بارزاني: لن ننسحب من المناطق المتنازع عليها...السيستاني يطالب بالاتفاق على الرئاسات الثلاث...العراق: قتل سجناء بشكل جماعي يشير الى عمليات إعدام نفذتها الشرطة ...

«داعش» يتراجع في تكريت ويتقدم في الأنبار....المستشارون الأميركيون بدأوا مهمتهم في العراق والجيش يتقدم في تكريت ويستعد لمهاجمتها....«داعش» يقترب من بغداد ويسعى لإقامة «دولة نفطية»

تاريخ الإضافة الأحد 29 حزيران 2014 - 6:21 ص    عدد الزيارات 1656    القسم عربية

        


 

«داعش» يتراجع في تكريت ويتقدم في الأنبار
بغداد - «الحياة»
تقدمت القوات العراقية في محافظة صلاح الدين، بعدما طردت مسلحي «داعش» من جنوبها، وتستعد لمهاجمته وسط المدينة، فيما تقدم التنظيم في محافظة الأنبار، وسط أنباء ومؤشرات كثيرة إلى أن العشائر التي التفت حوله بدأت تشعر بالضيق من فرضه قوانينه عليها. وتوقعت بعض المصادر أن لا يطول الوقت قبل أن تنتفض عليه، خصوصاً إذا نجح المستشارون الأميركيون الذين باشروا عملهم أمس في إعادة تشكيل «الصحوات»، ونجحت المساعي لتنحية رئيس الوزراء نوري المالكي.
من جهة أخرى طالب المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني الكتل السياسية بالتوافق على الذين سيتولون مناصب الرؤساء الثلاثة (الجمهورية ومجلس النواب ورئاسة الوزراء)، قبل جلسة البرلمان الجديد مطلع الشهر المقبل، محذراً من مخطط لتقسيم العراق.
في غضون ذلك، جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تعهده عدم قواته سحب من المناطق المتنازع عليها. وقال «أنها (القوات) طبقت المادة 140 من الدستور وانتهى الأمر».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري قوله إن «طيران الجيش ينفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في تكريت (160 كلم شمال بغداد) لحماية قواته التي تسيطر على الجامعة»، مضيفاً ان «وحدات أخرى تنتشر حول المدينة استعداداً لتنفيذ عملية كبيرة ضد الارهابيين».
واكد ان «تحقيق التقدم في تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على الموصل (350 كلم شمال بغداد) اضافة الى السيطرة على الارض في اتجاه محافظة ديالى» في الشرق».
إلى ذلك، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى (أ ف ب) ان «بضع» طائرات من دون طيار بدأت تحلق فوق بغداد لحماية المستشارين والديبلوماسيين اذا تطلب الامر ذلك. وأضاف: «بدأنا ذلك خلال الساعات ال48 الماضية»، الا انه اوضح ان هذه الطائرات «غير مكلفة توجيه ضربات إلى الجماعات الاسلامية المتطرفة».
وقبل ايام من أول جلسة للبرلمان الجديد الثلثاء المقبل، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيستاني، في خطبة الجمعة «بعد صدور المرسوم من رئاسة الجمهورية الذي دعا اعضاء مجلس النواب الى عقد الجلسة الأولى، أصبح المطلوب من الكتل السياسية الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الايام الباقية» على موعد الإستحقاق الدستوري. واعتبر ذلك «مدخلاً للحل السياسي الذي ينشده الجميع».
في هذا الإطار، علمت «الحياة» أن التحالف الشيعي توصل إلى اتفاق على تقييد عمل رئيس الوزراء بالإتفاق مع الطوائف الأخرى، وأن يكون للبرلمان دور أكبر في القرارات السياسية.
وبعد يوم من زيارته كركوك للمرة الاولى منذ سيطرة الاكراد عليها، اكد بارزاني ان هذه السيطرة باتت «نهائية» ما يعني ضمها من جانب واحد. وقال خلال مؤتمر صحافي مع هيغ: «صبرنا عشر سنوات على الحكومة الاتحادية لحل مشكلة هذه المناطق (المتنازع عليها) وفق المادة 140 من دون جدوى».
واضاف «كانت في هذه المناطق قوات عراقية وحدث فراغ أمني وتوجهت قوات البيشمركة لملء هذا الفراغ، والآن انجزت (طبقت) هذه المادة ولم يبق لها وجود».
وتنص المادة 140 على اجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها، خصوصا في ليقرر السكان الإنضمام إلى كردستان أو إلى بغداد.
إلى ذلك، قال مصدر أمني لـ «الحياة» امس ان «نصف المستشارين الاميركيين وصلوا الى بغداد والباقون سيصلون خلال ساعات»، وأضاف ان «جنرالاً اميركياً شارك في حرب عاصفة الصحراء عام 1991 وفي العمليات العسكرية بعد 2003 يرأس بعثة المستشارين. وسيعمل الجميع في إطار مكتب التعاون الامني ويشكلون فريقاً واحداً مع الجانب العراقي»، واكد ان لقاءات جرت بينهم وقادة عسكرين عراقيين. واوضح ان «الاجتماعات بين الجانبين تتناول القضايا الفنية وكيفية تبادل المعلومات».
على المستوى الإنساني، ما زال النازحون، خصوصاً المسيحيين، من المناطق التي سيطر عليها «داعش» يتدفقون على أربيل. وكان النزوح الأخير من مدينة الحمدانية القريبة من إقليم كردستان، بعدما تعرضت للقصف تمهيداً لاجتياحها،لكن مصادر كردية أكدت أن «البيشمركة» استطاعت السيطرة على الموقف.
وحذرت المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين من نزوح المزيد من العراقيين ، مطالبة بإقامة ممرات آمنة لإيصال المساعدات إليهم.
 
المستشارون الأميركيون بدأوا مهمتهم في العراق والجيش يتقدم في تكريت ويستعد لمهاجمتها
بغداد – «الحياة»
واصل مسلحو الفصائل السنية المسلحة، وفي طليعتهم تنظيم «داعش»، تقدمهم في محافظة الأنبار، غرب بغداد، وديالى (شرق) فيما تراجعوا في محافظة صلاح الدين (شمال)، خصوصاً في تكريت، فيما أكدت مصادر أمنية أن نصف المستشارين الأميركيين وصل إلى البلاد، وبدأوا جمع المعلومات وتحديد أماكن تحرك المسلحين.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى لـ «الحياة» أمس، إن «نصف المستشارين الأميركيين وصلوا إلى بغداد والباقين سيصلون خلال ساعات»، وأضاف أن «جنرالاً أميركياً شارك في حرب عاصفة الصحراء عام 1991 وفي العمليات العسكرية بعد 2003 يرأس بعثة المستشارين. وسيعمل الجميع في إطار مكتب التعاون الأمني الأميركي العراقي ويشكلون فريقاً واحداً مع الجانب العراقي»، وأكد أن لقاءات جرت بينهم وقادة عسكرين عراقيين.
وأوضح المصدر أن «الاجتماعات بين الجانبين تتناول القضايا الفنية وكيفية تبادل المعلومات»، وأشار إلى أن «الجانب الأميركي قال إن الجيش العراقي لا يملك تقنيات ضرورية لعمل المستشارين يجب أن تكون منتشرة على الخطوط الأمامية في الجبهات، وهو ما قد يتطلب نشر عناصر أمن أميركية لتشغيل أجهزة ترصد الأوضاع وترسلها إلى غرف العمليات المشتركة». ولفت إلى أن «طائرات من دون طيار أميركية ستكون أساس عمل المستشارين».
وتعكس سرعة وصول المستشارين الأميركيين، مخاوف واشنطن من أن تملأ إيران الفراغ الأمني في البلاد، بعد إعلان عدد من المسؤولين الإيرانيين استعداد طهران لتقديم المساعدة، وسط أنباء عن حشود عسكرية على الحدود مع العراق.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، قال امس إن «إيران مستعدة لتقديم مساعدات عسكرية للعراق لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأضاف «إذا استعان العراق بنا فنحن مستعدون لتقديم المعدات العسكرية وفق القانون الدولي وبشكل شفاف».
ميدانياً، حقق الجيش العراقي تقدماً في صلاح الدين، بعد يومين من العمليات العسكرية بمشاركة الطيران وانسحب «داعش» من مناطق سيطروا عليها منذ ثلاثة أسابيع.
وقال مصدر امني في «قيادة عمليات سامراء» لـ «الحياة» إن «الحملة التي نفذها الجيش خلال اليومين الماضيين في جنوب تكريت وبعد العمليات النوعية التي تمت في مصفاة بيجي وجامعة تكريت اضطرت عناصر داعش إلى الانسحاب».
وأضاف أن «داعش كان سيطر على المستشفى الرئيسي في تكريت ولكن معلومات استخباراتية وصلت إلينا أفادت أنه انسحب بشكل كامل من المستشفى والمناطق المحيطة به، كما انسحب من ناحية العلم جنوب المدينة».
وأكد أن «هناك خطة للهجوم على وسط تكريت لتطهيرها من المسلحين بشكل كامل وبعدها التوجه إلى شمال المدينة»، وأشار إلى أن الطيران لعب دوراً في تحقيق هذا التقدم على الأرض.
وأفاد مصدر امني آخر أن القوات، بالتعاون مع السفارة الصينية استطاعت إجلاء حوالى 1500 موظف وعامل صيني من محافظة صلاح الدين إلى بغداد.
لكن الوضع بدا مختلفاً في محافظة ديالى، حيث تمكن المسلحون من السيطرة على بلدة منصورية الجبل، التي تقع على حدود بغداد الشرقية، بعد معارك عنيفة استمرت أياماً.
وفي الأنبار، حذر نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي من انهيار الشرطة المحلية ، وقال إن مسلحين تسللوا إلى منطقة جزيرة البوذياب التي لا تبعد اكثر من 500 متر عن قيادة عمليات الأنبار ومبنى المحافظة.
وقال العيساوي في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «قوات الشرطة المحلية انهارت في العديد من المناطق في الأنبار خصوصاً في جنوب المدينة ما أدى إلى تغلغل المسلحين فيها بعد تركيز الجهد العسكري شمال الرمادي».
ولفت إلى أن «قوات الجيش تعمل بمفردها في الأنبار الآن وهناك خوف من انهيار الأمن، ولفت إلى أن هناك خطة لتأمين مدينة حديثة من المسلحين لحماية مشاريع اتحادية مهمة، مثل سد حديثة ومحطة الكهرباء ومصفاة نفط مهمة».
 
بارزاني: لن ننسحب من المناطق المتنازع عليها
بغداد - «الحياة»
أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس، أن المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها «أنجزت وانتهت»، بعد سيطرة قوات «البيشمركة»على تلك المناطق، فيما أكد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ وجود توافق بين معظم الأطياف العراقية على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي مع هيغ في اربيل إن «المادة 140 أنجزت وانتهت ولن نتحدث عنها بعد الآن».
وتنص هذه المادة 140 من الدستور على تطبيع الأوضاع في كركوك والمناطق المتنازع عليها، وإجراء إحصاء لسكانها، ثم استفتاء لتحديد رغبتها في الانضمام إلى إقليم كردستان من عدمه.
وأضاف بارزاني: «صبرنا 10 سنوات لحل قضية المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 لكن من دون جدوى». وأشار إلى أن «هذه المناطق كانت فيها قوات حكومية لكنها انسحبت بعد أحداث الموصل وكان لا بد من دخول قوات البيشمركة إليها لحمايتها ومنع سقوطها بيد الإرهابيين».
من جانبه، أكد هيغ أن «هناك توافقاً بين معظم الأطياف في العراق على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية لحل الأزمة»، وشدد على أن تكون «حكومة توافقية تضم جميع الأطياف في العراق». وحول الوضع الأمني في المنطقة وطبيعة المساعدة التي يمكن أن تقدمها بلاده للحكومة العراقية قال إن «لندن ستقدم اقتراحات للحد من وصول الدعم إلى الجماعات المسلحة». ولم يستبعد «تدخلاً عسكرياً»، مؤكداً أهمية «إيجاد حل سياسي للأزمة».
واعتبر مسألة اختيار رئيس الحكومة شأناً محلياً، مشيراً إلى أنه «لا يمكن أن نحدد من هو رئيس الوزراء المقبل فالأمر لا يعود إلينا ولا إلى أي دولة أخرى».
وتأتي زيارة هيغ اربيل بعد يوم واحد من لقائه في بغداد رئيس الوزراء نوري المالكي.
إلى ذلك، قالت مصادر سياسية لـ»الحياة» إن مفاوضات كتل «التحالف الوطني» الشيعية لاختيار رئيس الحكومة وصلت إلى نهاياتها، وأن هناك توافقاً بين القوى الشيعية نفسها أو مع القوى السنية والكردية على المرحلة المقبلة.
وأكد المصدر أن «قضية ترشح المالكي لولاية ثالثة حسمت، والبحث يجري حول اتفاق نهائي على بديل من بين مرشحين أبرزهم زعيم التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، والقياديان في كتلة المواطن عادل عبد المهدي، وأحمد الجلبي».
وأضاف إن «ائتلاف دولة القانون أظهر في اليومين الأخيرين استعداده لتقديم بدلاء عن المالكي وبالفعل قدم اسم الجعفري».
وتوقع المصدر أن يشهد العراق تشكيل حكومة قريباً، وأكد أن «قوى التحالف الوطني اختصرت التفاصيل والمناورات السياسية، وأعدت خريطة طريق وضمانات ستقنع الشركاء بصرف النظر عن اسم رئيس الحكومة».
وتابع أن «رئيس الحكومة المقبل لن يكرر تجربة المالكي، فهناك قيود وضمانات داخل كتلة التحالف، فيما سيكون للبرلمان المقبل الدور المحوري الأكبر في قيادة البلد».
 
السيستاني يطالب بالاتفاق على الرئاسات الثلاث
بغداد – «الحياة»
طالب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الكتل السياسية بالاتفاق على الرئاسات الثلاث قبل جلسة البرلمان الأولى المقررة بداية الشهر المقبل، وحذر من مخطط إسرائيلي لتقسيم البلاد، فيما اتهم خطيب الجمعة في الرمادي رئيس الوزراء نوري المالكي بـالاستعانة بالمليشيات وبنظام (الرئيس) بشار الأسد لإبادة السنة».
وقال ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة: «هناك مخطط لتقسيم العراق يجري تنفيذه في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، ولا بد أن نعيه ونحذر منه، لا سيما أن رئيس الكيان الإسرائيلي يجاهر بتأييد ذلك».
وطالب الكربلائي الكتل السياسية «بالاتفاق على الرئاسات الثلاث قبل موعد الجلسة الأولى للبرلمان الثلاثاء المقبل»، وأوضح أن هذا «مدخل للحل السياسي الذي ينشده الجميع».
وأضاف أن «على كل الأطراف الابتعاد عن أي شحن إعلامي طائفي أو قومي يولد مشاعر عدائية بين العراقيين ولا يجوز اتهام بعضنا بعضاً بأي موقف غير لائق خلافاً لتوحد العراقيين»، وحذر القوات المسلحة والمواطنين من «الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تصدر عن بعض القنوات التلفزيونية المغرضة».
ودعا وسائل الإعلام العراقية إلى «تسخير طاقاتها للدفاع عن العراق ووحدة أرضه وشعبه»، وطالب «المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية بتقديم المساعدات إلى العائلات النازحة من مختلف مناطق القتال والتي تعيش أوضاعاً مزرية وصعبة جداً، مع ضرورة وقوف المواطنين مع هذه العائلات وتقديم ما يمكن تقديمه لها من مأوى وطعام وحاجات ضرورية».
في الرمادي، اتهم خطيب الجمعة دهام العسافي المالكي بالاستعانة «بالمليشيات الإيرانية والطيران السوري لإبادة أهل السنة والجماعة» في العراق. وقال إن «المالكي أرسل جيوشه وميليشياته والمرتزقة لقتل المدنيين في الفلوجة والرمادي لكنهم فشلوا وهربوا بملابس مدنية من دون مقاومة ثوار العشائر حتى استعان المالكي بالمليشيات والعصابات الإيرانية واستأجر مقاتلات حربية من بشار الأسد لإبادة أهل السنة والجماعة».
وأضاف أن «المالكي يتصرف في سكرات موته الأخيرة، كونه يعلم بأنه طاغية ولا يعرف معنى الإنسانية والخلُق»، وأشار إلى أن «كل الدول العربية والمجتمع الدولي دان جرائمه وسحب سفراءه من بغداد لأنهم علموا أن الثورة الشعبية ستصل إلى المنطقة الخضراء لتحقيق مطالب الشعب بالأمن والاستقرار».
وأشار إلى أن «الثورة الشعبية مستمرة ولن تنتهي حتى تحقيق الأهداف الوطنية والدستورية مهما فعل المالكي ومليشياته من جرائم وقتل وإبادة لأهل السنة والجماعة، ومحاولته اتهام الثوار بأنهم من تنظيم داعش».
 
الطائرات الأميركية المسلحة تبدأ تحليقها في سماء العراق ومسؤولون في حزب المالكي لا يؤيدون استمراره لولاية ثالثة

بغداد: «الشرق الأوسط» ..... في الوقت الذي حلقت فيه أول طائرة أميركية مسلحة من دون طيار في سماء العراق يوم الخميس الماضي، عقد القادة السياسيون من الشيعة اجتماعات في محاولة لتقرير من يجب أن يكون رئيس الوزراء التالي للبلاد. ولأول مرة، يعرب بعض من أعضاء حزب رئيس الوزراء نوري المالكي ذاته عن تشككهم في أنه سيكون مرشحا ناجحا.
جاءت مشاورات القادة السياسيين على خلفية الفوضى الجديدة التي تسببت بها جماعات سنية مسلحة أحدثت اضطرابات في البلاد وزادت من حدة الانقسامات حول قدرة المالكي، رئيس الحكومة ذات الأغلبية الشيعية، على إنقاذ العراق من أسوأ أزمة تحل به منذ مغادرة القوات الأميركية في عام 2011.
ومن جانبها تدعي الحكومة تحقيق انتصار نادر على المتطرفين المتخفين في إحدى الجامعات في مدينة تكريت في الشمال؛ بينما تم العثور على تسعة رجال مجهولي الهوية مقتولين بطلقات نارية في بلدة جنوب بغداد؛ وأسفر تفجير قنبلة عن مصرع 12 شخصا على الأقل في حي شيعي في العاصمة.
وصرح مسؤول في البنتاغون في واشنطن بأن دوريات طائرات بريديتور المسلحة بدأت تحلق في سماء بغداد، في عملية تهدف إلى تقديم حماية إضافية لأول فرق التقييم العسكرية الأميركية التي تنتشر في بغداد وما حولها لمساعدة الجيش العراقي على محاربة المسلحين.
سوف تقوم طائرات بريديتور، المزودة بصواريخ «هيلفاير» بنحو 40 جولة استطلاع غير مسلحة عن طريق تحليق طائرات أميركية بطيار أو من دون طيار يوميا في سماء العراق. وصرح المسؤول في البنتاغون بأن الطائرات المسلحة غادرت من قاعدة جوية في الكويت.
وحث دبلوماسيون غربيون، بالإضافة إلى رجال دين ذوي نفوذ لدى الأغلبية الشيعية في العراق، حكومة المالكي المؤقتة على الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، وشجعوا المالكي على ضم شخصيات من السنة والأكراد إلى الحكومة لإضفاء مزيد من المصداقية عليها في حربها ضد المتطرفين السنة. ولكنه يرفض حتى الآن تقديم أي تنازلات يطالب بها السنة والأكراد، مما يثير الانزعاج حتى بين الجماعات الشيعية الأخرى. لذلك يحاول البعض إقامة تحالف مع السنة والأكراد ليحل محل رئيس الوزراء.
بدا ذلك صعبا، حيث إن حزب دولة القانون الذي يقوده المالكي يملك على الأقل 91 مقعدا في البرلمان المكون من 328 مقعدا، في حين لا تزيد حصة مختلف الأحزاب الأخرى عن 33 مقعدا. ويستلزم تشكيل الحكومة الحصول على أغلبية مكونة من 165 مقعدا.
ولكن في الوقت الحالي، أعرب اثنان على الأقل من تكتل دولة القانون التي يقودها المالكي علانية عن مخاوفهم بشأن قدرة المالكي على الاستمرار.
وصرح عبد الكريم العنزي، الوزير السابق للأمن الوطني والمشرع الشيعي البارز المنضم إلى ائتلاف دولة القانون: «سيكون من الصعب للغاية على المالكي أن يحتفظ بمنصبه. فالوضع معقد لغاية، والمباحثات لم تصل إلى حل حتى الآن. ولا يزال رئيس الوزراء يقول إن معه أكبر تكتل في البرلمان، ولكن الآخرون غير راضين عن استمراره في منصبه. كذلك الأكراد والسنة يطالبون بتغييره. وسوف تكون لديهم اعتراضات كبيرة عليه».
وصرح حسين المرعبي، القيادي في حزب الفضيلة، أحد الأحزاب المشاركة في تكتل المالكي، بأنه لا سبيل إلى إدخال السنة في الحكومة الجديدة سوى برحيل المالكي. وأضاف: «نريد تغيير المالكي في خطوة لإثبات حسن النية»، مؤكدا على أنه يعرب عن رأيه الخاص. وأضاف: «إن الحرب لها جانب سياسي، والأعداء يستخدمون المالكي وما فعله كذريعة لحشد الناس داخل وخارج العراق ضد الشيعة والعملية السياسية».
كما أعرب أربعة سياسيون بارزون آخرون من الشيعة – اثنان منهما من تكتل المالكي واثنان من أحزاب متحالفة – عن تحفظاتهم على استمرار المالكي لفترة ثالثة، ولكنهم لا يرغبون في الكشف عن أسمائهم نظرا لحساسية الموضوع.
ومن جانب آخر، أصدرت مجموعة تحالف المتحدون السنية البارزة بيانا يوم الخميس الماضي يثير تساؤلات حول ما إذا كانت سوف تحضر جلسات البرلمان إذا لم يقرر التحالف الوطني الشيعي من سيصبح رئيس الوزراء، وفيما يبدو أن المقصود هو تغيير المالكي، الذي يعارضه المتحدون. يقول نبيل سالم، عالم السياسة من جامعة بغداد: «إنها فترة شديدة الخطورة، ولا يعرف أي شخص ما الذي سوف يحدث».
يريد كثيرون من السنة على وجه التحديد إجراء تغيير على الدستور يقيد مدة تولي رئاسة الوزراء في المستقبل إلى فترتين. كما يريدون أيضا ضمانا بتولي وزارة واحدة من الوزارات الأمنية الرئيسية، سواء الدفاع أو الشرطة، والإفراج عن المعتقلين الذين تم حبسهم دون اتهامات، أو حتى في كثير من الحالات بعد إثبات براءتهم.
أما الأكراد، فيرغبون في امتيازات تسمح لهم بتصدير وبيع النفط الموجود في الأراضي الكردية، من دون إذن من الحكومة المركزية.
وحتى الآن أكد المالكي عدم رغبته في تقديم أي تنازلات لإرضاء السنة والأكراد.
ويقول سياسي شيعي بارز: «لا سبيل إلى عقد أي صفقة مع السنة والأكراد من دون التخلص من المالكي».
يشعر محمود عثمان، السياسي الكردي، الذي لم يترشح في انتخابات البرلمان الأخيرة، بالتشاؤم حيال إمكانية الوصول إلى صفقة لتغيير المالكي، وحذر من أن البرلمان قد ينتهي إلى طريق مسدود رغم التهديد القائم بتقدم المسلحين السنة. وقال: «سوف تكون هذه كارثة. لا تعبأ التكتلات السياسية بشأن البلاد، بل تهتم بذاتها فقط».
 
الحرب النفسية والإشاعة تدخلان على خط المواجهة بين «داعش» والقوات العراقية وأكاديمي إعلامي أكد أن الطرفين يعتمدان على فبركة الأخبار والأحداث

جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: حمزة مصطفى ... في الوقت الذي تحاول فيه الأجهزة الأمنية العراقية إعادة إنتاج صورة البطل المنقذ المتمثلة في اللواء أبو الوليد «قائد لواء الذئب»، في إيحاء نفسي مباشر لنسيان صورة القادة العسكريين الذين تسببوا فيما عرف بـ«نكسة الموصل»؛ في المقدمة منهم الفريق مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى - فإن للمسلحين من جانبهم، وإن تعددت هوياتهم بين «داعش» والبعثيين وثوار العشائر ورجال الطريقة النقشبندية والمجلس العسكري لهم أيضا، نماذجهم البطولية، وتتمثل في عدد من القادة والأمراء الذين يقتلون في المعارك؛ وفي مقدمتهم أبو عبد الرحمن البيلاوي الذي قتل قبيل احتلال الموصل. الدعاية المضادة للمسلحين صورت عملية احتلال الموصل كأنها عملية ثأر لاغتيال البيلاوي. الرئيس العراقي السابق صدام حسين (أعدم أواخر عام 2006) كان له نصيب من المواجهة. فطبقا لإحدى القنوات الفضائية الداعمة للمسلحين، فإنها تعمدت الإيحاء بأن من أعدم لم يكن صدام حسين وإنما أحد أبرز من قيل إنه كان شبيها له، في محاولة منها لرفع المعنويات داخل صفوف من يؤيدها من المقاتلين (البعثيون)، وزرع الخوف والرعب في صفوف الطرف الآخر من خلال الصورة النمطية التي كان يمثلها صدام حسين بصفته واحدا من أكثر الزعماء بطشا بخصومهم. حتى عزة إبراهيم الدوري نائب صدام وأبرز القادة من النظام السابق ممن لم تتمكن القوات الأميركية من القبض عليه (يحتل رقم 6 في قائمة الـ55 المطلوبين الشهيرة) - كان له ولا يزال نصيب وافر من الدعاية. ففي الليلة التي جرى فيها احتلال تكريت من قبل مسلحي «داعش» ومن معهم، رفعت صور الدوري في عدد من المناطق هناك، في المقدمة منها مدينة الدور - مسقط رأسه. لكن الدوري سارع إلى الطلب من مؤيديه عدم رفع صوره لأسباب تتعلق بالتحالفات مع الجهات الأخرى التي لا تريد لما حققته من نجاحات أن يعود إلى طرف معين.
وبينما دخلت الفضائيات على خط المواجهة ومثلها المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، وتويتر، ويوتيوب)، فإن الحكومة العراقية سعت من جانبها إلى إغلاق مواقع التواصل لأسباب أمنية مثلما أعلنت وزارة الاتصالات. العراقيون تحايلوا على الأسباب الأمنية وأعادوا فتح معظم هذه المواقع التي تشهد بث أخبار وآراء، بل وحروب، بعضها يحمل صبغة طائفية. طرفا هذه الحرب يسعيان إلى توظيف كل ما يملكونه من معلومات بغرض إضعاف معنويات الطرف الآخر. نماذج الحرب الأكثر حضورا تفتقر إلى المهنية والاحتراف من قبل الطرفين. فبينما بثت المواقع الإلكترونية والفضائيات المؤيدة للمسلحين خبرا تكرر كثيرا وهو اعتقال قائد لواء الذئب (العميد محمد القريشي المعروف بأبي الوليد) الذي يقاتل في منطقة تلعفر شمال العراق - يتكرر ظهور أبو الوليد على الفضائيات المؤيدة للحكومة العراقية محمولا على أكتاف جنوده في أرض المعركة. ورغم سقوط القضاء بيد المسلحين، فإن تكرار أخبارهم عن اعتقال القائد العسكري المذكور بدا كأنه هدف أكبر من سقوط قضاء بحجم تلعفر. في حين أظهرت دعاية وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة العراقية أن عدم سقوط آمر اللواء المذكور بيد «داعش» أهم من سقوط القضاء.
الدكتور هاشم حسن، عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد، يقول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الأسلوب الذي يستخدمه الطرفان، الحكومي أو (داعش) ومن معها، هو أقرب إلى الفبركة منه إلى الحرب النفسية أو حتى الإشاعة المدروسة، التي يمكن لها أن تؤثر في الخصم بشكل جدي». ويضيف قائلا إنه «في فترة الإعلام الشمولي حيث لم تكن هناك تعددية في وسائل الإعلام، فإن التعامل مع الحرب النفسية والإشاعة يجري بأسلوب مركزي؛ سواء من حيث فبركة خبر أو حالة معينة أو الرد على خبر أو إشاعة، بينما الآن في ظل الفوضى الإعلامية والانقسام المجتمعي وتعدد وسائل الإعلام والدعاية فإنه يصعب السيطرة»، مشيرا إلى أنه «في ظل عدم الاستفادة من أصحاب الاختصاص، فإن كل الوسائل والأساليب تبدو غير مدروسة إلى حد كبير».
وأوضح حسن أن «التعامل مع الإشاعة أو الخبر الذي يهدف إلى إحداث هزة في الخصم لا يجري التعامل معه من قبل الإعلام الرسمي بقدر من المهنية والاحتراف، بالقياس إلى وسائل الإعلام العالمية، ففي الوقت الذي تحدث تلك الوسائل أخبارها ساعة بساعة وأحيانا لحظة بلحظة، فإننا نجد أن نشرة الأخبار في بعض وسائل الإعلام الرسمية يعاد بثها صباحا مثلما كانت عليه في الليل، بينما قد تكون حصلت تطورات غير محسوبة في الميدان».
وفي سياق ذلك، يرى خبير أمني في الحرب النفسية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن اسمه، أنه «في وقت تبدو فيه وسائل الإعلام العالمية أكثر قدرة على التعامل مع الأخبار وأكثر مصداقية لدى الناس - فإن الإعلام المؤيد في العراق لتوجهات الحكومة لا يختلف عن الإعلام المعارض في عدم إيصال المعلومة أو الحقيقة إلى الناس، إلا من وجهة نظره حتى لو جرى تحريف وجهة النظر هذه، وهو ما يجعله لا يحظى بالتأييد أو المتابعة إلا من جمهوره الخاص، ومن ثم يفقد تأثيره في الخصم».
 
طائرات أميركية من دون طيار فوق بغداد
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
تحولت الساحة العراقية فعلياً الى نقطة جذب لتواجد جوي وبري أميركي إيراني لمواجهة التنظيمات السنية المسلحة ولا سيما تنظيم «داعش»، بعد تمكنها من بسط سيطرتها على مناطق عراقية شاسعة مع فتح الجبهة الشمالية الشرقية في ديالى في مسيرة زحفها الى بغداد وتمددها لبلدات عدة. فقد أكدت وزارة الدفاع الأميركية تحليق طائرات أميركية بدون طيار فوق العاصمة بغداد.

وقالت قناة العراقية الرسمية إن «البنتاغون أعلن تحليق طائرات أميركية بدون طيار محملة بالصواريخ فوق بغداد».

وتأتي تلك الخطوة في أعقاب إعلان البنتاغون تعيين ضابط برتبة لواء لرئاسة فرق المستشارين الأميركية، المكلفة بمهمة تقييم المساعدات التي يمكن للولايات المتحدة تقديمها للعراق في حربه ضد «داعش».

وقالت الوزارة بحسب صحيفة «ميامي هيرالد» الأميركية، أن «الجيش الأميركي كلف الميجر جنرال دانا بيتارد الذي يشغل حالياً منصب نائب القائد العام لعمليات الفرقة الثالثة المتمركزة في الكويت بتوجيه أعمال المستشارين الـ300 الذين قال عنهم الرئيس الأميركي باراك أوباما أنهم كلفوا بواجب مساعدة الحكومة العراقية في صد هجمات مسلحي داعش».

وقال البنتاغون إن «نحو 180 عنصراً من هؤلاء المستشارين حالياً في العراق بضمنهم 50 عنصراً وصلوا يوم أمس الخميس».

وتقول مصادر عسكرية أميركية إن أول مهمة من مهمات هذا الفريق هو سد الفجوة الحاصلة في المعلومات الاستخباراتية عن الأوضاع في العراق، والتي قال عنها مسؤولون أميركيون أنها وجدت منذ سحبت الولايات المتحدة قواتها عام 2011.

ويقول خبراء إن الجنرال بيتارد الذي سيترأس قيادة وحدة القوات المشتركة البرية في العراق من المحتمل أيضاً أن يعمل بصفة شبه ديبلوماسية إزاء القادة العراقيين وإن جزءاً من مهمته ستكون سياسية وسيكون بيتارد من ناحية أخرى على اتصال مع القيادة المركزية الأميركية وهي الوحدة العسكرية المسؤولة عن أنشطة الجيش الأميركي في منطقة الشرق الأوسط.

ميدانياً، يحاول المسلحون السنة الحفاظ على المكاسب المتحققة على الأرض واستثمارها في أي تسوية سياسية مقبلة على الرغم من حديث السلطات العراقية عن استعادة زمام المبادرة وشن هجمات لاستعادة المناطق الخارجة عن سلطة حكومة نوري المالكي من دون أن تحقق حتى الآن نتائج ملموسة.

وتبدو الخيارات أمام المالكي العازم على خوض معارك على أكثر من جبهة سواء سياسية أو عسكرية، محدودة لا سيما أن منافسيه في التحالف الشيعي صعدوا من تحركاتهم لاختيار بديل يحظى بقبول الأطراف الكردية والسنية التي تفضل حكومة بوجوه جديدة لا تكرر الأخطاء التي أدت الى الوضع الراهن.

وعلى صعيد المواقف الإقليمية والدولية بشأن ما يجري في العراق كشفت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي عن وجود أكثر من 32 ألف عنصر من عملاء فيلق القدس الإيراني في العراق، مشيرة الى أن زعيم الفيلق الجنرال قاسم سليماني مع 200 من قيادات فيلق القدس في بغداد للإشراف على المعارك الدائرة.

وقالت رجوي في كلمة لها في تجمع حاشد ضم الآلاف من أنصارها في العاصمة الفرنسية باريس وحصلت «المستقبل» على نسخه منها إن « 32 ألف عنصر من عملاء الحرس الثوري الإيراني موجودون بالعراق كما أن قاسم سليماني 200 آخرين من قادة فيلق القدس متواجدون بالعراق للإشراف على المعارك».

وبينت رجوي أن «الشعب العراقي قام بثورة ضد حكومة المالكي وأن انتفاضة الموصل باغتت بيت (المرشد الإيراني علي) خامنئي وهزت أركان قيادة قوات الحرس الثوري« مشيرة الى أن «النظام الإيراني يحاول يائساً ربط الانتفاضة العراقية بالمنظمات الإرهابية رغم أن العشائر العراقية أدانت التطرف والإرهاب ومستعدة لقتال القاعدة».

وأكدت زعيمة المعارضة الإيرانية أن «الثورة العراقية جاءت نتيجة سياسة احتكار السلطة والقمع« مؤكدة أن «الحل يتم بتنحية المالكي وقطع أذرع النظام الإيراني وتشكيل حكومة عراقية شاملة»، مشيرة الى أن «المفاوضات مع الفاشية الدينية الإيرانية لحل أزمة العراق ستؤدي الى مزيد من الحرب الأهلية لأن سيطرة ملالي إيران على العراق أخطر بكثير من المشروع النووي».

ولفتت رجوي الى أن «خطأ الولايات المتحدة التاريخي يتمثل بأن واشنطن اعتبرت نظام الولي الفقيه جزءاً من الحل»، منوهة الى أن العراق تم تقديمه هدية الى إيران التي قامت بحملات إبادة ضد السنة وتهجير المسيحيين وتفجير كنائسهم«، مؤكدة أن العديد من القيادات العراقية موالية بشكل مطلق لنظام ولاية الفقيه. كما أن حزب الدعوة (بزعامة نوري المالكي) بحسب وثائق نملكها طلب الأسلحة من قوة القدس الإيرانية».

وعلى صعيد المواقف المتعلقة بالتطورات على الأرض أكد محافظ نينوى اثيل النجيفي أن تنظيم «داعش» هو القوة المسيطرة على مدينة الموصل مع بعض الجماعات المسلحة الأخرى رافضاً مقاتلة التنظيم تحت «راية شيعية».

وأضاف النجيفي في تصريحات تلفزيونية أن «جميع سكان الموصل سيقاتلون ضد الجيش العراقي إذا ما دخل الى مدينة الموصل» مشيراً الى أنه «لم يعد مفهوم الجيش العراقي كما كان في السابق، فاليوم الجيش اندمجت فيه ميليشيات كثيرة وتغيرت صورته كثيراً«.

وأشار النجيفي الى أن «راية داعش هي المسيطرة على الوضع في الموصل الى جانب فصائل أخرى» معولاً على كثير من تلك الفصائل في طرد «داعش» من المدينة.

ورفض النجيفي فكرة مقاتلة «داعش» تحت «راية شيعية» قائلاً إنه «يجب أن نقاتل داعش تحت راية سنية».

في غضون ذلك كشف وزير الداخلية العراقي السابق جواد البولاني عن خطة عسكرية لتحرير كافة مناطق محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) وخارجها.

وقال البولاني الذي كلفه المالكي بالمشاركة في الإشراف على العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين إن «القوات العسكرية تحقق انتصارات ميدانية في قواطع مختلفة من محافظة صلاح الدين».

من جانبه نفى مصدر في مجلس صلاح الدين العسكري وجود أي تقدم عسكري للقوات العراقية في المدن الخاضعة لسيطرة الثوار. وقال المصدر في تصريح لصحيفة (المستقبل) إن «لا صحة لحصول أي تقدم من قبل قوات المالكي على أي من محاور القتال في مدن صلاح الدين الخاضعة لسيطرة الثوار»، مشيراً الى أن «الثوار بدأوا بتشكيل مجالس إدارة محلية للمدن والبلدات المحررة لإدارة شؤون المناطق«.

وكشف المصدر عن «إسقاط 4 مروحيات ومقتل العشرات من جنود المالكي أثناء محاولتهم السيطرة على مبنى جامعة تكريت»، منوهاً الى ان «طيران المالكي يشن ضربات جوية على بعض المباني والأحياء السكنية في تكريت«.

وفي ديالى (شمال شرق بغداد) أفادت الشرطة بأن 18 عراقياً من عناصر الجيش بينهم ضابط وعدد من أبناء المتطوعين سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات مستمرة مع المسلحين شمال بعقوبة (58 كم شمال شرق بغداد).

وقال المصدر إن «اشتباكات مستمرة بين الجيش العراقي والمتطوعين من جهة ومسلحين من جهة أخرى في منطقتي الدواليب والشوهاني التابعتين لناحية دلي عباس (30 كم شمال بعقوبة) ما أسفر عن مقتل أربعة من الجنود بينهم ضابط برتبة ملازم أول وإصابة 14 اخرين من المتطوعين الشيعة بجروح».

كما أفاد مصدر آخر عن سيطرة المسلحين على منطقة منصورية الجبل بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش العراقي.

وفي الملف السياسي أكدت مصادر مطلعة أن التحالف الشيعي يركز في محادثاته الجارية حالياً على شخصية بديلة للمالكي.

وقالت المصادر في تصريح لـ«المستقبل» أن «المحادثات داخل أروقة التحالف الشيعي ما زالت تدور في حلقة مفرغة خصوصاً مع تمسك ائتلاف دولة القانون بمرشحه رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة».

وأضافت المصادر أن «الائتلاف الوطني الذي يضم التيار الصدري والمجلس الأعلى سيتفق على مرشحين عدة أبرزهم النائب أحمد الجلبي وابراهيم الجعفري ونوعاً ما عادل عبد المهدي».

وكشفت المصادر أن «رئيس الوزراء نوري المالكي وافق على التنحي عن السلطة ليل الخميس الماضي إلا أنه تراجع عن ذلك«، لافتة الى أن «المالكي وافق على مقترح قادة التحالف الوطني بالتنحي عن السلطة مقابل أن يسلم المسؤولية الى شخص آخر من ائتلاف دولة القانون لكنه (المالكي) تراجع عن قراره لاحقاً بعد أن حصل على معلومات بأنه سيحصل على 50 صوتاً من المكون السني تمكنه من تشكيل الحكومة المرتقبة».

وكان المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني حض القوى السياسية على الاتفاق على اختيار رئيس للوزراء ورئيس مجلس النواب المقبل وكذلك رئيس الجمهورية قبل الجلسة الافتتاحية للبرلمان يوم الثلاثاء المقبل.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في كربلاء في خطبة الجمعة أمس إن «اختيار الرئاسات الثلاث سيمهد لإيجاد مخرج للأزمة السياسية«.

من جانبه طالب ائتلاف الوطنية (بزعامة اياد علاوي) بتأجيل الجلسة الأولى لمجلس النواب لحين التوافق على «المشروع الوطني بما يحقق الأمن ووحدة العراق«.

وقال بيان للائتلاف حصلت (المستقبل) على نسخه منه إن «علاوي عقد اجتماع مع قيادات الائتلاف لبحث تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق». وأضاف البيان أن «المجتمعين شددوا على خطورة التدخل الإقليمي والدولي في الشأن العراقي ولا سيما التدخل السياسي السافر والعلني لبعض هذه الأطراف في تشكيل الحكومة القادمة» لافتاً الى أن «الاجتماع أكد على ضرورة الاتفاق السياسي قبل الجلسة الأولى لمجلس النواب بما يتناسب والانفتاح على الحراك الشعبي السلمي وسبل وضع حل للأزمة بما يمنع المزيد من التداعيات الخطيرة».
 
العراق: قتل سجناء بشكل جماعي يشير الى عمليات إعدام نفذتها الشرطة
المستقبل....رويترز
كان من المفترض أن تكون مهمة روتينية. هكذا وصفت الشرطة عملية نقل 69 سجينا من بلدة نائية لسجن في جنوب بغداد، لكن قبل وصولهم إلى وجهتهم كان كل السجناء قد قتلوا.

وتفيد الرواية الرسمية التي أدلى بها محافظ بابل عن الواقعة التي حدثت في الحلة على بعد 92 كيلومترا جنوبي بغداد يوم الاثنين بأن متشددين هاجموا القافلة فقتلوا عشرة سجناء وشرطيا في تبادل لإطلاق النار. وقال محافظ بابل صادق مدلول للصحافيين إن قافلة الحراسة ردت بقوة على الهجوم. لكن نقيبا في الشرطة وضابط شرطة ثانيا ومسؤولا محليا كبيرا من المنطقة التي قتل فيها السجناء في الحلة تحدثوا شرط عدم ذكر اسمائهم وقدموا رواية مختلفة عن الرواية الرسمية قائلين إنه لم يقع أي هجوم وإن الشرطة أعدمت السجناء التسعة والستين جميعهم.

ولم يستطع مصدر ثالث في الشرطة أن يناقض الرواية الرسمية التي أفادت بأن القافلة تعرضت لهجوم، لكنه أكد أن جميع السجناء التسعة والستين قتلوا وقال ان بعضهم لم يلق حتفه في تبادل إطلاق النار، لكن أطلق عليهم الرصاص لمنعهم من الهرب.

جاءت واقعة الحلة بعد أقل من أسبوع من مقتل 52 سجينا في بعقوبة شمالي بغداد. وأفادت رواية الشرطة هناك أيضا بأن السجناء قتلوا في تبادل لإطلاق النار خلال معركة مع متشددين مسلحين، لكن مسؤولين محليين سنة بينهم رئيس البلدية والمحافظ ومسعفون وأقارب للقتلى ذكروا أن جميع الضحايا قتلوا بالرصاص في زنزاناتهم.

ودأبت حكومة العراق على نفي مزاعم بانها تعدم السجناء دون محاكمة. وفي أعقاب تقرير نشرته رويترز في آذار عن عمليات إعدام تقوم بها الشرطة، قال المتحدث باسم الشرطة سعد معن إنه لو حدث ذلك فان المسؤول عنها سيخضع للتحقيق وسيحاسب ويقدم للمحاكمة العسكرية.

ولم يرد معن وغيره من المتحدثين باسم الحكومة العراقية على الطلبات المتكررة للتعقيب على واقعة القتل في الحلة. وعلى النقيض من الحكومة العراقية، فان مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يخفون حقيقة انهم يعدمون سجناء. فهم يرون أن الشيعة كفار ولا بد من قتلهم ويفاخرون بعمليات الإعدام. لكن التقارير التي تتحدث عن قيام قوات الحكومة الموالية لرئيس الوزراء نوري المالكي بإعدام السجناء بدأت تظهر بشكل متكرر مع تفاقم الصراع الامر الذي يثير التساؤلات بشأن الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لرئيس الوزراء الشيعي.
 
«داعش» يقترب من بغداد ويسعى لإقامة «دولة نفطية»
السيستاني يدعو لاختيار «الرؤساء الثلاثة» قبل الثلاثاء
الرأي...عواصم - وكالات - مع اقتراب مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) من بغداد بعد إعلانهم الاستيلاء على بلدة منصورية الجبل في محافظة ديالى، التي تبعد ساعة واحدة فقط عن العاصمة، أوضح تقرير صادر عن «المركز العالمي للدراسات التنموية» ومقره لندن أن الهدف من سعي مسلحي «داعش» للسيطرة على مصفاة بيجي في شمال العراق هو «إقامة دولة نفطية».
وفي وقت بدأت القوات العراقية امس، عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين، لا تزال الاشتباكات مستمرة للسيطرة على مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين ومصفاتها النفطية.
وفي حين يؤكد المسلحون سيطرتهم على معظم المصفاة والمدينة، نشرت قوات رئيس الحكومة نوري المالكي صوراً أكدت انها حديثة، تظهر بعض الجنود منتشرين في منطقة تقع على أطراف مجمع المصفاة.
وبينما تستمر المعارك في الموصل ومحيطها وامتدادها إلى قرية الحمدانية التي تبعد نحو 75 كيلومترا عن حدود كردستان العراق وتتعرض لقصف من المسلحين، تزداد حركة النزوح في اتجاه أربيل.
وفي كربلاء، دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني التكتلات السياسية الى الاتفاق على اختيار رئيس للوزراء ورئيس للبلاد ورئيس للبرلمان قبل انعقاد المجلس الثلاثاء المقبل.
وقال بعد صدور المرسوم الرئاسي الذي دعا الى انعقاد البرلمان الثلاثاء لبدء تشكيل حكومة عراقية جديدة ان المطلوب من الكتل السياسية ان تتفق على «الرؤساء الثلاثة» خلال الايام المتبقية قبل هذا الموعد.
من ناحيته، حذّر الشيخ عبد المهدي الكربلائي، المقرب من المرجعية، من مخطط يجرى تنفيذه حاليا في العراق لتفكيك وتقسيمه.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في اربيل، اكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس، ان سيطرة الاكراد على كركوك ومناطق اخرى متنازع عليها مع بغداد امر نهائي بعدما اعتبر ان المادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق «لم يبق لها وجود».
من ناحية أخرى، أوضح «المركز العالمي للدراسات التنموية» أن هدف «داعش» من سعيه للسيطرة على مصفاة بيجي هو «إقامة دولة نفطية». وتعتبر مصفاة بيجي موقعاً استراتيجياً مهماً إضافة إلى أنها ستمكن المسلحين من الحصول على 170 ألف برميل من المشتقات النفطية وتوفير أكثر من 1200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.
الى ذلك، اعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ان مسلحي «داعش» اعدموا بين 160 و190 جنديا عراقيا في شكل جماعي في يونيو الجاري في تكريت بعد سيطرتهم على المدينة في 11 يونيو.
وفي بكين، افادت صحيفة «تشاينا دايلي» امس، انه تم اجلاء نحو 50 عاملا صينيا من مناطق في شمال العراق ونقلهم في مروحيات الى بغداد، مشيرة الى انه من المتوقع اجلاء نحو 1200 اخرين في الايام المقبلة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,118,343

عدد الزوار: 6,979,040

المتواجدون الآن: 73