاطعة إذا لم تتم تلبية شرطها الأساسي، وهو أن يتولى المؤتمر الدولي ترتيب قيام حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور فيها. لكن الأسد نفسه زاد من تعقيد الصورة بقوله في مقابلة تلفزيونية أمس إنه لا يستبعد ترشيح نفسه مجدداً للرئاسة في انتخابات العام المقبل، وهو أمر ترفضه المعارضة جملة وتفصيلاً، كاشفاً أن الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي كان قد فاتحه بأمر عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وانصبت الأنظار أمس على العاصمة الفرنسية حيث عُقدت لقاءات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين عرب، بينهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وجاءت هذه اللقاءات في ظل انتقاد سعودي رسمي للمجتمع الدولي بسبب عجزه عن معاقبة النظام السوري بسبب ما يقوم به من قمع لشعبه، بما في ذلك استخدام السلاح الكيماوي.
وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» بأن الأمير سعود الفيصل عرض خلال استقباله في مقر إقامته بباريس مع كيري مجمل القضايا بالمنطقة وفي العالم، وعلى رأسها الأزمة السورية والملف النووي الإيراني ومحادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. وعلمت «الحياة» أن السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير حضر لقاء سعود الفيصل وكيري، علماً أن الأخير التقى أيضاً عدداً من وزراء الخارجية العرب.
وكان متوقعاً أن تبدأ نتائج لقاءات الوزير الأميركي في الظهور ليلاً. وبعد مؤتمر صحافي جمع كيري مع وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية بوصفه رئيس اللجنة الوزارية العربية لمتابعة ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من المفترض أن يكون كيري قد عقد لقاء موسعاً ليلاً مع نظرائه العرب ركّز على تطورات سورية والتحضيرات لـ «جنيف - 2». وقال كيري في المؤتمر الصحافي مع العطية، رداً على سوال لـ «الحياة»، ان الولايات المتحدة ستواصل دعم المعارضة السورية المعتدلة، مشيراً من جهة أخرى الى ان ايران لم توافق على جنيف 1 ولذلك سيكون من الصعب أن تكون مساهمتها بناءة في جنيف 2 إذا لم توافق على نص بيان جنيف الأول. أما العطية فقال رداً على سؤال «الحياة» عما اذا حصل تغيير في موقف قطر من النظام السوري، ان السؤال هو هل توقف النظام عن ارتكاب المذابح ضد شعبه. وأضاف: «إذا كان الجواب بالنفي فإن موقف قطر ثابت كما هو: نحن مع مطالب الشعوب».
وقال مصدر غربي مطلع لـ «الحياة» إن كيري يريد طمأنة الخليجيين بالنسبة إلى مؤتمر جنيف، لافتاً إلى أن الأمر الأول الذي يسعى إليه هو تأكيد التزام الأميركيين بنص «جنيف - 1» (في 2012) والذي يدعو إلى إقامة حكومة ذات صلاحيات كاملة تسحب من يدي الأسد. واضاف أن الأمر الثاني الذي يريد كيري طمأنة الخليجيين في شأنه يتعلق بدعم المعارضة السورية «المعتدلة»،، مشيراً إلى ضرورة «تغيير المعادلة» لدى الأسد من خلال إقناعه بأنه لا يستطيع الحسم، وأنه لهذه الغاية سيتم تعزيز التنسيق مع «المعتدلين» عبر اللواء سليم إدريس رئيس أركان «الجيش الحر». أما الأمر الثالث في محادثات كيري مع الوزراء الخليجيين فسيركز على ضرورة «الحل السياسي» للأزمة السورية.
في موازاة ذلك، نقل تلفزيون «الميادين» عن الرئيس الأسد قوله في مقابلة أجريت معه أمس إنه لا يستبعد ترشيح نفسه مجدداً لرئاسة الجمهورية، علماً أن ولايته الحالية تنتهي العام المقبل. وبحسب ما أوردت «رويترز»، قال الأسد رداً على سؤال حول ما اذا كان المناخ ملائماً لاجراء انتخابات رئاسية: «يستند هذا الجواب على نقطتين الاولى هي الرغبة الشخصية والثانية هي الرغبة الشعبية. بالنسبة للنقطة الأولى والمتعلقة بشخصي أنا لا أرى مانعاً من الترشح للانتخابات المقبلة. أما النقطة الثانية وهي الرغبة الشعبية فمن المبكر الآن أن نتحدث عن هذه النقطة لا يمكن أن نبحثها إلا في الوقت الذي يتم فيه الاعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية».
وتحدث الرئيس السوري عن مهمة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، فقال: «نطلب من الإبراهيمي أن يلتزم بمهمته في سورية وأن لا يخرج عنها»، علماً أن نظامه كان قد اتهم الإبراهيمي في السابق بالخروج عن المهمة الموكلة إليه.
وقال الأسد في هذا الإطار: «هو (الإبراهيمي) مكلف بمهمة وساطة. الوسيط يجب أن يكون حيادياً في الوسط. لا يقوم بمهام المكلف بها من قبل دول أخرى وانما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض. هذه هي مهمة الاخضر الابراهيمي». وأضاف: «في الزيارة الثالثة تحدث أو ربما حاول أن يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2014 وهذا الكلام كان في نهاية 2012 وطبعاً كان الجواب واضحاً: أن هذا الموضوع، سورياً غير قابل للنقاش مع أي شخص غير سوري».
وكان لافتاً أمس أن الإبراهيمي الذي واصل جولته الإقليمية وانتقل من القاهرة إلى بغداد، طلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العمل مع النظام السوري لإقناعه بتقديم «تنازلات»، من دون الإفصاح عن ماهيتها.
وكرر الأسد حملته على المملكة العربية السعودية، قائلاً إنها «تدعم علناً المجموعات المسلحة» في سورية، كم اتهمها مع قطر وتركيا بالتورط في «دعم الإرهاب».
وعلى الصعيد الميداني، قتل النظام السوري في طفس بدرعا الجنوبية الضابط المنشق البارز المقدم ياسر العبود (أبو عمار) قائد «لواء فلوجة حوران» وقائد عمليات «المنطقة الشرقية»، وهو واحد من أبرز الضباط المنشقين في جنوب البلاد. وتزامن مقتله مع تراجع القوات الحكومية عن مواقع كانت تحت سيطرتها في دير الزور بشرق سورية، في حين وجّه سكان مدينة المعضمية في جنوب دمشق نداء استغاثة بعد شهور من الحصار والقصف، وسط محاولات اقتحام متكررة لقوات النظام.
 
الإبراهيمي يطلب مساعدة العراق في إقناع الأسد بتقديم «تنازلات»
الحياة....بغداد - عبدالواحد طعمة
وصف الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي في بغداد أمس، الأزمة السورية بأنها في منتهى الخطورة على الشعب السوري والعالم، وأكد أن زيارته هي «للتشاور مع الحكومة في هذا البلد الشقيق حول المأساة الخطيرة جداً في سورية». والعراق المحطة الثانية في جولة إقليمية للإبراهيمي للتحضير لمؤتمر «جنيف-2» الشهر المقبل.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان عن مكتبه بعد لقائه الابراهيمي إن وصول الخيارات العسكرية إلى طريق مسدود جعل فرص الحل واحتمال نجاح المبادرات السلمية أكثر قبولاً، وأبدى استعداد بلاده التام لـ «إسناد جهود المبعوث الدولي ودعمها بما يحقق حلاً سياسياً مطمئناً لجميع السوريين والمنطقة». وأوضح البيان أن الإبراهيمي طلب مساعدة العراق في إقناع نظام الرئيس السوري بتقديم «تنازلات».
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس: «نحن متفقون (أي الابراهيمي والحكومة العراقية) اتفاقاً كاملاً على أن هذه الأزمة في منتهى الخطورة على الشعب السوري أولاً وأيضاً على العالم». واعتبر ما تمر به سورية «أخطر ما هو موجود الآن ويهدد المنطقة والسلم العالمي والاستقرار».
وحول زيارته لبغداد أكد الإبراهيمي «أنا أزور بغداد للتشاور مع الحكومة في هذا البلد الشقيق حول المأساة الخطيرة جداً في سورية». وعن موعد عقد مؤتمر جنيف-2 الذي زاد اللغط حوله، قال: «نحن نتشاور من أجل تحديد الموعد الذي يساعد الجميع وبخاصة الاطراف السورية والاقليمية، وسنقابل خلال الأيام القليلة المقبلة الكثير من الناس». وتابع: «نأمل أن يكون موعد جنيف-2 في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وسيعلن بعد الاتفاق عليه». وسُئل عما إذا تمت تسمية الاطراف التي ستحضر المؤتمر إضافة إلى الأطراف السورية، شدد الابراهيمي على القول: «إن المؤتمر يجب أن يجتمع فيه كل من له مصلحة أو نفوذ في الشأن السوري». ورداً على سؤال عن حضور السعودية وتركيا من عدمه، أكد: «أن هذه الدول لها مصلحة أو نفوذ وبالتالي من مصلحة الشعب السوري أن تحضر».
وأشار زيباري، من جهته، إلى أن «الأخ الإبراهيمي في بغداد لبحث الازمة السورية وتداعيات الازمة في سورية على الدول المجاورة ودول المنطقة». وأضاف: «كما تعلمون هناك جهود دولية مكثفة تقوم بها الامم المتحدة والولايات المتحدة من اجل عقد مؤتمر جنيف ومن الطبيعي أن هذه المشاورات تصب في هذا الاتجاه والكل مقتنع حالياً أن الحل السياسي للأزمة السورية هو الخيار المتاح حالياً من منطلق فائدة الشعب السوري».
وفي بيان عن مكتبه عقب اللقاء مع الإبراهيمي، أعرب المالكي عن أمله في «التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية من شأنه أن يجنّب الشعب السوري الشقيق المزيد من المآسي والآلام». واعتبر: «وصول الخيارات العسكرية إلى طريق مسدود وتنامي القناعة بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة، جعلا فرص الحل واحتمال نجاح المبادرات السلمية أكثر قبولاً»، مؤكداً أن العراق «على استعداد تام لإسناد جهود المبعوث الدولي ودعمها بما يحقق حلاً سياسياً مطمئناً لجميع السوريين والمنطقة». وختم البيان: «طالب السيد الاخضر الابراهيمي بدعم عراقي وإسناد لجهود الحل السلمي وتشجيع الأطراف جميعاً بما فيها النظام السوري على تقديم التنازلات من أجل الحل، مضيفاً أن الحل السياسي يمثل مصلحة لجميع الأطراف».
 
وزير الداخلية اللبناني: السجينات السوريات لم يطلقن بعد ... وطائرة قطرية في بيروت لنقلهنّ إلى تركيا
بيروت - «الراي»
مع جلاء «غبار» الاحتفالية التي عاشتها بيروت باستعادة اللبنانيين التسعة الذين كانوا مخطوفين في أعزاز السورية منذ 22 مايو 2012، بقيت الانظار شاخصة على «علبة أسرار» المفاوضات التي أفضت الى صفقة التبادُل التي ساهمت في التوصل إليها قطر والسلطة الفلسطينية وتركيا والنظام السوري اضافة الى الوسيط الالماني ولبنان عبر وزارة الداخلية والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
وفي حين اكتملت حلقات «كرنفال الفرح» بين الضاحية الجنوبية التي ما زالت تحت تأثير استرجاع اللبنانيين التسعة ليل السبت، وبين تركيا التي استعادت طياريها اللذين كانا مخطوفيْن في بيروت منذ 9 اغسطس الماضي، فان الحلقة الثالثة من صفقة التبادل اي السجينات السوريات اللواتي كان «لواء عاصفة الشمال» (خاطف اللبنانيين في اعزاز) اشترط الافرج عنهن من زنازين النظام السوري لقاء تخلية اللبنانيين، ما زالت محفوفة بالغموض وسط تضارُب في المعلومات حول مصير السجينات.
ففيما اعلن السفير الفلسطيني فى أنقرة نبيل معروف أنه تم إطلاق سراح السجينات وأتيح لهن التوجه إلى أي مكان دون أن يحدد الزمان، اشارت تقارير في بيروت الى عدم إطلاقهن (حتى عصر امس) بخلاف ما تردّد، وهو ما لاقاه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الذي أكد أن السجينات «لم يتم الإفراج عنهن بعد»، عازياً السبب الى تعديلات أدخلتها المعارضة السورية على لائحة السجينات الأولى. لكنه شدد على أن الصفقة مستمرة والاتفاق واضح وأن «طائرة قطرية نوع إيرباص وصلت يوم السبت الى مطار رفيق الحريري الدولي لهذه الغاية وهي ستبقى هناك مدة ثلاثة أيام لنقل السجينات المحرّرات الى تركيا».
وفي سياق متصل، نُقل عن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قوله ان «المعلومات عن اطلاق عشرات السجينات السوريات غير مؤكدة»، مضيفا ان معلومات المرصد تفيد انه «في اليوم الاول لعيد الاضحى أفرج النظام عن 132 سجينة، 47 منهن غير سوريات، من بينهن 17 فلسطينية، بالاضافة الى الافراج عن 12 جثة». واشار عبد الرحمن الى ما وصفها بـ «معلومات مضللة كثيرة» نشرت حول موضوع التفاوض «لاسيما لجهة وضع لواء عاصفة الشمال في واجهة التفاوض، والحقيقة ان لواء التوحيد هو الذي كان ممسكاً بانهاء الملف لوجستياً». ولفت الى تقاضي الجهة الخاطفة مبلغ 100 مليون يورو في صفقة التبادل.
وكانت معلومات نُشرت عن تزامن الافراج عن المخطوفين اللبنانيين والطيارين التركيين والسجينات السوريات، وعن توجه الاخيرات عبر طائرة من دمشق الى مطار أضنة حيث فرضت السلطات التركية تكتماً اعلامياً على الموضوع، كما جاء في المعلومات ان الحرية تركت للسجينات بالتوجه الى تركيا او البقاء في سورية، الا ان اي صور او تصريحات للسجينات المحررات لم تكن ظهرت حتى عصر امس، وهو ما اثار علامات استفهام.
«كوماندوز» تركي أخرج اللبنانيين من أعزاز
اسطنبول - ا ف ب - كشفت صحيفة «صباح» التركية المقربة من الحكومة، ان الرهائن اللبنانيين التسعة الذين افرج عنهم السبت بعد احتجازهم 17 شهرا لدى معارضين سوريين مسلحين، اخرجوا من سورية «في عملية لفريق كوماندوز للاستخبارات التركية».
وأكدت الصحيفة ان القوات الخاصة التركية تدخلت الاربعاء في 16 اكتوبر في مدينة اعزاز التي تشهد منذ اسابيع معارك عنيفة بين جماعات اسلامية متشددة واخرى معارضة للرئيس بشار الاسد.
وتمكن الكوماندوز من اخراج الرهائن اللبنانيين ونقلهم الى الاراضي التركية من دون المشاركة في المعارك بحسب الصحيفة التي لم تذكر مصادر معلوماتها.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,911,508

عدد الزوار: 7,008,119

المتواجدون الآن: 92